Ch34 برج الأبروش
حفلة عيد ميلاد فانغ هاو مقررة مساء الجمعة في
مطعم/ بار على الطراز الإسباني في جنوب المدينة ،،
حضر عدد كبير من المدعوين، لتكون ربما أضخم حفلة
عيد ميلاد أقامها فانغ هاو في حياته ، ويرجع ذلك على
الأرجح إلى الأهمية الخاصة لبلوغه الثلاثين ،،
باستثناء لو يان التي لم تتمكن من الحضور من شنغهاي ،
دعا فانغ هاو أخاه فانغ شنغجي، وتشو ييرو، وفو زيسيانغ،
وتشو تشيتشن، وتشن جيايو — كما دعت تشو ييرو حبيبها
تشنغ شياوشو، وبطبيعة الحال دعا فانغ هاو أيضًا بعض
أصدقائه المقرّبين من خارج العمل
بعد عشاء مطعم تايشان ، كان تشن جيايو قد قرر عفويًا
القيام برحلة مع والدته إلى هانغتشو ، ومنذ ذلك الحين مرّ
ما يقارب أسبوعين دون أن يرى فانغ هاو ،
صباح يوم الحفلة ، قام بكيّ قميص من قمصانه الكاجوال
ثم غادر منزله ،
وبعد أن هبط في مطار داشينغ بعد الظهر ، ذهب خصيصًا
إلى صالة الاستراحة ليبدّل ملابسه ،
خلع بزته ذات الأربع رتب ، واستبدل بنطالها ببنطال رسمي أنيق ،
أما القميص فاختار قميصًا أزرق داكن مزخرفًا بخطوط
دقيقة من الأزرق الفاتح والذهبي، مع ياقة واقفة
ورغم أنه لم يكن يملك الكثير من قمصان الكاجوال ،
لأنه يقضي أربعة إلى خمسة أيام أسبوعيًا بزيه الرسمي
والباقي بملابس عادية ، فإن هذا القميص تحديدًا كان
قطعة مميزة في خزانته ،
لم يحدد فانغ هاو أي قواعد للباس الحفل ، لذا فضّل تشن
جيايو أن يكون مظهره رسميًا بعض الشيء كخيار آمن
أما تشو تشيتشن فقد وصل مرتديًا تيشيرت أسود وبنطال جينز ، عفويًا كما اعتاد ،
وعندما لمح تشن جيايو عند مدخل المطعم لم يتمالك نفسه من القول:
“ أنيق اليوم !”
عادةً اعتاد الجميع رؤيته في زيه الرسمي ، لذا كان لاهتمامه
بين حين وآخر بملابسه أثر واضح ، خصوصًا مع قامته
الطويلة وعرض كتفيه ، فهذا النوع من القمصان يبرز هيئته بشكل أكبر
بهدوء، طوى تشن جيايو أكمامه وقال:
“ أهكذا تظن ؟” ثم ألقى نظرة على مظهر تشو تشيتشن
البسيط وردّ المجاملة بابتسامة خفيفة :
“ وأنت أيضًا .”
توجها مباشرةً إلى داخل المطعم ، ولم يحتاجا إلى نادل
ليرشدهما؛ فبرؤيتهما الحادة استطاع الطياران أن يلمحا من
بعيد فانغ هاو والبقية جالسين في ركن ببوث شبه مفتوح
ولعل السبب أن فانغ شنغجي، وتشو ييرو، وتشو تشيتشن
كانوا جميعًا على علم بما يجري، فقد بدا المقعد على يمين
فانغ هاو وكأنه ' بطاطا ساخنة ' أثناء ترتيب الجلوس ،
يتجنبه الجميع و انتهى الأمر بأن يجلس عليه تشن جيايو ~~
( بطاطا ساخنة = شيء لا أحد يريده )
جلس اثنا عشر شخصًا مكتظين حول طاولة مخصّصة لعشرة فقط ، فتلامس المرافق والركب كان أمرًا طبيعيًا
وجد تشن جيايو ركبته تصطدم مرارًا بركبة فانغ هاو ، وفي
كل مرة كان فانغ هاو يعتذر ، فيضطر تشن جيايو إلى تغيير
وضعيته ، متقاطع الساقين بطول قامته ،
لكن بعض الحاضرين لم يبالوا أبداً بهذا القرب ؛ فعلى
الجهة المقابلة جلس تشنغ شياوشو وتشو ييرو متلاصقين
في ودّ ظاهر ، مما جلب لهما مداعبات مازحة من تشو تشيتشن
وبعد أن انتهى الجميع من اختيار أطباقهم ، تولى تشن
جيايو تمرير الطلب للنادل من فوق فانغ هاو ، بينما ارتكزت يده اليسرى على ظهر كرسيه حتى أخذ النادل قائمة الطعام ،
ولو أن فانغ هاو مال إلى الخلف قليلًا ، لكان المشهد أشبه بعناق كامل
لم يرتدي فانغ هاو ملابس رسمية اليوم ، لكنه بدا مختلفًا عن بساطته المعتادة ،
فعادةً يختار ملابس مريحة وعملية ، كقميص كتان بسيط
إذا كان مناوبًا في النهار ، لكنّه اليوم ارتدى سويتر كشمير
أبيض ، مزيّن بتصميم مميز حول العنق ،
أوسع وأخفض من الياقة المستديرة المعتادة ، كاشفًا عن جزء رشيق من عنقه
وكان ذراع تشن جيايو الأقرب ، لا يفصله عن عنق فانغ هاو
سوى مسافة كف ، بدا السويتر مفصّلًا بدقة ، يكاد يكون
خُيّط على مقاسه ، محددًا عضلات صدره النحيل بوضوح ،
ربما أدرك تشن جيايو أن نظراته صارت مباشرة أكثر من
اللازم ، فسعل بخفوت وحاول أن يُبعد نظراته بعيدًا
مال تشو تشيتشن عبر الطاولة ممازحًا فانغ هاو:
“ كيف مضت الأمور مع تلك المشكلة يوم الأربعاء ؟
جيد أنك استطعت الحضور اليوم ، وإلا كنا احتفلنا من دونك .”
ضحك فانغ هاو مدركًا ما يقصده :
“ نصف نهارنا في اليومين الماضية قضيناه في الاجتماعات .”
ثم التفت تشو تشيتشن إلى تشن جيايو وتشنغ شياوشو ،
وهما طيّارا البوينغ ، وقال بنبرة ساخرة :
“ لا بد أن يُعاد تعديل الـSOP الخاصة بالـ747 من جديد .
لم أسمع يومًا عن مشكلة في الـ الرافع الخلفي "
( SOP اختصار للإجراءات التشغيلية القياسية ،
التي يضطر الطيارون لتحديثها باستمرار وحفظها عن ظهر
قلب ، وهو موضوع شائع بينهم)
وبما أن تشو تشيتشن يقود إيرباص ، فلم تمسّه مشكلة
الـ747 مباشرةً ، وظلّ على حياده
أومأ تشنغ شياوشو قائلًا:
“ تغيير الـSOP أمر بسيط ، المهم ألا يتم إيقاف الطائرة عن الخدمة .”
تشن جيايو:
“ سجل السلامة للـ747-200 ممتاز ، لذا لا أظن أن الأمر
سيصل لدرجة إيقافها ….”
ثم التفت نحو فانغ هاو وتشو ييرو:
“ هل سمعتم أي جديد في البرج ؟”
فالمراقبون في مطار داشينغ موجودون يوميًا ، ويعرفون آخر
ما يجري في التحقيق
أجابت تشو ييرو:
“ كانوا يقيسون المدرج بالأمس ، وسحبوا الطائرة بعد ظهر اليوم ،
يبدو أن التحقيق سيأخذ بعض الوقت .”
وفجأة ، مال فانغ هاو نحو تشن جيايو وبنبرة خافتة لا
يسمعها سواه ، قال ممازحًا :
“ لقد ارتطموا بالمدرج 17L—أأنت حزين ؟”
كان وجهه قريب ، وعلى شفتيه ابتسامة مشاغبة
شعر تشن جيايو بحرارة تتصاعد إلى أذنيه وكأن همسة فانغ
هاو قد أحرقت أعصابه ، فشرد للحظة ثم تنهد قائلاً:
“ 17L … حقًا؟”
أراد أن يمزح حول اختيار الطائرة المدرج المفضل عند
الكابتن من بين سبعة أخرى لتدميره ، لكنه اكتفى بالقول:
“ إنه قريب جدًا من مبنى الركاب ؛ لحسن الحظ لم تقع
حوادث جسيمة .”
أومأ فانغ هاو موافقًا :
“ آمل أن تصدر نتائج التحقيق قريبًا .”
واصل تشن جيايو الحديث :
“ رحلة الشحن تلك… هل تعرف ماذا كانوا يحملون ؟”
أجاب فانغ هاو:
“ لم أتحقق حينها ،، ولو أردنا ، يمكننا البحث ومعرفة ، لكن
لا أستطيع أن أخبرك ….”
وهذا التلميح يعني أن الحمولة سرية ، واستكمالًا لخط تفكيره ، قال فانغ هاو :
“ هل تظن أن المعدات الثقيلة لم تُثبّت جيدًا "
قال تشن جيايو وهو يومئ :
“ بالضبط… طائرة شحن ومشكلة في الرافع الخلفي ؛ من
الممكن أن تكون الحمولة قد تحركت عند الإقلاع ،
واخترقت مخزن البضائع ، وأتلفت الذيل وربما…
صندوق التسجيل الأسود أيضًا .”
كان تشن جيايو يعرف جيدًا هيكل طائرة الـ747 ،،
فنهاية مخزن الشحن يضم مسجل الرحلة المعروف بـ الصندوق الأسود ، بالإضافة إلى خطوط الأنظمة
الهيدروليكية والموازن الأفقي ، وهو ما يفسر مشاكل
التحكم في الرافع الخلفي ،
ولما رأى الجميع غارقين في التفكير ، بادر قائلاً :
“ على أية حال… أنا فقط أطرح فرضية .”
الطيارون الحاضرون أدركوا تمامًا ما قصده ، لكن لا أحد علّق ،
لأن تحليله كان منطقيًا أكثر مما ينبغي ——
هنا تدخل تشو تشيتشن قائلًا وهو يلمح إلى أصدقاء فانغ
هاو غير العاملين في مجال الطيران :
“ يكفي ، لا نتحدث عن العمل خارج المطار .”
لكنه لاحظ أن أولئك الأصدقاء ، ومنهم فانغ شنغجي كانوا
في غاية الاهتمام بالاستماع
قضوا المجموعة نحو ساعتين ونصف في المطعم ثم انتهوا
من السهرة هناك ، وبطبيعة الحال ، بدأ الشباب يتحدثون
عن تغيير المكان لمواصلة الاحتفال ،
كان فانغ هاو قد توقّع ذلك مسبقًا ، فأعدّ مشروبات
ووجبات خفيفة في منزله ، لينتقل الحفل إلى منزله في
الجزء الثاني من السهرة
لم يشرب تشن جيايو في المطعم ، فقاد السيارة ومعه تشو تشيتشن الذي قد شرب بعض الكؤوس ،
بينما عاد فانغ هاو مع شقيقه الأصغر وصديقين ، أما البقية
فركبوا سيارة تشو ييرو
وفي الطريق ،
جلس تشو تشيتشن في المقعد الأمامي بجوار تشن جيايو
وتنهد قائلاً إنه لم تتح لهم فرصة الحديث منذ زمن طويل،
ثم سأل عن حالة والدته
فأجاب تشن جيايو بنبرة ثقيلة متعبة :
“ الأمور لا تبشّر بالخير .”
ثم روى بإيجاز ما حدث مؤخرًا ، بما في ذلك سفره المفاجئ
إلى هانغتشو وقرار والدته أن تخضع للعلاج التحفظي
حاول تشو تشيتشن أن يواسيه قائلًا :
“ أستطيع أن أتخيل شعورك ،، صحيح أن وضعي مختلف قليلًا ،
لكن كلا الأمرين لم يكونا سهلين علينا .”
كان تشن جيايو يعرف شيئًا من قصته …. فقرار تشو تشيتشن الطيار الواعد في سلاح البحرية ، أن يترك القوات
المسلحة وينتقل إلى الطيران المدني كان إلى حد كبير
بسبب صعوبة إخفاء ميوله في الجيش ،
كل مكان يذهب إليه كان مجبرًا على التكتّم ، حتى شعر
بالاختناق من انعدام الحرية ، فجاء قراره بترك العمل
العسكري فجأة ، مما صدم عائلته ، في البداية اختلق أعذارًا
لطمأنة والديه ، مثل رسوبه في الفحص الطبي بسبب
إصابات قديمة ، أو أن الرواتب والامتيازات في الطيران
المدني أفضل ، لكن ذلك لم يقنعهم ،
ولأن شخصيته قوية وعنيدة ، فقد اضطر في النهاية إلى مصارحتهم ،
وكانت النتيجة كارثية ——- ، إذ قطعوا علاقتهم به لثلاث سنوات كاملة
لم يرغب تشن جيايو في إثارة آلامه الخاصة ، فاكتفى بالقول :
“ الأمر ليس سهلًا على أحد ؛ بعض الأشياء… ببساطة خارجة عن إرادتنا ،،
مهما كان صعبًا أو مؤلمًا ، علينا أن نتقبله ، فلا خيار آخر .”
“ فعلاً ...” ثم غيّر تشو تشيتشن الموضوع بابتسامة :
“ دعنا نتحدث عن شيء أبهج ،
لدي فضول في أمر ، مجرد سؤال ، وإن لم ترد الإجابة فلا بأس ،،
هل يوجد شخص مميز في قلبك ؟”
وبينما تشن جيايو يقود ، ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة وقال :
“ إن كنت قد جمعت الأدلة بنفسك ، فلماذا تسألني ؟”
لم يتردد تشو تشيتشن ورد مباشرةً :
“ إذًا فانغ هاو… هو بالفعل ذوقك أليس كذلك؟”
تساءل تشن جيايو { لماذا يبدو أن الجميع يعرف “ذوقي” جيدًا ؟ }
تذكر حينها حواره مع لو يان عندما قالت له: “كان يجب أن أخمّن”، وجعل ذلك الفضول يتملكه :
“ قل لي إذن ، ما هو بالضبط هذا ‘الذوق’ الخاص بي؟”
لم يتمكن تشو تشيتشن من وصفه بدقة ، واضطر إلى
الاستعانة بحركات يديه وهو يوضح:
“ فقط من ذلك النوع… العنيد القويّ الإرادة ”
مثل ليانغ يينان ، مثل يان يو — بل وفانغ هاو بدرجة أكبر —
لكنه تحفّظ عن ذكر أسماء أولئك العلاقات السابقة
فكّر تشن جيايو قليلًا ثم اعترف في النهاية أن ما قاله تشو تشيتشن صحيح
لكن هذا الوصف لم يكن كافيًا أبدًا لتلخيص شخصية فانغ هاو الكاملة
ولا التجربة الدقيقة التي يعيشها المرء بقربه ،
فقد تذكّره في مواقف شتى : صارم وحازم في عمله ،
حاسم لكنه مرن في الحياة اليومية ، لا يبالي أحيانًا ،
صريح إلى حد الوقاحة أحيانًا ،
لكنه في مواقف معيّنة يتسم بعزيمة لا تلين ،
كان يتوق للتعرف إليه أكثر ؛ فوجبتان لا تكفيان أبدًا ،
بدا له فانغ هاو مثل كتاب شيّق ذو حكاية لا تنتهي ،
كلما قلب صفحة ازداد شغفًا بالتي تليها ،
{ أتمنّى أن أُشاركه كل وجباته … وأن أُقشّر له كل صدف البحر }
وقبل أن يغرق تمامًا في أفكاره ، أعاده تشو تشيتشن إلى الواقع بسؤاله :
“ إذن، كيف تسير الأمور بينكما ؟”
رد تشن جيايو : “ ما زلنا نحاول معرفة الأمور "
: “ آووه … إذن لستما معاً بعد ” خمّن تشو تشيتشن
صحّح تشن جيايو : “ الوقت ليس مناسبًا بعد .”
سخر تشو تشيتشن مرتين بـ " تسسسك تسسك " وقال:
“ لم أظن أن فانغ هاو سيرتبط بأحد من داخل المجال…
لكن أعتقد أن لديك فرصة جيدة .”
لقد لاحظ تشو تشيتشن أن تشن جيايو يعرف طريقه إلى
منزل فانغ هاو بدون GPS، مما يشير إلى أنه قام بهذه الرحلة عدة مرات ،
{ يبدو أن حتى شخص صارم مثل فانغ هاو يمكنه التنازل
قليلاً للشخص المناسب ... إذا لم يكونا معًا بعد ، فسيحدث ذلك قريبًا }
سأل تشن جيايو بفضول : “ إذن ، هل لديه قصة سابقة ؟”
{ هل كان لديه علاقات سابقة لم تنجح ؟
لم اسمع شيئ عن أي شريك سابق }
وكان مهتمًا حقًا بمعرفة من سيرتبط فانغ هاو به
هزّ تشو تشيتشن رأسه : “ لم أسمع عن أي شيء من هذا القبيل . إنه شخص ذو مبادئ .”
: “ آووه”، تذكر تشن جيايو أنه سمع نفس الشيء من لو يان ،
ثم سأل : “ ماذا عنك ؟ هل ما زلت أعزب ؟”
لم يتردد تشو تشيتشن في المشاركة : “ لقد كنت أعزبًا منذ فترة ،،
التقيت بشخص أعجبت به في شنجن ، لكننا انفصلنا عندما انتقلت إلى بكين .”
تأمل تشن جيايو لحظة ، ثم اختتم : “ هذا مؤسف ...
يبدو أنك لم تكن مهتمًا بما فيه الكفاية .”
نظر إليه تشو تشيتشن : “ أنت محق "
بينما اقترب تشو تشيتشن وتشن جيايو من مجمّع فانغ هاو السكني ،
شاهدا سيارة هوندا أكورد داكنة اللون لفانغ هاو متوقفة
بعناية عند المدخل ،، شعر تشن جيايو ببعض الحيرة لعدم
توقف فانغ هاو في المرآب ، لكنه سرعان ما رأى سبب ذلك
— سيارة تسلا زرقاء داكنة مركونة بشكل غير مريح بجانبها . و شخص متكئًا عليها ، طويل يرتدي زي الطيار الكامل ،
و القبعة مرتّبة بشكل مثالي ، وربطة العنق مشدودة بدقة ،
وعلى كتفيه أربعة خطوط فضية—كان لانغ فانغ —-
لم يكن فانغ هاو سيَدعو لانغ فانغ إلى حفلة عيد ميلاده في
المنزل ، نظرًا لتفاعلاتهم المحدودة حيث التقيا فقط عدة مرات وتبادلا هدية واحدة ، ومع ذلك، بعد أن أدرك أن
محاولته للعب دور الوسيط على ويتشات كادت أن تسبب
سوء تفاهم ، قرر فانغ هاو محاولة دعوة لانغ فانغ إلى حفلة
عيد ميلاده في محاولة لتصحيح الأمور وجهًا لوجه ، وبشكل
غير متوقع ، وافق لانغ فانغ فوراً ، الذي تزامن وجوده في بكين
رؤية لانغ فانغ واقفًا هناك جعلت تشو تشيتشن في حيرة ،،
أول ما خطر بباله أن لانغ فانغ لا يزال يسعى وراء فانغ هاو ،
حتى أنه جاء من هولندا لحفلة عيد ميلاده ، ثم تذكّر تفسير فانغ هاو ، وفهم كل شيء
و عند إدراكه لنوايا فانغ هاو الصادقة تجاه أصدقائه ، شعر
بالإحراج من سوء الفهم السابق
عندما رأى تشن جيايو لانغ فانغ ، عاد ذهنه فورًا إلى
لقائهما الأخيران مع فانغ هاو وتذكر تعليق فانغ هاو :
“ هذا لا يُحتسب ”
رؤية لانغ فانغ يحضر هدايا إلى حفلة عيد ميلاد فانغ هاو
جعلته لا يستطيع التوقف عن التفكير ، لكنه أبقى أفكاره لنفسه ،
و على السطح ، تصرف بشكل طبيعي ،
أنزل النافذة وسلم عليه ، كما تقدم فانغ هاو وسلم على
لانغ فانغ قائلاً : “ أنت هنا ،، آمل ألا تكون قد انتظرت طويلاً ”
راقب تشن جيايو حديثهما من الجانب ، بدا أن تعابير
وجهيهما وتفاعلاتهما لا قريبة جدًا ولا بعيدة جدًا ، طبيعيّة للغاية
قال لانغ فانغ موضحًا : “ وصلت منذ قليل فقط ، كان يوجد
تأخير اليوم ، لم أصل إلى المطار إلا بعد الثامنة وفاتني
العشاء ، لذا جئت مباشرةً إلى منزلك .”
بعد أن تلقى فانغ هاو رسالة لانغ فانغ في وقت سابق ، أومأ
موافقًا: “ هل أوقفت سيارتك بالخارج ؟ لنصعد معًا إذًا .
لدي تصريح وقوف مؤقت واحد فقط ، وأعطيتُه لتشن جيايو عذرًا ” وأشار إلى سيارة تشن جيايو
على الرغم من معرفته أن تصريح الوقوف المؤقت قد
أعطي له بمحض الصدفة من قبل فانغ هاو أثناء العشاء ،
بدا لتشن جيايو أن هذا يميز بين القرب والبعد ، وهو أمر ذو معنى كبير بالنسبة له
سرعان ما طمأنه لانغ فانغ بأنه لا مشكلة ، لكنه لم يتحرك من مكانه ، ثم نظر إلى فانغ هاو بصعوبة وقال: “ربما يمكن لأحدكما مساعدتي…”
فهم فانغ هاو فورًا—المواقف الخارجية لمجمعهم محدودة للغاية ،
باستثناء بعض الأماكن المتوازية التي يمكن شغلها مباشرةً ،
أما البقية تتطلب صفًا جانبيًا والمساحة ضيقة جدًا
قال فانغ هاو متفهمًا: “ سأقوم بذلك .”
رد لانغ فانغ: “ آوه عذرًا على الإزعاج .” ثم تقدم نحو جانب
تشن جيايو وانتظر مطيعًا
ضحك تشن جيايو داخل السيارة وسخر من لانغ فانغ :
“ هل لا يستطيع طيار إيرباص مهيب ركن السيارة بشكل متوازي ؟”
شاهد فانغ هاو وهو يجلس في التيسلا، يصحح السيارة
بحركة واحدة ، ثم بالثانية يضغطها بشكل مائل في المكان
الضيق ، دون هدر أي شبر
تشو تشيتشن، الجالس في المقعد الأمامي، ظهر للدفاع
عنه : “ لا يختبرون هذا في مدرسة الطيران !
علاوة على ذلك ، قيادة إيرباص أشبه بلعبة حاسوب ،
ربما فقدت لمستك مع الإيرباص بعد الطيران بالبوينغ هذه
السنوات ” وجّه الجملة الأخيرة لتشن جيايو
كان تشو تشيتشن، مثل لانغ فانغ، أيضًا طيار إيرباص، بينما
تشن جيايو يطير البوينغ منذ تعديل مساره قبل عامين
تصميم إيرباص يعتمد على التحكم الإلكتروني ، مما يجعل
الطيار أشبه بمدير نظام الطيران ،
بدلًا من النظام الهيدروليكي ، يستخدم إيرباص نظامًا إلكترونيًا ، لذا قيادة الإصدارات الحديثة من إيرباص أشبه
بالتحكم بعصا ألعاب الكمبيوتر ، خاصةً مقارنة بالنماذج
القديمة من 737
أنزل لانغ فانغ رأسه ، كأنه ينظر إلى المقعد الأمامي ، والتقى
بعيني تشو تشيتشن و شرح : “ في أوروبا لا تتوفر لدينا
أماكن وقوف صغيرة كهذه ، لست معتادًا عليها .”
شعر تشو تشيتشن بشيء في عينيه ، ومع ذلك لم يشعر بأي شيء أيضًا
سمع فانغ هاو حديثهما وانضم وهو يخرج من السيارة : “ برأيي ، أنت طيار إيرباص و تقود تيسلا هذا مناسب تمامًا .
الأمر كله يتعلق بالمساعدة الإلكترونية في القيادة أليس كذلك ؟”
سأل تشو تشيتشن لانغ فانغ بفضول : “ ألستَ قادرًا على
استخدام وقوف تيسلا التلقائي ؟”
انحنى لانغ فانغ قليلًا ، وابتسم له، ورد بأدب: “ حسنًا إنها سيارة مستأجرة . لا أجرؤ على المحاولة .”
يتبع


لانغ فنغ كيوت ههههههههههههههه
ردحذف