القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch39 برج الأبروش

 Ch39 برج الأبروش



رغم أنه قد اتفق مع فانغ هاو على أن يتحدثا حين يعود 

تشن جيايو إلى بكين ، لم يستطع مقاومة الرغبة في الاتصال به أثناء ليلته في شينجن ،

كان دائمًا شخصًا يتهيأ مسبقًا ، يراجع في ذهنه اللحظات 

الكبيرة كما فعل قبل مؤتمر هونغ كونغ الصحفي ، أما الآن، 

فقد وجد نفسه يتمنى لو استطاع أن يسجل في دفترٍ صغير 

تاريخهما معًا – الماضي والحاضر والمستقبل


وبينما هو غارق في التفكير في مشاعره ، ضحك ساخرًا من نفسه 

{ كيف أصبحت بهذه العجلة وهذا الخروج عن طبيعتي }

بدا له أنه منذ أن التقى فانغ هاو ، لم يعد هو نفسه


لكن في النهاية ، ربما هكذا يكون معنى الاهتمام الحقيقي بشخصٍ ما

و رفرفة الفراشات في معدته وخفقان قلبه المتسارع غطّى 

على أي قلق أو تردد بشأن ما قد يأتي بعد ذلك


وبفضل قراره التوقف عن الشرب مبكرًا ، بقيت كل تفاصيل 

ليلتهما السابقة واضحة في ذاكرته : تعابير فانغ هاو ، 

حركاته ، أنفاسه الخفيفة ، عبوسه ، تأوهاته… وكل كلمة 

تبادلاها – وكأنها منقوشة بالسكين في ذهنه


كلما أعاد استرجاع تلك الكلمات الحميمية ، متأملًا هدوء 

فانغ هاو وصراحته ، ازداد يقينًا بأن مشاعرهما متبادلة ،

و من الصعب أن تنتهي قصتهم بجملة ' لقد قضينا ليلة معًا فقط ، فلننسَ الأمر ' 

أو ' الأفضل أن نبقى مجرد أصدقاء '


وبعد طول تفكير ، راجع سجل محادثاتهما على ويتشات 

والذي لم يتجاوز عشر صفحات ، من أوله إلى آخره ، ثم أجبر نفسه على النوم


——


في الليلة التالية ، 

وكأنها مصادفة كونية ، توافقت جداول عملهما بدقة


أنهى تشن جيايو نوبته المتأخرة في الساعة الحادية عشرة، 

بينما انتهى دوام فانغ هاو في منتصف الليل


وحين التقيا في موقف السيارات ، قفز قلب تشن جيايو في صدره


كان فانغ هاو يرتدي قميص و سترة ذات ياقة عالية


جلس فانغ هاو في المقعد الأمامي ، وما إن استقرا داخل 

السيارة حتى تجرأ تشن جيايو أكثر ، وقال بصوت خافت وهو 

يمد يده نحو عنق فانغ هاو :

“ دعني أرى .”


سمح له فانغ هاو بفعل ذلك ، وتحركت تفاحة آدم في عنقه 

وكأنه أراد أن يقول شيئًا لكنه تراجع


العلامات الحمراء قد خفّت قليلًا ، لكن آثار العض ما زالت واضحة


ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي تشن جيايو :

“ ينبغي أن أعتذر… لكن لا أستطيع القول أنني نادم تمامًا .”


ثم أعاد ترتيب ياقة فانغ هاو بعناية ، وترك يده  على عنقه ، 

يضغط بخفة ودفء ،

كانت اللمسة طبيعية على نحو مدهش ، وكأنهما قد عاشا 

مثل هذه اللحظات الحميمية منذ سنين طويلة



أنزل فانغ هاو رأسه ، وابتسم ابتسامة رقيقة ،،، ومن زاويته 

تلك، استطاع تشن جيايو أن يتأمل القوس الأنيق لحاجبيه 

والتجاعيد الخفيفة عند أطراف عينيه 


قال فانغ هاو وهو يعيد تعديل ياقة سترته :

“ من الجيد أنني لست أبيض البشرة كثيرًا ، وإلا لاحتاجت 

العلامات أيّامًا حتى تختفي .”


حوّل تشن جيايو انتباهه إلى القيادة ، أدار المحرك وغادر 

ساحة الموقف ، وبعد لحظة تذكّر أن يسأل :

“ ماذا نأكل ؟”


نظر إليه فانغ هاو واقترح :

“ ما رأيك نطلب طعامًا جاهزًا إلى شقتي ؟ 

سيكون… أيسر لنتمكن من التحدث هناك .”


رغم أن نبرة صوته عادية وهادئة ، لم يستطع تشن جيايو أن 

يمنع نفسه من التفكير { حديث يتطلب خصوصية … 

هل ينوي فانغ هاو إنهاء الأمر قبل أن يبدأ حقًا ؟ }

ورغم القلق الذي بدأ يتسلل داخله ، أجبر نفسه على التماسك 


عبّر فانغ هاو عن رغبته في أطباق منزلية من مطعم تايشان ، 

فتصفّحا القائمة على هاتفه ، ثم استقرّا على ثلاثة أطباق ليُوصَلوا إلى الشقة


وبينما ينتظرون ، تذكّر تشن جيايو شيئًا وسأل:

“ هل انتهيت من عمل أقدام الدجاج تلك ؟”


أومأ فانغ هاو:

“ نعم، أمي هي من أعدّتها .”


فألقى تشن جيايو سؤالًا عابرًا :

“ أيّهما كان ألذ ، التي صنعتها أم التي صنعتها أنا ؟”


لم يملك فانغ هاو سوى أن يبتسم ، فالفكرة بحد ذاتها بدت 

له مضحكة—كيف لرجلٍ ناضج مثل تشن جيايو أن يُصرّ على 

منافسة في أمر كهذا ؟ فقال :

“ أنت .”


ثم، حتى لا يزيد من غروره كثيرًا ، أضاف بابتسامة خفيفة:

“ ربما لأنني كنت جائعًا أكثر وقتها ”


لقد اقتربا من شقة فانغ هاو ، فتوقف تشن جيايو عند إشارة 

مرور حمراء ، ومد يده ليفتح الصندوق أمام مقعد الراكب ،

اقترب جسده من فانغ هاو ، ولامس ذراعه ركبته ،

ومن هذه الزاوية ، رأى فانغ هاو شعر تشن جيايو المصفف 

بالجل ، ولمح خلف أذنه شامة صغيرة ،

لقد كانا قريبين للغاية تلك الليلة ، ومع ذلك لم يلاحظها وقتها


وبصوت خفيف ، أغلق تشن جيايو الصندوق ، و أخذ تصريح 

الموقف المؤقت لشقة فانغ هاو ، ثم وضعه بعناية خلف الزجاج الأمامي


فانغ هاو:

“……”


ابتسم تشن جيايو :

“ لقد نسيت أن أعيده لك في المرة الماضية . جاءت 

الفرصة المناسبة تمامًا .” و تمتم داخلياً { بالفعل توقيت 

مثالي —وربما لن أضطر لإعادته أبدًا !! }


ابتسم فانغ هاو ، يراقبه وهو يقود بسلاسة إلى داخل المرآب ، وكأنها ليست المرة الأولى



وصل الطعام بسرعة


لم يكن تشن جيايو جائعًا كثيرًا لأنه تناول بعض الوجبات 

الخفيفة أثناء فترة الترانزيت ، أما فانغ هاو فقد أنهى لتوّه 

نوبة عملٍ امتدت ثماني ساعات دون أن يأكل شيئ وكان في غاية الجوع


و لخمسة عشر دقيقة كاملة ، لم ينشغل إلا بطعامه


لمّا وضع عيدانه جانبًا، أدرك تشن جيايو أن فانغ هاو قد شارف على الانتهاء


ملأ له كوب الماء مجددًا ، ثم، بعد لحظة من التردد، وهو ينتقي كلماته بعناية ، قال :

“ شبعت؟ إذن… فلنتحدث .”


فمنذ وجبتهما في مطعم تايشان ، بل ربما قبل ذلك ، كان 

ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر


و الآن يتناولان أطباق تايشان نفسها ، لكن المشهد قد تغيّر؛ 

فبدل المطعم أصبح المكان غرفة معيشة فانغ هاو ، 

ولم يعودا مجرّد ' أصدقاء ' يلتفّان حول مشاعرهما


قال فانغ هاو وهو يومئ برأسه :

“ نعم ، ينبغي أن نتحدث .” ثم أوضح :

“ في الحقيقة في تلك الليلة لم أكن أتجنب هذه المحادثة ، 

لكنني كنت مرهقًا للغاية ، كانت الساعة قد تجاوزت الثانية 

بعد منتصف الليل ، وذهني قد توقف عن العمل تقريبًا .”


أجابه تشن جيايو مطمئنًا بابتسامة متفهمة :

“ لا بأس، أفهم ذلك ”


والحق يُقال ، هو الآخر يومه ماراثوني —ثلاث رحلات منذ 

الفجر وحتى الغروب ، و اثنتا عشرة ساعة متواصلة من 

العمل ، مع ستّ إقلاعات وهبوط ، لو استمر ساعتين 

إضافية لكان بلغ الحد اليومي ، ومع ذلك لم يمانع 

{ إن كان هذا هو الوقت المناسب لفانغ هاو ، فهو أيضًا الوقت المناسب لي }

فكّر في هذا ، ثم بادر بالكلام :

“ لم أخبرك بكل شيء تلك الليلة ، 

لقاؤك هذا الخريف أشعرني وكأنني محظوظ… 

لأنني لم أشعر بهذا الإحساس منذ زمن طويل .”


قال ذلك ثم رفع عينيه نحو فانغ هاو ، ينظر إليه بنظرة ثابتة عميقة كظلمة الليل


لم يتفاجأ فانغ هاو بما سيُطرح من حديث ، لكن رؤية تشن 

جيايو يعبّر عن مشاعره بهذه السلاسة وعلى هذا القرب أربكته قليلًا :

“…أي شعور تقصد ؟”


ابتسم تشن جيايو ابتسامة محتارة ، وما زال نظره ثابت فيه:

“ هل حقًا عليّ أن أنطق به صراحة ؟”


أجاب فانغ هاو بجدية ، وقد قابل نظرته بثبات :

“ نعم، عليك أن تقولها .”


كان يشعر أن تشن جيايو اختبره مرارًا من قبل ،  

يقترب خطوة ثم يتوقف قبل الخطوة الحاسمة ، 

ولو أنه كان صريحًا حينها ، لكان الكثير قد حُسم ، 

أراد أن يرى هل سيتجاوز تلك العتبة اليوم أم لا 


وقد حسم تشن جيايو أمره ، فلم يتردد هذه المرة :

“ مشاعري تأثرت … بك أنت "


خطى الخطوة و تجاوز العائق بأكمله ، نفس العينين ، 

لكنهما الآن ممتلئتان بمشاعر واضحة ، تتلألأ فيهما عاطفة 

صادقة لم يرَى فانغ هاو مثلها إلا قبل ليلتين عندما فتح بابه 

ليجده واقفًا هناك ، 

عاطفة ونشاعر جادّة وحارة ، عميقة وحنونة ، ملأت الفراغ بينهما ، 

وانسكبت بغزارة ، تلفّه كغطاء دافئ شامل


ارتسمت على محيا فانغ هاو ابتسامة صافية ، عفوية ، بهيّة ؛ 

حاجباه مرفوعان ، وتجعد لطيف عند زاويتي عينيه ،



تشن جيايو من أول لحظة لهذه الابتسامة { يا إلهي … }

أدرك أن ذكريات ما قبل ليلتين ما زالت حيّة في ذهنه  ،،

تملّكته رغبة ملحّة أن يقبّله من جديد —عينيه ، أنفه ، وتلك 

الشفاه… أراد أن يقبّلها جميعًا


لكنّه سمع فانغ هاو يقول


: “ شكرًا لأنك قلتها ...”

ثم فتح قلبه هو الآخر :

“…وأنا أشعر تجاهك بالمثل .”


شعر تشن جيايو وكأنه قد نال نوعًا من الإذن ، 

لذا مدّ ساقيه ، وهذه المرة ترك ركبته تلامس علنًا جانب 

فخذ فانغ هاو ، و قال كبداية :

“ كنت أظن أنني أوضحت الأمر بما يكفي ، لكنك ظللت 

تقول إننا يجب أن نبقى أصدقاء فقط ، فاعتقدت أن عليّ ألا أضغط أكثر "


تذكّر أنه في ذلك اليوم حين أوصل فانغ هاو إلى المطار ، 

كان قد ألمح حتى إلى أنّ في قلبه ' شخص يعجبه ' ولم يكن 

ينقصه سوى أن يصرّح به مباشرةً


تنهد فانغ هاو وهو يدرك أنّه لا مفرّ من هذه المسألة :

“ اووه… بشأن ذلك ...”

كان بطبعه بطيئًا في الانفتاح ، لكن كل ما حدث مع تشن جيايو تقدّم بوتيرة أسرع مما توقّع ،

مشاعر الانجذاب وخيبة الأمل كانت تأتي أسرع من قدرة 

عقله على استيعابها ، لم يعتاد هذه المشاعر ، ولم يكن مستعدًا لها ، 

كلما أحبّ شخصًا أكثر ، زاد خوفه من فقدانه ،

فالمشاعر التي تتجاوز حدود الصداقة تكون منفلتة لا يمكن 

السيطرة عليها ، بينما الصداقة تبقى آمنة ، تتيح التقدّم والتراجع في نفس الوقت 


وبينما يشرح رحلته العاطفية ، جلس تشن جيايو يصغي في صمت متأنٍ

مدّ فانغ هاو يده ووضعها برفق على ركبة تشن جيايو وقال بصوت منخفض :

“ لم أقصد أن أتركك معلّقًا ... وإن أعطيتك انطباعًا خاطئًا ، 

فـ… يمكنك أن تلومني ”


كانت حركة طبيعية منه ؛ فقد اعتاد أن يعبّر عن مشاعره باللمس ، خاصةً حين تعجزه الكلمات ،

ارتجفت ركبة تشن جيايو كما لو أنه صُعق ، 

فسارع إلى الإمساك بمعصم فانغ هاو ، وأصابعه تداعبه 


قال بهدوء:

“ أنا أفهم موقفك . لكن… أين نقف الآن ؟”


ابتسم فانغ هاو قليلًا وردّ بصدق:

“ الآن بالتأكيد لن نكون مجرد أصدقاء بعد اليوم ، 

الصداقة لم تعد تكفي أيًّا منّا ...”

ورفع رأسه وتكلّم بصراحة:

“ يوجد أمر آخر ،،، كان لديّ قاعدة من قبل… 

ألا أواعد أحدًا من نفس المجال ، الأمر معقد أكثر مما يجب .”


كان تشن جيايو قد سمع عن هذه القاعدة من قبل ، 

فلم يتفاجأ بسماعها منه مباشرةً ، و اكتفى بأن تمتم موافقًا :

“ لكن…؟”


سحب فانغ هاو يده وفرك جبينه بتردّد ، ثم قال بعد تفكير:

“ لا يوجد ‘لكن’ "


لم يكن تشن جيايو يتوقّع أن يثير هذه النقطة دون أن 

يمنحها حلًا ، فحاول بلطف ، كمن يحاول الإقناع :

“ لكن عملنا لا يتقاطع كثيرًا ،، قد أصادفك مرّة أو مرّتين 

بالكاد وأنت تدير التردد ، من بين عشر مرات أكون فيها على الاتصال 

لذا بصراحة أليست نسبة ضئيلة ؟”


ضحك فانغ هاو بخفّة ، ودفع كتف تشن جيايو بمزاح:

“ بصراحة؟  لم نعد محايدين الآن ،، لكلٍّ منا مصلحة شخصية .”


قال تشن جيايو معترفًا :

“ أعترف أنني منحاز . وبطبيعة الحال ، أتمنى أن توافق 

لكن ما قلته لك حقيقة .”


لم يعلّق فانغ هاو سوى بإيماءة خفيفة 



فأضاف تشن جيايو بثقة :

“ أنا أثق بمشاعري ، ومشاعري تجاهك صادقة . لهذا السبب أنا مصرّ ”


ظلّ الاثنان واقفين عند نقطة خلاف

وفي النهاية قال فانغ هاو:

“ أنا أفهمك ... لقد تجاوزت حاجزك… أمّا هذا الحاجز فهو عليّ أن أتجاوزه ،، 

ما زلت بحاجة إلى بعض الوقت …. 

أنت تعلم… أنني شخص يتحرك ببطء ... 

أريد أن أخطو خطوة بخطوة .”


لم يكن تشن جيايو راضياً تماماً عن هذا الجواب ، 

لكنه لم يشعر بخيبة أمل أيضاً ،

لقد شعر من قبل بأن فانغ هاو كان يتوجّس من هذه المشاعر القوية ، ولم يكن الأمر شخصياً ،

فالإعجاب بشخص ما أمر يسير ، أما الحب فليس بتلك 

البساطة — وهو يدرك ذلك جيداً ،،

ومع ذلك كان مستعداً للمحاولة ، ففي الحبّ ، لا بد من 

تقبّل الحلو والمرّ معاً ،، وأيضاً قدرته على جعل شخص 

مبدئي يتنازل عن قواعده من أجله ، كان بحد ذاته نصراً 

صغيراً ، ولم يرغب أن يكون طمّاعاً أكثر من اللازم 


وبينما بدا التوقيت مناسباً ، التفت تشن جيايو نحو فانغ هاو وقال :

“ إذن… ما رأيك أن نمنح الأمر فرصة ؟ 

اجعلني في فترة تجربة .”


ابتسم فانغ هاو ابتسامة مرحة :

“ همم، فلنجرب إذاً .”


وبعد أن صار كل شيء مكشوف وواضح ، شعر تشن جيايو براحة أكبر ،،

نهض ليجمع علب الطعام الفارغة ، ثم عاد وجلس على الأريكة ، قال وهو يتهيأ:

“ لدي بعض الأسئلة الأخرى… هل أستطيع أن أسألها كلها ؟”


ابتسم فانغ هاو من حذره وقال:

“ اسأل ما شئت ،، اليوم سنتحدث بصراحة عن كل شيء ، 

فقد لا تتاح لنا فرصة كهذه مجدداً .”


وكأنه قد أعدّ نفسه لذلك ، بادر تشن جيايو بالسؤال :

“ متى أدركت الأمر ؟”


جلس فانغ هاو بجانبه ، ألقى برأسه للخلف ينظر إلى السقف متفكّراً ، ثم قال:

“ كان الأمر تدريجياً… لكن يمكنني القول إن البوادر الأولى 

ظهرت بعد يومين من تلك الليلة التي حدث فيها عطل 

أضواء المدرج ،،،، وعلى ذكرها—أريد أن أعتذر مجدداً ،،،

لقد كنت قاسياً أكثر مما ينبغي في ذلك اليوم ،، 

فلا بد أنني جرحتك أليس كذلك ؟”


وحين رآه يكرر الاعتذار للمرة الثالثة ، أدرك تشن جيايو أن 

الجرح والاستياء اللذين كانا في قلبه قد تلاشتا منذ اللحظة 

التي علم فيها أن فانغ هاو يبادله المشاعر نفسها و لم يعد هناك ضغينة


فقال مبتسماً:

“ لا داعي لأن تكرر الاعتذار ، لقد قلتها من قبل ، وأيضاً أنا — 

الذي استفاد من الشهرة التي تسببت بها تلك الحادثة — 

فلا ينبغي أن أكون شديد الحساسية أليس كذلك ؟”


كان كلامه صريحاً ومباشراً هذه المرة ، وكأنه تجاوز الأمر 

فعلاً ، نظر إليه فانغ هاو وأومأ رأسه موافقاً


ثم سأله فجأة :

“ وأنت ؟ متى أدركت ذلك ؟”


أجاب تشن جيايو:

“ بعد حادثة عطل الرادار ، حين كنا نشرب القهوة في كوزا ، 

قبل ذلك ، كنت أراك وسيماً فحسب ، لكن لم أفكر بالأمر كثيراً "


تأمل فانغ هاو وقال بدهشة :

“ هذا مبكر للغاية…”


كان أبكر مما تخيّل ،،، فلو أنه اضطر لتخمين متى بدأ تشن 

جيايو يشعر نحوه ، لقال إنها ليلة أضواء المدرج ، 

وهذا ما كان يبرر قلقه الشديد بشأن صورته ومحاولته 

المبالغ فيها لتجنبه ، لم يتوقع أن الأمر بدأ قبل ذلك بكثير ، 

لم يكن متأكداً هل تشن جيايو بارع في إخفاء مشاعره ، 

أم أنه هو نفسه كان بليداً في ملاحظتها 


وبعد لحظة صمت ، بادر تشن جيايو قائلاً :

“ حسناً ، سؤالي الثاني : هل كنت تواعد أحداً آخر ؟ 

أو هل يوجد شخص في حياتك الآن ؟”



فكّر فانغ هاو قليلاً في السؤال ، فقد بدا له وكأنه جاء فجأة ،

لا يعلم هل تشن جيايو قد رأى بالصدفة تلك الرسائل 

من غو تشون وظنّ بالخطأ أنه يقصد لانغ فنغ ، 

فقال متسائلاً :

“ هل تقصد لانغ فنغ؟ لقد أنهينا الأمر منذ فترة ، 

هو من بادر بدعوتي للخروج ، لكنني رفضت ، فاتفقنا أن نبقى مجرد أصدقاء .”


تردّد تشن جيايو للحظة فيما إذا عليه أن يسأله أكثر عن لانغ 

فنغ — لماذا سعى وراءه ولماذا رفضه فانغ هاو — لكنه 

ترك ذلك في النهاية ، لم يشأ أن يبدو مفرط الاهتمام ، 

فسيكون هناك متسع من الوقت لطرح مثل هذه الأسئلة لاحقاً


غير مدرك لتردده الداخلي ، تابع فانغ هاو حديثه:

“ آه صحيح، أنا من عرّفه إلى تشو تشيتشن —

في ليلة حفلة عيد الميلاد ، انتهى بهما الأمر بتبادل القبلات 

في غرفة الضيوف عندي .”


كانت هذه مفاجأة مدوية و اتسعت عينا تشن جيايو بدهشة:

“ هو و… تشو تشيتشن؟”


بدا وكأنه يجد صعوبة في تخيل ذلك، بل ويستصعب أكثر 

أن يكون قد حدث في غرفة الضيوف بمنزل فانغ هاو ، 

على بعد أقل من عشرة أمتار من مكان جلوسه الآن


ضحك فانغ هاو :

“ نعم، ولهذا فالأمر انتهى ولم يعد يهم ،،،

وقبل ذلك… كان يوجد شخص آخر كنت ألتقي به من حين لآخر ،

 لكننا لم نلتقِ سوى مرات قليلة ثم انقطع التواصل بيننا ،

وباختصار—لم أكن أواعد أحد غيرك ، ولو فعلت لكنت أول من يعلم "

و أعاد الكرة وسأله :

“ وأنت ؟”


أجاب تشن جيايو:

“ أنا أعزب منذ ثلاث سنوات ، وأنت على الأرجح تعرف عن علاقتي الأخيرة .”


وكان على حق، فانغ هاو يعرف بالفعل ، لكنه لم يتجرأ على 

الخوض في تفاصيل سبب انفصالهما، خشية أن يسأله تشن 

جيايو بالمقابل عن ماضيه هو


جلسا معاً على الأريكة ، يتبادلان المصارحة جملةً تلو أخرى، 

حتى انتهى الأمر برأس تشن جيايو في حضن حجر فانغ هاو


أدرك أن كل الأسئلة التي حضّرها في ذهنه ليلة البارحة قد تم النقاش عنها ، وأن جميع الغموض قد تبدد ، 

و غمره شعور بالراحة لا يمكن وصفه


قال تشن جيايو وهو يغيّر وضعيته ليقترب أكثر :

“ آخر سؤال… بالنسبة لفترة التجربة ، هل يوجد طريقة لأن تصبح دائمة ؟ 

أود أن أجمع بعض ‘ساعات الطيران’ إن صح التعبير ~~ "


ابتسم فانغ هاو من تشبيه الطيار هذه — فذلك حقاً أسلوب تشن جيايو وقال:

“ في الواقع… الأمر لا يتعلق بتجميع الساعات ، بل بما نشعر به نحن "

ثم فكّر ملياً في سؤاله وسأله :

“ ما رأيك أنت ؟”


لو كان الأمر بيد تشن جيايو وحده ، لشعر أنه لا حاجة 

مطلقاً لفترة تجربة ، بل سيدخل في علاقة على الفور ،

لكن الارتباط في النهاية شأنٌ يخصّ شخصين ، 

ولم يرغب في أن يضغط على فانغ هاو ،

لذا جارى مشاعره وقال:

“ حسناً ، عندما نشعر أن الوقت مناسب ، نكون معاً ،،،،

وهذا يكفيني .”


كان تشن جيايو دائماً رجلاً موجهاً نحو الأهداف ،،،

ومسيرته في عالم الطيران خير شاهد على ذلك ؛ فقد تسلّق 

الرتب خطوةً بخطوة ، من مساعد ثانٍ إلى مساعد أول ، 

وأخيراً إلى رتبة كابتن ، وهذه العزيمة نفسها انسابت إلى حياته الخاصة 

سواء في العمل أو في العلاقات ، كان يتبع السعي نحو 

الهدف التالي ، يصعد أعلى ويبلغ المحطة التالية


لكن هذا النهج تبدّل عندما قرر قبل ثلاث سنوات ألا يتزوج يان يو


كان ذلك القرار نقطة مفصلية كسرت النمط الذي اعتاد عليه


تذكر كلمات صديقته لو يان في شنغهاي — أن العلاقات لا 

تعرف فوزاً أو خسارة حقيقية ، والآن ، وهو في مواجهة فانغ هاو

شعر أنه عالق في هذا التناقض


{ فإذا كان لا بد أن تُحسم المسألة بمنطق الربح والخسارة ، 

فأنا أعترف عن طيب خاطر بهزيمتي أمام فانغ هاو …


لقد خسرت تماماً ، لكنني خسرت وأنا راضي ، 


خسرت وأنا راغب في ذلك … }


———————— 🔞 ————————



في هذه الليلة ، الرياح تعوي خارج النافذة ، 

و غرفة المعيشة مغمورة بضوء أصفر خافت ،


مارسا الجنس على أريكة فانغ هاو


فانغ هاو المتعب والذي تناول الطعام للتو ، قد اقترح أن 

يستلقيا على جانبيهما و دخل تشن جيايو فيه من الخلف ، 

وذراعه اليسرى تحيط بكتفي فانغ هاو ، ويده اليمنى تداعب صدره


هذه المرة لم يجرؤ على العض ، فقبّل علامات العض التي 

تركها على عنق فانغ هاو قبل يومين بلمسات لطيفة وقبلات 

شغوفة و اختلطت أنفاسهما ، حارة وثقيلة


هذه الوضعية لم تسمح بحركة عنيفة

و تشن جيايو كان لطيف جدًا ، مع دفعات إيقاعية ومحسوبة ، 


بينما فانغ هاو يتحرك معه ، يحرّك خصره إلى الخلف لملاقاة كل دفعة

و استرخى جسده تدريجيًا مع المتعة عندما أمال تشن 

جيايو وركيه بالزاوية الصحيحة تمامًا، مداعباً ذلك المكان الحساس بداخله


لم يستطع فانغ هاو إلا أن يئنّ و تحركت ذراعاه إلى الخلف 

لتتشبثا بفخذي تشن جيايو القوية


كانا في توافق عاطفي مثالي ولم يكبحا شيئ


فانغ هاو وعيناه محمرتان من الشغف ، أدار رأسه وطلب: 

" هناك،" لاهثًا : " هناك بالضبط ."


صوته كان ممتعًا حقًا ؛ حتى عندما يئن ، يحتفظ بصفته 

الفريدة—ليس حلوًا بشكل مفرط ولا مصطنع


تذكّر تشن جيايو الكلمات المغرية التي قالها في سرير فانغ هاو قبل أيام


لم يكن يكذب ، فصوت فانغ هاو على الرغم من تغيره بالشغف ، لا يزال يحمل تلك اللمسة من البرودة ، 

مما جعل المرء يرغب في افتراسه أكثر


هذه المرة لم يشرب أي منهما الكحول


و في كامل وعيهما ، ومع ذلك كانا مخمورين تمامًا بالرغبة


في النهاية استسلم فانغ هاو للطف تشن جيايو قائلاً: 

" اجعلها جيدة من أجلي "


تم مداعبته بلا رحمة ، وكل تحفيز يوصله إلى الحافة دون قذف


شعر جسده كله وكأنه مكهرب ، وغطته طبقة رقيقة من 

العرق مع قطرات لامعة تتدحرج على كاحليه النحيلة والقوية


أجاب تشن جيايو بـ "مم" خافتة و حرّر إحدى يديه ليدعم 

بها نفسه على الأريكة ، بينما ترك بيده الاخرى العبث به - 

رأى أن حلمتي فانغ هاو قد احمرّت وتورّمت بالفعل من القرص


باعد بين ساقي فانغ هاو على اتساعهما ، ووجّه نفسه إلى 

المدخل و بدأ يدخل بعمق أكبر ، وبقسوة ، وبشكل أكثر تهورًا


ارتطم وركاه بأرداف فانغ هاو القوية ، وتدفّق المزلّق إلى 

الخارج ، ليُدفع مجدداً إلى الداخل مع كل دفعة ، مما خلق فوضى زلقة


مدخل فانغ هاو شد عليه بإحكام ، مع أن ساقاه متباعدتين ،

جسده كله أمامه و لا يقاوم ،

هذا التناقض جعل تشن جيايو يُجنّ ،


أمسك بكاحل فانغ هاو ، و دفع اثنتي عشرة مرة حتى انتهى

 


———————— 🔞 ————————


وصل فانغ هاو إلى ذروة مرضية و في غمرة نشوته ، أدار 

تشن جيايو رأس فانغ هاو بقوة ليقبله


فانغ هاو شعر أن هذه القبلة كانت أكثر حدة وشراسة من 

ممارستهما السابقة ، وتمت بعجلة لا يمكن إنكارها وكأن 

القبلة ستكون متأخرة جدًا إذا لم يقبّله الآن


سابقاً ، قُبّل فانغ هاو مرات عديدة ، لكنه لم يختبر قط قبلة 

مثل قبلة تشن جيايو …..

مسيطر ،،، استحوذ على شفاه فانغ هاو ، وأجبر فمه على 

الفتح ، وغمر لسانه في الداخل ، متشابكًا مع لسان فانغ هاو


غاص عميقًا في فم فانغ هاو وكأنها استمرار لشغفهما 

السابق - قوي، عنيد، ومثير للغاية


شعر فانغ هاو أن فكه يؤلمه ، وانساب لعاب من زوايا فمه


أدار فانغ هاو رأسه ليرد القبلة وكأنه يهدئ ، ليواسي ، يقبل كل حوافه وأشواكه ،،،



عندما تفرقت شفاههما، أدرك فانغ هاو فجأة أن هوس تشن 

جيايو بالتقبيل كان على الأرجح بسبب مشاعر غير محسومة 

من لقائهما قبل ليلتين


كانت التجربة بأكملها مدفوعة بالرغبة الجامحة ، مما ترك 

القبلة دون معنى أعمق


شعر تشن جيايو على الأرجح أن فانغ هاو كان يتجنب علاقة أعمق ، ولهذا السبب قبّل بلهفة ، متحمسًا للتعويض عن ذلك اليوم


بحلول الوقت الذي انتهت فيه القبلة ، 

ساق تشن جيايو ما تزال مضغوطة على كاحله ، وواصلت 

يده اليسرى مداعبة خصر فانغ هاو بلطف 


عرف فانغ هاو أنه إذا استمرت الأمور ، سيبدأ بالإثارة مجدداً ، 

دفع صدر تشن جيايو برفق : " اليوم... لا يمكنني فعلها 

لجولة ثانية ،،،" تمتم : " أنا حقًا متعب "


أنزل تشن جيايو رأسه و قبّل عنق فانغ هاو قبلة لطيفة 

: " أعلم باوبي " تمتم بهدوء وحنان ، 

ثم أزال الواقي الذكري وألقاه في سلة المهملات


احمرّت وجنتا فانغ هاو من كلمته ، فاستدار على الأريكة 

الضيقة ليواجهه : " تشن جيايو "


ضحك تشن جيايو: " لن تناديني 'غا'؟"


ابتسم فانغ هاو : " ناديتك بهذا فقط لأنني استسلمت لطغيانك. لن يحدث ذلك مجدداً ..." ثم سأل بتردد: "بماذا 

يجب أن أناديك ؟"


تشن جيايو: " نادني باسمي فقط "


جرب فانغ هاو ذلك ، قائلًا بهدوء : " جيايو"


على الرغم من أنه لم يكن معروفًا بكونه لطيف الكلام أو 

معسول اللسان، فقد لاحظ تشن جيايو أنه بينما فانغ شنغجي هو من يعرف كيف يسحر بكلماته ويتدلل ، 

كان فانغ هاو صريح ، لا يعرف التملق ولا يتقن مداهنة الناس


ولكن في لحظات معينة ، بدا أن فانغ هاو لديه فهم غريزي 

للحنان يمكن أن يترك المرء مذهولًا


كاد قلب تشن جيايو على وشك أن يذوب من هذا النطق اللطيف لاسمه

أغلق عينيه ، واضعًا رأسه في عنق فانغ هاو : " مم " 

همهم بارتياح


مثل طائر منهك يعود إلى عشه ، وجد أخيرًا مكان راحته ،،،


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي