القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch41 بانغوان

 Ch41 بانغوان



تحركت أصابع وين شي بشكل شبه لا إرادي —- و اندفعت 

خيوط الدمى العديدة مثل الأفاعي ، لتغرس نفسها في 

سطح كل باب في الطابق الأول —-


صرير—


ارتفع الصوت المزعج لعشرات الأبواب وهي تُفتح في 

الوقت نفسه متداخلًا مع بعضه


و مع دويّ قوي ، ارتطمت الأبواب بالجدران


لم يكن أحد مستعدًا لذلك، فقفزوا جميعًا من الذعر


الجبناء مثل سون سيتشي وشيا تشياو ارتجفوا بوضوح عند 

سماع صوت الأبواب وهي تُفتح


كُل غرفة في الطابق الأول فُتحت بعنف


المداخل المظلمة بدت كعيون تحدّق بهم بشكل مخيف، 

بينما انبعثت رائحة غبار من الداخل

و انكمش المراهقون الثلاثة معًا خلف وين شي يلتفتون 

بقلق إلى الوراء


كانوا يشعرون طوال الوقت وكأن شيئًا ما سيقفز من أحد تلك الأبواب


إلا أن الشيء الذي قفز هذه المرة خرج من وين شي نفسه


فمع صرير سلاسل معدنية ، ظهر من جديد ذلك الثعبان 

الأسود—ذلك الذي يمكنه الالتفاف حول المنزل كله


هذه المرة ، كان قريبًا جدًا منهم


وبينما مرّ بجانبهم ، تناثرت الشرارات من حلقات السلسلة، 

كادت تلامس فروة رؤوسهم


ورغم أنها لم تكن نارًا حقيقية ، إلا أن الجميع رفعوا أيديهم لتغطية وجوههم


و انزلق الثعبان الأسود ملوّحًا بذيله


وقبل أن يتمكّنوا من استيعاب ما يحدث ، كان قد أنهى بالفعل تفقد كل غرفة


وبسبب سرعته الهائلة ، أثار عاصفة صغيرة عند عودته جعلتهم يتعثرون


الدمية انعكاس لمزاج صاحبها —- ، فالجميع الحاضرون 

شعروا أن مزاج وين شي كان سيئًا للغاية… باستثناء وين شي نفسه


كل ردود أفعاله كانت تصدر بدافع العادة


التف الثعبان الأسود رافعًا رأسه وهو يخرج لسانه، ناشرًا هالة باردة مهيبة


أما طائر دا دونغ فقد ظل يرفرف بعيدًا لفترة طويلة حتى تجرأ على الاقتراب قليلًا


نادى شيا تشياو بتردد : “ غا ؟”


وبينما يشد وين شي خيوط دماه ، رفع رأسه فرأى النظرات 

المليئة بالريبة والارتباك والحذر في عيون تشو شو والآخرين


ثم لمح عبر المرآة في الممر حاجبيه العابسين بشدة


فقط في تلك اللحظة أدرك متأخرًا : لقد كان حقًا غير سعيد


لم يكن ذلك الضيق البسيط الناتج عن الاستفزاز


بل كان شعورًا غريبًا لا يمكن وصفه …


كما لو أن درجة من درجات الدرج اختفت فجأة من تحت قدميك ، 

أو كما لو أنك فقدت شيئًا ما


وكل ذلك بسبب غياب شيه وون …..


كان هذا الإحساس غريبًا جدًا


فقد دخل وين شي إلى الكثير من الأقفاص من قبل، 

وكان اختفاء أحدهم أمرًا مألوفًا


وفوق ذلك، هو وشيه وون لم يتعارفا منذ وقت طويل أصلًا


{ ربما …. كان السبب تلك المرة … في الممر الطويل 

والمظلم سابقًا— حين التفتت فجأة خلفي و كان شيه وون 

واقفًا في المكان المناسب تمامًا ….



وربما …. لأننا دخلنا ثلاثة أقفاص معًا


فالزمن في القفص يمضي دون توقف ، تتكرر فيه لحظات 

الحياة والموت باستمرار


مما يمنح وهمًا بأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل، 

وكأنهما شهدا دورات لا حصر لها من التقمص والولادة من جديد


أو ربما … هناك أسباب أخرى … }


اتجهت نظرات وين شي على لاو ماو —- الذي بدا وكأنه يريد قول شيء ما


دا دونغ : “ هل كنتَ مستعجلًا جدًا قبل قليل ،،،، " 

و انعقد لسانه للحظة عندما التقت عيني وين شي به : 

“ أقصد… هل فتحت كل هذه الأبواب في الوقت نفسه من 

أجل أن تبحث عن شخص ما؟”


وين شي: “ همم .”


دا دونغ: “ وهل وجدته إذًا ؟”


وين شي: “…”

{ سؤال غبي جدًا }

“ لا ….” و الانزعاج مرتسمًا بوضوح على وجه وين شي مجدداً : “ ' ليس على السطح ' ”


بإمكان الدمى تعقب الأشخاص الأحياء عبر تتبع رائحة 

معروفة مسبقًا

و ' ليس على السطح ' تعني أن شيه وون وهاوزي لم يعودا 

موجودين في الأماكن الظاهرة والمباشرة داخل القفص


امتلأ وجه شيا تشياو بالقلق : “ ماذا نفعل الآن؟”


أصيب دا دونغ والبقية بخيبة أمل أيضًا


لكن دا دونغ كان أكثر خبرة بقليل مقارنة بالآخرين


ألقى نظرة محرجة على وين شي ثم قال محاولًا التخفيف عنه : 

“ لا داعي للتشاؤم بهذه السرعة ،،، 

ما دام القفص سيُفك في النهاية ، سيتمكن الجميع من الخروج .”


تحقّق وين شي من الأمر بوضوح تام


في الماضي ، كلما واجه مثل هذا الموقف ، كان هو دائمًا الأكثر هدوءًا


من كان يظن أنه سيأتي يوم يتلقى فيه تذكير من شخص 

فوضوي ومهمل مثل دا دونغ…


لم يعرف وين شي إن كان عليه الرد أم لا

وبدلًا من ذلك، اكتفى بالتحديق بصمت نحوه


تراجع دا دونغ تحت حدة نظرته ، وخطا خطوة للخلف دون 

أن يضيف شيئ آخر


سون سيتشي مشوش بالكامل بشأن الموقف و قال بتلعثم: “ م-ماذا لو لم نستطع فكّ القفص ؟”

لم يجرؤ على قول الكثير ، فتمتم بسؤاله بخفوت


وبما أنّ سون سيتشي صديق تشو شو المقرّب ، أجابه بنبرة تنذر بالشؤم : 

“ عندها سنبقى جميعًا عالقين هنا حتى نموت .”


ارتعب سون سيتشي حتى فقد أنفاسه ، ومن تلك اللحظة لم يعُد يتحدث 


في هذه الأثناء ، كان أكثر من حافظ على هدوئه في 

المجموعة هو لاو ماو


فالدُمى أساسًا تفتقر إلى النطاق الواسع من المشاعر التي لدى البشر


فضلًا عن أنّه نشأ وهو يتلقى مداعبات من ' رجل الثلج ' ، 

لذا فهو دمية مخضرمة عمرها ألف عام


كان طبيعيًا أن يكون أكثر هدوءًا نسبيًا


سعل سعالًا خفيفًا في الوقت المناسب وتدخّل : 

“ في الواقع صوت المرأة قالت شيئ معين ، لست 

متأكدًا إن كنتم قد لاحظتم أم لا.”


: “ ماذا قالت ؟”


؛ “ قالت : ما دام الجميع ينامون ، فسيعود السيد لي . 

وبما أنّ الرئيس هو نظير للسيد لي، 

إذن… ربما يمكن تطبيق هذه الجملة عليه أيضًا .”


دا دونغ: “ مستحيل . هاوزي كان نظيرًا لـ شن مانيي 

لكنكم لم تروه يُحشر في—”


قاطعَه وين شي: “ صحيح أنه كان يفعل الشيء نفسه الذي 

كانت تفعله شين مانيي. لقد لعب لعبة العروس الحقيقية 

والعروس المزيفة .”


بل إنه كان الأول الذي لعبها متزامنًا مع شين مانيي


قال تشو شو وهو يمدّ صوته وقد بدا أنّ الفهم قد أشرق في ذهنه: “ آهاا! 

إذن بعد كل تلك الفوضى ، تبيّن أنّه لم يكن الضحية 

المختارة للّعبة حينها — بل كان اللاعب المرافق؟ 

تـسـ—”


تذكر شيئًا، فسكت باضطراب من جديد


لكن لم يلحظ الآخرون ذلك، إذ ما زالوا غارقين في دوامة 

الإدراك المفاجئ وخوف ما بعد الصدمة


كان وين شي وحده قد عقد حاجبيه قليلًا


خطر له إشكال بدوره —فالآن بعد إعادة النظر ، كان هاوزي هو ' الآنسة شين مانيي ' الثانية ،

 ولهذا كان عليه أن يلعب 

لعبة العروس الحقيقية والعروس المزيفة حينما أرادت شين مانيي ذلك

إلا أنّه بالمصادفة كان أيضًا الهدف المختار في الجولة الأولى .


بمعنى آخر ، كان يتقمّص شخصية ' شين مانيي ' ليقلّد نفسه


وهذا يفسّر سبب الشعور الغريب تجاه هاوزي الذي كان 

يتحدث عبر جهاز اللاسلكي، رغم أنه كان بالفعل هو المعنيّ


و إذا صحّ هذا المنطق ، فهذا يعني أن الجولة الثانية كانت غريبة جدًّا


ففي الجولة الثانية ، اختارت شين مانيي شيه وون ——

وبالمنطق ، كان على هاوزي أن يتبع خطاها ويختار شيه وون كذلك


أما إن كان سيتمكّن من تقليد شيه وون جيدًا أو لا، فذلك أمر آخر


لكن على أي حال، كان ينبغي أن يكون هناك ثلاثة من شيه وون وقتها


إلا أنّهم لم يكونوا سوى اثنين —- وقد اختفى هاوزي 


لماذا ؟


هل لأن هاوزي بصفته نظيرًا لـ شين مانيي لم يكن يستطيع 

التزامن معها إلا لمرة واحدة قصيرة ؟ 

أم لأن… الشخص الذي اختارته شين مانيي هو شخص لم 

يستطع هاوزي لمسه أصلًا ؟


تذكّر وين شي فجأة الشخص المعلّق على شماعة المعاطف في الطابق الثاني


في الحقيقة حين رأى تلك الجلد لأول مرة ، شعر بشيء من 

الحيرة لأن كان لديه إحساس أنّ ذلك الهاوزي مزيّف


و فيما بعد ، أكّد دا دونغ أيضًا أنّ الشامة كانت في الجانب الخطأ


لكن لِمَ كان لدى هاوزي المزيّف جهاز اللاسلكي الخاص 

بالهاوزي الحقيقي ؟


وفوق ذلك ، كانت شين مانيي في ذلك الوقت مطيعة ومسالمة للغاية

فلماذا تُنتج جلدًا من العدم لتُرعبهم قبل مغادرتهم 

بلحظات ؟ أليس ذلك بلا داعٍ ؟


بعد التفكير مليًا ، كانت الظروف على الأرجح مختلفة


ماذا لو أنّ هاوزي أراد استعارة المرايا في القفص لتقليد 

شخص ما، لكن حدث خلل ما وأدّى إلى فشله ؟


لقد شهد وين شي موقفًا مشابهًا في قفص آخر، 

لكن حدث منذ زمن بعيد جدًّا فلم يعُد يتذكّر تفاصيله


كل ما يذكره بشكل غامض هو أنّ شخص آخر حاول التنكر بهيئة معيّنة ، 

لكن ذاك الشخص المنوي تقليده كان قويًا وقاسيًا للغاية ، 

ومهارة المقلِّد كانت غير ثابتة


وفي النهاية تجاوز قدراته ، فلم يستطع حتى أن يحافظ على مظهر إنسان


إن كان الأمر نفسه قد حصل لهاوزي ، إذن… لماذا لم يستطع تقليد شيه وون ؟


سأل شيا تشياو: “ إذن علينا أن نحاول النوم لنرى إن كان 

بمقدورنا أن نُخرج السيد لي و الرئيس شيه أثناء النوم؟ 

هل هذا صحيح يا غا ؟”


انتُزع وين شي من تأملاته وقال بعبوس : “ ننام مع مَن ؟”


شيا تشياو: “…هااه ؟؟ ”

{ يا لها من جملة مزلزلة ! }


“ اححم ...” أدرك وين شي أخيرًا ما قاله شيا تشياو 

وأدرك أيضًا ما ردّ به


فأرخى جبينه وسار باتجاه أقرب غرفة وهو يداعب تفاحة 

آدم بتعبير خالٍ من الانفعال ، وقال بنبرة مبهمة : 

“ شيء من هذا القبيل ،، 

فلنرَى أولًا أي الغرف هي الصحيحة .”


مع أنّ منزل عائلة شين كان ذا بنية غريبة ، إلّا أنّه كبير بالفعل ، وغرفه كثيرة


فحتى بعد وجود كل تلك غرف النوم وغرف المكاتب وغرف 

الملابس وغرف التخزين في الأعلى ، لم يكن هناك نقص 

منها في الأسفل


والاختلاف الوحيد هو المطبخ


قالت شين مانيي فجأة وهي تشير إلى غرفة النوم الملاصقة 

للمطبخ: " المربية تساي تسكن هنا"


دا دونغ: " الآن أستطيع أن أرى فائدة إحضار هذه الفتاة معنا ، 

لقد وفّرت علينا عناء تفتيش الغرف لمعرفة أصحابها "


و مع ذلك ، مضوا ليتأكدوا بفتح خزانة الملابس


دا دونغ بدهشة: " يا لها من مربية مدللة ، غرفتها أكبر من غرفتي حتى "

وكعادته كان يسير في مقدمة الفريق ، وبينما يتحدث ، 

فتح باب الخزانة—لتتشنج يداه فجأة


ففي خزانة المربية تساي كلها لا يوجد سوى رداء واحد فقط


رداء حريري أحمر قانٍ، منقوش عليه دوائر تتوسطها زخارف 

خفاشية ذات طابع احتفالي





وُضِع أسفل الرداء بطانية خفيفة مطوية بشكل أنيق، 

الجزء الظاهر منها متطابق مع نقوش الرداء 


و البطانية أيضاً من الحرير الأحمر الفاقع


ارتعش سون سيتشي وهو يفرك ذراعيه وقال: "أهذا تشيباو؟ 

لونه مخيف، هل هو لباس عرس ؟"


سخر تشو شو منه بلا رحمة : " هل أنت غبي ؟ 

كيف لمربية أن تخبئ لباس زفاف هنا ؟"


تمتم شيا تشياو: "هذا لباس دفن"


ارتعد سون سيتشي: " أي لباس؟"


شرح شيا تشياو بصوت خافت : " لباس الموتى . 

عندما توفي جدي ، كنت أنا من كفّنه . رأيت هذا في المتجر ، إنه النسخة النسائية … " ثم أشار إلى البطانية قائلاً : 

" وهذه كفَن ، تُلفّ به الجثة…"


وقبل أن ينطق بكلمة ' الجثة ' كان وجه سون سيتشي قد شحب حتى الموت


أزاح وين شي الرداء الجنائزي الأحمر المعلَّق في الخزانة ، 

فكشف عن قبعة ووسادة وجوارب قطنية مصطفّة وراءه


شيا تشياو وقد بدا أكثر ثباتاً على غير عادته : "هناك شيء ناقص"

ربما لأنّه سبق أن كفّن جده بيديه ، فأصبح يتحمل المشهد 

الآن بسهولة أكبر ، 

وبدا سلوكه شبيهاً بغرابته التي اعتادها في طفولته


أدخل رأسه إلى الخزانة وهو يفتش متمتماً : " غريب 

أين هو؟"


سأله دا دونغ: "ماذا تبحث عنه؟"


أجاب شيا تشياو: " الحذاء؟ لا توجد أحذية دفن"


وين شي: " الأحذية هناك". وأشار خلفهم


ارتاع الجميع والتفتوا معاً نحو الاتجاه الذي أشار إليه، 

فرأوا الأحذية الحريرية المطرزة موجودة بجانب السرير


رؤوس الأحذية تتجه نحوهم مباشرةً ، كأن أحداً جالس 

هناك في صمت، منتعلًا إياها، يراقبهم منذ زمن طويل


ما إن بدأ شيا تشياو يستعيد هدوءه حتى تجمد في مكانه، 

وطار عقله من شدة الفزع


تزاحم مع تشو شو وسون سيتشي حتى صاروا مثل ثلاثة 

سمان صغير متكتل في عش واحد ، 

وانكمشوا معاً بالقرب من وين شي ولم يشعروا بالأمان إلا بعد ذلك


تمتم دا دونغ مجبراً نفسه على التماسك: " لا بد أن هذه 

الأشياء موجودة هنا فقط لتخويف الناس أليس كذلك؟"


نظر وين شي إلى شين مانيي بنظرة وسألها : "المربية تساي 

التي ذكرتِها… ماذا كانت ترتدي عادةً ؟"


رفعت شين مانيي عينيها ببطء وأشارت إلى اللباس الجنائزي 

في الخزانة وقالت بهدوء : " هذا "


ساد الصمت القاتل أرجاء الغرفة


فكّر وين شي قليلاً ، ثم فتح خزانة أخرى ، فوجدها مليئة 

بفساتين وقمصان وبناطيل صغيرة للفتيات ، 

كلها مرتبة بعناية


وكان هذا تناقضاً صارخاً مع خزانة المربية تساي


اتجه نحو الباب ، وتبعته شين مانيي بخطوات مترددة


أما ' الثلاث السمان ' مع دا دونغ فقد لحقوا بهم عن قرب، 

في حين جاء لاو ماو متأخراً على غير العادة


سأل وين شي شين مانيي : " أين كان ينام أخوكِ الأصغر 

وابن المربية ؟"


ارتجفت شين مانيي عند سماع كلمة ' الأخ الأصغر ' 

وبدت غير مرتاحة 

ترددت طويلاً ثم أشارت إلى السقف


وين شي: " أقصد الطابق السفلي "


هزّت شين مانيي رأسها وأشارت إلى غرفتين أخرى : "ربما هناك"


فجأة تذكّر وين شي أنّ الشاب الوريث لعائلة شين كان في 

الأصل ينام في الطابق العلوي، ولم ينتقل إلى الطابق الأول 

إلا بعد اختفاء شين مانيي —- هكذا كان يُروى الأمر على الأقل


لكن في ذلك الوقت كانت شين مانيي قد ماتت بالفعل، 

فكيف لها أن تعرف أيّ غرفة كانوا يناما فيها الولدان ؟


توقف وين شي في منتصف الطريق وهو متجه نحو الغرفتين


كانت شين مانيي بجانبه ، فقال لها بصوت منخفض:

" أنا آسف "


تفاجأت الطفلة ، وأخذت لحظة طويلة حتى تفهم أنه يخاطبها

رفعت رأسها وحدّقت فيه ببراءة وهي تواصل السير بجانبه، 

ثم أجابت بابتسامة حلوة :

" لا بأس "


كانت شين مانيي محقّة في الإشارة إلى هاتين الغرفتين : 

فقد كانتا مشغولتين من قبل بالفعل


وكما فعلوا في الغرفة السابقة ، فتحوا خزانات الملابس 


في إحدى الغرف وجدوا أردية طويلة أنيقة الطراز ، 

وبعض البدلات ذات الطابع الغربي ، 

إضافة إلى عدة سترات حريرية قصيرة على الطراز الصيني


وعلى الطاولة الصغيرة بجانب السرير يوجد بعض الكتب المرتبة


وعلى الأرجح كانت هذه غرفة كبير الخدم والسيد لي —-


أما الغرفة الأخرى فكانت تحتوي على ملابس صبي صغير، 

معظمها بدلات وسترات غربية بمقاسات مختلفة


و على الأغلب كانت غرفة الشاب الوريث وابن المربية


قال تشو شو بصوت خافت:

" إذن… كل من في المنزل لديه ملابس طبيعية ، لكن 

المربية وحدها لديها لباس دفن؟ ما معنى هذا ؟ 

هل ماتت منذ زمن بعيد ؟ "


وين شي: " تقريباً "


اعترض شيا تشياو: " لكن هذا لا يعقل . شين مانيي لم 

تتوقف عن ذكر المربية تساي وكأنها على قيد الحياة . 

والشاب الوريث أيضاً ذكرها في يومياته ، و أنها غيّرت 

السجاد أو شيء من هذا القبيل… "

وتلاشى صوته تدريجياً :

" … وحتى لو كان كل ذلك كذب ، فما زال هناك ما جاء في مقدمة القصة . 

التعليق الصوتي الأول قالت إن المربية كانت واحدة من 

القاطنين في هذا المنزل ، والتعليق الأخير قال إن ابنتَي 

عائلة شين نزلتا لتسكنا معها في الطابق الأول " 


وين شي: " وهل توجد مشكلة في هذه المقدمة ؟ "


يبدو أنه… لا يوجد خطأ فيها


لكن شيا تشياو لم يستطع التعمّق أكثر ؛ فكلما فكر في الأمر ازداد خوفه


قال دا دونغ بصوت ضعيف : " هل يمكن أن تكون صاحبة 

القفص هي المربية تساي؟ 

لم ترضَى بموتها المبكر فادّعت 

أنها ما زالت تعيش بينهم ؟ "


عبس وين شي بحاجبيه وفكّر قليلاً ، لكنه لم يشعر أن هذا التفسير صحيح

ثم هزّ رأسه قائلاً : " لنوزّع الغرف أولاً ، و نتحدث عن هذا لاحقاً " 


قال شيا تشياو بقلق: " هل علينا أن نتفرّق ؟ ألا يمكننا البقاء معاً ؟ "


ظلّ سون سيتشي متمسكاً بالتفكير ' الطبيعي ' : " لو اعتبرنا 

الأمر مثل لعبة غرف الهروب ، فقد حدّدوا لنا بالفعل الغرف 

التي سننام فيها . 

علينا اتباع التعليمات ، وإلا لن يبدأ السيناريو الجديد من القصة "


وما إن أنهى كلامه حتى تمنّى أن يصفع نفسه ، لأن وين شي أومأ موافقاً


وبالنتيجة ، تفرّقوا على مضض وتوجّس بين الغرف الثلاث


فتح دا دونغ باب غرفة المربية وقال بوجه شاحب: 

" لماذا بحق الجحيم أنا في هذه الغرفة ؟ "


وين شي ببرود: " لأنك نظير المربية "


صرخ دا دونغ: " لكنها ماتت ! "


وين شي: " لكنها ما زالت هنا "


ازداد الموقف رعباً ، وكاد دا دونغ ينهار : " في هذه الحالة ، 

أين ابنتا عائلة شين المفترض أنهما ستنامان معي؟ 

هيا تعالوا بسرعة "


تراجع تشو شو وشيا تشياو وسون سيتشي بخطوة واحدة إلى الوراء


سون سيتشي: " توجد ابنة شين حقيقية هنا، هل تريدها ؟ "


تغيّر وجه دا دونغ وهو يحدّق في شين مانيي ، 

لكن حتى شين مانيي خطت خطوة للخلف ~


تشو شو: " انتهى الأمر ، حتى الحقيقية لا تطيقك "


فقد وين شي صبره وقال بحزم: " السلامة أولاً ،، 

أنت تجيد فن الدمى، فالأفضل أن تختار اثنين لا يعرفان شيئ . 

شيا تشياو يمكنه أن يذهب لمكان آخر " 


فشيا تشياو ليس إنساناً على أية حال


وجد لاو ماو أن الفكرة منطقية ، وكان على وشك أن يقترح 

اصطحاب شيا تشياو إلى غرفة الشاب الوريث وابن المربية

لكن دا دونغ أشار إليه قائلاً: " لا يعرفان شيئ ؟ 

سأخذ شياو سون ولاو ماو إذن . 

شياو سون مجرد طالب ، ولاو ماو مساعد متجر "


لاو ماو: " … "


لم يستطع الاعتراض


رغم أنه الدابنغ ذو الجناح الذهبي المهيب ، إلا أنه مضطر 

ليتظاهر بالضعف أمام مزيّف


وهكذا تقاسم الثلاثة غرفة واحدة ، بينما نام تشو شو وشيا تشياو في غرفة أخرى


أما وين شي فقاد شين مانيي — التي لم يجرؤ أحد على 

اصطحابها—إلى غرفة كبير الخدم والسيد لي


في الغرفة سريران: الأول قرب النافذة وبجانبه كتب ، 

وكان خاصاً بالسيد لي، 

والآخر في الداخل لكبير الخدم


جلس وين شي أولاً على سرير كبير الخدم ، لكنه غيّر رأيه 

بعد لحظة وانتقل إلى السرير الآخر


ترك لشين مانيي سرير كبير الخدم ، بينما تمدد على سرير السيد لي


فالقصة تذكر أن السيد لي—وربما شيه وون أيضاً—

سيعودان بعد أن ينام الجميع


ولا أحد يعلم بأي هيئة سيعود السيد لي؛ لذا كان من 

المرهق أن يترك طفلة صغيرة تنام وحدها على هذا السرير


وما إن استلقى وين شي، حتى دوّى فجأة صوت ساعة الجدّ في غرفة المعيشة


رنت اثنتي عشرة مرة متتالية


وبانتهاء الرنين ، الجميع في الغرف الثلاث قد غرقوا في النوم


يتبع

' نظير ' = الشخص الذي يُجسّد أو يعكس شخصية أخرى في القفص .

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي