القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch40 بانغوان

 Ch40 بانغوان



رغم أنّ شيه وون أخبرهم بأنّ وين شي هو نفسه من يقف 

خلف اليد الملوّحة ، إلّا أنّ الآخرين ظلّوا متردّدين


فبعد كل شيء ، لم يسبق لهم أن رأوا وين شي يتصرّف على هذا النحو


شدّ دا دونغ لاو ماو إلى الخلف وقال: " لا تتسرّع في القفز . 

أعلم أنّ رئيسك يعرف الـ… الـ ' تشين شي '

( وين شي ' اسم وين شي المزيف الي قدمه لهم ) 

لكن حتى أخاه الأصغر يعتقد أنّ ثمة خطبًا ما

فلماذا تتصرف بتهوّر ؟"


كان طوال هذا الوقت يشير إلى وين شي بصفته ' كبير تلاميذ عائلة شين ' مثلما يخاطب أي مبتدئ بلا اسم


لكن بعد أن انكشفت له بعض الحقائق ، لم يعد مناسبًا أن 

يواصل مناداته بتلك الطريقة


وبهذا ، حصل كبير تلاميذ عائلة شين أخيرًا على اسم على لسانه 


تابع دا دونغ: " ماذا لو كان الأمر أشبه بــ شين مانيي…" 

لكنه توقف فجأة وكاد يختنق بكلماته للمرة الثانية

ألقى نظرة على الشبح المعنية ثم قرّر في صمت تعديل 

عبارته : "ماذا لو كان الأمر مجرد شيء آخر مثل الطفلة 

الصغيرة ، يتظاهر بأنّه شياو تشين ليخدعنا كي نقفز من النافذة ؟"


ذلك لم يعد يُعتبر ' استدعاء شخص ' بل صار أشبه باستدعاء روح


رمشت شين مانيي ببراءة ونظرت إليه بعينين بريئة


في جوهر الأمر ، ما قاله دا دونغ لم يكن خطأ ، لذا أومأ 

سون سيتشي موافقًا


وبمجرّد أن وجد من يسانده ، ازداد دا دونغ ثقة بنفسه 

وقال : " ما رأيكم بهذا سأفحص هذا الخيط أكثر لأتأكد من 

أنّه لا توجد به مشاكل ،،

وفي أسوأ الأحوال ، سأرسل الداپنغ ذو الأجنحة الذهبية 

ليتقدّم ويستكشف الطريق ، تحسّبًا للأخطار ."


و أطلق طائره صرخة مدوّية


كان لاو ماو قد تنحّى أصلًا عن الطريق، لكن وجهه شحب 

مجددًا حالما سمع باسم ' الداپـنغ ذو الجناح الذهبي '

وقبل أن يتمكّن من شتم دا دونغ ، دوّى فجأة صوت غريب 

من الظلام الدامس خارج النافذة —— 

طقطقة واصطكاك كالمعادن وهي تحتك ببعضها


قال دا دونغ بدهشة : " ما هذا الصوت ؟!"


مدّ جسده خارج النافذة محاولًا الإصغاء بشكل أفضل


وفي اللحظة التالية مباشرةً ، اندفع إعصار نحوه كاد يقتلع جمجمته


: " اللعننننة !" لعن دا دونغ وهو يتمسّك بقوة بإطار النافذة


لم يستطع أن يعتدل بسبب شدّة الرياح ، 

فاضطر إلى أن يظلّ شبه مائل وهو يرفع ذراعه ليحجب 

وجهه ، الذي تشوّه بفعل العاصفة


صرخ بين زوابع الرياح : " انبطحوا ، وابحثوا عن شيء تختبئون خلفه !"


بدأت أصوات المعادن المتصادمة تزداد علواً وسرعة


تلك الأصوات مألوفة بعض الشيء…


دا دونغ تمكّن من رفع رأسه قليلًا من خلف ذراعه


وفي رمشة عين ، رأى أفعى بايثون عملاق ينقضّ نحوه


سوداء قاتم من رأسه إلى ذيله ، كل حرشفة من حراشفه 

تشعّ ببريق بارد ، كأنها سكاكين متراصّة بإحكام


حتى هذا الظلام اللامتناهي لم يتمكن أن يحجبه


فجسده الضخم يزحف بسرعة هائلة


و لمحوا بطنه المكسوّ بحراشف فضيّة وهو يمرّ قرب النافذة ، 

مصحوب بسلاسل صدئة عملاقة يلتفّ حول جسده 

ويحتكّ ببعضه ، مطلقاً شرارات متطايرة


و مع الشرر المتناثر ، انبثقت دوّامات هوائية في كل اتجاه


وانقلب البايثون الأسود ليكوّن حلقة ، 

ممدّدًا رأسه الهائل نحو النافذة فيما لسانه يتماوج داخل وخارج فمه


عيناه صفراء براقّتين تضيقان حتى صارتا شقّين رفيعين 

وهو يحدّق بالجمع داخل الغرفة لثوانٍ


ثم فجأة فتح فمه كاشفًا عن أنياب أطول من قامة إنسان


وفور أن فتح فمه ، اندفعت رياح إلى داخل الغرفة ، 

كأنها زفرة مخلوق دمويّ بارد يزمجر مهدّدًا فرائسه


على الفور احتضن دا دونغ رأسه وانكمش أرضًا

وبردّة فعل غريزية ، قبض أصابعه بشدة محاولًا استدعاء 

دميته —إلّا أنّ الداپـنغ قد أصابه الذعر من الأفعى الأسود 

العملاق ، ففرّ هاربًا وهو يرتعد


خفق بجناحيه بجنون حتى أوشكا على التكسّر ، 

وتناثرت ريشات شفافة في أرجاء الأرض


الطائر كان في الأصل كبيراً نوعاً ما، ويبدو مهيباً للوهلة الأولى


لكن بالمقارنة مع الأفعى العملاق ، صار لا يساوي شيئاً سوى لعب أطفال


بدأ تشو شو يصرخ من الخلف : “ آه! إنه تلك الأفعى !!!”


دا دونغ شتم في داخله بغيظ { أبوك هو الأفعى ، أيعقل أن تُسمى هذه أفعى ؟! } وصرخ : “ تباً ! أنت تعرفها ؟!” 


صرخ دا دونغ من دون أن يلتفت بينما ظل جاثياً في مكانه


تشو شو صرخ كـ رد ، لكن صوته بالكاد يُسمع وسط العاصفة 

: “ نعم ! رأيته من قبل ! طبعاً أعرفه !”


دا دونغ: “ ما اللعنة التي تكون هذه ؟”


شيا تشياو قال: “ إنه دمية غا ”


دا دونغ: “…”

{ يا له من مصيبة }

انهار تماماً : “ لماذا يرسل أخوك دميته إلينا من دون سبب !”


لكن الجواب جاء بسرعة—


إذ رأوا بذهول تلك اليد الصغيرة المربوطة بالخيط تتوقف عن التلويح


و على الأرجح أن من كان يتحكم بالخيط قد نفذ صبره 

المحدود تماماً بعدما لم يتلقَ أي استجابة


الأفعى الأسود العملاق حَدَّق بأعينه الذهبية الفاخرة إلى من في الغرفة ، 

ثم فجأة فتح فمه وتكلم : “ الطابق الأول والساحة في الأسفل —- 

لقد انتظرت طويلاً ، هل ستقفزون أم لا ؟”


صوت الأفعى العملاقة كان مبحوح ، وجاف 

و وسط هذه العاصفة الهوجاء ، أقرب إلى فحيح يبعث الرعب


تجمد الجميع لثانية، ثم بدأوا يتسلقون حافة النافذة من 

دون اعتراضات إضافية 

: “ سنقفز، سنقفز .”


ومن يجرؤ على عدم القفز؟


لقد ترددوا لحظة وجيزة، فإذا بتلك اليد الصغيرة تتحول إلى أفعى سوداء


ولو لم يقفزوا بعدها ، فلا أحد يعلم أي كارثة كانت ستحدث


شيا تشياو القلق على غا ، كان أول من قفز


أما سون سيتشي فقد ظل متشبثاً بالنافذة بخوف ، حتى قام 

تشو شو بسحبه قسراً إلى الأسفل


ابتلع الظلام صرخاته في الحال ، وعاد كل شيء إلى السكون


دا دونغ ظل جاثماً على إطار النافذة مثل شخص يودّع الآخرين


أمسك بحافة النافذة بيد واحدة وقال لـ لاو ماو وشيه وون: “من سيقفز أولاً ؟ 

سأكون الأخير على أي حال ، سأ…”


قبل أن تخرج عبارة ' سأكون الأخير ' من فمه ، دفعه شيه وون بخفة إلى خارج النافذة


{ اللعنة ! }


سقط دا دونغ وظهره إلى الأسفل


وقبل أن يبتلعه الظلام ، رأى شين مانيي التي نُسيت تصعد إلى إطار النافذة


وفجأة خطر بباله سؤال — { إن كانت هذه النافذة تؤدي إلى الأسفل ، فهذا يعني أن هذا القفص مقسوم

 إلى مناطق مختلفة

وكلما دخلنا منطقة جديدة ، يكون علينا أن نمر بعملية ' دخول القفص ' مجدداً


الأمر أشبه بكسر عدة بيضات في وعاء واحد : فالصفار لا 

يختلط فعلياً ببعضه 


الطابق الثاني بأكمله كان صفار بيضة واحدة


وبما أن شين مانيي هي سيدة الطابق الثاني ، 

فلا بد أنها خاضعة لقيود


فهل يمكنها فعلاً النزول إلى الطابق الأول ؟


على الأرجح لا…}


وبسبب خبرته المحدودة، لم يكن دا دونغ متأكد


وفور أن خطر هذا في باله، رأى شيه وون يرفع يده وينقر 

على منتصف جبهة شين مانيي


شعر دا دونغ بغموض أن هذه الحركة مألوفة لديه قليلاً ، 

لكنه غاص كلياً في الظلام قبل أن يتمكن من التفكير فيها




شين مانيي تقوقعت على حافة النافذة وحدقت في الظلام تحتها، 

وملامحها مترددة وخائفة : “ لا أستطيع النزول . 

لم أنزل منذ زمن طويل جداً ، لا أستطيع النزول .”


شيه وون: “ الآن يمكنك .”


ارتبكت شين مانيي —- وشعرت ببعض الظلم وبشيء من 

الحيرة أيضاً : “ لماذا ؟ 

هل لأنك نقرت على رأسي قبل قليل ؟”

رفعت يدها تلمس جبينها


أومأ شيه وون


ما زالت شين مانيي مشوشة: “ ولمَ يجعل ذلك الأمر ممكناً ؟”


هذه الطفلة لم تكن بشراً حقيقي أصلاً ، فبالنسبة للكثيرين 

لم يكن هناك معنى لشرح شيء لها


لكن شيه وون تحدث بصبر : “ لقد ساعدتك على التحول إلى هوية أخرى .”


شين مانيي: “ أي هوية ؟”



شيه وون: “هل سبق أن لعبتِ بالدمى من قبل؟”


أومأت شين مانيي برأسها : “ نعم، أنا أحبها .”


شيه وون: “ الآن أنتِ تتظاهرين بأنك دمية .”


في فن تحريك الدمى ، كان هناك اسم خاص لتلك النقرة 

على الجبهة ' تثبيت الروح ' 

فهي تُحوّل شخصًا حيًّا أو مخلوقًا إلى دمية لفترة من الزمن


وبهذه الطريقة ، يمكن لشين مانيي أن تتحرك بحرية في المناطق المختلفة


صفّقت الفتاة الصغيرة بحماس من شدة فرحتها


لكن لاو ماو وحده عبّر بجديّة عن رأيه : “ هل يمكنني أن أقاطع ؟”


رمقه شيه وون بنظرة : “ تكلّم .”


لاو ماو: “ مبتدئ جرى شطبه من لوحة سجل الأسماء 

فلا يمكنه إنجاز أمر كهذا 

إذا أخذناها معنا إلى الأسفل فكيف سنفسّر ذلك ؟”


شيه وون: “ لقد تكلّمت متأخرًا جدًا إذن .”


لاو ماو: “…”

{ لو أنني تكلمتُ باكرًا ، هل يعني ذلك أنك لم تكن لتفعل هذا ؟ }


لم يصدّق لاو ماو ذلك حقًا

فـ ' الرئيس ' اعتاد أن يفعل ما يشاء ؛ هكذا كان دائمًا


ربما لأنه لم يكن يملك الكثير من الأشياء أو الأشخاص الذين 

يهتم بهم بعمق

وغالبًا، لم يكن يُعير التفاصيل الصغيرة اهتمامًا كبيرًا—فإن 

كان يستطيع أن يقوم بشيءٍ سرّاً ، سيفعله بلا تردد


لكن هذا لا يعني أنه كان شخصًا مهمِلًا


فلو أراد إخفاء أمرٍ ما عن أحد ، لكان قادرًا بسهولة على 

إبقائه مطمورًا بإحكام لعشر سنوات أو حتى لعقود


وقد شهد لاو ماو ذلك بنفسه من قبل ، ولهذا بدا له الأمر أكثر غرابة الآن


لم يمضِ وقت طويل منذ أن وجد شيه وون وين شي مجددًا ، 

وخلال هذه الفترة القصيرة راقب لاو ماو معظم تفاعلاتهما—


—- لِاستحالةِ البقاء طويلاً .. اسْتَبْعَدْ فِكرَةَ مُلَاقَاتَهُ مِنَ جديد  —-


لأن … بقاء شيه وون مستحيل … فقد تجنب اللقاء بـ وين شي مجدداً


لاو ماو كان يعرف ذلك أكثر من أي شخص آخر


لكن أحيانًا ، في لحظات نادرة جدًا ، كان أسلوب شيه وون 

في التعامل مع الأمور يمنح لاو ماو وهمًا غريبًا


كما لو أنّه… للحظة خاطفة ، يتصرف على النقيض تمامًا من نواياه


إلا أن ذلك لم يكن يستمر سوى لحظة قصيرة ، ثم يعود سريعًا إلى خطته الأصلية


تمامًا مثل الآن


وبينما بدأ القلق يتسلل إلى لاو ماو


تحرّك خيط الدمية الذي تركه وين شي بين شقوق النافذة فجأة


انزلق على طول حافة النافذة ووجد بدقة مكان شين مانيي


وبطاعة لرغبة سيده ، نقَر وسط جبهتها ، ثم التفّ حول معصمها


كانت هذه تقنية ' تثبيت الروح ' الكاملة ؛ أي أن فكرته كانت 

مطابقة لفكرة شيه وون ———-


وهذا يعني —— رغم أن وين شي كان بانتظارهم في الأسفل 

مفصولًا بالظلام ، فإنه لم يترك تلك الفتاة الصغيرة التي لا تستطع النزول


نظر شيه وون إلى خيط الدمية الملتف حول معصم شين مانيي وقال: “ ظننت أنه نسي أمر هذه الطفلة ، لكن اتضح 

أن ذاكرته ليست سيئة بعد كل شيء .”


وبما أن وين شي أجرى تثبيت الروح بنفسه ، تنهد لاو ماو تنهيدة ارتياح


وربما كان ارتياحه ظاهرًا أكثر من اللازم ، إذ رفع شيه وون 

عينيه ونظر إليه قائلًا: “ لم تعد بحاجة للقلق من أن يُكشَف أمري بعد الآن .”


أومأ لاو ماو : “ بالضبط .”


اتجهت نظرات شيه وون إلى النافذة


لا بد أن فكرة ما مرّت في ذهنه ، لأنه لم يستطع كبح ضحكة قصيرة


ثم ربت على كتف لاو ماو، استدار، وألقى بنفسه في الظلام



الطابق الأول من منزل عائلة شين مبني على هيكل مشابه جدًا للطابق الثاني


والفرق الوحيد أنّه ينقصه غرفة في مقدمة المنزل، 

استُبدلت ببابٍ كبير، وكذلك غرفة في الخلف، 

حيث وُضع صالون استقبال تؤدي أبوابه إلى الفناء الخلفي


في غرفة الاستقبال ، 

وُضعت أريكة فاخرة لاستقبال الضيوف ، 

وطاولة قهوة منحوتة


تتدلى فوقها ثريّا صُنعت بأسلوبٍ ممزوج ، 

رُبط فيها زخارف كريستالية بإطار خشبي بُني بلونٍ بنيّ مائل 

للأحمر—وهي تحفة رائجة بين التجار الأثرياء في أوائل 

ومنتصف القرن العشرين


لكنها في زمن الحاضر بدت ثقيلة وبلا روح


و مصباح أرضي بجانب الأريكة ، ذو إطار خشبي مائل للأحمر أيضًا ، 

تغطيه قماشات حريرية مطرزة من كل الجهات


أضاء المصباح الصالة ، وجعل ظلالهم تتراقص فوق الأرض


وفي يد وين شي ورقة موضوعة على طاولة القهوة، بينما 

وقف في انتظارهم


في الحقيقة عندما هبط للمرة الأولى ، كان قد تجوّل بالفعل 

في الطابق السفلي بأكمله بمفرده


و استنادًا إلى خبرته السابقة مع الأقفاص المماثلة لهذا ، 

التي تحتوي على شقوق بين مناطقها المختلفة ، 

فإن كل مرة يدخلون فيها إلى جزء جديد ، 

يكون الأمر أشبه بالدخول في قفص جديد من البداية ——


عادةً ، من الطبيعي أن يواجه شيئًا مزعجًا أثناء سقوطه—

على سبيل المثال ، عندما دخلوا أول مرة إلى قفص الجد شين تشياو 

التقى بذلك ' شيا تشياو ' المزيّف في الحافلة


أو حينما كان في الشارع خارج معرض شيبينغ، مع هذين 

البشريين الزائفين اللذين كانا يسيران بجانبه


كان من الخطير جدًا مواجهة تلك الكائنات في أحد الشقوق، 

لأن كل ما حوله فراغ، ولا يوجد مكان للهبوط


فلو اختلط عليه الاتجاه أو اعتقد خطأً أنه وصل إلى الأرض 

بسبب تلك التدخلات، بينما في الحقيقة كان يتبع تلك 

الكائنات إلى مكان آخر تمامًا، فسيكون من المرجح جدًا أن 

ينتهي به الأمر في ' منطقة موت '


كان وين شي طوال السقوط في غاية اليقظة والحذر ، 

لكن الغريب — أن سقوطه كان هادئًا بشكل غير مألوف


لم يظهر له أي شيء ليضايقه —— 


أثار ذلك دهشته قليلًا


ولهذا ، بعد وصوله إلى الطابق الأول ، بقي هنا لبعض 

الوقت بمفرده ليتأكد من أن تلك المخلوقات القذرة لن تأتي لإثارة المشاكل


ولمّا تأكد أخيرًا ، أرسل إشارة إلى الذين في الطابق العلوي 

يخبرهم بأنهم يستطيعون النزول


بعد وقت قصير ، سُمعت خطوات على الدرج


التفت وين شي نحو مصدر الصوت


كان شيا تشياو أوّل من ظهر عند المنعطف ، ونادى: "غااا!" 


منذ أن رأى وين شي ركض نحوه فوراً


الشخص الثاني الذي ظهر كان تشو شو — تلاه سون سيتشي، 

ثم دا دونغ، وأخيرًا شين مانيي ولاو ماو


أحصاهم وين شي جميعًا ، ثم وقع بصره على الفراغ خلف لاو ماو 

و قال بعبوس: " أين شيه وون؟ ألم يقفز بعد ؟"


تفاجأ لاو ماو هو الآخر : " ألم ينزل الرئيس ؟ هذا مستحيل، 

لقد سبقني في النزول ."


تبادل دا دونغ والبقية نظرات القلق : " إذًا أين هو؟!"


تشنج جبين وين شي —- وشعر قلبه بالاضطراب


وفي تلك اللحظة ، تحرك جهاز الغرامافون الموجود على الخزانة فجأة




خدش الإبرة سطح الأسطوانة ، وبدأت موسيقى قديمة تصدح في الصالة


و بين الحين والآخر ، النغمات تنحرف عن اللحن ، فتُضفي 

على الأغنية مسحة مرعبة


ثم تَشَوش جهاز الاتصال اللاسلكي في يد سون سيتشي وأضاء


عاد الصوت الأنثوي الذي سمعوه في الأعلى يتكلم من جديد


وبينما تصدح الموسيقى المشوّهة ، تكلّمت المرأة بنبرة 

دافئة : " بعد أيام طويلة من اختفاء شين مانيي ، ترك معلم 

عائلة شين فجأة رسالةً قال فيها إن أمرًا طارئًا استدعاه 

للعودة إلى منزله ، مما اضطره للمغادرة مؤقتًا . 

أرسل كبير الخدم برقية إلى مدينة تيانجين وي وكذلك إلى 

مسقط رأس السيد لي، لكن لم يصل أي رد ،،،


في الآونة الأخيرة ، لم يكن أحد في منزل عائلة شين ينام جيدًا . 

الطابق الثاني خالي بالفعل بعدما انتقل الجميع إلى الأسفل . 

كانت الفتاتان تنامان مع المربية ، بينما أخاهم الأصغر ينام مع ابن المربية ، 

وكبير الخدم مع السيد لي في غرفة أخرى . 

وبذلك ، بقي سرير فارغ .


وفي إحدى الليالي ، ظل كبير الخدم يتقلّب عاجزًا عن النوم ، 

فقرر أنه سيذهب إلى مركز الشرطة فور شروق الشمس . 

وبينما يُفتّش خزانة ملابسه لإخراج الملابس والحذاء الذي 

سيرتديه غدًا ، اكتشف فجأة أن جميع أحذية السيد لي ما 

تزال موجودة في الخزانة . 

و لم يكن ينقص منها زوجٌ واحد …


' فبأي حذاء غادر عائدًا إلى منزله إذًا ؟ '


و منذ ذلك اليوم ، بدأت الأشياء النجسة تُزعج منزل عائلة 

شين باستمرار ... 

فمتى ينام الجميع… كان السيد لي يعود ."


لم يتوقف الغرامافون حتى بعد انتهاء كلام المرأة

و استمر في بث تلك الأغنية المشوّهة ، بينما خيّم صمت 

خانق على ركنهم من الصالة


وفجأة قال تشو شو بصوت منخفض: " فهمت الآن . 

نحن نتوافق مع أحد أفراد منزل عائلة شين . 

عندما يختفي أحدهم في القصة ، يختفي أحدنا أيضًا . 

في السابق ، قالت إن شين مانيي فُقدت ، وهاوزي لم يظهر حتى الآن . 

والآن اختفى المعلّم السيد لي ، وهذا يعني…

يعني أننا جميعًا سنختفي في النهاية ؟"


تجمّدت ملامح وين شي —- وتحولت هالته إلى برود قاتم

{ يعني أنني سأفجر هذا القفص وأحطمه هو و سيّده ! }


يتبع


« 因为无法久留,索性免了重逢 » 


—- لِاستحالةِ البقاء طويلاً .. اسْتَبْعَدْ فِكرَةَ مُلَاقَاتَهُ مِنَ جديد  —-


1- بما أن شيه وون لا يستطيع البقاء إلى جانب وين شي، فقد 

قرر أن يخفي هويته الحقيقية عنه، ليتجنب كلًا من اللقاء والفقدان من جديد.


[ كان وين شي طوال السقوط في غاية اليقظة والحذر ، 

لكن الغريب — أن سقوطه كان هادئًا بشكل غير مألوف


لم يظهر له أي شيء ليضايقه —— ]


2-لم يواجه وين شي أي شيء أثناء سقوطه لأن شيه وون قد أزال كل الأخطار أمامه 

ولهذا كان يسعل بشدة في الفصل السابق :


[ كل ما فعله أنه اتكأ بجانب النافذة ، محدقاً بعينيه نحو 

الخارج… لا —- بل بدقة أكبر ، محدقاً في الظلام الممتد أسفله


وهكذا ، فجأة ، اشتدّ سعاله المكتوم بشكلٍ حاد —- ، 

ولم يتوقف إلا بعد فترة طويلة —- ، 


انتقده دا دونغ { لو لم تكن تعلم الحقيقة ، لظننت أن شيه 

وون قد أنجز سراً أمراً شاقاً } ]

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي