Ch54 بانغوان
في الحقيقة لم يتغيّر جدار سجلّ الأسماء كثيرًا عندما تم
حلّ القفص أول مرة —- بل ظلّ هادئًا نسبيًا طوال يوم
كامل بعد خروجهم من القفص
وربما حدثت تغيّرات في لحظات معيّنة ، لكنها لم تستمر
سوى ثانية واحدة ، ولم يلحظها أحد
لذا في البداية —- ، خرجوا الفريق الذين دخلوا القفص بشكل ' طبيعي ' —
استدعى تشو شو سيارة لسون سيتشي وأوصله إلى منزله
وعندما فتحت أم سون سيتشي الباب، لم تكن قد أزالت قناع الوجه بعد
و من النظرة الأولى ، ارتعب تشو شو لدرجة أنه كاد يصرخ
لعنة ، بينما انهار سون سيتشي في العتبة بشكل غريزي وبدأ
في البكاء بصوت عالٍ
ظلّ يتشبّث بتشو شو مناديًا إياه : “ أيها الخالد العظيم ”،
مما جعل والديه يوشكان على اعتقال تشو شو في الحال
لحسن الحظ لم يقل سون سيتشي أي شيء مهم ، لأنه كان
قد نسي معظم ما جرى داخل القفص بالفعل
و كل ما شعر به هو أنه غفا في السيارة ، ثم رأى كابوسًا واقعيًا للغاية
وبسبب ذلك أُطلق سراح تشو شو في النهاية ، ولم يُضيّع
حتى ثانية و أسرع عائدًا إلى منزل عائلته
أما تشو شو ، فكان حالة فريدة —- إذ تذكّر بوضوح كل ما
حدث داخل القفص، لكن كونه ضعيف البنية ، لم يفده ذلك كثيرًا
أصيب بحُمّى شديدة بعد عودته بفترة قصيرة ، وظلّ يتأرجح
بين النوم واليقظة
وقد عانى دا دونغ أيضًا بعض المتاعب في القفص
لكن بما أنه بانغوان فلم يتأثر بشدة مثل تشو شو
وكإجراء وقائي ، ابتلع علبة دواء للبرد دفعة واحدة ؛ فلم
يُصبه سوى صداع نصف ليلة ، وتعافى تمامًا بعد أن أخذ فترة من النوم
أما شريكه هاوزي، فكان وضعه أكثر إزعاجًا بكثير ——
صحيح أن الجميع دخلوا القفص بأشكال غير مادية
لأنفسهم ، لكن النتيجة لم تكن جيّدة إذا حدث لهم مكروه داخله
في الحالات التي يستغرق فيها فكّ القفص وقتًا طويلًا ،
قد يضاف إلى هذا العالم شخص آخر في غيبوبة أو مجنون
وإذا كان الحظ حليفهم وفُكّ القفص بسرعة ، فسيظلون
يُعانون أمراضًا حادة وكوابيس متكررة لفترة طويلة
أما السيناريو الأكثر مأساوية ، فهو أن يُحبس المرء في ' المنطقة الميتة ' للقفص
و لا سبيل للنجاة من ذلك —- سواءً ثم حل القفص أم لا
وهذا الجانب الإيجابي الوحيد في حالة هاوزي: أنه لم
يُحتجز في منطقة ميتة ، وأن وين شي كان موجودًا
بالصدفة ، فاستطاع أن يفكّ القفص عنه
ومع ذلك —- نُقل هاوزي مباشرة إلى المستشفى بعدها
عاد دا دونغ إلى مسكنه وقضى ليلة واحدة ذهب إلى
المستشفى ليعتني بهاوزي
وذهب بعض أفراد عائلة تشانغ الآخرين الذين كانت بينهم
علاقة جيدة بهاوزي لزيارته أيضًا،
لكن في ذلك الوقت لم يكن أحد قد أخبر العائلة الرئيسية بعد
وعندما اكتشفوا الإدارة المركزية لعائلة تشانغ أن هناك أمرًا
غير طبيعي ، كان في مساء اليوم التالي
تشانغ لان قد عادت للتو من رحلة سفر ، وكانت متعبة
ومنهكة من الطريق
وبينما تنشغل بأمور متعددة ، كانت تتجادل مع أحدهم
حول قفصٍ ما، مما جعل تلاميذ عائلة شين ( وين شي ، شيا تشياو ) يتراجعون إلى أخر ذهنها
ولوقت من الزمن ، نسيت حتى أن تتواصل مع دا دونغ
في تلك الأثناء ، كان أخوها تشانغ يالين قد أنهى للتوّ
معالجة مشكلة شديدة التعقيد تخصّه
وبعد أن التقى هو وأخته في طريق عودتهما إلى المنزل،
قرّرا إقامة مأدبة ترحيب بعودتهما في قاعة الاستقبال
الضخمة ، للترويح عن تعب السفر
دعوا رفقاء الرحلة الذين كانوا برفقتهم ، بالإضافة إلى عدد
من أبناء الجيل نفسه أو الأصغر سنًّا ممّن يسكنون قرب المقر الرئيسي للعائلة
كان الهدف أن يرحّب كلٌّ منهما بالآخر ، ويطهّرا نفسيهما
من تعب السفر معًا
في البداية ، التزم الجمع بشيء من التحفّظ خشية إزعاج سيد العائلة الذي كان في إحدى الغرف الخلفية
لكن لاحقًا ، ومع تدفّق الخمر ، بدأ الجوّ يسترخي شيئًا فشيئًا
ففي النهاية هم شباب في أعمار متقاربة ، وأصحاب مزاج
مرح ، لا سيما تشانغ لان
وبقيادة السيّدة الكبرى تشانغ، التي تمحورت أجواء الحفل
حول إثارة جنون أخيها الأصغر تشانغ يالين، استمرّت
السهرة حتى قرابة منتصف الليل
كان من المفترض أن تكون أمسية مبهجة ،
لكن لسوء الحظ شرب صديقان أكثر من اللازم ، وأصرّا على
الجدال حول أيّهما فكّ القفص الأصعب مؤخرًا
وبسبب ذلك —- ارتكبا ما سيندمان عليه أشدّ الندم فيما
بعد— إذ تمايلا مترنّحين نحو جدار سجلّ الأسماء الخاص
بالبانغوان، متشابكي الأذرع ، محاولين العثور على دليل يثبت كلامهما
فقال أحدهما:
“ بعد أن فككتُ قفصي ، ارتفعتُ رتبةً على الجدول في نفس اليوم .”
وقال الآخر:
“ خطّي لم يتحرّك ، لكن—”
و قبل أن يُنهي كلامه ، شهق فجأة ، إذ اكتشف أنّ هناك
اسمًا جديدًا بجوار اسمه على الجدار
“ مهلًا ، انتظروا ، ' تشانغ شياودونغ ' … من هذا ؟
يبدو الاسم مألوفًا قليلًا .”
سمعه أحد الجالسين إلى المائدة ، فاتكأ على كرسيه وسخر قائلًا:
“ يبدو أنك سكران فعلًا إذا وجدت الاسم ‘مألوفًا قليلًا’—
أليس هذا دا دونغ !”
حينها فقط صاحت السيّدة الكبرى تشانغ ضاربةً فخذها:
“ أوه صحيح دا دونغ! لو لم تذكروني به، لكنت نسيت تمامًا
أنّني أوصيتُه هو وهاوزي بمساعدتي في تتبّع شخص ما …"
وبينما تفتّش في هاتفها ، سألت دون أن ترفع رأسها :
“ ما شأن دا دونغ؟ هل يستحقّ كلّ هذه الضجّة ؟”
وبنبرةٍ تنضح بالشكّ في وجوده نفسه، قال الرجل الواقف أمام الجدار :
“ اسمه بجوار اسمي مباشرةً…”
فالتفت الجميع من حول المائدة إلى السجل ، وحدّقوا فيه
: “ هل تمزح؟”
كان كلّ من في القاعة ممّن يعرفون دا دونغ يعلمون أنّه
وإن لم يكن ذا قوّة يُشهد لها ، إلا أنّه صاحب شخصية
صاخبة ، ولسانه لا يهدأ
كان يعرف كيف ينعش الأجواء ، لذا فقد تفاعلوا معه
بدرجات متفاوتة من قبل
لكن الأهم من ذلك : أنّه لم يكن ذا قوّة يُشهد لها
ولم يكن يحتلّ مكانة متوسطة في جدار الأسماء إلا لأنه لا
يستطيع البقاء بلا عمل، فكان يدخل الأقفاص باستمرار
تمتم أحدهم:
“ كم عدد الأقفاص التي دخلها مؤخرًا ليقفز مرتبةً كاملة ؟”
فقاطعه الآخر غير راضٍ وهو يضغط بإصبعه على مكان معيّن في الجدار :
“ ومن قال لك إنه قفز مرتبة واحدة فقط ؟ لقد كان هنا سابقًا !”
لم يعد الأمر مجرّد رتبة واحدة —لقد قفز ثلاث مراتب كاملة
القسم الأوسط من جدار الأسماء مشغول في الغالب بالجيل الأصغر
حيويّون، ممتلئون بالطاقة، يدخلون ويفكّون الأقفاص على نحو متكرّر
ولهذا السبب، كانت مراتبهم غير مستقرة، لكنها تبقى ضمن النطاق نفسه تقريبًا
حتى لو ارتفعت أو انخفضت ، فلا تتجاوز ' مرتبة واحدة '
لأن معظم ما يدخلونه أقفاص صغيرة
أمّا أن يقفز أحدهم ثلاث مراتب دفعة واحدة ، مثلما فعل
دا دونغ الآن ، فهذا مبالغ فيه قليلًا
فقال أحدهم:
“ سمعت بالأمس أنه خرج من قفص .”
فردّ آخر مدهوشًا :
“ يا للعجب ، ثلاث مراتب من قفص واحد ؟
هل تلبّسه أحد الأسلاف أم صار خيط دميته مطليًّا بالذهب ؟”
وقال آخر وهو يضحك :
“ ربما فجّر ذاك الرجل طاقة روحية فجأة واستدعى الدابنغ الحقيقي .”
تبادلوا الكلام في جدالٍ نصفه جادّ ونصفه هزلي
أما تشانغ لان نفسها ، فقد كانت تحتلّ رأس الجدول طوال العام ،
لذا لم تكن تكترث كثيرًا بتغيّرات مراتب الآخرين
وبالأدق ، لم يكن لذلك أي معنى في ذهنها أصلًا
حين صعد اسمها لأول مرة على جدار سجلّ الأسماء ،
كانت ترتقي المراتب تقريبًا كل يوم
أمّا القفزة الأكثر جنونًا ، فقد حدثت بعدما فكّت قفص كبير
واضطرت فيه إلى إطلاق كامل طاقتها الكامنة
وبمساعدة التعاويذ وتعاون أحد البانغوان من جيلٍ أصغر ،
أعادت تشكيل مصفوفة كبرى كانت من اختصاص أحد أسلافهم ' بو نينغ ' وبفضل ذلك ، قفزت مباشرةً من مرتبة
متوسّطة إلى المركز الخامس
وبعدها أدّت أداءً متميزًا في الأقفاص المتتالية ، فلم يكن
الأمر حادثة عابرة ، بل استمرّ صعودها حتى بلغت القمة
وصارت في المرتبة الأولى
تجربة تشانغ يالين كانت شبيهة بتجربتها إلى حدّ كبير
حتى أنّ أحد كبار سن الجيل الأكبر قال مرة : لعلّ تشانغ
يالين لو بذل جهدًا مضاعفًا، قد يتجاوز أخته الكبرى، وينتقل
من كونه دائمًا في المركز الثاني إلى المركز الأول
لكن تشانغ لان كانت تعلم أنّ ذلك مستحيل
إلا إذا انقلبت شخصية أخيها فجأة وصار من النوع الكادح،
وكفّ عن التشبّث بصندوق إلهه التي يمسحها ثلاث مرات
في اليوم… مثل هذا التغيير لا يحدث إلا إذا أصيب بصاعقة
لهذا بينما الآخرون يتناقشون بحماس حول قفزة دا دونغ
بثلاث مراتب، لم تكترث تشانغ لان برفع رأسها حتى
اكتفت بإرسال رسالة نصّية إلى دا دونغ تسأله عن الأمر
لكن جوابه كان صادمًا قليلًا —
أجاب دا دونغ: [ لقد فككنا قفص متجر سانمي ]
حدّقت تشانغ لان في الجملة ثلاث ثوانٍ ثم أرسلت رسالة صوتية ، وقد علت نبرتها حدّة:
“ فككتم ماذاااا؟؟؟”
كان صوتها عاليًا جدًا ، حتى إنّ الجميع في القاعة صمتوا
والتفتوا نحوها يرمشون بذهول
لم يعرفوا ما الأمر ، ولم يجرؤوا على التحرّك
حتى تشانغ يالين، الذي قد بدأ يغيب عن الوعي من فرط
الشراب ، لم يتمالك نفسه وقال:
“ اخفضي صوتك قليلًا ، لمَ كل هذا الصراخ ؟”
لكن ما إن قال ذلك ، حتى سمع أخته تشغّل رسالة صوتية بصوت عالٍ —— ردّ دا دونغ :
“ لان-جي قلتُ إننا فككنا قفص متجر سانمي، ذلك
الموجود في الممرّ الأرضي الذي كان بالأصل غرفة هروب.
يقع في شارع يونجين، أتذكرينه؟”
تشانغ يالين: “….”
انتفض واقفًا من مقعده فجأة، وحدّق في تشانغ لان :
“ أليس ذاك قفص لعين من نوع دوامة !! "
( تم شرح الاقفاص الدوامة في ch30 )
ومن فرط الصدمة ، نسي كلّ صورته الراقية ووقاره المعتاد
و لم يعد أحد يلوم السيّدة الكبرى تشانغ على رفع صوتها
ساد صمت ثقيل لبضع ثوانٍ، ثم انفجر الجميع دفعةً واحدة
تفكيك قلب قفصٍ دوامة لم يكن إنجازًا خارقًا بالمعنى
المطلق ، فكلٌّ من تشانغ لان وتشانغ يالين قد حلاّ مثل هذه
الأقفاص من قبل
لكن أن تخرج هذه الكلمات تحديدًا من فم دا دونغ—فالأثر
لم يكن سوى… استثنائيّ لا يُضاهى
ولحسن الحظ كان ثمة من لا يزال محتفظًا برشده فقاطع قائلًا :
“ لا تتحمسوا كثيرًا ، أتظنون فعلًا أنّ دا دونغ وحده قادر
على فكّ قفص مثل متجر سانمي؟
لا بدّ أن أحدًا آخر كان هناك أيضًا ،،
هو غالبًا لم يكن سوى مساعد ، فكّروا بمنطقية .”
وبالمصادفة كانت تشانغ لان قد أرسلت لتوّها رسالة صوتية أخرى إلى دا دونغ:
“ قلتَ ‘نحن’ فككنا القفص . إذن كان يوجد آخرين معك ؟ "
وبالفعل، أجاب دا دونغ بسرعة :
“ نعم ، ثمانية أشخاص دخلوا القفص .”
عاد الهدوء إلى الجمع على الفور
“ اووه ، إذاً كانوا ثمانية أشخاص .”
“ كنت أقول ذلك .”
“ فمن هم الآخرون ؟”
“هل كان معلمه موجود ؟”
“ محتمل ، لا بد أن هناك آخرين ”
وبدأوا يتبادلون الأسماء والاحتمالات
فإذا كان هناك بانغوان ذوو خبرة أيضًا، فالأمر يصبح منطقيًا
وأقل إثارة للدهشة
استعاد تشانغ يالين رباطة جأشه هو الآخر
و أمر دميته شياو هاي أن يحضر له منشفة ساخنة ،
وبدأ يمسح وجهه بها محاولًا أن يفيق
وبينما يغطي وجهه بالمنشفة ، سمع أخته ترسل رسالة صوتية أخرى إلى دا دونغ:
“ أوه ، لقد أرعبتني للتو . السبب أنّك قفزت عدة مراتب على
الجدار ، فأثار الأمر دهشتهم . حسنًا، من هم السبعة
الآخرون؟ المعلم يونتشي والبقية ؟”
كان تشانغ يونتشي معلّمه ورغم أنّ رتبته لم تكن بعلوّ رتبة
تشانغ لان أو تشانغ يالين، إلّا أنّه كان يتمتّع بعلاقة جيدة مع
رأس العائلة ، متقاربًا معه في العمر ، وذا خبرة واسعة ، مما
جعله أهلًا للاحترام
بعد لحظة، جاء ردّ دا دونغ…
وبتفصيلٍ كبير ، بدأ دا دونغ يسرد أسماء كلّ من دخل القفص:
“ أنا ، هاوزي ، تشو شُو ، زميل تشو شو في المدرسة ،
شيه وون ، موظف شيه وون ،
و تلميذا عائلة شين : شيا تشياو وتشين شي "
تشانغ لان: “……………………”
كان من الأفضل لو أنّ دا دونغ لم يفتح فمه أصلًا
سقطت المنشفة من يد تشانغ يالين، وخرج الجميع عن طورهم
تشو شو؟
زميل تشو شو؟
شيه وون؟
موظف شيه وون ؟
ما الذي يحدث بحق السماء…
والأهم من ذلك، أنّ ذلك التلميذ الأكبر المزعج من عائلة شين قد ظهر مجددًا
بإحساسٍ مقيتٍ وغامض، قالت تشانغ لان لدا دونغ:
“ فقط قل لي من الذي فكّ القفص .”
دا دونغ: “ التلميذ الأكبر لعائلة شين .”
شعرت تشانغ لان وكأنها تختنق
لكن دا دونغ لم يتوقف عند ذلك ، بل أضاف بحماس:
“ لان-جي دعيني أخبرك ، كان الأمر مدهشًا بحق !
لقد كدتُ أموت خوفًا في القفص ، وفضحت نفسي تمامًا .
ذلك التلميذ الأكبر من عائلة شين ليس مبتدئًا ضعيفًا على الإطلاق !”
{ وكأنّ هذا يحتاج إلى شرح ؟ }
الجميع هنا تبادر إلى ذهنه نفس الفكرة :
' لقد قلتَ بنفسك إنه فكّ قفص متجر سانمي
إن كان بعد هذا لا يزال مبتدئًا ضعيفًا ، فماذا نكون نحن إذًا ؟! '
: “ إذًا…” قال الرجل الواقف بجانب جدار سجل الأسماء
و لم يعد مكترثًا بدا دونغ و انصب كلّ انتباهه على السطر
الواقع فوق اسم تشانغ بيلينغ مباشرةً —- :
“ مهما كان .. من يستطيع فكّ قلب قفصٍ دوامة فلا بد أنّه
قوي بما يكفي ...
فهل سيظهر اسم جديد على سطر عائلة شين ؟”
لم يكن وحده
فقد تركزت أنظار الجميع على ذلك السطر الممتلئ بأسماءٍ ميّتة لا غير
ولو أخذوا بالحساب—وبالنظر إلى الوقت الذي مرّ منذ حلّ
القفص—فلا بد أن اللوحة قد استقرّت الآن
وبما أنّ اسم دا دونغ كان قد تغيّر فعلًا ، فخطّ عائلة شين
ينبغي أن يتحرّك هو أيضاً
هذه المرة —- ، لم يعد بمقدور تشانغ لان ولا تشانغ يالين أن يبقيا جالسين
و اجتمعا مع البقية بجانب الجدار ، مترقّبين الاسم الجديد
الذي سيُضاف ، وعدد المراتب التي سيقفزها
ظلّ كل شيء ساكنًا لبضع دقائق
ثمّ كما توقّعوا —— ، تغيّرت اللوحة —— ،
لكن الطريقة التي تغيّرت بها كانت… عبثية حقًا ——-
نصف توقّعاتهم تحقّق—
السطر قفز فعلًا إلى الأعلى
لكن… لم يكن قفزًا ، بل أقرب إلى إطلاق صاروخ ~
السطر الذي كان ثانيًا من أسفل ،
انطلق فجأة وصعد مباشرةً إلى الطبقة العليا من اللوحة
حتى التصق بسطر شخصٍ آخر…
ذلك الشخص هو تشانغ يالين ——-
وما إن رأوا هذا المشهد حتى كاد الجميع ينهارون تمامًا
لكن ما تبعه كان أكثر غرابة —
فعلى الرغم من أنّ السطر قارب أن يصل إلى القمة ، إلا أنّ
الاسم الجديد لم يظهر بعد
ظلّ السطر عبارة عن كتلة حمراء بالكامل
كل فردٍ فيه واضح وبلا شك… ميّت
وكان ذلك تحديدًا عندما كان وين شي فاقد الوعي ، وحالته
الروحية غير مستقرة
لذا بدا جدار الأسماء كان شديد الحساسية
بعد أن اندفع السطر إلى القمة ، مكث هناك أقلّ من ثلاث ثوانٍ ، ثم سقط مجددًا إلى مكانه الأصلي ، الثاني من الأسفل
وبعد بضع دقائق ، اندفع إلى الأعلى مجدداً
ثمّ سقط !
ثمّ ارتفع !
ثمّ هبط… !!
وهكذا ~~~
تكرر ذلك الصعود والهبوط مرارًا وتكرارًا
وبعد أن تابعت تشانغ لان المشهد لبعض الوقت ، شعرت
وكأنها قد تصاب بنوبةٍ في أي لحظة
هؤلاء الأشخاص كانوا لا يزالون أفضل حالًا من غيرهم ،
فعلى الأقل كانوا مستعدين نفسيًا بشكلٍ أو بآخر ،
ولديهم فكرة عامة عمّا يمكن أن يحدث
أما الآخرون من باقي العائلات الأخرى —— ، الذين لايعرفون حقيقة الأمر ،
فقد تحطّموا تمامًا —— ، ولم يسعهم سوى التحديق
مذهولين في السطر وهو يرقص على اللوحة ~~~
ونتيجةً لذلك ، جرى ' سحب ' دا دونغ وتشو شو—وهما
الشخصان الوحيدان اللذان ما زالت حالتهما العقلية
معقولة نسبيًا—مباشرةً إلى مقرّ عائلة تشانغ الرئيسي
وهناك ، وبين حصارٍ كامل من الأسئلة ، قصّا تفاصيل ما
حدث في متجر سانمي
وعندما سمع تشانغ يالين أنّ التلميذ الأكبر لعائلة شين قد أطلق أفعى ،
اختلف ردّ فعله هذه المرة عن المرة السابقة ——-
تصدّع تعبير وجهه للحظة ،
وأمسك بذراع تشو شو الذي كان يشرح بحركاته وسأله بصوتٍ خافت :
“ ما لون الأفعى التي قلتَ إنها ظهرت ؟”
تشو شو: “ سوداء.”
تشانغ يالين: “ هل على جسدها نيران ؟”
فكّر تشو شو قليلًا، ثم قال:
“ لا أظن ، لكن هل يُحتسب أنها زحفت وسط ألسنة نيران ؟”
ومع ذلك —- لم يطمئن تشانغ يالين بعد :
“ صف مظهر تلك الأفعى مجدداً بدقة .”
تشو شو: “ طويل جدًا ، وضخم جدًا ، ومهيب مرعب
يوجد عظمان أو شيء بارز من ظهره ،
وعلى جسده سلاسل—”
فقاطعه تشانغ يالين فجأة : “ كان عليه سلاسل ؟”
تشو شو: “ طبعًا ، أليست كل الدمى كذلك ؟”
تشانغ يالين: “ أأنت متأكد أنك رأيت سلاسل ؟”
أومأ تشو شو { ليس وكأنني أعمى }
سقط تشانغ يالين إلى الخلف على الأريكة ،
وكأنّه تنفّس الصعداء ، لكن ملامحه كشفت أيضًا عن شرودٍ واضح
لم يستطع أحد أن يتمالك نفسه فسأله:
“ يالين-غا هل خطر ببالك شيء؟”
هزّ رأسه وقال:
“ لا، ربّما أتوهم فقط . هذا مستحيل ، دمية ذلك الشخص
لا تحمل سلاسل .”
وما إن قال ذلك حتى كاد الآخرون يفقدون عقولهم
لأنّ الدمية إذا كانت بلا قيود ، فهذا يعني أنّ سيدها قوي إلى
درجةٍ تجعله لا يخشى أبدًا أن تخرج دميته عن السيطرة ؛ فلا
حاجة له بأيّ تقييد
ولم يوجد سوى اثنين فقط من صنّاع الدمى عُرف عنهم ذلك
الجماعة لم يجرؤوا على الغوص أكثر في التفكير—لأنهم لو
فعلوا لتحوّل الأمر إلى حكاية أشباح
ولم يفهموا أصلًا لماذا قرر تشانغ يالين أن يفتح فمَه بحكايةٍ كهذه
تشانغ يالين متكئ على ظهر الأريكة، غارق في التفكير لبعض
الوقت. ثم فجأة قال لتشانغ لان:
“ ربما… علينا أن ندعو العجوز ونسأله .
أنا حقًا عاجز عن تفسير ما يحدث على هذه اللوحة .”
( العجوز = يقصدون الجد رئيس العائلة ' الجد تشنغتشو )
لكن تشانغ لان :
“ دعوة العجوز ؟ ماذا لو كان كل هذا مجرد خطأ كبير ؟”
تشانغ يالين: “ إذن ما الذي تقترحين فعله ؟”
تشانغ لان: “ ليقم شياو هاي بعِرافة أولًا .”
{ أنا— } عانى تشانغ يالين الأمرّين وهو يكتم شتيمة كادت
تفلت من فمه —- و حدّق في أخته بلا تعبير
وبعد بضع ثوانٍ، قال:
“ ما رأيك في هذا .”
تشانغ لان رمقته بنظرة : “ مم؟”
تشانغ يالين: “ لنذهب نحن للعثور عليه .”
تشانغ لان: “ وماذا بعد ذلك؟”
تشانغ يالين: “ ندخل قفص .”
تشانغ لان: “؟؟؟”
وفي خضمّ هذا العصف الذهني المتردد ، اهتزّ هاتف تشو شو برسالة واردة
[ معك تشين شي ،، هل الوقت مناسب الآن ؟ ]
كان وصول الرسالة هادئ جدًا ، لكن أحدهم لم يفُته أن يلمحها
وبحكم شخصية تشو شو القديمة ، لكان بالتأكيد تباهى في
هذه اللحظة الكبيرة وجعل الجميع يعلم بها
ربما حتى رفع هاتفه عاليًا وقال : الشخص الذي تتحدثون
عنه أرسل لي للتو رسالة
لكن لسببٍ ما، لم ينبس هذه المرة ببنت شفة
بل وبشكلٍ غريزي سحب هاتفه قليلًا ليخفي الشاشة عن الأنظار
ثم أسرع بالرد:
[ لا أستطيع الاتصال ، لكن المراسلة ليست مشكلة ]
يتبع
للتذكير تشانغ يالين مهووس بـ وين شي يعتبره إله عظيم
يعرف عنه كل شيء
خمّن إنه الثعبان هو نتشي
وكُتب سابقاً النتشي حولينه نيران بس لأن وين شي عليه
قيود روحيه النتشي مايتم استدعائه بشكل كامل
تعليقات: (0) إضافة تعليق