Ch55 برج الأبروش
في صباح اليوم التالي ،
ومع أول خيوط الفجر التي تسللت إلى المدينة ،
استقل فانغ هاو وتشو تشيتشن سيارة أجرة في طريقهما إلى
منزل لو يان الجديد ،،،،
فقد انتقلت مؤخرًا للعيش مع تشاو شينلي، ورغم أن المنزل
ما زال في طور التجديد ، إلا أن الجو الدافئ الذي خيّم فيه منحه إحساسًا بالمنزل
عندما وصلا ، كان واضح أن لو يان بدأت تتعافى بعد أيام
قليلة من التكيف مع وضعها الجديد ، و بدت أكثر انتعاشًا ،
وإن ظل الإرهاق باديًا على ملامحها ، ولم تكلف نفسها عناء
وضع مساحيق التجميل ، ومع ذلك، فقد كان مزاجها إيجابيًا على نحو مفاجئ
أما تشاو شينلي، فقلقه من التغييرات المفاجئة في عملها
جعله يبقى بجانبها في المنزل طوال الأيام الماضية بدلًا من
الذهاب إلى مكتبه ، ولم يغادر إلا بعد أن رأى أن فانغ هاو
وتشو تشيتشن قد وصلا
قضى الاثنان أكثر من ساعتين في منزلها ، يتجاذبان أطراف
الحديث ويؤنسونها —-
وبعدها خرجوا لتناول بعض الفطائر المقلية ، وفي فترة ما
بعد الظهر غادر تشو تشيتشن ليستعد لرحلته الجوية ،
بينما بقي فانغ هاو مع لو يان يشاهدان فيلم
لو يان بعد أن علمت بعلاقة فانغ هاو وتشن جيايو —-
شعرت بالسعادة للغاية عند سماع أخبار التقدم الكبير بينهما ،
فقد تجنبت الحديث عن العمل ، وقضت نصف يومها
تقريبًا تتحدث معه عن العلاقات العاطفية
شعر فانغ هاو بالدهشة ، كانت كلماتها مطابقة تقريبًا لما
قاله له تشو تشيتشن الليلة الماضية —
: “ ليس من المستغرب على الإطلاق أن تتطور مشاعركم مع قضاء مزيد من الوقت معًا .
أنت تمامًا على ذوقه ،
وبصراحة ، لست متفاجئة أبدًا . أنتما ثنائي مثالي .”
أن يسمع مثل هذه الكلمات من صديقة مقربة لتشن جيايو
منذ عشر سنوات جعله يشعر بالاعتزاز والفخر
قال فانغ هاو متواضعًا :
“ ما زال الوقت مبكرًا ،، نحن لا نزال نبحث عن التوافق بيننا،
ولم نصل بعد إلى الانسجام التام ،،
نحن… في طور العثور على إيقاعنا الخاص .”
لو يان :
“ هذا أمر طبيعي ، كنت أنا وشينلي كذلك ،
لا داعي للعجلة ، خذا وقتكما ، لكن تذكّرا أن تتحاورا دائمًا،
أنتما الاثنان ! لا تكبتوا الأمور !! "
أومأ فانغ هاو وهو يستوعب كلماتها بعناية ،،
لو يان ساعدته مهنيًا و كثيرًا ما أرشدته في شؤون الحياة أيضًا ،
وكلماتها تحمل دائمًا وزنًا يثق به ،
تابعت قائلة :
“ في وقت سابق ، كان هناك منشور آخر على ويبو عن اختبار
محاكاة الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ،
قالوا إن سرعة الاقتراب لا تحتاج أن تكون بتلك الدرجة من الاندفاع ،،،،
ورغم أنه لم يصدر أي بيان رسمي ، إلا أنه على الأرجح أثّر
فيه أكثر مما يُظهر ،،
والآن مع حادث برج بودونغ، ستواجهان أنتما أيضًا أوقاتًا صعبة ،،،
لذا… احرصوا على أن تعتنوا ببعضكما "
وأثناء حديثها ، تذكرت أن فانغ هاو وتشو تشيتشن قد جاءا
معًا في نفس الرحلة لزيارتها، فأضافت:
“ لكن بصراحة ، أعتقد أنكما بالفعل تهتمان ببعضكما بشكل جيد "
لم يلتقط فانغ هاو سوى جزء من كلامها ، فسارع يسأل:
“ أي اختبار محاكاة ؟”
لو يان:
“ كان الشهر الماضي…” ثم التفتت إليه بعينين متسعتين —-
و لثوانٍ طويلة ، بدأت تحدّق في ملامحه ، وحين أدركت أن
فانغ هاو لم يكن يعلم حقًا بهذا الأمر ، فهمت أنها تسرعت —-
فهو لا يتابع ويبو كثيرًا ، ولم يخبره أحد على ما يبدو ،
فسارعت تعتذر :
“ آه، آسفة . يبدو أنك لم تكن على علم "
لو يان في العادة كانت أكثر حذرًا ، ولم يكن ليفوتها مثل
هذا الانزلاق ، لكن التغييرات المفاجئة التي عصفت بحياتها
جعلتها مضطربة ، فقد جاءت المتاعب وهي جالسة في
بيتها دون مقدمات ، أن يتم فصلها فجأة من منصبها ،
ومعرفتها بأنها لن تستطيع العمل في برج المراقبة مجددًا ،
هذا زعزعها بعمق ، كان تغيير قاسي وحاد لم تستوعبه بعد،
وهو كفيل أن يحطم أي إنسان ،
—
بعد أن غادر فانغ هاو منزل لو يان متجهًا إلى المطار ،
أخرج هاتفه ،
لم يكن يملك حساب على ويبو أصلاً — كان عادةً يكتفي
بقراءة المنشورات التي يرسلها له الآخرون عبر ويتشات ،
وللحصول على ما يحتاج من معلومات ، اضطر إلى تحميل
التطبيق باستخدام بيانات الهاتف المحمول
ثمّ بدأ بالبحث باستخدام كلمات مفتاحيّة مثل :
« هبوط هونغ كونغ الاضطراري » و « اختبار جهاز
المحاكاة » ليعثر على منشور كتبه مدوّن طيران بارز بتاريخ 11 ديسمبر ،
ذكرى حادثة الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ،
يشرح فيه بالتفصيل نتائج ما سُمّي باختبار جهاز المحاكاة —-
ورغم أنّ المقالة كانت ذات طابع تعليمي بحت ،
ولم تُوجِّه انتقاد صريح لتشن جيايو أو تشانغ بين ،
فإن فانغ هاو كان يعلم يقينًا أنّ الأمر سيزعجه ،،،،
فشخص مثله ، قد يظلّ يُعاني من خطأ بسيط كنسيان
تشغيل أضواء الهبوط لأسابيع ، لا بدّ أن يأخذ نتائج كهذه
على محمل الجد —-
كان فانغ هاو يعرفه بما يكفي ليتخيّل وقع ذلك عليه —-
حتى لو كان المقال مجرد مشاركة عابرة من مدوّن مجهول
ببيانات مشكوك في دقتها ، فإنّها تظلّ قادرة على توليد
ضغط نفسي ثقيل ——
ذلك اليوم — اليوم الذي أكّد فيه هو وتشن جيايو رسميًا
علاقتهما — ظنّ فانغ هاو أنّ قلبيهما باتا على الموجة نفسها تمامًا —
اعتقد أنّه بوسعهما أن يتحدّثا في أي شيء —-
بل إنّ تشن جيايو — لمجرّد جملة واحدة قالها له — ' إخفاء الحقيقة أقسى من قولها ' —
بادر بالاتصال بيان يو
ومصارحتها ، ليقطع أي خيط باقٍ بينها وبينه ——
لكن الواقع كان مختلف : بينما العاصفة تعصف بعالم تشن جيايو —-
لم يُعطَى فانغ هاو حتى حقّ المشاركة فيها —
فبعد حادثة الهبوط الاضطراري في تيانجين أثناء العاصفة الرعديّة ،
حاول أن يفتح مع تشن جيايو موضوع هونغ كونغ،
بل واقترح عليه : ' ينبغي أن تتحدث مع أحد بشأن الأمر '
لكن تشن جيايو أبدى مقاومة شديدة حينها ،
وانتهى الحديث عند ذلك الحد —— كان الموضوع شديد الحساسيّة
وفي الأسابيع التي تلت ذلك ، صار فانغ هاو يسير بحذر
شديد ، متجنبًا إثارة الأمر مجددًا ،
حتى افترقا مؤقتًا مع نهاية العام ،
لكن تجاهل الحديث لم يُزل وجود المشكلة ،،
لم يكن فانغ هاو يعرف هل يغضب لكونه علم بالأمر من لو يان ،
أم يشكرها لأنها أخيرًا أشارت إلى الفيل القابع في الغرفة ،
——-
على مدى الأسبوع التالي ، لم يُبادر فانغ هاو إلى الاتصال بتشن جيايو
فهو بطبيعته شخص بطيء الإيقاع ، وحتى بعد عودته من
شنغهاي بأيام ، كان لا يزال يحاول استيعاب حقيقة أنّ تشن
جيايو التزم الصمت ثلاثة أسابيع كاملة بعد صدور بيانات
جهاز المحاكاة ، دون أن يذكر له شيئًا عنها ،
كما كان بحاجة إلى وقت لاستيعاب مشاعره الخاصة ——
ظلّ يردّ على رسائل تشن جيايو عبر ويتشات، لكن النصوص
لا تنقل النبرة ،
وكان يخشى أن يخطئ في التعبير فيزيد الأمر سوءًا ،
أمّا لو اتصل ، فبطبيعته الصريحة قد يصعب عليه إخفاء ما
يعتمل في صدره —- ولم يرغب أن يثير القضية بينما تشن
جيايو في اليابان مع عائلته ، منهمك في تنفيذ وصية والدته
الأخيرة بهذه الرحلة ——
لم يكن من اللائق أن يُقحم همومه في سفرٍ كهذا —-
لذا عندما أرسل له تشن جيايو مرتين يسأله :[ هل نتحدث عبر الهاتف ؟ ]
تحجّج فانغ هاو وتجنّب المكالمات ——
وبالتأكيد انتبه تشن جيايو لذلك —- راجع الجدول العملي
المشترك ليعثر على وقت لا يكون فيه فانغ هاو في نوبة
عمل ، محاولًا اقتناص فرصة للحديث —- لكن بعد أن رُفض مرتين ،
بدأ يشعر بأنّ ثمة أمرًا غير طبيعي
و أصبحت ردود فانغ هاو تتأخّر ، فما كان يُجاب فورًا صار
يستغرق ساعة أو أكثر ،،
لم يجد تشن جيايو تفسير ، ولهذا قرر هذه المرّة من دون
سابق إشعار ، أن يتّصل بنفسه ——-
و بعد عشرين ثانية من الرنين المزدحم ، أجاب فانغ هاو
كان تشن جيايو يتمشّى مع والديه في سوق ليلي بطوكيو،
لكن ذهنه كان شاردًا ،
لم يستطع منع نفسه من السؤال :
" هل كلّ شيء بخير معك مؤخرًا ؟
هل حدث لك أمر ما ؟ "
كان يساوره شعور قوي بأنّ أمرًا ما قد أصاب فانغ هاو في
عمله ، وجعله ينغلق على نفسه ويغيّر سلوكه
أجاب فانغ هاو باختصار : " لا شيء " ثم غير الحديث نحوه قائلًا :
" وأنت ؟ كيف تسير الرحلة ؟ إلى أين ذهبتم اليوم ؟ "
ذكر تشن جيايو بعض تفاصيل الرحلة سريعًا ، لكنه لم يترك الموضوع ——
أبطأ خطواته ، تاركًا والديه يتقدمان ، وهمس في الهاتف :
" ما الذي يحدث حقًا يا فانغ هاو ؟
لِمَا أشعر أنّ أمرك ليس على ما يرام مؤخرًا ؟ "
تنفّس فانغ هاو بعمق ، يعرف أنّه أمام حساسية ودقة تشن
جيايو لا مجال للتهرّب ما إن يبدأ الحوار الصوتي
فانغ هاو: “ ليس أمرًا كبيرًا ،، لا داعي للقلق عليّ ...
فقط… العمل كان مرهقًا بعض الشيء… ضغوط كثيرة ،
لكن الأخت قوه عادت الآن ، لذا فالوضع أفضل مما كان عليه في بودونغ.”
حاول أن يُحوِّل دفة الحديث إلى العمل ، وبما أنّ العمل
أصلًا كان المصدر الأساسي لتوتره ، فلم يكن يكذب تمامًا ،
لم يكن متأكدًا إن كان تشن جيايو قد اقتنع بالتبرير ،
لكنه سمعه يرد بصوت أكثر رقة:
“ فهمت . فقط لا تُحمِّل نفسك فوق طاقتك .
سأ… أتحدث معك عندما أعود "
فانغ هاو { هو محق ... علينا حقًا أن ننتظر حتى عودته .
يوجد الكثير مما ينبغي أن نتحدث عنه }
حين انتهت المكالمة، لم يستطع فانغ هاو أن يتذكر بوضوح كيف اختُتمت حتى
ليس بارع في الكذب أو المجاملات ، وتوقع أنّ تشن
جيايو لم يقتنع بحجّته ، لكنه قرر السكوت مراعاةً للمسافة
والاختلاف في التوقيت بينهما
—
أنهى تشن جيايو المكالمة في اللحظة نفسها التي كان فيها
تشن تشنغ يلتقط صورة لتساو هوي تحت أضواء طوكيو المتلألئة
ناداه تشن تشنغ: “ جيايو .. تعال والتقط صورة لي مع والدتك أيضًا "
بعد أن التقط صورة لهما معًا، اقترح تشن جيايو: “ لنطلب
من أحد المارة أن يلتقط صورة لنا جميعًا .”
ثم أسرع إلى أحد الغرباء اللطفاء ، ووقف بين تشن تشنغ وتساو هوي
انطلق صوت الغالق ، وسطع ضوء الفلاش ، ليجمّد تلك اللحظة في الزمن
تشن تشنغ بطوله البالغ مترًا وثمانين سنتيمترًا ، واقفًا
بجانب تساو هوي الأقصر قليلًا ، بينما تشن جيايو
يتجاوزهما طولًا ،
لو أنّه ازداد سنتيمترًا واحدًا آخر ، لما استوفى شرط الطول
الأقصى للطيارين (185 سم)، ولما سُمِح له أن يكون طيارًا
أحيانًا سنتيمتر واحد قد يحدد مصير حياة بأكملها
{ يا ترى … لو لم أُصبح طيار ، أي حياة كنت سأعيشها ؟
أي شخص كنت سأكونه ؟
أي أصدقاء كنت سأعرف ؟ ومن كنت سأُحب ؟ }
أدرك أنّه في سنوات عمره العشرين وما يزيد ، لم يخطر بباله هذا السؤال أبداً
كانت فكرة حلوة مرّة — فيه ندم ورضا في نفس الوقت ،
تطلع إلى صورة عائلته ، فغمره شعور ضئيل بالراحة ،
فالحياة لا تمنحك إلا طريق واحد ، احتمال واحد ،
وقد خُطّ ذلك الطريق له منذ مراهقته ،
ومع ذلك ، على طول الطريق ، التقى بأصدقاء صاغوا
شخصيته ، والأهم من ذلك ، التقى بفانغ هاو — حبيبه،
وعشيقه ، ونصفه الآخر ،
والفكرة وحدها جعلت قلبه يتورّد ، كـ غصن إخضّر ينساب
ببطء تحت أشعة الشمس
وقبل العودة إلى الفندق قرر تشن جيايو أن يأخذ تساو هوي للتسوق ،،
أما تشن تشنغ فوقف إلى جوارهما صامتًا ، لا يقول الكثير ،
لكنه ساعد في حمل الأكياس ،
كانت تساو هوي في مزاج رائق ، تشتري بعض الهدايا لصديقاتها ،
وبينما على وشك المغادرة ، لمح تشن جيايو صف من
متاجر المجوهرات والساعات في الطابق الأول ،
و قال لوالديه : “ انتظروا قليلًا ، سأشتري شيئًا أيضًا "
من لحظة دخوله المتجر إلى تمرير بطاقته والخروج ، لم
يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق ،
وعندما خرج وهو يحمل كيس صغير ،
شدّته تساو هوي جانبًا وهمست : “جيايو هل أنت في علاقة عاطفية ؟”
ضيّق تشن جيايو عينيه مبتسمًا ، ثم التفت جانباً : “ ليس تمامًا ، لكن…”
تساو هوي : “ أهناك شخص في قلبك إذًا ؟”
وقد تعمّدت ألّا تنظر إلى تشن تشنغ ، عالمة أنّه ستكون له
آراؤه الخاصة بشأن أي شخص يرتبط به ابنها
فلما رأت أنّها وحدها من تسأل، اعترف تشن جيايو: “مم "
—
بعد تلك المكالمة التي غطّت على مشاكلهما ،
شعر فانغ هاو أنّ التوتر بينه وبين تشن جيايو قد هدأ مؤقتًا ،
مما سمح له أن يُركّز كليًا على عمله ،
لكن في الأسبوعين التاليين، لم يشعر إلا بالخدر
يتبع البروتوكولات ، يوجّه الطائرات في مجاله الجوي —- بخدر ،
يُحلل تقارير الحوادث القديمة —- بخدر ،
يعدّ المسافات اليومية في خطته التدريبية المئة كيلومتر —-
ورغم أنّ الإصلاحات الأخيرة زادت أجر العمل الإضافي عشرة
يوانات ، فإنّ أي مبلغ لم يكن قادرًا على تخفيف الضغط النفسي ،،،
ففي هذا الأسبوع وحده ، عمل في نوبتي ليل ، وتعامل مع
أربع حالات ازدحام شديد ، وحادثة طارئة لطائرة تعطّل جهاز
الإرسال الخاص بها ،،
ربما كسب نحو مئتي يوان إضافية ، لكن التوتر استنزفه —
و تقيّأ مرتين في الحمام بسبب القلق —
كل يوم صار نسخة من الذي قبله ، والضغط يتصاعد كالماء
خلف جدار شاهق ، مهددًا بالانفجار في أي لحظة
ولم يكن فانغ هاو وحده الذي شعر بالإنهاك —- حتى تشو ييرو —
التي كانت عادةً مفعمة بالحيوية وكفاءة عالية ،
بكت سرًّا مرتين من شدة الضغط —
في المرة الثانية بعد انتهاء نوبتها ، وقفت خارج البرج ، وكان
فانغ هاو قد أنهى مناوبته لتوّه ، فوقف إلى جانبها ، يربت
على كتفها برفق ويواسيها وهو يناولها مناديل ،،
إلى أن توقفت سيارة مرسيدس في ساحة البرج ، وخرج منها
تشنغ شياوشو الذي أسرع إليها وعانقها ،
حيّا فانغ هاو تشنغ شياوشو ثم ابتعد قليلًا ليترك لهما مساحة ،
لم يعانقها تشنغ شياوشو طويلًا ، بل سأل فانغ هاو باهتمام: “ هل جئت بالسيارة اليوم ؟
يمكننا أن نوصلك إلى البيت،
فطريقنا واحد ،، أنتما الاثنان تعانيان ضغط كبير
هذه الأيام "
ابتسم فانغ هاو برفق رغم أنه لم يكن قد قاد سيارة اليوم،
ورفض بأدب: “ شكرًا، شياوشو لكن عليّ المرور بالمكتب
لأراجع أمرًا ما ،، اذهبا أنتما .” لم يكن في الحقيقة بحاجة
للعودة إلى المكتب، لكنه أدرك أنّ تشو ييرو كانت محبطة،
ولم يشأ أن يتطفل على وقتهما الخاص
حدق تشنغ شياوشو النظر فيه قليلًا ثم قال : “ لم أرى الأخ جيا مؤخرًا ،،
فلنلتق جميعًا على عشاء قبل رأس السنة .”
ابتسم فانغ هاو بخفة : “ جيا غا ذهب إلى اليابان ،
ربما لن يتمكن من الحضور .”
توقف تشنغ شياوشو لحظة ، وقد فاجأه الجواب ،
عندها فقط أدركت تشو ييرو الموقف ، فشدّت على يده بلطف
وما إن ابتعدت سيارة المرسيدس، وشاهدا في المرآة
الخلفية قامة فانغ هاو الطويلة النحيلة وهو يعود نحو
البرج، حتى قالت تشو ييرو: “ يا لك من رجل ، لماذا دائمًا
تُثير أكثر المواضيع إحراجًا ؟”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق