Ch67 بانغوان
بفضل تشانغ لان ، كان كثير من الناس يعرفون أن تشانغ
يالين يقدّس عظمة إصبع تعود إلى أحد أسلافهم
لكن باستثناء السيّدة تشانغ العظيمة نفسها ، لم يجرؤ أحد
على السخرية منه علنًا بسبب ذلك
فشخصية تشانغ يالين لم تكن مرحة بطبيعته ، ولو ضايقته ،
فالأغلب أنه سيكتفي بالتحديق فيك بوجه خالٍ من التعبير
و كان من النادر حقًا أن يواجهه أحد بشكل مباشر ويسأله
إن كان يحمل ضغينة ، كما فعل وين شي للتو
أما تشانغ لان ققد انفجرت ضاحكة بجواره
وبينما تشانغ يالين مصدوم ، كبح نفسه طويلًا ثم رد أخيرًا:
“ أختي تميل إلى المبالغة . قد تكون قالت ’إصبعًا‘، لكنه في
الحقيقة مجرد جزء واحد من العظمة ….”
وأضاف مبررًا: “ الجميع يعرف أن مزاجات أولئك الأسلاف
تختلف كثيرًا عن الناس العاديين ؛ واحد فقط منهم ترك قبرًا بعده .
ممتلكاتهم القديمة أو تذكاراتهم نادرة جدًا ، والعثور على
واحد منها يُعتبر بالفعل حظًا عظيمًا .
قد يبدو عظم إصبع غريبًا قليل ، لكن فكّر فيه مليًا — أليس
شبيهًا بإرث تحتفظ به أي عائلة عادية ؟”
حتى بعد أن فكّر وين شي مليًا، مرارًا، لم يقتنع أنه نفس الشيء
كان من الواضح أن تشانغ يالين شعر بالحرج والانزعاج
و بدأ يتحدث بسرعة أكبر وأسرع ، رغم أنه حاول الحفاظ
على مظهر اللباقة والرقي ، وبدت حمرة خفيفة على بشرته
: “ وفوق ذلك ، الأمر ليس كما لو أنني قمت بتلميعه أو
طلائه أو وضعت له قاعدة لأعرضه كزينة .
بل حفظته في صندوق صغير ، وأوقد له البخور كل يوم،
تمامًا مثل تقديم القرابين .
ذلك يُعبّر عن احترامي وإخلاصي . هل سبق لك أن عبدت أحد أسلافنا ؟”
كان يمكن أن يتغاضى وين شي عن هذه الأمور لكن عندما
فتح هذا الموضوع
تذكّر وين شي الصورة الشرسة المخيفة لتشين بوداو المعلّقة في صالة الفيلا
في أول زيارة لشيه وون إلى فيلا آل شين ، وقف أمام تلك
اللوحة لوقت طويل، وبدأ يتأملها، بل وسأل عن الرسّام
هذا أيضًا من الأمور التي لا يستطيع وين شي التفكير فيها بتمعّن ، وإلا صار وجهه أكثر تيبسًا
ومع ذلك، الشخص الجالس بجواره على الكرسي بذراعين
أدار رأسه ونظر إليه — لم يتضح إن كان ينتظر ردّ وين شي
أو أنه يستمتع بالمشهد ~~~~
و كلما زاد ذلك ، ازداد يقين وين شي بأنه اختار ' مكانًا مناسبًا جدًا ' للجلوس
أما تشانغ يالين فلم يشعر بأي تعاطف من وين شي ،
ربما بسبب برودة ملامحه الشديدة ،
وهكذا تخلى عن محاولته البائسة في الدفاع عن نفسه ولوّح
بيده: “ لا بأس ، الموضوع ليس مهمًا . مجرد حديث عابر ،
لا أكثر . فلننتقل لشيء آخر .”
ولولا تربيته الصارمة ، لكان أشار مباشرةً إلى وين شي وقال
له: " لا أستطيع أن أشرح لك ”
لكن وين شي قال شيئًا آخر قبل أن يتغيّر الموضوع :
“ من المفترض أن العثور على بقايا الأسلاف أمر صعب
للغاية ، فكيف تتأكد أن عظمة الإصبع التي تحتفظ بها حقيقية بالفعل ؟”
بالنسبة إلى وين شي، كانت هذه طريقة لبقة جدًا للتحذير
ففي النهاية، ليس من الذكاء أن يحمل أحدهم يوميًا ويقدّس شيئًا مزيفًا
وشخص مدلّل مثل تشانغ يالين قد لا يحتمل اتهامًا صريحًا بذلك
لكن بشكل غير متوقع ، لم يستطع تشانغ يالين تحمّل حتى
هذا التحذير ' اللبق ' —— ابتسم ابتسامة مهذبة لوين شي… ثم نهض وخرج غاضبًا ~
و بعد أن سأل لو ونجوان عن شيئ ، صعد إلى الطابق العلوي
التفتت تشانغ لان نحو المغادر وهي تصيح :
“ تذكّر أن ترسل شياو هاي للأسفل عندما تصل هناك
إذا حدث شيء، يمكنه أن يبلّغك .”
لم يُكلّف تشانغ يالين نفسه عناء النظر إليها
ولو كان بالإمكان كتابة الكلمات على ظهر أحدهم ، لكان
مكتوبًا على ظهره الآن: [ انقلعوا عني ]
استدارت تشانغ لان مجددًا وقالت لِوين شي وشيه وون:
“ لقد غضب ... لا تنخدعوا بمظهره المتزن وكيف يبدو
وكأنه ناضج ورزين للغاية ،،
في الحقيقة، هو مجرد طفل حساس مدلّل .”
كانت من النوع الذي يقترب من الآخرين بسرعة ويتصرف
معهم بألفة طبيعية ،،
وببعض المزاح ، تمكنت من تغطية الإحراج السابق من
حادثة ' المطاردة ' حتى بدا وكأنها وصلت تيانجين برفقة
وين شي وشيه وون من البداية
لكن لم يكن الوقت مناسبًا للانشغال بذلك على أي حال
انشغلت لو ونجوان قليلًا في المطبخ ، ثم عادت تحمل بضع
أوعية من الشاي وقالت:
“ هذا له تأثير مهدّئ . اشربوه حتى تناموا نومًا هانئًا .”
تذكّر وين شي حديثهم ليلة البارحة —- قبل أن تنزل لو
ونجوان، أخبرتهم أنه من الأفضل أن يناموا حتى الفجر دون انقطاع ،
وعندما ربط ذلك مع ' شياطين القلب ' التي ظهرت في
وقت لاحق من الليل ، خطر له فجأة أن لو ونجوان ربما لم
تكن تنوي خداعهم حقًا، رغم مظهرها الغريب وتعابيرها المقلقة دائمًا
وبمجرد أن خطرت له هذه الفكرة ، أعاد الوعاء إلى الطاولة الجانبية
ألقى شيه وون نظرة عليه
في البداية لم يكن وين شي يخطط لتفسير شيء ، لكن بعد
صمت قصير ، قال بصوت منخفض :
“ أنا أختبر فكرة ما "
وكما هو متوقع ، سارعت لو ونجوان واقتربت تحدّق في
وعاء الشاي بعينيها السوداوين القاتمة للحظة ،
ثم التفتت نحو وين شي قائلة :
“ طعمه لذيذ جدًا . ألن تشربه ؟”
وين شي: “ لا أريد .”
حدّقت به لو ونجوان دون أن ترمش
كانت حدقات عينيها السوداء كبيرة بشكل مبالغ فيه ، حتى
إن البياض كان يختفي تقريبًا حين تبتسم — فلا يبقى سوى
هلالين مظلمين كثيفين
أي شخص قليل الشجاعة كان سيُرعب بمجرد أن تنظر إليه
عدة مرات ، لكن وين شي لم يُبدِ أي رد فعل
واصلت لو ونجوان بإصرار:
“ طعمه حقًا لذيذ . أنا ممتازة في تحميص الشاي ، ألا تريد أن تتذوقه ؟
سيكون من المؤسف أن لا تشربه ...”
توقفت قليلًا ثم أضافت بنبرة خبيثة :
“ مؤسف حقًا .”
كان ذلك مشابهًا جدًا لحوارات الدراما مما جعل شيا تشياو
يرتجف ويفرك ذراعيه من قشعريرة تسري فيه
كان خائفًا بشدة أن ينتهي حال الغا خاصته مثل الفتاة
مقطوعة الرأس في المسلسل لمجرد أنه لم يشرب السائل الذي قُدِّم له
لكن وين شي ظل ثابتًا لا يتأثر :
“ لا بأس إذن .”
قالها ببرود ، ثم بدأ ينهض ليغادر ، لكن لو ونجوان تحركت
فجأة لتوقفه ، حاجباها عابسين بشدة وهي تقول في حيرة:
“ ألم تشاهد المسلسل ؟”
حينها فقط رفع وين شي رأسه إليها
قالت لو ونجوان بيقين:
“ جميعكم شاهدتم ...” ثم رقّت نبرتها قليلًا وأضافت:
“ فكّر في الأمر أكثر . ألست حقًا تنوي أخذ رشفة واحدة ؟”
بدت وكأنها تهدده ضمنيًا : المسلسل أوضح العواقب
لا تريد أن تلقى مصيرًا مأساويًا كهذا ، صحيح ؟
لكن صوتًا غير متوقع قاطعها بنبرة هادئة :
“ هل كنتِ تريدين إلى هذه الدرجة أن نشاهد تلك
المسلسلات التلفزيونية ؟”
التفتت لو ونجوان ورأت شيه وون وقد غطّت أصابعه الطويلة حافة وعائه
و البخار الأبيض المتصاعد من الشاي يبرد تدريجيًا تحت كفه ، دون أن يتسرّب خيط بخار واحد إلى الخارج
قال شيه وون :
“ هذا غريب بالفعل .”
أبعدت لو ونجوان بصرها عن الوعاء : “ غريب من أي ناحية ؟”
قال وكأنه يحدّثها عرضًا ، حتى وإن كان مجرد حديث مع سجّان :
“ لقد أكلنا الزلابية ، ولم يحدث شيء . شربنا الحساء أيضًا،
ولم يحدث شيء .
إذا كنتِ حقًا تحاولين إخافتنا ، فهذا سيكون مملًا جدًا .”
حدّقت به لو ونجوان:
“ وما الذي سيجعله ‘ممتعًا’؟”
أجاب شيه وون:
“ تخيّلي أنكِ لم تقولي كلمة واحدة ، واكتفيتِ بالمراقبة من
الجانب ، لا يهمكِ إن أكلنا الزلابية أم لا
و بعد ليلة من الراحة ، يخرج الذين أكلوا طعامهم من الباب
بشكل طبيعي ، بينما تتدحرج رؤوس الذين لم يأكلوا شيئًا
من غرفهم . هذا سيترك انطباعًا عميقًا بالفعل .”
لو ونجوان: “…”
ولم تكن لو ونجوان وحدها ؛ الجميع كانوا يحدقون به بنظرات غريبة
بعد لحظة صمت ، حرّك وين شي قدمه وداس على حذاء
شيه وون دون أن ينظر إليه من جانبه
بدت ضحكة قصيرة تخرج من شيه وون في هذا الصمت ،
ولم يبتعد عن طريق وين شي وهو يتابع :
“ يكاد يكون الأمر وكأنكِ لا تريدين أن يصيبنا أي مكروه ،
نظرًا إلى مدى يأسك من أن نشاهد التلفاز .”
شبكت لو ونجوان أصابعها بإحكام ولم تتكلم
بعد وقت طويل ، تنهدت تنهيدة عميقة:
“ أنتم جميعًا أغرب مما توقعت .”
شيه وون: “ بأي معنى؟”
: “ عندما جاء الناس في السابق ، كنت أخبرهم دائمًا
مباشرةً أنني أضفت شيئًا إلى الحساء سيجعلهم ينامون حتى
الفجر دون انقطاع .
أفعل ذلك لأن الليل هنا غير آمن ، والحوادث
تحصل بسهولة . لكن ماذا حصل ؟ لم يصدقني أحد .”
خفت صوت لو ونجوان قليلًا، بين إحباط وسخرية ذاتية:
“ الأشخاص الذين ينتهون هنا بالصدفة… جميعهم يخافون
مني، يحذرون مني ...” وأشارت إلى عينيها : “ حتى لو
ابتسمت لهم بودّ ، يظنون أنني أخطّط لشيء شرير ،
وكأنني سآكلهم ...”
بنبرة غاضبة :
“ تضايقت بعد فترة ، فقررت أن أجلس في المطبخ وألتهم
أقدام الدجاج بالذات في اللحظة التي يتلصصون عليّ فيها ...”
خفضت صوتها وقالت بنوع من الحقد الطفولي:
“ أقصد تلك التي تبدو كأيدي بشرية .”
وين شي: “…”
: “ لقد ارتعبوا على الفور وأصبحوا مطيعين بشكل لا يصدق .
عندها قررت أن أتوقف عن محاولات الإقناع .
أتركهم يشاهدون التلفاز بأنفسهم ، ثم أخيفهم ببعض الكلام الفارغ .
بهذه الطريقة، يأكلون ما يُقدّم لهم دون سؤال ، وأُعفى من عناء التفكير ،
ومع ذلك أبقى في نظرهم شريرة ….”
وضعت يدها على خصرها وهي تحدق من النافذة بشرود، ثم تمتمت بعد لحظة:
“ أنا في الأصل أبدو ودودة جدًا . أليس كل هذا فقط لأنني… ميتة أصلًا ؟”
تفاجأ الجميع بذلك
لقد دخل وين شي أقفاصًا كثيرة من قبل، لكن قليل منهم
كان سادة أقفاص على دراية تامة بكونهم موتى بالفعل،
ويعلنون ذلك بكل هدوء
سألتها تشانغ لان بتردد:
“ أأنتِ مدركة لذلك ؟”
: “ بالطبع أنا مدركة . أنا التي نزلت النهر .
أنا التي أصابتها شدّ عضلي وابتلعت كل ذلك الماء .
كيف لا أعرف ؟ أنا أعرف جيدًا ...
بل وحتى بقيت في البيت لفترة بعد ذلك .
انظروا —شاهدت والديّ يطلبان بناء هذا المنزل . وشاهدتهما وهما يطلبان من أحدهم أن يصنع هذه الأرائك ، التلفاز ، والزينة .
عندما أحرقوا كل شيء ، كنت أراقب بجوارهم، جاثمة على الأرض .”
أدارت رأسها نحو النافذة وحدقت بعينيها الواسعة للخارج ،
وهي ترمش بسرعة مرارًا :
" لقد اشتروا أشياء كثيرة جدًا ، وكأنهم خائفون بجنون من أنني لن أجد مكانًا أستقر فيه مؤقتًا ، فصنعوا لي نسخة طبق الأصل من منزلي .
لا بد أن الأمر كان مرهقًا جدًا لهم لإحراق كل تلك الأشياء. الدخان كان خانقًا بشدة ،
وجعل عيني العجوزين تحمران بالكامل .
وكلما مسحا عيونهما ، ابتلت أيديهما من جديد "
كانت لو ونجوان تريد أن تمسح دموع والديها، لكنها لم تستطع
أرادت أن تعانقهما، لكنها لم تجرؤ على لمسهما
وبعد أن دارت حولهما طويلًا ، لم تستطع في النهاية سوى
أن تجثو بجوار النار وتبكي
بقدر ما استمر الحريق مشتعلاً ، بقدر ما بقيت هي هناك
جاثمة على الأرض
ولوهلة قصيرة كادت تنسى أنها ماتت بالفعل
كان الأمر أشبه بعودتها إلى زمن طفولتها — عندما كان
والداها يجلسان على المقاعد الخشبية بجوار الباب
ويقومان بأعمالهما، بينما تجلس بصمت قريب منهما،
مرتدية قميصًا داخلي قديم وبنطال قصير ، وضفيرتاها تتجهان نحو السماء
في ذلك الوقت ، فكرت في نفسها
{ لو أن أحدًا يستطيع أن يساعدني لأتحدث مع والديّ مجدداً ،
حتى لو كان ذلك فقط لأجفف دموعهما واقول ' اعتنوا بأنفسكم ' … }
سألها وين شي:
“ كيف وصلتِ إلى هنا إذن؟” { ربما لأنها كانت تشعر بندم شديد في تلك اللحظة … ؟ }
تأملت لو ونجوان قليلًا ثم قالت :
“ لا أذكر بوضوح بعد ذلك . ما أذكره فقط أن غصنًا طرق
على حافة موقد النار بعدما انتهى والداي من حرق كل تلك الأشياء .
وبينما كانا يساعدان بعضهما على النهوض ، نهضت أنا أيضًا ، ثم شعرت بالدوار
وعندما فتحت عيني مجددًا ، وجدت نفسي في هذه القرية .”
وين شي:
“ أليست هذه الجبال قريبة من منزلكِ ؟”
تفاجأت لو ونجوان للحظة طويلة ثم أدركت أنه في الحقيقة
كان يقصد ' مقبرة الجبل' ، لكنه أسقط كلمة ' المقبرة '
ونتيجة لذلك ، شعرت فجأة بأثر من اللطف المفقود منذ
زمن بعيد من هذا الإنسان الحي ، لطف نادر للغاية بعد فراق الحياة والموت
هزّت رأسها:
“ لا، قريتنا لم تكن كبيرة ، ولم يكن عندنا سوى جبل واحد ...”
انخفضت كتفاها، وتلاشى جزء كبير من الهالة الشريرة التي
كانت تتعمّد إحاطتها بنفسها،
فبدت كشخص عادي طيب وجميل : “ كنت أعرف أغلب
من دُفن هناك —عادةً يكونون والدَا أحد الجيران أو جدّيه .
لكنني لا أعرف الناس الموجودين في هذه القرية .”
{ لم تعرفهم ؟ } عبس وين شي بحاجبيه
أضافت:
“ هم أيضًا بدا وكأنهم لم يعرفوا بعضهم في البداية .
بعضهم جاء من أماكن مختلفة ، وكأنهم جُرّوا إلى هنا .
ويمكنك أن تلاحظ أنهم لا يتكلمون بلهجتنا المحلية أيضًا .”
سأل شيه وون:
“ عندما قلتِ إن لهذا المكان عادات قديمة—”
أوضحت لو ونجوان:
“ صحيح ، لكن أنا تعلّمتها منهم فقط . لا أعرف التفاصيل .
وحده زعيم القرية ربما يعرف أكثر .”
فتح شيا تشياو فمه ليسأل ، ولم يستطع منع نفسه:
“ زعيم القرية هو الذي أعطاكِ زلابية الأمس صحيح ؟
ما الغرض من ذلك ؟”
ترددت لو ونجوان قليلًا ثم قالت:
“ لاختيار أشخاص .”
وين شي:
“ اختيار لأي غرض ؟”
لو ونجوان:
“ ليكونوا قرابين لإله الجبل .”
أصيب الجميع بالذهول
أما وين شي وشيه وون فلم يتأثرا كثيرًا ، فقد سمعا عن
حوادث مشابهة من قبل ،
لكن تشو شو وشيا تشياو كانا مرتبكين بعض الشيء
فمن يؤمن بآلهة الجبال في هذا الزمن ، وخصوصًا في سنهم ؟
لكن عندما فكّروا قليلًا ، تذكّروا أن لا أحد يعرف عن ' البانغوان ' أيضًا هذه الأيام
لم تكن لو ونجوان تعرف الكثير ، لذا لم تستطع أن تقدم سوى شرح مبسّط
و على ما يبدو — لم تكن القرية هكذا منذ البداية
رغم أن جميع القرويين كانوا موتى بالفعل ، إلا أن معظمهم
لم يكونوا يعرفون أنهم غادروا عالم الأحياء ، باستثناء لو ونجوان —-
و كلمة ' الموت ' محرّمة ، لا تدكر أبدًا
قبل زمن طويل جدًا — قبل أن تصل لو ونجوان إلى هذا
المكان — كان أهل القرية يعيشون حياة هادئة تمامًا
الجميع يستيقظون مع شروق الشمس ويعملون حتى الغروب
كانوا مكتفين ذاتيًا ، وكل يوم تصاحبه أصوات صياح الديكة
ونباح الكلاب ؛
كانت القرية مثل جنة منعزلة ،مختبئة في زاوية من العالم ،
الشرط الوحيد فيها كان : النظافة ——-
كان على الناس الذين يعيشون هنا أن يكونوا أنقياء ،
وحتى الذين يدخلون بالخطأ لا بد أن يكونوا أنقياء
لأن أي قذارة ستجلب كارثة
لاحقًا، وفي وقت غير معلوم ، حدث تغيير مفاجئ في القرية—
حين فتح القرويون أعينهم اكتشفوا أن أراضيهم قد اتسعت
و ظهرت عدة بيوت جديدة في الأطراف ،
و يسكنها أناس لم يسبق لهم أن رأوهم
و بعض العائلات قد انتقلوا إلى القرية في ليلة واحدة بصمت
ومع مرور الوقت ، لاحظوا أن هذا الأمر يتكرر تقريبًا كل
صباح حين يفتحون أعينهم
وبعد استمرار هذه الظاهرة لفترة ، بدأت شائعة تنتشر :
أن هذه القرية الجبلية حية ، ويمكنها أن تنمو
في ذلك الوقت ، كانت لو ونجوان قد وصلت إلى القرية
وفي اليوم الثالث من وصولها، ضربتها عاصفة مطرية غزيرة
قال زعيم القرية إن مثل هذه العواصف لم تحدث هنا من قبل
فحين كان يهطل المطر أحيانًا ، كان دائمًا مجرد رذاذ خفيف
يلتصق بالملابس دون أن يبللها حقًا
أما الثلوج فكانت تتساقط كثيرًا في الشتاء ، و عواصفها
ضخمة أشبه بالجبال ،
تتراكم لتغطي مساحات شاسعة بين ليلة وضحاها ،
وكان الأطفال يعشقون اللعب فيها ،
لكن في تلك العاصفة الرعدية النادرة ، خرجت كائنات من
تحت الأرض وسيطرت على القرية بأكملها—تلك هي
الـهويغو التي ذكرها وين شي والآخرون سابقًا
وُلدت الهويغو من القذارة ونمت في القذارة
تلتهم الأرواح والأشياء الروحية ، وبدأت بخطف القرويين
فور خروجهم من الأرض
وعند الإمساك بأحدهم ، كانوا يشقون الجزء العلوي من
جمجمته ويبتلعونه بالكامل ، كما لو أنهم يشربون الحساء
بعد تلك العاصفة ، أصبح الكثير من البيوت في القرية فارغة
قالت لو ونجوان وهي تشير إلى الأرض:
“ لكن هؤلاء الناس لم يختفوا ... أحيانًا يمكنك أن تسمعهم
يتحدثون في منتصف الليل . تحت الأرض… وكأنهم تحولوا إلى شيء آخر .”
سمع كثير من القرويين هذه الأصوات ، لذا عندما خرجوا
الهويغو مرة أخرى، اقتنع الجميع بأن القرويين المفقودين
بداخل تلك المخلوقات
حتى إن بعضهم قال إن عدة هويغو كانت ترتدي وجوه هؤلاء القرويين
ثم قال زعيم القرية إن السبب هو أن الأرض قد غضبت
وبما أن القرية حية وقادرة على النمو ، فمن الطبيعي أن
تكون قادرة أيضًا على الغضب أو الشعور بالجوع
وبما أنها ملاصقة للجبل ، تحولت تلك الشائعات إلى ' إله الجبل '
إذا كان إله الجبل جائع ، فهذا يعني أنه لا بد من إطعامه بين
الحين والآخر ، لتجنّب إطلاق تلك الكائنات مجدداً لاصطياد الناس
لو ونجوان:
“ زعيم القرية اعتقد أن هذا كله سببه الاضطراب الذي
أحدثه الغرباء .
في السابق كان الجميع يعيشون هنا حياة هادئة ، ولم يتسبب إله الجبل بأي مشكلة ،
لكن كل ذلك تغيّر فجأة عند قدوم الغرباء .
لذا، إذا كان علينا إطعام إله الجبل ، فلا يمكن أن نختار من القرويين ،،
علينا أن نختار من الغرباء .”
كان الأمر واضحًا جدًا عند هذه النقطة
بما أن الزلابية التي أعدها لاو وو كانت مخصصة للضيوف ،
و ' زلابية الحظ ' زُرعت عمدًا لاختيار الشخص الذي سيُقدَّم
كقربان لإله الجبل
تنفّس شيا تشياو الصعداء :
“ لحسن الحظ لم نصادف أيًا منها البارحة .”
لكن لو ونجوان قالت:
“ لم يكن بإمكانكم أن تصادفوا .
لقد فتشت الزلابية بنفسي عندما استلمتها .
لو أنكم صادفتم حقًا واحدة ، سيكون ذلك خطأ مني .”
وما إن قالت هذا حتى رفع تشو شو رأسه ، وهو لا يزال
يحمل الوعاء بين ذراعيه
لقد ظل يتقيأ لفترة طويلة ، وكان وجهه شاحبًا إلى حد بدا
معه وكأنه فقد الحياة أصلًا. رفع يده بصمت وقال:
“ البارحة في منزل زعيم القرية… أكلتُ أيضًا تلك الزلابية
التي تتحدثين عنها . هل كانت زلابية الحظ تحتوي على
عملات نحاسية بداخلها ؟”
نظر الجميع إليه
كانت يد تشو شو ترتجف وهو يقول :
“ أنا اللعين… صادفت ثلاثًا منها .”
لو ونجوان:
“…كل دفعة لا يكون فيها سوى ثلاث .”
تشو شو :
“ وماذا يحدث إن أكلتها ؟”
صمتت لو ونجوان للحظة ، ثم قالت:
“ هذا يعني أنك مرتبط بإله الجبل بقدَر ،،
من الأفضل أن تغتسل وتجهّز نفسك للصعود إلى الجبل الليلة .”
تشو شو : “…”
{ مرتبط بقدَر اللعنة !!!
لا أعرف شيئًا عن هذا الإله الأحمق ، لكن أياً كان يبدو وكأنه قد انتهى أمري !! }
يتبع
المعنى الحرفي لـ الهويغو
• 悔 (huǐ) = الندم.
• 骨 (gǔ) = العظام.
فتعني تقريباً: “عظام الندم”.
تعليقات: (0) إضافة تعليق