Ch69 برج الأبروش
بعد أن ودّع فانغ هاو والدته فان رولان في الليل ،
أعاد تسخين بقايا الطعام التي أعدّته ،
ثم فتح كيس من الفشار ،
و جلس ليستمتع بمشاهدة فيلم رومانسي غبي ،
وعندما تمدّد على سريره ، عادت كلمات تشن جيايو لتتردد
في ذهنه ، فدفعته إلى إجراء اتصال
رنّ الهاتف مرة واحدة فقط و تم الرد ، وجاء صوت تشن جيايو قلقًا :
“ ما الأمر ؟”
تردّد فانغ هاو قليلًا ثم أجاب :
“ لا شيء ،، ألم تقل لي إن عليّ أن أتصل بك، سواء كان هناك أمر أم لا؟”
: “ آه، صحيح ...” بدا صوت تشن جيايو وكأنه نهض ليصبّ
لنفسه كأس ماء : “ سماع صوتك… يجعلني أشعر بالاطمئنان ”
فانغ هاو ، ثم سأل :
“ همم ،، كيف تشعر ؟”
بدا تشن جيايو متفاجئًا من السؤال ، وكأنه لم يعتد أن يُسأل عن حاله :
“ كيف أشعر ؟ تقصد… بخصوص ما حدث هذا الصباح ،
حين طلبت مني أن أغادر ؟ أنا أتفهم ،
جاءت والدتك لتقيم عندك ، وكنت بحاجة إلى وقت معها .
عائلتك تأتي أولًا ، لستَ بحاجة إليّ وحدي ”
تردّد فانغ هاو ثم قال:
“ لكن… أنت نوعًا ما أصبحت عائلتي أيضًا ”
ساد صمت قصير ، و تمتم تشن جيايو :
“…شكرًا "
ابتسم فانغ هاو بخفة :
“ هذا حقّك ،، كان يجدر بي أن أدعوك خلال رأس السنة .
أظن أنني كنت أبالغ في التفكير ”
فأجاب تشن جيايو:
“ كان الوقت مبكرًا وقتها .”
تساءل فانغ هاو:
“ إذن… لم تكن منزعجًا حين غادرت ؟”
ردّ تشن جيايو بهدوء :
“ قلتَ إننا لم ننفصل . ما دام هذا صحيحًا ، فأنا بخير ”
تردّد فانغ هاو قليلًا :
“لماذا تتمسّك بمبادئك بهذه الصرامة ؟”
ثم سارع مضيفًا خشية أن يُفهم كلامه على أنه انتقاد :
“ لا ألومك . فقط أريد أن أفهم بهدوء .”
فكّر تشن جيايو للحظة ، ثم شرح:
“ تقصد… لماذا واصلت الطيران معه ، رغم معرفتي مسبقًا
بمن سيكون زميلي ؟”
تنهد :
“ أعتقد أن ذلك يعتمد على تقييمي لدوان جينغتشو من
خلال الساعات العشرين وأكثر التي طِرناها معًا ،،
لم أظن أنه قد يتجرأ على فعل متهور ،،
وبصراحة … لم أرغب في أن أطلب من الشركة إعادة جدولة مجدداً ،،
لقد أرهقت وانغ شيانغ بالفعل عدة مرات في تعديل الورديات بين ليجينغ وداشينغ.
أتتذكر وانغ رونزي ذلك الشاب الذي رأيته أثناء تدريب
المحاكاة الإضافي؟ إنه ابن أخ وانغ شيانغ. كنت مدينًا له ،
وعزمتُه على وجبتين ،
هذه التغييرات في الجداول… كلها قائمة على مجاملات .”
أومأ فانغ هاو برأسه ، مع أنّ تشن جيايو لم يكن يراه ،
كان مدركًا كم من الوقت قضاه تشن جيايو معه في مجمع
جيانهوي خلال الأسابيع الماضية ، و كثيرًا ما يسهر حتى
وقت متأخر ثم يتوجه مباشرةً إلى نوبات العمل المبكرة ،
لكن هذه المرة الأولى التي يسمع فيها منه بشكل مباشر أنه
بذل جهدًا لتعديل جدول مناوباته ،
لم يستطع فانغ هاو إلا أن يشعر بالامتنان والتأثر
ولم يستطع إنكار صحة ما قالته فان رولان من قبل—
لقد أصبح يفهم تشن جيايو الآن أكثر مما كان يفعل في ذلك الصباح ،
صحيح أنّ توضيح تشن جيايو اقتصر على سبب عدم تغييره
جدول رحلاته ، إلا أنّ الوضع بالمقارنة مع توتر الأمس بدا تحسّنًا كبيرًا ،
ففي ذلك الوقت كان تشن جيايو قد وُضع في موقف حرج
ولم يكن لديه فرصة للتفكير أو التوضيح بهدوء
وبهذه الفكرة ، غيّر فانغ هاو مجرى الحديث بلطف ،
فتطرّق إلى الأسابيع التي كان تشن جيايو يكثر فيها من زيارة
مجمع جيانهوي ،
لم يتابع الاثنان الجدال السابق ، بل استسلما لذكريات
الفترة التي تلت ارتباطهما مباشرةً
ومع اقتراب نهاية المكالمة ، كان كلاهما متعبًا لكن متردّدًا في إنهائها ،
فجأة خطرت لفانغ هاو فكرة ، فقال :
“ اختبار رادار . من واحد إلى خمسة ، كيف تسمعني ؟”
كانت هذه عبارة مألوفة في برج المراقبة لاختبار وضوح
الاتصال اللاسلكي : الواحد يعني بالكاد مسموع ، والخمسة تعني وضوح تامًا
و على الطرف الآخر ، ضحك تشن جيايو بخفة :
“ أسمعك عند أربعة .”
ابتسم فانغ هاو بصمت :
“ تصبح على خير . نم جيدًا . أراك لاحقًا .”
عندها فقط أنهى تشن جيايو المكالمة
————————
في الأيام التالية للحادث ، لم تكن حياة تشن جيايو مستقرة أبداً
فقد تم إيقافه هو ودوان جينغتشو وكامل طاقم الرحلة عن
العمل بانتظار التحقيق الداخلي—إجراء اعتيادي بعد أي حادث جوي
وبما أنه لم تكن هناك رحلات مجدولة له، وجد نفسه
يمتلك وقتًا فارغًا كثيرًا، لكن أوضاعه العائلية لم تكن على ما يرام
ربما كان الأمر أشبه بصدى غريب لذلك الحلم الذي رآه
حين نام في موقف سيارات فانغ هاو ،
تدهورت حالة والدته تساو هوي بسبب فشل كلوي ،
وقد مكثت في المستشفى أسابيع طويلة ، فاقدةً الوعي ما
يقارب 30–40% من الوقت ،
وعندما أصدر الأطباء إشعار الخطر ، لم يُخفِ تشن جيايو
الأمر ، بل اتصل بفانغ هاو على الفور
بادره فانغ هاو قائلًا :
“ هل تريدني أن آتي وأبقى معك ؟”
لكن تشن جيايو كان يعلم أنّ فانغ هاو منشغل أيضًا
بالتحقيق في رحلة 1713، وأن عليه كتابة تقريرين عن
الحادث، فرفض بلطف وطلب منه ألّا يقلق ،
وحتى لو حضر فانغ هاو ، فلن يُسمح له بدخول المستشفى ،
فالمستشفى مزدحم أصلًا بأفراد عائلتي تشن وتساو ،
ومن بينهم شقيق تشن تشنغ الأصغر ، تشن تشي ، وشقيق تساو هوي الأكبر ،
وبما أنه الابن الوحيد ، فقد كان تشن جيايو يتحمل معظم
المسؤوليات ، موزّعًا وقته بين استقبال الأقارب في المنزل
والتشاور مع الأطباء في المستشفى ،
لم يكن أمامه متسع من الوقت ولا الطاقة للتفكير في
تفاصيل حادث خلل الجنيحات في رحلة 1713
أما بخصوص الحادث نفسه ، فقد شعر تشن جيايو أنه
تعامل معه بشكل جيد ،
فكانت سرعة الهبوط من دون جنيحات مثالية كما في
الكتب ، وكان دقيقًا في سرد الأحداث ، بما فيها أفعال دوان جينغتشو ،
لم يكن قلق كثيرًا حيال تلك الناحية ،
وأيضاً الحادث كان مفاجئًا ولم يدم سوى نصف ساعة
تقريبًا ، ووقع في بكين وليس في هونغ كونغ ، لذا لم يلقَ
اهتمامًا إعلاميًا واسع
لم تكن هناك أي لقطات مصوّرة ، وكل ما نُشر كان مقتصرًا
على بعض الشهادات المتناثرة من ركاب الرحلة ومن داخل
الوسط الجوي ، مع بضع تقارير إخبارية متناثرة
….
بعد أكثر من أسبوع ،
تلقى تشن جيايو فجأة مكالمة من دو ليسون
بادر تشن جيايو بالسؤال فورًا ، فقد كان لديه شعور قوي أن
الاتصال يتعلّق بالحادث، وأن دو ليسون يتصل ليعطيه
تلميح مسبق :
“ هل هناك أي أخبار عن التحقيق ؟”
دو ليسون بنبرة جادة:
“ شياو تشن … هناك أمر يجب أن أحذّرك بشأنه…
إنه بخصوص جهاز تسجيل قمرة القيادة (CVR).”
جهاز CVR، أو Cockpit Voice Recorder، هو أحد
الصندوقين الأسودين في الطائرة ،
أما الآخر فهو FDR (Flight Data Recorder)
يسجّل جهاز الـFDR بيانات الطيران ومدخلات الطيارين ،
بينما يسجّل الـCVR محادثاتهم ، كاشفًا طريقة اتخاذهم
للقرارات في اللحظات الحرجة ——-
قال تشن جيايو وهو يظن أنه فهم المقصود:
“ آه، أظنني أدرك ما تعنيه . الوضع كان حرجًا أثناء الطيران ،
وفي خضم محاولة تصحيح الانعطاف واستعادة السيطرة ،
أتذكر أنني تمتمتُ بكلمة بذيئة . آسف مدير دو .”
قالها بنبرة عابرة
لم يرَى في الأمر مشكلة كبيرة
فقد سمع عن حالات أُشيد فيها بقدرة الطاقم على التعامل
مع موقف طارئ ، لكن تم خصم جزء من رواتبهم لمجرد
استخدامهم ألفاظًا نابية أثناء التسجيل ،
وإن حدث له ذلك أيضًا ، فلن تكون مشكلة ،
فالمال لم يكن هو القضية ،
دو ليسون :
“ ليس هذا ما أعنيه ...”
كان صوته متردّدًا، لكنه تابع:
“ جهاز تسجيل قمرة القيادة… اختفى "
: “ ماذا—” كاد تشن جيايو أن يصرخ ' ماذا بحق الجحيم ؟ '
لكنه ابتلع الكلمات في اللحظة الأخيرة ،
لم يستطع تصديق ما سمعه للتو
“ ماذا تقصد باختفى؟ ضاع ؟”
{ كيف يمكن لشيء مصيري مثل جهاز تسجيل قمرة القيادة أن يختفي ؟ }
دو ليسون :
“ لقد مُسح ، عندما فتحناه ، لم نجد سوى تسجيل يبدأ بعد
أن غادر الركاب الطائرة و كل ما قبل ذلك تم حذفه .”
بدأ عقل تشن جيايو يدور بسرعة ——-
تذكّر كيف اتبع الإجراءات بدقة — حين غادر قمرة القيادة
لمساعدة طاقم الضيافة في إخلاء الركاب ، بينما بقي دوان
جينغتشو في الداخل لإطفاء المحركات ،
{ لا بد أنّه استغل تلك اللحظة… ومد يده لمسح التسجيل }
تمتم بصوت يكاد لا يسمع :
“…لم أفعل ذلك…”
عادةً يكون تشن جيايو سريع البديهة فصيح اللسان ،
لكن الصدمة هذه المرة كانت أكبر من أن يحتملها ،
لقد عجز حتى عن صياغة جملة ،
تنهد دو ليسون :
“ أنا أصدقك . ولأكون صريحًا ، ربما لم يكن عليّ إخبارك بهذا أصلًا ،
لكنني أثق بك ،، المشكلة أنّ دوان جينغتشو يصرّ على أنك
أنت من فعلها .
يقول إنك أنت من أنزل الجنيحات، وأنك أنت من مسح
التسجيل ، وأنك كنت في المقعد الأيسر ،
والسجلات الفنية تُظهر أنك كنت الطيار المتحكّم ،
الآن الأمر مجرد كلمتك ضد كلمته ، ولا يوجد دليل قاطع .”
عندها فقط أدرك تشن جيايو حجم الخطأ في تقديراته
لقد عاش دومًا باستقامة ، لم يتوقع يومًا هذا القدر من الخداع ،،،،
وأخيرًا فهم لماذا أصرّ دوان جينغتشو على تبديل السيطرة
قبل الإقلاع مباشرةً ،
رغم أنهما قد دخلا بالفعل إلى ممر التاكسي ،
كان ذلك جزءًا من الخطة — ارتكاب مخالفة جسيمة ،
إخفاؤها بالكامل ، ثم إلصاقها به ——
لكن ما لم يحسب له حسابًا كان العطل الميكانيكي في
الرفراف رقم 5 الذي فجّر كل شيء
قبل الإقلاع كانت جميع الأوراق الرسمية تُظهر أنّ تشن
جيايو هو الكابتن المسؤول عن الرحلة —-
كانوا ينوون تعديل ذلك بعد العودة ، لكن مع فوضى
الحادث لم يكن هناك وقت ——-
كان تشن جيايو واثقًا ثقة عمياء بآلية التحقيق —-
لقد رصد نشر الجنيحات فورًا ، نبّه عليه مباشرةً ،
سيطر على الطائرة ، وأنهى الهبوط بسلام ،
كان يظن أنّ كل ذلك سيكون مُوَّثقًا ——-
لكنه الآن أدرك — مع وجود ذراع تحكم واحدة فقط
للجنيحات بين مقعدي الطيارين ، لم يكن جهاز تسجيل
بيانات الطيران قادر على إثبات أيّهما حرّكه ——
الدليل الوحيد الذي لا يقبل الجدل على أنّ دوان جينغتشو
لمس ذراع الجنيحات على ارتفاع شاهق… كان جهاز تسجيل
قمرة القيادة —— وقد اختفى
خلا ذهنه تمامًا
وبعد أن شكر دو ليسون ، أنهى الاتصال بسرعة ،
أخذ عدة أنفاس عميقة محاولًا تهدئة قلبه الذي يخفق بجنون ،
————————
قرابة الثامنة مساءً ، ووفاءً لمبدئه في مشاركة الأمور
الجوهرية ، اتصل تشن جيايو بفانغ هاو قبل حتى أن يتناول العشاء ،
وما إن وصل إلى منزله حتى رفع الهاتف وأخبره بكل شيء
فعلى الرغم من شعوره بالإهانة—الخيانة والتلفيق—إلا أنّ
الأمر لم يكن مجرد ضربة لكرامته ،
هذا الحادث قد يهدد مسيرته الممتدة لعقد كامل ،
وكل ما بناه طوال تلك السنوات ،
لكنه يعلم أن إخفاءه سيكون أسوأ ،
تذكّر حدود فانغ هاو في العلاقة ، ولم يرغب أن يكرر أخطاء الماضي
وكما كان متوقعًا ، انفجر فانغ هاو فور أن أنهى تشن جيايو حديثه
و صرخ غاضبًا :
“ ماذا بحق الجحيم ! كيف يجرؤ على فعل شيء كهذا ؟”
كان صوته يقطر غضبًا ، وتبعه صوت ارتطام عالٍ ، كما لو
أنه ركل شيئًا أو دفعه بعنف
فانغ هاو عادةً يكون هادئًا متزنًا ،، لكن عندما يتعلق الأمر
بتشن جيايو ، يمكن أن يشتعل كالألعاب النارية —-
صورة فانغ هاو بملامحه الجادة ، وعينيه المشتعلة بلمعان
غاضب ، وكأنه على وشك أن يجرّ دوان جينغتشو بنفسه
ويبرحه ضربًا— هذه الصورة ، بشكل غريب ، منحت تشن
جيايو شعور بالراحة والرضا ،
و كأنّ غضب فانغ هاو الشديد من أجله جعل خطورة
الموقف تخفّ ، فبدأ يشعر بقدر أقل من الغضب ،
وأكثر هدوءًا ، حتى القلق الذي كان يثقل صدره بدأ يتبدّد
قال فانغ هاو وهو يحاول التفكير بصوت عالٍ:
“ جيايو سأحاول مساعدتك بأي طريقة أستطيع ،
لدي تسجيلات اتصالات برج المراقبة من ناحيتي…”
هزّ تشن جيايو رأسه :
“ لم أقل في الاتصال إنّه هو من أنزل الجنيحات "
اعترض فانغ هاو:
“ لكن طريقة تعاملك مع حالة الطوارئ—أفعالك تتحدث
عن نفسها…”
أجاب تشن جيايو بهدوء فيه مرارة :
“ أعلم ... لكن هذا ليس دليلًا ملموس .
الدليل الوحيد كان جهاز تسجيل قمرة القيادة .
وهو كان يسبقني بخطوة طوال الوقت ... بعد كل ما حدث ،
ما زال يملك رباطة جأش كافية لمسح التسجيل .
بصراحة… يجب أن أعترف له بدهائه ….”
ثم تنفّس بعمق، مستعيدًا توازنه ، وأضاف :
“ لكن… شكرًا لقولك ذلك . فقط ركّز على عملك ، لا تدع
هذا يؤثر عليك . لقد سببت لك من المتاعب ما يكفي .”
————————
بعد إنهاء المكالمة ، أدرك فانغ هاو أنّ تشن جيايو لا
يستطيع أن يتنصّل من مسؤولياته الآن ——-
صحيح أنّ بينهما أمورًا لم تُحل بعد ، لكن ذلك يمكن أن ينتظر ،
ما شعر به بقوة هو أنّ تشن جيايو لا ينبغي أن يقضي هذه الليلة وحيد ،
وبالصدفة قد أنهى للتو عشاءً مع فانغ رولان في المدينة،
فقاد سيارته مباشرةً إلى مجمع ليجينغ دون تردد ——— ،
……..
قال فانغ هاو بمجرد أن دخل الباب ~ :
" فقط لنتفق ! لا جنس الليلة !! "
بدا تشن جيايو سعيدًا حقًا لرؤيته ، وابتسم ببساطة وسأل: " لماذا ؟"
تنهد فانغ هاو : " في كل مرة أنام معك ، أفقد عقلي !! "
: " لماذا ؟" سأل تشن جيايو وهو يأخذ معطفه وحقيبته
ويعلقهما —- مد يده وعانقه
عانقه فانغ هاو ، ثم بدأ يشرح : " لأن..." لكن بقية الجملة
علقت في حلقه
كان السبب هو أن تشن جيايو يحبه ،،،
هذا الحب يتدفق بشدة لدرجة أنه يغمر كل شيء ،
وبمجرد أن يصبحا حميميين، يلين قلب فانغ هاو ،
مما يجعل من الصعب التمسك بموقفه العقلاني ،،،،،
وعندما يحدث ذلك ، يصبح من السهل المسامحة ،
كان لـِ حب تشن جيايو طريقة في محو الحدود ،
لكن القضايا الأساسية بينهما... لا تزال عالقة ،
…..
لم يضغط تشن جيايو من أجل المزيد في الليل ،
و بعد إطفاء الإنارات ،
استحم فانغ هاو ، وارتدى تيشيرت لـ تشن جيايو واستلقى بجانبه
استدار تشن جيايو لينظر إلى فانغ
كان شعر فانغ ما يزال رطبًا قليلاً —-
جسده النحيل والقوي ، من عنقه إلى خصره فيه نوع من
القوة الهادئة ،
و في هذه اللحظة ، استهلكت تشن جيايو فكرة واحدة :
هو اشتاق لـ فانغ هاو —- أراد أن يكون قريبًا منه ،
أن يحتضنه بشدة ، أن يتملكه ،،
استلقيا على السرير وعانق فانغ من الخلف
في البداية حاول جيايو مقاومة أفكاره — لكن مجرد
استنشاق رائحة فانغ هاو ؛ الشامبو الخاص به، دفء بشرته،
كان كافيًا لجعله يشعر بالدوار ،
هذا القرب أتعب جيايو وابتلعه الشوق بالكامل ،
و بالكاد استطاع التنفس ...
أمسك يد فانغ هاو ووجهه إلى أسفل —- فوق بطنه...
و حتى استقرت على قضيبه الذي انتصب تحت ملابسه الداخلية
تنهد فانغ هاو بتنهيدة طويلة : " قلنا لا جنس "
كان صوت تشن جيايو منخفضًا وعميق ، لف نفسه حول
فانغ هاو من الخلف ، وشفتيه قريبة من عنقه :
" يمكنني الذهاب إلى الحمام الآن ، و أفكر فيك ،
وأنادي باسمك بينما أعتني بنفسي . هذا خيار "
بعد لحظة من التردد ، اعترف فانغ هاو بالهزيمة ——
استدار ، ومال إلى الأسفل ،
وقبّل معدة تشن جيايو — ثم أدخله في فمه ….
——————-🔞
في البداية لم ينطق تشن جيايو بكلمة واحدة ،
الغرفة مظلمة باستثناء صوت أنفاسهما ،
أصبح تنفس تشن جيايو أثقل وأكثر طلباً مع كل ثانية ،
و بين الحين والأخر يهمس بكلمات تشجيع :
" أنت تقوم بعمل جيد باوبي ... لقد اشتقت إليك كثيرًا "
و في حمى اللحظة ، الكلمات التي تُقال في السرير غالبًا
تكون جزءًا منها غزلًا لطيفًا وجزءًا منها شغف
ولكن الليلة ؟
عرف فانغ هاو أن تشن جيايو كان يعني كل كلمة
سمح له فانغ هاو بالتعمق أكثر ، وأرخى حلقه بالكامل
وتقبّل كل ما فيه ، حدّته ، ضعفه ، عيوبه ،
سواءً عناد تشن جيايو أو مشاعره العميقة ،
احتضن فانغ هاو كل شيء في هذه اللحظة ،
في مرحلة ما، لم يكن متأكدًا متى، أصبح تشن جيايو
متشابكًا في كل جزء منه
بينما تشن جيايو يراقب فانغ ، شفتي فاتغ متورمة ولامعة
بمزيج من اللعاب والسائل الأولي، تاه عقله
تذكر الدموع التي رآه يذرفها ،
{ واحتمالية أن يومًا ما ، ربما... يومًا ما ،
قد ينظر فانغ هاو في عيني ويقول لي ' أنا أحبك أيضًا ' }
عندما قذف تشن جيايو، كان الأمر أكثر من اللازم تقريبًا
كان شديد لدرجة أنه كاد أن يتأخر في الانسحاب
ارتجف جسده بينما تدفقت منه موجات النشوة ،
مغطية شفتي فانغ هاو ووجنتيه ، وحتى فخذيه
كانت المتعة ساحقة لدرجة أنه كاد أن يبكي
كاد أن يصرخ ، لكنه كبتها
ربما كان فانغ هاو محقًا في قول لا للجنس ؛ فرسم الخط
كان الخطوة الأكثر حكمة
لأنه في النهاية لم يذهب ذلك الشوق — بل على العكس ،
لقد ازداد حدة
و الآن تشن جيايو هو الذي انهار بالكامل ——
منذ اللحظة التي دخل فيها فانغ هاو بابه ، نسي كل شيء
من مسح مسجل صوت قمرة القيادة (CVR) —-
من تداعيات مسيرته المهنية ،
من الأزمة التي تنتظره ،
لأنه في تلك اللحظة الوجيزة ، التي لا يمكن إنكارها ، وجد
شيئًا يريده أكثر من ذلك بكثير …..
يتبع
بصراحة مو وقت الاحم حياتك انخربت
ردحذف