القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch72 برج الأبروش

 Ch72 برج الأبروش



بعد أن انتهى كل شيء ، أخذ تشن تشي—عمّ تشن تشنغ—

إجازة طويلة ليمكث بجانب ابن أخيه ،

و في الوقت نفسه ، بقي تشن جيايو في بكين ينتظر بقلق 

نتائج التحقيق —- كان الجو خانقًا ، و مثقلاً بالهموم —-


لذا ، وبعد أسبوعين من انتهاء مراسم الجنازة وكل ما يتعلق بها ، 

تحدّث مع تشن تشنغ وقرّر أن يقوم برحلة إلى الولايات 

المتحدة ليصفّي ذهنه ،


والحقيقة أنّه كان يرغب في أخذ إجازة منذ وقت طويل ، 

لكن السبب الرئيسي الذي منعه ، إلى جانب رعايته لتشن تشنغ ، 

كان شعوره بالذنب لأنه لم يكن بجانب فانغ هاو ،

لكن فانغ هاو خلال الأيام الماضية ، أوضح بوضوح ما 

يحتاجه في العلاقة : الصحبة ، والدعم المتبادل ، 

وقضاء وقت ممتع معًا ،

حتى عندما طرح تشن جيايو فكرة السفر ، كان فانغ هاو داعمًا له بالكامل ،


قال تشن جيايو بشيء من الذنب :

“ منذ ما قبل رأس السنة وأنا في حالة انشغال دائم ، 

ولم أجد وقتًا حقيقيًا لأكون معك ، والآن سأرحل مجددًا لأسبوعين "


فانغ هاو:

“ التحقيق في حادث الرحلة 1713 لا يزال جاري ، وأنت لا 

تستطيع الطيران على أي حال ، الانتظار لن يغيّر شيئ ، 

أتظن أن قلقك لا يظهر ؟ أنا أشعر به ،،

و بصراحة ، لو لم تذكر الأمر ، لكنت أنا من اقترح عليك السفر ، 

هواء بكين خانق ، أعرف هذا الشعور جيدًا — لقد مررت 

بنصيبي من التحقيقات أيضًا "


قال تشن جيايو متأثرًا :

“ اووه … هذا النوع من الفهم يصيب قلبي مباشرةً ، 

كيف يمكنني أن أردّ لك الجميل فانغ هاو؟”


كان فانغ هاو مستلقيًا على الأريكة ، رأسه مستند على حضن تشن جيايو ،

وعندما سمع ذلك ، التفت وسحب تشن جيايو إلى قبلة ، ثم قال:

“ أنت تفعل ذلك بالفعل ، حتى وإن لم تدرك ،

لقد كنت تفعل الشيء نفسه من أجلي منذ البداية ،

هل تتذكر تلك الليلة حين تحطّمت طائرة الشحن 1025؟ 

اتصلت بي من الطريق السريع ، تلك المكالمة عنت لي كل شيء ،، 

لم أنسها أبداً .”


شعر تشن جيايو أنه ، منذ أن ارتبط بفانغ هاو اكتسب الكثير 

من العادات الجديدة—فقد أصبح أكثر اندفاعًا ، 

وأصبح وجدانه أسرع تأثرًا ،

مجرّد سماع فانغ هاو يذكر الماضي جعله يشعر بحرقة في 

أنفه وكأن الدموع على وشك أن تنهمر


فانغ هاو:

“ لا داعي لأن تشعر بالذنب بشأن هذه الرحلة ،،

في المرة السابقة حين ذهبت إلى اليابان ، كان لا يزال بيننا 

الكثير من الأمور التي لم نتحدث عنها ، 

أنت لم ترغب أن تذكر هونغ كونغ ، وأنا لم أشأ أن أتحدث 

عن حبيبي السابق ، لذا كانت هناك فجوة بيننا ،

لكن الآن الأمر مختلف ،، أشعر أنّني أقرب إليك من أي وقت مضى "


مدّ تشن جيايو يده ليمرر أصابعه بين خصلات شعر فانغ 

هاو—الذي قد طال قليلًا—وقال بصوت خافت :

“ سماع هذا منك يجعل قلبي مطمئنًا "


فانغ هاو:

“ أنت دائمًا تفكر بالآخرين أولاً ، صار الأمر كغريزة لديك . 

لكن جرّب أن تفكر بنفسك أيضًا ، ما الذي تريده أنت ؟ 

إن كنت ترغب في الذهاب إلى الولايات المتحدة لقضاء إجازة ، فاحجز التذكرة وغادر غدًا ،

سعادتك تسعدني أنا أيضًا ، 

و لو لم أكن مرتبطًا بالعمل ، لذهبت معك فورًا دون تردّد "


——-


في الليل سيكون على تشن جيايو أن يقود عائدًا ليهتم ببعض الأصول المسجّلة باسم تساو هوي ،

وقبل أن يغادر ، ناداه فانغ هاو قائلًا :

“ بالمناسبة ، تعال يومًا ما لتناول العشاء مع والدتي ، 

هي تريد مقابلتك منذ فترة…”


أجاب تشن جيايو بهدوء : " اوووه " 


لكن بينما ينزل الدرج، لم يستطع منع الابتسامة من 

الارتسام على وجهه ،

لم يُقابل فانغ رولان رسميًا بعد ، لكنه شعر أنّه—رغم فقدانه 

فردًا من عائلته—على وشك أن يكسب آخر


——


قبل سفره ، تواصل تشن جيايو مع تشانغ بين في الولايات المتحدة ،

فبعد تقاعده ، اشترى تشانغ بين منزلًا في إيرفاين، 

كاليفورنيا، من أجل ابنته تشانغ آيرونغ، وانتقل للعيش هناك 

مع زوجته لدعم دراستها ،

وحين علم بوصول تشن جيايو رحّب به بحرارة ، بل وعرض 

أن يستضيفه في غرفة الضيوف ، 

لكن تشن جيايو قد رتّب مسبقًا لإقامته ، فاعتذر بلطف حتى 

لا يثقل على حياة التقاعد الهادئة لصديقه ،


( تشانغ بين الكابتن المساعد وقت حادث هونغ كونغ )


وعندما استقبله تشانغ بين في المطار ، أول ما قاله:

“ أحضرت رخصة الطيران الخاصة بك صحيح ؟ 

لنذهب إلى مطار واين ونحلّق بطائرة صغيرة .”


كان تشن جيايو قد توقّع ذلك فأجاب :

“ نعم، أحضرتها . لكن سأحتاج إلى مراجعة طيران قبل أن 

أتمكّن من الطيران .”


أومأ تشانغ بين :

“ لا مشكلة . أنا معتمد كمدرّب من هيئة الطيران الفيدرالية 

لثلاثة طرازات من طائرات سيسنا . 

المحاضرة النظرية تستغرق ساعة فقط ، وسأتولى مراجعة 

الطيران لك بنفسي .”


قال تشن جيايو وهو يجلس في المقعد المجاور:

“ أشكرك لاو تشانغ ….” ثم تردّد قليلًا وأضاف : 

“ في تلك المرة حين تناولنا العشاء في بكين ، ظننت… 

ربما أنك لن تطير مجددًا ، وخصوصًا معي ،، ألا… “ 

وتوقف قبل أن يُكمل ' ألا يعيد ذلك الذكريات المؤلمة ؟  '


فهما كانا معًا على متن الرحلة 416، وقد اعترف تشانغ بين 

لاحقًا أنّ رؤيته لتشن جيايو كانت تذكّره بالصدمة ، 

ولهذا ابتعد بعد الحادث ،


( لاو = العجوز )


تشانغ بين لوّح بيده :

“ كلا ،، لقد تجاوزت الأمر خلال الأشهر الستة الماضية . 

أطير الآن بطائرات صغيرة —لا ركاب و لا ضغوط ، 

فقط أنا والطائرة .”


شعر تشن جيايو بالارتياح وأومأ . فأضاف تشانغ بين:

“ بعد أن انتقلنا إلى هنا ، أوصت زميلة لزوجتي بمعالجة نفسية ،،، 

أزورها أسبوعيًا ،،،، 

أستطيع القول إنني تصالحت مع الأمر الآن "


—————————



وفي الصين ، 

فانغ هاو احتاج إلى أسبوع كامل ليستعيد عافيته الذهنية 

بعد حادث الرحلة 1713، 

ثم أسبوع آخر أمضاه بين التقارير والتحقيقات ،

وبعد أن أنهى ثلاث نوبات عمل خلال يومين ، 

حصل أخيرًا على يومين إجازة — حينها تلقى اتصالًا من تشو تشيتشن ،

بدا صوته قلقًا عبر الهاتف :

“ سمعت عن الأخ جيا ورحلة إير تشاينا 1713… 

عطل في الجنيحات؟ 

هبوط عالي السرعة آخر ؟ 

وأنت كنت على الأبروتش ؟ 

هل أنتما… بخير ؟”


توقف فانغ هاو مترددًا ، فالوضع كان معقّدًا جدًا لشرحه عبر الهاتف ، فقال: 

“ أين أنت ؟ في المنزل أم في المطار ؟ 

لنلتقِ على وجبة ونتحدث .”


تشو تشيتشن :

“…أنا … في المستشفى "


و حان دور فانغ هاو ليشعر بالقلق —— 


بعد بعض الحديث المتبادل ، 

اكتشف أن تشو تشيتشن يخضع لعملية جراحية لإزالة ثلاثة 

صفائح فولاذية كانت مزروعة في فقراته القطنية بعد كسور 

حدثت قبل أكثر من عامين ——

العملية قد أجريت الأسبوع الماضي ، وهو الآن يتعافى في المستشفى ——


لم يتحدث فانغ هاو معه منذ أسابيع —- فبعد كل ما حدث 

مع تشن جيايو ورحلة 1713، كان منهكًا عاطفيًا وجسديًا ، 

وكانت هذه المرة الأولى التي يسمع فيها عن عملية تشو تشيتشن ،

شعر بالذنب ، فطلب فورًا رقم الغرفة وقاد سيارته إلى المستشفى ———



عندما وصل إلى غرفة المستشفى ، أول ما سأله :

“ متى أجريت العملية ؟ وكيف كانت النتائج ؟”


ربما آثار التخدير ما زالت قائمة ، أو ربما كان الأمر مجرد 

البيئة المعقمة للمستشفى، لكن تشو تشيتشن—الذي عادةً 

يكون مليئ بالحيوية والنشاط —بدى شاحبًا ومتعبًا قليلًا 

مع هذه الجدران البيضاء ، 

والأغطية البيضاء ، 

والقميص الأبيض البسيط الذي يرتديه …


تشو تشيتشن ابتسم :

“ سارت العملية على ما يرام . سأخرج بعد أسبوع ، 

ثم سأرتاح في المنزل فقط ….” وأضاف بتفاؤل : 

“ يشبه الأمر صيانة الطائرات إلى حد ما !!! 

فتحني الطبيب وكل المسامير والبراغي كانت في مكانها الصحيح ~~ "


فانغ هاو :

“ لماذا لم تخبرني أنك ستخضع للعملية ؟ 

من كان معك الأسبوع الماضي ؟”


ألقى تشو تشيتشن نظرة عليه ، ثم أنزل عينيه :

“ جاء بعض الزملاء من الشركة . و توجد ممرضة صديقة لي أيضًا ...” 

يبدو أنه يعتقد أن فانغ هاو يسأل لماذا لم يخبره أو يخبر تشن جيايو فأضاف :

“ لقد علمت بحادث الأخ جيا قبل يوم واحد من عمليتي  ،

حينها رأيت أن الجميع بأمان ، فأرسلت له رسالة —

ربما كان مشغولًا جدًا ليرى ذلك ، ولم أدرك حتى البارحة 

عندما ذكرت الأخت يان أنك كنت في الأبروتش … 

و أنكم متورطين أيضًا والتحقيقات ..…”


لم يكن هذا في الواقع ما قصد فانغ هاو أن يسأله ، 

لكن خطر له سؤال آخر بهدوء:

“ ماذا عن لانغ فنغ؟” 


كان يعرف أنهم ليسوا في علاقة رومانسية صريحة ، 

لكن على الأقل كانوا أكثر من أصدقاء ،

و مرت أسابيع منذ تلك الليلة في شنغهاي ، 

ولم ينشر تشو تشيتشن أي صور للطعام الفرنسي بعد ،

لم يكن فانغ هاو متأكدًا مما حدث بينهما ،


قال تشو تشيتشن وكأنه تذكّر للتو :

“ آه… لم أخبرك من قبل ... لقد أنهينا العلاقة .”


عبس فانغ هاو وهو يشعر ببعض التعاطف معه :

“ لكنكما كنتما بخير من قبل…” توقف لحظة ، ثم سأل: 

“ من أنهى العلاقة ؟ أنت أم هو ؟”


أجاب تشو تشيتشن بسرعة مدافعًا عن لانغ فنغ:

“ هو — لكن بصراحة لا ألومه ،، 

إن كان هناك من يلام فهو أنا "


فانغ هاو:

“ لكن لماذا ؟ ما الذي حدث بالضبط ؟”


فلم يستطع فهم الأمر — { لقد ناما معًا ، و الانجذاب بينهما رائع ، 

و كانا يغازلان بعضهما البعض لفترة ، ويتصلان باستمرار—

كيف يمكن أن ينفصلا هكذا ؟ }


عادةً يكون تشو تشيتشن يحب التحدث عن مثل هذه 

الأمور ، لكن اليوم ، وللمرة الأولى ، بدا أنه لا يريد الخوض 

فيها ، و قال بهدوء :

“ دعنا لا نتحدث عني ،، حدثني عنكما بدلًا من ذلك "


فهم فانغ هاو الإشارة ، ولم يُصر ،

تنهد وقال ما يدور في ذهنه:

“ نحن بخير الآن—على الأقل تحدثنا ووضّحنا الأمور ،

لكن بسبب ما حدث سابقًا ، كان الهبوط الطارئ أصعب مما توقعت ،،

بالنسبة لجيايو — لم يكن الهبوط نفسه صادمًا كما في 

هونغ كونغ ، لكن الآن… طعنة الطيار المساعد في ظهره ، 

ومع استمرار التحقيق ، أصبح على أعصابه ،

وزيادةً على ذلك ، فقدت والدته حياتها…” ثم أعطى ملخص

سريع لكل ما حدث



أصغى تشو تشيتشن في صمت ، وعيناه ثابتتان عليه طوال الوقت ،

وحين أنهى فانغ هاو حديثه ، قال تشو تشيتشن:

“ تعال هنا ،، دعنا نعانق بعضنا "


كاد فانغ هاو أن يضحك من تعبير وجهه الجاد ،،،

كان لتشو تشيتشن حقًا قدرة خاصة على تلطيف الأجواء ؛ 

أينما كان وبأي حال كان ، يستطيع أن يجعل الآخرين يشعرون بتحسن ،

وبما أن تشو تشيتشن لم يكن يستطيع الحركة كثيرًا ، 

مال فانغ هاو نحوه وأعطاه عناقًا حقيقيًا وثابت


بعد ذلك نظر تشو تشيتشن إليه :

“ أتدري ما الذي تحتاج إليه ؟”


: “ همم؟”


: “ تحتاج إلى إجازة حقيقية ،،

عطلة مناسبة لتعيد ضبط تفكيرك ،، افعل شيئًا تحبه ، 

شيئ لا تجد له وقتًا عادةً ، سافر قليلًا ، 

مع تشن جيايو أو حتى وحدك ، المهم أن تبتعد ... 

أنتما الاثنان مررتما بالكثير في الأشهر الماضية ….”

ثم ضرب بنفسه مثالًا : “ أنا أيضًا لم أكن أريد إزالة هذه الصفائح ،،

قال الطبيب إن سنتين هو الوقت المثالي ، لكنني ظللت 

أؤجل — لقد مضت سنتان ونصف ، بل قرابة الثلاث سنوات الآن ، 

والآن بعدما أجريت العملية ، أنا عالق في المستشفى

أسبوعين ، وإجازة عن العمل شهرين ، وتدري ماذا ؟ 

وأنا مستلقٍ هكذا أشعر بنوع من… السلام ،،،، 

كان علي أن أفعل ذلك منذ وقت طويل .”


فانغ هاو :

“ لماذا انتظرت كل هذا ؟ هل كنت خائفًا من العملية ؟”


: “ ليس هذا السبب ، فالعملية ليست معقدة ، والمخاطر 

منخفضة . لكن بمجرد أن أجريها ، سأُمنع من الطيران ثلاثة 

أشهر ، ثم ثلاثة أشهر ونصف أخرى للفحوص الطبية ، 

كنت أحاول الصمود حتى نهاية العام ،

لو لم آخذ هذه الأشهر الثلاثة إجازة ، ربما كنت أصبحتُ كابتن قبل ديسمبر ،

و مكافأة نهاية العام ستكون أكبر أيضًا "


ففي نهاية المطاف ، كان الأمر يتعلق بالعمل والمال ،

وكان تشو تشيتشن صريحًا بشأن ذلك


تنهد فانغ هاو :

“ المال مجرد أرقام في حساب بنكي ، له أهمية صحيح ، 

لكنه أيضًا… لا يساوي كل شيء ،،

لكنني أعرف لماذا كنت تدخر ، وأنا أتفهم ذلك ، 

لكن لا تُضحِّي بصحتك من أجله "


كان يعرف أن تشو تشيتشن كان يعمل بجد ليرسل شقيقته 

الصغرى تشو تشيروي للدراسة في الخارج ،

فقبل سنوات قد سأل تشيتشن فانغ هاو حتى عن تكاليف 

الدراسة والمعيشة لشقيقه الأصغر فانغ شنغجي الذي 

يدرس في المملكة المتحدة في ذلك الوقت


قال تشو تشيتشن معترفًا :

“ صحيح … أنا على وشك تحقيق ذلك، لكن مؤخرًا بدأ كل 

ذلك يبدو بلا معنى نوعًا ما ،،،

ليس لدي حتى رقم أختي … لم نتحدث منذ سنوات …. 

لا أعرف إن كانت ما تزال تحب اللغة الإنجليزية أو حتى إن 

كانت تريد الدراسة في الخارج أصلًا… 

وحتى لو كانت تريد ، قد لا تأخذ مالي . 

ربما لا شيء من هذا يهم .”


طمأنه فانغ هاو :

“ لا تفكر بهذه الطريقة قبل أن تتحدث معها حتى ،،

الناس يتغيرون ...” ثم غيّر الموضوع وسأله:

“ إذن ما الذي جعلك تُقدم أخيرًا على الجراحة الآن ؟”

كان جزء منه يشك أن الأمر قد يكون له علاقة بانفصال تشو 

تشيتشن عن لانغ فنغ


تشو تشيتشن:

“ قبل فترة أجريت صورة أشعة بالصدفة ،، 

الطبيب ظن أن إحدى الصفائح ربما أصابها شرخ ،، 

لم أكن أعرف حتى أن المعدن قد يتعرض للإرهاق هكذا ! 

قالوا إنهم لا يستطيعون التأكد من دون فتح جسدي ، 

فقلت في نفسي: لمَ ليس الآن؟ لقد حان الوقت على أي حال ….”

تردّد قليلًا  :

“ حين كنت في مدينة شينتشين ، كنت أجري صور أشعة 

كل شهر ، فقط لأتأكد أن كل شيء ما يزال في مكانه ،

وكانت النتائج دائمًا جيدة ، 

لكن بعدما انتقلت إلى بكين ، ظننت أن الأمور على ما يرام، 

فتراخيت ولم أعد أفعل ذلك .”


فكّر فانغ هاو قليلًا :

“ حين كنت في شينتشين… هل كان الدكتور يو هو من 

نصحك بالفحص المنتظم ؟”


كان يعلم أن تشو تشيتشن لم يكن له سوى علاقة جدية 

واحدة—مع يو شياويوان، طبيب التقى به أثناء عمله في 

شينتشين مع خطوط هاينان الجوية ،

وكانت قصتهما أقرب إلى مشهد سينمائي : أثناء إحدى 

الرحلات كان تشو تشيتشن يقود الطائرة حين أصيب أحد 

الركاب بأزمة قلبية ،

وصادف أن يو شياويوان — جرّاح قلب وصدر — على متن 

الرحلة ،، فقام تشو بتحويل المسار بهدوء إلى فوتشو 

بينما يو شياويوان يجري إنعاش قلبي رئوي في المقصورة . 

وتمكّنا معًا من إيصال الراكب إلى سيارة الإسعاف في الوقت 

المناسب—ومن هناك بدأت صلتهما —-

كانا صديقان بعلاقة عابرة لشهرين ، ثم حبيبان لستة أشهر ، 

ثم افترقا عندما نُقل تشو تشيتشن إلى بكين —-


قال تشو تشيتشن دون إنكار:

“ صحيح .”


تردّد فانغ هاو ثم سأل:

“ ما حدث بينك وبين لانغ فنغ… هل له علاقة بما جرى بينك وبين الطبيب يو؟”


كانت كلماته حذرة ، لكن معناها واضح ، وفهمه تشو تشيتشن


بصوت خافت :

“ لا أستطيع أن أنكر وجود علاقة ، في ذلك الوقت ، أعطيت 

يو شياويوان كل ما عندي ،

لكن في النهاية قال إنه لا يستطيع تعديل حياته من أجلي . 

لذا الآن… لا أريد لأي شخص آخر 

أن يضطر لفعل ذلك أيضًا "


فانغ هاو بهدوء:

“ لا أعلم أي نوع من الأشخاص كان الطبيب يو… 

لكن لانغ فنغ هو لانغ فنغ "


توقف تشو تشيتشن قليلًا، ثم قال:

“ بالضبط .. لانغ فنغ هو نفسه . لا أريد له أن يغيّر نفسه من أجلي . 

ولا ينبغي أن يضطر لفعل ذلك من أجل أي أحد .”


فانغ هاو ردّ بصرامة :

“ هذا ليس تنازلًا ، هذا يُسمى الاهتمام ببعضكم البعض.”

لكنه لم يرغب أن يضغط أكثر ، يعلم أن الانفصال ما يزال 

قريب وثقيل على قلب تشو تشيتشن ، وأضاف:

“ أنا فقط أقول هذا لأنني شعرت أنكما كنتما متوافقين ، 

لا أريد أن أراك تتألم ، ولا أريد أن يتألم هو أيضًا ،

إذا رغبت يومًا في التحدث ، فأنت تعرف أين تجدني "


أومأ تشو تشيتشن ،،،، كان يعرف أن فانغ هاو يقصد الخير ، 

ولم يمانع في كلامه 


أما فانغ هاو فلم يكن متأكدًا إن كان تشو قد أخذ كلامه 

بجدية ، لكنه كان متأكدًا من أنه هو نفسه قد أخذ نصيحته على محمل الجد ،

فالأشهر الماضية كانت قاسية بلا رحمة ؛ واجه أعطال رادار ، 

وحالة طوارئ رحلة الشحن ، والآن الهبوط الاضطراري مع 

تشن جيايو على الرحلة 1713 ، إلى جانب فوضى ضغط عيد الربيع ،

لقد كانت أعصابه مشدودة إلى حد أنه نسي كيف يكون الشعور بالراحة ،

كان يعمل كأنه على الطيار الآلي ، لم يفكر يومًا بالتوقف—

حتى أشار له أحدهم بذلك


لذا حين عاد إلى منزله ، فتح اللابتوب ، راجع جدوله ، 

ثم اتصل بمشرفه طالبًا إجازة لمدة أسبوعين ابتداءً من الأسبوع القادم


في الحقيقة قوه تشيفانغ وفو زيسيانغ يعرفان بالفعل مدى إرهاقه ، 

فقد تعامل مع أكثر من حالة طارئة بكفاءة استثنائية ، 

وكان ما يزال لديه بعض أيام الإجازة غير المستخدمة من العام الماضي ،

لذا ورغم أن هذه الإجازة بدت أطول من المعتاد ، فقد 

منحاه الموافقة


يفهمان أكثر من أي أحد آخر : أن مراقبة الأبروتش هو أكثر 

مواقع المراقبة الجوية تطلبًا ،

وأن تدريب مراقب جديد عليها يتطلب خمس سنوات على الأقل ،

ومراقبٌ متعب منهك بالكاد يتمالك نفسه لم يكن ما يريده أحد ،

و من الأفضل أن يُعطى فانغ هاو إجازة مناسبة الآن—ليعود 

بعدها مرتاح ، قوي بكامل طاقته ...


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. معرف ايش سار بينهم لكن تشوشين لو طلعت مزعل لانغ لاتلوم الا نفسك 👁👁
    بخصوص رايح امريكا عشان اجازة ؟يع في اماكن كثير احلى منها ماحبيت الاختيار

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي