القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch77 برج الأبروش

 Ch77 برج الأبروش




بعد أسبوع واحد فقط من عودة جيايو إلى المنزل ،

تلقّى اتصال من ليو روي ——— 


في هذا الوقت ، هو في ليجينغ ، يوضّب أغراضه ،،، 

فمنذ رحيل تساو هوي ، كان يخطط للانتقال مجددًا إلى 

شقته الخاصة في مجمع بلو ريفر هاربر ،،


والعجيب أن الأمور بدت وكأن القدر رتّبها له ؛ 

فالعائلة التي كانت تستأجر شقته لديهم طفل سيسافر للدراسة في الخارج ، 

وكانوا يبحثون عن سكن أصغر ، وهكذا أصبحت الشقة شاغرة من جديد ،

الأمر بدا مثالي —— من بلو ريفر هاربر إلى مجمع جيانهوي حيث 

يعيش فانغ هاو لا يستغرق سوى عشر دقائق بالسيارة ، 

و مجرد فكرة أن يكون قريب بهذا الشكل ، وأن يتمكن من رؤية فانغ 

هاو بوقت قصير ، منحته كل الدافع للانتقال سريعًا 


 اتصال ليو روي مختصر ، مجرد استدعاء إلى المكتب ،

نبرته  جادة ، بعيدة كل البعد عن الدفء والألفة الأبوية التي أظهرها

خلال عشاء رأس السنة ،

أدرك تشن جيايو فورًا أن الأمر يتعلق بالتحقيق في رحلة 1713 ،

حسب الأيام بسرعة—وبالفعل ، لقد مضى نحو شهر منذ بدء التحقيق ، 

وكان من المقرر صدور التقرير الأول خلال ثلاثة أيام ،


في طريقه إلى المكتب ، اتصل بـ فانغ هاو


بعد أن سمع الخبر ، قال فانغ هاو ببساطة: "إ ذا لم تكن مستعجلًا 

للذهاب إلى المكتب ، هل يمكنك المرور عندي أولًا ؟"


شعر تشن جيايو أنه يريد أن يقول شيئ ،،، وبما أنه بدا مصرًّا ،  

وافق على المرور قليلًا ،،


استقبله فانغ هاو عند الباب ، يبدو متفائلًا رغم أنه هو الآخر كان 

مشغولًا بالترتيب والتنظيف ، 

وما إن رآه حتى جذبه إلى عناق شديد ،

التفّت ذراعاه حول عنقه ، وجعل خدّه يلامس خدّه ، 

ممسكًا به وكأنه لا يريد أن يتركه ،


سأله بصوت خافت : " كيف حالك ؟"


 تشن جيايو: " بصراحة ؟ بداخلي فوضى … 

متوتر ، لكن أستطيع التحمل ،، 

لا زلت أشعر بشيء جيد تجاه الأمر ، لكن… إلى أن تصدر النتائج ، 

لا شيء مؤكد "


أومأ فانغ هاو : " أنا فقط أردت رؤيتك . أن أقول لك بضع كلمات . 

مهما كانت النتيجة… أنا هنا "


كان تشن جيايو على عجلة من أمره — لم يدخل حتى ، 

بل اكتفى بالاتكاء على الحائط قرب المدخل : " أعرف ذلك ….” 

ثم قبّله على خدّه : ” شكرًا لك “


وحين همّ بالانصراف ، تردد فانغ هاو ثم أوقفه: " انتظر ! 

لدي شيء لك "


رفع تشن جيايو حاجبًا : " أوه ؟"


أسرع فانغ هاو إلى غرفة النوم ثم عاد وهو يحمل صندوق بني عادي

  قد فُتح بالفعل ، 

وبداخله علبة صغيرة بيضاء ، قال وهو يعبث بالغطاء : 

"إنه… هدية عيد ميلادك "


تفاجأ تشن جيايو : " عيد ميلادي ؟ لكنه في نهاية الشهر "


ابتسم فانغ هاو : " أعلم ،، لقد استعددت مبكرًا ،،  

قالوا إن الأمر سيستغرق شهرين لصنعها ، لكنه لم يستغرق سوى شهر واحد ،، 

وصلت بالأمس ،، كنت أنوي الانتظار… لكنني لم أستطع ."


فتح العلبة ، بداخلها كيس مخملي فضي ، وفي داخله 

سلسلة فضية أنيقة


شغل فانغ هاو المصباح العلوي ، فانحنى تشن جيايو 

ليتفحصها عن قرب ،، 

كان التصميم بسيطًا—قلادة صغيرة فضية على شكل أنبوب ، 

لم يكن مكعب كامل ، بل بدا الجزء السفلي مكسور ، 

كقطعة معدن جرى كسرها بعنف ،

فيها جمال خام وغير منتظم ،

السلسلة نفسها ذات وزن مناسب وتبدو أنيقة حتى تحت 

انعكاس إنارة المدخل الخافت ،

كان تشن جيايو يرتدي القلائد أحيانًا—وهذه القطعة التي 

صممها فانغ هاو خصيصًا له، كانت تمامًا على ذوقه


ابتسم فانغ هاو :

“ لقد أهديتني الكثير من الهدايا المليئة بالاهتمام ،

لم أكن أعرف ماذا أختار لك ،

لكنني رأيتك ترتدي قلائد من قبل ، ففكرت… 

ربما تعجبك هذه "


مرر تشن جيايو أصابعه على الحافة المكسورة ، ثم رفع رأسه نحوه متسائلًا :

“ يوجد نصف آخر ، صحيح ؟”


أومأ فانغ هاو وأخرج كيس مخملي آخر—لكن هذه المرة 

رمادي اللون

“ كشفتني ,” بابتسامة : “ هذا لي "


رفع أنبوب فضي آخر ، مطابقًا للأول ، وعندما وُضعا معًا، 

انطبق الحافتان المتعرجتان تمامًا، كأنهما نصفان لقطعة واحدة





تشن جيايو:

“ إنها جميلة ،، وتعني لي الكثير . أحببتها ، شكرًا لك "


ناول تشن جيايو قلادته إلى فانغ هاو ، ثم استدار للخلف 

وانحنى برأسه قليلًا ليتمكن فانغ من وضعه حول عنقه

ثبت فانغ هاو القفل ، 

ثم قبّله قبلة خفيفة على مؤخرة عنقه ، وقال بصوت رقيق:

“ كنت أنوي أن أنتظر حتى يوم ميلادك الحقيقي ،

لكن… بعد أن فكرت بالأمر ، قررت أن أهديه لك مبكرًا ، 

اعتبرها تميمة حظ لليوم ”


ابتسم تشن جيايو وقد تسرب الدفء إلى صوته:

“ شكرًا حبيبي ... سأقبل بكل ذرة حظ أستطيع الحصول عليها ”


——————-


مجدداً نجح فانغ هاو في تبديد توتره دون حتى أن يحاول


طوال الطريق إلى الشركة ، كان تشن جيايو يشعر بوزن 

القلادة الفضية البارد يلامس بشرته بخفة ،

عندما اتصل به فانغ هاو أول مرة ، ظن أن مجرد سماع 

صوته سيكون كافيًا ليمنحه الثبات ، ولم يظن أن اللقاء به 

شخصيًا سيكون ضروري ، لكن إصرار فانغ هاو جعله يوافق ،

والآن ، بعد هذه الزيارة القصيرة ، بعد العناق والهدية ، 

أدرك أن فانغ هاو كان محقًا


كان هناك شيء لا بديل له في رؤيته وجهًا لوجه ، 

في سماع صوته مباشرةً ، 

في احتوائه بتلك الذراعين الثابتة ، 

لقد اعتاد تشن جيايو أن يتحمل كل شيء وحده ، 

أن يواجه ما تلقيه الحياة على عاتقه دون أن يتكئ على أحد ، 

حتى أنه لم يلحظ إلى أي مدى صار يعتمد على فانغ هاو ،


ولحسن الحظ حتى وإن تأخر هو في إدراك ذلك ، فإن فانغ 

هاو يلحظه ، 

وحتى حين لا يقول شيئ ، كان يفهم ، كان نقطة ارتكازه ، 

مرساته ، الإيقاع الثابت الذي يجعل كل شيء أكثر صلابة واستقرارًا ، 


لم ينطقها بصوت مسموع ، لكنه فهم تمامًا معنى تلك الهدية


كل روح تولد كغصن مكسور ، بحواف متعرجة كُتب لها أن 

تبحث عن اكتمالها ، 

أن تقضي عمرها في البحث عن الجزء الذي سيجعلها كاملة من جديد ،


لم يبحث تشن جيايو يومًا بجدية عن نصفه الآخر ، 

بل استسلم لفكرة أن يسير هذا الطريق وحيدًا ،

لكن القدر كان له خطط أخرى ، فجمع بينه وبين فانغ هاو


والآن ، تلاشت الحواف الحادة ، واندمجت القطعتان 

المنفصلتان في كمال واحد ——- 


ـــ


عندما وصل إلى الشركة وفتح باب المكتب ، وجد نائب 

قائد فريق التحقيق ليو روي ومعه شخصين آخرين بانتظاره


كان يعرف وجوه جميع قادة عمليات الطيران ، 

{ وهؤلاء ليسوا منهم—لا بد أنهم من قسم الامتثال أو الشؤون القانونية }


نظرات ليو روي هادئة ، وما إن دفع تشن جيايو الباب ودخل ، 

حتى أومأ له إيماءة صغيرة ،


ومن تلك اللحظة ، أدرك تشن جيايو الحقيقة—فارتخت كتفاه


أكدت الدقائق العشر التالية كل شيء ———

فقد عرض نائب قائد الفريق نتائج التحقيق : 

دوان جينغتشو المسؤول الوحيد عن فشل لوحات الأجنحة . 

لم يقتصر الأمر على شهادة يانغ فيفي التي كانت حاضرة ، 

بل تقدم أيضًا كابتن آخر مؤكّدًا أن دوان جينغتشو ارتكب 

هذا الفعل من قبل—ولم تكن هذه مخالفته الأولى ،

إضافةً إلى ذلك ، قدمت الشركة تقرير قد رفعته كونغ 

شينيي العام الماضي—مرفقًا فيه إفادة خطية من تشن 

جيايو نفسه


الدافع ، الوسيلة ، والفرصة — كلها اجتمعت ، فأصبح 

الجاني واضح


وبينما لو أن كل هذا لم يكن كافي ، كانت سجلات دوان جينغتشو كارثية —— 

أظهرت ملفاته أنه بالكاد اجتاز امتحانين أساسيين أثناء 

ترقيته لمنصب الكابتن ، و تقييمات إدارة 

موارد الطاقم (CRM) الخاصة به أثارت قلق المدربين 

المخضرمين ،، تحمل دوان جينغتشو المسؤولية الكاملة 

عن حادثة الجنيحات و أكدّوا لجنة التحقيق أيضًا أن 

تصرفات تشن جيايو اللاحقة كانت بلا أي خطأ


وعندما سمع ذلك ، أخيرًا تنهد تشن جيايو النفس الذي 

ظل محبوسًا في صدره لشهر كامل ، 

وفي هذه اللحظة ، انزاحت العقدة التي التفت حول قلبه منذ الحادث ،


عندها أدرك : الناس يصبحون طيارين لأسباب مختلفة ، 

بعضهم ، مثله ، يختار الطيران بدافع حب السماء ، 

وآخرون، من أجل المكاسب المادية ...

ثم يوجد أشخاص مثل دوان جينغتشو، ليس لأنهم 

يفتقرون إلى المال ، بل بسبب المكانة والسلطة التي يجلبها 

هذا المنصب ، 

لكن تمامًا مثل أفضل الملوك غالبًا هم الذين لم يطلبوا 

التاج أصلًا ، فإن أفضل القادة الجويين هم الذين يحترمون 

المقعد الذي يجلسون فيه


قد يكون دوان جينغتشو أخاف كونغ شينيي حتى 

استقالت ، لكن المدربين الكبار ، العسكريين السابقين في 

الخمسينات والستينات؟ لم يكن من السهل إخافتهم


في مكان ما على طول الطريق ، كان دوان قد حفر لنفسه 

مقبرة كاملة من العثرات ، و حادثة الجنيحات ؟ لم تكن 

سوى المسمار الأخير ——


أما عن العقوبة — ففريق التحقيق لم يحسم قراره بعد ،

لم يشاركوا أي تفاصيل حتى الآن ، وكان تشن جيايو يتفهم الأمر ،

هذه أصبحت قضية عامة ، 

ومهما بلغت قوة والد دوان جينغتشو ، فهذا ليس شيئًا 

يمكن طمسه بهدوء ، على أقل تقدير ، سيتم سحب رخصته ،

لم يخفي تشن جيايو رضاه عن هذه النتيجة 


وعند مغادرته ، رافقه ليو روي بنفسه حتى المصعد


وأثناء سيرهما قال:

“ كان علينا أن نحافظ على سرية التحقيق— لم يكن بوسعنا 

تسريب أي شيء لك أو لوالدك ،

أنا نفسي لم أعلم بالنتيجة النهائية إلا الأسبوع الماضي ، 

كان شهرًا طويلًا عليك .”


تنفس تشن جيايو ببطء:

“ إجراءات قياسية ، أفهم ذلك "


ربت ليو روي على كتفه ، ثم أضاف :

“ سمعت عن والدتك . تعازيّ .”


جاءت كلمات المواساة غير المتوقعة لتأخذه على حين غرة، 

لكنه سرعان ما تماسك : 

“ شكرًا لك المدير ليو "


ابتسم الآخر بخفة:

“ نادِني العم ليو . والدك وأنا خدمنا معًا ….” ثم توقف لحظة :

“ شياو تشن هل فكرت يومًا في العودة إلى الرحلات الدولية ؟”


لم يتوقع تشن جيايو هذا السؤال ،،،

ربما خمّن ليو روي على الأرجح أنه غيّر للرحلات القصيرة 

ليقضي وقتًا أطول مع تساو هوي ،

تغيير نوع المسارات أمر بيروقراطي معقد ، 

مليء بالموافقات المتعددة والورق الرسمي والوساطات ، 

والحق يقال، لم يفكر تشن جيايو بالأمر أصلًا—حتى هذه اللحظة


ومع عرض ليو روي —- سيصبح الطريق سهلاً بلا عوائق 

تقريبًا ، لقد أوشك أن يوافق على الفور


لكن سرعان ما خطر بباله فانغ هاو —-

فالرحلات الدولية تكون أسهل من بعض النواحي ، 

لكنها تعني الغياب عن المنزل ليلتين على الأقل في الأسبوع 


وفي النهاية ، لم يوافق فورًا بل أجاب بسلاسة ولباقة :

“ إنها فرصة عظيمة ، شكرًا العم ليو ،،

سأفكر في الأمر بجدية .”


يتبع


هذا البوكس كامل للرواية وش يوصلك معاه 🥲 

منها القلائد و CD للدراما الصوتية والخ







  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي