Ch78 برج الأبروش
بمجرد أن برّأه تقرير التحقيق الأولي من المسؤولية ،
سارعت شركة الطيران بالاتصال به لإخباره أنه يستطيع
العودة للطيران فورًا ،
لكن وعلى غير عادته ، لم يرجع تشن جيايو مباشرةً ،
بل مدّد إجازته بنفسه ، والسبب ؟
الترتيب لجنازة تساو هوي والانتقال إلى منزل جديد ،
لم يجرؤ أحد في الشركة ، من الأعلى إلى الأسفل ، على
الضغط عليه أو استعجاله—فامتدت إجازته بهدوء حتى
نهاية أبريل ، مباشرةً بعد عيد ميلاده
و خلال هذه الفترة ، عاد رسميًا للسكن في بلو ريفر هاربر ،
باستثناء يومين أو ثلاثة في الأسبوع حين كان يزور ليجينغ
للعب الشطرنج والورق مع والده تشن تشنغ، فإنه يقضي
معظم وقته في داشينغ ،
أخرج أغراضه من القبو ، بل وكرّس بعض الجهد لإعادة
تأثيث المنزل ،
شقته أكبر بكثير من شقة فانغ هاو في مجمع جيانهوي ،
فكان من الطبيعي أن يزوره فانغ هاو غالبًا ،
وحتى عند شراء أثاث جديد ، كان يستشير رأيه
و طوال أسبوع كامل ، أمطرت إشعارات ويتشات هاتف
فانغ هاو بعشرات الرسائل فور خروجه من عمله ،
وفي غرفة تحكم الأبروتش ، ما إن يحين وقت الاستراحة أو
تبديل المناوبة ، حتى يعود صوت هاتفه للرنين بلا توقف—
وكل ما يظهر على الشاشة لم يكن سوى لقطات من محلات الأثاث
[ هل يناسب هذا ديكور صالة المعيشة ؟
أم لا يتماشى معها ؟ ]
[ ربما سأختصرها إلى هذه الثلاثة ، واختر أنت واحدًا لي ! ]
[ لديك الكثير من مجسمات طائرات البوينغ ،
تريد أن نعرض بعضها في منزلي ؟ ]
وأحيانًا أثناء تناول الطعام مع تشو ييرو وباقي المراقبات في البرج ،
كان فانغ هاو يسألهن عن آرائهن ، فمزحت تشو ييرو:
“ هل الأخ جيا عاطل عن العمل في المنزل الآن أم ماذا ؟”
ضحك فانغ هاو :
“ لديه وقت فراغ أكثر من اللازم هذه الأيام ، أقسم أنه قد
أغراني أن أرسله ليعود إلى العمل ”
لكن في أعماقه لم ينكر أن بطالة تشن جيايو المؤقتة لم
تكن بالأمر السيئ إطلاقًا ، فحين لا يكون مشغولًا بالتنظيف ،
كان يطبخ له، وأحيانًا يخرج معه للجري في الصباح
يوجد متعة في إيقاع الحياة المزدحم ، لكن للتباطؤ قيمة
خاصة أيضًا ،
بعد الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ، لم يفهم أحد مثل
فانغ هاو مدى قسوة السنوات الثلاث الماضية على تشن جيايو ،
وإذا كان هناك من يستحق أخذ استراحة ليأخذ نفسًا عميقًا
ويعيد توازنه ، فهو بالتأكيد جيايو
—-
وعندما حل عيد ميلاد تشن جيايو في نهاية الشهر ،
رتّب عشاءً آخر في مطعم شيانغيوان—نفس المكان الذي
أقاموا فيه حفل وداع لو يان ،
كان الحضور نفس المجموعة تقريبًا ، مع إضافة بعض
أصدقائه الطيارين المقربين مثل يوي دا تشاو ،
حتى لو يان جاءت خصيصًا من شنغهاي لزيارة والديها ،
ووجدت وقتًا لتنضم للاحتفال أيضًا ،
جلسوا في مقاعد تكاد تكون نفسها كما في المرة السابقة ،
وكان فانغ هاو إلى يسار تشن جيايو
اليوم ارتدى تشن جيايو قميص أبيض بسيط وأنيق ، متناسق
تمامًا مع السلسلة الفضية التي تدلت في منتصف صدره
هذه المرة الجميع يعرف أنه لا يزال في إجازة ،
وبقيادة تشو تشيتشن ولو يان ، لم يضيعوا وقتًا وبدأوا
بمحاصرته بالكؤوس منذ اللحظة الأولى ،
وفي المقابل ، كان فانغ هاو يكدس الطعام في صحنه بلا توقف
: “ كل أكثر الآن ،، إذا سكرت على معدة فارغة ستندم .”
ضحك تشو تشيتشن وهو يرفع كأسه نحو تشن جيايو :
“ المرة الماضية كانت الأخت يان هي من سكرت في حفلتها ،
الآن دورك ،، نخب هبوط اضطراري آمن ، و انتهاء التحقيق ،
والعدالة أخذت مجراها ،
نتمنى لك رحلات سلسة دائمًا—وأن تبتسم لك الحياة
بالحب والعمل معًا .”
ثم ألقى نظرة ذات مغزى نحو فانغ هاو
تدخلت لو يان :
“ بالضبط . النصف سنة الماضية كانت قاسية عليك بحق.
هيا، لنشرب نخب ذلك، ونخب عيد ميلادك .” ثم رفعت
كأسها وشربته دفعة واحدة
رآها تشن جيايو ففعل مثلها بلا تردد ، وبعد أن مسح فمه ،
تنحنح قليلًا وقال:
“ شكرًا لكم جميعًا . من الصعب أن أقول هل كانت صعبة
حقًا أم لا ..” ثم ألقى نظرة إلى يساره ، حيث فانغ هاو
يبتسم بهدوء ، وأضاف :
“ تمنوا لي النجاح في عملي ، أما الحب فلا حاجة للتمنيات .”
وبكل بساطة مدّ ذراعه وأسندها على ظهر مقعد فانغ هاو
فارتفع صخب الطاولة بالهتافات والمزاح
و تصرّف وكأنه لم يسمع شيئ ، والتفت نحو لو يان قائلًا :
“ النصف سنة الماضية لم تكن سهلة عليك أنتِ أيضًا .
أتمنى أن تسير أمور عملك وحياتك بسلاسة .”
كان يعرف أنها غيّرت مجال عملها وأصبحت مديرة مشاريع
في شركة يملكها أحد أصدقاء حبيبها تشاو شينلي ،،
هي بارعة في التعامل مع الناس ، ماهرة في نسج العلاقات ،
وهو ما يناسب طبيعة منصب مدير المشاريع الذي يتطلب
التنسيق بين فرق متعددة تحت ضغط المواعيد ،
وظيفة كهذه بدت وكأنها خُلقت من أجلها ،
ومع اقتراب العشاء من نهايته ، وجد فانغ هاو فرصة
ليتسلل بهدوء خارج غرفة الطعام الخاصة ،
لم تغفل عينا تشن جيايو عنه وهو يخرج ، كان يخمن إلى
أين ذهب ، لكنه تظاهر بعدم المعرفة ولم يقل كلمة
وبالفعل عاد فانغ هاو بعد خمس دقائق يحمل كعكة في يده
كان تشن جيايو قد توقّع ذلك — بل إنه في الليلة السابقة ،
لمح فانغ هاو يهمس في الهاتف في المنزل ، و قد خمّن
أغلب الأمر ، لكن حين وضعت الكعكة على الطاولة ،
أظهر على وجهه ملامح الدهشة والمفاجأة كما ينبغي ~~
لقد مضت سنوات طويلة منذ آخر مرة احتفل فيها بعيد
ميلاده في يومه الحقيقي ، بكعكة وكل الطقوس — ربما آخر
مرة كانت حين كان عمره يبدأ برقم ' 2 ' لطالما اعتقد أن
الأمر لم يعد يهم، فهو رجل ناضج ؛ عيد الميلاد يمكن أن
يمر بهدوء بلا ضجة
لكن الآن —— وهو يرى فانغ هاو يضع العلبة أمامه —
والوقت والجهد والفكر الذي بذله لأجله — لم يشعر إلا بالسعادة ،
سعادة خالصة ، بسيطة ، بلا أي تكلّف ، ومعها شعور بالفخر
أيضًا— أن يُهتم به على هذا النحو أمام الجميع ، كان شعورًا رائعًا بحق
وعندما فُتحت العلبة ، علت جولة أخرى من الهتافات والتصفيق
الكعكة أنيقة ببساطتها ، بيضاء بتصميم عصري بسيط ،
بلا كريمة ثقيلة ولا طبقات فاخرة —
لون الجوانب الذهبي البني يظهر بشكل طبيعي ، وعلى
سطحها رُسم يدويًا ظلال طائرة من الجانب ،
حتى أن الخباز حاول رسم ذيل طائر الفينيق المميز بألوانه،
ورغم بساطة التنفيذ إلا أن الجهد كان واضح ،
وأسفل الطائرة كُتب بخط مرتب : [ CA 1332 ]
وإلى جانبها ، بالخط العريض الكبير: [ Happy Birthday ]
ضحك تشن جيايو وهو يتأملها وقال:
“ تبدو رائعة ... شكرًا لكم… وشكرًا على هذه اللفتة . يكاد
يعزّ عليّ أن أقطعها .”
ابتسم فانغ هاو وهز رأسه :
“ لكن ستأكلها ، أعرف أنك لا تحب الحلويات الثقيلة ،
هذه خفيفة بالكريمة .”
سأله تشن جيايو وهو ينظر إليه بنظرة فضول:
“ كيف رتبت لهذا ؟ هل أوصل متجر الكعك هذه هنا ؟”
فقد وصلا معًا ، ولم تكن هناك فرصة لإخفاء كعكة
فأجابه فانغ هاو بصدق:
“ لا، طلبت من شنغجي أن يحضرها ويوصلها ،
صادف أنه بالخارج يتدرّب على القيادة .”
فانغ شنغجي في بكين ، و سجّل مؤخرًا في مدرسة لتعليم
القيادة وكان في فترة التدريب
قال تشن جيايو وهو ينهض نصف واقف من مقعده :
“ كان عليك أن تدعوه للدخول ! أخبر شنغجي أن يدخل
ويأكل معنا ! لو علمت أنه في بكين لدعوته بنفسي .”
تردد فانغ هاو قليلًا :
“ آه… ربما لا يكون من المناسب أن نطلب منه الشرب .”
كان رد فعله الأول أن يترك الأمر ، فاليوم عيد ميلاد جيايو
وليس عيد ميلاده هو
لكن تشن جيايو أصرّ :
“ هو لم يغادر بعد صحيح؟
إن كان ما زال هنا فسأذهب لإحضاره بنفسي .”
وعندها قال فانغ هاو :
“ لا بأس ، سأذهب أنا .”
دخل فانغ شنغجي بعد قليل ، وهنّأ تشن جيايو بعيد
ميلاده ، ثم ألقى التحية على الجميع حول الطاولة ،
يجامل الإخوة والأخوات الأكبر منه بلطف وذكاء ،
بعد ذلك أخذ تشن جيايو السكين من علبة الكعكة ليبدأ التقطيع
لكن فجأة —- وبعينه الثاقبة المعتادة ، أشار تشو تشيتشن إلى الكعكة وقال :
“ مهلًا ما قصة الرقم CA1332؟”
عندها فقط توقف الجميع ليتأملوا الكعكة بدقة أكبر —-
فقد كانت أشهر رحلات جيايو هي الرحلة 416 والرحلة
1713—أما 1332 فلم تكن مألوفة لأحد
تأمل تشن جيايو الرقم قليلًا ، وحفر ذاكرته… ثم تذكّر
رفع عينيه نحو فانغ هاو ، وتبادلا ابتسامة يعرفان معناها وحدهما ،
لكنه لم يفسر شيئ ، بل أشار إلى فانغ هاو ليتولى الحديث
ابتسم فانغ هاو :
“ كان ذلك في سبتمبر الماضي ،
لانغ فنغ تعرض لانفجار في إطار الطائرة وطلبت منه الهبوط على المدرج 17L ،
و كنا نحن الاثنين في الخدمة حينها،
وانتهى بنا الأمر نتجادل عبر الاتصالات ~~
كان يقود الرحلة CA1332 من قوانغتشو باييون إلى بكين .
كانت تلك أول مرة نتحدث فيها حقًا—أو بالأحرى نتشاجر ،
لكن من هناك بدأت معرفتنا .”
قالت لو يان وتشو ييرو معًا :
“ واو… هذا في الحقيقة له معنى كبير "
ابتسم فانغ هاو وأومأ —- فهناك أشياء لا يمكن قولها
صراحةً أمام هذا العدد من الناس ،
صحيح أن الرحلتين 416 و1713 لهما أهمية كبرى وستظل
في ذاكرة الجميع لسنوات ، لكن 1332 ؟ تلك الرحلة
تعنيهما وحدهما ،
كانت لحظة لقائهما الأول… واللحظة التي لن ينسياها أبدًا
التفت تشن جيايو إلى تشو تشيتشن وقال مبتسمًا :
“ بالمناسبة، يجدر بي أن أرفع نخبًا للانغ فنغ أيضًا ،
لولا مشكلته الصغيرة ذاك اليوم ، ربما كنا ما زلنا غرباء "
لقد عرف مؤخرًا أن تشو تشيتشن ولانغ فنغ بعد أن أنهيا
علاقتهما ، عادا بهدوء لبعضهما بعد أسبوع واحد فقط
ومنذ ذلك الحين ، أصبحت لحظات لاتغ فنغ في ويتشات
مليئة بالصور — من المستحيل ألا تلاحظ ذلك ،
ولهذا السبب وُجِّهت الدعوة لكليهما هذه المرة ،
لكن لم يحضر إلا تشو تشيتشن وحده
ضحك تشو تشيتشن وقال مازحًا:
“ إذن عليك أن تشكر طاقم الأرض لأنهم لم ينفخوا الإطار
جيدًا ~~~~ ” ألقى نظرة على هاتفه وأضاف:
“ هو ما زال في الجو ، لكني أخبرته أن يمر بعد أن يهبط ،
سأشرب هذا النخب نيابةً عنه أولًا !! " ثم رفع كأسه لتشن
جيايو وشرب
أما لو يان —- الواقعية دائمًا ، فاكتفت بدخرجة عينيها وقالت :
“ كنتما ستلتقيان في النهاية على أي حال ،
كان مجرد مسألة وقت ”
ابتسم تشن جيايو إلى فانغ هاو وقال ساخرًا :
“ إذن ما تقصده الأخت يان أننا كنا مقدّرين لنختلف ونتشاجر ؟”
تجاهلت لو يان مزحته وأكملت:
“ أقصد أن الأشخاص المقدر لهم أن يلتقوا ،
سيلتقون دائمًا مهما كان ! "
وعلى هذه الجملة ، رفع تشن جيايو وفانغ هاو كأسيهما مرة
أخرى وشرباه حتى النهاية
مع اقتراب نهاية الليل ،
بدأت الخمر تفعل فعلها بالجميع ،
تذكّر فانغ هاو كيف أن تشن جيايو كان قد سكر في احتفال
رأس السنة ، فبدأ خلال الساعة الأخيرة يتحرك بهدوء ليأخذ
معظم الأنخاب الموجهة لجيايو ،
وبما أنه لم يكن صاحب عيد الميلاد ، لم يستهدفه أحد منذ
البداية ، فظل تحمّله للكحول جيدًا ، ومع ذلك ، كان واضح
بمجرد أن وقف تشن جيايو أنه سكر بالفعل
بعد انتهاء العشاء ، خرج فانغ هاو أولًا ليوصل فانغ
شنغجي إلى السيارة ، ثم طلب عبر هاتفه سائقًا بديلاً ،
وعاد إلى الداخل ليأخذ تشن جيايو ،
معظم الضيوف قد غادروا بالفعل ،
ولم يبقى سوى تشو تشيتشن ينتظر لانغ فنغ ليقلّه ،
ولو يان لا تزال هنا
وقبل أن يدخل فانغ هاو إلى الغرفة ، سمع صوت تشن
جيايو الخافت العميق من خلف الباب يقول:
“ نعم… أنا وهو مقربان جدًا ،، لهذا قلت لا حاجة للنخب
على الحب ،، أنا سعيد ، حقًا "
وبعد لحظة التفت إلى لو يان وتابع :
“ أنتِ و الأخ لي يجب أن تكونا جيدين مع بعضكما ...”
ثم التفت إلى تشو تشيتشن مازحًا :
“ أنت والأخ فنغ أيضًا تأكدوا أن تعاملوا بعضكم جيدًا .”
توقف فانغ هاو لحظة عند الباب قبل أن يدخل ،
وقال بصوت مشدود قليلًا :
“ لقد أوصلت …” ثم تابع وكأن شيئًا لم يحدث :
“ شنغجي هيا بنا نعود إلى المنزل أيضًا ”
فانغ هاو حين يسكر يصبح صامت ، لا يتغير كثيرًا عن حالته الطبيعية ،،
وبما أن بشرته سمراء قليلاً ولا يحمرّ وجهه بسهولة ،
لم يكن أحد يلاحظ أنه ثمل ، لذا عندما يقول للناس إنه
سكر ، يُفاجَأون دائمًا—كان يخفي ذلك بإتقان
أما تشن جيايو فكان العكس تمامًا —- عندما يسكر ، يلين ،
ويبدأ بالكلام أكثر ، يصبح متعلقًا بالآخرين وعاطفيًا
و الآن فانغ هاو يساعده على الدخول إلى السيارة عائدين
إلى الشقة الجديدة في بلو ريفر هاربر ،
وعلى الطريق ، استمر تشن جيايو بالكلام :
“ الحياة مريحة جدًا مؤخرًا ،
حتى أني لا أريد العودة إلى العمل ، ماذا سأفعل ؟”
كان ما زال متكئًا بذراعه على كتف فانغ هاو ، رافضًا أن
يتركه ، ملتصقًا به كالغراء
ضحك فانغ هاو :
“ إذن سأعتني بك وأُعيلك أنا ، ربما لن أستطيع أن أؤمّن
الكثير ، لكن نبيع سيارتك وبعدها شقتك في بلو ريفر ~ "
صمت تشن جيايو للحظة ،، غير مبالي بوجود السائق في
المقعد الأمامي، سحب كلماته وسأل:
“ يوجد شيء أردت أن أعرفه دائمًا…
قل لي—لو لم أكن طيار ، هل كنت ستقع في حبي أيضًا ؟”
غريزة فانغ هاو الأولى أن يسايره ويفكر بجدية في السيناريو ،
لكن سرعان ما أدرك أن تشن جيايو لم يكن صاحيًا ،
فالسكارى لا يطرحون أسئلة منطقية ،
لم يكن هذا مجرد ' افتراض عابر ' بل صادرًا عن شعور
عميق بعدم الأمان
لذا لم يتردد فانغ هاو وأعطى جوابًا واضحًا وحازمًا :
“ طبعًا سأفعل ،، حتى لو كنتَ تبيع الدوتشي تحت مبناي ،
سأظل أحبك "
ضحك تشن جيايو وهو متكئ على كتفه — ضحكة صافية
مفعمة من أعماقه ، اهتز جسده كله ،
وارتجفت معه مشاعر فانغ هاو في صدره
فانغ هاو بهدوء: “ جيا-غا أنا سعيد أيضًا "
وعندما عادا إلى المنزل ،
ساعد فانغ هاو تشن جيايو على الجلوس على الأريكة
الجديدة التي اشتراها ، وتأكد من جلوسه براحة ،
ثم أخرج هدية عيد ميلاد ثانية
ضحك تشن جيايو : “ واحدة أخرى ؟ هل تحاول التعويض
عن كل أعياد الميلاد التي فاتتني في السنوات الخمس الماضية ؟”
ولأول مرة أدرك فانغ هاو أن تشن جيايو ربما لم يحتفل
بعيد ميلاده بشكل صحيح منذ سنوات طويلة
فقال: “ نعم . هذه السنة سنفعل الأمر كما يجب .
اليوم كان الاحتفال الكبير ، لكن يمكننا الاستمرار غدًا ،
إذا أحببت ، يمكننا أن نمدد عيد ميلادك لأسبوع كامل ! "
وبينما يتحدث بدأ يفتح الهدية
كان إطار صور —- بداخله صور بالأبيض والأسود التقطها
فانغ هاو لتشن جيايو أثناء رحلتهما إلى الولايات المتحدة
أمسك تشن جيايو بالإطار في يديه ، ظل يتأمل الصور مرارًا وتكرارًا ،
وأخيرًا قال: “ أنت رائع ... لديك عين فنية بالفعل ،
لكن… تعليق هذا في المنزل ؟ أشعر أنه محرج قليلًا "
فأجابه فانغ هاو ببساطة : “منزلك يجب أن يحمل المزيد منك "
كان الإطار يضم ثلاث صور ، جميعها من رحلتهما إلى
كاليفورنيا، وكلها التقطها فانغ هاو
الأولى في غرفة فندق بسان فرانسيسكو،
حيث كان تشن جيايو يرتدي بذلة واقفًا عند النافذة يعدل
ربطة عنقه—و ملامحه الجانبية فقط هي الظاهرة
الثانية في مطار ريد-هيلفيو — حيث كان تشن جيايو يقف
لإجراء فحص خارجي لطائرة سيسنا 172M مع ليانغ ينآن وإيثان ،
يده مستندة على مقدمة الطائرة ، والرياح تعبث بسترة
السلامة البرتقالية التي يرتديها وتبعثر خصلات شعره
أما الثالثة ، فكانت على طول الطريق السريع رقم 1—لقطة
عفوية مواجهة للكاميرا ، يظهر فيها تشن جيايو وهو يضحك ،
و عيناه تحدقان مباشرةً في العدسة ، وخلفه يمتد البحر بلا نهاية ——-
الصورة :
يتبع
نزلت مقطع للدراما الصوتية في نهاية الفصل
جيايو وهو يهنّي شنغجي بميلاده ( ch17 )
تعليقات: (0) إضافة تعليق