القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch18 الخطاف الخلفي

Ch18 الخطاف الخلفي



بعد أن أنهى تشو تشيتشن حديثه ، لاحظ أن ملامح لانغ فنغ 

بدت غريبة بعض الشيء ——

كان رأس لانغ فنغ للأسفل ، يشد على زجاجة البيرة بقوة ، 

وجسده كله مشدود

أدرك تشو تشيتشن أنه انغمس كثيرًا في مشاعره لتوّه ، 

فقال مترددًا :

“ هل أنا… تكلّمتُ أكثر مما ينبغي ؟”


رفع لانغ فنغ عينيه ، وعندها رأى تشو تشيتشن أن عينيه قد 

احمرّت —— 

و تلمع فيهما دموع يحاول أن يمنعها من الانهمار — 


{ اللعنة … لقد جعلته يبكي ! } تفاجأ تشو تشيتشن بشدّة، 

ولم يعرف كيف يواسيه ، وفي النهاية ، ابتسم بهدوء 

ومدّ يده يربّت على كتف لانغ وهو يقول:

“ أنا نفسي لم أبكِي ، فممَا تبكي أنت ؟”


قالها مبتسمًا بصدق ، وفي صوته شيء من الدعابة التي تخفّف ثقل الجو


قال لانغ فنغ بصوت مبحوح :

“ أنا فقط… شعرت بالحزن لأجلك …. 

حين أفكر أن يكون والداي أو آيڤي ، ربما…”

توقف ، ثم تمتم ،

“ ربما كنتُ سأفقد معنى الحياة كله ….”

صمت لحظة طويلة ، ثم أضاف بصوت متماسك بالكاد:

“ لم أمرّ بتجربة كهذه من قبل ، لذا لن أستطيع أبدًا أن 

أتصوّر كيف يكون شعورك حقًا ”


كان صوته مشدود ، وكأن الحروف تخرج من حنجرته بصعوبة


تشو تشيتشن يعرفه منذ وقتٍ ليس قصير ، لكنه لم يره أبدًا 

بهذا الاضطراب من قبل


قال تشو تشيتشن بعد لحظة صمت :

“ ما مررتُ به… مرّ وانتهى …. 

أحاول الآن أن أجد طريقة لتجاوز كل ذلك ... 

وضعت لنفسي هدفًا صغيرًا أولًا ، أن أستطيع يومًا ما أن 

أتواصل معها مجددًا ”


لكن لانغ فنغ ظل يكرر بأسف واضح :

“ ما كان عليّ أن أسألك عن هذا ، أنا حقًا آسف ”


كان يندم بصدق على أنه أثار موضوع الأخت ،،،، 

وفهم الآن لماذا في المرة الأولى التي زار فيها منزل تشو 

تشيتشن، وحين سأله عن عائلته في غرفته الخاصة، بدا 

الأخير مترددًا ولم يرغب بالحديث


وبهذا الجوّ ، بدا الأمر كما لو أنه قد قطع مسافة طويلة من 

سويسرا إلى هنا فقط ليسمع تشو تشيتشن يبوح له بأسراره، 

وكأن العلاقة بينهما لن تتقدّم إلا إذا كشف له كل ما في داخله


لانغ فنغ { لو استطيع إعادة الزمن … لكنت ابتلعت سؤالي قبل أن أنطقه …

و ربما ، في يومٍ من الأيام ، سيقرر تشو تشيتشن أن يخبرني 

من تلقاء نفسه ، 

عندما يشعر بالراحة الكافية لذلك ، 

لا أن يُجبر على فتح جرحٍ لم يلتئم بعد …. }


لانغ يشعر بالذنب — لأنه جعله ينزف من جديد ، جرحًا بعد 

آخر ، بينما تشو ما زال يبتسم


أحسّ بالضيق لا لأن هذه القصص موجعة فحسب ، 

بل لأن تلك الجملة التي قالها — “ أخبرني كل شيء” — أصبحت الآن مصدر ندمه

لقد تسرّع دون أن يدري ….


وعند هذه النقطة ، أدرك لانغ فنغ تمامًا أن حياة تشو 

تشيتشن كانت كأرض معركةٍ مهجورة ، نجا فيها بصعوبة 

وسط الدخان والدمار ،

حتى إن كل خطوة يخطوها اليوم ، أينما اتجه ، تكاد تلامس 

لغمًا مدفونًا في أعماقه ،

كل موضوعٍ يفتحانه معًا ينتهي إلى جرحٍ لا يمكن تفاديه ،


ومع ذلك ، هو نفس الرجل الذي يبدو دائمًا متفائلًا ، 

و يطلق النكات ويضحك الآخرين بسهولة ،


كل ما رآه لانغ فنغ من قبل لم يكن سوى هدوء ما بعد العاصفة ، 

وكان يستطيع أن يخمّن أن خلفه قصة ما، 

لكنه اليوم رأى الحقيقة كاملة — الأرض تحت قدمي تشو 

مليئة بالندوب ، مثقّبة بالألم


تشو تشيتشن :

“ لا داعي للاعتذار ، كان عليّ أنا أيضًا أن أُخبرك ببعض الأمور 

منذ وقتٍ طويل… ربما ليس كل شيء ، لكن إبقاء نفسي 

حبيسًا إلى هذا الحد ليس أمرًا جيدًا ”


أومأ لانغ فنغ، ثم رفع يده ليمسح طرفي عينيه


في البداية حين رآه تشو تشيتشن يبكي من حديثه ، 

شعر بالدهشة وربما بشيء من اللطافة ، 

أما الآن فشعر بالتأثر العميق ، 

لقد مزّق أحزانه قطعًا صغيرة ، وحكاها له واحدة تلو 

الأخرى ، ثم جاء لانغ فنغ، كأنه فرن يصهر كل ذلك الألم 

ويعيد تشكيل قلبه من جديد ….

كان شعورًا مالحًا لاذعًا ، لم يعيشه منذ سنوات طويلة


و بينما تشو تشيتشن مدفوعًا برغبة في الحديث أكثر ، 

أصرّ لانغ فنغ على التوقف ، قائلًا إن ما قاله يكفي


عندها بادره تشو تشيتشن قائلًا :

“ اسمح لي أن أقول جملة أخيرة فقط …. 

لم يكن الأمر أنني لم أشعر بشيء تجاهك ، بل كنت أرى أننا 

غير مناسبَين ، 

أنت كامل ، وأنا مكسور ، 

و ربما الوقوع في حبي أمر مرهق ، ولم أرغب أن أُثقل عليك 

أو أُجبِرك على شيء ”


لكن هذه المرة جاء رد لانغ فنغ حاسمًا :

“ أن أتنازل أو لا أتنازل ليس قرارك أنت ، بل قراري أنا ،

حين اتخذتَ قرارك ، هل سألتني ؟”


ارتبك تشو تشيتشن —- فقد أصاب لانغ فنغ كبد الحقيقة 

: “ أنا…”

مجرد أن فتح فمه ، أدرك أن لانغ فنغ على حق —— ,

أن يكونا معًا أو لا، هذه مسألة تخصّهما معًا ، 

وكان يجب أن يُتَّخذ القرار بشكل مشترك ،

لقد وضع الحواجز وحده ، ولم يخبره بمشاعره ولا بأسبابه ، 

واكتفى بأن يتصرّف وفق رغبته الخاصة —— ,


نبرة لانغ فنغ هدأت ، فقال:

“ لستُ ألومك …. أنا أتفهّم تمامًا سبب تحفّظك عليّ. 

أنا فقط… أتمنى أنه في المرات القادمة ، إذا واجهتَ موقفًا 

كهذا ، أن تسألني أولًا ،،

ربما سأفاجئك بإجابات لا تتوقعها ! ”


أومأ تشو تشيتشن ،،، ثم ابتسم ابتسامة خافتة :

“ كل ما حدث لي منذ أن التقيتُك… كان فعلًا خارجًا عن توقّعي ”


وهذه المرة ، على غير ما اعتاد تشو تشيتشن، لم يترك له 

لانغ فنغ أي مجال للتردّد أو الرفض، بل مال إليه فجأة وقبّله



وكما تخيّل تمامًا ، كانت شفتا تشو تشيتشن باردة ناعمة ، 

قبلة هادئة امتزجت فيها أنفاسهما ، 

ولسان لانغ فنغ تسلّل بين أسنانه دون أن يقوى على ضبط نفسه ،

كان في فمه طعم شوكولاته حلوة 


والعجيب أن لانغ فنغ قد رأى تشو تشيتشن في لحظاته الأكثر حميمية : حين يجثو أمامه يلهث ، 

أو حين يلتصق جسده بجسده هامسًا بأنفاس مقطوعة ، 

بل وحتى في نومه الهادئ بلا دفاع ،


ومع ذلك ، هذه أول قبلة بينهما منذ وقت طويل ———- 



القبلة الأخيرة ترجع إلى تلك المرة في غرفة الضيوف 

السوداء في بيت فانغ هاو


أحبّ تقبيله ، وقبلة واحدة لا تكفيه أبدًا


….


في بقية الصباح تحدّثا عن أشياء أخرى : العمل ، وشؤون الحياة اليومية ، 

واكتشف تشو تشيتشن أن لانغ فنغ يحب الحلويات كثيرًا ، 

فقد أكل في دقائق قليلة ثلاث أو أربع قطع مختلفة من الشوكولاتة ،


ضحك تشو تشيتشن وهو يقول له:

“ أأنت اشتريتها لي أم لنفسك ؟”


فأجابه لانغ فنغ بجدية :

“ اشتريتها لك . وإن أحببتها ، سأظل أشتريها لك دائمًا . 

وإن لم تحبها، أخبرني بما تحب وسأشتريه لك ”


ابتسم تشو تشيتشن:

“ أنا لستُ صعب الإرضاء . ما تشتريه أنت يعجبني "


وكلما أنهى لانغ فنغ قطعة شوكولاته ، اقترب منه ليقبّله قبلة صغيرة


وتشو تشيتشن، وهو في مكانه لا يستطيع الحركة، كان يمد 

عنقه ليسهّل له الأمر


لانغ فنغ يقبّله ، وتارة يلمس كتفه أو صدره ، وفي المرة 

الأخيرة تسللت يده إلى داخل ثيابه لتلمّس بشرته على جانبه


قال له تشو تشيتشن وهو يمسك يده ويبعدها خارج البطانية :

“حقًا لا يجوز ، أنت هكذا…”

ثم ناداه باسمه الإنجليزي:

“ إيفان … ستقتلني بهذا الدلال …. 

سيدخل الطبيب الآن ويوبّخني "


شعر تشو بتيار الرغبة يتصاعد ، لكن المستشفى مكان عام 

و في وضح النهار ، 

وجروح عمليته لم تلتئم بعد ، فلم يكن ليستطيع التهور



أطاع لانغ فنغ ولم يمد يده مجددًا ، لكن تشو تشيتشن أبقى 

معصمه في قبضته


لانغ فنغ:

“ إذاً اتفقنا ، نجرب أن نكون معًا ، 

و الوقت الآن مبكر ، وإذا شعرت بأي شك أو تردد ، 

يمكننا أن نستمر في الحديث ، 

لا تحبس الأمور بداخلك ، تحدث معي "


أومأ تشو تشيتشن، ثم قلب يده وأمسك بيد لانغ فنغ بقوة، 

ضغط مرتين و رد :

“ بصراحة… لا أعرف لماذا ، لكن أشعر أن كل هذا غير حقيقي ، 

أعلم أنك جئت لتقول هذا ، ومع ذلك… أحتاج أن أتأكد أن 

هذا ليس حلمًا ، لا أريد أن أستيقظ غدًا وأكتشف أن كل 

شيء كان وهمًا ….”


أسرع لانغ فنغ بقطع كلامه :

“ ليس حلمًا ... وأنا أيضًا أشعر أن الأمر غير حقيقي . 

ما قلته لك في ذلك اليوم، وحتى المكالمة بعد ذلك ، 

لم يكن أي منها خدعة أو خطة ، 

حينها كنت حقًا مستعدًا لأن أستسلم ،، 

لذا، لو لم تغير رأيك وتتصل بي، لكان كل شيء قد فاتنا ...”

نظر إليه طويلاً ، و تابع بهدوء :

“ أنا أظن نفسي أكثر عقلانية ، 

لكنك… أنت أكثر شجاعة مني "


اعتقد لانغ أنه عقلاني ، لكن أحيانًا في الحب ، يحتاج الأمر 

أكثر من العقلانية 

و حين قال له تشو تشيتشن أنه يظن غير مناسبين لبعضهما ، 

لم يتفق لانغ فنغ على ذلك ، كان يشعر أن كل واحد منهما يكمل الآخر


تشو تشيتشن لم يؤكد ولم ينفِي — و في نظره ، لانغ فنغ 

يحمل الكثير من الصفات الرائعة ، وليس مجرد كونه ' عقلانيًا '


سأل تشو تشيتشن بسؤال بسيط:

“ ماهو تاريخ اليوم ؟”


رفع لانغ فنغ معصمه ليرى ساعته الذكية :

“ اليوم 15 فبراير "


وكأنه فهم مغزى السؤال على الفور —- ، أضاف دون تفكير:

“ من لحظة فتحي للباب ، كان الوقت في أمستردام 1:56 

صباحًا ، بالتوقيت العالمي UTC كان 23:56 في اليوم 

السابق ، وبالتوقيت في بكين 7:56 صباحًا ،

دعنا نحتفل بذكرى هذا اليوم حسب التوقيت في بكين مستقبلاً !! "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي