القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch19 الخطاف الخلفي

Ch19 الخطاف الخلفي



منذ أن أصبحت لين شياو رئيسة الممرضات ، نادرًا تؤدي 

نوبات ليلية ، لكن الليلة كانت استثناء ،

في طريقها إلى المستشفى ، وصلتها رسالة من تشو 

تشيتشن عبر ويتشات ، 

لم تحتوِي إلا على جملة بسيطة :

[ نحن معًا الآن ]


أمسكت لين شياو الهاتف ، وتفتح الرسالة مرارًا ، 

تقرؤها وتعيد قراءتها ، وفي طريقها إلى العمل ظلت تبتسم 

حتى تيبست وجنتاها من طول الابتسام ،

هي التي تعرف ما جرى بينهما، لم تكن بحاجة لأن يخبرها 

أحد لتدرك أن تشو تشيتشن هو من بادر بالتصالح واستعاد 

العلاقة بنفسه ، 

و تخيّلت مكالمة الاعتراف التي أجراها ، 

والمشهد الذي اتفقا فيه على البدء من جديد ، 

حتى كادت الأجواء الحلوة تتسرب من بين تلك الكلمات 

القصيرة وتصل إليها ، 

و كلما فكرت بالأمر ، شعرت بسعادة خالصة من أجله


أن تُحبّ أحدًا يحتاج إلى شجاعة ، وأن تُحبّ من جنسك 

يحتاج إلى شجاعةٍ أعظم — تلك الشجاعة التي تجعلك 

مستعد لأن تعادي العالم من أجل شخصٍ واحد ، 


غالبًا تشتعل هذه الشجاعة في مراهقةٍ عابرة ، 

ثم يخبو وهجها حين يكبر المرء وتزداد حساباته وحذره ، 


لكن هناك من يحتاج عمرًا كاملًا ليجد ذلك الشخص المقدر له


وهناك من يملك الشجاعة، لكن الحظ لا يرافقه


أما شجاعة لين شياو ، فقد دامت خمس وعشرين سنة — 

حتى اليوم الذي اشترت فيه تذكرة القطار إلى نانجينغ 

لتصارح شو ويران ، التي كانت وقتها أكثر من مجرد صديقة ،

كان ذلك أدنى نقطة في حياتها، وكانت تشعر أن ما تبقّى من 

شجاعتها يوشك على النفاذ ، 

لكنها سحبت آخر ما تبقى منها لتقامر به ، 

وقد ربحت تلك المرة ،


أما تشو تشيتشن، فشجاعته امتدت لأطول من ذلك —

من قراره ترك مسيرته المهنية السابقة ، 

والاعتراف باستحالة حبه الذي خبّأه لثماني سنوات ، 

إلى مصارحته عائلته بميوله ، 

ثم اختياره أن يكون مع يو شياويوان، وانفصاله بعدها 

وعودته وحيدًا إلى بكين، حتى يومه هذا حين انفتح قلبه للانغ فنغ


كلما واجهه صعوبة ، لم يكن أمامه سوى خيارٍ واحد — أن 

يولّد من لا شيء شجاعةً جديدة


صارت لين شياو صديقة مقرّبة له، ليس فقط لأن الأقدار 

جمعتهما، أو لأنها تأثرت بما مرّ به حين كان في المستشفى 

قبل ثلاث سنوات، بل لأنها رأت فيه شيئًا تفتقده هي


يبدو مرحًا، متفائلًا، لكن في داخله صلابة لا تنكسر


بعد تفكير طويل، ردت بجملة واحدة:

[ رائع ، دعني أراه يومًا ما ]


لكن حين دخلت غرفته في المستشفى ، فوجئت تمامًا


فهي تعرف تشو تشيتشن جيدًا ، و قد أخبرته مسبقًا أنها 

ستكون مناوبة في هذه الليلة ، 

لذا حين طرقت باب الغرفة مرتين ودخلت ، 

رأت تشو تشيتشن ممسكًا بالتابلت ، وعلى الكرسي بجانب 

السرير جلس رجل وسيم الملامح ، مهيب القسمات ، 

يرتدي سترة صوفية سوداء وبنطال جينز ،

رغم جلوسه على الكرسي ، إلا أن المسافة بينه وبين السرير قليلة ، 

حتى إن رأسه يكاد يلامس كتف تشو تشيتشن

و لم يكن من الصعب أن تفهم أن بينهما علاقة قريبة ،


حينها أدركت لين شياو فورًا من يكون ، لكنها لم تتوقع أن 

تراه بهذه السرعة


ابتسم تشو تشيتشن حين رآها، وسارع بالتعريف قائلًا:

“ لين شياو ، هذا لانغ فنغ "


وقف لانغ فنغ على الفور وصافح لين شياو ، مبتسمًا بلطف وهو يقول:

“ مرحبًا ، أنا إيفان ، حبيب آ-تشن "


لو كانت الانطباعات الأولى تُقاس بالنقاط من مئة ، 

لكان لانغ فنغ قد نال النتيجة مئةً وعشرين في نظر لين شياو




و في هذه الليلة ، وبينما تؤدي نوبتها المسائية ، 

طرقت الباب مجدداً ودخلت الغرفة ، 

تحمل في يدها ملف وبكيسٍ بلاستيكي ،

لكن هذه المرة ، لم يكن لانغ فنغ موجود

قال تشو تشيتشن وهو يرفع رأسه :

“ ذهب ليشتري العشاء ،، 

يقول إن أول ليلة لنا معًا تستحق احتفالًا خاصًا "


ضحك تشو تشيتشن { لا أريد أن أجرح حماسه ، لكن أتمنى 

حقاً ألّا يعود ومعه تلك الصودا السيئة التي يحبها ! ~ }

ومع ذلك ، لم يكن في قلبه سوى الامتنان ؛ 

فـ لانغ فنغ يهتم حتى بأدق التفاصيل ،


حين لمح ما في الكيس البلاستيكي ، لم يستطع إخفاء دهشته :

“ حتى هذه استطعتِ إحضارها ؟”


هذه هي الشرائح المعدنية الثلاث المزروعة في جسده


قالت لين شياو:

“ نفايات طبية أردت أن أسألك إن كنت ترغب بالاحتفاظ بها ~ ، 

وإلا فسنتخلص منها .”


هزّ رأسه مبتسمًا:

“ لا داعي ، لست طفلًا فقد سنّه لأحتفظ بها .”

قالها بخفة ، دون أن يفكر كثيرًا في الأمر


لكن لين شياو هي من بادرت وسألته:

“ على فكرة ، لاحظنا وجود شرخٍ طفيف في إحداها ، 

كيف خطر ببالك إعادة تصوير الأشعة ؟ 

آخر فحص لك كان قبل عام أثناء الفحص الدوري .”


تردد تشو تشيتشن لحظة ، ثم قرر أن يروي لها ما حدث 

بالتفصيل — بما في ذلك تلك الحادثة الصغيرة أثناء علاقته مع لانغ فنغ

فهو ولين شياو لم يكن بينهما أسرار


حين أنهى كلامه ، اتسعت عيناها دهشة وقالت:

“ إذًا يمكن القول إن إيفان أنقذ حياتك !”


ضحك تشو تشيتشن وأومأ :

“ أعرف ذلك .”


ثم أخرجت لين شياو من الملف مجموعة من صور الأشعة 

القديمة — تلك التي تعود إلى حادثة تحطم الطائرة ، 

وكل الصور التي التُقطت بعدها : 

“ وهذه ؟ تريد الاحتفاظ بها؟”


تصفحها تشو تشيتشن بهدوء ، 

معظمها من مستشفى شنتشن الثالث ، التقطها بطلبٍ من 

يو شياويوان، بمعدل ثلاث صور كل شهر ، 

على مدى ثمانية أشهر — أي أربعة وعشرين صورة ،


وفي مقدمة كل مجموعة ورقة صغيرة برتقالية اللون ، 

من قسم الأشعة في المستشفى ، وعليها توقيع يو 

شياويوان بخطٍ متشابك يصعب قراءته


وقفت لين شياو إلى جانبه بينما يقلب الصفحات ، 

فلاحظت الخط فورًا ، 

هي ممرضة، وخط الأطباء لا يخفى عليها


بعد دقيقةٍ أو أكثر ، أغلق تشو تشيتشن الملف بصوتٍ حاسم ، 

ثم سلّمه لها قائلًا :

“ لا أريدها ”


نظرت إليه لحظة ، ثم ابتسمت وقالت :

“ أحسنت ”

ورفعت يدها لتلقي بكل صور الأشعة ، ومعها أوراق يو شياويوان في سلة المهملات



——-


بعد فترة —-

وبينما هي في نوبة المراقبة الليلية ، 

وصلها نداء من غرفة تشو تشيتشن


ارتجف قلبها للحظة — فحتى حين كان يعاني الألم المبرح 

بعد الحادث قبل ثلاث سنوات، نادرًا يطلب مساعدتها بنفسه

لم يكن هناك مريض أكثر هدوءًا منه؛ لا يشكو، لا يتذمر، بل 

كان يمازح الطاقم دائمًا ويُبهجهم


لذا حين جاء النداء في منتصف الليل ، نهضت فورًا خوفًا 

من أن يكون قد أصيب بعارض خطير بعد العملية


لكن حين دخلت الغرفة مسرعة ، لم تجد سوى مصباحٍ 

صغيرٍ مضاء قرب السرير

كان تشو تشيتشن جالسًا كما هو — بهيئته الهادئة نفسها ، 

دون شيء يُثير القلق —

لكن لانغ فنغ — الجالس إلى جواره على الكرسي ، قد غفا 

مائلًا على الحائط ، في وضعية بدت غير مريحة


خفض تشو تشيتشن صوته، وهمس لها :

“ هل يمكنك أن تغطيه بالبطانية ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي