Ch19 احتراق القلب
إذا ما قُورن الشخص بحيوان ، فربما يكون تشي تشاو كجرو
صغير يهز ذيله لك ،،
و أسنان الجرو ليست حادة ، جسده ليس ضخم ،
قوته ليست كبيرة ، و يئن برفق ، ينظر إليك بعينين رطبتين،
وعندما يهز ذيله ليطلب شيئًا منك، لا يمكنك رفضه
{ لم أرغب … أن يكون حزين …
هذا الفتى بريء جدًا ، قلبه وعيناه مملوءتان بالإخلاص التام
حتى دون أن أراه ، أعلم أن عينيه لامعتان …
ولا أريد أن ينطفئ ذلك الضوء في عينيه .. }
قالت العمة تشاو بمشاعر صادقة : “ بالطبع يجب أن نشكر
الطبيب تشي تشاو أيضًا ،،،” كانت دائمًا تعلم أن تشي تشاو
فتى طيب ، وشعرت دائمًا بالامتنان له : “ أنتم جميعًا من
المحسنين العظيمين لدينا !”
ابتسم فو نان آن بخفة ولم يواصل الموضوع ،
ثم نهض لينادي المتدربين القادمين من الممر ،
هناك الكثير ليتعلمه الأطباء المتدربون ، حتى في قسم علم النفس ،،
طرق الفحص العصبي المختلفة لا تقل أهمية عن
فحوصات الجسم في الأقسام الأخرى
فو نان آن استجوبهم حول التقنيات والنقاط الرئيسية ،
وعندما كان على وشك أخذهم لرؤية مرضى آخرين ،
تذكرت العمة تشاو شيئًا فجأة ،
شدّت على كم تشي تشاو ونادته بهدوء :
“ طبيب تشي تشاو "
ثم سألته العمة تشاو تشي تشاو إن كان بإمكانه العودة
لاحقًا ، وافق تشي تشاو بطبيعة الحال
وبعد الانتهاء من جولة القسم ، أسرع بالعودة إليها ،
خاف أن يكون هناك ما يثير القلق بشأن يوانليانغ،
ووجهه مملوء بالاهتمام بينما بدأ ينادي العمة تشاو جانبًا
عند سماع هذا ، ضحكت العمة تشاو ولوحت بيديها :
“ لا، لا، يوانليانغ بخير. فقط…
أردت أن أسألك إن كان لديك شريك "
تشي تشاو تفاجأ : “ شريك ؟”
: “ اووه ، حبيبة ؟” ابتسمت العمة تشاو بخجل قليل
وقالت : “ الطبيب فو قال إن مسألة يوانليانغ كانت كلها بفضلك ،،
وأنا أوافقه الرأي ، لكن ليس لدينا ما نرده لك ،،
لدي ابنة أخ، طالبة جامعية صغيرة في السن، في عمرك
تقريبًا ، تدرس لتصبح معلمة .
بشرتها فاتحة وجميلة ! إذا أحببت ، يمكنني أن أعرّفك بها!”
كان واضح أن العمة تشاو فكرت في الأمر بجدية ،
وكانت على وشك إخراج هاتفها لتريه صور ابنة أخيها ،
أسرع تشي تشاو بإيقافها : “ لا حاجة ، لا حاجة عمة تشاو ...
ليس لدي أي خطط في هذا الجانب حاليًا .”
العمة تشاو لم تعجبها إجابته ،،،
كانت مشهورة في قريتها بمهارتها في التوفيق بين الشباب
والفتيات : “ شاب في عمرك لم يعد صغيرًا ، يجب أن تبدأ بالتخطيط !
في قريتنا، كثير من الشباب في عمرك لديهم بالفعل ولدين أو ثلاثة !”
اقتربت منه وسألته : “ أي نوع من الفتيات تحب؟
قل لي، يا ابني ،،
وإذا لم تعجبك ابنة أخي، يمكنني أن أعرّفك على غيرها !”
{ أي نوع أحب ؟ هل أحتاج حتى للتفكير ؟
شخص لطيف ، ثابت ، متعلم… مثل البروفيسور فو … }
لكن تشي تشاو لم يكن يستطيع قول ذلك للعمة تشاو ،،
و اكتفى بأن يغرق في الفكرة سرًا ،
متخيلًا كيف سيكون الأمر لو عرّفته العمة تشاو على فو نان آن ~
ثم ابتسم وقال لها : “ عمة تشاو أنا ما زلت أدرس ،
حقًا ليس لدي أي خطط لذلك .”
جيل العمة تشاو يفكرون بطريقة مختلفة عن الناس المعاصرين ،
في نظرهم ، تأسيس عائلة هو أولوية قصوى ،
والزواج وإنجاب الأطفال يعني حياة كاملة ،
تشي تشاو قال إنه لا خطط له الآن، لكن العمة تشاو
استمرت بالتفكير في الموضوع
لذا، في ذلك المساء ،
عندما جاء فو نان آن للجولة ، سألته مباشرةً بنفسه
كان فو نان آن يقوم بفحص قوة العضلات ليوانليانغ كالعادة ،
اقتربت العمة تشاو منه وسألته : “ طبيب فو عندي سؤال
أود أن أستشيرك فيه "
ظل فو نان آن مركزًا على يوانليانغ، يوجهه بهدوء ليبذل قوة
بذراعه بينما يضع ذراعه أفقيًا على داخل ذراع يوانليانغ ،
فأجاب بشكل عابر : “ تفضلي العمة تشاو "
قالت العمة تشاو بسعادة : “ أردت أن أسألك ، أي نوع من
الفتيات يُفضل الطبيب تشي تشاو؟
أريد أن أوفق بينه وبين واحدة .”
تجمدت ذراع فو نان آن قليلًا —-
نظر إليه يوانليانغ باستغراب : “ يا عم فو ؟ لماذا لم تضغط ؟”
أنزل فو نان آن عينيه بسرعة ، وعاد تعبير وجهه إلى طبيعته :
“ لنكمل "
فحص قوة العضلات يتطلب من الطبيب والمريض بذل قوة
ضد بعضهما البعض، للتحقق بشكل أساسي من قدرة
العضلة على الانقباض ،
أكمل فو نان آن الفحص بسرعة ،
دون أي أثر لتشتته السابق ،
ثم سأل بابتسامة خفيفة : “ تشي تشاو لا يزال شابًا جدًا ،
وأنتِ تحاولين بالفعل التوفيق له؟”
: “ بالتأكيد !” أومأت العمة تشاو رأسها مرارًا ، وهي صادقة في كلامها :
“ الطبيب تشي تشاو في العشرينات ، أليس كذلك؟
سن رائع جدًا ! …
فما نوع الفتاة التي تعتقد أنه يُفضله ؟”
الناس في الريف عادةً يتزوجون في سن أبكر من سكان المدن ،،
وكان من النادر جدًا أن يبقى شخص في عمر تشي تشاو أعزبًا هناك ،،
لكن مثل هذه الأمور لا يمكن استعجالها ،،
فو نان آن لم يوافق على أسلوب العمة تشاو ،،
فقال: “ يجب أن يكون الأمر متروكًا له أليس كذلك؟
لا يمكن استعجال هذه المسألة .”
: “ ولماذا لا يمكن استعجالها ؟” ضغطت العمة تشاو
وخفضت صوتها بطريقة إقناعية : “ من لا يريد شخص
يشاركه الأسرار الصغيرة عند العودة للمنزل ؟
من لا يريد من يهتم به ويسأل إن كان يشعر بالحر أو البرد؟
أنتم الأطباء عادةً مشغولون جدًا بالعمل ، فوجود شريك هو
أفضل عزاء ومواساة ،
الطبيب تشي تشاو يبدو وحيدًا جدًا ،،
أليس من المفترض أن نساعده ؟
أعلم أنك معلمه ، لكن لا يمكنك منعه من العثور على
شريك ، أليس كذلك؟”
بهذه الطريقة ، سيكون الرفض فو نان آن يبدو وكأنه ' يستغل ' تلميذه
ومع حديث العمة تشاو الإقناعي بجانبه ،
تنهد فو نان آن بهدوء وقال : “ حسنًا ، سأساعدك في سؤاله يومًا آخر "
————-
ما كان في الأصل مجرد تعليق عابر ،
أصبح بطريقة ما عالقًا في ذهن فو نان آن —-
—————
في مساء اليوم التالي ،
القسم يقيم عشاءً جماعيًا
و وسط الضجيج والحديث الصاخب ، تذكّر فو نان آن
كلمات العمة تشاو مجدداً
' لا يمكنك منعه من العثور على شريك ، أليس كذلك ؟ '
كان العشاء ممتعًا جدًا —- جميعهم زملاء في العمل ،
يعرفون بعضهم جيدًا ، لذا كان الحديث بلا قيود ،
كانوا يأكلون الشواء — و امتزجت رائحة اللحم الغنية برائحة
الكمون والفلفل الحار ،
أنهى الجميع عدة أطباق من اللحم في وقت قصير
تشي تشاو : “ ما الأمر بروفيسور ؟ … ”
جلس تشي تشاو بجانب فو نان آن مباشرةً
وبما أن فو نان آن لا يستطيع الرؤية جيدًا ، فقد تطوع تشي
تشاو للجلوس بجانبه ومساعدته في الطعام
كانا قريبين جدًا ، ولاحظ تشي تشاو بسرعة أن فو نان آن
يبدو مشتت الذهن قليلًا
: “ تبدو… غير سعيد ؟”
دائمًا يكون تشي تشاو منتبهًا جدًا — منهجي في العمل ،
ونفس الشيء عند تقديم الطعام —- كانت القطع التي
يعطيها للطبيب فو مشوية تمامًا ، وحتى أكثر عناية من تلك
التي يختارها لنفسه ،
ابتسم فو نان آن قليلًا : “ لا، لا شيء "
لكن تشي تشاو لم يصدقه ،،، قال: “ إذا كان هناك شيء
خاطئ ، يمكنك أن تخبرني .”
: “ حقًا ، لا شيء ...” ابتسم فو نان آن وأخذ قطعة من
اللحم ووضعها في فمه ، وكان تعبير وجهه لطيفًا : “ الطعام
هنا لذيذ إلى حد ما "
لم يرغب أن يتحدث أكثر ، فلم يستطع تشي تشاو
الاستفسار أكثر واضطر على مضض لتغيير الموضوع ،،
الأجواء على المائدة دافئة وصاخبة في الوقت نفسه
كانوا جميعًا شباب متشابهين في التفكير ،،
و بعد عدة أطباق من اللحم ، أصبح الحديث أكثر انسيابًا ،
وانتقل من موضوع علاج المرضى إلى أحاديث الحياة اليومية
كانت حياة الأطباء الخاصة أيضًا مليئة بالألوان والأحداث
قالت الزملية الكبرى الجالسة أمامهم ، والتي كان تشين
كايجي يكن لها إعجابًا سريًا، واسمها تشو روياو ،
نظرت إلى تشي تشاو بابتسامة ماكرة : “ أوه ، بالمناسبة،
شياو تشي ، لقد مر وقت طويل منذ انضمامك إلى القسم،
وكنت أنسى أن أسأل ، هل لديك حبيبة ؟”
تشن كايجي تجمدت ملامحه على الفور ——
نظر بتوتر إلى تشو روياو
تابعت : “ لدي زميلة في السكن جميلة جدًا ، وتعمل الآن
في المستشفى الثاني ... هل أنت مهتم؟
تريد إضافتها على ويتشات؟”
{ إذًا كان الأمر يتعلق بمحاولة التعارف من أجله } تنفس
تشين كايجي الصعداء ، وأشار بإبهامه لتشي تشاو يدعمه
بصمت 👍🏼 ' هيا يا صديقي '
و بشكل ما، بدأ الناس يسألون تشي تشاو عن حالته
العاطفية مؤخرًا
من قبل ، لم يكن يعطي الأمر الكثير من التفكير ،
والآن بعد أن أصبحت لديه مشاعر تجاه فو نان آن ،
لم يكن بإمكانه أبدًا أن يضلل أي فتاة لطيفة ،
فابتسم تشي تشاو وقال : “ زميلة جيجي أيضًا زميلتي ،
إذا جاءت يومًا إلى المستشفى الخامس ، سأساعدها بالتأكيد ،،
لكن قول أي شيء آخر سيكون غير محترم .”
كان هذا رفضًا مهذبًا —— شعرت تشو روياو أنه من
المؤسف هذا لكنها لم تقل المزيد
ومع ذلك، تدخل تشين كايجي، رغم أنه لم يكن واضحًا إن
كان مهتمًا فعليًا بأمور تشي تشاو أو فقط لم يحتمل رؤية
تشي تشاو يرفض اهتمامها
فقال: “ تشي-غا ماذا تعني بذلك ؟
أذكر أنك قلت إنك بلا حبيبة … هل حصلت على واحدة بهذه السرعة ؟”
كان هذا أكثر مباشرةً ، فاشتعل الجو على المائدة على الفور
و صاح أحد الزملاء الأكبر وهو يمازحه :
“ حقًا يا تشي تشاو؟ كيف لم تخبرنا بخبرٍ كبير كهذا ؟”
تنهّد تشي تشاو في عجز : “ لا، لا يوجد شيء من هذا القبيل "
لكن الفضول طبيعة بشرية ، وما إن يُفتح باب الحديث حتى
يصعب إغلاقه
و ظلّوا يمازحونه طويلًا ، حتى احمرّ وجهه قليلًا
وفي النهاية ، اضطرّ لأن يعترف قائلًا :
“ في الحقيقة… يوجد شخص يُعجبني ،
لكننا لم نرتبط بعد "
في هذه اللحظة ، كان فو نان آن يشرب الشاي ،
و تمايل الشاي الأصفر الفاتح داخل الفنجان الخزفي،
فرفع فو نان آن الكوب برفق وارتشف رشفة ،
و حين أعاده إلى الطاولة ، صدر صوت خافت مكتوم ،
أما الطاولة فظلّت تعجّ بالضحك والضوضاء
صاح تشين كايجي وكأنه اكتشف قارة جديدة ~ :
“ تشي غااااا وجهك أحمر تمامًا !!!!!!!”
فالتفتت إليه الأنظار جميعًا ، وتوالت التعليقات —— :
“ حقًا ، إنه أحمر جدًا !”
“ أول مرة نرى تشي تشاو يخجل هكذا !”
“ من كان يظن أن صغيرنا تشي بهذه البراءة ؟
يبدو أنه واقع في حب حقيقي !”
كان تشي تشاو عادةً يُعرف بابتسامته المشرقة وطبعه
المتفائل ولسانه الفصيح،
لذا هذه المرة الأولى التي يرونه فيها على هذا النحو ،
فاستغلّوا الفرصة ليزيدوه دعابة
تنهدت إحدى الطبيبات مبتسمة وقالت:
“ يا له من أمرٍ جميل …. تشي تشاو مرح ، مجتهد ، ويجيد عمله ،،
من المؤكد أن الفتاة التي تُعجبه مميّزة للغاية "
{ لكن الشخص الذي يُعجبني ليس فتاة … و شخص رائع فعلاً }
و نظرةٌ خاطفة توجهت من عيني تشي تشاو دون وعي و
استقرّت على فو نان آن
البروفيسور فو يُمسك الكوب الخزفي الصغير ، وعيناه
الرمادية المنخفضة للأسفل تخفيان كل ما يدور في قلبه ،
كعادته دائمًا ،
لا أحد يعرف ما يفكر فيه ، ولا ما يشعر به
عضّ تشي تشاو على شفته السفلى ، وعيناه لا تزالان تتبعانه بصمت
وفجأة ، صاحت إحدى الممرضات بدهشة لطيفة :
“ لم ألاحظ من قبل أن لتشي تشاو غمازة !
تبدو لطيفة جدًا حين يبتسم !”
قال أحد الزملاء الأكبر ضاحكًا :
“ حقًا ؟ لم أُلاحظها سابقًا !
تشي شياو بلا شك من أكثر الشباب وسامةً في القسم !”
ولم يكن في كلامه مبالغة ، فمظهر تشي تشاو كان جاذبًا حقًا ،
ومع شخصيته اللطيفة وطباعه المرحة ، نال محبة الجميع
في القسم ،
بدأوا يثنون عليه واحدًا تلو الآخر ،
وسرعان ما خرج الحديث عن مساره ،
فصارت كلمات المديح تتزايد وتتعاظم حتى غدت أقرب إلى المبالغة
لكن أن تكون محور الاهتمام ليس أمرًا سهلًا ،
خصوصًا في مأدبة كهذه ،
وبينما يُغرقونه بالمديح ، بدأوا يرفعون الكؤوس لتحيّته أيضًا
كأس بعد كأس ،
بدأوا يدعونه للشرب بمزاحٍ لطيف ، حتى شرب أكثر مما يحتمل
كان ذا ببشرة فاتحة ، ووجنتاه سرعان ما تلونت بحمرة ورديّة خفيفة
قال وهو يبتسم نصف ابتسامة متوسّلة :
“ حسنًا ، يكفي هذا ، أليس كذلك ؟
أيها الأساتذة ، لا تظلِموني أكثر ،
إن شربت كأسًا أخرى سأفقد وعيي حقًا ! "
لكن تشين كايجي لم يرحمه —- ، ومدّ له كأسًا أخرى وهو يضحك :
“ كأس أخير يا تشي غا
نخبك ! لا تقلق ، يقولون إن من لديه غمازة يستطيع تحمّل
الشراب أكثر ، أليس كذلك؟”
لا أحد يعرف من أين جاءت هذه النظرية العجيبة ~ ،
لكن الغمازة أصبحت حديث المائدة طوال المساء —
قالوا إنها تجعله يبدو لطيفًا وبريئًا ، وإن ابتسامته تُذيب القلوب ،
حتى كادوا يرفعون الغمازة إلى مرتبة الأسطورة ~
قال تشي تشاو باستسلام وهو يأخذ الكأس:
“ آخر كأس ، وبعدها لا مزيد فعلًا ! "
لم يكن الشراب قويًّا ، لكنه بعد عدّة كؤوس متتالية بدأ
يشعر بدوارٍ خفيف ،
احمرّ وجهه تمامًا ،
وعندها فقط رقّ له تشين كايجي وقال:
“ حسنًا ، حسنًا ، لن نضغط عليك أكثر ،
وإلا سيقول الناس إن زملاء علم النفس يرهقون زملائهم في
الطب السريري !”
“ أعلم أنك لا تقصد ذلك ...” هزّ تشي تشاو رأسه بابتسامة
متعبة ، ثم التفت قليلًا ، فرأى فو نان آن ما زال ممسكًا
بالكوب الخزفي الصغير ،
الكوب الأبيض بين يديه ، وفيه شاي بلونٍ أصفر باهت لم
يُشرب منه شيء
قال تشي تشاو وهو يشعر بالدوار من أثر الشراب، مائلًا نحوه بصوت منخفض:
“ البروفيسور فو ما بك؟
أراك صامتًا الليلة ، لا تبدو سعيدًا أبدًا .”
المسافة بينهما قريبة ، قريبة بما يكفي لأن يشم فو نان آن
رائحة الكحول الخفيفة التي تفوح منه
ابتسم فو نان آن بخفوت وقال:
“ لا شيء ، كنت فقط أفكر ببعض الأمور "
ثم حرّك جسده قليلًا ليبتعد ، لكن تشي تشاو اقترب من
جديد بعناد لطيف :
“ تفكر في ماذا ؟”
المسافة الآن ضئيلة جدًا —— ،
حتى إن أنفاس تشي تشاو الساخنة لامست أذن فو نان آن ،
واختلطت رائحة الكحول بصوته المبحوح الخافت ،
تحركت تفاحة آدم فو نان آن ،
وتوقفت الكلمات التي كان على وشك قولها ،
ثم همس بصوت عميق خافت :
“ كنت أفكر… كيف تبدو غمازتك الصغيرة الذين ظلوا
يتحدثون عنها طوال المساء ”
{ الجميع يذكرها ، و يمدحون ابتسامته ،
ويبالغون في الثناء على تلك الغمازة كما لو أنها شيئ ثمين حقًا … }
وفجأة شعر فو نان آن بشيء قديم ينهض في داخله ،،،، إحساس حاد افتقده منذ زمن طويل …...
{ اووه … إنّ عدم القدرة على الرؤية حقًا أمر يدعو للأسف … }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق