Ch23 الخطاف الخلفي
يوم الثلاثاء حين عاد لانغ فنغ إلى بكين ،
و كان تشو تشيتشن في مزاجٍ جيد ،
حتى إنه ذهب بنفسه إلى مرآب يوي غو حيث تُركت سيارة
لانغ فنغ، وأخذها ليقله بها من المطار
في الليلة التي غادر فيها لانغ فنغ —- ،
قد خصّص وقتًا ليقوم بربط سيارته التسلا بهاتف تشو
تشيتشن من خلال خاصية التوثيق الإضافي ،
لتصبح بمثابة ' مفتاح إلكتروني ' مشترك بينهما
قال وقتها وهو يشرح بجدية :
“ من الأفضل أن نرتب الأمر الآن ، تحسّبًا لأي طارئ يستدعي
نقل السيارة ،
الفندق ينظّف المرآب كل عدة أشهر ، ويطلبون من
المالكين تحريك سياراتهم ….”
وبينما يتحدث، أخذ هاتف تشو تشيتشن، وحمّل تطبيق
تسلا، وسجّل الدخول بنفسه لإتمام الربط
كان يبدو جادًّا للغاية ، لكن تشو تشيتشن أدرك أن هذا
مجرد عذرٍ متقن — فسواء ربط هاتفه بسيارة لانغ فنغ أو
ربط نفسه به، فالأمران نفسه
قال مبتسمًا:
“ حسناً ، خذ راحتك . لكن لاحقاً لا تفكر أن تفصل الربط من غير إذني ~ .”
رفع لانغ فنغ رأسه بعد أن أنهى الإعدادات ، والتقت عيناه
بابتسامة تشو تشيتشن، وفهم على الفور ما الذي يضحك لأجله
ابتسم لانغ أيضاً :
“ يمكنك فصل الربط وقتما تشاء "
فأجابه تشو تشيتشن:
“ لا تهذِر . نحن مرتبطان واحد لواحد ، لن يوجد فصل ”
رفع لانغ فنغ عينيه إلى السقف ، ثم إلى شاشة الهاتف في
يده ، وقال متصنعًا الجدية :
“ تسلا يمكنها الارتباط بتسعة عشر هاتفًا ~ …”
لكنه لم يُكمل الجملة ، لأن تشو تشيتشن أمسك به ودفعه
نحو خزانة المدخل ، ثم قبّله بعنف وتهور
خشي لانغ فنغ أن تُصاب جراحه التي لم تلتئم بعد ،
فمدّ ذراعيه ليحيط كتفيه بلطف ، وقال بصوتٍ هادئ :
“ تمهّل ، لست الكابتن اليوم ، ولست مستعجل للمغادرة ”
….
والآن ، كان تشو تشيتشن يجلس في مقعد السائق داخل
سيارة لانغ فنغ الزرقاء الداكنة ، تغمره حرارة تلك القبلة التي
تبادلاها قبل السفر ،،،
السيارة شبه جديدة تمامًا ، إذ نادرًا يقودها لانغ فنغ
ولا تزال رائحة الجلد تعبق داخلها
لم يكن تشو تشيتشن رجلاً مولعًا بالمظاهر أو الماديات ،
فملابسه قليلة ومتكررة ، وسيارته مستعملة ،
لكنّه أحب كل ما له صلة بلانغ فنغ، حتى ذوقه في السيارات
كان يفضّل دائمًا سيارات الدفع الرباعي الضخمة ذات الهيبة ،
وإن لم يملك المال لشراء جيب ، اكتفى بأوتباك ،
ولكن بعد أن رأى تسلا لانغ فنغ مرارًا ، وجد نفسه يقع في
حب هذه السيارة الكهربائية الهادئة
…
لانغ فنغ قد أقلع من أمستردام ، وبمجرد أن وصل ووقّع
على الأوراق، أرسل رسالة إلى تشو تشيتشن يخبره فيها أنه
وصل ، وأنه كان هو كابتن الطائرة في الجزء الأخير من الرحلة
هذه المرة دعا تشو تشيتشن لانغ فنغ إلى عشاء فاخر
من المأكولات اليابانية ، في مطعم مفضّل لديه
المكان ذا إضاءة خافتة وأجواء حميمية ، تُحيط بكل طاولة
ستائر تمنحها خصوصية تامة
لانغ فنغ يرتدي زيه الكامل كـ كابتن طائرة ، لأنه جاء مباشرة
بعد رحلته ، وقبل أن يخرج من السيارة قال لتشو تشيتشن:
“ انتظرني قليلاً ، لا بدّ للموعد أن يكون بمظهر الموعد ،
سأبدّل ملابسي في المقعد الخلفي أولاً .”
اتكأ تشو تشيتشن على مقعد السائق ، ولم يجرؤ أن يلتفت
إلى الخلف مباشرةً ، فاكتفى بإلقاء نظرات سريعة عبر المرآة
ليرى لانغ فنغ في المقعد الخلفي ،
رأى كيف خلع سترته الرسمية ، ثم بدأ يفكّ أزرار قميصه
واحدًا تلو الآخر ،
حتى بدا القميص مفتوح على صدره المغطى بقطعة داخلية ضيقة
عادةً لانغ فنغ يرتدي تحت زيه قميص داخلي قطني أبيض
واسع ، لكن لسببٍ ما، اختار اليوم أن يرتدي قميص بلا
أكمام ، يلتصق بكتفيه وعضلات صدره فيبرز خطوط جسده
بإغراء صامت ،
بشرته بيضاء على نحوٍ لافت ، وقد ازداد بياضها في السنوات
التي قضاها في الشمال ،
حتى إن انعكاسه تحت ضوء الليل كاد يُعمي عيني تشو تشيتشن
قال لانغ فنغ وهو يلاحظ من المرآة نظرات تشو تشيتشن المتكررة :
“ انتهيت تقريبًا ”
ظنّ أن تشو مستعجل ، فصار يبدّل ملابسه بسرعة أكبر ،
و أخرج من حقيبته كنزة صوفية زرقاء ، وسحبها على عجل ،
وما إن أدخل ذراعيه في أكمامها حتى فتح باب السيارة
فحين انطلقا ، قد أخبره تشو تشيتشن إن وقت الحجز في
المطعم يقترب
لكن الحقيقة أن تشو تشيتشن كان يتمنى لو أطال في تبديل
ملابسه قليلًا ، فموعد المطعم يمكن تأجيله ،
أما النظر إلى من يحب فذلك أمر لا يُفوّت ،
لم يكن من الرجال الذين يزعمون الالتزام بالمبادئ ،
فكل ' مبدأ ' عنده يذوب أمام من يُعجبه ،
ارتدى لانغ فنغ كنزة صوفية بلون أزرق سماوي ناعم ،
وحين دخلا المطعم ، لم يستطع تشو تشيتشن أن يُبعد
بصره عنه ولو لحظة
قال له بصوت خافت :
“ هذا اللون يليق بك كثيرًا "
ابتسم لانغ فنغ، وألقى نظرة على كنزته قائلًا :
“ حقًّا ؟ إنه لون الخطوط الجوية الملكية الهولندية ،
أخذته على عجل ، ليس لدي في بكين الكثير من الملابس.”
لم يخطر ببال تشو تشيتشن أي شيء عن شركة الطيران،
كان كل ما شعر به أن هذا اللون يبدو ناعمًا ودافئًا،
تمامًا كصاحبه، وينسجم مع بشرته وهدوئه العميق
استمرّ العشاء نحو ساعة ونصف ، جلسا متقاربين إلى درجة
أن ركبتيهما تتلامسان
ورغم أن الطاولات محاطة بستائر ، إلا أن عزل الصوت لم
يكن مثالي ،
فصار لانغ فنغ يميل أكثر نحوه كلما أراد أن يهمس له
بشيء ، حتى كادت أنفاسه تختلط بأنفاسه ،
ويده تستقرّ على ذراعه بين الحين والآخر
في تلك اللحظات ، شعر تشو تشيتشن أن شهيته للطعام
تلاشت تمامًا و نهض في منتصف العشاء متذرّعًا بالذهاب
إلى دورة المياه ،
وهناك ، وسط الإضاءة الخافتة التي صبغت المكان بلونٍ من
الغموض والفتنة ، نظر إلى وجهه المنعكس في المرآة
حاجباه، أنفه، عيناه — كلها كما هي، ومع ذلك شعر أنه لا يعرف هذا الرجل الذي يراه —-
و قلبه يخفق بعنفٍ غير مألوف
….
بعد أن عادا إلى المنزل ، ذهب لانغ فنغ للاستحمام ،
طلب منه تشو تشيتشن أن يرتدي نفس الملابس التي جاء بها ،
خلع تشو تشيتشن سترته واستلقى مع لانغ فنغ على السرير
أدخل يده تحت كنزة الصوف يلامس حلماته وعضلات
صدره وظهره ، ويده الأخرى فكّت بنطال بدلته الرسمية
سأله تشو تشيتشن بهمس في أذنه : " هل اشتقت لي؟"
لانغ يعلم أن تشو يغازله ،
شاهد تشو أذن لانغ تتحول من البياض إلى الحمرة
أجاب لانغ فنغ بهدوء : " نعم "
ثم خلع ملابسه بيد واحدة ، بينما تشو تشيتشن خلع بنطاله بحركة سريعة ،
————🔞
أراد تشو تشيتشن أن يدخل إصبعه بعد تلطيفه بالمزلق ،
لكن لانغ فنغ استدار وقال له :
" لقد قمت بالتحضير مسبقاً "
توقّف تشو تشيتشن لثانية ، ثم أضاف لانغ فنغ:
" لقد حان دورك..."
لم يتحدث تشو تشيتشن معه بعد الآن ،
شعر أن لديه الكثير ليقوله الآن ، ولكن الأفعال أفضل من الأقوال ،
لذا انحنى وقبّله ، وأدخل لسانه مباشرةً ،
يبحث عن لسان لانغ فنغ، ويمص فمه، ويتشابك لسانه بلسانه
لم يكترث تشو تشيتشن أبداً بمهارة التقبيل، بل كان يتبع
إحساسه الصادق؛ كانت هذه القبلة عفوية ومهيمنة جداً
في النهاية —- أدخله تشو تشيتشن وهو مستلقٍ على جانبه
لم يفكر كثيراً في الوضعية الذي يجب أن يمارسا به،
فبعد الانتهاء من المداعبة، جاء الأمر بشكل طبيعي،
واختاروا الأسلوب الأسهل
بل شعر أنه كان يفرط في التفكير من قبل ،
فالوضعية لا تهم حقاً
و الاختراق أمر حميمي للغاية ؛ فجزء منه يكون داخل جسد
لانغ فنغ، وبغض النظر عن الوضعية ، فإن جزءاً منه أصبح
ملكه ، وفي هذه اللحظة ، كان جسدهما متشابكاً بإحكام
عندما ينامان على الجانب عادةً ، كان تشو تشيتشن يعانق
لانغ فنغ بهذه الطريقة من الخلف
لم يكن يضاجعه في تلك الأوقات ، لكن كانت لديه الكثير
من التخيلات المثيرة في ذهنه ، وقد نفّذها أخيراً الآن
ظهر لانغ فنغ مشدود ومستقيم ، ومؤخرته تشد على عضوه
بإحكام ، تحلى تشو تشيتشن بالصبر وداعب لانغ فنغ من
الأمام ، محاولاً جعله يسترخي قليلاً ،
وعندما انتصب عضوه بالكامل ،
بدأ في الدفع ، كان لانغ فنغ صامتاً جداً ، وفي منتصف
الجنس ،
أمسك تشو تشيتشن بوجهه وقال :
" أصدر بعض الأصوات حبيبي "
أجاب لانغ فنغ بـ " ممم "، مصدراً بعض الأنفاس المتقطعة
: " لا تكبت نفسك."
أومأ لانغ فنغ برأسه ، وبدأ ببطء في تعديل وضعيته ليناسب
إيقاع تشو تشيتشن
الجنس صعب بالفعل في وضعية الاستلقاء الجانبي، ففهم
تشو تشيتشن الصعوبة التي واجهها لانغ فنغ في ذلك اليوم
سحبه واستدار به، ثم فرّق ساقيه ودخل فيه من الأمام
ولأن لانغ فنغ لم يتكلم ، لم يكن تشو تشيتشن متأكداً ما إذا
كان مستمتعاً أم يتألم
بعد أن غيّر تشو الوضعيه وأدخل عضوه بالكامل، توقف عن
الحركة في البداية، وسأل الرجل الذي تحته: "هل يعجبك هكذا ؟"
أومأ لانغ فنغ برأسه موافقاً ، ثم أدرك أنه لم يتكلم بعد ،
فقال: " أحب أن أنظر إليك "
وضع تشو تشيتشن يده على ركبة لانغ فنغ، وبدأ في الدفع
منذ تلك المرة في فندق يوي غو — كبت تشو تشيتشن
نفسه لعدة أسابيع ، ثم كبت نفسه لمدّة شهر كامل بسبب
العملية الجراحية ، لقد صبر طويلاً جدا
و بعد إدخال عضوه بالكامل والتحرك بضع مرات ، شعر بأنه
على وشك القذف
إن الضيق والرطوبة لا يمكن مقارنتهما باليد ، ناهيك عن أن
الشخص الذي تحته هو لانغ فنغ، وفي لحظات الإثارة
القصوى، كان يفكر أنه يمكن أن يقذف بمجرد سماع اسمه
لذا عضّ تشو تشيتشن شفتيه عمداً واستخدم الألم
لتشتيت انتباهه وتأخير نشوته ،
أراد أن يجعل هذه المرة أطول ، أطول ما يمكن
بعد تجاوز المرحلة الأولية من الضيق ، أصبح لانغ فنغ الآن
أكثر تكيفاً
على الرغم من أنه لا يزال صامتاً ، إلا أنه كان يتنفس بقوة
عندما يدفع تشو تشيتشن بعمق، و أصابعه مشدودة بقوة
على كتف تشو
ابتعد تشو قليلاً لينظر إلى وجهه ، ورأى ملامحه الجذابة
تعبس قليلاً ، لكن عينيه مفتوحة ومليئة بالرغبة ،
وتعابير النشوة واضحة لا يخفيها
لم يكن لدى تشو تشيتشن ' دليل الجنس بكفاءة '
ولكنه يرى أن مهاراته كـ توب لا تقل عن لانغ فنغ - فخبرته أكبر ،
وعدد من ضاجعهم ربما يكون أكثر بكثير منه ،
لانغ فنغ يعتمد على النظريات ، أما تشو تشيتشن فكان
يعتمد على الحدس
لم يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق حتى جعل لانغ فنغ
يشعر بالراحة والمتعة من خلال الدخول السطحي والعميق
بالتناوب ؛ لم يعد لانغ فنغ بحاجة إلى يد تشو تشيتشن
لرفع ركبته ، بل ثبت ساقيه بإحكام حول خصر تشو
لم يعد تشو تشيتشن يتحكم في إيقاعه ، فاستخدم كل قوته ،
ودفع إلى أقصى عمق في كل مرة ،
وبسبب فقدان السيطرة على القوة ،
اصطدم رأس لانغ فنغ قليلاً السرير ،
عندها توقف تشو وأحضر له وسادة ليضعها تحته
ونتيجة لذلك ، تغيرت زاوية الدخول قليلاً ،
فأصبحت أنفاس لانغ فنغ متسارعة فوراً
ضحك تشو تشيتشن : " إذن هي هنا ؟"
لانغ فنغ: " نعم ، متعة عظيمة ."
في هذه اللحظة ، مهما قال لانغ فنغ، حتى لو كان سيتلو صلاة ،
سيكون ذلك في أذن تشو تشيتشن بمثابة كلام غرامي ،
ضغط تشو تشيتشن على كتفيه ، واستمر بعنف من تلك
الزاوية ، وفي الوقت نفسه كان يساعده على تخفيف رغبته
بيديه
أحيانًا يشعر تشو تشيتشن أن قضيب لانغ فنغ مميز حقاً ،
من حيث السماكة والطول والانحناء ، وكأنه وُلد ليكون توب ،
لكن في أحيان أخرى ، مثل الآن ، أراد أن يضاجعه مدى
الحياة ولا يدعه ينقلب أبداً ،
نادى لانغ فنغ باسمه ، ثم قذف في يده ، وانتشر السائل الأبيض ،
وغطى أيضاً بطنه المشدود
كانت تعبيراته الجامحة أثناء النشوة مثيرة للغاية ،
لم يرها تشو تشيتشن من الأمام من قبل — سواء عندما
ضاجع لانغ فنغ أو عندما ضاجعه لانغ فنغ،
كانت كلتا المرات من الخلف ، وهذه هي المرة الأولى
و بعد أن رآه يصل إلى النشوة ، تجرأ تشو تشيتشن على
التحرر ؛ و الواقع لم يعد بإمكانه الصمود طويلاً أيضاً ،
فانحنى أخيراً وقبّله ، وعضّ شفتيه برفق ،
ثم قذف في داخله عبر الواقي الذكري
منذ البداية حتى النهاية ظل لانغ فنغ ينظر إليه
العينان هما نافذة الحب والشهوة ،
وربما لدى لانغ فنغ مئة نقطة ضعف وهو تحته ،
ولكن نقطة واحدة جيدة جداً جعلته يتجاهل المئة الأخرى ،
وهي أن نظراته مباشرة جداً ؛
بإمكانه أن يرى على الفور أن لانغ فنغ مليء بالرغبة تجاه جسده ،
في كل مرة تشو تشيتشن يمارس فيها الجنس معه ،
يشعر وكأنه قارب يطفو في المحيط ،
ولكن عندما تلتقي عيناهما ، يرسو هذا القارب على الشاطئ ،
لقد تأثر تشو تشيتشن بلانغ فنغ لدرجة أنه تجمد للحظة ،
وظل يحدق به بصمت ،
يستمتع بمتعة ما بعد الجنس ،
قريبين جداً ، قريبين لدرجة أن تشو تشيتشن لم يرغب في
سحب عضوه من جسده لبعض الوقت
لم يبتعد إلا عندما رفع لانغ فنغ ساقه مشيراً إليه ،
وعندها سحبه على مضض
————-🔞
نظر إليه لانغ فنغ مطولًا ، ثم سأل بصوت خافت :
“شفتاك… ما بهما ؟”
لعق تشو تشيتشن شفتيه دون وعي ،
فشعر بطعم معدنيّ خفيف ،
وعندها أدرك أنه قد عضّ شفته حتى انساب منها الدم ،
ولم ينتبه لذلك من قبل — { لعلّ الدم كله قد تدفّق إلى
مكان آخر من جسدي }
وحين لم يُجبه تشو تشيتشن، اقترب لانغ فنغ منه ،
ثم لمس مكان الجرح بشفتيه في قبلةٍ رقيقة ،
امتزج فيها الدفء بطعم خفيف من الملوحة والحديد ،
و قال بصوتٍ يشوبه القلق والعتب :
“… لست أنا من عضّك ، صحيح ؟”
أجابه تشو تشيتشن وهو يبتسم :
“ لا، أنا من فعل ذلك "
تأمل لانغ فنغ وجهه لحظة ،
ثم بدا كأنه أدرك شيئًا خفيًّا ،
استدار نصف استدارة ، وأسند مرفقه على السرير لينظر إليه
من الأعلى ، وقال بنبرةٍ هادئة :
“ لا تُكبت نفسك دائمًا "
ضحك تشو تشيتشن وأومأ برأسه موافقًا
ظلّ لانغ فنغ يتأمله صامتًا للحظة ، ثم قال فجأة:
“ في نهاية هذا الأسبوع… تعال إلى منزلنا وتناول العشاء مع أمي "
توقف تشو تشيتشن لحظة ، ثم سأل بتردّد :
“ أمّك… لا تزال في بكين ؟”
لقد نسي تمامًا أن لانغ فنغ، إلى جانب مكان إقامته في
فندق يوي غو ، يملك أيضًا منزل عائلته في المدينة ،
{ ليس غريبًا إذًا أنه كان يطلب مني دومًا أن أخبره مسبقًا
بموعد لقائنا } اعتقد تشو تشيتشن أن لانغ مشغول بالعمل
أو باللقاءات الاجتماعية ، لكنه الآن أدرك أنه ربما كان يقضي
تلك الأوقات مع عائلته
لانغ فنغ:
“ نعم، لديها بعض الأعمال هنا منذ أشهر
و في الآونة الأخيرة…”
توقف قليلًا ، ثم ابتلع ما تبقى من جملته وأضاف :
“ قالت إنها تودّ دعوتنا للعشاء معًا ”
ظلّ تشو تشيتشن ينظر إليه مبتسمًا ، لكن ابتسامته حملت لمحة من التردّد ،
والجواب الذي خرج منه لم يكن هو ما كان لانغ فنغ يتمنى سماعه ،
رد تشو بهدوء:
“ ربما… ليس الآن ،،،
أليس هذا مبكرًا بعض الشيء ؟”
فكر لانغ فنغ قليلًا ، ثم قال بنبرة متفهمة :
“ إن كنت ترى أنه مبكر ، فأنا أحترم رأيك ”
أضاف تشو تشيتشن موضحًا :
“ العلاقة بيننا تخصّنا نحن الاثنين فقط .”
رفع لانغ فنغ عينيه ونظر إليه مباشرةً ،
وعرف تشو تشيتشن من تلك النظرة أنه لم يكن موافقًا
تمامًا على ما قاله ، لكنه لم يجادله ،
حين دخل لانغ فنغ إلى الحمّام ، تنهد تشو تشيتشن أنفاسًا طويلة ببطء
فتح هاتفه دون هدف ، يقلب الشاشة بملل ،
حتى ظهر أمامه إشعار بريد جديد ،
و المرسل من عنوانٍ خارجي غير مألوف ،
ففتح الرسالة على الفور دون أن يفكر ،
وما إن قرأ سطرها الأول حتى دوّى في رأسه طنين أصمّ أذنيه ،
لم يعرف صاحب البريد ، لكنّه ما إن رأى المضمون حتى
أدرك فورًا من يكون
الرسالة بدأت بسؤال بسيط عن أحواله ،
ثم بعبارات مجاملة عن طول الغياب ،
وبعدها جاء الموضوع الحقيقي :
[ لدي شيء مهمّ يجب أن أُعطيك إياه ،
هل أنت في شينتشين الآن ؟ أم في مكانٍ آخر ؟ ]
وفي نهاية الرسالة توقيع مختصر بـ لقب واحد : [ باي ]
——— إنه باي زيوي
أولى ردّات فعله هي الدهشة والصدمة ،
لم يفهم كيف وجد باي زيوي عنوان بريده الوظيفي في
شركة الطيران ،
لم يعد بينهما أي تواصل — لا رقم هاتف ، ولا حتى حساب
على ويتشات
فمنذ فراقهما على ظهر السفينة قبل ثلاث سنوات ،
لم يتبادلا كلمة واحدة ،
لكن بعد الدهشة ، انسابت داخله مشاعر قديمة مضطربة ،
دفينة لكنها مؤرقة ، حاول أن يخمدها بالقوة ، لأنه لم يكن وحده الآن
خرج لانغ فنغ من الحمّام ، فرأى شاشة هاتف تشو تشيتشن
لا تزال مضاءة ، وتشو يحدّق فيها بوجهٍ عابس جداً ،
ملامحه التي قبل لحظات كانت تشعّ بهدوءٍ ورضا قد فقدت بريقها ،
تحدّث معه لانغ فنغ ببضع كلمات ، لكن سرعان ما شعر أن
هناك ما يشغل بال تشو ،
فاقترب منه ببطء ،
ومدّ يده ليأخذ الهاتف من بين أصابعه ،
فوجئ تشو تشيتشن بحركته ، وشعر بتوتر مفاجئ —
فالبريد لا يزال مفتوح على الشاشة ——
لكنه اطمأن لأن لانغ فنغ لم ينظر إلى الهاتف ، بل وضعه
بهدوء على طاولة السرير الجانبية ، ثم تمدّد إلى جواره
وأسند رأسه على كفه وهو ينظر إليه بعينيه الدافئة
و قال بصوت خافت :
“ هل هناك شيء آخر تودّ أن تعرفه عني ؟”
تردّد تشو تشيتشن:
“ تعني… ماذا تقصد بشيءٍ آخر ؟”
ثم فهم مقصد لانغ — { ربما لانغ يخشى أن أعتقد أنه يُخفي
عني شيئ ، فأبتعد عنه أكثر }
ابتسم لانغ فنغ :
“ أقصد أنني أستطيع أن أروي لك سيرتي منذ البداية إن شئت "
ضحك تشو تشيتشن :
“ لم أسألك أصلًا ”
فأجابه لانغ فنغ:
“ لكنّك ستسأل يومًا ما "
وحين سمع تشو تشيتشن ذلك ، ابتسم بهدوء وأومأ برأسه
كان لانغ فنغ قريبًا جدًا منه ، حتى أنه لم يطلب إذنًا حين
أسند رأسه إلى كتفه ،
مدّ تشو تشيتشن ذراعه ليعانقه ، كأنه يعانق كل ما تبقّى له من طمأنينة …..
تعليقات: (0) إضافة تعليق