القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch27 احتراق القلب

Ch27 احتراق القلب



الأستاذ فو ذا بصيرة حادّة ، حتى لو لم يحدث شيء في تلك 

الليلة ، كان تشي تشاو يعلم أنّ مشاعره لا يمكن أن تخفى عنه


فحين يحبّ الإنسان ، لا يستطيع إخفاء ذلك تمامًا ؛ 

فالحب والاعجاب يتسرّبان في العيون ، في نبرة الصوت ، 

وفي تفاصيل الحياة الصغيرة


تتابعت أمام عيني تشي تشاو لقطات لا تُحصى — حلوى 

القطن الذي ناوله له البروفيسور فو، 


تلك اليدان الدافئة القوية و  الحضن المطمئن… 

وتلك القبلة المفاجئة.


ضبابية ، لكنها واضحة في القلب وضوح النار ——


الرقة المفرطة يمكن أن تتحول إلى لهبٍ عارم يحرق 

السهول كلّها ، 

يشعل قلب تشي تشاو ويذيبه ،

ومهما كانت النار حارقة ، تشي تشاو كـ اليراعة التي تنجذب 

إلى الضوء ، يقترب منها راغبًا في أن يموت معها


قال بصوت مرتجف :

“ أنا معجب بك . معجب بك فعلًا ، وبشدة .”


حاول تشي تشاو أن يثبّت أنفاسه ، لكن قلبه ظلّ يخفق بعنف


صحيحٌ أنّ قوله كان اندفاعًا ، لكن المشاعر عندما تبلغ هذا 

الحد لا يمكن كبتها


أن تُعجب بشخص ولا تستطيع البوح بذلك —— , 


أن تضطرّ إلى دفن تلك المشاعر في الأعماق —— ,


وأن تتظاهر باللامبالاة حين يدفعك الآخر بعيدًا —— ,


ذلك عذاب لا يُطاق …..


وفو نان آن، على أية حال، كان قد قرّر إبعاده —— ,


فلو لم يتكلم الآن ، فلن تسنح له الفرصة مجددًا —— ,


فالمسافة ، متى وُجدت ، يصعب اختزالها كما كانت —— ,


وقف تشي تشاو —- وحدّق فيه بعينين صادقة :

“ قد يكون طلبي هذا متهورًا بعض الشيء ، وربما أبدو 

متطفلًا… لكن في تلك الليلة ، حين كنا نتحدث ، 

قلتَ إنّ الحبّ الصادق لا يفرّق بين جنس وجنس .

فهل يمكنك… أن تفكّر فيّ ؟”


يقولون إنّ ' الحب يصعب قوله ' وإنّ كثيرًا من العواطف 

تموت في التردد والتخمين ، 

لكن تشي تشاو لم يكن من أولئك المترددين ،

لقد كان دائم الجرأة ، مشعًّا بالحياة ….


أزال فو نان آن المنشفة الدافئة عن عينيه


لا يتبقَّى في نظره سوى ضوءٍ خافت ، لكنه استخدم ما بقي 

له من بصر ليتأمل الشابّ الواقف أمامه ———


 

في مجال رؤيته ، امتزج اللون الرماديّ بالعتمة ، 

وظلال ضبابية تتحرك كأنها أشباح ….. 


تحركت تفاحة آدم في حلق فو نان آن، لكنه لم يتكلم


ساد الصمت


تملّك القلق تشي تشاو  وخفق قلب على نحو غير منتظم ، 

فاختار كلماته بعناية قائلاً :

“ لا بأس… لا تجبني الآن ، 

أنا فقط—”


قاطعه فو نان آن ببرود هادئ :

“ لا حاجة لذلك ...”

ثم التفت بعيدًا ، لقد شعر بالأمل والخذلان في نبرة تشي 

تشاو … لكنه مع ذلك قالها بثبات :

“ أنت صغير جدًا "


' صغير جدًا '


تلك الجملة كحكمٍ بالإعدام على قلبه ——


يمكنه أن يدرس ، أن ينضج ، أن يجتهد… لكنّ عمره هو 

الشيء الوحيد الذي لا يستطيع تغييره


حاجزٌ لا يمكن تجاوزه ….


ثم قال فو نان آن له أنه ما زال صغير ، وأنه في مثل عمره 

قد يخلط بين الإعجاب والحب ، 

وإن عليه أن ينظر إلى المستقبل البعيد ، 

وأنه سيلتقي بالكثير من الأشخاص المميزين في حياته …


تحرّكت شفتا تشي تشاو ، حاول أن يدافع عن نفسه بيأس:

قال أنه في الثانية والعشرين من عمره ،

و قال أنه يعرف ما يريد ،

قال إنّ الحبّ حين يولد لا يتبدّد بسهولة ….


لكن ما من جدوى ———-

ففو نان آن كان موقفه واضحًا تمامًا ——-

لم يتحدث بنبرته المعتادة اللطيفة ، ولم يستخدم كلمات 

غامضة تُبقي الأمل معلّقًا ،

بل قالها بصرامةٍ ووضوحٍ لا لبس فيه :


“…من المستحيل أن يكون بيننا شيء "


قرر فو نان آن —


لكن تشي تشاو لم يستسلم بعد ——-

و قال بانفعال :

“ لماذا ؟ أهو لأنني صغير في السن فقط ؟”


لم يُجِب فو نان آن عن سؤاله مباشرةً ، بل سأل بنبرة هادئة:

“ كيف تسير أمور تقديمك للجامعات ؟”


أدرك تشي تشاو المعنى بسرعة ، فهتف مستعجلًا :

“ هل الأمر لأنني سأدرس في الخارج ؟ لا تقلق ، لن أبقى هناك ! 

أعدك — ثلاث سنوات فقط… لا، سنتان على الأكثر ! 

أو إن كنت لا تريدني أن أسافر ، يمكنني أن—”


قاطعه فو نان آن : “ لا حاجة لذلك ….”

 

نبرة تشي تشاو تختنق بالمشاعر وصوته يحمل نبرة البكاء ، 


تحركت تفاحة آدم في حلق نان آن وهو يُبعد بنظره بهدوء قائلاً :

“ لا تفعل هذا تشي تشاو ….. لا داعي لذلك ”


كلمات تشي تشاو خرجت في لحظة انفعال ، 

وهذا خيار صعب ، فهذا مستقبله ——

فو نان آن لم يرغب أبدًا أن يوجّه مستقبل تشي تشاو أو يؤثر فيه ،،،،

لم ينظر إليه مجددًا ، وتابع بصوتٍ هادئ لكن بعيد :

“ لا أستطيع التحكم في مشاعرك ... 

و أعرف شعور الظلم والضيق … وأفهم ما تعانيه ،،

لكن طريقك ما زال طويلًا ، ولا يمكنني أن أُبقيك مُقيّداً الآن ..."

{ لا يمكنني أن أبقيك مُقيّداً } — إجابته القاطعة


قالها ثم وقف وفتح باب المكتب ——


“ غادر الآن ، وخذ بعض الوقت لتُهدئ نفسك ”


امتدّ الممر الطويل أمامهما ، طريقٌ خالٍ يقود إلى البُعد ، 


لم يعد هناك ما يُقال ؛ 

رفض فو نان آن كان واضح لا رجعة فيه ——


أنزل تشي تشاو رأسه وسار نحو الباب ،

وعند مروره به، رَبَت فو نان آن على كتفه قائلًا بابتسامة هادئة :

“ انظر إلى الأمام يا صديقي الصغير . مستقبلك مشرق ”


وجه الأستاذ ما يزال ساكنًا لطيف ، بلا انفعالٍ ظاهر ،

رفع تشي تشاو رأسه ، يتأمل ملامحه بعناية ، حاجبيه ، 

وعينيه ، كأنه يحاول أن يحفظها عن ظهر قلب ،

ثم سأل بصوت خافت :

“ إذن… في المستقبل ، هل يمكنني أن أتواصل معك ؟”


توقف فو نان آن لحظة ، ثم قال :

“ الأفضل ألّا تفعل ، على الأقل في الوقت الحالي ”


—————



مرّ الأسبوعان التاليان بهدوء ثقيل ———


أنهى تشي تشاو فترة تدريبه في قسم الطوارئ بنجاح ، 

وانتقل إلى قسم الغدد الصماء ، المعروف بأنه من الأقسام 

الأخفّ عبئًا في المستشفى


الأيام تمضي ببطء وهدوء ، وقد خفّ ضغط العمل عليه ، 

خاصةً بعدما عاد زملاؤه الذين كانوا يدرسون لامتحانات 

الدراسات العليا وبدؤوا بتعويضه عن المناوبات التي تولّاها 

عنهم قبل العيد


صار لديه متّسع من الوقت يملأه بالقراءة


ولم يذهب للبحث عن فو نان آن مجددًا


فطالما قال له الأستاذ أن يهدأ، فسيهدأ


تعلّم أشياء كثيرة من أستاذه الجديد في القسم ، 

وخرج مع صديقه تشين كايجي عدّة مرات ، 

وبدأ بالتحضير لطلبات الدراسة في الخارج —— ، 

درس بجد ، 

وملأ أيامه بالنشاط ، لكن في أعماقه ظلّ الحنين يتردّد ، 

كأن ظلّ فو نان آن لم يغادر قلبه قط …


كان يعلم أن مشاعره لم تكن اندفاعًا مؤقتًا


فالمشاعر الصادقة لا تتلاشى بسهولة


بل إنها تزداد رسوخًا ووضوحًا في قلبه يومًا بعد يوم


{ لقد أحبّبت … الأستاذ فو حقًا }


ومضت الأيام سريعًا — أسبوعان فقط كانا كافيين ليتغيّر الكثير ——

حلّ شهر مارس ، وتبدّل الشتاء ربيع ، وتفتحت الأزهار ، 

وعادت أسراب الإوز إلى الشمال


تشي تشاو يُراسِل فو نان آن أحيانًا عبر ويتشات

لكن الأخير لم يردّ إلا بردود مختصرة متحفظة ، 

لا تزيد ولا تنقص


وعلى العكس من ذلك ، كان تشين كايجي محظوظًا جدًا


فمنذ أيام قليلة اعترف للفتاة التي يحبّها — تشو رُوياو — 

وقد قبلت به


قال له تشي تشاو مبتسمًا :

“ أحسنت يا رجل ، يبدو أنك تملك مهارة خفية ! ….”


بعد اعترافه كان تشين كايجي من شدّة الفرح عاجزًا عن النوم ،

فسحب تشي تشاو في منتصف الليل إلى سطح السكن 

ليستنشقا بعض الهواء


نسائم الربيع الدافئة تمرّ على وجهيهما بخفة


ربت تشي تشاو على كتفه مبتسمًا :

“ عاملها بلطف ، ولا تخيّب ظنها .”


ضحك تشين كايجي وقال بصدق :

“ كيف أفعل ذلك؟ أنا معجب بها كثيرًا !”


ثم بدأ يحكي تفاصيل قصته معها ، وابتسامة الرضا لا تفارق وجهه


شارك تشي تشاو فرحته ، وضحكا طويلًا


عندما خفتت الضحكات ، دفع تشين كايجي كتفه بمزاح وقال :

“ وأنت ؟ ما أخبارك أنت ؟”


تشي تشاو ارتبك قليلًا :

“ هاه ؟ ماذا تعني ؟”


رفع تشين كايجي حاجبيه بخبث :

“ توقف عن التظاهر ، أقصد أنت والأستاذ فو "


لم يُخبره تشي تشاو أنّ فو نان آن قد رفضه بالفعل ، 

في البداية لم يجد اللحظة المناسبة ،

ثم لاحقًا لم يرغب في إفساد سعادة صديقه بحديث حزين


ومهما يكن ، فمشاعره تجاه الأستاذ فو لم تتغير

فاكتفى بأن ابتسم وقال بهدوء :

“ الأمر… كما هو ”


كان تشين كايجي لا يزال يعيش نشوة علاقته الجديدة ، 

فلم يُفكّر كثيرًا في الأمر ، 

وما إن سمع ما قاله تشي تشاو حتى رَبَت على كتفه مبتسمًا:

“ لا تقلق يا أخي ، أيًّا كان ما تنوي فعله ، فأنا إلى جانبك .”


ابتسم تشي تشاو ابتسامةً متصنّعة ، ولم يرغب في الخوض 

في الموضوع ، فغيّر الحديث ببراعة


وبقيا على سطح المبنى حتى منتصف الليل ، 

يتبادلان الحديث تحت نسيم المساء


تشين كايجي قد بدأ لتوّه علاقة حبّ، فدار الحديث بطبيعة 

الحال حولها


قال تشي تشاو مبتسمًا مازحًا :

“ انظر إلى صاحبنا تشين ، استطاع أن يخطف قلب الحسناء !”


مرّر تشين كايجي يده في شعره وقال بفخر ظاهر :

“ بالطبع ، فحبيبتي أجمل الجميلات !”


ضحك تشي تشاو من مبالغته { لم يمضِ على علاقتهما 

سوى يومين ، وها هو بدأ يتفاخر ! }

ومع ذلك، لم يستطع إلا أن يبتسم من قلبه ، 

كانت بهجة وسعادة تشين معدية حقًّا ، 

يعتبره صديق حقيقي ، والصديق الحقيقي يفرح لفرح 

صديقه مهما كانت حاله في الحب ، 

بصدق خالص لا يشوبه حَسَد ولا ادّعاء



كانت حياة تشين كايجي بعد ارتباطه مليئة بالحيوية ،،،

ورغم اختلاف شخصيتيهما ، فإنهما انسجما على نحوٍ غير متوقّع


صحيح أنّ تشين كان يحمل شيئ من طبع أبناء العائلات 

الثرية المدلّلين ، لكنه في غاية الطيبة مع من يحب


و كانا يعملان على مشروع بإشراف أستاذهما ، 

فكان بينهما ما يتحدثان عنه كلّ يوم ،  

وسارت الأمور بسلاسة


ولم تكن علاقتهما قائمة على من يُقدّم أكثر ، 

بل على التعلّق العاطفي المتبادل ، 

فـ  “الحب” في جوهره رحلة لإغناء الذات


و مرّ الوقت سريعًا ، وانقضت أسبوعان في غمضة عين


أربعة عشر يومًا من الهدوء والدفء 


و صادف أن تكون الذكرى الشهرية لعلاقتهما في يوم ميلاد 

تشو روياو، فأراد تشين كايجي أن يقدّم لها هدية مميّزة


الزهور شعر أنها تقليدية ، والهدايا الجاهزة من المتاجر بلا روح


فالهديّة ليست في قيمتها المادية ولا في اسم العلامة 

التجارية ، بل في ما تحمله من نية ومشاعر


وبما أنّ تشين كايجي من عائلة ثرية ، لم يكن المال عائقًا 

أمامه ، لذا أراد أن تكون الهدية مختلفة


قال متنهّدًا وهو يشكو ل تشي تشاو عبر الهاتف بعد أيّام من التفكير:

“ تعبت من كثرة التفكير ، أكاد أصلع من شدّة الحيرة . 

تشاااااو ساعدني قليلًا !”


ابتسم تشي تشاو :

“ قلتَها بنفسك ، المهمّ الفكرة . ما الذي تحبّه سينباي عادةً ؟ 

أو قدّم لها شيئ يحمل معنى خاصًّا مميز بينكما ”


فكّر تشين قليلًا ثم قال بخجل:

“ بصراحة ، هي محبوبة جدًّا ولها أصدقاء كُثر ، فخطرت لي 

فكرة أن أجمع تهانيهم لها بعيد ميلادها ، 

وأُعدّها على شكل فيديو أقدّمه لها كهدية .”


تشين كايجي بعد وقوعه في الحب أصبح شخص آخر


طبعه اللطيف ازداد هدوءًا ، وصار يتحدث عنها بخجلٍ 

واضح وصوتٍ يقطر حلاوة


كانت فكرته لطيفة فعلًا — وما إن سمعها تشي تشاو حتى لمعت عيناه


فالهديّة المصنوعة باليد تعبّر عن الإخلاص أكثر من أيّ شيء آخر ، 

إذ لا تكون الهدية ثمينة إلا إذا حَمَلت المشاعر معها ،

فقال مشجّعًا :

“ فكرة رائعة !!!! 

وبما أنّ الأخ تشين خاصتنا صار رومانسيًّا ومبدعًا إلى هذا 

الحدّ ، فلا بدّ من هذا الأخ الأكبر أن سيساعده بكلّ سرور .”


———


تسجيل الفيديو وتحريره عملًا شاقًّا يستغرق وقتًا طويلًا ، 

لذا قرّرا البدء فورًا ، إذ لم يتبقَّ الكثير من الوقت


و قسما المهام بينهما ، وبدأ كلٌّ منهما بالبحث عن أشخاص 

ليسجّلوا مقاطع التهنئة


تشو روياو ذات شخصية محبوبة حقًّا ، ولها الكثير من 

الأصدقاء ، معظمهم من قسم علم النفس


وهكذا ، وللمرّة الأولى منذ قرابة شهر —- ، 

وطأت قدما تشي تشاو مبنى قسم علم النفس —— ، 

ونال فرصة لرؤية فو نان آن من جديد ….


الغرف مألوفة ، لا تختلف كثيرًا عن غيرها من الأقسام ، 

لكن وجود الشخص الذي يتوق إلى رؤيته جعل كلّ شيء 

يبدو مختلفًا في عينيه …


لكن الحظ لم يحالفه —— 


فقد جاء ليومين متتاليين ، وفي كلّ مرة — كان فو نان آن في اجتماع ، 

فلم يره ولو لمحة واحدة


لم يكن أمامه خيار سوى متابعة عمله ، فالفيديو لا بدّ من إنجازه


لكلّ شخص عمله في النهار ، لذا لم يكن في وسع تشي تشاو 

أن يسجّل إلا أثناء فترات الاستراحة


ولحسن الحظ ، حين علم الجميع أنّ تشين كايجي يُعدّ 

مفاجأة عيد ميلاد لتشو روياو ، أبدوا حماسًا كبيرًا


و كان تشاو ينسّق معهم في اليوم السابق ، وكانوا يستعدّون 

بجدّية ؛ بعضهم غنّى ، وبعضهم ألقى شعرًا من تأليفه ، 

وحتى إحدى المتدرّبات المقرّبات من تشو روياو تطوّعت 

لتؤدّي مقطع موسيقي على الغيتار


وافق تشي تشاو بسرور ، وحدّد معها موعد التسجيل ، 

ثم أحضر كاميرته إلى غرفة المرضى 1 في قسم علم النفس


الفتاة قد تعلّمت العزف على الغيتار بنفسها ، 

لكن عزفها كان متقنًا ومليئ بالإحساس ، 


ولئلّا يُزعجا المرضى الآخرين ، دخلا غرفة استشارة فارغة للتصوير


و انسابت نغمات الغيتار الهادئة في الهواء ، 

خفيفة ولكنها مشبعة بالمشاعر ، تُحرّك شيئًا في الأعماق


وفي هذه الأثناء ، 

سأل فو نان آن بنبرة عابرة وهو يدخل قسم الغرف :

“ ما الذي يحدث هنا هذه الأيام ؟ 

كلّ هذا الغناء والعزف… هل هناك حفلة ما؟”


أجابه أحد المرضى الذي كان فضوله يزداد منذ فترة ، 

وقد مكث في المستشفى عدّة أشهر سئم خلالها الرتابة :

“ طبيب دعنا نذهب لنرى ! 

سمعت أنّها مفاجأة عيد ميلاد لحبيبة أحد الأطباء الشباب ، 

إنهم يسجّلون مقاطع تهنئة بالفيديو !”


ابتسم فو نان آن وقال بنبرة خفيفة :

“ يسجّلون فيديو لحبيبته ؟ 

يبدو أنّ شباب اليوم حقًّا مليئين بالأفكار الرومانسية .”


وبعد أن قال ذلك ، لم يُبدِي رغبة في التجمهر أو التطفّل ، 

بل رافق المريض حتى باب غرفة الاستشارة دون أن ينوي 

الدخول بنفسه


لكن المريض ما إن فتح الباب بحماس ، حتى همّ فو نان آن 

بالعودة إلى مكتبه ، 

لكن ما إن خطا خطوتين حتى سمع صوت المريض المندهش ينادي بسعادة :


“ آه! إنه أنت يا طبيب تشاو ! لم نرك منذ زمن !”


تردّد صوت الغيتار الناعم في أرجاء الممرّ ، ووقف فو نان آن 

مكانه ، متجمّدًا للحظة ——

{ تشي تشاو ؟

لديه حبيبة ؟ }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي