القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch26 احتراق القلب

Ch26 احتراق القلب




في اللحظة التي تلامست فيها بشرتاهما، تجمّد تشي تشاو في مكانه ،،،

جسداهما متلاصقين بشدة ، وذراعيه ملتفّة حول خصر فو نان آن ،،،

بشرته دافئة ، 


تفوح من البروفيسور فو رائحة خفيفة من خشب الصندل، 

تملأ أنفاس تشي تشاو حتى تكاد تسكره


خفق قلبه فجأة بسرعة ، وتدفّق الدم إلى رأسه حتى شعر بالدوار


كان الإحساس عجيب ، خفيف ، كأنه يسير فوق سُحب من القطن


{ البروفيسور فو … أشدّ إغراءً من الخمر }


قال فو نان آن بصوته الهادئ عند أذنه، وقد أحسّ تشي 

تشاو باهتزاز صوته في صدره 


: “ هل أنتَ ثمل ؟”


هزّ تشي تشاو رأسه ، وما زال مصرًّا على فكرة عدم الرحيل


لا يرغب بالمغادرة ،،

شدّ ذراعيه أكثر ، 

ودفن وجهه في عنق فو نان آن هامسًا :

“ بروفيسور ، لستُ ثملًا… لا أريد أن أرحل "


السكارى دائمًا يُنكرون سُكرهم ،، و تشي تشاو يؤكد بجدية 

أنه واعٍ ، 

لكن في الوقت نفسه يرفض التخلّي عن الوضع الذي كان عليه ، 

ما زال يُمسك كيس صندوق الطعام في ذراعيه ، 

فبدت حركاته متعثّرة ومربكة كجروٍ صغير لا يعرف ما يفعل، 

وكاد أن يتسبب بسقوط فو نان آن


و قال بصوت مفعم بالأسى :

“ حقًا لا أريد أن أذهب بروفيسور .”


صوته يحمل ظلماً طفوليًّا ، كأنّ أحدًا أساء إليه


لم يعرف فو نان آن كيف يتصرّف معه ، 

فربّت على ظهره مهدّئًا وساعده على العودة إلى صالة المعيشة 


ظلّ تشي تشاو متوتّرًا ، فأمسك بملابس فو نان آن 

واقترب منه بحذر وهمس قرب أذنه :

“ البروفيسور فو…”


ضحك فو نان آن بخفّة من حاله ، وأجلسه على الأريكة قائلاً:

“ وما زلتَ تقول إنك لستَ ثملًا "


كان جسد تشي تشاو دافئًا بالكامل ، متدلّيًا عليه كحيوان

صغير متعلّق بصاحبه


وعندما حاول فو نان آن أن يُبعد يديه عن ملابسه ، 

تأوه تشي تشاو بأنين خافت غاضب ،


مدّ فو نان آن يده وربّت على شعره برفق :

“ حسنًا ، اجلس هنا الآن . سأغلق الباب فقط . 

إذا كنتَ تريد البقاء، فابقَى .”


{ …. شعره … أنعم مما تخيّلت …. ناعم وانسيابي جداً }



وحين حصل على إذن البروفيسور ، جلس تشي تشاو مطيعًا 

على الأريكة ، واضعًا صندوق الطعام في حضنه، 

وكفّيه على ركبتيه، يراقب بعينين واسعة فو نان آن وهو 

يمشي نحو المدخل ليغلق الباب ،


وعندما سمع صوت القفل يُغلق ، رفع رأسه بقلق وسأل:

“ حقًا يمكنني البقاء ؟”


ابتسم فو نان آن وهو يسكب له كأسًا من الماء الدافئ وقال:

“ ولِمَ أكذب عليك ؟ 

لم أكن أعلم أنك هكذا حين تثمل ، تمامًا كطفل صغير "


لو كان غير تشي تشاو ، لظنّ فو نان آن أن الأمر تمثيل 

متعمّد للبقاء ، خدعة رخيصة


لكن مع تشي تشاو كان يعلم أنه لن يلجأ إلى تلك الحيل ، 

بل وجد فيه شيئًا محبّبًا ومثيرًا للشفقة ،

ناوله كوب الماء وسأله برفق :

“ هل تشعر بدوار ؟ أو بأيّ تعب ؟”


لم يكن تشي تشاو يتظاهر بالسكر و مقتنع تمامًا بأنه غير ثمل


كل ما في الأمر أنه يشعر بالحرارة فقط ، أمّا رأسه واعٍ تمامًا


{ لم أشرب سوى زجاجة بيرة واحدة ، فكيف أكون ثملًا ؟ }

هزّ رأسه مؤكدًا بثقة:

“ لا دوار ، ولا تعب . بروفيسور ، أنا لستُ ثملًا .”


لم يصدّقه فو نان آن هذه المرّة


جعله يُنهي كوب الماء ثم ذهب ليجهّز السرير في غرفة الضيوف


وحين رآه تشي تشاو يفعل ذلك ، أسرع لمساعدته


لحاف الشتاء سميك وناعم ، شكّل كتلة كبيرة بين ذراعي الأستاذ


وعندما مدّ تشي تشاو يده ليحمل اللحاف عنه ، لامس 

ذراعه يد فو نان آن


كان الأمر أشبه بعناقٍ عبر طبقات القماش — دافئ، ناعم، 

ومفعم بالطمأنينة


سحب فو نان آن يده سريعًا ، بينما وضع تشي تشاو اللحاف فوق السرير ، 

لكن الإحساس المريح ظلّ عالقًا على بشرته وفي أعماق 

ذهنه طويلًا ، 

كعشبٍ كان يطير و وجد جذوره أخيرًا ، 


إحساس بالرضا ينبع من أعماق القلب ،


لم يستغرق الأمر طويلًا حتى تم تجهيز السرير ، 

لكن تشي تشاو لا يرغب أن يغادر فو نان آن ،


هذا الفتى يعرف تمامًا كيف يُلين القلوب ، 

فاكتفى بالنظر إلى فو نان آن بعينين متوسلة ، 

قائلاً بنبرة خافتة :

“ بروفيسور ، لستُ نعساناً بعد "

تردّد قليلًا ثم قال في حذر :

“ هل يمكن أن نتحدث قليلًا ؟”


مثل رغبة طفل في ليلة العيد ، لا تُردّ ولا تُكسر


الوقت قد تأخّر بالفعل، ولن يضرّ أن يتحدثا قليلًا بعد


الليلة ساكنة ، وقد خمدت أصوات المفرقعات


جلس فو نان آن بجانبه وسأله:

“ عن ماذا نتحادث ؟”


رد تشي تشاو ببساطة :

“ عن أي شيء .”


{ أيّ شيء يكفيني …. مجرد الحديث مع فو نان آن هو متعة 

خالصة }



بغضّ النظر عن الموضوع —— تحدّثا في مختلف الأمور ، 

حتى لم يعد يعرف بالضبط عمّا كان الحديث ، 

لكنه شعر بالارتياح والسكينة


كان البروفيسور فو لطيفًا ومتّزنًا، نظرته إلى الأمور عادلة، 

وكان تشي تشاو يشعر دائمًا بأنه يتعلم منه شيئًا جديد


في الخارج —— الثلوج لا تزال تهطل ، 

تغطي الأرض بلونها الأبيض


و جلس الاثنان قرب المدفأة في غرفة الضيوف ، 

والدفء يملأ المكان


من غير وعي ، تثاءب تشي تشاو ——

 

سأله فو نان آن مبتسمًا :

“ نَعَستَ ؟”


الوقت قد تأخر فعلًا ، وكان تشي تشاو يشعر بالنعاس ، 

لكنه حاول جاهدًا إبقاء عينيه مفتوحة ،

أجاب بصوت خافت : “ لا بأس…”


قال فو نان آن وهو يربّت على شعره مجدداً :

“ نم الآن ، يمكننا أن نكمل الحديث غدًا "


انسابت خصلات شعره الناعمة بين أصابع فو نان آن، 

تاركةً إحساسًا دافئًا لطيفًا في راحة يده ،


في هذه اللحظة دوّت المفرقعات مجددًا خارجًا ، متتابعة ، 

مُعلِنةً قدوم العام الجديد


نهض فو نان آن من مكانه ، وعندما وصل إلى عتبة الباب ، 

تمتم تشي تشاو بكلمات خافتة ——-


فتوقف ظله في الظلام ——


وبعد لحظة قصيرة ، 

رد فو نان آن بصوت منخفض ودافئ

: " تصبح على خير تشي تشاو "

و أغلق الباب برفق


ربما بسبب أثر الكحول، أو ربما لأنّه في منزل فو نان آن ، 

استلقى تشي تشاو على السرير في غرفة الضيوف وغرق في حلم طويل


كان الإحساس ضبابي ، يتأرجح بين الغرق والطيران ،


لم يعرف متى بدأ الحلم ولا متى انتهى ، 


ولا يتذكر مضمونه بوضوح ،


تداخل الحلم والواقع ، وتكرّرا في ذهنه مرارًا ….


السرير تحته طري للغاية ، وشعور قضاء ليلة رأس السنة 

إلى جانب البروفيسور فو شديد الأثر في قلبه


ظلّ إحساس قويّ يعتمل في داخله ، مكتوم ، 

على وشك أن ينفجر —-


تحركت شفتاه بخفّة… ثم فتح عيناه فجأة




الصباح قد أشرق ، وأشعة الشمس تتسلّل عبر النافذة


الغرفة أمامه مألوفة وغريبة في نفس الوقت 


فتح تشي تشاو عينيه تمامًا واستعاد وعيه


بقي ممدّدًا في السرير للحظة ، ثم نهض ببطء



الأرض الخشبية تصدر طقطقة خفيفة تحت قدميه ، 

فتنفّس الصعداء بصمت


أحلام الليل كثيرة ومضطربة إلى حدٍّ جعله ، في بعض 

اللحظات ، يتساءل إن كانت ليلة رأس السنة التي قضاها مع 

فو نان آن مجرد وهم نسجه عقله


نعالُه تُصدر أصواتًا خافتة على الأرض ، وحين دفع الباب 

ليفتحه ، محدثًا صرير خفيف ، سمع صوت فو نان آن من مكانٍ قريب يقول:


“ استيقظتَ ؟”


فو نان آن قد استيقظ منذ وقت طويل ، 

جالس إلى طاولة الطعام ، 

أمامه كتاب سميك مكتوب بطريقة بريل


مدّ تشي تشاو يده ولمس طرف أنفه في حرج، وقال بصوت خافت :

“ آسف يا بروفيسور، أنا… البارحة…”


ابتسم فو نان آن بخفة ، وقال وهو يبدو مسرورًا حقًا:

“ كنتَ ثملًا البارحة وأصررت على البقاء عندي، رافضًا المغادرة ،

لم أكن أعلم أنك يمكن أن تكون بهذه الدلال ”


احمرّ وجه تشي تشاو خجلًا ، وازداد اضطرابًا بعد سماع تلك الجملة


هو نفسه لم يفهم لماذا تصرّف بتلك الطريقة في الليلة الماضية ،، 

تمتم متلعثمًا:

“ أنا آسف ، بروفيسور… لا بد أني سببت لك الكثير من 

الإزعاج ، أليس كذلك؟”


هزّ فو نان آن رأسه مبتسمًا :

“ لا بأس "



الصباح دافئ ومليء بالهدوء ، 

وحين نهض تشي تشاو ، كان فو نان آن قد أعدّ الفطور بالفعل


رأى عصيدة الدخن الذهبية في جهاز الطهي ، 

و بطاطا أرجوانية مطهية على البخار ، 

وقطع من اليم الصيني ، وبعض الأطباق الجانبية الجاهزة


بدا أن فو نان آن معتاد على الطهي في المنزل ؛ كان الطعام لذيذًا ومغذيًا للغاية 


و لم يتوقف تشي تشاو عن الإعجاب بمذاقه ، 

وفي الوقت نفسه بدأ يلوم نفسه سرًا على عدم قدرته على 

الطهي بهذا المستوى


لكن ، حتى لا يعترف بالهزيمة ، قرر في النهاية أن الفضل 

يعود إلى الأجهزة الذكية في منزل فو نان آن


لم يغادر تشي تشاو منزل فو نان آن إلا بعد الظهيرة ، 

فقد أبقاه البروفيسور على الغداء أيضًا ،


شعر تشي تشاو أنه محظوظ جداً باحتفال رأس السنة هذا 

—-


حتى الغداء من إعداد فو نان آن، وكان شهيًّا على نحوٍ لا يُقاوم


لم يلاحظ تشي تشاو بالأمس أن في منزل فو نان آن العديد 

من الأجهزة المنزلية الذكية —— ، المصممة لتسهيل 

الاستخدام لفاقدي البصر


استخدم فو نان آن الفرن ليُعدّ أجنحة دجاج من أجله، 

مقرمشة من الخارج، طرية من الداخل، 

ونكهتها لذيذة تذوب في الفم


لم يستطع تشي تشاو التوقف عن الأكل ، وكلما تذوّقها أكثر، 

ازداد إعجابه بها


سأله فو نان آن بابتسامة :

“ أعجبتك؟ إذًا خذ معك بعضًا منها "


ثم أعدّ صينية جديدة من الأجنحة المشوية ووضعها في 

الوعاء الحافظ الذي أحضره تشي تشاو معه


كان الوعاء ثقيلًا ، ولا يزال يتصاعد منه البخار

قال تشي تشاو بانبهار :

“ أنت رائع فعلًا !!!! "



ضحك فو نان آن وهو يهزّ رأسه، ثم فتح له الباب قائلاً:

“ مجرد صينية أجنحة دجاج ، فعلاً يسهل كسب رضاك "


قال تشي تشاو بجدية :

“لكنّك حقًا رائع "

بنبرة تمزج المزاح بالصدق :

“ أنا على وشك أن أقع في حبّك تقريبًا "


كان الجو جميل ، والكلمات خرجت من فمه بلا تفكير


و مثل هذا النوع من المزاح لم يكن غريبًا بينهما ، 

لكن هذه المرة تغيّر تعبير فو نان آن للحظة ———


قال بهدوء كما لو أنه لم يسمع شيئ :

“ إلى اللقاء "


ثم قاده بلطف نحو الباب الخلفي وأغلقه بعد أن خرج



———————



في الأيام التالية ، 


استمرّت عطلة رأس السنة


فو نان آن لا يعمل خلال الإجازة ، لكن تشي تشاو شعر 

بالحرج من الذهاب إلى منزله مجددًا


الجو لا يزال بارد ، فأرسل له أكثر من مرة عبر ويتشات

يذكّره باستخدام الكمّادات العينية في وقتها ، 

لكنه لم يتلقَّى أي رد ——



{ ربما …. كان مشغول .. }


قلق تشي تشاو واتصل به ، فأجابه فو نان آن بهدوء:

“ آسف ، كنتُ أُحضّر مشروع بحثٍ جديد مؤخرًا ، 

ولم أكن أتحقق من الهاتف كثيرًا "


: “ لا بأس ، لا بأس !”


{ كيف لي أن أنزعج من ذلك أصلًا ؟ }


كان تشي تشاو قلقًا فقط ، يخشى أن يكون عدم رد فو نان آن 

علامة على أن شيئًا ما حدث له

و حين سمع تفسيره ، شعر بالارتياح أخيرًا، وقال بجدية :

“ يجب أن تتذكر استخدام الكمّادات العينية هذه الأيام . 

عندما نعود إلى العمل ، سأستمر في مساعدتك بها "


توقف فو نان آن قليلًا ، وكأنه أراد قول شيء ، 


لكن تشي تشاو سبقه بسرعة :

“ لن أزعجك أكثر بروفيسور 

أكمل عملك ! 

نلتقي في المستشفى !”


ساد صمت قصير ثم أجابه فو نان آن بصوت خافت :

“ همم "


انتهت المكالمة


ظلّ تشي تشاو يحدّق في شاشة هاتفه للحظات


أجواء ليلة رأس السنة دافئة وجميلة إلى درجة أنه كاد ينسى كل ما سبقها


لكن الآن، أدرك أن فو نان آن ما زال يتجنّبه — بل أصبح 

تجنّبه أكثر وضوحًا من ذي قبل


التقويم يقول إن الربيع قد بدأ ، لكن الطقس ظلّ بارد 


هبّت رياح شمالية قاسية ، فارتجف تشي تشاو دون وعي


لقد اختار مكانًا عند نافذة الممر ليحصل على إشارة قوية 

أثناء الاتصال ، 

ولم يشعر بالبرد إلا بعد أن أنهى المكالمة — لم يكن يرتدي معطف


عاد إلى غرفته ، ارتدى أدفأ معطف لديه ، وأغلق النافذة ، 

لكن الرياح لا تزال تتسلل عبر الشقوق محدثة صوتًا خافت


{ الجو بارد جدًا ،،،، }


شعر بالبرد في جسده ، و قلبه أيضًا …  




انتهت عطلة رأس السنة سريعًا — لا طويلة ولا قصيرة — 


ومضت سبعة أو ثمانية أيام كلمح البصر ، 

وحان وقت العودة إلى العمل



اليوم الأول بعد الإجازة يكون دائمًا الأصعب —- 


لم يكن من السهل الانتقال فجأة من أجواء الراحة إلى وتيرة 

العمل المكثفة


لكن تشي تشاو —- المشغول برغبته في رؤية فو نان آن بعد 

انتهاء مناوبته ، أنجز عمله بحماس غير معتاد


المناوبة هادئة نسبيًا ،، لم يتبقَّى لتشي تشاو سوى أقل من 

أسبوع على انتهاء تدريبه في قسم الطوارئ


ربما بسبب تلك المكالمة ، لم يكلّفه ليو يانغ بأي أعمال جانبية مؤخرًا


وحين التقيا في ذلك اليوم ، سأله ليو يانغ بحماس عن تقدُّم

 ' المشروع البحثي ' مع البروفيسور فو


تلعثم تشي تشاو —- ، فليس هناك أي مشروع أصلًا ، 

فتهرّب من الإجابة ، 

بينما أفكاره مشغولة بشيءٍ آخر تمامًا — بأجنحة الدجاج 

المشوية ، 

وبرائحة خشب الصندل التي تفوح من حضن فو نان آن، 

وباليدين الهادئة القوية اللتي دفعته برفق بعيدًا تلك الليلة


انتظر هذه اللحظة طويلًا ——- ، وحين انتهت مناوبته وسلّم مهامه ، 

توجّه فورًا إلى مكتب فو نان آن —— ،


————



كان البروفيسور يقوم بجولة في الغرف ، فانتظر تشي تشاو 

بعض الوقت حتى رآه أخيرًا


وعندما سمع فو نان آن صوته ، توقفت حركاته للحظة ، 

ثم ابتسم وقال بنبرة نصف مازحة :

“ أول يوم بعد الإجازة وتأتي مباشرةً ؟ هذا تفانٍ كبير "


: “ طبعًا ”، أجابه تشي تشاو مبتسمًا


ابتسم فو نان آن أيضاً ، وتصرف كلاهما كما لو لم يحدث شيء من قبل


و بمهارة معتادة ، بدأ تشي تشاو بتحضير أدوات الكمّادات

وقال مازحًا :

“ أنت تعرف أنني أحب المجيء إلى هنا، أليس كذلك ؟”


غطّت المنشفة الدافئة عيني فو نان آن ، 

المياه اليوم أحرَّ قليلًا من المعتاد ،


جلس فو نان آن على كرسيه ، يدلك صدغيه بأصابعه ،

ثم قال بهدوء :

“ بالمناسبة ، يوجد أمر أردت أن أبلّغك به منذ مدة "


توقف تشي تشاو عن الحركة ، ورفّ جفنه الأيمن فجأة


كان في داخله إحساس غامض بأن ما سيقوله لن يكون مريحًا ، 

لكنه تظاهر بالهدوء وأومأ رأسه :

“ تفضل بروفيسور "


قال فو نان آن ببطء:

“ لا بد أن قسم الطوارئ يُبقيك منشغلًا جدًا ، أراك تسرع 

كل يوم تقريبًا 

أمر بسيط مثل الكمّادات لا ينبغي أن يزعجك بعد الآن . 

سأهتمّ به بنفسي من الآن فصاعدًا .”


شعر تشي تشاو بالذعر

— فهذا ما كان يخشاه أكثر من أي شيء آخر —-

{ إذًا هذا مايريده } 

: “ بقي لي أسبوع واحد فقط في قسم الطوارئ ،، 

بعده سأتنقّل بين أقسام الباطنية ، وهي أخف كثيرًا في العمل ... 

وأيضاً الزملاء الذين كانوا في إجازة استعدادًا لاختبارات 

الدراسات العليا عادوا الآن ، وسيعوّضون ما فاتهم ، 

فلن يكون هناك ضغط كبير—”


قاطعه فو نان آن بلهجة هادئة ، لكن حاسمة:

“ يكفي هذا …. لا يمكنني أن أظل أُزعجك إلى الأبد . 

وأيضاً أنت تخطط للتقديم إلى الجامعات في الخارج ، أليس كذلك ؟ 

حان الوقت لتبدأ بالتحضير لذلك أيضًا .”


: “ لن يؤثر هذا على أي شيء !” حاول تشي تشاو أن يشرح، 

أن يقول إنه يستطيع تنظيم وقته ، 

لكن ملامح فو نان آن كانت جامدة لا تُقرأ


فتح تشي تشاو فمه وأغلقه مرارًا ، 

ثم سأل بصوتٍ مترددٍ متكسر :

“ يعني… لا تريدني أن آتي بعد الآن ؟”


جاء الجواب هذه المرة قاطعًا —- 


: “ نعم "



سقط قلب تشي تشاو في مكانه ، 


لكن فو نان آن تابع بهدوء متزن :

“ هذه الفترة التدريبية في الأقسام فرصة نادرة ،،

إنها المرة الوحيدة التي يمكنك فيها التعرّف إلى مختلف التخصّصات ،،

الطب علم مستقلّ ، لكنه متشابك أيضًا ،،

حين تستقرّ في قسم محدد لاحقًا ، سيكون من الصعب 

تعلّم ما في الأقسام الأخرى ،، 

وقتك ثمين ، فاحتفظ به لنفسك أكثر ”


كانت كلماته رسمية أكثر من اللازم ——- بدت كأنها نصيحة أكاديمية ، 

لكنها في حقيقتها لم تكن كذلك …

فو نان آن لم يقل له شيئًا كهذا من قبل


صحيح —- الدراسة مهمة ، لكنها لا تستحق أن تحرمه من 

عشرين دقيقة يوميًا فقط من أجل كمّادة دافئة للعينين ، 


———- كلاهما يعلم ذلك


هو فقط يبحث عن ذريعة لطيفة ليُبعده ، 

وتشي تشاو فهم هذا ————-


وفهم أيضًا السبب ….


لقد أدرك بشكلٍ غامض منذ فترة — أن فو نان آن اكتشف 

مشاعره نحوه 



في ذلك اليوم ——- ،

بعد أن عاد من منزل فو نان آن ، 

سأله مرتين : هل تتذكر ما حدث الليلة الماضية ؟ —-

لم يُجبه فو نان حينها ، لكن تشي تشاو تذكّر كل شيء ——


خفق قلب تشي تشاو بقوة ، تنفّس بعمق ، 

وقال بصوتٍ واهن لكنه ثابت :

“ الأمر بسبب تلك الليلة ، أليس كذلك ؟

كنت أظنّ أنّ ما حدث حلم… 

لكن عندما أتذكّر ذلك الإحساس الواضح ، أدرك أنّه لم يكن حلمًا أبدًا .”


انعقد حاجبا فو نان آن بشدة ، 

بدا كأنه سيقول شيئ ، 

لكن تشي تشاو سبقه ، وصوته هذه المرة كان حازمًا وصادقًا 


: “ لقد سمعتني تلك الليلة أليس كذلك ؟ 


قبل أن أنام ، اعترفت لك …

قلت أنني معجب بك ، 

أريد أن أكون معك ”



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي