القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch30 احتراق القلب

Ch30 احتراق القلب



كان هذا ببساطة طبع تشي تشاو ، مثل جروٍ صادق ومخلص ؛ 

يمكنك أن تُعرض عنه ، أو تتجاهله ، فيشعر بالظلم 

والحزن ، لكنه بعد ذلك سيعود إليك ، 

يدفعك بأنفه الناعم ، ويهز ذيله محاولًا أن يُرضيك بابتسامة ،


{ مثل هذا الجرو … يستحيل أن ترفضه }

في البداية ، كان فو نان آن لا يزال متردّدًا في السماح لتشي 

تشاو بالاقتراب منه كثيرًا ، 

برغم أنه وعد بألا يتجاهله بعد الآن ، إلا أنه لا يريد أن يُضيع 

تشي تشاو وقته عليه ،


لكن …. , متى ما لان القلب مرة في أمرٍ كهذا ، فلا سبيل إلى 

التراجع ، ولا قدرة على كبحه …. , 

في كل مرةٍ كان تشي تشاو يسأله بحذر : “هل يمكن؟” 

أو " هل هذا مناسب ؟”، 

كان فو نان آن، أمام ذلك الرجاء الصادق ، يعجز عن الرفض تمامًا


وكذلك كان الحال في مسألة ضمّ طلاب المرحلة الجامعية 

إلى مشروعه البحثي


كان فو نان آن يشرف على طلاب دراسات عليا في قسم علم 

النفس ، إلا أن تخصّصه الأصلي كان في الطب السريري ، 

ويُجيد البحث التجريبي الأساسي ،

أما مشروعه الجديد فكان يتطلّب تجارب على الحيوانات ، 

لذا أراد ضمّ بضعة طلاب من قسم الطب السريري للمساعدة ،

وما إن علم تشي تشاو بذلك حتى سارع بالتسجيل دون تردّد ،


كتب له رسالة:

[ البروفيسور فو هل تظن أنني مناسب لهذا المشروع ؟]


وحين تلقّى فو نان آن الرسالة ، لم يُجب فورًا ؛ 

فقد كان مشغولًا طوال اليوم بعدد كبير من المرضى ،


وعندما أنهى عمله مساءً وفتح تطبيق ويتشات ،

وجد أن تشي تشاو قد أرسل عدة رسائل أخرى —- :


[ البروفيسور فو هل أنت موجود ؟]


[ أستاذي ، أرجوك فكّر في طلبي ، امنحني فرصة للتجربة .]


[ لقد عملت مع أساتذة آخرين من قبل ، ولدي خبرة ، 

وأعدك أنني لن أكون مصدر إزعاج .]


[ أقسم أنني لا أملك أي نوايا أخرى ، حقًا ! .]


كان فو نان آن يتساءل دائمًا —— 

كيف ينجح تشي تشاو في لمس أوتار القلب بهذه السهولة ؟


تلك النبرة المليئة بالرجاء ، تجعل رفضه أمرًا لا يُحتمل


في الحقيقة ، في هذه المرحلة الدراسية ، قلّما يوجد طلاب 

يرغبون في المشاركة في مشاريع تجريبية أساسية كهذه ، 

فالجميع مشغول بالتخطيط لمستقبلهم مع اقتراب التخرّج


كما أن فو نان آن يعمل في قسم علم النفس ، 

وليس في الطب السريري ، لذا لم يتقدّم سوى ثلاثة أو أربعة طلاب فقط


أما تشي تشاو، فقد عامل هذه الفرصة كأنها كنز ثمين


كتب فو نان آن ردّه أخيرًا :

[ كيف تسير استعداداتك للدراسة في الخارج ؟]


فجاءه الردّ فورًا :

[ لا تقلق يا أستاذ ، سأدير وقتي جيدًا ، أعدك بذلك ! .]


خوفًا من أن يرفض فو نان آن مجددًا ، 

سارع تشي تشاو مضيفًا :

[ كما أن المشاركة في التجارب يمكن إدراجها في سيرتي الذاتية ، 

وستفيدني في التقدّم لطلب الدراسة في الخارج !]


كان في كلامه بعض الحقيقة —- فالمشاركة في المشاريع 

التجريبية تمنح الطلاب نقاطً إضافية ، 

إذ تُدرج أسماؤهم عند نشر النتائج البحثية ، 

وهذا أمر يقدّره المشرفون في الجامعات الأجنبية ،

لذا، لم يعد لدى فو نان آن سبب وجيه لرفضه ، 

لا سيّما أنه كان يحمل أصلًا بعض الميل نحو تشي تشاو ،

فالتعامل مع أشخاص مألوفين دائمًا يكون أسهل وأكثر راحة ،


كان تشي تشاو شخصًا موثوقًا ومتّزنًا، 

وحين كان في قسم علم النفس سابقًا ، 

كثيرًا ما ساعد فو نان آن في الكتابة ،

بصر فو نان آن معدوم تقريباً ، وكتابة المستندات تُعدّ أمرًا 

مزعجًا له بعض الشيء ، 

ورغم أنه استخدم برنامج للتعرّف الصوتي ، إلا أن الأخطاء 

كانت كثيرة ،

لذا كان تشي تشاو يتولّى تدقيق المستندات المحوّلة من 

الصوت إلى النص ، 

وكان شديد الدقة في عمله ، حتى إنّ الملفات التي يراجعها 

نادرًا تحتوي على أخطاء


وقبل أن يتمكّن فو نان آن من الرد ، وصلت رسالة أخرى من 

تشي تشاو


وحين وجد أن الكلمات المكتوبة لا تكفي، أرسل رسالة صوتية مباشرةً —— :

“ أستاذي ، أرجوك ، امنحني فرصة واحدة فقط . 

أريد حقًا حقًا حقاً أن أشارك .”


لقد كان بارعًا للغاية في معرفة ما يحرّك قلب فو نان آن


هذه النبرة الحذرة ، المصحوبة بارتجافة خفيف ورنين أنفي 

بسيط ، كانت كفيلة بأن تمسّ أوتار القلب ،

شعر فو نان آن بانهيار مقاومته تمامًا 


كان الأمر أشبه بحيوان صغير ينظر إليك بعينين مبتلّتين ، 

يتدلّل قرب أذنك بصوت خافت يحمل رجاءً دافئ ،

استمع فو نان آن إلى الرسالة لمرتين أخرى ، يتردّد فيها 

الصوت اللطيف الدافئ في أرجاء المكان ، 

ثم ضغط على زر التسجيل وردّ بهدوء :

“ إن كنت تريد المجيء ، فتعال .”


لم يكن عدد الطلاب المسجّلين كثيرًا ، والأقل منهم من كان 

جادًّا في البقاء


——————————




الوقت الآن —-  نحو شهر أبريل ، حين بدأ المتدرّبون 

بالاستعداد لاختبارات القبول للدراسات العليا


أكّد فو نان آن اختيار ثلاثة طلاب فقط : 

إلى جانب تشي تشاو ، يوجد طالب من قسم علم النفس 

وطالبة من قسم الطب السريري مثل تشي تشاو


قال فو نان آن مبتسمًا في الاجتماع الترحيبي الذي أقامه 

عند انضمامهم رسميًا إلى فريق البحث :

“ شكرًا لكم جميعًا على حضوركم .

سأعتمد على مساعدتكم من الآن فصاعدًا .”


ردّ الطالب من قسم علم النفس بسرعة :

“ أستاذ من فضلك لا تقل ذلك ، 

نحن من يجب أن يشكرك .”


وأضاف تشي تشاو والطالبة الأخرى معًا :

“ نعم يا أستاذ ، لا داعي لأن تكون رسميًا معنا .”


ابتسم فو نان آن قليلًا :

“ إذن سأعتمد عليكم بالفعل .”


الطالبة تُدعى جيانغ يينغشوي  —- لها ذيل حصان وعينان 

واسعة ، جميلة الملامح ، لطيفة الطباع ، ولبقة في الكلام


في يومها الأول فقط، تمكّنت من إطراء جميع طلاب 

الماجستير والدكتوراه الذين يعملون في المختبر، دون أن 

تكرّر كلامها لمرة واحدة حتى ، حتى بدا على وجوه الجميع السرور والبهجة


قالت إحدى الزميلات الأكبر سنًا، وقد احمرّ وجهها قليلًا من الخجل :

“ يا لنا من سعداء بوجود أختنا الصغيرة يينغشوي ، 

كلامك لطيف جدًا ، أكاد أشعر بالحرج من مجاملتك !”


أما أحد الزملاء الكبار فضرب صدره بثقة وقال مبتسمًا:

“ قولي فقط يا أختي الصغيرة إن احتجتِ أي شيء في 

المستقبل ، هذا السينباي سيساعدكِ بلا تردد ! 

فقط لأجل مهارتك في المديح !”


ضحكت جيانغ يينغشوي وأجابت بسرعة بتواضع :

“ ما قلته كله من القلب ، أنا جديدة هنا ولا أفهم الكثير بعد ، 

لذا سأعتمد على إرشادكم جميعًا في المستقبل .”


المتميزين دائمًا متواضعين ، 

وبرغم قولها أنها لا تفهم الكثير ، كانت جيانغ يينغشوي 

ذات مهارة عملية قوية ،


أما تشي تشاو فقد شارك سابقًا في فرق بحثية أخرى وتعلّم 

الكثير من الخطوات العملية ، 

و جيانغ يينغشوي لم تجرّب هذا المجال من قبل ، 

ومع ذلك كانت تتعلّم بسرعة كبيرة ،


وحين عملا معًا في أحد النوبات ، لم يستطع تشي تشاو 

إخفاء إعجابه وقال بصدق:

“ أنتِ مذهلة حقًا ! 

ما احتجتُ إلى أيام لأتعلّمه ، أتقنتِه أنتِ خلال ساعات فقط "


ابتسمت جيانغ يينغشوي بخجل وأجابت بتواضعها المعتاد:

“ ذلك لأنك شرحت لي جيدًا يا أستاذ تشي ، 

لولاك لما فهمت بهذه السرعة .”


لم يكن أحدٌ قادرًا على كره فتاة مثلها ؛ 

فقد انسجم الجميع بسرعة مع جيانغ يينغشوي ، 

حتى تشي تشاو شعر بأنها فتاة متميّزة ومشرقة ،

و كان العمل معها أمرًا ممتعًا فعلًا ،


حتى جاء يوم لم يبقَ فيه في المختبر سوى الاثنان — ، 

حينها اقتربت جيانغ يينغشوي بحذر من تشي تشاو وقالت:

“ سينباي تشي أردت أن أسألك عن أمر "


تشي تشاو: “ تفضّلي "


نظرت حولها أولًا ، ثم ابتسمت وسألت بخفوت :

“ سينباي تشي هل للأستاذ فو حبيبة ؟”


عند سماعه ذلك ، تجمّد تشي تشاو للحظة ، 

بينما احمرّت وجنتا جيانغ يينغشوي وامتلأت عيناها 

بحماس واضح ، ففهم تشي تشاو على الفور —-


: “ أ… أنتِ معجبة بالأستاذ فو ؟”


أجابت بابتسامةٍ واثقة ومشرقة : “ لقد جئتُ إلى هنا من 

أجله تحديدًا ، 

أعجبني منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها ...

الأستاذ فو ليس مرتبطًا، صحيح ؟ 

سألتُ عدّة أشخاص ، وقالوا جميعًا لا ،،

وأنت علاقتك به جيدة ، فلا بد أنك تعرف الجواب .”


الجميع في الفريق البحثي يعرف أن علاقة تشي تشاو 

بالأستاذ فو نان آن جيدة ، 

فالأستاذ يلجأ إليه كثيرًا في شؤون العمل ،

صحيح أن العلاقة بينهما كانت وطيدة ، لكن في النهاية 

تقف عند حدٍّ معين — لم تكن علاقة عاطفية


تحرّكت شفتا تشي تشاو قليلًا :

“ همم، لا، لا يوجد لديه شريكة .”


ابتسمت جيانغ يينغشوي ابتسامة متألّقة وقد بدا عليها الارتياح الكامل


وعندما رأى تلك الابتسامة ، انتابه شعور غريب مبهم



—————



في اليوم التالي بعد الظهر ، 


حين جاء فو نان آن إلى المختبر ليتفقّد سير المشروع ، 

تقدّمت جيانغ يينغشوي نحوه وهي تحمل باقة ضخمة من 

الورود — تسع وتسعين وردة حمراء زاهية — وقدّمتها إليه 

قائلةً بصوتٍ صريح :

“ الأستاذ فو أنا معجبة بك ،،، هل يمكنني أن ألاحقك ؟”


كان ذلك جرأة تفوق التوقّع —— ،


ساد الصمت المختبر لثانيتين —— ، 


ثم انفجر المكان بتصفيقٍ وهتافات ——- ،


“ واو ! الأخت جيانغ شجاعة جدًا !”

“ حقًا ، جريئة للغاية !”

“ أستاذ ، فكّر في أختنا الصغيرة !”


و توالت التعليقات المازحة واحدة تلو الأخرى ، 

لكن صوت فو نان آن ظلّ خاليًا من أي انفعال وهو يقول:

“ تعالي معي قليلًا "


خرجت جيانغ يينغشوي وهي تمسك بالورود ، 

بينما ظلّت الأحاديث في المختبر تتصاعد —-


سأل أحد الزملاء الكبار تشي تشاو:

“ هل تظن أن الأستاذ فو سيوافق ؟”


هزّ تشي تشاو رأسه مجيبًا ، وكأنه يواسي نفسه :

“ غالبًا لا … لم أرَى الأستاذ فو يوافق على اعتراف من أحد من قبل "


قال أحد الزملاء الكبار وهو ينقر بلسانه بفضول:

“ لستُ متأكد ، لقد مدح الأستاذ جيانغ يينغشوي عدّة 

مرات من قبل ، أليس كذلك ؟ 

قال إنها مجتهدة وموهوبة ، 

و بصراحة ، هما ثنائي مثالي — رجل نابغ وفتاة جميلة "


وأضافت زميلة أكبر أخرى بحماس:

“ صحيح ! وعمّ جيانغ يينغشوي نائب رئيس مستشفانا ، 

عمّها الحقيقي ! 

إن تمّ الأمر فعلًا ، ألن يكون زواج مصلحة من الدرجة الأولى ؟”


لم تكن فترة التدريب كالمدرسة الثانوية ، فالعلاقة بين 

المشرف والطلاب لم تكن فاصلة إلى هذا الحد ، 

والفارق في العمر لم يكن كبيرًا ،

أحيانًا يلاحق الطالب أستاذه ، أو العكس ، 

سواء تمّ الأمر أم لا، يبقى حديثًا مشوّقًا على ألسنة الجميع


تبادل الزملاء في المختبر النظرات والمزاح ، 

بينما مضى تشي تشاو بصمت إلى جانب المغسلة وبدأ 

بغسل أنابيب الاختبار


لم يستطع وصف شعوره في هذه اللحظة



المساء في أوائل الربيع ،،

و تدفّق الماء ببطء من الصنبور ، 

وخارج النافذة بدأت زخّات خفيفة من المطر تتساقط بهدوء ، 

تُحدِث رنين ناعم على الأرض ، تُبلّل الأرصفة الجافة بصمت




فو نان آن لا يزال يتحدث مع جيانغ يينغشوي 


كانت أصواتهم خافتة توساب أرجاء المختبر من حين لآخر ، 

لكن لم يكن بالإمكان تمييز ما يقولونه


{ عن ماذا يتحدثون ؟ }

لم يجرؤ تشي تشاو على التفكير في ذلك


شعر وكأن قلبه قد غُمر بماء الليمون ، حامض ، قابض ، 

يغوص ببطء في أعماقه


{ اوووه … يوجد الكثير من الناس الذين يُعجبون بالأستاذ فو


أشخاص متحمسون ، لامعون ، كلهم بارعون 


وأنا …. في المقابل ….. الأكثر عادية بينهم …. }


في هذه اللحظة ، 

شعور حقيقي بالحموضة ( غيرة ) ارتفع من أعماق قلبه


لم يمضي وقت طويل حتى انتهى من غسل عدة عشرات 

من أنابيب الاختبار


وضع تشي تشاو الأنابيب رأسًا على عقب على الحامل


أخبره السينباي أنه يمكنه المغادرة ، 

لكنه لم يرغب بالذهاب بعد ،

فجلس على الجانب ، يحدق في النافذة بصمت


المطر الربيعي يتساقط بهدوء ،

أضواء الشوارع تومض على طول الطريق ، 

والمارة يسرعون في خطواتهم ،


اسند تشي تشاو رأسه على يده بلا حراك ، 

وأفكاره تائهة لا يستطيع السيطرة عليها ،


{ عن ماذا يتحدث الأستاذ فو وجيانغ يينغشوي ؟ 


هل سيناقشان نفس المواضيع التي تحدث هو والأستاذ عنها ؟ 


هل سيشارك الأستاذ فو أفكاره معها كما كان يفعل معي ؟ 


أم… هل سيقول لها ' لديّ مشاعر تجاهك ' ؟ }


العقل يخبره أن فو نان آن ليس من هذا النوع من الأشخاص ، 

لكن حين تسرح الأفكار ، لا يمكنك السيطرة على ما يطرأ 

على ذهنك ،


عبس تشي تشاو قليلًا من الانزعاج ، حتى سمع


“ تشي تشاو ؟”


حين جاء صوت فو نان آن عند أذنه ، تجمد تشي تشاو للحظة


: “ ما الذي تفكر فيه ؟” 


اقترب فو نان آن عدة خطوات ، 

وصوته أصبح واضحًا فجأة ،


: “ غير سعيد ؟ 

لماذا لم ترد عندما ناديتك عدة مرات ؟”


: “ أنا… أنا…” تلعثم تشي تشاو عدة مرات


سأله فو نان آن مجدداً : “هل أنت متفرغ الآن ؟ 

هل يمكنك مساعدتي في تدقيق الأخطاء المطبعية ؟”


تراجع تشي تشاو عن أفكاره بسرعة : “ آوووه بالتأكيد . 

لقد انتهيت من غسل الأنابيب . سأذهب معك .”



الحياة لشخص أعمى أصعب بكثير مما قد يتصور المرء ، 

خصوصًا أستاذ يحتاج لإجراء أبحاث ،

فالكثير من المواد التي يحتاجها فو نان آن يجب أن تُكتب ، 

وهو أمر لا يمكنه القيام به بمفرده ،


كون الشخص ضعيف الرؤية يجعل حتى أبسط أعمال 

الكتابة مهمة صعبة ، 

سطر واحد أو سطران قابلان للإدارة ، لكن مع المزيد من 

الأسطر ، قد تتداخل الحروف أو تختلط الأسطر ببعضها

و الكتابة اليدوية لا تنجح جيدًا ، 

والكتابة على لوحة المفاتيح تصبح أكثر إزعاجًا ،

يوجد برامج التعرف على الكلام لكن معدل الأخطاء في 

المصطلحات المهنية ما زال مرتفع جدًا


و كانت الأيام القليلة الماضية مزدحمة بشكل خاص ،،

فو نان آن يحضّر لتقديم طلب تمويل لمشروع ، 


و تشي تشاو تبعه إلى المكتب المجاور لمساعدته في تدقيق 

الأخطاء الإملائية في مقترح المشروع


مبنى المختبر هادئ في الليل


جلس تشي تشاو أمام الحاسوب ، يقرأ بدقة ، 

بينما جلس فو نان آن بجانبه


أحيانًا حين لم تكن بعض خطوات التجربة واضحة ، يأتي 

أحد الزملاء الأكبر سنًا ليطلع فو نان آن عليها


ومعظم الوقت كان فو نان آن يجلس بهدوء بجانب تشي 

تشاو يقرأ الأوراق العلمية عبر سماعات البلوتوث الخاصة به


بعد تدقيق صفحة أخرى من الوثيقة ، 

لم يستطع تشي تشاو الكتمان بعد الآن ، وسأل : 

“… أستاذ فو "


: “ همم؟” أزال فو نان آن إحدى السماعتين ، فتوقف 

المحتوى المقروء على هاتفه تلقائيًا : “ ما الأمر ؟”


كان تعابير فو نان هادئة ولطيفة —- فتردد تشي تشاو للحظة ،  

ثم حاول السؤال بطريقة عادية : “ أنت… 

لماذا لم أرك مع جيانغ يينغشوي ؟ ألم تعد معك ؟”


: “ جيانغ يينغشوي ؟” بدا فو نان آن غير راغب في ذكر 

الاسم ، وارتسم عبوس خفيف على حاجبيه : 

“ أخبرتها أن تغادر .”


لم يتفاعل تشي تشاو فورًا : “ تغادر ؟ هل استأذنت بالمغادرة عن بقية اليوم ؟”


فو نان آن : “ لا ،، لن تأتي بعد الآن "


شعر تشي تشاو ببعض الدهشة ،

لقد توقع أن يرفض فو نان آن جيانغ يينغشوي ، 

لكنه لم يتوقع أن يكون الرفض بهذه الحسم ،


بغض النظر عن خلفيتها العائلية ، كانت جيانغ يينغشوي 

بالفعل شخصًا كفؤًا للغاية ،

و فو نان آن قد أشاد بها أكثر من مرة من قبل ،


تشي تشاو : “ لماذا ؟”


فو نان آن : “ ماذا عدا ذلك ؟” 


عند رؤية تشي تشاو وهو يضغط للاستفسار ، ارتسمت على 

وجه فو نان آن لمحة من العجز


تابع فو نان : “ لقد رأيتم جميعكم ما حدث سابقًا . 

ذهنها ليس مركزًا على التجربة .”


كانت الأيام القليلة الماضية أكثر الأوقات ازدحامًا بالنسبة 

لفريق المشروع ،،،

فو نان آن يُحضّر طلب التمويل ، و يقضي معظم وقته في المختبر ،، 

و الجميع كان يعمل ساعات إضافية مرهقة ،،

ومع ذلك ، اختارت جيانغ يينغشوي هذا الوقت لتعلن عن 

مشاعرها صراحةً —- 

هز فو نان آن رأسه ، وكان صوته باردًا ، قائلاً : “ أريد أشخاص 

يستطيعون التركيز على عملهم ،، 

هذا المشروع ليس مناسبًا لها .”


كان أسلوب البروفيسور فو باردًا جدًا ، 

فغرق قلب تشي تشاو ،

{ ' ذهنها ليس مركزًا على التجربة ' ،،

بدا هذا الكلام وكأنه موجّه له  … }

 

صمت الجو فجأة —- تحركت شفاه تشي تشاو قليلًا ، 

وسأل بهدوء شديد : “ إذن… ماذا عني؟”


رغم أنه قد انضم بنجاح إلى فريق المشروع، 

لم يكن تشي تشاو متأكدًا أبدًا من موقف فو نان آن تجاهه ، 


كان يشعر دائمًا أنه ربما يسبب للبروفيسور فو الكثير من الإزعاج


وبسبب إلحاحه المستمر ، كان فو نان آن مضطرًا للتساهل 

والتنازل مرارًا وتكرارًا


و انخفض صوته بلا وعي ، وقال : “ هل أزعجك… كثيرًا ؟”


تفاقمت مشاعر تشي تشاو فجأة ، 

مزيج من القلق وعدم الاطمئنان ،


{ أنا دائماً متشبث بفو نان آن منذ فترة طويلة ؛ 

و جهودي دائمًا أحادية الجانب ….

هل … ينفر مني البروفيسور ؟ }



راقب تشي تشاو تعابير فو نان آن بحذر


لكن عندما تحول الحديث إليه ، ارتسم عبوس خفيف على 

وجه فو نان آن، ثم ضحك ضحكة هادئة 


فو نان آن : “ بماذا تفكر ؟” 



لم يشعر تشي تشاو بالاطمئنان تمامًا ، فسأل بشكل غريزي: 

“ هل هذا صحيح ؟”


: “ لماذا تقول ذلك؟ مما تخاف ؟” رفع فو نان آن عينيه 

باستسلام ، مستعينًا بتلك العيون الرمادية الفاتحة ليشعر 

به : “ هل تريد المغادرة ؟”


: “ لا!”

هز تشي تشاو رأسه بسرعة ، و صوته مليئ بالصدق 



ضحك فو نان آن بخفة وهز رأسه قائلاً : “ إذن، لا بأس ،،

الذين يستطيعون البقاء هنا هم الذين أريدهم أن يبقوا ،” 

نقّر على سطح المكتب بمفصل أصابعه : “ ركز ،،

كلما أسرعنا في الانتهاء ، كلما تمكنت من العودة أسرع .”


' الذين يستطيعون البقاء هنا هم الذين أريدهم أن يبقوا ' 


سمع تشي تشاو هذه الكلمات فابتسم


أومأ برأسه وقال حسنًا ، وعاد نظره إلى شاشة الحاسوب، 

لكن الابتسامة عند زوايا شفتيه لم يستطع إخفاؤها


{ صحيح …. أنا أعرف طبيعة البروفيسور فو …

فظاهره لطيف ، لكن يمكن أن يكون مباشرًا وباردًا تمامًا عند 

رفض الآخرين …. 

كثيرون اعترفوا له بمشاعرهم ، وكثيرون قالوا أنهم يريدون 

ملاحقته ، ومع ذلك لم يكن هناك أحد آخر بجانبه …

أنا ..  الأقرب إليه }


نظر تشي تشاو جانبًا إلى فو نان آن  ———,


{ هذه الابتسامة الخفيفة على شفتي البروفيسور تحمل لمسة خاصة ، 

ابتسامة لا تظهر إلا عندما يكون معي }


فجأة أشرق عالم تشي تشاو


شعر وكأن قلبه ملفوف بسحابة كبيرة ناعمة ورقيقة ، 

تحلق أعلى فأعلى


شعر أن كيانَه كله على وشك أن يطير بعيدًا ———,


{ البروفيسور فو يريد أن أبقى معه ! }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي