القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch34 احتراق القلب

Ch34 احتراق القلب



جملة واحدة من فو نان آن كفيلة بأن تبعث الطمأنينة في 

قلب تشي تشاو ،،

{ فطالما أن الأستاذ فو ثابت ومتماسك ، فما الذي نخاف منه إذًا ؟ }


تبادلا الحديث قليلًا بعد ذلك ، 

ثم أمسك تشي تشاو هاتفه واستلقى على السرير ، 

غارق في نعاس خفيف ضبابيّ ،

وحين استيقظ مجددًا ، كان رفاقه الآخرون قد غادروا منذ وقت


كان يوم عطلة بالنسبة له، فلم يكن مستعجلًا للخروج


وبعد أن اغتسل على مهل، قصد المختبر


الإعلان عن نتائج المشاريع على وشك الصدور ، 

فبدى الحماس واضح على وجوه جميع أفراد الفريق البحثي ،،

بالنسبة لهم ، كان الأمر شبه محسوم ، 

بل إنهم أعدّوا العدة للاحتفال مسبقًا —-


و كان تشين كايجي يعمل على مشروع آخر تحت إشراف فو نان آن، 

لكنه جاء خصيصًا ليبحث عن تشي تشاو ويحادثه ، 

مدّعيًا أنه يريد ' التمتع ببعضٍ من مجدهم المنعكس '


قال وهو يلف ذراعه حول عنق تشي تشاو ما إن رآه جالسًا في الزاوية يقرأ:

“ عليك أن تدعوني إلى وجبة يا تشي-غااا أراك منشغلًا كل يوم ، 

وهذا المشروع نصف فضله يعود إليك بلا شك!”


تفاجأ تشي تشاو من حركته، وشعر بانزعاج من الذراع 

الملتفة حول عنقه ، فمدّ يده وأزاحها قائلًا:

“ ولماذا أدعوك على حساب مشروعنا ؟ 

أبذل الجهد ، ثم أدفع المال أيضًا ؟”


ابتسم تشين كايجي بخبث ، وحاول أن يعيد ذراعه إلى 

مكانها من جديد قائلًا بمكر :

“ ولِمَ لا؟ ما علاقتنا ببعض؟ 

وما علاقتك أنت بالأستاذ فو؟ 

لو جمعنا الأمور ببساطة ، نحن عائلة واحدة ، فلماذا هذا 

التكلف بين أفراد العائلة ؟”


لم يُعرف من أين أتى بهذه الحجج الملتوية ~ ، 

لكن تشي تشاو لم يسمح له بالاقتراب أكثر ، 

فتراجع قليلًا قائلًا :

“ كفى كفى ، اخرج من هنا .  

بيني وبين الأستاذ فو علاقة نقية تمامًا ، لا تلوّثها بثرثرتك .”


كان تشين كايجي يعرف تمامًا ما بينهما ؛ إذ لم يُخفِي تشي 

تشاو عنه شيئ ، 

و كلاهما قد خاض تجربة الحب بشجاعة ، بل إن تشين 

كايجي قد واسى تشي تشاو مرارًا بعد رفضه الأول


والآن، بعد أن رأى العلاقة بينهما تتقدم بخطى ثابتة ، 

كان أكثر من يفرح بذلك


لم يجرؤ على المزاح حول الأمر في السابق خشية أن يجرح 

مشاعر تشي تشاو، أما الآن فقد زال خوفه تمامًا، 

وصار يجد في كل يوم طريقة جديدة لمداعبته بالكلام


قال ضاحكًا:

“ أليس الأمر مسألة وقت فحسب ؟ 

اعترف له اليوم يا تشي-غا  ،، وغدًا ستكونان معًا ، 

وبعد الغد سيكون لكما ابن يدخل الجامعة !”


ضحك تشي تشاو وردّ عليه بسخرية لطيفة :

“ حسنًا ، حسنًا ، وهل تريدني أن أتماشى مع سياسة الدولة 

أيضًا وأنجب لك طفلًا ثانيًا في المستقبل ؟”


كان المزاح بينهما خفيف ، فتركه تشي تشاو يتحدث كما يشاء ، 

وتبادلا النكات والضحكات طويلًا ، وقد علت وجهيهما ابتسامات صافية


ورغم أنهما لم يقطعا بعدُ تلك ' الورقة الرقيقة ' بينهما ، 

إلا أن تشي تشاو كان يشعر بتغير واضح في موقف فو نان آن تجاهه


لا يعلم إن كان ذلك يُعدّ مرحلة غموض ، لكنه وجد هذا 

التداخل بين القرب والسرية شيئًا غريبًا وساحرًا في نفس الوقت 


لم يجرؤ على تخمين أفكار فو نان آن، ومع ذلك، استمتع 

بتقلبات قلبه التي تهبط وتصعد كل يوم


وطالما أن فو نان آن لم يُصرّح بشيء ، فلن يُفصح هو أيضًا، 

ففي النهاية ، هذه لعبة لا تكتمل إلا بطرفين راغبين


وبعد طول مزاح ، غيّرا الحديث أخيرًا وابتعدا عن موضوع الأطفال


ربّت تشي تشاو على كتف تشين كايجي قائلًا :

“ لا تقلق ، حين نحصل على الموافقة على هذا المشروع، 

سأدعوك لوليمة فاخرة بنفسي .”


بعد جهدٍ طويل ومتواصل ، كان الجميع متشوقين لرؤية 

ثمرة عملهم وقد أوشكت على التحقق


ارتفعت معنويات الفريق ، وامتلأ المختبر بالضحكات 

والحديث المبهج


حتى إنهم ناقشوا مسبقًا المكان الذي سيحتفلون فيه مساءً


لكن عندما صدر الإعلان الرسمي بعد الظهر ،


لم يكن اسم مجموعتهم على القائمة ——-



ما إن رأى الجميع ذلك حتى خيّم الصمت على المختبر


مرّت لحظات طويلة حتى تجرأ أحدهم على القول بصوت خافت :

“ هل هذا… خطأ ؟”


كان من المقرر أن تُعلَن القائمة النهائية في الموقع الرسمي، 

لكنهم قد سمعوا قبل ذلك إشاعات تؤكد أن مشروعهم 

حصل على المركز الأول


و تبادلوا النظرات بتفاهم صامت ، ثم بدأوا بتحديث صفحة 

الموقع مرارًا ، 

يغلقونها ويفتحونها من جديد ، 

لكن القائمة في خانة الإعلانات بقيت كما هي — أي إنهم استُبعدوا


صمت —- 


ثم صمت آخر أثقل من الأول ——


تجمّدت الابتسامات على وجوه الجميع


من الواضح أن لا أحد منهم واجه مثل هذا الموقف من قبل



في النهاية ، تشين كايجي أول من كسر الصمت ، وقال بنبرةٍ حاسمة :

“ يجب أن تتصلوا وتسألوا ،، لا بد أنه خطأ ،، أليست نتائج 

المناقشة والترتيب قد صدرت بالفعل ؟ 

ما الذي يمكن أن يُقصيكم بعد ذلك ؟ مراجعة الأخلاقيات؟ 

أنتم تعرفون أن هذا مستحيل ، أليس كذلك ؟”


نتائج المناقشة تُعدّ في العادة القائمة النهائية ، 

أما ما يليها من مراجعات فليس إلا إجراءً شكليًا ،

كلمات تشين كايجي بدّدت الصمت الثقيل في المختبر


واتفق الجميع على أن الأمر غير منطقي إطلاقًا


فقالت الزميلة الكبرى في المجموعة وهي تومأ برأسها :

“ صحيح ، لنذهب ونسأل .”


وأضاف زميل آخر :

“ اتصلوا بالبروفيسور فو أولًا "



كان فو نان آن في العيادة الخارجية اليوم ولم يأتِي بعد إلى المختبر  

أسرعوا بمحاولة الاتصال به، لكنه تلقّى الخبر قبلهم واتصل هو أولًا 


كان صوته عبر الهاتف عميقًا وثابتًا كعادته، وقال:

“ لا تقلقوا الآن .

لقد طلبت من أحدهم أن يتحقق من الأمر ، وسنحصل على 

الرد في أقرب وقت ، ربما الليلة .”


بعد كلام البروفيسور فو — شعر أفراد المختبر بشيء من 

الطمأنينة ، وردّ كلٌّ منهم بكلمة “حسنًا”، متمسكين بالأمل


كانوا واثقين بقدراتهم ، ولم يستطيعوا تصديق أنهم 

استُبعدوا بهذه البساطة


كانت فترة الانتظار المليئة بالقلق لا بدّ منها ——-

ورغم أن المشروع لم يُعتمد في الوقت الحالي ، فإن 

الأعمال الجارية لا بدٌّ من إنجازها ،

وحتى لو لم يُختَر هذا المشروع حقًا ، فعليهم السعي نحو 

الفرصة القادمة ، 

فالحياة مليئة بالعقبات ، ولا يمكن أن يتوقفوا عند إخفاقٍ واحد


——


حلّ المساء ، الساعة السابعة ، وهي أكثر أوقات المختبر حيوية 


و فو نان آن في المختبر أيضًا ——

لقد بدّل نوبته مع أحد الزملاء وجاء مبكرًا ليشرف على 

تجارب الطلاب ،

ومع أن هذا يُسمّى “ إشرافًا ”، إلا أنه أقرب إلى مواساتهم ،

فالجميع شعر بالإحباط مما حدث


وجود البروفيسور فو بينهم منحهم شعورًا بالثبات ؛ 

و كان بمثابة العمود الفقري للفريق ، والسند الذي يستندون إليه


وبينما يواصلون التجارب ، فالانتظار صامت يسود المكان — 

انتظار لشيءٍ ما —- ربما للأمل ، وربما للحكم الذي سيصدر


رنّ صوت الهاتف في المختبر 

[ مكالمة واردة — البروفيسور تشانغ، الرقم 158… ]


مكالمة من أحد أعضاء لجنة المراجعة ——-

ساد الهدوء التام ، فوقف فو نان آن وتوجّه إلى خارج 

المختبر ليردّ على المكالمة


شعر تشي تشاو بالقلق، فتبعه بخطوات خفيفة إلى الممرّ


الممرّ هادئ ، فتقدّم تشي تشاو بحذر حتى صار قريبًا من البروفيسور فو


لم يكن فو نان آن يراه ، لذا لم يلاحظ وجوده


و الأصوات من الهاتف مكتومة ، فحبس تشي تشاو أنفاسه ، 

ومن خلال تبادل الحديث تمكّن من فهم السياق العام لما يُقال —-


البروفيسور تشانغ أحد المحكّمين الخبراء ، وله مكانة مرموقة ،

قال أنه شخصيًا أُعجب كثيرًا بمشروع فو نان آن،

لكن هذا المشروع هو تعاون بين الجامعة والقطاع الصناعي ، 

ونتيجة المناقشة ليست هي النتيجة النهائية ، 

إذ لا بدّ أن تُقيّم المؤسسة الممولة مدى جدواه العملية —


بدت كلماته وكأنه قال كل شيء ، وفي الوقت نفسه لم يقل 

شيئ واضح على الإطلاق


لم يفهم تشي تشاو إن كانوا مثل هذه الجهات يحبّون المراوغة ، 

لكن كان من الصعب استخلاص إجابة محددة من حديثهم ،


كان معنى كلام البروفيسور تشانغ واضح بما يكفي — أنهم 

يقدّرون فو نان آن ويأسفون لما جرى ، لكن القرار قد صدر 

ولا يمكن تغييره


لكن تشي تشاو فكر بغيظ { إن كان القرار لا يمكن تغييره ، 

أفليس من حقي على الأقل أن أعرف السبب ؟ }

وفي انفعاله ، صدر عنه صوت خافت 


التفت فو نان آن على الفور نحو مصدر الصوت وسأل:

“ من هناك ؟”


تردّد تشي تشاو لحظة في الاعتراف ، 


لكن البروفيسور فو قد أنهى المكالمة ووجّه نظره نحوه مباشرةً : 

“ هل أنت تشي تشاو؟”


لا بدّ من القول إن إدراك البروفيسور فو كان حادًا جدًا، 

يصعب إخفاء أي شيء عنه

وبما أنه كُشف ، فلا فائدة من التظاهر

عبث تشي تشاو بطرف أنفه بخجل :

“ بروفيسور فو…”


ابتسم فو نان آن حين سمع صوته ، وانفرجت ملامحه قليلًا


تشي تشاو : “ كيف عرفت أنه أنا؟”


ابتسم فو نان آن :

“ على الأرجح أنت الوحيد الذي سيتبعني إلى الخارج ليتنصّت "


احمرّ وجه تشي تشاو ، وفرك وجهه بخجل


فو نان آن:

“ كم سمعت من الحديث ؟”


تردّد تشي تشاو لحظة ثم قال:

“ أعتقد أنني سمعت أغلبه .”


فو نان آن :

“ هل تشعر بالغضب ؟”


أومأ تشي تشاو : “ نعم.”


فو نان آن بهدوء:

“ وأنا كذلك . لا تقلق ، لن نترك هذا الأمر يمرّ بهذه السهولة .”


توقّف فو نان آن قليلًا ، ثم واصل حديثه بنبرة ثابتة عميقة:

“ يمكنني أن أتقبّل أيَّ فشل ، لكن ليس تحت ظروف غامضة وغير مبرّرة كهذه ”


كان البروفيسور فو دائمًا بهذا الطبع ؛ صريح ، حازم ، 

لا يقبل بالظلم أو التهاون ،،

وكان يُعلّم طلابه المبدأ نفسه : أن يدافع المرء عن حقّه 

مهما كانت النتيجة ،،


——-


في الأيام التالية ، بدا فو نان آن أكثر انشغالًا من أي وقت مضى


كان يسأل هنا وهناك ، يجمع المعلومات ، ويبحث عن أدلة


وبين هذا الانشغال المضني ، خسر البروفيسور فو بعضًا من وزنه


كان تشي تشاو يراه كثيرًا ما يُسرع في الممرّات ، 

و يخرج مسرعًا ويدخل على عجل —


وخلال يومين فقط ، ظهرت كدمة كبيرة على صدغه — إذ 

ارتطم بشيء وهو يمشي مسرعًا دون انتباه


أصاب القلق تشي تشاو كما أصاب فو نان آن نفسه


ورؤية الجرح على وجهه كانت تؤلمه أكثر مما لو أصابه هو شخصيًا


و في كل فرصة يجدها تشاو ، كان يذهب إلى مكتب فو نان 

آن ليضع له الدواء بنفسه


الزيت الطبي بارد على الكدمة ، ويدلّك تشي تشاو المكان 

برفق وهو يسأله عن مجرى الأمور


قال فو نان آن وعيناه تحملان مزيج من الإرهاق والإصرار:

“ لم يتأكد شيء بعد… 

لكن لا بد أن يأتي يوم تتضح فيه الحقيقة ”


لم يكن في وسع تشي تشاو أن يفعل الكثير في هذا الشأن ، 

لكن لحسن الحظ، كان يوجد زميل فو نان آن الأقدم ، 

البروفيسور جيانغ مينغيوان، المستعد لتقديم المساعدة ،

وقد ساعد جيانغ مينغيوان فو نان آن مراتٍ عديدة سابقاً ، 

لذا حين علم تشي تشاو أنه يسانده هذه المرة أيضًا ، 

شعر بالراحة قليلاً ،


و حين التقى بهذا النائب في مكتب فو نان آن ذلك اليوم ، قال له تشي تشاو بصدقٍ وجدية :

“ بروفيسور جيانغ إن احتجت إلى أي شيء ، فلا تتردد في إخباري . 

قد لا أعرف الكثير، لكني سأساعد بقدر ما أستطيع .”


كان جيانغ مينغيوان في أوائل الأربعين من عمره ، 

ملامحه حادّة بعض الشيء ، لكن قسماته طيّبة ودافئة ،

ابتسم حين سمع كلمات تشي تشاو ، وربّت على كتفه برفق وقال :

“ لا تقلق ، سأساعد بروفيسور فو كما يجب "


كان كلٌّ من فو نان آن وجيانغ مينغيوان يمنحون من حولهم 

إحساسًا عميق بالثقة والاطمئنان ،

ومع تولّيهما زمام الأمور ، خفّ قلق تشي تشاو بعض الشيء


——-


وفي أحد الأيام ، 

خرج تشي تشاو ليشتري طعامًا للبروفيسور فو

ولمّا عاد ، وجد جيانغ مينغيوان في المكتب معه


لم يرغب أن يقاطع حديثهما ، فانتظر طويلاً عند الباب قبل أن يدخل


وبمجرد أن دخل ، كان جيانغ مينغيوان على وشك المغادرة ، 

قال له تشي تشاو:

“ بروفيسور جيانغ ألن تنضمّ إلينا لتناول الطعام ؟”


لم يكن وجه جيانغ مينغيوان على ما يُرام ،

فابتسم ابتسامة متصنعة وقال:

“ عليّ أن أُنجز أمرًا عاجلًا الآن ، في المرّة القادمة .”


كان وجهه متجهّمًا عابس ، ووجه فو نان آن أيضاً ——


و ما إن رأى تشي تشاو ذلك حتى دبّ فيه القلق —-

وضع الطعام جانبًا بسرعة ، 

واقترب يمسك يد فو نان آن وسأله عمّا حدث


ضغط فو نان آن على يده برفق وقال :

“ لا شيء "


يتبع



اللعنة ! 

واضح إنه جيانغ ذا منافق وكلب وخبييييث !!

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي