القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch4 الخطاف الخلفي

Ch4 الخطاف الخلفي


[ الماضي ]


لكن ' الحب ' بالنسبة لتشو تشيشن كلمة مُترَفة ….

علاقته الغرامية الأولى في الخامسة عشرة من عمره ،


في ذلك الوقت ، كان يعيش في بلدة صغيرة بجوار شنيانغ، 

وكانت هناك فتاة في صفه تُدعى شو سوسو ،

تضفر شعرها على شكل ذيل حصان مزدوج ، 

هي من بادرته بالتقبيل ،


كانت شو سوسو تُعتبر من جميلات الصف ، 

ولديها عدد كبير من المعجبين الأوفياء ، 

و أحدهم فتى من نفس المدرسة يُدعى تشن تنغ، 

وكان سريع الغضب ، فلما سمع بما حدث جاء ليتحداه في قتال ،


شتاء شنيانغ بارد جداً ، وتجمهر حوالي خمسة أو ستة فتيان 

للمشاهدة ، فخلعا معاطفهما الصوفية وقمصانهم واستمرا 

في القتال وهما يتمرغان على الإسفلت ،


لم يتذكر تشو تشيشن سوى أن جسده وأنفاسه كانا حارين جداً ،


تشن تنغ أكبر منه بعام واحد ، والفتيان في سن المراهقة 

يكبرون بسرعة ، لم يكن تشو تشيشن أطول أو أقوى منه ، 

لكنه قاتل بقسوة وعناد ، ونجح في تثبيت تشن تنغ تحت 

جسده فلم يستطع الحركة ،


تذكر أن رموشه كانت طويلة جداً ، أطول من رموش شو سوسو 

و تتحرك بسرعة ووجهه أحمر وهو يتنفس بصعوبة تحت جسده ،

لقد مر أكثر من عشر سنوات ، لم يعد يتذكر شكل شو 

سوسو بالتحديد ، ولا يتذكر شعور تلك القبلة ، 

لكنه يتذكر رموش تشن تنغ المرتعشة ——


' الرغبة ' كلمة غير مرئية وغير ملموسة ، 

و تلك المرة الأولى التي يرسم فيها تشو تشيشن تجسيداً 

ملموساً لهذه الكلمة ——-


في تلك الليلة تعلَّم تشو تشيشن البالغ من العمر خمسة 

عشر عاماً عدة أشياء ——

فعندما علم والده تشو تشنغ هاي ، الذي كان عاطلاً عن 

العمل ومدمناً على الكحول ، بشجار تشو تشيشن وتشن تنغ 

في المدرسة ، ضربه خمس عشرة صفعة على وجهه وهو 

يقول إن كل صفعة تقابل سنة من سنوات شقاوته —-


عرف أنه وجوده في هذا المنزل غير مرغوب فيه


وقتها أخته الصغيرة ، تشو تشيروي ، قد بلغت عامها الأول ، 

وتوقفت عن البكاء ونامت بصعوبة في الغرفة الداخلية ،


كان تشو تشيشن على وشك أن يثير فوضى وصراخ مع 

والده ، ولكنه تحمل الصفعات بصمت حتى لا يوقظ شقيقته …..


تعلَّم ما يعنيه وجود أخت صغرى في حياته …. 


في اليوم نفسه سأله أصدقاؤه الذين كانوا يلعبون معه عما 

حدث لوجهه ، فأجاب بأنه سقط وتعثر على وجهه ،



تعلَّم الكذب من أجل حفظ ماء الوجه ..



لكن الأهم من ذلك كله ، 

وتحت بطانية سريره ، حيث تذكر شجارهما —- شعر بحرارة 

لا تُحتمل ، و غريزياً ، لمس نفسه ، 


يتذكر شكل تشن تنغ ووجهه الأحمر وأنفاسه الثقيلة تحت 

فخذيه ، ومارس العادة السرية لنفسه للمرة الأولى



عرف أخيراً لماذا لم يكن متحمساً عندما قبلته الفتاة ، 

ولماذا لم يشعر بشيء تجاه عيني شو سوسو الجميلة ، 

أدرك أنه ينجذب إلى الأولاد …..



في سن الثامنة عشرة ، حدث أول تغيير غيَّر حياته —-


جاء تجنيد الجيش الجوي في شنيانغ ، فقبل دون تفكير ، وتم تجنيده 


في ذلك الوقت كانوا العائلة يعتمدون على الإعانة الزهيدة 

لوالده بعد فقدان وظيفته وراتب والدته من مصنع النسيج، 

ومع وجود تشو تشيروي ، كانوا يواجهون صعوبة في توفير لقمة العيش ،


لم يكن تشو تشيشن متفوقاً في دراسته ، 

وكان يعتبر ' زعيماً مشاغباً ' لا يستطيع المعلمون السيطرة 

عليه ، لكن نظراً لمهاراته الرياضية الجيدة ، كان خيار 

الانضمام إلى الجيش أمراً منطقياً تماماً ،


أما بالنسبة لشعوره تجاه الأولاد ، فإن الضغوط التي عاناها 

كل عام وكل شهر وكل لحظة منذ سن الخامسة عشرة 

أجبرته نفسياً على تجاهل وجود هذا الشعور تقريباً — كانت 

فكرته آنذاك بسيطة وساذجة ، 

أشبه بوضع دفتر شيكات في خزنة : لدي سر ، سأغلقه 

بإحكام في صندوق وأضع عليه قفلاً ، وأبعده ، 

ثم أخرجه عندما يحين الوقت المناسب ، 


لم يتخيل أن الحب شيء قريب جداً من قلب الإنسان ، 

ومهما حاول إخفاءه ، سيُكشف في يوم من الأيام ….


———

و بعد عامين ونصف ، كان تشو تشيتشن على سطح حاملة 

الطائرات من طراز 003 جيان ولأول مرة رأى باي زيوي ——


معظم ضباط توجيه الهبوط على السفن (LSO) كانوا من 

طياري الطائرات الحربية ، 

لأن الطيار وحده يفهم الطيار الآخر ، وباي زيوي لم يكن استثناءً ،


باي زيوي أكبر من تشو تشيتشن بسنتين ، 

وفي السنة التي انتقل فيها تشو تشيتشن من منطقة شنيانغ 

العسكرية إلى البحرية ، كان باي زيوي أفضل طيار مقاتل 

على متن السفينة ضمن الدفعة الغسكرية رقم 29


وقتها لم يمضِي على عيد ميلاده الحادي والعشرين سوى 

يومين ، وكان لا يزال يشعر بالغثيان من الأمواج مرتين يوميًا، 

لكن عندما صعد لأول مرة إلى السطح ورأى المقاتلة J-15 

وهي تهبط وسط هدير الأمواج ، كان باي زيوي هو الذي 

خرج من قمرة الطائرة الضيقة ليقود الهبوط


عندها شاهد الجنود الجدد الشريطين الفضية و النجمة على كمّه ، 

واستقاموا للسلام العسكري ، 

وفكروا في أعلى درجات الشرف والتفاني والهدف النبيل


يفكر تشو تشيتشن في هذا كله أيضًا ، لكنه كان يفكر في شيئ آخر… 

يتذكر رموش تشن تنغ وهي ترتجف عندما كان في الخامسة عشرة من عمره


عندما أصبح طيارًا ، كان باي زيوي قائده ( مدربه ) المباشر ، 

وكان تشو تشيتشن أكثر الجنود ذكاءً وإثارة للمشاكل تحت قيادته ،


و بعد عام أصبح باي زيوي ضابط توجيه الهبوط ، 

وكان يوجه تشو تشيتشن في كل هبوط على السفينة ،



في البداية كان تشو يضطر لإعادة الهبوط ثماني مرات من 

كل عشر محاولات ، ثم أصبح ينجح في كل المحاولات العشرة


لاحقًا حصل تشو تشيتشن على لقب أفضل طيار على متن 

جيان 15 ، وكان ذلك مستحقًا تمامًا 


كان يعلم أن باي زيوي رجل مستقيم ولا يشعر بالانجذاب 

تجاهه ، وكان  تشو يخفّي مشاعره ، 

ويكتفي بأن يكون أفضل صديق له وأوفى رفيق له ،

ومع ذلك ، كان شعوره معقدًا : رغم أنه يعلم أن الحب 

بينهما مستحيل —— لكن كل هبوط ، وكل عملية تعليق الحبال ، 

وكل كأس خمر شاركها مع باي زيوي ،

وكل حديث عن الفتيات اللواتي أُعجب بهن ، 

بدا وكأن زيوي يثبت استحالة هذا الحب بينهما ، 

ويشهد تشو بصمت على حبّه من طرف واحد —- مشاعر لن يتبادلها مع الذي أمامه


الحب من طرف واحد طريق مسدود ، 

لكن … تشو وجد نفسه يتعمق فيه أكثر فأكثر ….


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي