Ch45 احتراق القلب
حين احتضن فو نان آن الشخص الذي طال اشتياقه إليه،
شعر أخيراً بأنّ ما يحدث حقيقيّ، ليس حلم ولا خيال
مدّ يديه يتحسّس وجه تشي تشاو ، يلمسه بحذر شديد ،
كأنّه يخاف أن يختفي إن ضغط أكثر
تشي تشاو قد عاد على عَجَل ، منهكاً من السفر ،
و أنفاسه متقطّعة ، وخدّاه باردان كالجليد
دفأ فو نان آن وجهه براحتَي كفّيه وسأله بصوت خافت:
“ ألم تقل إنك لن تعود ؟ لِمَ استعجلت في العودة ؟”
قال تشي تشاو وهو يمدّ يده ليمسك بظهر يد فو نان آن:
“ فقط… أردت أن أعود "
حتى في البرد ، كانت أطراف أصابعه دافئة حدّ السخونة ،
قبضته مشدودة وهو يكرّر بانفعال صادق :
“ اشتقت إليك أستاذ ، اشتقت إليك كثيراً .”
تفاجأ فو نان آن قليلاً ، شعر بأنّ في نبرة تشي تشاو شيئاً غير
مألوف ، لكن لم يسأله
اكتفى بأن يربّت على يده بإبهامه ، مهدِّئاً ومواسياً
ومع الوقت ، هدأت أنفاس تشي تشاو شيئاً فشيئاً
عانق فو نان آن من جديد ، وأسند رأسه على كتفه قائلاً بصوتٍ مبحوح :
“ اشتقت إليك كثيراً… جداً "
لقد قال فو نان آن ذات الجملة يوم اندفع إلى حفل تخرّج
تشي تشاو ، مدفوعاً برغبته في رؤيته
والآن ، تشي تشاو هو من كرّر الفعل نفسه —-
فالمحبّون متشابهون دائماً — إن اشتاقوا ، سعوا للقاء ،
مهما كانت المسافة أو التعب
فاللحظة التي يلتقون فيها تمحو عناء الطريق كلّه
قد تكون الرحلة باردة ، لكنّ القلوب دافئة
الجوّ في الخارج قارس ،
ولم يحتمل فو نان آن أن يتركه واقفاً أكثر
وبعد كلمات قليلة ، أمسك بيده وأدخله إلى الداخل
الغرفة خافتة الإضاءة ؛ ففو نان آن قد اعتاد العيش وحده،
و لم يكن يُشعل سوى مصباحٍ صغير قربه — فالقليل من
الضوء يكفيه ما دام لا يرى شيئاً على كل حال
لكن بوجود تشي تشاو ، تغيّر الأمر
ما إن دخلا حتى ضغط فو نان آن على زرّ الإضاءة ، فغمرت
الأضواء الساطعة أرجاء المكان
كان الضوء أمامه ما يزال ضبابياً في عينيه ، لكنّه شعر كأنّ
النور نفسه يحاول أن يشقّ طريقه عبر الظلمة
قال فو نان آن وهو يتحرك بانشغال:
“ لا بدّ أنك متعب من الطريق ...”
كان تشي تشاو يحمل حقيبة سفر كبيرة ، فمدّ فو نان آن يده
ليلمسها ويساعده على وضعها جانباً، ثم صبّ له كوباً من
الماء الساخن :
“ اجلس على الأريكة لترتاح قليلاً ، واشرب ماءً دافئاً "
لكن تشي تشاو لم يسمح له بأن ينهض كثيراً ، فتقدّم سريعاً،
أخذ الكوب منه ووضعه على الطاولة ، ثم ضغط على كتفيه
ليجلسه قائلاً بابتسامة :
“ لا تُتعب نفسك يا أستاذ ، أنا أملك يدين ورجلين ، وإن
عطشت سأجلب الماء بنفسي ، لن أتكلف معك .”
ابتسم فو نان آن وأومأ برأسه ، مستسلماً لتصرّفه
لكنه لم يستطع الجلوس طويلاً دون حركة
فبعد دقيقتين فقط ، تذكّر أكياس الزلابية التي اشتراها في
وقتٍ سابق — لم يكن له مزاجٌ للأكل حينها ، أمّا الآن وقد
عاد تشي تشاو ، فالأمر مختلف تماماً
تذكّر كم يحبّ تشي تشاو الزلابية ، وخشي أنه لم يتناول
طعامه بعد ، فقال وهو يهمّ بالنهوض :
“ هل تناولت العشاء؟ سأقوم بتسخين الزلابية "
لم يكن منزل فو نان آن مجهزاً للطبخ بالنار ، لكنه يحتوي
على أجهزة مطبخ ذكية متعددة ، وتحضير الزلابية لم يكن بالأمر الصعب
قال تشي تشاو وهو يلف ذراعه حول خصره ليبقيه قريباً منه
بينما ينحني نحوه : " لا تزعج نفسك أستاذ ،،،
لست جائع . لا أريد الفطائر ."
: " لما لا؟" تسبب الاقتراب المفاجئ في انخفاض الأريكة
قليلاً ، ابتسم فو نانان بابتسامة مستسلمة وتوقف عن
الحركة : " ماذا تريد أن تأكل إذاً ؟"
أجاب تشي تشاو بصراحة ، مستمراً في الالتصاق به:
“ لا أريد شيء ،،، اشتقت إليك… أريد أن أُعانقك فقط "
عندما يصبح الحبيب شديد التعلق حقاً ، يصبح الأمر لا يُحتمل ،
لم يستطع فو نان آن مقاومة هذا ، فمن يتحمل هذا الوضع
من ثنائي شابين لم يلتقيا منذ فترة طويلة ؟
و بعد أن تبادلا المداعبات بحب والتصق بعضهما ببعض
لوهلة ، ثارت الغرائز لديهما بطبيعة الحال
كان فو نان آن يُفكر في أن تشي تشاو قد تعب كثيراً من
سفره ، ولم يرغب في فعل هذا معه ،
ولكن تشي تشاو عانقه مباشرةً حول عنقه وتجاوزه قليلاً ليجلس على فخذيه ،
تشي تشاو: " أريد هذا يا أستاذ "
فو نان آن: " ماذا تريد ؟"
تشي تشاو: " أريدك أنت "
بعد أن قال ذلك ، مد تشي تشاو يده ليفتح أزرار قميص فو نان آن
زر، زرّان ،
ضغط فو نان آن بيده على يد تشي تشاو ، يفرك راحة يده: " ما هذا ؟
لِمَ أنت مبادر جداً اليوم ؟"
لم يُجب تشي تشاو على هذا السؤال مباشرةً ،
بل سحب قميص فو نان آن وقبّل شفتيه
يعض ، يمزق ، تشي تشاو يتنهد ويتوسل كجرو صغير
جلس فوق فخذي فو نان آن، وشعره الناعم يلامس أذن فو نان آن،
قائلاً له وهو يتنفس بصعوبة : " أستاذ ،،، أنا أريدك "
كان هذا حقاً مغرياً جداً ، فالحبيب المشتاق أمامه مباشرةً ،
ولا يمكن لأحد أن يقاوم هذا الإغراء
تحركت تفاحة آدم فو نان آن، فرفع يده وصفعه على
مؤخرته صفعة خفيفة ،
ثم فرك مؤخرته : " أنت من جلبت هذا لنفسك …."
أراد تشي تشاو أن يستمر في إثارته ، فقبّل أذنه بمبادرة منه: " نعم ، أنا من جلبته لنفسي ،،،
كنت أرغب في هذا منذ فترة طويلة ."
التنفس الخفيف والناعم بمثابة تحريك غير مُعلن للمشاعر ،
ولا يمكن لأحد أن يتحمل هذا الإغواء ، فتوقف فو نان آن عن أي مقاومة
ضغط على كتف تشي تشاو وبدأ في تقبيله
الأستاذ فو —- الذي لطالما كان لطيفاً ، لم يكن ليناً على
السرير ،
فبمجرد أن يرغب في ذلك ، يستطيع بسهولة استعادة زمام السيطرة
———— 🔞
و تخبط الاثنان في طريقهما إلى الحمام ،
ورفع فو نان آن يده وفتح الدش، وعندما انهمر الماء
الساخن من الأعلى، ارتجف تشي تشاو لا إرادياً
غطى فو نان آن عينيه بيده ، وأخذ المزلق من الرف الجانبي
و انصب السائل البارد على يده ، فدفّأه فو نان آن قليلاً
ثم وضعه على مؤخرة تشي تشاو
و عندما دخل طرف إصبعه في ذلك المكان ، ضيّق تشي
تشاو ساقيه غريزياً، فقد مر وقت طويل دون ممارسة،
وشعر بعدم ارتياح بسيط
سحب فو نان آن إصبعه وصفعه على مؤخرته :
" استرخِي قليلاً "
كان هذا مُخجلاً جداً
الصفعة على المؤخرة لم تكن مؤلمة ، لكن الشعور الغريب
سبّب شعوراً نفسياً بالخجل
عينا تشي تشاو لا تزال مغطاة بيد فو نان آن، وتحت الظلام،
تضخمت جميع الحواس
هذا الشعور بأن يكون تحت سيطرة شخص آخر — جعله
خائفاً ومتشوقاً في آن واحد
نادى تشي تشاو بصوت مبحوح: " أستاذ فو"
ضحك فو نان آن بهدوء: " ألم تكن ترغب في هذا منذ زمن؟ لِمَ تختبئ الآن ؟"
و استمرت أصابع فو نان آن في مداعبة داخل تشي تشاو،
إصبع، إصبعان
أطراف أصابعه النحيلة هي المفضلة لدى تشي تشاو دائماً،
وعندما يمسك يدي فو نان ، كان يشعر بقوة صلبة ،
والآن ، اليد التي يحبها أكثر من غيرها تُمسك أكثر مكان
حساس لديه
ثنى فو نان آن أصابعه قليلاً ،، وقال: " خطأي أنني جعلتك
تشتاق لهذه الدرجة ، سأُرضيك اليوم ."
و استمرت أصابع فو نان آن في الضغط المتكرر على أكثر
الأماكن حساسية لدى تشي تشاو ،
ولم يمنحه أي فرصة لإلتقاط أنفاسه
سرعان ما انتهى تشي تشاو بفعل ما أحدثه به ،
وكانت منطقة فخذيه خدرة ،
وشعر بمتعة جعلت أصابع قدميه الصغيرة تشد ،
سحب فو نان آن إصبعه ضاحكاً وقال : " تذكر ، هذا هي الجولة الأولى لك فقط "
تعمّد فو نان آن أن ينتهي تشي تشاو أولاً ، ولكن في المرة
الثانية لم يكن الأمر بهذه السرعة
و بعد أن تم التوسيع تقريباً ،
عانق تشي تشاو فو نان آن، فالأصابع وحدها ينقصها شيء ما
و بعد أن وصل إلى النشوة ، شعر بالفراغ ، وكان يفضل أن يمتلئ بـ فو نان آن
" أستاذ ، أعتقد أنني جاهز ..." قال تشي تشاو بهدوء
فو نان آن: " هل تريد أن نفعلها هنا ؟ في الحمام ؟"
تمتم تشي تشاو بـ "ممم" خفيفة، وأدار ظهره وسند يداً
واحدة على الحائط، وباليد الأخرى أمسك بقضيب فو نان آن
من الخلف : " أنا أريده الآن "
فو نان آن أطول بكثير من تشي تشاو ، و هذه الوضعية غير
مريحة بعض الشيء
كان على تشي تشاو أن يقف على أطراف أصابعه ،
وأن يرفع مؤخرته للأعلى حتى يتمكن من الوصول
أغمض عينيه ونزل للأسفل ، وشعر أنه يتمدد شيئاً فشيئاً
بالتأكيد مر وقت طويل دون ممارسة ، وتشي تشاو أراد ذلك حقاً،
لكن إدخاله كان صعباً حقاً
كان فو نان آن ضخماً جداً، وفي المرة الأولى، استغرق الاثنان
وقتاً طويلاً حتى تمكن من إدخاله
و في هذه المرة ، تمتم تشي تشاو دون أن يتمكن من
إدخاله بالكامل ، وشعر بالإحباط قليلاً: "لِمَ أنت ضخم هكذا..."
من الواضح أن الشكوى المليئة بالاستجداء أرضت فو نان آن
ابتسم فو نان آن : " لا تتعجل"، ثم رفع مؤخرة تشي تشاو
ودخل فيه ببطء: "هل هذا مناسب؟"
تشي تشاو: "مناسب "
غيّر فو نان آن الزاوية قليلاً : " حسناً ، وماذا عن هذه ؟"
ظهر في صوت تشي تشاو نبرة بكاء خفيفة : " مناسب "
تشي تشاو وحده يعرف أن فو نان آن يتعمّد إثارته
كلاهما من خلفية طبية ، وكلاهما على دراية جيدة بجميع
تراكيب الجسم ، وليست هذه هي المرة الأولى لهما، ومع
ذلك كان فو نان آن في كل مرة يستطيع لمس المكان الأكثر
حساسية لدى تشي تشاو بدقة
كان بإمكانه بسهولة أن يجعل تشي تشاو يصل إلى النشوة ،
ومع ذلك —- يسأل تشي تشاو مراراً وتكراراً عن ردة فعله ،
يسأله إن كان مناسباً ، وإن كان يُعجبه
الأمر الذي لم يطق تشي تشاو احتماله هو مداعبة فو نان آن بهذه الطريقة
كان الشيء الضخم الملتهب يدخل ويخرج منه ،
و السوائل تتدفق ببطء من بين مؤخرته ،
يعرف تشي تشاو أنه مزلّق ، ومع ذلك شعر بأنه ' هو ' بسبب فو نان
خاصةً عندما يتعمّد فو نان آن استخدام إصبعه ليرفع ذلك
السائل ويمسحه عليه ،
ويسخر منه : "لِمَ أنت رطب هكذا ؟"
احمرّ وجه تشي تشاو وهز رأسه ، ولم يتمكن أبداً من الإجابة على سؤاله
لحسن الحظ، لم يكن فو نان آن ينوي حقاً جعله يجيب
واستمر في التعمق داخله ،، ويدلع مراراً وتكراراً على مكان حساسيته
كانت حركة فو نان آن بطيئة ، ولم يستطع تشي تشاو التماسك حقاً
منطقة فخذيه مبتلة تماماً، وعيناه امتلأت بالدموع
هذا الشعور بالمداعبة كاد يجعله يجن ،
فقد كاد يصل إلى حافة النشوة عدة مرات ، ولكن ينقصه
القليل ، وعندها يتوقف فو نان آن فجأة
: " لا تفعل هذا أستاذ … أتوسل إليك … "
لم يعد تشي تشاو يحتمل، وكاد لا يستطيع الوقوف
تنهد متوسلاً فو نان آن — قائلاً " أنا أحبك كثيراً "
و " أستاذ ، كن أسرع "
شعر فو نان آن بالرضا، فأمسك خصره وقذف داخل جسده،
وجعله هو أيضاً يصل إلى النشوة
كانت درجة الحرارة في الحمام حارة بشكل مخيف ،
وبخار الماء المتصاعد جعل الرؤية ضبابية ،
و أثناء التنظيف بعد ذلك ، مارسا الجنس مجدداً
كان تشي تشاو بالفعل لا يستطيع الوقوف
و استمر الاثنان في فعلها لساعات ،
وبعد الانتهاء —— كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل
———————————— 🔞
ومع حلول العام الجديد ، أعد فو نان آن فطائر الزلابية المطهوة على البخار لـ تشي تشاو ليأكلها ،
وتناولها تشي تشاو بشهية
سأله فو نان آن: " هل شعرت بالرضا اليوم ؟"
لقد كان راضياً جداً لدرجة أن صوت تشي تشاو أصبح مبحوحاً من البكاء ،
شعر بالحرج من الإجابة على هذا السؤال ، واستمر في تناول
الزلابية ورأسه للأسفل ،
تعمّد فو نان آن إساءة فهم قصده ، وعندما استلقيا في
السرير بعد الانتهاء من الأكل ،
عانق خصره وسأله : " ماذا ؟ ، هل ما زلت تريد ؟"
" لا أريد ، لا أريد !! .. " هز تشي تشاو رأسه على عجل، وقال
بتوسل : "أستاذ ، أنا حقاً لا أستطيع فعلها بعد الآن ."
توقف لحظة : " هل ما زلت تريد ؟
هل يمكنني أن أساعدك بيدي ؟"
: “ لا حاجة، استرح جيدًا ” رد فو نان آن و ذراعه على ظهر
تشي تشاو { حقًا لا أريد أن أبدأ ! بمجرد أن يبدأ المرء ، يكون من الصعب التوقف !!!
لقد فعلنا ما يكفي لفترة طويلة !
جسد تشي تشاو لم يعد قادرًا على التحمل }
وجنتا تشي تشاو لا تزالان محمرّتين ،
رفع وجهه وقبّل فو نان قبلة طويلة
لم يكن الثنائي الشابان قد تقاربا هكذا منذ فترة ،
وعندما حدث ذلك ، كان الأمر شديد ، لكنه بعد الانتهاء
الحقيقي ، أصبح كله حنانًا
وجود فو نان آن كان دافئًا ومطمئنًا ، فأزال تعب تشي تشاو من يوم السفر
تشي تشاو بشكل غريزي تقرب أكثر إلى حضنه ،
وتحدثا قليلاً ثم غفا دون أن يدرك
————-
صباح اليوم التالي ——
بعد أن نام تشي تشاو على راحته ، نهض بكسل ليحضر
الإفطار لفو نان آن
لكن فو نان آن لم يدعه يذهب ، أمسكه من رقبته وقرص
مؤخرة عنقه برفق ، وقال :
“ لقد ارتحت الآن . ألن تخبرني بشيء ما ؟”
تشي تشاو لم يرد على الفور ، رمش بارتباك :
“ أخبرك بماذا ؟”
حلّل فو نان آن بهدوء : “ لقد كنت متوترًا جدًا بالأمس ،،
أن تكون بهذا النشاط والمغازلة ليست طبيعتك ،
والعودة دون كلمة ليست من أسلوبك أيضًا ،
مهما كان ، كان يجب أن تتصل بي قبل العودة ،
هل حدث شيء ؟”
وكعادة حاسة فو نان آن الحادة ؛ لا شيء يهرب من انتباهه
تشي تشاو كان لا يزال مترددًا ، متلعثمًا ، لا يعرف من أين يبدأ
فو نان آن قرص مؤخرة عنقه مجدداً :
“ أخبرني "
نبرة صوته كانت لطيفة ، لكنها تحمل لمسة من الحزم :
“ لا تخفيه عني "
قليل من البرودة في نبرة فو نان آن جعلت تشي تشاو يشعر بالذعر
{ لم يكن يستحق أن يغضب فو نان آن بسبب هذا }
أمسك تشي تشاو يد فو نان آن وقال:
“ أستاذ سأخبرك "
أخذ نفسًا عميقًا ، وجمع شجاعته أخيرًا
تشابكت أصابعه مع فو نان آن وسأله :
“ مايك جاء للبحث عنك مرة بعد ذلك ، أليس كذلك ؟”
فو نان آن لم يؤكد ولم ينكر —-
“ كيف عرفت ؟”
تشي تشاو : “ مايك أخبرني ،،
في الليلة التي سبقت الأمس ، أنهيت تجربتي متأخرًا بعد
منتصف الليل ،
صادفته في الطريق ، وسألني لماذا لم أعد لأجدك…
وهكذا اكتشفت أنه ذهب لرؤيتك مجدداً لاحقًا…
لماذا لم تخبرني أبدًا ؟”
بعد الجدال في المستشفى ، لم يرى تشي تشاو مايك مجددًا
كان يظن دائمًا أن موقفه الحازم قد ردع مايك
لم يدرك القصة كاملة إلا عندما صادفه بالصدفة تلك الليلة ،
فوجد أن مايك قد بحث عن فو نان آن مرة أخرى
سواء كان مايك يبالغ في تقدير نفسه أو عنيد ، لم يكن من
السهل عليه الاعتراف بالهزيمة —- نشأ على القتال من أجل
ما يحبه ، ولم يعتبر نفسه لطيفًا أو متنازلًا بشكل خاص
و في اليوم التالي لوصول فو نان آن، رتب لقاءً آخر معه
….
اعترض مايك طريق فو نان آن مباشرة في ممر المستشفى
حينها ، كان تشي تشاو لا يزال في الغرفة —-
مايك : “ نحتاج أن نتحدث "
فو نام لم يرغب في أن يؤثر ذلك على مزاج تشي تشاو ،
فتبع مايك إلى الحديقة الصغيرة في الطابق السفلي
وقف فو نان آن ثابتًا في الحديقة الصغيرة ، مستندًا على عصاه ، وسأل :
“ عن ماذا تريد أن التحدث ؟”
قال مايك بصراحة ، واضح أنه مستعد لكل شيء : “ أنت تعرف مقصدي ،،
أنا معجب بتشي ، أريد أن أتحداك بشكل عادل .”
عندما يلتقي الخصمان ، تتقد أعينهما بالكراهية —-
مايك قد خطط منذ زمن لاستراتيجيته ضد فو نان آن
و سرد نقاط قوته ونقاط ضعف فو نان آن واحدة تلو الأخرى
قربه من تشي كان أكبر ميزة له، ناهيك عن عيب فو نان آن
القاتل — عماه
واصل مايك الحديث طويلاً عن شبابه وقوته ،
وعن مكانته المريحة ،
مع كل كلمة ، كان شعوره بالثقة يتصاعد ،
لكن نبرة فو نان آن بقيت هادئة بلا أي اهتزاز
“ وماذا في ذلك ؟”
نظر فو نان آن إليه بعين رمادية صافية ، بلا أي أثر لموجة ، وسأله :
“ هل وقع في حبك ؟”
جعلت هذه الجملة مايك عاجزًا عن الكلام
كان فو نان آن هادئًا جدًا ، فأشعل ذلك غضب مايك
لا يزال مشهد المودة الحميمية الذي شاهده يوم أمس
حاضراً في ذهنه ،
و موقف فو نان آن جعل مايك يشعر وكأنه مهرج ،
فلم يتردد في استخدام ورقته الرابحة —
مايك : “ نعم ، أعترف ، تشي يحبك الآن حقًا ، لكن المشاعر
يمكن أن تتغير ” كلماته بلا رحمة ، فعندما تتصاعد
المشاعر — لا أحد يكبح نفسه ، و كان يعرف بالضبط أين يؤلم فو نان :
“ لا تظن أن حب تشي لك الآن سيستمر إلى الأبد ،
طالما أنك لا تستطيع الرؤية ، سيكون عماك العقبة الأكبر بينكما .”
هدف مايك كان إجبار فو نان آن على الاستسلام :
“ قد لا تخاف من العقبات الخارجية ، لكن بالتأكيد تخاف أن
يندم تشي أو يكون غير سعيد ، أليس كذلك؟
ربما في البداية ، خلال مرحلة العسل ، لا يظهر ذلك بوضوح ،
لكن مع مرور الوقت ، سيظهر هذا العيب في كل جانب من
حياتكما ،
كم من حبّه لك سيبقى حينها ؟”
الحب في مرحلة النضج ليس نقيًا كما في أيام الدراسة ،
بخلاف الحب نفسه ، يجب النظر في جميع تكاليف الحياة المختلفة ،
ما قاله مايك كان مسائل واقعية جدًا ، ولم يبالغ
فو نان آن لا يرى ، وهذا سبب كافٍ لكل هذه الصعوبات
خلال مرحلة العسل ، كل شيء يبدو مثالي
لكن عندما تستقر الحياة في روتينها ، تظهر كل العيوب في
تفاصيل الحياة اليومية ، تمامًا كما واجها منذ بدء علاقتهما
التحديات المستقبلية لن تقل ، بل ستزداد
و كلما تحدث مايك أكثر ، زاد اعتقاده بصحة حجته ،
ونبرته أصبحت أكثر غرورًا ، و تحدى فو نان آن مباشرةً :
“ أنت لست مناسبًا له ،،
ستنفصلان عاجلًا أم آجلًا ، لماذا تضيع الوقت هنا ؟”
' لماذا تضيع الوقت ؟ ' هذا هو حكم مايك النهائي على
علاقة تشي فو نان آن ——
نظر إلى فو نان آن منتصرًا
وفكر في نفسه ، أنه سيشعر بالغضب لو وُجهت إليه مثل
هذه الانتقادات
لكن تعبير فو نان آن بقي هادئ ، كما لو أنه سمعه ،
وكأنه لم يسمع شيئ
ظل فو نان آن صامتًا لفترة طويلة ، ثم قال بهدوء شديد :
“ لا يهم ”
مايك لم يفهم : “ ماذا قلت ؟”
قال فو نان آن بصوت هادئ كما هو دائمًا : “ ما إذا كان
ذلك مضيعة للوقت ، فهذا ليس من شأنك أن تقرره ،
أنا من في علاقة معه ،
إذا أحببنا بعضنا ، نسعى لنكون معًا ، وإذا لم نحب ، نفترق .
هذه أمور بيني وبينه فقط ، ولا علاقة لك بها كطرف خارجي ،
ولا تحتاج لتعليقاتك ،
كل ما قلته ، لقد فكرت فيه منذ زمن بعيد .”
كل ما قاله مايك كان فو نان آن قد فكّر فيه بالفعل ،
وفي هذا الموقف أصلاً ، لا يوجد أحد قد فكر فيه أعمق منه
عندما لم يقرر بعد أن يكون مع تشي تشاو ، كان قد قلق
وتوتر وناضل
لكن في اللحظة التي قرر فيها أن يكون مع تشي تشاو ، كان
قد وضع كل خططه بالفعل
قرر المحاولة مع تشي تشاو ، بغض النظر عن النتيجة النهائية
: “ أعرف كم هو صعب أن لا أرى ، لا تحتاج لتذكيري بذلك .
لقد كنت أتكيف مع هذه العيون باستمرار ،
الطريق صعب ، لذا أنا ممتن لأن تشي تشاو يمكنه أن يرافقني ،
كوني معه يجعلني سعيدًا كل يوم ، وهذه هي نعمتي ،
لكن حتى لو جاء يوم لم يرغب فيه حقًا بمرافقتي بعد الآن ،
فذلك أيضًا لا بأس ”، توقف فو نان آن قليلًا ، ثم قال ببطء:
“ من سيختاره هو قراره ،
أريد أن أكون معه ، لكن ما أتمناه أكثر هو سعادته ،
لا أعلم إن كنت الأفضل ، لكنه يستحق الأفضل "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق