Ch18 ffb
عندما ذبلت آخر زهرة بيغونيا في الخريف ،
أُطلِق رسميًّا مشروع ' شراب سيووجيا شووشين الفموي '
وفي حفل التدشين ، مُنِح الميكروفون لفان شياو —-
فان شياو اليوم يرتدي بدلة فضية منقوشة بخطوط
مربّعة ، وقميص أبيض بلون القمر ،
وربطة عنق رمادية مائلة إلى الفضي
وفوق هذا كله ، معطف من الصوف الأحمر القاني ،
مقارنةً بألوانه المعتادة من الأسود والأبيض والرمادي ،
بدت هذه الألوان أكثر إشراقًا ، تضفي على حضوره هالةً أكثر دفئًا وحيوية
البنطال المفصّل بإتقان برز نحول خصره وطول ساقيه ،
ليبدو في قامته المستقيمة لافتًا للأنظار ، يجذبها إليه من دون جهد
تقدّم بخطوات هادئة نحو المنصّة ، مبتسمًا ابتسامة دافئة
تشعّ تحت شمس سبتمبر
قال وهو يمسك بالميكروفون:
“ لغتي الصينية ليست جيدة جدًا ، فإن أخطأت في التعبير ،
أرجو أن تعذروني ...”
صوته الواثق العميق ينساب بثبات وهو يشرح كل شيءٍ بدءًا
من تخطيط المشروع إلى آفاق السوق ،
ثم التطلعات المستقبلية ،
تحدّث فان شياو بوضوحٍ ومنهجية ، موضّحًا مسار تطوير
الشراب ، وثقته الكبيرة فيه ، وآماله في نجاحه
ولدى اقترابه من نهاية كلمته ، انجرفت عيناه نحو
الجمهور—نحو يو شولانغ
وفي اللحظة التي تلاقت فيها نظراتهما ، تعمّقت ابتسامة
فان قليلًا
قال بنبرة خفيفة تحمل معنىً مزدوجًا :
“ وأخيرًا ، آمل أن يكون التعاون بين فين فنغ الاستثمارية و
بوهاي للأدوية قويًّا وطويل الأمد…
كالعلاقة التي تجمع بين المدير يو وبيني !”
يو شولانغ { تسسسك } وسط تصفيق مدوٍّ ، حافظ على
اتزانه وابتسامته الثابتة ، وإن كانت في أعماقه قد تموّجت
مشاعر يصعب تسميتها ذلك الإحساس الخفيّ ، المتشابك
كخيوطٍ دقيقة ، عاد ليتسلّل إليه من جديد ،
لم يرغب أن يُفكّر كثيرًا ، لم يرغب أن يسيء الفهم أو يتوهّم
ما ليس موجود ،
لكن تلك المودّة التي يغلّفها فان شياو بعباراته ' غير
المثالية ' كانت تُربكه دومًا ،
بطريقة غريبة لم يستطع تحليلها ،
وقبل أن يتعمّق في التفكير ، كان ذلك الدفء الغامض
يتلاشى فجأة وسط صخب المزاح والحديث بين الرجال—
تختفي بلا أثر ….
مرّة بعد مرّة ، جعلته هذه اللحظات يتساءل
{ هل أنا فقط من أُبالغ في الإحساس ؟
هل أنا أُفرط في التفكير ؟ }
بعد انتهاء الحفل ،
اصطحب يو شولانغ فان شياو لزيارة المكتب الذي جهزوه
شركة بوهاي خصيصًا له ،
قال وهو يفتح الباب ويخطو إلى الداخل:
“ بما أنّ شركة الاستثمار يحتاجون إلى المشاركة في إدارة
المشروع واتخاذ قراراته ، وتوجيه استراتيجيته وخططه ،
فقد طلب المدير ليو أن أُجهّز لك مكتب هنا ،
ليكون من المريح لك متابعة المشروع مستقبلاً ...”
ثم أفسح له الطريق مبتسمًا:
“ الرئيس فان تفقّد المكان ، إن كان هناك أي شيءٍ آخر
تحتاج إليه فسأجعل أحدهم يجهّزه فورًا .”
دخل فان شياو إلى المكتب وأغلق الباب خلفه بهدوء
ومن دون أن يُلقي نظرةً واحدة على الأثاث ، أخرج من جيب
معطفه الصوفي الفاخر علبة مرطّب للبشرة
وما إن فكّ الغطاء حتى انتشرت الرائحة العطرة في الهواء ،
قال وهو يعبس قليلًا :
“ الجوّ جافّ جدًا ، بشرتي لم تعد تحتمل "
أخذ كمية كبيرة بيده ، وبدأ يدهن وجهه بها ، يفركها
بحركاتٍ دائرية سريعة
ثم التفت نحو يو شولانغ، ومدّ العلبة إليه كما لو أنه يقدّم
له شيئًا ثمينًا:
“ هل تريد أن تضع بعضًا منها ؟”
ضحك يو شولانغ بخفّة ، ودفع العلبة برفق عائدًا إياها إليه:
“ لا أحتاج "
كان يرتدي بدلة فقط ، فألقى نظرة على معطف الصوف
الذي ما زال على كتفي فان شياو وسأله :
“ ما زلت غير معتاد على المناخ هنا ؟”
قال فان شياو وهو يعيد العلبة إلى جيبه، ثم يجلس
باسترخاء على الأريكة الموجودة قرب المكتب :
“ الجوّ هنا بارد وجافّ معًا "
لوّح بيده أمام وجهه كمن يحاول تهوية رائحة العطر ،
ثم سأل مبتسمًا :
“ هل رائحتي قوية الآن ؟”
رفع يو شولانغ حاجبه قليلًا ، وضغط شفتيه كأنه يوشك أن يتكلم لكنه تراجع
فسأله فان شياو باستغراب :
“ ما الأمر ؟”
أشار يو شولانغ إلى وجهه :
“ المرطّب لم يُوزَّع جيدًا "
: “ حقًّا ؟” مسح فان شياو وجهه بعشوائية ، ثم رفع رأسه نحوه قائلًا :
“ كيف الآن ؟”
اقترب يو شولانغ قليلًا :
“ هنا… وأيضًا هنا "
كان فان شياو يشعر بحضور يو شولانغ يقترب شيئًا فشيئًا،
يملأ الفراغ من حوله
رفع عينيه نحوه ، وفي وهج الضوء المنسكب من النافذة ،
رأى ملامحه قريبةً جدًا ، واضحة حتى كاد يعد كل رمشٍ في عينيه
حبس أنفاسه من غير قصد
بدا له وكأن الهواء من حولهما قد توقّف عن الحركة ،
حتى ذرات الغبار الراقصة في شعاع الضوء بدت أكثر
وضوحًا من أي وقتٍ مضى ،
وفجأة خطر بباله فكرة غريبة
{ هذا المكتب مكان جيّد فعلًا—واسع بما يكفي ليحتوي
صدى نبض قلبي المتسارع }
: “ هنا ؟” قال فان شياو وهو يمرّر أصابعه المرتبكة على
وجهه ، وقد فقد كل أناقته : “ هل أصبح موزّع بشكل جيد الآن ؟”
تنفّس يو شولانغ بهدوء ، واقترب أكثر قليلًا ، حتى كاد طرف
إصبعه يلامس البشرة السمراء الفاتحة
قال بصوتٍ خافت :
“ هنا "
ابتسم فان شياو :
“ إذن هل يمكن أن أُتعب المدير يو قليلًا ليساعدني ؟”
تجمّد يو شولانغ للحظة ، وقد أدرك فجأة مدى قربهما
توجهت نظراته نحوه ، ليجد أن عيني فان قد تثبتت عليه في
هذه الأثناء — و تحت ضوء الشمس المتناثر ،
ظلال حاجبيه وعينيه يُمكن وصفها بجملة بسيطة مثل —
' النور ' و ' اللطف ' تتجسّدان أمامه بشكلٍ حيٍّ نابض
وردّ فعله الأول ، بطبيعة الحال ، كان أن يتراجع للخلف ،
لكن قبل أن يتمكّن من الحركة ، أمسك فان شياو بمعصمه بخفة وسرعة
: “ شولانغ … " ناداه فان شياو بصوت يكاد يكون همس ،
دافئ ، متموّج كأنه نُقِع في ضوء الشمس ،
قال بنغمة خافتة تحمل رجاء خفيف :
“ ساعدني ، همم ؟”
عاد ذلك الإحساس الغريب يتسلّل إلى يو شولانغ من جديد
ومجدداً ، بدأ في تحليل الموقف بهدوء داخلي :
{ هل هذا مجرد تصرّف عفوي بين رجلين؟
أم… إغراء مقصود ؟ مداعبة تطول أكثر مما ينبغي ؟ }
وبعد صمتٍ امتدّ طويلاً ، لامست أطراف أصابعه أخيرًا تلك
البشرة الناعمة ، يُسوّي بسرعة ما تبقّى من بقع المرطّب
التي لم توزّع جيدًا
قال فان شياو بابتسامةٍ خفيفة : “ شكرًا ”، شاكراً إيّاه قبل أن
يتمكّن يو شولانغ من سحب يده
وفي اللحظة التالية ، عاد فان شياو إلى طبيعته ، مازحًا
بخفة وهو يُثني على المكتب ، قائلاً إن ترتيبه مثاليّ ويفوق التوقّع
أما يو شولانغ — فبينما يفرك أصابعه معًا ، شعر بملمس لزج خفيف ما زال عالقًا به
رائحة الكريم الغنية تصاعدت ببطء ،
كأفعى تتلوى في الهواء ،
تلفّه ببطء وتترك في صدره انقباضًا مبهمًا ،
{ هل أُبالغ في التفكير مجددًا ؟ }
كان فان شياو صديقًا جيّدًا ، ولم يرغب يو شولانغ في فرض
ظنونه الغامضة عليه
لذا، وكعادته، كتم ذلك الإحساس الغريب في صدره
ثم استدعى أحد موظفيه ، وأمره بتجهيز مرطّب هواء قويّ
الأداء لمكتب فان شياو
ابتسم فان بكسل متعمّد وقال :
“ المدير يو حقًا يعرف كيف يدللني .”
ثم أخرج سيجارة ، ومدّها نحوه بعرض خفيف :
“ تفضل .”
قال يو شولانغ ضاحكًا :
“ اخرس .”
أخذ السيجارة ، وانحنى قليلًا ليلتقط اللهب الذي أشعله فان
شياو من أجله ، ثم قال وهو يزفر الدخان :
“ توقّف عن التذرّع بأنك لا تُحسن التعبير ،
أنت دائمًا كنت فقط…”
تعلّق صوته لحظة ، والدخان الأبيض يتلاشى بينهما بخفّة ،
ومن خلال هذا الضباب ، سأله فان شياو بابتسامة مشوبة بالفضول :
“ كنت فقط ماذا ؟”
ذلك البرود الخفيف في ملامح فان شياو جعل يو شولانغ
يتردّد لحظة ، ثم قال أخيرًا :
“… كنت دائمًا خبيثًا ”
كرر فان شياو الكلمة " خبيث … " ثم انفجر ضاحكًا
أسند مرفقيه إلى ركبتيه ،
واهتزّت كتفاه قليلًا من شدّة الضحك
قال وهو ما يزال يضحك:
“ بصيرة المدير يو حادّة حقًا ،،
أحيانًا أعتقد أنني خبيث بالفعل ….”
ثم أضاف بنبرةٍ مازحةٍ غامضة :
“ مثلًا… أن أستولي على يوم الإجازة الوحيد للمدير يو خلال
نصف شهر كامل ، وأجعله يقضيه برفقتي .”
كان مشروع الشراب الفموي قد تطلّب جهدًا متواصلًا لأكثر
من نصف شهرٍ متتالٍ ،
عمل فيه الفريق لساعاتٍ إضافية دون انقطاع ،
ومع بدء المشروع رسميًّا في موعده ، عُدّ ذلك نجاحًا
مرحليًّا ، فمُنح الفريق يوم إجازة واحد فقط
: “ آسف…” بدأ يو شولانغ بالكلام ، لكن فان شياو قاطعه مبتسمًا:
“يبدو أن هناك من ما زال مدينًا لي بشكر "
( لأنه الإجازه بسبب استثمار فان اصلاً — مزحة ملتوية )
نقر يو شولانغ بلسانه بخفّة " تسسسسك " ، وبدت عليه الحيرة
ففي الآونة الأخيرة ، كان لو تشن يتصرّف معه بغرابةٍ بعض
الشيء — فإن لم يبادر هو بالاتصال ، لم يكن لو تشن يسعى إليه مطلقًا
طوال علاقتهما — ، لم يكن يو شولانغ من النوع المتعلّق أو
اللحوح ، بل لو تشن هو الذي لا يفارقه —يتّصل ، يرسل
الرسائل ، ويشاركه حتى أتفه التفاصيل ،
كصورة فنجان قهوة بسيط ،
لكن في الأسابيع الماضية ، غرق يو شولانغ في العمل ،
ومرّت أيّامٌ عديدة دون أن ينتبه إلى غياب رسالة واحدة من لو تشن ،
وحين اتصل به ، كان لو تشن إما منهمكًا في العمل أو نائمًا ،
مرّ أكثر من نصف شهر دون أن يتبادلا حديثًا حقيقيًّا واحد
شعر يو شولانغ بالذنب—بأنه أهمله وانشغل عنه ، مما جعله يستاء
ولذلك ، قد خطّط مسبقًا لأن يصطحبه في يوم الإجازة إلى
ديزني لاند في لينتشنغ
ومع ذلك ، —- لم يبدو لو تشن سعيداً كثيرًا ، —-
فحين تحدّث معه عبر الهاتف ، تردّد طويلاً حتى وافق على مضض ، —-
{ اهههخ … التعامل مع لو تشن مرهق بما فيه الكفاية ،
وها أنا الآن مضطرّ لمواجهة فان شياو أيضًا .. }
قال يو شولانغ وهو يجلس إلى جوار فان شياو بنبرة هادئة مائلة إلى المسايرة :
“ أعرف أنني مدين لك، لكن غدًا لديّ موعد حقيقي لا أستطيع تأجيله ”
ابتسم فان شياو وسأله بهدوء بنبرة مزاح :
“مع حبيبتك ؟”
عضّ يو شولانغ على سيجارته ، وزفر سحابة رقيقة من
الدخان ثم ردّ بهدوء :
“ مع شريكي "
أومأ فان شياو بتفهّمٍ كامل ، وقال بصوتٍ دافئٍ مفعم باللباقة :
“ إذن لا يجب أن أُزعجك . أتمنى للمدير يو عطلة سعيدة مقدّمًا ”
التفت يو شولانغ إليه ، وعندما رآه يبتسم ، لاحظ كيف
تراخت ملامحه قليلًا ، فتألّقت في وجهه مودة صافية ،
ودفء هادئ أشبه بعذوبة اليَشم—لين بما يكفي ليُدفئ القلب
هزّ يو شولانغ رأسه مبتسمًا على نفسه ،
استغرب من أفكاره القديمة ومن كثرة مبالغته في تحليل
تصرّفات فان شياو
قال بصوت منخفض فيه شيء من الدعابة :
“ من أين أتيت بذلك الكريم أصلًا ؟
أنت تركز كثيراً على عنايتك ببشرتك ، لكنك لا تهتم بتعذيب أنوف الآخرين ؟ "
ثم نهض ببطء ، ونظر إلى فان قائلًا :
“ هل لديك عملٌ بعد هذا ؟ إن لم يكن ، فسأرافقك لشراء
كريم حقيقي هذه المرة .”
لمع على وجه فان شياو لمحة سعادة ، فنهض ووضع ذراعه
بخفّة على كتف يو شولانغ، وقال وهو يمدّ صوته بطريقة ساخرة :
“ لا تُنكرها يا مدير يو !!! أنت حقًا تُدلّلني !! "
تقلّصت أصابع يو شولانغ قليلاً، لكنه تماسَك ولم يُبعد
الذراع المستندة إلى كتفه…
———————-
في داخل المول التجاري،
فان شياو يستند على أحد الجدران ، يتحدث عبر الهاتف
وعلى بُعد خطوات قليلة ، يو شولانغ يُكافح ضيقه وصداعه
الناتج عن عالم مستحضرات التجميل ،
يستمع بأدب وصبر إلى شرح موظفة المبيعات وهي تسهب
في عرض المنتجات
راقبه فان شياو من بعيد ، والابتسامة على شفتيه لا تفارقه ،
لكن عينيه ظلّت باردة
اتّصل ، وسرعان ما ظهر صوت لو تشن من الطرف الآخر ،
يحمل نغمة دهشة ممزوجة بالسعادة :
“ الأستاذ فان ؟ ما المفاجأة ! كيف تتّصل بي بنفسك ؟”
ضحك فان شياو وقال بنغمة لطيفة تحمل لمحة دعابة :
“ ولِمَا لا ؟
هل يُسمح لي فقط بمراسلتك على ويتشات دون الاتصال بك؟”
سارع لو تشن بالردّ :
“ لا طبعًا ، يمكنك الاتصال متى شئت .
قصدت فقط أن السيد فان مشغول دائمًا …”
قال فان شياو بصوتٍ أكثر دفئًا ، وفيه ابتسامة واضحة:
“ مهما انشغلت ، لا يمكنني أن أنسى تشن تشن ...”
ثم رفع نظرته إلى يو شولانغ، وابتسامة هادئة تلوح في
عينيه ، وأضاف بنغمة كسولة تحمل بين طيّاتها نوايا لا تُقرأ :
“ هل أنتَ متفرّغ غدًا يا تشن تشن؟”
: “ هاه …
هل هناك ما يريد السيد فان أن يتحدث معي بشأنه؟”
: “ لقد أمضيت وقتًا طويلًا في هذه المدينة ، ومع ذلك لم
تتح لي الفرصة لأتجوّل فيها كما ينبغي ،
وغدًا يصادف أن لدي وقت فراغ ، فأردت أن أطلب منك أن
ترافقني في جولة .”
: “ أوه، فهمت…”
: “ إن لم يكن لديك وقت، يمكنك الرفض، لا بأس في ذلك.”
: “ لا، لدي وقت ، لدي ... إذن، في أي ساعة نلتقي غدًا ؟”
: “ في التاسعة صباحًا ، عند محمية شيدي "
حين أنهى الاتصال ، كان يو شولانغ قد انتهى بالفعل من
اختيار كريم الوجه لفان شياو
وعندما غادرا المركز التجاري ، جذبا الأنظار أينما مرّا ،
بما يمتلكانه من وسامة وطول قامة
ما إن دخلا السيارة وربط يو شولانغ حزام الأمان ، حتى رنّ هاتفه
السيارة مغلقة بإحكام ، والمسافة بينهما ضيّقة
في هذا الصمت ، تسرب الصوت من الهاتف بوضوح خافت:
“ شولانغ وصلني للتو إشعار… غدًا الشركة رتّبت لي عملًا طارئًا .”
لم يكن يو شولانغ يدخن داخل السيارة قط، لكن في هذه
اللحظة أثارت رغبته الملحّة في السيجارة ،
أدار السيجارة بين أصابعه وقال بنبرة هادئة :
“ حسنًا، فهمت . سأُلغي الحجز والفندق ، ونخطط من جديد لاحقًا "
من بداية الاتصال حتى انقطع ، لم تمضِي ثلاثين ثانية ،
عضّ على السيجارة دون أن يشعلها ، وحدّق بصمت في النافذة
أدار فان شياو المحرك ، وانطلقت السيارة بهدوء
قال بصوت يحمل مسحة خفيفة من التعاطف:
“ ألغى الموعد ؟”
: “ طرأ له أمر "
. “ إذن… هل يمكن أن…”
التفت يو شولانغ إليه، نظر إلى ملامحه المتوترة قليلًا ، وابتسم :
“ بالتأكيد ، إلى أي مكان تريد الذهاب غدًا سأرافقك "
: “ محمية شيدي ،، نلتقي في التاسعة والنصف صباحاً "
ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة ، وانعكس ظلالها على
مرآة السيارة الأمامية
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق