القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch58 ffb

Ch58 ffb



في مشهدٍ نادر ، أقام يو شولانغ مأدبة شراب دعا إليها 

مجموعة من الأصدقاء والمعارف ، 

بحجة شكر شيو باوتيان على دعمه لشركة بوهـاي للأدوية —-


كان المدعوّون كثيرين ، ومن بينهم فان شياو وشي ليهوا ، 

حتى إن شو باوتيان — الذي عادةً لا يرضى بسهولة — حضر 

هذه المرة دون أن يُثير أي مشهد مزعج


الجوّ كان مرحًا ، يغمره الدخان والضحك ،

البعض أمسك بالميكروفون يغني بصوت مبحوح ، 

والبعض الآخر غاص في أحاديث وهمية وهو يعبث بساق 

الفتاة الجالسة إلى جواره


ومع فيض المجاملات التي أُغرِق بها باوتيان ، تخلص تدريجياً من بقايا غضبه ، 

رفع الكأس أكثر من مرة ، 

وشرب النبيذ مع فان شياو ويو شولانغ ، 

وتدفقت كلماته بحرية أكبر ،

لف ذراعه حول فتاة ، وقبّلها على خدها ، وتنهد قائلاً : 

" هذه هي الحياة اللعينة الحقيقية !”


ابتسم يو شولانغ وقال بنبرةٍ خفيفة :

“ ما رأيكم أن نلعب بضع جولات ؟”


لم يعترض أحد


جلس الضيوف الرئيسيون حول الطاولة ، وبدأوا لعبة الورق


حركات يو شولانغ كانت دقيقة وسلسة — يخلط الأوراق 

ويقطعها بخفة جذّابة — لكن فان شياو شعر فجأة بانقباضٍ 

في قلبه ، كأن شيئًا خفيًّا يُنذره


اليوم بدا يو شولانغ طبيعيًّا تمامًا : هادئًا ، متّزنًا ، 

وساحرًا في التعامل مع أي موقف ، 

لم يعامل فان شياو بشكل مختلف عن المعتاد ، 

لكن تلك النظرات التي كان يلقيها نحوه بين الحين والآخر… 

كانت باردة ، خفيفة كالدخان ، لكنها تحمل شيئ لا يمكن 

الإمساك به — شيئ يشبه التهديد


لام نفسه على وساوسه ، ومدّ يده لا شعوريًا يلمس تميمة 

بوذا ذي الوجوه الأربعة المعلّقة على صدره ، 

محاولًا كبح هذا الاضطراب الغامض في صدره


قال يو شولانغ وهو يوزّع الأوراق بابتسامة خافتة :

“ الخاسر يشرب فحسب ؟ مملّ بعض الشيء أليس كذلك ؟ 

ما رأيكم أن نلعب بشيء أكثر… إثارة ؟”


لمعت عينا شيو باوتيان حماس وقال وهو يضحك :

“ وااه يا مدير يو ! بدأت أزداد إعجابًا بك ، 

كلّما كان اللعب أجرأ كان أمتع !”


حتى شي ليهوا بدا متحمسًا ، نقل السِوار لـ معصمه الآخر 

وقال بابتسامة مائلة :

“ هيّا بنا "


فقط فان شياو عبس جبينه قليلًا ، يعرف تمامًا طبع يو شولانغ، 

فهو ليس من أولئك الذين يقترحون ألعابًا محفوفة بالمخاطر ،

{ الأمر …. مريب فعلاً … }


يو شولانغ — الذي لا يدخن أبدًا في الأماكن العامة —-

أخرج السيجارة التي بين أسنانه ، ونقر عليها ليتساقط الرماد ، 

فأضاء طرفها بوهج أحمر خافت ثم  أعادها إلى شفتيه ،

خلط الأوراق والتفت إلى فان شياو : 

" ماذا عنك يا سيد فان ؟ هل ترغب في اللعب ؟"


تلاقت نظراتهما ، وفي عيني يو شولانغ عمق لم يتمكّن فان شياو من فهمه

أراد أن يُهدئه ، فخفض صوته قائلاً بلين :

“ كما تقرر يا مدير يو "


التفت يو شولانغ جانبًا ، وبدأ يوزّع الأوراق مجددًا



أصابعه الطويلة أمسكت آخر بطاقة وقذفها بخفة للطاولة ،

ثم دفع الكؤوس التي سبق أن ملأها بالشراب إلى أمامهم ،


على حامل فضي منقوش بزخارف معقدة ، 

وُضعت ستة كؤوس صغيرة للشرب ، 

وفيها سائل بلون كهرمانيّ داكن ، 

كفتيل مشتعل بالأمل والرغبة ، خطير ومغري في آنٍ واحد


قال يو شولانغ بنبرة باردة وهو يحدّق في الشراب :

“ ستة كؤوس من الخمر ، أضفتُ مادة إلى أحدها فقط . 

الخاسر يشرب أيّ كأس يشاء ، 

أمّا من تصيبه الكأس المخلوطة بالمادة ، فذلك أمر للقدر”


جملته هذه كالقنبلة ، صدمت الرجال الثلاثة الآخرين


{ هذا المشهد… بدا مألوفًا جدًا ! }


شي ليهوا تذكّر أخيرًا — قبل سبعة أو ثمانية أشهر ، في هذه

الحانة نفسها ، بل في هذه الغرفة نفسها تقريبًا ، 

كانوا قد دبّروا مكيدة ضد ' يو القديس الصالح ' 

حين استأجروا إحدى المضيفات تتظاهر بأنها موظفة لدى شو باوتيان 

ثم تظاهروا بأنهم يضعون مادة في الشراب أمام يو شولانغ، 

وكأنهم ينوون التعدي على الفتاة


قضوا تلك الليلة كلّها يستمتعون بمشاهدة قلق يو شولانغ وارتباكه ، 

ويحاول مرارًا وتكرارًا إنقاذ الفتاة لكنه يفشل في كل مرة ، 

حتى اضطر إلى شرب النبيذ المخلوط بنفسه ——


والآن —- ، يو شولانغ بنفسه هو من يقترح اللعبة نفسها


لم يكونوا أغبياء ، لقد أدركوا على الفور أن الأمر قد انكشف ——


التفت شي ليهوا غريزيًا نحو فان شياو —— ,

ثم ضحك شو باوتيان ضحكة قصيرة وساخرة ، وألقى أيضاً 

نظرة على فان شياو —— ,


يو شولانغ لاحظ تبدّل تعابير وجهيهما ، وفي النهاية تبع 

نظراتهم وأسند بصره بدوره نحو فان شياو ——— ,


كان الرجل ينظر إلى الأسفل ، ملامحه هادئة يصعب قراءتها ، 

وساعداه مستندان على ركبتيه وهو يميل قليلًا إلى الأمام 

ليمسك بعلبة الكبريت على الطاولة


تقليب أعواد الكبريت هذا كان من عاداته حين يتملكه 

القلق أو الغضب ، 

ولا يعرف هذه التفاصيل إلا من كان قريبًا منه حقًا ——,


كان قلب يو شولانغ يهبط شيئاً فشيئاً مع كل حركة من أصابع فان شياو ،،،،


يعرف هذه العادة الصغيرة — أن يُقلّب الكبريت بين 

أصابعه حين يضطرب أو يغضب


وفي اللحظة التي شد فيها يو شولانغ يده بقلق ، 

توقّفت يد فان شياو في منتصف الطريق ، 

ثم أخذ أحد الكؤوس الستة ،


وفي حركة واحدة ، شرب فان شياو الكأس دفعةً واحدة


الآخرون: “!!!”


أعاد الكأس إلى مكانها ، وعلى وجهه ملامح استرخاء طبيعي وهو يقول:

“ المدير يو يمزح فقط ، ألا تعرفونه بعد ؟ 

أكثر الناس التزامًا بالقانون ، لن يقود سيارته بعد الشرب حتى في فناء منزله ، 

كيف يمكنه أن يفعل مثل هذه الحيل ؟ إنه يمازحكم فقط”


وأثناء كلامه ، شدّ بخفة كمّ يو شولانغ — إشارة خفيّة 

بين العاشقين تنبهه إلى أن يتراجع


في هذه اللحظة ، ارتفع صوت المغنّي إلى نغمة حادة ، 

واندفع صوته فجأة بانكسارٍ مبحوح شتّت انتباه شو باوتيان 

وشي ليهوا للحظة ، 

فاغتنم فان شياو الفرصة ، وانحنى قليلًا نحو يو شولانغ 

ليهمس له بصوت خافت وسط الإيقاع الصاخب :

“ الآن ليس وقت التعامل مع شو باوتيان ، 

لقد ساعدك تواً في مسألة بوهاي ، لا يمكنك أن تلمسه الآن ،

إن كنت تريد تأديبه ، فستجد الوقت الكافي لاحقًا .”


رفع يو شولانغ عينيه إليه وقال ببرود :

“ أتظن أنني أريد تأديبه ؟”


خفض فان شياو صوته أكثر ، وقال بجدية :

“ وإلا فماذا ؟ 

صحيح أنه وغد 

لكن الوقت فعلاً غير مناسب للتحرك ضده "


حدّق يو شولانغ في فان شياو بعينين جامدة ، بينما 

ارتسمت في ذهنه صورة الأمس—المحادثة التي جرت بينه 

وبين تلك الفتاة المضيفة في هذه الغرفة نفسها ——-


—— أمس ——


كانت الفتاة كما تذكّرها ، نقية الملامح ، ترتدي فستانًا أبيض ، 

وعلى وجهها لمسة خفيفة من المكياج ، مختلفة تمامًا عن البقية ،

أشعلت سيجارة ، ونفثت دخانها بهدوء ، وقالت بصوتٍ فيه أثر تعب السنين :

“ أنا ألعب دور البريئة ، كثير من الرجال يحبّون هذا النوع ”

ثم التفتت إليه ، 

تحدّق فيه بعينين تحملان شيئ من الدهشة :

“ أتذكّرك …. كنت واحدًا من القلائل الطيبين الذين مرّوا عليّ ،،،

في ذلك الوقت ظننتك أحمقًا ، هل كان يستحق الأمر أن 

تساعد شخصًا غريبًا تمامًا ؟ ”


قال يو شولانغ بهدوء وهو يفتح زجاجة ماء ويدفعها نحوها:

“ يستحق ، 

طالما أستطيع المساعدة ، سأفعل . 

وإن لم أستطع ، فلن أتصنّع البطولة وأضع نفسي في خطر ”


توقّفت سحابة الدخان لحظة ، وصمتت الفتاة قليلًا ثم 

تابعت بنبرة مبحوحة يغمرها صخب الموسيقى الآتية من الخارج :

“ أنت جئت إليّ اليوم ، لأنك تريد أن تسأل عن شيء

أليس كذلك ؟”


أومأ يو شولانغ برأسه :

“ نعم، أريد أن أعرف… 

من الذي تلاعب بي في المرة الماضية ؟”

 

ضحكت الفتاة ، لكن في ضحكتها سخرية مرّة :

“ الآن فقط أدركت أنهم كانوا يعبثون بك؟ يا لك من أحمق ”

ثم فكّرت قليلًا وقالت :

“ أنت تعرف ، في مهنتنا اللسان إن لم يكن مقفلاً ، فلن نجد لقمة نأكلها ”


قال يو شولانغ بهدوء :

“ أعلم ذلك ، وأتفهم هذا … ” 

ثم أخرج محفظته ووضعها أمامها :

“ لا أعرف كم أحتاج أن أدفع لتخبِريني بما تعرفين ؟”


رمقته الفتاة بنظرة حادة ، وأطلقت ضحكة قصيرة ممزوجة بالتهكم :

“ ما زلت تنظر إلينا نظرة احتقار ، أليس كذلك ؟” 

ثم أطفأت سيجارتها في المنفضة وقالت :

“ اشترِ لي حلوى ، وسأخبرك ...”

رفعت رأسها نحو السقف ، في عينيها حزن ووحدة ، 

و بصوت خافت :

“ ومن غيرك يا ترى؟ 

أنت أول رجل طيب صادفته منذ أن دخلت هذا المجال ”

ترددت كلماتها الأخيرة في أذنيه :

“ كلهم أوغاد ، كلهم كانوا يلهون بك كما يلهون بمهرّج ”


فسألها يومها بصوتٍ مبحوح :

“ كلهم ؟”


فكّرت الفتاة قليلًا ، ثم قالت بعد تردد:

“ ذلك الرجل الجالس في المقعد الرئيسي لم يتكلم كثيرًا ، 

لكنه كان يعرف ، أنا متأكدة من ذلك ”


يو شولانغ :

“ أأنت واثقة ؟”


: “ لستُ… متأكدة تمامًا ،” بعد لحظة صمت : “ لكن 

حدس النساء نادرًا يخطئ ،

هو ربما بدا وكأنه لم يتدخل ، لكنه بالتأكيد ليس شخصًا جيد ”


وقفت ، امسكت بالحلوى بين شفتيها ، وقالت وهي تنظر 

إليه بجدية حزينة :

“ يا عزيزي هؤلاء الرجال لا يمكنك أن تلمسهم ، 

كلهم ملاعين أغنياء ، 

الأفضل أن تبتعد عنهم تمامًا… ولا تفكر بالانتقام .”


كان ظلها وهي تغادر الباب العريض الفخم يبدو هشًّا ، 

خط واهي يمكن أن يُمحى بسهولة من على صفحة الذاكرة ،


——-


عندما استعاد يو شولانغ وعيه من شروده ، 

شعر بتعبٍ مفاجئ ، 

ملّ من كل هذه المناورات والألاعيب ، 

من الاختبارات الخفية ، 

ومن الأقنعة التي يتبادلها الجميع …..


رفع عينيه نحو فان شياو ، وحدّق فيه نظرة عميقة ، 

ثم وجّه كلامه مباشرةً إلى شو باوتيان بنبرة صريحة كحدّ السيف :

“ نائب الرئيس شو … تلك المرة… الموظفة التي ادّعيتَ أنها تحت إمرتك ، 

كانت مزيفة ، أليس كذلك ؟ 

استأجرتها فقط لتخدعوني؟”

رفع كأسه قليلًا وبدأ يحرّك الشراب برفق بين أصابعه :

“ أما المادة التي أضفتُموها في الشراب ، فكانت حقيقية ، 

حين شربتُها ، هل بدا لكم الأمر حينها ممتعًا ؟ مثيرًا ؟”


“!!!”


اتسعت أعين الرجال الثلاثة بدهشة ، 

فقط فان شياو كان الأسرع في إخفاء انفعاله


رفع عينيه ببطء ونظر إلى شو باوتيان الذي تجمّد في مكانه ، 

ثم قال جملة سريعة بلغة تايلندية


وبعد أن لاحظ النظرات المستغربة ، 

تمتم بلا أي أثر للاعتذار :

“ عذرًا لقد زلّ لساني بالتايلندية بلا قصد ”

عاد إلى الصينية بنبرة هادئة ، يحاول ظاهريًا التخفيف من 

حدة التوتر بين يو شولانغ وشو باوتيان : 

“ يا نائب الرئيس شو المدير يو ما زال منزعجًا قليلًا من تلك الحادثة القديمة ، 

لم لا توضح له ما حدث وقتها ؟ 

إن تحدثتَ بصراحة ، سينتهي سوء الفهم .”


لعن شو باوتيان من بين أسنانه ، يكاد ينفجر غضبًا ، 

يتمنى لو يلكم فان شياو ويشقّ وجهه ليكشف عما تحته من 

خبث : “ اللعنة…”

لكن تلك الجملة القصيرة التي لم يفهمها بالتايلندية ذكّرته فجأة : 

, ——- إن فضح فان شياو الآن ، فكل ما بناه طوال 

الشهور الماضية سينهار ——- ,


وبينما يتردّد ، جاء صوت شي ليهوا هادئًا ، باردًا كحدّ السيف :

“ المدير يو … في الواقع… أنا من أراد أن يعبث بك في تلك المرة ”


: “!!!”



شي ليهوا لم يكن من المدخنين ، لكنه أخرج سيجارة في 

تلك اللحظة ووضعها بين شفتيه دون أن يشعلها، وقال بنبرة باردة :

“ كنت أراك لا تروق لي ،،، 

كنتُ أظن أنك تتقرّب من فان شياو لغرضٍ ما، تتظاهر 

بالتحفّظ والتعفف وأنت في النهاية لست سوى مدير مكتب بسيط ، 

لكنك تتصرف وكأنك نجم يحتاج فان شياو إلى خدمتك ،

لذا في ذلك اليوم قلتُ للوريث شو أننا نريد أن نمزح معك 

قليلًا، لنسخر منك .”

ثم نظر نظرة جانبية نحو يو شولانغ وأكمل :

“ الوريث لم يقصد الأذى ، لكن أنا كنت أقصده ”

أشعل السيجارة و بازدراء :

“ ما زلت لا أطيق رؤيتك ، اللعنة

هل تعرف كم أنفق فان شياو على أخيك ؟ 

أليس هذا ما كنت تطمع فيه ؟!”


فان شياو بغضب :“ شي ليهوااااا !!! لقد تجاوزتَ الحدّ "

ثم استدار بسرعة وأمسك بذراع يو شولانغ

وقال بصوت منخفض وهو ونظر جانبياً إلى المتفرجين الفضوليين ، همس :

“ لنذهب . ليس هذا وقت الكلام .”


لم يتحرّك أحد لعرقلتهما ، وظلّت الأجواء مشحونة حتى 

خرج الاثنان من الباب



عندها فقط استوعب شو باوتيان ما حدث وقال ساخرًا :

“ ما الذي حدث للتو بحق الجحيم ؟ 

هل تحول ذلك الوغد فان شياو إلى قديس الآن ؟!”



—-


لكن في الخارج —- ، 

ما إن خطوا خارج الحانة حتى دفع شولانغ فان شياو بقوة نحو الجدار ، 

عينيه تومضان ببرق الغضب ،

سأله بصوت بارد كالسيف :

“هل كنتَ مشاركًا في خداعي تلك الليلة ؟”


تصلّبت عضلات فان شياو ، لكن صوته خرج هادئًا ، متألماً :

“ كيف لي أن أفعل ذلك ؟ 

كنتُ أحميك تلك الليلة من البداية إلى النهاية 

ألا تتذكر ؟”


اشتدّ ضغط يد يو شولانغ أكثر ، 

انحنى واقترب منه حتى صارت أنفاسهما تتداخل ، 

وقال بهمس منخفض يغلّفه الغضب :

“ إذن لماذا كنت متوتّرًا قبل قليل ؟”


ردّ فان شياو بسرعة وهو يرفع عينيه لملاقاة نظرته الحادة :

“ كنتُ متوتّر ؟! 

كنت خائفًا فقط أن تتشاجر مع شو باوتيان وتنفجر الأمور 

من جديد ، هل هذا ذنب أيضًا ؟”


ضحك يو شولانغ ضحكة خافتة ، لكنها لم تحمل أي دفء ، 

ثم رفع يده ، وأصابعه الباردة تحركت ببطء على بشرة فان 

شياو خلف أذنه ، تتبع العصب الرقيق هناك وقال بصوت 

خفيض يحمل سخرية قاسية :

“ هل تعلم ؟ حين تصاب بالذعر الشديد ، ينبض هذا العِرق 

الصغير خلف أذنك بسرعة ، 

عندما تسمع هدير الأمواج ، أو ترى البحر ، أو تغرق في 

كوابيسك القديمة ، يحدث الأمر نفسه ، 

و الليلة تحرك هذا العِرق ثلاث مرات … 

فلا تقل لي إنك كنت خائفًا فقط من شو باوتيان

فمثل تلك الأمور لا تُزعزعك بهذا القدر ، أليس كذلك السيد فان ؟”


ساد الصمت بينهما ، ثم رفع فان شياو حاجبيه ببطء ، 

و عينيه لامعتان بحدة مكبوتة :

“ إذن المدير يو يحكم عليّ بالذنب… بناءً على نبض عِرق ؟”


تراجع يو شولانغ خطوة للخلف ، أرخى يده ، وقال ببرود :

“ صحيح ، لا أملك دليلاً ، لكن قلبي لا يهدأ ”

استدار ، ابتعد ببطء ، وصوته يتلاشى في الظلام :

“ لا أريد أن نلتقي في أي وقت قريب ”



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي