Ch60 ffb
( السيد شا تم ذكره في الفصل 47 )
في قاعة فخمة هادئة تفوح منها رائحة البخور النادر ،
امتزج صوت الموسيقى الهادئة بصفير إبريق الشاي الصيني ،
المكان يوحي بالسكينة ،
كأن الزمن قد توقف عند لحظة صفاء ،
على الأرض سجاد ناعم فاخر يخفف من صوت الخطوات المارين عليه ،
يترك أثرًا صغيرًا ثم يختفي ،
وقف لو تشن عند زاوية الجدار ، يحاول أن يجد في الظل بعض الأمان
وفي نفس الزاوية ، يتكئ رجل آخر
طويل القامة ، في أواسط العمر ، مستندًا على الحائط ،
يُقلّب مقاطع الفيديو على هاتفه بلا مبالاة ،
كلما رأى شيئًا يثير ضحكه ، كانت شفتاه ترتفعان قليلًا ثم
يعود سريعًا إلى جموده المعتاد
قال الرجل دون أن يرفع رأسه :
“ وقتك قصير يا شياو لو ، هل فكّرت بالموضوع ؟”
( الشاب لو تشن )
أجابه لو تشن باحترام ممزوج بعنادٍ واضح :
“ السيد شا لا أستطيع فعل ذلك ”
توقّف الرجل عن التمرير ، وألقى نظرة جانبية إليه ،
ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه :
“ مدير أعمالك حصل لك على فرصة ممتازة ،
كل ما في الأمر أن ترافق تلك السيدة الليلة ( جنس ) ،
وغدًا تصبح وجهًا لحملة الإعلانات الجديدة ”
هزّ لو تشن رأسه :
“ السيد شا ،،، أنت تعلم أنني… لا أميل إلى النساء ”
أومأ الرجل :
“ أعرف . لكن أخبرني إذًا لِم حضرت هذا اللقاء ؟ "
لو تشن : " ظننت .."
قاطعه السيد شا : " شياو لو أنت تعمل في هذه الصناعة
منذ عدة سنوات، أليس كذلك؟
هل ظننت أن مجرد الحديث وسكب المشروبات سيضمن لك الحصول على عقد إعلان ؟"
نظر لو تشن إلى الجدار حيث عُلّقت لوحات تحمل رموز الأربعة النبلاء :
الخيزران ، والأوركيد، والبرقوق، والأقحوان
فازداد ارتباكه وقال بصوت خافت :
“ يمكنني… أن أتحمّل بعض المجاملات ، أو حتى… اللمس ،
لكن ليس أكثر من ذلك "
ضحك الرجل بخفة وهو يشاهد مقطع جديد على هاتفه ،
نقر بزر إعجاب على الفديو ثم أغلق الشاشة ،
وحدّق في الشاب مليًّا ، وقد بدا أن الحديث الجاد بدأ الآن
أشعل الرجل سيجارة جديدة
وضعها بين شفتيه وقال بنبرة باردة :
“ أنت لم تفعل هذا النوع من الأشياء سابقاً ، وأنا لم أجبرك
على ذلك أبدًا ،
شركتنا ليس بيت دعارة — كيف تطور نفسك هو أمر
يخصك أنت وحدك ”
كان يدخن بعنف ، يجرّ نفسًا طويلًا حتى احمرّت وجنتاه،
ثم أطلق دخانًا كثيفًا غلّف وجهه بشيء من الغموض ،
قال بعد لحظة :
“ لكن الآن أنت من أخبرتَ مدير أعمالك أنك مستعد
لتجربة ' الصفقات الراقية ' ( الجنس مع شخص ثري )
الصفقة أُنجزت ، والطرق تمهّدت ، ومليون يوان تنتظرك…
وتريد أن تتراجع الآن ؟ فقط لأنك لا تريد أن تُلمس ؟”
أنزل لو تشن رأسه وقال بصوت مبحوح :
“ السيد شا هذا خطئي ، أقبل بأي عقوبة تراها الشركة مناسبة "
صمت السيد شا للحظة ، ثم سأله :
“ حقًا لا يمكنك ؟”
أجاب لو تشن بإيماءة رأس حازمة
السيد شا : “ حسنًا "
أخذ الرجل آخر نفس من سيجارته ، وسار نحو المذبح
الصغير في الزاوية ،
نفث دخانًا طويلاً وهو يطفئ السيجارة في مبخرة على شكل
زهرة لوتس ،
لكن فجأة ، وبحركة مباغتة ، مدّ ذراعه وأمسك لو تشن من
شعره ، ثم ضرب رأسه بقوة على الجدار
الارتطام كان قاسيًا ، حتى أن الدخان الهادئ من المبخرة
تفرّق فجأة كأنه صُفع أيضاً
تلك السكينة التي ملأت المكان ، تحطمّت في لحظة واحدة
قال السيد شا بصوت مليء بالاحتقار:
“ هل توقعت أنك ما زلت تحت حماية ذلك المستثمر فان
شياو أليس كذلك؟
لكنك الآن لا شيء يا لو تشن — مجرد قطة ضالة تخلى عنها صاحبها !”
شدّ على شعره أكثر ، وأجبره أن يرفع وجهه نحوه:
“ أنا لا أُجبر أحدًا على الدعارة ، لكن هذه الصفقة أنت من وافق عليها ،
واليوم ، شئت أم أبيت — ستفعل ما يجب فعله !”
الضربة قد دوّخته ، لكن ما إن سمع اسم فان شياو حتى
استعاد وعيه بالكامل
اشتدت ملامحه ، تصلب ظهره المنحني من الغضب ،
وصرّ أسنانه بصوت مسموع ، واشتعلت عيناه بشدة ،
هو يعرف جيّدًا أنه وصل إلى هذه المرحلة بسببه — ذلك
الرجل الذي كان يظنه حبّ حياته
لقد أُعجب به بصدق ، ولم يكن طامعًا في ماله أو مكانته ،
لكن حين ظنّ أنهما سيبدآن معًا حياة جديدة ،
حطم فان شياو أحلامه الحلوة بأقسى الكلمات وأكثرها ازدراءً —-
بكلمات جعلته يدرك أنه لم يكن سوى تفصيل تافه في
مسرحيته
كان بالنسبة له تفاحةً تُلقى بعد قضمة ،
زهرةً تُقطف ثم تُرمى ،
صرصورًا يحتضر في صيف قاس ،
أو مهرّج صغير يُضحك الجمهور ثم يُطرد من المسرح ،
ومنذ ذلك اليوم ، صار لو تشن يقضي كل فجر على كرسي في الشرفة ،
منكمشًا في صمته ،
يحدّق في الخيط الأول من النور — المشهد الذي يعشقه يو شولانغ
خلال الوقت الذي قضياه معًا —-
كم مرة استيقظ في الساعات الأولى من الصباح ليجد يو
شولانغ قد غادر السرير — يرى ظلّه خلف الستائر الشفافة ،
جالس في الشرفة محاطًا بهالة من الدخان ، لا يتكلم ،
فقط ينظر إلى الفجر وهو يتسلل من وراء المدينة النائمة ،
في تلك الأيام ، لم يفهم لو تشن المسافة التي كانت بينه وبين يو شولانغ،
جدار لم يستطع يومًا تجاوزه — بل أحيانًا لم يرغب حتى أن يحاول
أما الآن ، فقد أصبح ضوء الفجر نفسه هو عزاءه الوحيد
فكل يومٍ جديد يبدأ ، يحمل وعدًا بأن الماضي ، مهما كان
قاسيًا، سيمضي
وكلمات حبيبه السابق ، التي كانت يومًا تؤلمه ،
أصبحت اليوم ما يمنحه القوة ليستمر ….
لم يسمح لو تشن لنفسه بالندم ——
سواءً كان الطمع في المال ، أو الطمع في الموارد ،
أو الطمع في علاقة جديدة ،
فقد كانت شهوته الطماعة هي التي دفعته لإنهاء علاقته بـيو شولانغ ،
هو من تنقصه الأخلاق ، وهو من خان العلاقة ،
لذا ليس من المنطقي أن يجد ذريعة واهية لتبرير أفعاله
فان شياو مختل ، وهو رجل قذر ، لا شك في ذلك
لم يفكر لو تشن أبداً في العودة إلى يو شولانغ، لأنه لا
يستحقه ، ولأنه يشعر بـالخزي ،
اشتاق لـيو شولانغ ، لكنه اعتبر نفسه غير مؤهل لتملّك ذلك
الرجل مجدداً ،
مع نضوج قلبه ، لم يعد لو تشن مهتماً بالرومانسية ،
وركز على مسيرته المهنية ...
لم تكن موارده جيدة في الأساس ، ولم يكن طموحاً في
السابق ، بل اعتمد على الحظ
و الآن — ، بعد أن اندفع بتهور ودون خطة ، لم يكسب
شيئ ، بل تعرض لمختلف أنواع العراقيل والمكائد ،
وأصبح في حالة يرثى لها
لذا في لحظة من الغضب والتفكير غير الواضح ، اختار لو
تشن أن يسلك الطريق ' الصفقة الراقية '
في هذه اللحظة ، لو تشن — الذي نكث بوعوده ،
يُبّت رأسه على الحائط بواسطة رجل طويل ،
و نصف وجهه مشوهاً ، وغضبه حاد ،
لقد أشعل اسم ' فان شياو ' غضبه ،
ودوره كـعاهرة مدعوم جعله يتفوه بكلمات بذيئة :
" شا هواي آن ! لا بأس أن أمارس الجنس ، سأمارس الجنس
معك أيها اللعين !"
برز وريد أزرق على عنقه
تحرر لو تشن فجأة من قبضة الرجل ،
واستنفذ كل قوته ليرد الهجوم ، قفز وضرب جبهته بقوة على أنف السيد شا
" آه!"
لم يتوقع الرجل القوي أن هذا الشاب الصغير الذي يشبه
القطة الأليفة سيخرج مخالبه
تراجع خطوة للخلف متأثراً بالضربة ، وشعر بألم في أنفه ،
وبدأ سائل ساخن يتدفق ببطء
مسح الرجل دمه وقال متذمراً : " تسسسك ..."
ثم رفع عينيه وقال ببطء : " لو تشن
عليك أن تمارس الجنس معي اليوم شاءت أم أبيت "
في الجناح الفاخر ،
التدفئة قوية جداً ——
شا هواي آن جالس على الأريكة وصدره عارٍ ،
الرجل يبدو ضخماً عندما يرتدي ملابسه ، لكن بعد خلعها،
تبين أنه يمتلك عضلات ضخمة ومفتولة بهذا الشكل
لديه وشم داكن اللون على ذراعه اليسرى، لـ"آكالا" ذو
الوجه الأزرق والأنياب البارزة ،
بدا وكأنه يريد تمزيق الجلد والسيطرة على العالم ،
لم يفهم لو تشن لماذا يكون وجه هذا البوذا ، الذي يرمز
إلى العقلانية والحكمة ، شرير وغاضب إلى هذا الحد
أنهى شا هواي آن عدة مكالمات هاتفية ،
ثم وضع هاتفه جانباً وأشار إلى لو تشن الواقف عند الباب :
" تعال إلى هنا ، مارس الجنس معي "
ارتجف لو تشن ،،،، واختفت شجاعته السابقة بالكامل ،،،،
ولم يتبقى سوى الخوف ،،،،
: " السيد شا أنا آسف "
لم يستطع فتح الباب للهرب ، ليس أمامه خيار سوى الاعتراف بخطئه طواعية
: " الخطأ وعدمه ، نتحدث عنه بعد ممارسة الجنس "
نهض شا هواي آن وخلع حزامه
سقط بنطاله ، كاشفاً عن فخذين قويين ومشدودين
اقترب خطوة بخطوة من الباب ،
محدقاً في القط الصغير الذي لا يستطيع الهرب
: "هل تحتاج مني أي خدمة يا شياو لو ؟"
: " السيد شا سأنهي العقد ،
أنا على استعداد لدفع غرامة إنهاء العقد "
قالها لو تشن بخوف
: " لا تهمني الملايين القليلة التي ستدفعها ..." انسابت
أنفاس شا هواي آن على بشرة لو تشن ،
ثم ضربه في الأسفل : " ما ينقصني هو شيء كهذا "
: " السيد شاااا !" أغلق لو تشن عينيه بإحكام : " أقسم أنني
تعلمت درسي !
أرجوك اتركني وشأني !"
أنزل شا هواي آن عينيه ونظر إلى رموش لو تشن المرتعشة لفترة ،
ثم مد يده مجدداً وأمسك بشعره وسحبه ،
كاشفاً عن عنق الشاب الهش
: " إذا كنت قد تعلمت الدرس ، فاذهب غداً واعتذر لتلك
السيدة ،
عندما تسامحك وتقبل تجديد العقد مع الشركة ، عندها
فقط يمكن اعتبار هذا الأمر قد انتهى "
صرخ السيد شا بقسوة : " هل فهمت !"
أومأ لو تشن بسرعه : " فهمت ، فهمت "
: " إذا فهمت ، انقلع !"
————
ترنح لو تشن ونزل من السيارة ،
صعد الدرج في حالة ذهول
لم يكتشف أنه يقف أمام باب منزل يو شولانغ إلا عندما لم
يتمكن من العثور على المفتاح في جيبه لفتح الباب
نظر إلى الباب المألوف ، يتذكر لطف واهتمام الشخص الذي بالداخل
انهمرت دموع لو تشن على الفور
كان في حاجة ماسة إلى مواساة كبيرة ، وكأنه طفل تعرض
للظلم في الخارج وعاد أخيراً إلى المنزل
بدأ يطرق الباب ، طرق قوي ومستعجل
تردد الصدى الفارغ في منتصف الليل الهادئ
لم يسمع صوت فتح القفل من خلف الباب إلا بعد أن
احمرت يده وتألمت من الطرق
دُفع الباب ، واتسع الفراغ
: " يو شوشووو !" اندفع لو تشن إلى الداخل دون تفكير ،
وتفوه بما في قلبه : " اشتقت إليك كثيراً !"
لكنه تجمد في مكانه لحظة رؤية الشخص الذي فتح الباب
وبسبب اندفاعه الذي لم يستطع كبحه اصطدم بالرجل
الذي كانت ملابسه غير مرتبة
قفز لو تشن مبتعداً وصرخ : " فان شياو ماذا تفعل هنا !"
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق