القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch10 الإمبراطور الأسير

 Ch10 الإمبراطور الأسير



بعد أن استلقيت على سريري ، وصل شياو لان على نحوٍ غير متوقّع


تظاهرتُ بمرض شديد ورفضتُ استقباله ، 

لكنّه الإمبراطور… ولا أحد يستطيع منعه —

استدرتُ بظهري إليه ، مواجهاً الجدار ، 

أُصغي إلى صوت خطواته وهو يقترب ببطء ، 

كأفعى عملاقة تزحف نحوي


كان أنفاسه و لسانه المشقوق ، البارد ، يلتفّ حول عنقي شيئًا فشيئًا


قال قرب عنقي ، بصوتٍ منخفض 


شياو لان :

“ شياو لينغ مرّ وقت طويل… لقد ازددتَ نحولًا ”


رفع خصلة من شعري ، وانحنى يشمّها


: “ لم آتِ لرؤيتك منذ مدّة ،، 

لا بدّ أنك شعرت بالوحدة ، أليس كذلك ؟”


لم أجب


أغمضتُ عيني


وفي تلك اللحظة ، راودتني رغبة غريبة…


تمنيتُ لو أنّ شياو دو ذلك الذئب ، ما زال هنا


{ أأنا فعلاً أتمنى حماية فتى صغير ؟ }


لكنني سأكذب لو ادّعيت أنني لا أخاف شياو لان


أعرف تمامًا إلى أي حدّ يريد إذلالي—لقد تحمل وصبر 

وخطّط سنوات طويلة… فقط ليصل إلى هذه اللحظة


وهذا النوع من الرغبة ، المتولّدة من الحقد ، 

لا يخبو… بل يزداد اشتعالًا كل يوم


امتدت أصابعه إلى شعري ، لامس فروة رأسي ببرودته 


ضحك ضحكة خافتة


: “ شياو لينغ هل تتذكّر ؟ 

حين كنّا صغارًا … كنتَ تركب ظهري كالحصان و تأمرني 

بالسوط ، وتجبرني أن أزحف على الأرض وأنت فوقي "


شياو لينغ صامت —- لم يرد 


لكن وجه شياو لان الخجول الصغير يومها عاد إلى ذكرياتي ، 


وبدا لي الآن كم كان يخفي من غضب شديد وإذلال ،  

حتى إنّي لعشر سنوات ظننته وجهه الحقيقي



شياو لان : “ ومنذ تلك اللحظة…

أقسمتُ في قلبي أنه سيأتي يوم أرتدي فيه رداء التنّين… 

وأركبك أنت


أنت، ابن السماء المُدلَّل، الذي أحبّه والدنا الإمبراطور وفخر به


سأجعلك تخضع تحت قدمي


ما رأيك ؟ 

أتظن أنّ والدنا الإمبراطور سيقفز من ضريحه غضبًا 

يشير إليّ ويصرخ عليّ كما كان يفعل ؟”


كان في صوته شهوة صريحة ، بلا غطاء


شدَدتُ قبضتي على دبوس الشعر الفضي تحت وسادتي، 

حتى انغرست أظافري ، امتلأ صدري بنية القتل


لقد كنتُ إمبراطورًا من جيلٍ كامل 


كيف أسمح له بأن يفعل ما يشاء؟


{ إن تجرّأ على استخدام القوة… فسأقاتله حتى آخر نَفَس }


شياو لان :

“ شياو لينغ أنت ذكي… 

تعرف كيف تحمي نفسك ، 

لكنك تستطيع حماية نفسك وقت بسيط … وليس عمر ،

كان عليك أن تستسلم منذ زمن ،

حين ينفذ صبري… سيكون حالك أسوأ بكثير "


بعدها استدعى شياو لان إحدى الجواري


وهنا … في غرفتي… بجانب سريري…

ضاجعها أمامي


و استمرّ ذلك طوال الليل —


تلك الأصوات الفاضحة التي ملأت المكان… 

كانت سوطًا يلهب روحي حتى الفجر


ولمّا رحل ، انحنيت على جانب السرير وتقيّأت بلا توقف


لم يكن يدنّس تلك الجارية وحدها… بل كرامتي بأكملها


تقيّأت حتى دار بي العالم ، 


بينما الجارية الصغيرة العارية كانت منكمشة على نفسها، 

ترتجف رعبًا وخزيًا


كانت بريئة… مثل خروف صغير أُلقِي في فم الذئب


ربما كان ينبغي أن أشفق عليها 


لكنني… حتى وأنا إمبراطور… لم أكن رحيمًا قط

و أمرت شوندي بأن يخنقها… ويلقيها في بئر


… وكأنني أحاول محو الإهانة التي تركها شياو لان عليّ



بعد تلك الليلة ، هبّت عاصفة ثلجية على إمبراطورية ميان ، 

ولأجلي أنا ، بدأ الشتاء الحقيقي… شتاء مُرّ لا نهاية له


بدأ اضطراب كبير داخل المدينة الإمبراطورية فأخذها شياو لان فرصة 

وبدأ يستبدل أعضاء الأمانة الكبار واحدًا تلو الآخر


اتهم كبار الوزراء الموالين لي ولوالدي بالخيانة


يعلم أن تثبيت عرشه يبدأ بإقصاء أصحاب النفوذ من رجال 

الدولة ، وبالأخص الوزير الأكبر يانغ جين 


أرسلت حرّاسي السريين لتحذيرهم —- خضت معه صراعًا 

خفيًا في الظلال


المفتشون الذين أرسلهم شياو لان فشلوا عدة مرات في 

العثور على أي خطأ على يانغ جين

لكنني كنت أعلم… أن شياو لان لن يستسلم


سينسج شبكة محكمة ، خيطًا بعد خيط، 

ليُسقط بها يانغ جين، 

ثم يرمي بكل وزراء الأمانة في السجن الإمبراطوري


الأمانة الكبرى آخر جدار يحميني —

إن أسقطهم ، أصبحتُ سلحفاةً في جرّة


لن أدعه ينجح


و كانت مساعدتي قد وصلت بالفعل


ومع انحسار الثلوج الغزيرة فجأة ، استقبلت العاصمة 

ميانجينغ وفدًا مرموقًا من بعيد— خالَيَّ الاثنان ، ومبعوثي مملكة تشي


وصلوا لا مبكرين ولا متأخرين ، تمامًا في وقت التضحية الربيعية


أقيمت المراسم الكبرى في قصر تشونشو عند سفح الجبل الغربي لميانجينغ


وبصفتي الإمبراطور المتنحّي ، كان عليّ مرافقة العائلة الإمبراطورية


عند شروق الشمس ، 

ألبسوني ثياب المراسم الثقيلة ، 

ثم دُفِعت داخل عربة يجرّها أربعة أحصنة أصيلة


الموكب الإمبراطوري عظيم ، يمتد بلا نهاية ، 

وأصوات الناي والقيثارات والطبول والأبواق تتعالى بلا توقف


ضايقني الضجيج ولم أستطع إغماض عيني


رفعتُ الستار ونظرت إلى الخارج


وقف شياو لان فوق العربة الذهبية ، يرتدي رداء القرابين 

القرمزي ، ويلبس تاج الإمبراطور ذو الشرائط الاثنتي عشرة


محظيّاته يلتفن حوله بإعجاب ، وهو يستمتع بلحظة المجد هذه


كان المشهد يلسع عينيّ لسعًا



حوّلت نظري نحو الأمراء الراكبين خلفه على صهوات خيولهم


كانوا جميعًا يرفعون رؤوسهم ، ينظرون أمامهم بثبات


الرداء الأزرق الضيق الأكمام ، ذو ياقة عالية مطرّزة برسم 

الثعبان ، جعل شياو دو يبدو وسيماً على نحو خاص اليوم

شعره الأسود الكثيف المتموّج ، 

الذي يبدو أن ترتيبه صعب ، 

لم يُرفع في كعكة شعر مثل بقية الأمراء ، 

بل رُبِط بعصابة بسيطة ،

ترك هذا ملامح حدّته الشابة واضحة ، 

ذلك التمرّد الفطري الذي لا يُروّض ،

هذا الطابع جعله يبرز بين الأمراء الأربعة، 

وجذب كثيرًا من الأنظار


لاحظت أن الوصيفات اللواتي مررن بجانبه كنّ يتوقفن ليتأملنه


{ لقد كبر أخيرًا… وبدأت حِدّته تظهر }


تنهدت 

وعندما التفت شياو دو قليلًا ونظر نحوي ، ابتسمت له


لكن شياو دو أعاد وجهه فورًا إلى الأمام


قلة ذوقه أزعجتني قليلًا


أسدلت الستار ، ونظرت من النافذة الأخرى نحو بوابات المدينة البعيدة


{ متى سيطلب خالاي المثول أمام شياو لان؟


وهل سيتمكنان من انتشالي من هذا المأزق… 

أم أن الأوان قد فات ؟ }


——-


حين بدأت المراسم ، 

تجمّع الجميع أمام قصر تشونشو —- وتمكنتُ أخيرًا من 

رؤية خالَيَّ ووفد مملكة تشي


جرت الطقوس وفق الأشكال القديمة، مهيبة وجليلة


الحرس الشرفي يقرع الطبول والطبول الكبيرة ، 

والموسيقى الوترية تنساب بتناغم


وفي وسط تراتيل الكاهن الأكبر ، غسل شياو لان يديه ، 

وأحرق البخور ، وقدّم الحبوب الخمسة ودم الذبيحة 

تقديسًا لإلهة شيهي


ثم صعد إلى منصة القصر ، بينما أنا — مثل عجوز

أُساعَد على النزول من العربة بواسطة الخصيان


بعد المراسم ، بدأ حفل إمبراطوري ضخم


جلس الجميع وفق مراتبهم


وبخلاف وليمة العائلة السابقة ، لم يُجلسني شياو لان بين 

الوزراء ، بل خصّص لي مقعدًا منفصلاً بصفتي الإمبراطور المتنحّي


كان يستعرض احترامًا مصطنعًا —


جلستُ بابتسامة باردة ، 

أراقب خالَيَّ يدخلان القاعة الكبرى


ماركيز الشمال الغربي — باي يان تشي ، ذا جمال يقترب من 

الرقة الأنثوية ، 

لكن سنواته الطويلة في الشمال الغربي لوّحت بشرته 

وأزالت نعومته ،

جسده القوي ، جسد المحارب ، 

منح حضوره رهبة جعلت المدنيين والعسكريين يخفضون 

أبصارهم عند دخوله


خلفه —- خالي الأصغر ، باي تشن 

الذي لم ألتقِ به من قبل


وصدمتني شدة الشبه بينه وبيني وبين والدتي — الحاجبان 

الهلاليان نفسيهما ، 

والعينان المائلة كعينَي الفينيق ، والوجه المدوّر قليلًا ،


لولا أن بشرته الأغمق قليلًا وقامته الأطول والأشد استقامة ، 

لظنّ المرء أنه أنا


خفق قلبي


{ هذا الخال الأصغر… قد يكون ذا فائدة عظيمة مستقبلاً }


: “ تحياتنا لجلالتكم. دامت الإمبراطورية عشرة آلاف عام ”


ركع باي يان تشي وباي تشن احترامًا


وحين رفع باي يان تشي رأسه ، تحركت عيناه نحوي


تلاقى نظرانا للحظة قصيرة ، 

وفهمٌ خافت مرّ بيننا بلا كلمات ،


الهدايا التي أحضرها كانت نفيسة ونادرة — معظمها 

منتجات خاصة بالشمال الغربي ، لا تُرى في السهول الوسطى


وكما تقتضي الطقوس ، قدّمها شياو لان لي أنا — 

الإمبراطور المتنحّي ، إظهارًا للتقدير —- 

كنتُ أتوقع ذلك ، فقبلتها بلا تردد


بعد جلوس الوزراء ، وصل وفد مملكة تشي


وحين رأيتُ أولئك ' البرابرة ' من وراء الحدود — الذين 

لطالما احتقرتُهم—يدخلون القاعة مغنين وراقصين ، 

اختلطت مشاعري


لو كنتُ ما زلت على العرش قبل بضع سنوات ، لرفضتُ 

قطعًا أي زواج سياسي معهم


أعرف شعب تشي جيدًا ؛ طموحين ، جشعين ، دمويّين 

ولا يمكن أن يصادقوا مملكة ميان بإخلاص


ما أرادوه دائمًا هو تحقيق تلك النبوءة المخيفة… 

التحوّل إلى ' ذئب السماء ' وابتلاع الشمس — والمقصود 

بها إمبراطورية ميان


لكن شياو لان مختلف —-

هو يسعى لتهدئة الداخل ، ولن يُغامر بعداء جارٍ قوي الآن


تقدّم مبعوث تشي الضخم ، يحمل جمجمة ذئب ، 

وانحنى أمام شياو لان.


يرتدي قناع برونزيّ يخفي نصف وجهه ، 

لكنني تعرفت عليه فورًا … من الجزء المكشوف من كتفه


على كتفه ندبة سهم … ندبة بشعة 


كانت بسببي —- 


انحنى إصبعي السبّابة قليلًا… 

و كأن خاتم الإبهام ما زال يضغط على وتر القوس —-


و رنّ في ذهني وهم صوتِ وترٍ يُطلِق سهمًا ، 

ويبدو أنّ الرجل سمعه أيضاً ——-

 

رفع رأسه ، ولمعت الدهشة في عينيه


أظنّه تذكّرني — ابنَ السماء الصغير الذي أصابه يومًا إصابةً بالغة


كان أحد أذرع ملك الذئاب في مملكة تشي 


ملك ذئاب مملكة تشي — وو يي

المفوّض العسكري… وو دون 


ومع صناديق الهدايا الثقيلة التي قدّمها ، جاء وودون بامرأة 

فاتنة الجمال


رقصُها الناريّ الجامح ، وجسدُها المنحني ومؤخرتها 

الممتلئة بانسياب ، أبهرا القاعة كلها


وبلهجته الميانِيّة الركيكة ، قال وودون لشياو لان إنّها أميرة 

لديهم—ووتشو —- 

ابنة ملك الذئاب الصغرى المدلّلة

وها هو يرسلها بعيدًا ، دليلًا على صدق نوايا تشي في 

مصادقة إمبراطورية ميان


وافق شياو لان على هذا الزواج الذي سقط في حجره بلا عناء ، 

لكنه لم يفكّر حتى لحظة في اتخاذ ووتشو كجارية أو محظية ،

بل اتجه نظره إلى المقاعد على يمينه


كنت أعرف ما الذي يدور في ذهنه — 


{ أيّ أمير سيزوّجها لهذه الذئبة الصغيرة ؟ }


ضيّقتُ عينيّ 


وحين لاحظت أنّ جميع الأمراء كانوا برفقة أحد… 

ما عدا شياو دو —- تكوّنت الفكرة في رأسي فورًا 


رفعت صوتي :

“ يا جلالة الإمبراطور —- الأمير الخامس شاب شجاع  

وقد بلغ السادسة عشرة ، وسيُجري قريبًا مراسم بلوغه ويتزوّج ،

والأميرة جاءت من بعيد… فلمَ لا تُزوَّجها إليه؟ 

ما رأي جلالتك ؟”


كانت كلمتي ، بصفتي الإمبراطور المتنحّي ، لا تزال ذات وزن أمام العامة


لم يكن شياو لان يتوقّع أن أتدخل فجأة ، 

لكنه لم يستطع إحراجي علنًا ، فاضطرّ للموافقة


وبمجرد أن نطق بالموافقة ، رأيت الدم ينسحب من وجه شياو دو 


أمّا ووتشو فقد بدا عليها السعادة ، 

ربما لأنّ أنف شياو دو المرتفع ، وعينيه العميقة ، 

وملامحه شبه البربرية ، ذكّرَتها بأهلها وأورثاها شعورًا بالألفة وسط الغربة


: “ دو’إير ألن تنهض ؟”


شد شياو دو طرفَي المائدة حتى ابيضّت مفاصله


نهض بتخشّب، وقد غطّى وجهه صقيع لم أره عليه من قبل


اقتربت منه ووتشو بخطوات رشيقة… 

لكنه بقي جامد الملامح


بدا الهواء للحظة وكأنه تجمّد


رفعت كأس النبيذ ، أعتزم إنقاذ هذا الذئب الصغير قليل 

الأدب ، وابتسمت :


“ مبارك لك يا أميرنا الخامس ، إنه يوم فرحتين

قلبي سعيد جداً  ،

دعوني أقدّم النخب أولًا "


رفع الوزراء كؤوسهم مهنّئين —-

جلس شياو دو وووتشو جنبًا إلى جنب


أمسك بكأس ، رفع رأسه ، وشربه دفعة واحدة

ثم رفع عينيه نحوي —-

كانت نظرة خاطفة ، لكنها علقت في حلقي كعظمة سمك


{ ما هذا ؟


هذا الفتى لا يشكرني… بل يلومني ؟ 


تسسك … ناكر للجميل 


إن تقديم مملكة تشي أميرةً بهذا الشكل لم يكن مجرد زواج سياسي


هذا الذئب الصغير يجري في عروقه دم تشي أساساً

وزواجه من ووتشو، بكونه على صلة بين دولتين، 

لا بدّ أنه سيعود بالفائدة عليه }


هكذا فكرت وأنا أراقب ووتشو وهي تهتم به بلطف، 

بينما هو لا يفعل شيئًا سوى شرب الكأس تلو الكأس بصمتٍ قاتم



خلال الوليمة ، 

كان الجميع يتحدّثون ويضحكون، 

لكن التيارات الخفية كانت تجري تحت الكلمات


كنت أعلم أن وصول عبارات عن الشمال الغربي ورسُل 

البرابرة سيُثيران زوبعةً في البلاط —-


أكلت بلا تركيز


وحين هبط الليل ، تعاقب الراقصون والمغنون ، 

وازدادت القاعة صخبًا بالأغاني والرقص


تبادلت إشارة سرّية مع باي يان تشي ، ثم خرجت بحجّة 

قضاء الحاجة ، 

متسلّلًا عبر باب جانبي إلى الحديقة المحرّمة خلف قصر تشونشو



دخلت غابة كثيفة ، وانتظرت وصول رجله


وبعد حين ، سمعت حفيف خطوات خلفي



و قبل أن ألتفت ، شدّ أحدهم حزام خصري بقوّة وجذبني إلى الخلف


أظلم بصري —-  غُطّيت عيناي بشريط جلدي


جسد قوي أسقطني أرضًا ، 

وأحكم قبضته على يديّ وساقيّ ——


أول اسم خطَر في بالي… وودون ——


يحمل ضغينةً نحوي ،،

يريد قتلي 


فتحت فمي لأصرخ ، لكن فكّي أُمسك بيدٍ ساخنة كالنار 


لم يخرج مني سوى شهقة قصيرة و و أدار رأسي إلى الجانب 

ولمس فمي شيء رطب ، حار ، ناعم 


رائحة الخمر القوية اندفعت بين شفتيّ


تجمّدت لحظة ، ثم أدركت أنه… يقبّلني ——


لم أجد وقتًا لأنصدم حتى —-

انغرس ألم حاد في شفتيّ — أسنان حادّة تعضّني بقسوة



مثل حيوان جائع يتذوّق اللحم لأول مرة ، 

بدأ يلعق خطّ شفتيّ المغلقتين ، و يتلمّس بلسانه 

التشققات الجافة الصغيرة… كأنه يتذوّق دمي


تنفّسه متقطع ، مخنوق ، مما جعلني أدرك أنه قد لا يكون وودون


{ شياو لان ؟ 


يتناسَى كرامته الإمبراطورية… ويفعل هذا الفعل الدنيء بي هنا !! }


“ ممف!”


تلوّيت بعنف ، أحاول الإفلات من قبضته على ذقني


لم يقبّلني ثانيةً ، لكني لم أستطع الصراخ —كنت أسعل حتى ضاق نفسي


اليد التي تُمسك بمعصمي تراخت قليلًا ، لكن لم يتركني


وانتقلت شفتاه من خدي إلى أسفل أذني


جسر أنفه العالي احتكّ بجانب صدغي ، 

ثم انزلق إلى ياقة ردائي العالية واستنشق بعمق ،

وفجأة… عضّ أذني ومصّها بقوّة


ارتجفت


حاولت أن أصرخ ، لكن خرج صوتي مقطعًا، متكسّرًا


“ شياو… شياو لان… أنت… سعال… أنت عديم الشرف… 

لا تستحق أن تُسمّى إنسانًا… أنت وحش !”


تجمّد الذي فوقي —-


حبس أنفاسه الثقيلة الغارقة بالخمر


واشتدّت أصابعه عليّ


كان الألم حقيقيًا… لكن شعورًا غريبًا نما في داخلي، 

كاللهيب المباغت


ظهر صوت لطيف ، مرتفع قليلًا ، من مكان قريب :

: “ من هناك ؟”


و في لحظة ، تحرّك الرجل فوقي ، 

ونزع الشريط الجلدي عن عينيّ ، 

واختفى بين أشجار الغابة بخفة ظلّ هارب …..



يتبع 


شياو دو \ شياو لينغ :



  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي