القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch15 الإمبراطور الأسير

 Ch15 الإمبراطور الأسير




بعد لحظة قصيرة من الدوار ، استعدتُ وعيي ،

الأرض من تحتي تهتزّ وتتمايل ، 


وفوق رأسي سقف مذهّب يتماوج أيضاً ، 

منقوش عليه رسم النجوم التسعة ، 

عرفت أني داخل العربة الإمبراطورية 


إلى جانبي — شياو لان يحدّق بي بابتسامة خافتة ، 

و رأسي مستندًا على فخذيه


حاولتُ أن أرفع جسدي ، لكن شياو لان أمسك عنقي ، 

وأصابعه الحادّة تلامس تفّاحة حلقي بلمسة فاسقة تحمل تهديد


نظرت إليه ببرود ، في عينيه الداكنة المليئة بالعُنف


شياو لينغ :

“ يا الأخ الرابع احترم نفسك  "


شياو لان وهو ينحني نحو لينغ :

“ ما ألطَفَك… 

ما زلتَ تناديني بالأخ الرابع يا الأخ السادس ...”

تابع بفتور ساخر : 

“ وما فائدة تمثيل دور الإخوة في وقت كهذا ؟ 

أخوة بلا أخوّة… وأصغر يتجاوز حدّه

لماذا تهتم بالتظاهر ؟ 

عاجلاً أم آجلاً ستكون ملكي "


وبينما يتكلّم ، تحركت يده نحو الأشرطة الملوّنة التي لُفَّ بها جسدي


فجأة شعرتُ كأنني محظيّة تنتظر لمسة سيدها


إهانة تخنق صدري و غضب لا يُحتمل


أمسكت معصمه ، لكن شياو لان أمسك بيدي الأخرى 

وثبّتني على أريكة العربة 


مزّق الأشرطة عني ورماها من النافذه


جسدي انكشف أمامه —- عاري تماماً


وعيناه تجولان عليّ بإعجاب وقح ، ينتهكني دون لمس


لان بصوت خافت :

“ شياو لينغ… إنك جميل حقًا "

 

نزع طبقة رقيقة من الحرير الذهبي—خفيفة كجناح الزيز—

من رداءه الإمبراطوري ، و لفّها حول جسدي


وأضاف :

“ حتى وأنت أسير… تملك هذه الهيبة ، 

يليق بك أن ترتدي رداء التنين ( الخاص بالإمبراطور ) 

ليس لتجلس على العرش… بل لتستلقي على سرير التنين الخاص بي "


كلماته الفاجرة أثارت اشمئزازي ، لكنني أعرف… شياو لان لا يمزح


{ ذلك ' القرص ' حطّم عقله !!! كسَر اتّزانه !!! }


ومع ذلك ، لم يكن قد جنّ تمامًا ليفعل شيئًا داخل العربة


تمّت ' مرافقتي ' إلى غرفة نومه ، 

مدعوم من خادمات القصر والخصيان بينما كنت أصعد 

الدرجات المؤدية إلى غرفته - تحت أنظار محظيّاته


بموجب القانون ، لا يسمح لأبناء الإمبراطور بمغادرة مقرّ الإمبراطور —

 ولكن من بعيد ، رأيت شياو دو واقفًا عند 

بوابة الفناء الداخلي ، ثم ركب حصانه و غادر بسرعة 


الإمبراطورة هيي صُدمت من سلوك شياو لان الشاذّ ، 

تقدّمت لتتدخّل

كانت ذات طبع ناري من قوم الياو — غيورة وشجاعة ، 

لا تخشى الكلام —- وعلى الرغم من حملها و من الواضح 

أنها في الأشهر الأخيرة من الحمل ، 


لم تتردّد وهي تواجهه بكلمات صريحة تكشف نواياه تجاهي 


صرخت :

“ جلالتك ، أنا زوجتك الشرعية ، وحتى أنا لم تحملني بين 

ذراعيك هكذا

والإمبراطور المتنّحي مريض… ولا حاجة لحمله بنفسك إلى غرفتك 

أم أنّ جلالتك يريد من الإمبراطور المتنّحي… أن يخدمه في السرير ؟”


قبل أن تتمكن من إنهاء كلامها ، ضربها شياو لان بغضب 

مما أدى إلى سقوطها على الدرج


صرخوا الخدم وهرعن لمساعدتها ، بينما الدم ينساب من 

أسفل جسدها ، 

بدأ يصبغ تنورتها الحريرية المطرّزة بأجنحة ألف فراشة ، 

صرختها شقّت الهواء كقماش يتمزّق ،


لكن شياو لان لم يلتفت لها —-

بل مضى بي إلى داخل غرفته 


الآن اقتنعت تماماً بأن الشائعات المرعبة حول سلوك شياو 

لان منذ إصابة ألعاب الجليد صحيحة —-


يُقال إنه في الليلة التي استيقظ فيها، بدأ يهذي بلا وعي ، 

وقتل بيديه عشرات الخادمات والخصيان داخل غرفته ، 

مستخدمًا شمعدان كأنهم أرواح انتقامية تبعته من بوابة 

الموت—أناس قتلهم في حياته السابقة


وبعد المجزرة ، جلس يشرب ويعبث ، يستدعي جواري 

وخدم جدد وخصيانًا مميزين ، يلهو معهم حتى الفجر


ومع ذلك… في الصباح ، داخل المحكمة الإمبراطورية 

يكون طبيعي تمامًا — بل مثالًا للكمال


كان مجنونًا … لكنه لم يفقد عقله كلِّيًا


لقد أطلق الوحش الذي كان مكبوتًا في داخله—قسوة ، 

طغيان ، وانحلال دفين


نبوءة الإمبراطور الراحل كانت صحيحة —

لقد رأى أن إمبراطور ميان العظمى القادم سيكون طاغية…

لكن ذلك الطاغية لم يكن أنا 


قلت له وهو يحملني  :

“ شياو لان… هل تعرف حتى ماذا تفعل ؟”


بخور ' لعاب التنين ' يشتعل في زوايا الغرفة الأربعة ، 

يتصاعد دخانه في خيوط رقيقة ،

ومع ذلك، لم يستطع إخفاء رائحة الشهوة والدم العالقة في المكان


رائحة جعلت معدتي تنقلب


لوّح شياو لان بيده ، فأمر الحرس بأن يثبتوني على سرير التنين


هذا السرير… كان سريري في السابق


والآن عدتُ إليه ، ويداي وقدماي موثقة إلى الأعمدة الأربعة


وفوقي مرآة نحاسية معلّقة ——


رأيتُ انعكاسي فيها—ملفوفًا بالحرير الذهبي الذي لا يرتديه 

إلا الإمبراطور ، لكنه لا يخفي شيئ : 

جسدي الأبيض النحيل… أشبه بخروف ينتظر الذبح

و شياو لان يمسك سكين الجزار — يلوّح بها نحوي


بدأ الخوف يتسلّل إليّ فعلاً


وزراء البلاط العجائز لن يصلوا في الوقت المناسب


وذلك الذئب الشاب — الذي لم يكتمل نابه بعد… لن يستطيع حمايتي


وأنا… لا قدرة لي على حماية نفسي


{ لقد أسأت تقدير شياو لان …

لم يعد يعنيه أن يكون إمبراطورًا صالحًا يُخلَّد في التاريخ


ليس بعد الآن .. }


تماسكت ، كبحت نفسي من الذعر ، 

وحدّقت في المرآة بعينين ضيّقتين :

“ شياو لان إن أُصيبت الإمبراطورة بإسقاط الجنين بسبب 

عنفك ، ورفعت شكواها إلى موطنها… 

هل تعرف كيف سيردّون مملكة الياو ؟”


توقّف شياو لان لحظة ،،، :

“ وإن ردّوا … فهذا أفضل ، 

سيكون ذلك ذريعة لميان العظمى كي تشنّ حربًا


على عكسك ، أنا لا أريد الاكتفاء بحدودنا الحالية 


لطالما أردت إزالة مملكة الياو — هذه الشوكة في حلقنا ”


ضحك شياو لينغ بسخرية باردة :

“ أنت لا تريد إزالة شوكة… أنت تريد بناء مجدك

يا شياو لان منذ أن جلستَ على العرش ، لم تقد جيشًا واحدًا ، 

ولم تحقق انتصارًا واحدًا ، 

أنت غير صبور أليس كذلك؟ 


لكن مملكة الياو ليسوا شوكة تُنتزع هكذا

وإن نزعتها ، فستنزف أنت — وتجذب الوحوش الجائعة من 

الغرب الذين يترصدون بنا منذ زمن…”


شياو لان أمسك ذقن لينغ واقترب منه ، 

وحبات خرز الإمبراطور الباردة تحتكّ بصدر لينغ العاري:

“ كيف أحكم الإمبراطورية … ليس من شأنك ،،

أنت دائمًا تظن نفسك أعلى من الجميع ،، 

تظن أنك المختار … ابن الإمبراطور المفضل ، ثم ماذا ؟ 

أنت و إمبراطوريتك انتهيتم في يدي ، 

كنتَ منشغلًا بالمؤامرات ضد الإمبراطورة الأرملة 

والأخ الأكبر، والثاني، والثالث… لكنك تجاهلتني أنا

الضعيف الذي لا يُحسب حسابه… 

يا له من خطأ في التقدير ”


أغلق شياو لينغ عينيه قليلًا ، رافضًا الجدال


عبر التاريخ كثيرون الذين أمضوا أعمارهم يخططون لاعتلاء 

العرش ، ثم حين نالوه… صاروا طغاة متعجرفين غارقين في الشهوات

و شياو لان واحد منهم


وسيسقط يومًا ما بيده 


{ لو… لو استطعتُ فقط أن أتحمّل هذه اللحظة 


لكن التحمل… كيف يكون سهلًا ؟ }


قال شياو لان وهو يشدّ الحرير عن كتف لينغ 

ويمسك بكتفيّه النحيلين :

“ أتدري ما أكثر ما يجذبني فيك ؟


شياو لينغ ،،،، تلك الهالة الملكية التي تولد معك

حتى وأنت مستلقٍ على سريري ، لا تزال تبدو متعالياً… 

كأنك ترتدي رداء التنين ، 

جالس على العرش ، تتلقى تحية الآلاف ، 

إنه… مثير ...”


صرخ لينغ :

“ وققققققحـ… !”


لكن الشتيمة اختنقت في فمي حين التصقت شفتاه بشفتي


بإبهامه و خاتمه فتح أسناني ، ولسانه زحف كأفعى


ضغطت على أسناني بكل قوتي ، رافضًا أن أدعه يغزوني


لكن يده كانت تتابع طريقها… 

تنزل من عنقي ، وتسرق كل شبر من جسدي


شياو لان وهو يلهث قرب أذن لينغ :

“ شياو لينغ كيف تكون بشرتك ناعمة هكذا ؟ 

أنعم من بشرة مراهقة محظيّة حتى ،،


بوجهك هذا… وجسدك… كيف ذهبت للقتال أصلًا ؟


هل ظنّ البرابرة خلف الممر أنّ إمبراطور ميان العظمى… امرأة جميلة ؟”


كلماته كانت أذلّ من أفعاله


ارتجفتُ غضبًا ، وسعلت بعنف ، لكن اعتداءه ازداد جرأة


أدار شياو لينغ على معدته ، ورفع خصره ، 

مجبرًا إيّاه على وضعية مهينة ، خاضع


“ كح… كح!”


سعل شياو لينغ حتى انسابت دموعه ، 

و تبلّل شعره المنفلت


شياو لينغ :

“ نحن ورثة عائلة شياو… ومع ذلك تفعل هذا ؟ 

ستُصعق بصاعقة وتموت شرَّ ميتة !”


ضحك شياو لان ضحكة مجنونة :

“ شياو لينغ بوجهك المتجمّد المتكبّر … 

يصبح آسرًا وساحراً فعلاً حين تبكي ”


ثم مدّ يده ليرفع طرف ردائي —



وفجأة ، دوّى اضطراب هائل خارج الغرفة —

صرخات ، وخطوات ركض 


وصاح أحدهم :

“ نار! نار! أنقذوا جلالته !”


وقف شياو لان ودفع النافذة قليلًا ، 

مما سمح لي بإلقاء نظرة خاطفة على النيران المشتعلة 

داخل الفناء 


النار قد اشتعلت بشجرة ضخمة ، والدخان الأسود يتصاعد 

منها في سحب كثيفة


وفي ذلك الدخان… خُيّل إليّ أنني أرى ظِلّ ذئب يرفع رأسه 

بالعواء ، ينطلق على امتداد سقف القصر المنحني ، 

ثم اختفى في لحظة


انتشرت النار بسرعة ، 


فأسرع خدّام القصر لإخمادها


لم يكن أمام شياو لان خيار سوى تركي أذهب في الوقت الحالي


أُتلفت الإقامة الإمبراطورية التي عاشت فيها أجيال ملوك ميان ، 

حتى صارت غير قابلة للسكن ، 


—————



نتيجة التحقيق في سبب النيران ——- 

أن النار اشتعلت بعدما أسقط طائر فانوس سماوي ، 

فسقط على الستارة الشمسية في الطابق الثاني وأشعلها


وأنا أستمع لشرح الحرس المرتبك ، لم يسعني إلا أن أفكر 

في السهم الذي أطلقه شياو دو في مراسم الرماية


{ إن كان ذلك الذئب قد أشعل الحريق… 

فجرأته لا يُستهان بها }


توسّلت الآلهه ألا يشك شياو لان فيه


فلقب وليّ العهد الذي منحه إيّاه ، لم يكن أكثر من وعد شفهي

و لم يكن يقصده حقًا


شعرت أنه كان مجرد وسيلة لتهدئة جماعة الوزراء العجائز 

الذين يقودهم فاي يان، 

والذين يؤيدون شياو دو —- كي يجد لاحقًا ذريعة للتخلص 

منهم جميعًا


و أعمق من ذلك… بدا واضحًا أن شياو لان لا يريد لأسرة 

السيدة منغ — والدة الأميرين الثاني والثالث—أن تبسط نفوذها


ومع إصابة شياو يو وعجزه عن أن يكون وليًا للعهد ، 

ومع قرب زواج الأميرة الرابعة شياو يوان من أمير مملكة لين ومغادرتها القصر… 

لم يجد شياو لان سوى شياو دو ليوازن به قوة أسرة منغ، 

باستخدام نفوذ السيدة لي — أمّه بالتبني ، وعائلتها بقيادة 

الجنرال الكبير يوي يوان —


بأي زاوية نظرت … كان شياو دو يقف في قلب العاصفة —-


وبعد إخماد النار ، صار قصر يِيري غير صالح للسكن ، 

فانتقل شياو لان إلى قصر سياياو في الجنوب


ولم يُعدني إلى فناء التأمل بل أسكنني مع محظياته داخل 

حدائق القصر الخلفية


كنت أعلم أنه مصرٌّ عليّ

و لن يتراجع بسهولة



و في تلك الليلة… أسقطت الإمبراطورة جنينها ، 

وصارت هي والطفل في حالة خطيرة ، أقرب إلى الميؤوس منهم


عندما جاء الخصي ليبلغه بالكارثة ، ظهر على وجه شياو لان 

شيء يشبه الندم ، وذهب إلى فناء الإمبراطورة


وفي طريقي إلى مسكني الجديد في قصر سياياو

وأنا في المحفة ، قابلت مجموعة من أبناء العائلة 

الإمبراطورية عائدين من الصيد ، على صهوات خيولهم ، 

و لا تزال آثار الغبار على ملابسهم ، والأقواس معلّقة على ظهورهم


من فراغ الستارة رأيت شياو دو بينهم ، 

وغزال صغير معلق على كتفه ، 

يركب حصانه بجوار الأخ الثاني شياو جينغ والأخت الرابعة شياو يوان


أما شياو مو فكان خلفهم ، بوجهٍ بارد ، وكأنه مُستبعَد


ولمّا اقتربت المحفة ، 

نزلوا عن خيولهم وانحنوا احترامًا لـ شياو لينغ


تذكر شياو لينغ إذلال ذلك اليوم كله ، 

وحرير الجناح الذهبي الخفيف الذي ارتداه ، 

فلم يرغب حتى برفع الستارة ،

و اكتفى بالهمهمة ببرود ،


“ ممم "

وأمر الحملة بأن يتابعوا السير


وبعد مسافة قصيرة ، 

سمع شياو لينغ وقع حوافر حصان يقترب ، ثم صرخة 


“ أوقفوا المحفة !”


فتوقفت


أحد الحمّال : “ الأمير الخامس ؟”


همس الحامل الأخر معاتبًا :

“ أي أمير خامس ! قل وليّ العهد !”


صرختُ بحدّة خافتة :

“ من الذي أمر بالتوقف ؟”


تمسكت بالستارة ، لا أريد لهذا الجيل الصغير أن يراني في هذا الضعف


اقتربت خطوات ثابتة نحو المحفة ، 

ثم تحركت الستارة قليلًا


تشبثت بها بأصابعي ، مانعًا رفعها


شياو دو : “ يا عمّي الإمبراطوري الطريق نحو قصر سياياو يسير صعودًا ، 

المحفة لا تنفع ، دعني أرافقك .”


تنحنح شياو لينغ و بابتسامة كسولة :

“ لا داعي ، 

أنا مريض… وأضعف من أن أركب حصان .”


: “ أضعف… من أن تركب ؟”


كرّر كلماتي بصوت منخفض ، فتجمّدت


أدركتُ أنه فهمها بطريقة أخرى


ولم يكن لدي أي طاقة لشرح شيء


شياو لينغ بحدة خافتة :

“ القصر احترق اليوم ، ووالدك الإمبراطور لا شك مضطرب ، 

لقد أجهضت الإمبراطورة ، وسيُقام بالتأكيد طقس لطرد 

الأرواح الشريرة ،، 

بصفتك ولي العهد يجب أن تكون هناك ،

اذهب بسرعة ، وإلا ستتأخر وتخالف آداب السلوك”


ساد الصمت على شياو دو لحظة ، ثم أخذ نفسًا عميقًا


: “ إذًا سأزور العمّ الإمبراطوري لاحقًا "


—————


في ساعة السّي ( ما بين التاسعة والحادية عشرة ليلًا )


في عمق الليل ، 

طردت الخدم وانغمستُ في الماء الدافئ ، 

أفرك عن جسدي رائحة مرهم النمر التي بقيت عالقة ، 

آملًا أن أغسل الإهانة التي صبّها شياو لان عليّ


لكن كلماته وأفعاله كانت كالوشم … منقوش في روحي ، 

يستحيل محوها


وبرغم طبعي البارد الجامد ، لم أستطع تهدئة نفسي


كنت مغمورًا بالماء الدافئ ، لكن البرد يسري في عظامي ، 

ولا أكفّ عن التفكير 


{ هل هذا عقابٌ على قتلي لأخي وأمّي ؟


لكنني… لن أستسلم ….. ولن أقبل مصيري 


إن مُتّ ، فسأموت على العرش 


إن كان مظهري وهيئتي هما ما شدّا شياو لان و أوقعاه في 

هوسه ، فماذا لو شوّهت نفسي تمامًا ؟


جمال الرجل لا قيمة له


وإن استطعتُ أن أبلغ العظمة ، فما الضرر في أن أغدو أقل وسامة ؟


أن أُولَد هكذا… فهذا لعنة وليس نعمة … }


رفعتُ ركبتي في الماء ، وسحبتُ الدبوس الفضّي من شعري، 

وقرّبتُ طرفه الحاد من وجهي


أغمضتُ عينيّ ، وهممتُ بالقطع


وفي لحظة ، ارتسمت أمامي صورة… وجه امرأة فائقة الجمال


حاجباي ، عيناي ، شفتاي ، أنفي… كلها تشبه ملامحها


ابتسمت لي بلطف قائلة :

“ لينغ’إير جسدك ووجهك هبة من والديك ، فاعتني بهما

انظر إلى نفسك  … انظر كم إصابة عدتَ بها من حملتك 

الأولى في الجيش … هذا يُحزن أمّك "


ارتجفت يدي ، وعجزتُ عن فعلها


{ كيف أجرؤ على تشويه هذا الوجه… 

وجه يشبه وجه أمّي ؟ }


سقط الدبوس في الماء بصوت خافت


وقد وخز الألم رسغي عندما أفلتُّه


رفعتُ رأسي ، فرأيت شياو دو يتسلّق النافذة بخفّة الذئب، 

يقفز مباشرةً إلى الحوض ، ينتشل الدبوس ويمسكه بقوة


وجهه يقطر ماءً ، حاجباه عابسان ، وعيناه الخضراء مليئتان بالذهول والألم


: “ عمّي الإمبراطوري ….. ماذا كنت ستفعل ؟”


تساءلتُ إن كان هذا الذئب الصغير يظنّ أنني حاولت إنهاء 

حياتي من هول إهانة شياو لان


: “ لا تبالغ في التفكير ... أنا فقط…”


كان الشرح صعبًا


فقلبتُ السؤال عليه بدلًا من الإجابة


“ وأنت ، لِمَا تتسلّل إلى هنا في عمق الليل ؟ 

ماذا لو رآك أحد ؟”


شياو دو  بصوت خافت :

“ لن يَراني أحد ، 

فأنا وُلدتُ كذئب… بارع في الظلام ”


: “ ذلك الحريق … كان من فعلِك ؟”


لم يؤكد شياو دو ولم ينفِي ، 

لكن نظراته كانت تتحرك نحو الماء مرارًا ، 

والاحمرار يتسلل إلى عنقه ،


عضّ شياو دو شفته و بصوت مكتوم ثقيل :

“ هل… فعلها والدي الإمبراطور ؟”


رفعتُ يدي وصفعتُ الماء بقسوة ، ووجهي كالجليد


: “ بالطبع لا ،،، ولا تذكر ما حدث ذلك اليوم مجدداً "


عندما رأيته يصمت ، لان قلبي ، 

فمددت يدي أربّت على رأسه هامسًا :

“ إشعال النار في فناء الإمبراطور… يا لها من جرأة

شجاعتك جديرة بالثناء ، لكن كن حذراً في كل شيء ، 

لا تدع والدك الإمبراطور يشك فيك "


قال شياو دو — وقد هدأ تعبير وجهه وهو يقترب من أذني:

“ ذلك السهم ليس منّي ،، لا تقلق يا عمّي الامبراطوري 

لقد كان من أحد الحرس المهملين… 

أطلقه في الاتجاه الخطأ ، ولا علم لي بشيء "


رفع شياو لينغ حاجبًا ، مستمتع : 

“ ذكي… تستخدم يد شخص آخر "


انكمشت حدقتا شياو دو : 

“ ولدي لحظات أذكى من هذا يا عمّي الامبراطوري …. 

سترى "


ابتسمت برضا وأدرت رأسي… ولم أنتبه لمدى قربنا —

فلامست شفتيه بلا قصد ، فارتجف شياو دو كالمصعوق، 

تسارعت أنفاسه، وتسمّر نظره على فمي


وعندما سمعت دقات قلبه تخبط كطبول الحرب ، 

أدركت كم أنّ جسدي العاري كان قريبًا من جسده ، 

فسرى البرد في أطرافي


{ في مثل هذا العمر… ومع بداية يقظة رغباته… 

إن لم يُوجَّه ، فقد يصبح مثل والده }


وقفتُ ، لأجعله يرى بوضوح أنني رجل


لكن شياو دو رفض أن ينظر


أدار وجهه بعيدًا… كأنني امرأة


استفزّني ذلك ، فصرخت :

“ دو’إييير !”


قال شياو دو وقبضتاه مشدودتان ، وعضلات ظهره بارزة من التوتر :

“ عمّي الامبراطوري … أنت… لا ينبغي أن تكون هكذا "


تنهدت بضعف :

“ ليس من العار أن تنجذب إلى الرجال في شبابك، فقد كنتُ كذلك. إذا أردتَ 

فاختر خادمًا يلاعبك قليلًا ، 

لكن تذكّر… عليك أن تتزوج وتنجب الوريث، هذا هو المهم…”


“عمّي الامبراطوري !” استدار شياو دو و عيناه كـ سيفان لامعة : 

“ أفهم . 

أنا لست مثل والدي الإمبراطور .”


عندما سمعت ذلك ، شعرت بالإطمئنان لأنه أدرك حدوده ، 

" عد مبكراً ، لا تدع أحداً يراك "


خرجت من حوض الماء لألتقط رداء النوم ، 

لكن… و برشة ماء ، أصبح شياو دو خلفي 


انتزع الرداء من يدي بعنف وسرعة


: “ عمّي الامبراطوري دعني ألبسك "


كان صوته المبحوح الثقيل ، الذي بدأ يتعمّق مع سنّ 

البلوغ ، قريبًا من عنقي ، 

ونَفَسه الساخن يحمل حدّة شرسة شابة


شعرت بوخز في فروة رأسي ، كأن وحش متعطش للدماء قد لعقني فجأة


عندما لا أنظر إليه ، يبدو وكأنه شخص مختلف ——


خطير ،،،

مخيف ،،،

لا يشبه فتى في السادسة عشرة ،،،


يشبه ذاك… الذي اعتدى عليّ في الغابة …


مدّ ذراعيه حول جسدي ، كأنّه يعانقني ، وهو يربط الحزام ببطء


كانت العملية كلّها عذابًا لا يُوصف ، 

فهذا الشياو دو يوقظ داخلي قلقًا لا يهدأ ،


شياو دو بنبرة خافتة :

“ عمّي الامبراطوري … خصرك نحيل "


: “ أنت…” شعرت بالإهانة ، واستدرت أحدّق فيه : 

“ ماذا قلت ؟”


أنزل شياو دو رأسه :

“ عليك أن تأكل أكثر فقط "


خمد غضبي قليلًا ، لأدرك أن ما شعرتُ به ربما كان مجرد خيالات


فمددت يدي إليه 


: “ ساعدني لأذهب إلى السرير "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي