القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch16 الإمبراطور الأسير

 Ch16 الإمبراطور الأسير



ساعدني شياو دو على الوصول إلى السرير ،

وما إن لامس رأسي الوسادة حتى غلبني النعاس


أسدلتُ ستائر السرير ، مستعدًّا للنوم ، وقلت له بكسل:

“ أطفئ المصباح ”


انحنى شياو دو ونفخ الشمعة ، لكنه لم يغادر


ظلّ واقفًا عند سريري في الظلام ، بلا نيّة واضحة


النعاس يثقل جفوني، فتحت عيني بصعوبة :

“ لماذا لم ترجع بعد ؟ أتنوِي المبيت هنا ؟”


وقف شياو دو بلا حركة ، وعيناه الخضراء كالياقوت تلمع بخفوت


شياو دو : “ أنا… سأغادر عندما ينام عمّي الإمبراطوري .”


نظرتُ من خلال الستارة إلى هيئته الطويلة المستقيمة في الظلمة ، 

وشعرت بشدة أنه يشبه ذئب شاب صبور ، يترصّد فريسته 

حتى تغفل ، ثم ينقضّ عليها ليغرس أنيابه في عنقها


هذا الشعور العبثي ضايقني كثيرًا ، لكنه ظلّ شعورًا فقط


ففي أعماقي ، لم أكن أحذر حقًا من هذا الفتى الذي لم 

يكتمل شبابه ، فأغمضتُ عيني طوعًا


لكن مع النعاس تدفّقت ذكريات ما كدتُ أتعرض له من 

مهانة في ذلك اليوم ، فارتجف جسدي ونهضت دفعة واحدة


: “ عمّي الإمبراطوري … هل رأيت كابوس ؟”


شياو لينغ { من الغريب أنّ شياو دو لا يزال هنا }


انشقّ رأسي من الألم ، فأغمضتُ عيني نصف إغماضة وقلت بخفوت :

“ ما زلت هنا ؟ لا بأس… 

تعال واضغط على رأسي ... إنه يؤلمني بشدّة .”


: “ عمّي الإمبراطوري … 

هل يمكنني الصعود إلى السرير إذًا ؟”


تمتمت بضعف :

“ همم.”


بصوت خافت ، رفع شياو دو الستارة وجلس على السرير ، 


أسند مؤخرة رأسي على إحدى ساقيه

كفّيه تحت رأسي ، وأصابعه العشرة الدافئة والرطبة انسابت 

داخل شعري وبدأ يُدلّك


قوة أصابعه كانت مناسبة تمامًا ، لا خفيفة ولا شديدة ، 

والنتوءات الرقيقة في أطراف أنامله كانت كحبّات رمل 

ناعمة تحتكّ بفروة رأسي


اجتاحتني موجة من الارتخاء ، لذّة لا تُوصف جعلتني أتأوه بصوت خافت :

“ ممو …”


توقّفت حركة شياو دو لحظة

: “ عمّي الإمبراطور… هل تشعر بتحسّن؟”


أومأتُ، وابتسمت بسخرية خفيفة:

“ لم أظنّ أن شاباً في مثل سنّك يملك مهارة كهذه

أسلوبك أريح من يد الخادم الذي خدمني منذ أكثر من 

عشر سنوات ،،

يبدو أنه مرّ زمن طويل منذ آخر مرة اعتنى بي أحد على هذا النحو ”


شد شياو دو أصابعه قليلًا ، وازدادت قوّة الضغط :

“ هل يقصد عمّي الإمبراطوري… ليانغ شنغ ؟”


كنت مرتاحًا إلى درجة أنني لم أرغب حتى في فتح عيني 


: “ ذاكرتك جيدة .”


أصدر شياو دو صوتًا خافتًا كإجابة ، 

ثم تحركت إحدى يديه إلى مؤخرة عنقي وضغط عليها بقوة 

دقيقة في المكان الصحيح 


من كثرة ارتداء التاج الإمبراطوري في شبابي ، أصبتُ بداء 

مزمن في الرقبة والكتفين ، يسبب لي ألمًا يشتدّ غالبًا مع أمطار الربيع


قلت له وأنا مغمض العينين ، مستسلمًا للنعاس:

“ ذلّك هنا أكثر… و كتفي أيضًا ”


فتح شياو دو ياقة رداء نومي ، وانكشف كتفي 


وضع يديه عليهما، يُدلّك العظام المتيبّسة حتى لانت…


حتى صارت كعجين دافئ بين أصابعه 


تصاعدت طبقة خفيفة من العرق على جسدي ،

وشعرتُ كأن روحي تخرج عن جسدي …


أطفو فوق الغيم ، بلا وزن ، بلا إرادة


شياو دو بصوت منخفض:

“ عمّي الإمبراطوري… هل تريد أن أدلك ظهرك أيضًا ؟”


كنتُ على حافة النوم ،

فاكتفيتُ بتمتمة كسولة تدلّ على الموافقة


قلبني على وجهي ، وصرَّ السرير


وانسحب رداء نومي حتى خصري ،

فلسعني برد خفيف على امتداد ظهري


كان وعيي يتماوج …

يصعد ثم يهبط ، كما لو أنني أطير فوق سطح ماء مظلم


ثم هبطت يداه على ظهري


ضغطني إلى عمقٍ كثيف ،

كأنه يعيد تشكيل عمودي الفقري …

تخيّلت أن صلابتي ، كبريائي ، انضباطي…

كل ما حافظتُ عليه لسنوات ،

قد تلاشى على يديه ،

ولم يتبقَّى إلا جسد بشري… لحم ودم فقط


شياو لينغ { يا شياو لينغ …

تتظاهر بأنك تعلو فوق الجميع ،

تحلّق فوق الخلق كإله …

لكن في النهاية —

أنت مجرد بشر …


جسد ضعيف…

تخفيه خلف قناع الإمبراطور الذي ترفض أن تخلعه … }


لامس أذني نفس دافئ

ثم شفتان نحيلة ناعمة على صدغي

تحرّك قليلًا ، يخرج منهما صوت خافت ، عميق ،


: “ عمّي الإمبراطوري…”


وفجأة …

خفّ جسدي —-

كأنني ركبت شيئ وانطلقت معه في الرياح


فتحت عيني — ووجدت نفسي على ظهر ذئب ثلجي 

مهيب وقوي ، 


يركض بي عبر السهول الواسعة ——


أمسكتُ بفروه الخشن ،

واندفع من أعماق قلبي رغبة شديدة في التغلب عليه — 

لففت ذراعي حول عنقه واستخدمت يدي الأخرى لضرب 

عينيه ،

الذئب توقّف فجأة —


هزّ رأسه ، ورماني أرضًا بسهولة مهينة


تدحرجت عدة مرات ،

ثم انقضّ عليّ ،

يثبّت ظهري بين مخالبه ،


عجزت عن الحركة


مخالبه الحادة لامست جلدي دون أن يجرحني 


فمه الواسع ، اللاهث ، تحرك قرب عنقي…

ولوهلة ظننتُ أنه سيكسر رقبتي


لكنه بدل ذلك …

استنشقني



ثم لعق خدي بلسانه —

لعقة ليس للالتهام ،

بل لعقة ذكرٍ يغازل أنثاه


حاولتُ الإفلات ،


لكن الفارق في قوتنا كان كبيرًا جدًا


وفي فوضى عارمة …

بدأ فعل جنسي مشين في فوضى وانتهى في فوضى


منهكًا تمامًا ، استدرت على ظهري ، أتنفس بصعوبة بحثًا عن الهواء ، 

وتحررت تدريجيًا من هذا الكابوس الذي لا يوصف


سمعت صوت شياو دو فوقي :

“ عمّي الإمبراطوري… هل رأيتَ كابوسًا آخر ؟”


فتحت عيني


كان فوقي ، و يحيطني بأطرافه الأربعة ،

كقفص يحبسني تحته


“ بمَا حلم عمّي الإمبراطوري ؟

أنفاسك سريعة… هل تشعر بالحرارة ؟”


شعرتُ بالخزي ينهشني


لقد حلمتُ بذئب يفعل بي ما يشاء … يغتصبني

والأسوأ —

أنني استمتعت بهذا الفعل الوحشي 


الملاءات المبتلّة كانت دليلًا لا يُنكر


سحبتُ اللحاف فوقي ، محاولًا إخفاء إحراجي 

لكن شياو دو —- ببرودة قاتلة ، نهض ، أشعل المصباح ،

وصبّ لي كأسًا من الشاي


“ عمّي الإمبراطوري… اشرب قليلًا من الماء "


أسند ظهري بيده —- تمسكت باللحاف بقوة ، 

خائف من أن يلمح هذا الشاب ما كان يجري تحتي


خفضت رأسي وارتشفت الشاي ، 

لكن لاضطرابي شربت بسرعة فاختنقت


مدّ شياو دو يده يمسح زاوية فمي ، 

واحتك مفصل إصبعه بشفتي كأنه يداعبني ، 

عبست ونظرت إليه من طرف عيني


لكن الفتى كان مطأطئ الرأس ، عيناه منخفضتان ، 

وملامحه عميقة وجادة ، 

من الواضح أنه لم يلاحظ إساءته غير المقصودة ، 


لم أستطع إلا أن أسخر من نفسي داخليًا لكوني شديدة الشك


شياو لينغ :

“ شكراً لاهتمامك ،، أنا بخير الآن يمكنك الانصراف "


دفعتُ فنجان الشاي جانبًا ، واتجهت نظرتي نحو المرآة 

البرونزية قرب السرير


رأيتُ وجنتيّ محمرّتين ، وشعري مبعثر ، 

وملامحي كما لو أنني خرجت للتوّ من لحظة لهو


عندها فقط أدركتُ كم هو غير لائق أن يتولى شياو دو 

خدمتي في هذه الحال 

و سارعت إلى الانغماس تحت اللحاف ، 

أستدير نحو الجدار ، وأتظاهر بالنوم مجددًا


شياو دو :

“ إذًا … يستأذن ابن الأخ بالمغادرة "


انطفأت الشمعة


دوّت خطوات متجهة نحو النافذة ، ثم ' بووف ' 

وتلاشى الصوت في المسافة ،


طوال الليل ، لم أغمض جفني ثانيةً واحدة


أعدتُ الحلم مرارًا في ذهني


{ إنه نذير شؤم !!


طريقة معاملة ذلك الذئب — شياو دو 

بدت مريبة إلى حدّ بعيد !

حركاته الغامضة كانت محسوبة بدقة !!


كأنّه يختار اللحظة المناسبة ليختبر أعماقي بمخلب ، 

ثم يسحبه في الوقت نفسه الذي أتهيأ فيه للدفاع


بعدها يعود ككلبٍ مطيع—ومن كل جانبٍ كان يشبه الكلب فعلًا ، لا أثر لمخلب ولا ناب


فلا أستطيع أن أعيبه ، ولا أستطيع مواجهته مباشرة… 

كي لا أُفسد رابطة العمّ وابن الأخ بيننا


لم أعد أعرف… هل هو لا يجرؤ حقًا ؟ أم أنّه يتعمّد ؟


وإن كان الثاني… فهذا السيف لن يكون سهل الاستعمال 


عليّ أن أختبره }



——- دونغ—دونغ—دونغ—


ضُرب جرس ساعة ' التنين ' 

( من 7 لـ 9 صباح )

لكن الصوت لم يكن معتادًا ؛ بل يحمل نبرة كئيبة


في هذا اليوم… توفيت الإمبراطورة أثناء الولادة ——


وكما توقعت ، فإن مملكة يويه الذين يراقبون إقليم شيتشو 

الغربي التابع لمملكة ميان منذ زمن ، انتهزوا الفرصة 

واعتزموا اقتسام النفوذ


ومعهم بعض الدويلات الصغيرة خلف الحدود الغربية ، 

فجمعوا جيوشهم وغزوا شيتشو


وفي الوقت نفسه ، كانت أزمة الفيضانات وقراصنة البحر في 

إقليم يينغشو الجنوبي لم تُحلّ بعد


مصيبة تتبعها أخرى… وكأن البلاد لا ينقصها البلاء



تنافس شياو دو وشياو مو على التطوّع للخدمة —— 

فأرسل شياو لان ابنيه إلى يينغتشو — وعيّن القائد الأعلى 

ليشرف على شؤون الامبراطورية نيابةً عنه ، 

ثم خرج هو بنفسه لقيادة الجيش لـ شيتشو —-


لكن الطريق طويل ، فحين وصل إلى نهر غروب الشمس ، 

كانت قوات يويه قد احتلوا بالفعل إقليم شيتشو 

واستعدّوا لعبور النهر جنوبًا لشنِّ هجوم شامل على قلب 

إمبراطورية ميان العظمى


تواجه الجيشان على ضفّتَي النهر ، وظلّ القتال مستمرًا نصف شهر ، 

وبدأت علامات الهزيمة تظهر على شياو لان تدريجيًا —-


وقد توقعتُ هذا ؛ فهو ليس جنرال ولا قائد عسكري بارع 


لقد خططتُ أصلًا للتعاون مع فاي يان عند سقوط شياو 

لان ، مستندين على ' النبوءة الإلهية ' ذريعة للقيام بانقلاب 

واستعادة العرش —-


لكنني لم أتوقع أنه في اللحظة الحرجة… 

سيرسلون مملكة تشي ( البرابرة ) —العدو القديم لميان — 

قوات للمساعدة —- ، فتنقلب الكفّة لصالح شياو لان ——


ومن خلال هذا الموقف ، شعرت أن أزمة أعظم قادمة …


فمملكة تشي —- ، أولائك الذئاب الجائعين —- 

أنهم أخطر بكثير من الوحوش الصغيرة في الغرب ——-


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي