القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch22 الإمبراطور الأسير

 Ch22 الإمبراطور الأسير


ost 4 the chapter ? 



باي جي بصوت خافت :

“ هذه الخادمة المتواضعة باي جي تُحيّي الضيفين الكريمين .”


ثمّ سُمِع طَرق قبقاب خشبيّ يقترب من العتبة 

ارتفع ستار الخرز ، ودخلت فتاة برداء أبيض… أنقى من الثلج ،

لا مساحيق

حاجبان رقيقان كقمم جبال بعيدة

وفي شعرها… زهرة واحدة لا غير


تحمل آلة بيبا بذيل عنقاء

انحنت انحناءة قصيرة ، ثم جلست أمامنا


وقعت عيناها عليّ

أضاء بريقٌ فيهما

أومأت

وقالت بهدوء :

“ أيُّ لحنٍ يرغب الضيف الكريم بسماعه ؟”


شياو لينغ :

“ أردية مطرزة في الليل ”

—- جِن يي ييه شينغ — رمز سرّي بيننا ، 

لا يُقال إلا للمعنى الخفيّ —-


فهمت باي جي مقصدي في الحال

ابتسمت

ثم نهضت

“ هذا اللحن… ليس عادي ، 

يحتاج من يُرافق عزفه مع هذه الخادمة ، 

أرجو من الضيفين الكريمين الانتظار قليلًا ريثما أُرتّب الأمر "


لوّحتُ بيدي:

“ اذهبي ورتّبي ، لكن لا تتأخّري… الوقت ضيّق "


أومأت وخرجت


كنت أعلم أنّها ذهبت لتدبير خروجي من المدينة


وبقي أمامي أصعب ما في الأمر…

{ كيف أتخلّص من هذا الذئب ؟ !! }


ومهما كان بيننا، لا أعلم إن كان سيساعدني فعلًا على الهرب


{ لا بأس… سأُسكِره }


حسمتُ أمري


ابتسمتُ لشياو دو الذي يجلس مقابلي، ورفعت كأس الخمر 

لأصطدم بكأسه

“ بينما باي جي غائبة… ما رأيك أن يجد العمّ وابنُ أخيه 

بعض المرح ؟”


رفع شياو دو حاجبًا : 

“ أيُّ مرح ؟ تفضّل عمّي ”


نقرتُ بأصابعي على الطاولة ، وطلبتُ من الخادمة إحضار لوح قوي تشي

مربع ، محفور السطح بنقوش بارزة ،

عدد القطع ثمانية وعشرين : شمس ، قمر ، نجوم …

أربعة عشر حمراء ، وأربعة عشر سوداء ، ومعها نرد


اللعبة لها وجوه كثيرة… تحتاج مهارة ، وتحتاج حظ


أشبه بالمقامرة… ومثيرة للغاية


وأنا منذ صغري أحبها ، ولطالما لعبتُها مع إخوتي… 

ولم أخسر مرة واحدة


وبعد أن أصبحتُ إمبراطور… لم يعد ثمة من يلعب معي


أخذتُ قطعة حمراء ، ووضعتها أولًا


شياو لينغ : “ هكذا ؟ ألعبتَ هذه اللعبة من قبل ؟”


فعل شياو دو مثلي ، التقط قطعة سوداء ، ووضعها


: “ طبعًا… لعبتُها "


لم أدعه يستعجل في إنهاء اللعبة 

مددتُ يدي ، أحجبتُ مكان حركته 


: “ لا تتسرّع ، الخاسر… عليه عقوبة ، تعلم ذلك ؟”


ارتسم على زاوية شفتي شياو دو شيء أشبه بابتسامة صيد 


شياو دو : “ وما هي العقوبة ؟”


شياو لينغ : “ خمر "

ملأتُ كأسي وشربتُ رشفة :

“ مَن تُنتزع له قطعة من اللوح… 

سيشرب ثلاث كؤوس متتالية ”


شياو دو لم يتردّد


امتلأ وجهه بالثقة ، ومدّ يده ، ووضع قطعة على اللوح


: “ حسنًا… كما يقول عمّي ”


سخرت داخلياً 

{ الفتى ذكيّ بالفطرة ، صحيح…

لكنّه ما زال ضعيف أمامي }


عرفتُ أنّ حماسه سيدفعه إلى اللعب بهجوم أعمى ،  

فاتبعت أسلوب الدفاع ، وتظاهرت بالخسارة ،

خسرت ثلاث جولات عمداً …

أستدرجه إلى الفخ


وحين بدأ يظنّ أنّني مُنهَك… وأنّ الفوز في متناول يده…

قلبت الاستراتيجية —

غيّرت من الدفاع إلى الهجوم


ضربت عمق تشكيله ، وخطفت منه اثنتي عشرة قطعة بضربة واحدة


عجز شياو دو تمامًا 


لا قدرة على الردّ


اضطر أن يشرب ستة وثلاثين كأس ~


أنهى ثلاثة أباريق كاملة —-


وحين احمرّ وجهه وبدأ العبث في نظراته ، لم أضيّع الفرصة 

وابتسمت بسخرية


: “ يبدو أنّ مهارة دو’إير في اللعب ضئيلة… 

تحتاج إلى تدريب "


جلس شياو دو مستقيمًا ، رافضًا الاعتراف بالهزيمة : 

“ مجدداً "


لئلّا أضحك عليه ، لعب الجولة الثانية بجدّية أكبر …

إلا أنّ قوي تشي ليست لعبة لمن يريد الفوز بشدة ،

إن رغبتَ بالفوز… خسرت


يجب أن تلعب كالمقامر… ترمي كل شيء على حجر النرد


وفي النهاية…

انهزم الفتى شرّ هزيمة


خسر اللوح بأكمله


ترنّح ، واحمرّ وجهه كالجمر ، ولم يعد ينطق كلمة صحيحة ، 

ومع ذلك ظلّ يترجّاني أن أعلّمه أساليب اللعب


وحين رأيت أن الوقت قد حان …  بدأت أسقيه علنًا


بعد أن أشرح له حيلة وخدعة … أسقيه إبريق


إلى أن انهار أخيرًا على الطاولة…


فاقد الوعي ، غارقًا في سُكره


ناديتُه مرّتين


لا ردّ


انتظرتُ قليلًا ، ثم استدعيت فتاة لتساعده على الأريكة


لكن ما إن تمدّد حتى أمسك بيدها وهو يتمتم:

“ عمي…”


كانت الفتاة تُسحب بلا حول ولا قوّة


لكني غادرت


توقّفت عند عتبة بيت الدعارة ..

تذكّرتُ شيئ بالغ الأهميّة —-


لو أُغلِقت أبواب المدينة الليلة… سأحتاج ما يُثبت هويتي


وشياو دو — بصفته وليّ العهد ، ينبغي أن يحمل معه لوح 

اليشم الذي يفتح له كل طريق


عدتُ بسرعة 

وإذا بالفتاة مرمية على الأرض

و شياو دو ممدّدٌ على ظهره… نائم كالقتيل


ضربتُ جبيني بضيق ، ولوّحت لها لتخرج


جلست ، وفتحت ردائه لأفتّش…


فشهقت دون وعي


صدره القوي يتلألأ بالعرق …

وعلى جلده علامة الذئب —وحمة حمراء —

تتوهّج… كجمر مشتعل ، 


كما لو أنه شعلة على وشك أن تحرق وتشق جلده ، 

كما لو أن شيطانًا مرعبًا على وشك أن ينفجر من جسده ،


قاومت الرغبة في مد يدي ولمسها ، 


بحثت عن الجيب الخفي داخل رداءه


وبالفعل ، شعرت بجسم مسطح وصلب


سحبت لوحة اليشم ، وأخفيته في حزامي

وقفت

لكن شيئًا شدّ كُمّي


توقّف قلبي لحظة


كان الفتى قد انقلب في نومه …

أمسك بكُمّي و يستنشق ردائي …

مثل جرو وجد طعامه ويرفض إفلاته


حاجباه معقودان ، رموشه ترتجف …

وعيناه مغمضتان


بدا نائمًا حقًا


تنفّست 

شدَدتُ كُمّي مرّتين…

لم يتحرّك


: “ ع… عمي الإمبراطوري… أنا… معجب بك ”


تجمّدت


نهضت واقفًا ، لكن قبضته اشتدّت


“ في هذا العالم… لا أحد يهتمّ بي سواك ..

قلتَ يومًا إنني مميّز لا مثيل لي …

وأريد أن أكون كذلك… كي لا أخذلك ”


وقفت لحظة مذهولًا


لم أتوقع أن هراءً قلته ذات يوم لأهدّئه …

سيخزنه هكذا في قلبه

يتشبّث به كأنه وصيّة


ظنّ أنني الوحيد الذي يهتم به…

ولم يعلم أنّني استغليته… دائمًا

أنني أنقذته ، وعلّمته ، وداويتُه …

لأجل نفسي

من أجل غايتي وحدها


ولم يخطر لي لحظة… أن الفتى سيقع في حبّ عمّه


وبينما أفكر بذلك …

شعرت بشيء يتصدّع داخلي


شقّ رقيق في ذاك القلب المتيبّس


{ ذنب صغير… لا يساوي شيئًا أمام الإمبراطورية 

التي أريدها }


داعبت شعره الفوضويّ


بدا وهو هكذا… ككلب صغير متروك ، ليس كذئب


ابتسمت


ومددتُ يدي ، وسحبتُ الخنجر عند خصره

رفعتُ ذراعي …

واستهدفتُ كُمّي …

وقطعتُه


توقّف صوت تمزّق الحرير ، 

وانطفأت شمعة الغرفة ، فابتلعت الظلمة كل شيء ، 

كأن حلمًا جميلًا تحطّم فجأة —-


: “ ليكن . أنا من أخفق بحقك ، أنا من خذلك ،

ما بيننا كـ عمّ وابن أخ ينتهي هنا ... 

لا تفكر بي بعد اليوم ”


بهذه الجملة الأخيرة ، استدرت وغادرت دون أن ألتفت خلفي


———-


في الليل ، عند ساعة زي ( 11 PM – 1 AM )


تحت عمق الظلام ، 

تسللنا أنا وباي جي مع رفاقنا من بيت الدعارة دي هوا متنكرين في زي فرقة أوبرا أجنبية


كنا نخطط للمرور من بوابة ميانجين الشمالية ، ثم الاندفاع 

ليلًا نحو نهر الغروب ، وعبوره بالقارب ، 

ومن هناك نتجه إلى الجبال لنتخلص من أي مطاردة


وبفضل لوح اليشم الخاص بشياو دو — ظنّ حرس البوابة 

أننا جئنا من القصر ، فسمحوا لنا بالمرور


وكان حدسي صحيح — فما إن خرجنا من البوابة الشمالية 

حتى اشتعلت نيران المنارات على الأسوار كلها


بدأ الإغلاق —-

و سرعان ما سيخرج جيش الإمبراطور من المدينة للبحث عني —-


إمبراطور معزول ، مجهول المكان ، هو خطر كبير على حكم 

الإمبراطور الحالي —-


كان من الطبيعي أن يحفر شياو لان الأرض بحثًا عني —-


عندما رأيت وهج النار في المدينة ، اشتد قلقي 


قلت لباي لي — الذي وصل للتو :


: “ سنتفرق ،، خذ مجموعة وتوجه إلى سفح جبل ميان 

الجنوبي لتشتيت المطاردين ، 

نلتقي عند نهر الغروب .”


باي جي: “ أخي ، أنت رافق جلالته ، وسآخذ المجموعة 

الأخرى ”، ثم لوّحت بسوطها وقادت فرقة من الفرسان جنوبًا


أما باي لي — هو من يقود العربة مع بقية نخبة مقاتلي 

عائلة باي نحو الغرب ، 

إلى الغابة التي تمتد آلاف الأميال


وبعد حين من ابتعادنا ، سمعنا صوت المطاردة قادم من جهة ميانجين


وعندما رأيتهم يتجهون خلف مجموعة باي جي، انتهزنا الفرصة ودخلنا الغابة


ربما كانت السماء تقف إلى جانبي ، إذ هطل مطر غزير ، 

مما صعّب على المطاردين دخول الغابة في الليل لتتبع آثارنا


لكن المطر ازداد قوة ، وتعذّر علينا التقدم


لم نجد حلاً غير التوقف مؤقتًا للراحة


استلقيت في العربة ، أستمع إلى صوت المطر ، وأوشكت على النوم — حينها سمعت صهيل حصان فجأة


انتبهت ، رفعت الستارة ، ورأيت وهج المشاعل يلوح بين 

الأشجار القريبة


——- لقد لحق بنا جيش الإمبراطور


كانت هذه فرصة نادرة و لو قبضوا عليّ وأعادوني فلن 

أحظى بفرصة للهروب بعدها


صرخ شياو لينغ : “ بااااي لييييي !”

 

قفز باي لي على حصانه ، وأمسك اللجام ، وجذب العربة بعنف : 

“ اذهبوا انتم و صدوهم ! سآخذ جلالته وأتقدم !”



أمسكتُ بحافة المقعد كي لا أسقط ، فتحت الستارة ، 

وقفزت إلى ظهر الحصان خلفه ، 

سحبت السيف من خصره وقطعت الحبال التي تشد العربة 

في ضربات قليلة ، ثم غرست النصل في مؤخرة الحصان


“ هيا !”


صهل الحصان واندفع إلى الأمام


لكن في هذه اللحظة ، حاصرونا مجموعة من الفرسان من الجانبين


كانوا جميعًا بثياب زرقاء وأحزمة حمراء ، 

و لا شك أنهم جيش الإمبراطور المكلّف بحراسة ميانجين


ضغطت ساقيّ على بطن الحصان ، وانتزعت القوس 

والسهام من ظهر باي لي، وعضضت على أسناني


و بكل قوتي ، سحبت الوتر ، صوبت نحو رأس الفارس 

المتقدم ، وتركت السهم ينطلق


لكنه لم يصب سوى كتفه


تمايل الرجل ، لكنه لم يسقط


بل انحنى للأمام واندفع نحونا مباشرةً


بردت أطرافي


حاولت إطلاق سهم ثانٍ ، لكن الرجل قد وصل بالفعل


رأيت أمامي رداء أزرق داكن ، مطرزًا بتماثيل ثعابين ضخمة ، 

يلمع في وهج النار


وأنا مندهش ، ترددت لحظة واحدة


وكانت كافية ليداهم طريقنا ويغلقه بالكامل



تبدل الوضع في لحظة ، وأحاط بنا جيش الحرس 

الإمبراطوري من كل الجهات


أوقف باي لي حصانه فجأة ، وانتزع السيف من يدي كأنه 

مستعد للقتال حتى الموت


أما أنا فحدقت في شياو دو —- الواقف أمامنا مثل شيطان

 أشورا الغارق في الدم ، فهدأت


و ضغطت على يد باي لي


نزل الفتى بخفة عن الحصان ، ونزع السهم من كتفه من 

دون أن يرمش ، ثم رفع طرف ردائه ، وجثا على ركبة واحدة أمام حصاني


شياو دو بصوت ثابت قوي : 

“ أطلب من الإمبراطور الأكبر أن يعود إلى القصر معي "


{ أين ذهب ذلك الصغير الثمل قبل قليل ؟ }


عضضت شفتي ... { لقد أفاق بسرعة 


لكن وجوده هو بالذات — أفضل من أن يأتي غيره ؛ 

فهنا مجال للمساومة 


حتى لو لم أستطع الهرب اليوم ، عليّ أن أفعل كل ما يمكن 

لحماية حرس بايي —-لا يمكن أن يُقبض عليهم و يتم استجوابهم 

وإلا فسيكون خالي باي يان تشي في خطر }


ربتُّ على يد باي لي ، وأخبرته أن يساعدني على النزول


تقدمت ببطء نحو شياو دو


رفع شياو دو رأسه نحوي ، فتعمدت التعثر إلى الأمام ، فمد ذراعَيه وأمسكني


كان نفسه ثقيلاً تفوح منه رائحة الخمر ، وعيناه حمراء 


بدا ثملاً ، لكنه كان في قمة وعيه أيضاً


عانقت عنقه بذراعي ، واقتربت من أذنه ، وقلت بصوت خافت :


“ سأعود معك . دع هؤلاء يذهبون . و ما تريده سأعدك به ”


كان شياو دو ما يزال فتى


وكيف لا يتحرك قلبه أمام وعد كهذا ؟


وحين رأيت التردد في عينيه ، مددت يدي بخفة إلى الخنجر 

عند خصره ، وسحبته في لحظة ، وألصقته بعنقه


صرخ شياو لينغ :

“ اهربوووووا !”


عندما رأى الجيش الإمبراطوري أن ولي العهد رهينة لدي، 

لم يجرؤوا على التحرك


قفز باي لي على حصانه وانطلق كالصاعقة مخترقاً الصفوف



تبعه العشرات من حرس بايي ، يشقون طريقهم بين جنود الحرس الإمبراطوري


وحين رأى باي لي الوضع ، حاول العودة لإنقاذي


لكن شياو دو تجاهل الخنجر عند عنقه ، ولف ساعده حولي ، 

وقفز بي إلى ظهر حصان آخر ، ثم ضغط جسده عليّ وثبّتني ، 

وانطلق مباشرةً نحو بوابة المدينة ، لم يبالي إلى المعركة المشتعلة خلفه


لم أعلم هل أخذ بكلامي عمداً وأراد تركهم يهربون أم لا ؟ 


فاض قلبي بالقلق والارتياح في آن واحد


وحين وصلنا إلى بوابة المدينة ، شد شياو دو اللجام وأبطأ الخطوات


قال بصوت منخفض ، شفاهه تلامس عنقي ، وأنفاسه ساخنة :

“ لن أخبر والدي الإمبراطور بما حدث هذه الليلة .

و عند نهر الغروب يوجد قوات ثقيلة . 

من أجل الإمبراطورية … ولأسباب شخصية أيضاً .. 

لا أستطيع أن أدعك ترحل . 

لا تلقِي اللوم علي ”


تفاجأت ، ثم تنهدت :

“ وكيف ألومك ؟”


{ ألا يجدر بي أن ألوم نفسي لأني ربيت ذئباً سيجلب الكارثة ؟ }


صمت شياو دو — ثم صاح نحو الحراس :

“ افتحوا البوابة !”


فتح الحراس البوابة الكبرى ، و جثوا فور أن رأوه 

“ سمو ولي العهد !”


قال:

“ أغلقوا أبواب المدينة ، لا يدخل ولا يخرج أحد الليلة . 

يوجد قتلة تسللوا مع جيش الحرس الإمبراطوري وحاولوا اغتيال الإمبراطور ،

إذا رأيتم الجيش عائدين فاقتلوهم دون تردد !!! "


فأجاب الحراس بصوت واحد :

“ مفهووووم سمو الأمير !”


خفق قلبي بقوة


{ يُسكت الشهود ويخفي المعلومات من أجلي ؟ 


هذا الفتى … }


حث شياو دو حصانه ، وأدخلني إلى المدينة ، 

توقف تحت ظل بعض الأشجار على جانب الطريق ،



: “ عمي الإمبراطوري”  تردد شياو دو ولم يُكمل


أدركت أنه يريد طلب شيء ، فبادرت أنا بالرد :


“ تفضل ، ما الذي تريدني أن أعدك به؟”


في ضوء القمر بدا وجه شياو دو معتماً لا يمكن قراءة ما يجول فيه


شياو دو :

“ أريد أن يعدني عمي الإمبراطور... 

بأن يثق بي ثقة تامة ”


تجمدت لحظة


لم أتوقع أن يقول هذا بدلاً من تقديم طلب واضح


كنت مذهولاً قليلاً


رأيته يميل نحوي ، يخفض صوته أكثر


: “ ثق أنني أستطيع أن أساعد عمي الإمبراطوري… 

على استعادة العرش "


لقد أصاب كبد الحقيقة


انكمشت حدقتاي، وانحبس نفسي، لكنني بالطبع لم أصدق نواياه


من الذي بعد أن أصبح ولي العهد لا يريد التنافس على العرش؟ 


إلى جانب هذا ، هذا الفتى طموح على نحو خطير


لكن كلماته كانت مغرية… للغاية


ولم أستطع إلا أن أشعر بالسعادة 


و بدافع نزوة ، تأففت بنسمة خفيفة عند أذنه


: “ حسناً . سأصدقك .”


ارتجف جسده فجأة ، وكاد يسقط من على الحصان 


عندما رأيت رد فعله ، وجدت الأمر مضحكًا


{ صغير الذئب هذا ، رغم نضوجه الظاهر ، لا يزال بريئًا بالداخل


أسلوب الدفع والجذب ، ضربة ثم كلمة حلوة بعدها ، 

قد تكون الطريقة الأكثر فعالية للتعامل معه ..


طالما أن الشاب لم يتجاوز حدودي ، لن أمانع ،


ما دام لا يتجاوز حدودي ، فلا بأس عندي بصفتي أكبر منه سنًا ، أن أسايره }


لم يكن شياو دو يعرف ما أفكر فيه ، 

لكنني أسمع قلبه ينبض كطبول الحرب ، 

مما جعلني أشعر بأمان أكبر


من سوء حظه أن يقع في حب عم مثلني


وبينما كنت غارقاً في هذه الفكرة ، هبط مخلب الذئب على يدي


حاولت سحب يدي ، لكنه أمسك بي بقوة ، 

كأنه يختبر حدودي عمداً


مسكة اليد ليست أمر كبير . تحملته 


ثم شعرت بيده الأخرى تطوق خصري


: “ عمي الإمبراطوري ،،، لا تمانع… أليس كذلك ؟”


تحملت مجدداً ، مرة بعد أخرى ، من دون أن أنبس بكلمة


شعرت أنه في هذه المرحلة ، الشيء الوحيد الذي ينقص هو 

أن يبدأ شياو دو في هز ذيله فرحًا


ثم ركل بقدميه بطن الحصان برفق ، وجعله يسير ببطء نحو 

نحو المرفأ حيث ترسو القوارب


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي