القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch21 الإمبراطور الأسير

 Ch21 الإمبراطور الأسير



{ لقد تجاوز هذا الفتى حدوده ! 

يا له من سؤال ! }

للحظة ، تجمدتُ مكانِي ، غير قادر على الرد


ورأى الفتى ترددي ، فازداد جرأة واقترب أكثر


: “ إذا لم يرغب عمي الإمبراطوري الإجابة الآن 

يمكنك التفكير في الأمر وإخباري لاحقًا .”


لمست في كلماته تيارًا خفيف من العناد


بردّ وجهي ، ونبرتي هادئة :

“ ما أفكر به تجاهك ليس مهمًا ، 

المهم هو ما يراه شعب هذا البلد عنك

رغم أنك قد عُينت وليًا للعهد ، لا تفترض أبدًا أن مستقبلك مضمون ،

عليك أن تحذر في كلامك وتصرفاتك .”


كان موقفي جادًا تمامًا ، كأن كمية من الماء البارد صُبّ على رأسه ليوقظه


ومع ذلك ، جلس شياو دو بجانبي مباشرةً


شياو دو : “ كيف يرى عمي الإمبراطوري أن أكون حذرًا في كلامي وتصرفاتي ؟” 


مال برأسه ، و شفاهه قريبة جدًا مني ،


أنفاسه دغدغت أذني ، فأرتجفت ،


استخدم شياو دو ظهر يده ليلمس جبهتي


نظرت إليه بنظرة جانبية ، وقبل أن أتمكن من الكلام ، 

شعرت بحكة في أنفي و عطست


استقام شياو دو ونهض ، وذهب إلى الصخرة حيث ملابسه مبسوطَة ، وأخذ واحدة جافة


: “ عمي الإمبراطوري اخلع أرديتك المبتلة وارتدِي ردائي "


ترددت للحظة قبل أن آخذ ملابسه ، 

وعندما نزعت القميص الداخلي الذي التصق ببشرتي ، 

التفت شياو دو ليريني ظهره ، مفسحًا لي المجال لأخلع كل 

ملابسي المبتلة وألفّ نفسي في ردائه الداخلي


{ هذا الفتى قد بدأ للتو في اكتساب قوامه الكامل 

وجسده أقوى بكثير من جسدي ، 

حتى رداؤه الداخلي أكبر حجمًا }


لم تكن الأكمام فقط طويلة جدًا ، بل الحاشية تتجاوز كاحلي 


عندما ارتديت ردائه الخارجي ، أدركت أنه رداء شفاف 

خفيف جدًا ، مخصصًا للارتداء فوق الملابس الاحتفالية ، وليس ليُرتدى وحده


: “ هل غيّرت يا عمي ؟”


عند سماع هذا السؤال، شعرت ببعض الإحراج

و كان الوقت قد فات لإيقافه 


استدار ، وعند رؤيته لي، تجمد للحظة


انتشر احمرّار على جانبي أذنيه كالنار ، 

لكن خلافًا للمرة السابقة ، لم يُنزل عينيه — بل أحرقني 

بعيناه وهو يحدق بي


وبينما على وشك الغضب وتهديده بالصراخ ، أدار عينيه ، 

وأخذ رداء متوسط الحجم، وانحنى بهدوء، وقدم لي إياه 

باحترام بكلتا يديه


: “ لم ألاحظ …. 

عمي الإمبراطوري… أرجو أن تهدأ غضبك "


أخذت الرداء و لففت نفسي به، شعرت وكأنني قد دلّلت من 

قبل هذا الفتى نصف الناضج


ومع ذلك، وبسبب مكاني كأكبر سنًا ، لم أستطع إظهار ذلك


و اضطررت لكبح إحراجي ونطق كلمتين بنبرة غير مبالية : “ لا يهم "


ربما لأنه رأى أني مستاء جدًا ، لم يجرؤ شياو دو على التجرؤ مجدداً 

و جلس ، ارتدى رداء و بنطاله ، وظل صامتًا فترة طويلة قبل 

أن يتحدث مجددًا


: “ هل يعرف عمي الإمبراطوري إلى أي فصيل ينتمي أولئك 

الرجال الذين تخللوا حرس القصر؟”


هززت رأسي دون أن أجيب ، 

رغم أن لديّ بالفعل شكوكًا في الأمر


لكي يتمكنوا من زرع رجالهم بين حرس القصر على السفينة، 

فلا بد أن يكونوا من أقارب العائلة الملكية ممن لهم امتياز 

التواجد على متن السفينة


{ أتوقع أنه أخي السابع — شياو شون 


لا يعلم بعد مدى ضعف جسدي حتى يرسل كل هؤلاء 

القتلة المهرة ورائي …. }


بينما أفكر في ذلك ، سمعت شياو دو يتحدث بهدوء


شياو دو : “ هؤلاء الرجال… أتوا من أجلي "


ارتبكت قليلًا ونظرت إليه


و بحركة سريعة من أصابعه ، أخرج شياو دو مسمارًا نحاسيًا حاد


: “ سحبته من جمجمة ذلك الرجل ، 

سبق أن صادفت أشخاص لديهم مسامير نحاسية في 

رؤوسهم على جزيرة يينغتشو

كنت على وشك أن أتعرض لإصابة بسبب أحدهم .”


أخذت المسمار النحاسي


وما أن نظرت إليه، فهمت على الفور من هؤلاء الأشخاص


كانوا مجموعة من القتلة المحكوم عليهم بالإعدام الذين 

اعتنى بهم والدي الإمبراطور قبل جلوسه على العرش


كانوا جميعًا في الأصل سجناء حكم عليهم بالإعدام وتم 

اختيارهم لمهاراتهم الاستثنائية


بعد وفاة والدي الإمبراطور ، تولت أمي الشرعية ، 

الإمبراطورة منغ، الاهتمام بعم


وبعد أن قُتلت الإمبراطورة منغ بالسم ، اختفى هؤلاء القتلة


{ والآن … ؟؟


هل لا يزالون في خدمة عائلة منغ ؟


جزيرة يينغتشو… الشخص الذي ذهب إلى هناك مع شياو دو 

أليس هو شياو مو ابن أخت الإمبراطورة منغ ؟


ربما … يعتبر لديه دوافع كافية لقتل شياو دو }


هززت رأسي وتنهدت


لينغ : “ الكلب الذي يعض لا ينبح ،، 

يبدو أنك ستحتاج إلى مزيد من الحذر في المستقبل "


قال شياو دو بصوت صارم : “ عمي الإمبراطوري اطمئن. 

لقد اعتدت منذ زمن على مثل هذه التكتيكات ...”

ثم رفع يده مشيرًا : “ لن يستسلموا بسهولة ،، 

انظر عمي الإمبراطوري إلى هناك

لا يجب أن نبقى هنا أكثر

علينا التوغل داخل المكان لنجد مأوى .”


تبعته بعيني ، فرأيت وميض المشاعل عند ضفاف النهر بالقرب من الشاطئ 


خطر في بالي فكرة مفاجئة — 


{ لقد أمنّ شياو لان عرشه بعد معركة النصر 

و مملكة الذئاب تشي يراقبون مثل النمر 


وضع خططي داخل القصر الإمبراطوري كان دائمًا مقيدًا


قد يكون من الأفضل أن أغتنم هذه الفرصة للهروب 

واللجوء إلى خالي ماركيز الشمال الغربي ، ثم لاحقًا تجنيد 

جيش للعودة ومحاربة طريقي إلى السلطة }


وبهذه الفكرة 


قلت: “ سنذهب إلى شارع الزهور " 


( أزقة وشوارع بيوت الدعارة )


ساعدني شياو دو على النهوض ، لكن خطواته ترددت عند سماع كلماتي


سأل شياو دو بارتباك : “ شارع الزهور؟”


غالبية حرس بايي التابعين لـ خالي باي يان تشي والذين بقوا 

في العاصمة ميانجينغ كانوا مختبئين في بيوت الدعارة 

وأزقة حي الزهور


ولمنع شياو دو من إفشال خططي، لم يكن بإمكاني بالطبع إخبارَه بنيتي


فابتسمت ساخراً: “ أوه ، لم تذهب من قبل ؟ 

سأريك لتوسيع آفاقك "


لم يلح شياو دو في السؤال أكثر — استدار وانحنى 


: “ عمي الإمبراطوري، سأحملك ...” توقف لحظة، ثم 

أضاف: “ سيكون أسرع "


ملت للأمام و لففت ذراعي حول عنقه


رفع شياو دو ساقي ، وللحظة شعرت وكأنني أركب ظهر 

الذئب الثلجي من أحلامي


انقبض قلبي ، 


كأنني معلق في الهواء ، وشعور بالعجز والخوف يغمرني


غريزيًا فككت ذراعي ، راغبًا بالنزول والمشي على قدمي ، 

لكن شياو دو —- بشكل غير متوقع ، نزَع حزامه وربطه 

بإحكام حول خصرِي ، ثم لفّه مرة حول معصمي ثم استقام 


كانت سلسلة الحركات سريعة لدرجة أني لم أستطع الرد


حاولت المقاومة عدة مرات ، لكن مع ربط يدي وخصري ، 

لم أستطع التحرك


: “ أنتَ !! …”


: “ عمي الإمبراطوري لم يرغب في التمسك بإحكام 

فلم يكن أمامي خيار آخر … ” قال شياو دو وهو يحرك 

رأسه ، وشفاهه تلامس جبهتي بشكل غير متوقع


كانت عيناه مليئتين بالمشاكسة


: “ عمي الإمبراطوري… يبدو أخف وزنًا من المرة الماضية .

عليك حقًا تغذية جسدك .”


{ أنتَ من أصبح أقوى أيها الفتى } عبست ، وكسلت عن الجدال معه ، 

وهمست له بصوت منخفض أن يسرع


بعد مسافة يمكن قطعها خلال نصف مدة احتراق عود بخور ، 

وصلنا إلى الأسوار الخارجية لميانجينغ


لم أغادر القصر الإمبراطوري منذ أربع سنوات ، 

فوجدت أسوار المدينة شاهقة بشكل مذهل ، 

كجبل لا يُقهر


أظن أنني اعتدت على النظر إلى المدينة من ارتفاع عالٍ ، حيث بدت كل الجبال صغيرة ،

ومنذ ذلك الحين ، وبعد أن سقطت من ذلك الارتفاع إلى 

هاوية ، تغيّر منظوري جذريًا ….


ورغم أنه كان يحمل رجلًا كامل النمو على ظهره ، ظل شياو دو شديد الرشاقة


لف بعض القماش حول يديه ، وتسلق نتوءات السور 

الخارجي بيديه العاريتين ، 

سريع كما لو أنه يتسلق الجدران ويمشي على الحواف


و في بضع حركات فقط ، قد اجتاز السور ودخل مدينة ميانجينغ


هذه الفترة موسم مهرجان الصيف ، و المدينة تحتفل 

سنويًا بـ ' طرد شيطان الجفاف ' 


ارتدى الناس جميع أنواع الأقنعة ، وحملوا جرار الماء ، 

ولعبوا أدوار الآلهة والشياطين والأشباح ، 

يغنون ويرقصون في الشوارع والأزقة


كان مشهدًا حيًا ومليئًا بالحركة


الطريق الرئيسي للمدينة مزدحم إلى حد الاستحالة ، 

والناس يتحركون في مجموعات من ثلاثة أو خمسة ، 

أو ثنائيات ،

وإذا كان من الصعب عبور الطريق الرئيسي ، فماذا عن الأزقة الضيقة ؟ 



ومع وجودي على ظهره ، كان شياو دو يشق طريقه وسط 

هذا البحر البشري


أردت النزول ، لكنه رفض فك حبالّي ، وحملني بعناد عبر 

حشد الناس في الطريق الرئيسي


وما أن دخلنا زقاقًا أضيق وأقل ازدحامًا ، سمعت صوت 

خيول تقترب بسرعة


التفت لأرى فرقة من الحرس الإمبراطوري بالملابس 

الخضراء والأحزمة الحمراء على ظهور الخيل ، وهم يبحثون

بين  الحشد عن شيء ما


{ هل هم بهذه الجرأة المذهلة ؟ 

لا يمكن أن يكون هؤلاء رجال شياو مو أُرسلوا لاغتيال شياو دو 

لا بد أنهم الحرس الإمبراطوري الحقيقي 


لابد أنهم هنا بأوامر شياو لان للبحث عن شياو دو وعنّي


مستحيل أن أسمح لهم بالعثور علينا الآن ! }


وعند سماع الضوضاء خلفنا ، أسرع شياو دو خطواته ، 

متمايلًا يمينًا ويسارًا بي على ظهره


و سرعان ما تركنا الطريق الرئيسي بعيدًا خلفنا ،

لكنني كنت أعلم أنه إذا لم يعثر الحرس الإمبراطوري علينا ، 

فسوف يتم تحريك الجيش الإمبراطوري للمدينة ، 

وسيصبح الهرب أصعب بكثير ،


بينما أفكر في مسار الهرب ، توقف شياو دو فجأة


: “ عمي الإمبراطوري يبدو أن شارع الزهور أمامنا مباشرةً "


رفعت رأسي ، فرأيت الزقاق أمامنا مضاءً بالفوانيس


و على جانبيه حانات متعددة الطوابق ، 

ويمكن رؤية ظلال رشيقة وناعمة خلف نوافذ الحماية


تتساقط بتلات ملونة على شارع بلوستون الرطب واللامع


جلست إحدى العاهرات المتأنقات على حمالة خشبية 

يجرها رجل ، مزينة بالزهور الطازجة ، تسير ببطء وهي 

تعزف الكونغهو وتغني بصوت ناعم


وقف شياو دو كالصنم في مكانه ، مواجهًا للعاهرة ، 

كما لو أنه سُحر — ثابت تمامًا


كنت مستمتعًا في صمت { يبدو أن هذا الجرو الصغير لم 

يكن متعلقًا بي حقًا و لا يزال ميّالًا للنساء }

وفي هذه اللحظة ، كنتُ حريصاً على إبعاده عني 

فحثثته قائلاً :

“ دو’إير إذا أعجبتك فلا مانع من أن تشتريها لليلة واحدة "


استفاق شياو دو أخيرًا من غيبوبته ، لكنه لم يفكّ قيودي بعد


وعندما مرّت عربة زهور ، اقترب منها


الراقصتان عليها توقعا أننا زبائن يبحثون عن المتعة ، 

ومددن أيديهما بطريقة مغرية ، متخذتين أوضاعًا مثيرة


قفز شياو دو إلى العربة ، وأعطاهم بشكل عابر زر اليشم من 

ملابسه ، ثم دفعهما بعيدًا


بعد ذلك أسدل الستار ، وفك أخيرًا الشريط حول خصرِي ، 

وساعدني على الجلوس على الأريكة داخل العربة


لكنه لم يفك قيودي عن يدي


: “ أيها الوغد لقد تجاوزت الحد—”


قبل أن أُنهي كلامي ، ضغط بمفاصله على شفتي ، 

ليس بخفة ولا بشدة مفرطة ، 

ثم أنزل رأسه وهمس في أذني ،


: “ لا تتحرك عمي الإمبراطوري 

رأيت مجموعة من النبلاء في ' رحلة بحث عن الجمال'

ربما يوجد أشخاص من بينهم قد يتعرفون علينا ”


عند سماع صوت الحوافر يقترب ، قفز قلبي في صدري


رفعت زاوية الستار ونظرت لأرى مجموعة من الشباب 

الأثرياء يركبون الخيول ، بعضهم يرتدي أقنعة ، 

لكن قائدهم لم يرتدِي شيئ


لم يكن سوى ابن شقيق شياو لان —- ، 

الابن الأكبر للجنرال الأكبر يوي يوان ، يوي ليو ، الذي قد رأى وسيعرف كلًّا من شياو دو وأنا فعلاً


( يوي يوان الي أُصيب في الفصل 17 ) 


هؤلاء المجموعة مشهورين بانغماسهم في الشهوات ، 

يختارون النساء من عربات الزهور على طول الشارع ،


و يوي ليو متجه نحونا مباشرةً ، وعندما كان على وشك 

استخدام سوطه لرفع الستار ، التف شياو دو فجأة ، ولف 

ذراعه حول خصري ، سحبني إلى حضنه ، 

أمسك بكاحلي ووضعها على خصره 

ثم التفت ليلتقط زهرة وقربها من صدغي


: “ عمي الإمبراطوري أعتذر "


مع بتلة الزهرة بيننا ، بدا أن شفتيه تلامس أذني وصدغي 

وهو يلتفت ، كما لو كان يقبلني حقًا


و يده تحوم فوق جسدي دون أن يلمسني ، 

ومع ذلك كان دفئ يده كالجمر ، 

يهدد بحرق لحمِي وعظمي ، 

كنت قد تناولت المنشط الجنسي سابقًا ، ومع هذا التدليل ، 

ظهر العرق على جسدي ، واشتد توتري


في هذه اللحظة ، رأيت سوطًا يخترق الفراغ في الستار ويقلبه


: “ واو ! هذه محجوزة !”


عند رؤية المشهد في الداخل ، تجمد يوي ليو للحظة ، 

لكنه بصفته شغوفًا بالشهوات ، استعاد وعيه وبدأ يشاهد باهتمام بالغ


وعندما رأيت أنه لن يرحل ، شعرت بقلق شديد ، 


شعرت بشياو دو يقرص خصري


ومع اهتزاز جسدي ، بدأ يضرب ركبته على الأريكة ، 

مطلقًا أنينًا مكتوم


اهتزت العربة وصدر منها صرير


أجبرني الموقف على التماشي مع تصرفات الفتى


أملت رأسي إلى الخلف وتأوهت عدة مرات بصوت ناعم

 

بدا المشهد كأنه لقاء شغف حقيقي ، ومع ذلك لم يظهر 

على يوي ليو أي شعور بالحياء ، بل مد يده وأمسك بكتفي


: “ تحرك ! 

هذا السيد الشاب يريد أن يرى كيف تبدو هذه الجميلة فاتحة البشرة .”


عانقني شياو دو بقوة جداً —- وبسرعة البرق أمسك بمعصم يوي ليو


التفت برأسه ، ولمعت عيناه الخضراء بضوء يبعث على الرهبة


ارتجف يوي ليو على الفور ، و اصفرّت ملامحه


كاد أن يسقط عن صهوة حصانه


تلعثم : “ ص-صاحب… صاحب السمو، ولي العهد…”


ضغط الخاتم الأسود المذهب المزخرف بحجر عين القط 

الأخضر على عظم معصم يوي ليو


ومع شدّ أصابع شياو دو قليلاً ، تشوّه وجه يوي ليو من الألم


رغم أن هذا الشاب قد أساء لي ، لم أرغب في التورط معه ، 

تأوهت تنهيدة خافتة لتذكير شياو دو بالتوقف


عندها فقط انسحب يده وألقى بكلمة باردة واحدة نحو يوي ليو:

“ انقلع ”



انحنى يوي ليو مسرعًا ، وأبعد حصانه


التقط شياو دو سوطه وقال:

“ إذا تجرأت على قول كلمة عن وجودي هنا ، ستتحمل العواقب ”


: “ لن أجرؤ ، لن أجرؤ ! هذا التابع الضعيف لا يجرؤ أبدًا ! 

لقد أسأت لصاحب السمو  ؛ أرجو ألا تلومني سموّك .”


وبهذا انصرف مسرعًا


تسللت بنظرة سريعة عبر الستار ، ورأيت يوي ليو 

ومجموعته يبتعدون في المسافة ، فتنهدت تنهيدة ارتياح


لحسن الحظ لم يحضر يوي ليو الوليمة على السفينة ولم 

يرى وجهي ، وإلا فمن يدري أي فوضى كانت ستندلع


رغم انتهاء المهزلة ، ظلت ذراعي الفتى شياو دو حولي ، 

وشفتيه تفرك صدغي ، كأنه لم ينتهي بعد


شعرت بشيء يضغط عليّ بشكل مزعج من خلال الرداء 

الخفيف الذي أرتديه


{ أي جرأة هذه ! }


ركلته بقوة ، وصوتي صار حادًا وجادًا :

“ فك قيودي فورًا ! إلى متى ستستمر في هذا العبث ؟”


عندها فقط نهض شياو دو


ركع على ركبة واحدة وفكّ يدي بحذر ، وعيناه منخفضتان ، 

دون أي علامة على التهديد أو قلة الاحترام


شياو دو : “ كان الوضع عاجلًا قبل قليل 

وأخطأت بحق عمي الإمبراطوري

أرجو ألا تغضب .”


{ كم يمكنه تغيير نبرة حديثه بهذه السرعة ! }


نظرت إلى الأسفل ، واستخدمت كُمّي لتغطية أسفل بطني ، 

واستقمت ، ورتبت ثيابي المبعثرة جزئيًا ، 

محاولًا قدر الإمكان أن أحافظ على ملامحي الجادة


التقط شياو دو القناع الذي أسقطه يوي ليو ، وكسره إلى 

نصفين ، وضع نصفه على نفسه ، وسلمني النصف الآخر

ثم قفز من العربة ومدّ يده إليّ :

“ عمي الإمبراطوري تفضل ”


ارتديت النصف الآخر من القناع ، وأشرت نحو بيت الدعارة ' دي هوا ' المضيء أمامنا :

“ خذني إلى هناك ، لكن أولاً لنذهب لتغيير ملابسنا .”


——-



بعد أن خرجنا من متجر الملابس الجاهزة ، توقفت العربة 

أمام بيت الدعارة دي هوا


بالكاد خرجت من العربة ، حتى دخل حرس الإمبراطورية شارع الزهور


لحظة دخولنا استقبلتنا المديرة بحماس بالغ


نظرت إلينا من الرأس إلى القدمين ؛ لقد غيرنا ملابسنا في 

متجر قريب إلى أردية فاخرة ، فابتسمت ابتسامة متصنعة ، 

وقادتنا إلى غرفة خاصة في الطابق الثاني


بمجرد جلوسنا ، مدت المديرة سجل الأسماء بكلتا يديها :


“ ضيفاي الكريمان ، أي شابة تودان استدعاؤها هذه الليلة ؟”


منذ صغري أيُّ جمال لم أره ؟

وحين كنتُ إمبراطور ، سئمتُ حتى من تصفّح لوحات الأسماء


طبيعي ألا يُحرّكني شيء


شربت جرعة خفيفة من الخمر ، وطلبت بالاسم تلك الفتاة 

من عائلة باي ، أخت باي لي… باي جي


لمّا سمعت السيّدة طلبي ، ظهر الاضطراب على وجهها


قالت إنّ باي جي تبيع فنّها ، وليس جسدها ، ولن تستطيع خدمة اثنين معًا


ضحكت داخلياً


نظرت إلى شياو دو وكان شاردًا يحدّق خارج النافذة


ثم أشرتُ إلى إحدى العاهرات اللواتي مررن بخفّة


كنتُ في عجلة لإبعاد شياو دو كي أتحدّث مع باي جي عن 

الهرب… لذا أشرتُ إلى إحداهم


شياو لينغ : 

“ إذن أضيفوها أيضًا ”


وضعت الكأس ، ومددت يدي إلى كتف شياو دو و أخفضتُ صوتي :

“ هذا ابن أخي… قليل الخبرة بشؤون الرجال والنساء 

لعلّ نجمتكم هذه تُجيد تعليمه .”


لكن، على غير المتوقّع ، تغيّر وجه شياو دو قبل أن تنطق السيّدة بكلمة

و رد بحدّة 


شياو دو : “… عمّي ، لا أريدها ”


سخرتُ منه :

“ ابنُ أخي خجول . هيا يا سيّدة ، اذهبي ”


كانت عيناها معلّقتَين بخاتمه ذو عين القطّ ، مأخوذة بسحره


أومأت برأسها وانحنت مُسرعة وهي تتراجع

“حسنًا، حسنًا… أنتما هنا بالفعل فلا تتظاهرا بالأدب . 

سأعود حالًا…”


كرر شياو دو ثانيةً — بصوت أعلى — ونظرة حادّة كالسهم :

“ قلتُ إنّي لا أريدها ! ”


ارتجفت السيّدة ، ونظرت إليّ بحيرة


لم أستطع قول الكثير ، فاكتفيت بأن طلبت منها إحضار باي جي ثم طردتها


بعد أن خرجت ، التفتُّ إليه 


شياو لينغ : “ ألم تكن تحدّق في تلك العاهرة في الشارع طويلًا ؟ 

لماذا لا تريدها الآن ؟ 

أتخشى أن أسخر منك ؟”


ظلّ وجه شياو دو مظلم ،،

أدار رأسه نحو النافذة ، شد أصابعه على الطاولة ، 

وانشدّ فكّه ،

رد بصوت خافت :

“ كنتُ أنظر إليها لأنّها تشبه أمّي ، 

سمعتُ أنّها… كانت من نجمات هذا المكان ”


توقّفتُ مذهولًا


تذكّرتُ أنّ والدته لم تكن سوى راقصة


لقد لمستُ جرحه دون قصد


وأنا… لستُ بارعًا في مواساة أحد


فلم أجد إلا أن أغيّر الحديث :

“ انسَى الأمر ، إن لم ترغب بها ، فلا يهم 

ما رأيك نستمع إلى شيء من الموسيقى ؟”


أومأ شياو دو 

صبّ لنفسه كوبًا وشرب قليلًا

هدأ وجهه ، ثم نظر إليّ بعينين نصفَ مغمضتين

وقال ببطء :

“ أما ما ذكره جلالة عمّي… فقد فهمت . 

لستُ بحاجة لأحد يعلّمني . 

وإن لم تصدّق جلالة عمّي… فيمكنك أن… تختبرني بنفسك .”


: “ هاه ؟”


لم أفهم قصده فورًا


وحين استوعبتُ قصده… كدتُ أختنق بالخمر


حبستها بصعوبة ، فانفجرتُ سعالًا


نهضَ متظاهرًا بالقلق يربت على ظهري يعينني على التنفّس


: “ عمّي… اشرب على مهل 

انظر ، لقد احمرّ وجهك كلّه .”


أغمضت عينيّ


وفكّرت بمرارة :

{ إذا تمكنت من العودة إلى المدينة الإمبراطورية ،

 فسأحرص على التعامل مع هذا الفتى الوقح بصرامة !! }


يتبع


بالنسبة لشيو دو هنا : “ أما ما ذكره جلالة عمّي… فقد فهمت . 

لستُ بحاجة لأحد يعلّمني . 

وإن لم تصدّق جلالة عمّي… فيمكنك أن… تختبرني بنفسك .”


يرد على كلام لينغ هنا :


“ هذا ابن أخي… قليل الخبرة بشؤون الرجال والنساء 

لعلّ نجمتكم هذه تُجيد تعليمه .”


( كان لينغ يقصد إنه ولد أخي مايعرف كيفية التمييز بين الرجال والنساء أو تحديد ذوقه -- إذا عاهرتكم شاطره 

ربما يمكنها تعليمه واختباره ، أي أن يترك له الفرصة ليقرر بنفسه )

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي