القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch27 الإمبراطور الأسير

 Ch27 الإمبراطور الأسير


{ لكن لو لم يكن هو الموكّل على العرش ، ولو كان القائد العام أو غيره ، 

لكانت الأمور أكثر تعقيدًا …

مقارنةً بشياو يو ، الذي يحمل ضغينة عميقة تجاهي ، 

يبدو لي من الطبيعي أن مشاعر شياو دو أسهل في الاحتواء 


حسنًا إذن ….. ينبغي أن أستعمل أسلوب كسب الوقت، وأُدلّله قليلًا … }


وبينما كنتُ أفكّر بذلك ، أرخى شياو دو ذراعيه عني


مال السرير قليلًا حين نهض ، ثم ارتفع صوت الماء يتناثر


أدركتُ أنه يبرد شهوته بالماء… أما أنا — فلم أعد أحتمل 

الحرارة أيضاً و على الأغلب بسبب خمر لوفو


أغمضتُ عيني ، فلم أرَى إلا تلك اللمحة الخاطفة التي 

التقطتها في المرآة


فتحتُ عيني ، وبنور القمر الخافت ، نظرتُ عبر فراغ الستارة ، فرأيت ظهر شياو دو


كان يغرف الماء ليغسل جسده ، 

قامته التي بدأت تكتمل ، العظام الصلبة المرسومة على جلده ، 

اللمعان المائي على كتفيه… بدت كخزف مصقول ، 

قوة طبيعية لا تُقاوَم ، 

لم أستطع صرف بصري عنه ،

ولم أُشيح بنظري إلا حين ارتدى رداء النوم واتجه ليُشعل المصباح


تعرّقت يدي ، كأنّ ضميري يؤنّبني ، 

{ ربما لأنني ضعيف الجسد الآن بدا لي جسد شياو دو 

القوي… فاتنًا على نحو يصعب تفسيره ؟ }


بلعتُ ريقي بلا وعي ، وسخرتُ من نفسي بصمت


{ لقد ابتعدتُ عن اللذة زمنًا طويلًا … 

لدرجة أنني لم أعد انتقائي و شعرت بشيء تجاه هذا الفتى... 

يجب أن أستدعي خصي ذو بنية أقوى ليرافقني في السرير 

عندما أعود }


لكن التفكير شيء… والعطش الحاضر لا تُرويه الآبار البعيدة


تحمّلت قليلًا ، لكن الرغبة لم تهدأ ، بل اشتعلت أكثر 


كتمتُ أنفاسي ، أصغي للأصوات الخافتة من الخارج


رأيت شياو دو يتصفّح كُوَمة من اللفائف ، ملامحه جادة 

للغاية ، لكن جلسته مسترخية ،

كان رداء نومه مفتوح ، عضلات صدره ظاهرة ، 

وساقاه الطويلة ممدودة ومتقاطعتان فوق الطاولة


بسبب وجوده القريب ، كانت حركاتي خفيفة جدًا… 

ما عدا تنفسي الذي تسارع قليلًا


وحين كنت أصل لـ حالة الذروة والنشوة ، 

بين اليقظة والخيال … سمعت فجأة صوت الستارة تُرفع


تجمّدت ، وتوقف كل شيء


ثم انساب ضحك خافت قرب أذني ، وتحرّك الغطاء


: “ عمّي الإمبراطوري… هل تريدني أن أساعدك ؟”


انقطع نفسي ، وانتزعتني تلك الجملة من حلمي


لم أعلم متى غفوت


{ الحمد للإله … أنه كان حلم } ( يس ، خليت الحلم بتنسيق النص المائل 😚 )


استرخيت، لكن عندما حركت ساقي، شعرت بشيء لزج


ولأنني شديد الحرص على النظافة ، 

أردت رفع الغطاء والنهوض ، —- لكني شعرت بحركة بجانبي… 

وأدركت أن شياو دو أيضًا على السرير


ارتبكت —-


شعرت ببعض الحرج ، خوفًا من أن يكتشف الأمر ، لكن كان 

من الصعب تحمل ذلك —- أردت أن أرى ما إذا كان نائم ، 

لكن في اللحظة التي أدرت فيها رأسي ، تجمد جسدي بالكامل


كان شياو دو متكئاً على مرفقه ، يحدق بي ورفع حاجبه 

بشكل غامض ، كما لو أنه يفحصني 


: " عمي الإمبراطوري هل أنت مستيقظ؟"


جعلتني نظراته أشعر بالذنب


تجنبت عينيه وأجبت بـ "مم" كسولة :

“ أنت ، اخرج . أريد أن أستحم .”


أومأ شياو دو : 

“أحدهـ…”


وقبل أن يكمل ، وضعت يدي على فمه :

“ لا تنادِي أحد ”


أنزل يدي عن شفتيه…


شياو دو ببرود:

“ عمّي الإمبراطوري يريد أن يستحم بماء استُخدم من قبل ؟”


تجهمتُ بضيق :

“ اخرج أولًا ”


وحين رأى انزعاجي، نهض أخيرًا من السرير


راقبته يدخل الغرفة الصغيرة خلف الستارة ، ثم سارعتُ 

بخلع البنطال الداخلي المتّسخ ، الذي سيتولى خدَم القصر 

التخلص منه لاحقًا و ارتديتُ ملابسي التي كنت أرتديها بالأمس.

نظرتُ إلى نفسي في المرآة… مظهري كان مقبولًا ، 

لكن فكرة أنني بلا بنطال داخلي جعلتني أشعر بالضيق وعدم الارتياح


: “ عمّي الإمبراطوري ينوي العودة بهذا الشكل؟”


ظهر صوت شياو دو من خلفي ، ومن انعكاسه في المرآة 

بدوت كأنني مكشوف… كأن الإبر تنغرس في ظهري


شددتُ حزام ردائي ، وعندها فقط فهمت ما يقصده


: “ اووه صحيح … سأحتاج إلى تنكّر ، 

اذهب وأحضِر لي أردية مناسبة .”


فعل شياو دو ما طُلب منه ، وجاء بملابس خَصي


وجدتها مُهينة ، فلم أنظر إلى المرآة

و تركته يلبسني إيّاها


رفعتُ بصري لحظة ، فرأيت نظره مركّزًا على جانب عنقي… 

مكان العضّة أحمر صارخ ، كأنه ينزف

وعندما رآني أرفع ياقة الرداء ، أبعد نظره بسرعة ، وأدار رأسه وسعل بخفة


شياو دو :

“ عليّ الذهاب لتقديم التحية لجلالة والدي

عمّي الإمبراطوري انتظرني هنا "


لمعت فكرة في رأسي : 

“ سأذهب معك "


تردد شياو دو ولم يوافق


استدرت ، التقطت تاج ولي العهد من على الطاولة ، ووضعته على رأسه ،

 أربط الشرائط بالعناية نفسها التي 

تُعامل بها أمّ طفلها ،ثم همست بدلال محسوب :

“ دُو’إير المطيع… اسمع كلام عمّك "


تحركت تفاحة آدم شياو دو ، ولامس قبضتي 


شياو دو بصوت خافت :


“ عمّي الإمبراطوري… إن أردتَ إرضاء شخص… 

عليك أن تعطيه حلوى "


تماسك شياو لينغ و ببرود :

“ أي كنز تريده، اذهب وخذه من فنائي .”


أنزل شياو دو رأسه ، ولم يقل شيئ


عيناه الضيقتان أظلمت قليلًا ، 

ثم أمسك معصمي فجأة ، 

وانحنى ليقبّل ظهر يدي ،


رفع شياو دو رأسه … نظراته مشتعلة ، مثل ذئب عطِش للدم يراقب فريسته


وحين رأى أنني لم أغضب ، فتح فمه قليلًا… 

وعض طرف إصبعي… ثم لعقه


ارتعشت ، وانتزعت يدي بسرعة ، ثم صفعت وجهه 


: “ وقِح !”


كانت الصفعة قوية


احمرّ وجهه بخمس أصابع واضحة


ندمت فورًا


{ مكانته الآن عالية… وهذه العلامة ستثير الأسئلة … }


شياو دو كونه شاب سريع الغضب ، بدا مستاءً بعد أن ضربته



جلس شياو دو على السرير ، ونادى مَن يخدمه في غسل 

الوجه وتغيير الملابس


وقفتُ بجانبه ، رأسي للأسفل ، استغرب البعض ، لكن لم 

يجرؤ أي منهم على السؤال ،

وبذلك ، اختلطتُ بسهولة بين الخصيان والخادمات ، 

متبعًا شياو دو و وو تشو إلى فناء شياو لان 


خصي : “ جلالتك ، ولي العهد وزوجته قد قدما لتقديم التحية .”


: “ ادخلا "


انفتحت الأبواب الثقيلة


دخلتُ خلف شياو دو — فرأيت عدة رجال راكعين عند 

أسفل الدرج ، بملابس رسمية صفراء داكنة



{ يبدو أنّ شياو لان قد استدعى وزراءه للنقاش مبكرًا }


بحثت بعيني ، فرأيت بينهم خالي الصغير باي تشن —


كان وجهه شاحبًا، شفاهه مشدودة —- انقبض قلبي


لم ينتبه لوجودي 


وقف ، انحنى لشياو دو — ثم تنحّى جانبًا


ركع شياو دو مع ووتشو لتأدية التحية الرسمية


أما أنا ، فتسللتُ بهدوء خارج الباب، 

واندمجت مع الخصيان الذين يقومون بالتنظيف —- 

حتى وصلت قاعة المكتب الإمبراطورية بسهولة


لم أدخلها منذ زمن طويل … لكنها لم تتغير


رفوف الكتب المتدرجة ، مجموعتي من التحف ، كلّها في مكانها


قيثارة والدتي الأصلية ما زالت محفوظة ، وكذلك اللوحات … 

ومنها تلك التي أظهر فيها وأنا أتزلج صغيرًا ، وبجانبها سطر من خطّي


الشيء الوحيد الذي شَوَّه المشهد… هو قفص الطائر عند 

الطاولة— طائر أبو منجل المتوَّج 


ذكّرني هذا بأنني جئت لهدف ، وليس لاسترجاع الذكريات


{ ليس لدي وقت أضيعه — }



على المكتب وجدتُ الختم الإمبراطوري —-


دسسته داخل ردائي ، وهممتُ بالهرب حينها سمعت صوت

 خطوات متتابعة تقترب


نظرت لأعلى ورأيت شياو لان وحاشيته قادمين عبر الممر الطويل


لم أتردد 


لامستُ الجدار بأصابعي حتى وجدتُ الآلية المخفية ، 

ضغطتُها ، وتسللت إلى الممر السرّي خلف خزانة العرض —


ومن خلال ثقب صغير ، 

رأيتُ عدّة أشخاص يدخلون المكتب الإمبراطوري : شياو لان ، وشياو دو — وعدد من الوزراء المقرّبين


وبعد لحظات ، وصل الأمراء الثلاثة : شياو يو ، وشياو جينغ، 

وشياو مو — واحد تلو الآخر


بهذه التشكيلة ، لم أشكّ أن موضوع النقاش هو الوصاية على العرش


وما إن أصغيت ، حتى تأكّد ظنّي


كما قال الأخ السابع —- لقد عيّن شياو لان بالفعل وليّ 

العهد شياو دو موكّل على العرش


وجعل شياو يو أمير ووزير للتعليم ، يشاركه قيادة الجيش الإمبراطوري


وأُسند إلى الابن الثاني شياو جينغ — منصب وزير الأشغال، 

معاونًا لشياو دو مع القائد العام وشياو يو في إدارة الدولة



أمّا الابن الثالث — شياو مو — فَعُيّن قائدًا عامًا للعاصمة ، 

مسؤول عن أمنها أثناء الجولة الشمالية حتى لا تقع اضطرابات 


هكذا صاغ شياو لان منظومة دقيقة من الضوابط والتوازنات


عليّ أن أعترف بأن ترتيبات شياو لان كانت مدروسة جيداً بالفعل



وعند الظهيرة انصرف الجميع ، وبقي شياو لان يراجع الرسائل


خشيتُ أن يلاحظ فورًا اختفاء الختم ويأمر بالبحث ، فأردتُ الهروب من الممرّ السري


لكن في هذه اللحظة تحديدًا ، رأيت وزير العدل —- يو شياو يدخل


صرف شياو لان جميع خدم القصر ، وأمر بإغلاق الأبواب


ركع يو شياو :

“ أرفع التحية لجلالتك "


قال شياو لان وهو يغلق مذكرة بين يديه :

“ انهض يا وزيرنا ، 

الأمر الذي ذكرته في تقريرك السري… هل هناك أدلة ؟”


أجاب يو شياو :

“ يرفع الوزير تقريرَه — في ليلة تسميم الملك وو شي 

كان الشخص الوحيد الذي دخل خيمته هو الإمبراطور المتنحّي ”


ارتجّ قلبي ، وأصغيت بكل تركيز 


تابع يو شياو :

“ يرى الوزير أن وجود الحاكم المتنحّي بالقرب من جلالتك 

خطر خفي ، ولا يليق أن يبقى إلى جانبك ،

فضلًا عن بقائه داخل القصر .”


صمت شياو لان طويلًا 


كنتُ أعلم أنه يفكّر جدّيًا


فمع أنني تخلّيتُ له عن العرش ، وحكمتُ سابقًا بحكمة 

وإنصاف ، إلا أنّ وضعه اليوم أصبح أكثر ثباتًا


لن يصعب عليه اختلاق تهمة لإبعادي… أو سحق ما تبقّى من مكانتي


وحين طال صمته ، قال يو شياو بحذر :

“ أو… ببساطة .... ”


صرخ شياو لان بغضب :

“ وقاحة !”

توقف قليلاً : 

  "يمكنك الانصراف الآن. سنناقش هذا الأمر لاحقاً ”



شياو لينغ { النفي… ربما أحتمله 

أما إن وصل الأمر إلى القتل ، فهذه كارثة ——


عليَّ أن أضرب أولًا قبل أن يضرب }


أمسكت الختم بقوة داخل ردائي ، وقلقي يتزايد


رأيتُ شياو لان ينهض ، يمدّ يده ليلمس قفص الطائر 

المذهّب عند الطاولة


جعلني ذلك ألمس في ذاكرتي شعور يده على جلدي… 

فارتعش ظهري كمن غرزت فيه الإبر


ثم سمعتُه يتحدث بصوت خافت


شياو لان : “ الأخ السادس… هل تعلم أنني كنتُ أكرهك… وأحبّك أيضًا ؟ 

هكذا… منذ عشرة أعوام .”


تجمّدت

ثم سخرت في داخلي بسخرية مُرة


{ كنتُ أظنّ أن شياو لان يكرهني حتى العظم ، 

وأن كل ما فعله بي لم يكن سوى إذلال متعمّد


لم يخطر ببالي أبداً … أنه يُكنّ لي مشاعر كهذه …

ولمدة طويلة … 


إذن … إن استطعتُ أن أُغوي قلبه ، ألا يزيد ذلك فرصتي في الفوز ؟ }


سخرت ببرود ، ومضيتُ مسرعًا


الممرّ السري يؤدي مباشرةً إلى التلّ الصخري في الحديقة الإمبراطورية


لقد أنشأتُ هذا الممر خلف خزانة العرض للمتعة حين كنت صغير


لم يخطر ببالي يومًا أنه سينقذني الآن


{ لا بدّ أنّها الأقدار… الأقدار نفسها التي وضعت الختم 

الإمبراطوري الثقيل على صدري } 


أخرجت رأسي من فتحة الكهف في التلّ الصخري ، ونظرتُ حولي


وما إن هممت بالخروج ، حتى رأيت مجموعة من الناس 

يقتربون عبر الطريق المظلّل


: “ الآن وقد صرتَ أميرًا ، لم تعد مضطرًا لمغادرة ميانجينغ. 

أنا سعيدة جدًّا .”


كان الصوت النسائي مألوف — نظرتُ بين الأشجار فرأيت السيدة لي بالفعل ، 

ومعها شياو يو على كرسيّه المتحرّك


شياو يو :

“شكرًا لاهتمامك يا أمي 

هل جاء الأخ الخامس لزيارتك اليوم ؟”


تنهدت السيدة لي:

“ بالطبع لقد فعل ذلك ،، لكن موقفه لم يكن محترماً للغاية ،، 

حسناً … إنه ولي العهد بعد كل شيء …. لقد تغير الزمن ... 

يو إير يجب أن تكون حذراً في كلامك وأفعالك ولا تدعه يجد 

أي وسيلة للضغط عليك "


ضحك شياو يو بهدوء :

“ لا تقلقي يا أمي لدي خططي الخاصة ، 

لا داعي للخوف منه ،،

أمي الحبيبة استمتعي بالمشي هنا الآن

لا يزال لدي أمور مهمة يجب أن أهتم بها

سأذهب أولاً وسأرافقك لاحقاً ”


{ خططه الخاصة ؟

هل يملك شياو يو نقطة ضعف ضد شياو دو؟ }



بعد أن غادر الحديقة يُدفَع على كرسيّه ، أسرعتُ خطوتين ، 

وانضممت بصمت خلف حاشيته


وبعد لحظات ، سمعتُ ضوضاء وصراخ يقتربان من خارج 

الحديقة —البحث عن الختم الإمبراطوري قد بدأ —


وبحركة سريعة ، التفتُّ يمينًا ويسارًا ، ثم رميتُ الختم في بئر قريب ، لأستعيده لاحقًا


ورأيت مجموعة من خدم القصر قادمين من الجانب ، 

فانخفضتُ برأسي ومشيتُ بخطوات ثابتة


لكن صوت حادّ دوّى خلفي


: “ إلى أين تذهب أيها الخصيّ التابع للشرق ؟”


عرفتُ من النبرة أنه يانغ جيان —- كبير الخصيان في القصر الداخلي والذي عينّه شياو لان بنفسه


انحنيتُ وبالغتُ في الخضوع ، مقلّدًا نبرةً حادّة رفيعة :

“ للإجابة على الخصيّ المحترم … أمرني وليّ العهد 

بالذهاب إلى صيدلية القصر لإحضار بعض الأعشاب لتغذية 

جسد سيدة وليّ العهد —ألم تتعب الليلة الماضية !”


يانغ جيان باستهزاء :

“ ولماذا تتسكع هنا مثل الذبابة الضائعة ؟”


و بينما يتحدث ، رفع يانغ جيان يده ، وضربني بسوط على ظهري بقوة


كاد الألم أن يجعلني أفقد الوعي على الفور


“ انطلق بسرعة !”


{ متى… متى عانى جسدي مثل هذا العار ؟ }

عضيت شفتي ، وانتظرت رحيله ، ثم ترنحتُ مبتعدًا


لكن صوتًا ناعمًا ظهر من خلفي


“ توقّف ”


كان أمرًا من شياو يو ، فلم أجرؤ على الحركة


اقترب صوت العجلات


: “ أدر وجهك إلى هنا "


: “ مفهوم يا الأمير يو "


أسندتُ نفسي ، وأبقيتُ رأسي منخفضًا ، ثم أملتُ وجهي 

جانبًا ، مانحًا إيّاه نظرة خاطفة من طرف عيني


تغيّر وجه شياو يو قليلًا ، لكنه حافظ على هدوئه


لم يقل سوى أمر واحد : أن أتبعَه —- ثم اتجه نحو بوّابة 

أخرى في الحديقة الإمبراطورية


وحين وصلنا إلى ممرّ كثيف الأشجار ، طرد خدمه


كانت ضربة السوط على ظهري تحرقني حتى العظم


و الجرح كان مفتوحًا بلا شك


استندت على جذع شجرة ، وسعلت طويلًا ، وكدتُ أنهار… 


عندها مدّ شياو يو يده وسحبني فجأة ، فهويتُ في حضنه


وحين استعدتُ وعيي قليلاً ، حاولتُ النهوض


لكنه أمسك بمعصمي ولم يتركني


عيناه قاتمة ، وابتسامتُه غريبة


شياو يو بهدوء بارد :

“ لا بأس يا عمي الإمبراطور… 

هاتان الساقان فقدت الإحساس منذ زمن .”


عبست ، خشيت أن يرانا أحد ، ولم أرغب في افتعال ضجة ،

 فاضطررت إلى الثبات وخفض صوتي :

“ شياو يو … إن أردتَ مني أن أضع لك الخطط ، فلا تُصعّب الأمور عليّ "


اقترب شياو يو أكثر ، خافضًا صوته:

“ قبل قليل سمعتُ بعض خدم القصر يتحدثون عن سرقة 

الختم الإمبراطوري… وها هو عمّي الإمبراطوري يظهر بهذا التنكّر

أليست مصادفة لطيفة ؟”


ضيّقتُ عينيّ ، مبتسمًا بسخرية :

“ الأمير يو أنا معك في هذه اللحظة — متنكر بهذه الهيئة ، 

لأناقش معك أمورًا سرية —- ما هي الصدفة في هذا ؟ ”


مدّ يده يتحسّس خصري


شياو يو : “ أين الختم الإمبراطوري؟”


ولما لم أجب ، هدّد :

“ إن لم يتفضّل عمّي الإمبراطوري بالقول… فسأستدعي الناس ”


ضحكت بخفوت :

“ تسسك ،، 

لو أردتَ استدعاءهم… لَفعلتَ ذلك منذ لحظة .”


اشتدّ ضغط أصابعه


تلألأت عيناه الطويلة الباردة


شياو يو : “ يا عمي الإمبراطوري … أعلم أن أساليبك قاسية ،،

ما رأيك أن نتراجع كلانا خطوة للخلف ؟ 

لن أنطق بكلمة عن الختم الإمبراطوري ، لكن على عمي الإمبراطوري أن يقدم لي معروفًا أيضًا 0


شياو لينغ ببرود :

“ تفضّل .”


همس شياو يو :

“ أريد من عمّي الإمبراطوري أن يُهدي وليّ العهد شيئًا من الـ الوينو — سيقبلها منك بلا شك ”


وفي اللحظة نفسها ، وُضِع شيء ثقيل أسود في يدي


قلّبتُ الـ«الوينو » بين أصابعي


: “ تريدني أن أسمّم شياو دو؟”


شياو يو ببطء — شديد :

“ إن انقطع الحبل الذي يُمسك بالذئب… فلا يوقفه أحد ... 

أعلم أنه معجب بك منذ صغره، معجب بك لدرجة 

أنه لا يستطيع التخلص من هذا الشعور. إنه يجمع كل أغراضك... 

عمّ إمبراطوري جميل ، سامّ كالثعبان … 

لسعة واحدة لا تُنسى ، 

فكيف إن…”


قاطعته بحدة :

“ الأمير يو … الزم حدودك ”


اسودّ وجهي


حاولت النهوض، لكن الألم المفاجئ الذي مزّق ظهري أفقدني أنفاسي


فقدتُ دمًا كثيرًا ؛ لم يكن في جسدي قوة للتحرك


أمّا شياو يو — المُقعد ، فكان يبدو الآن أكثر عافيةً مني


أدار كرسيه نحو عمق الممر


لكن ما إن انعطف ، حتى فوجئنا بمجموعة من الناس 


تصرفتُ بغريزة خالصة — أدرتُ وجهي ، وانكمشت ، 

ودفنتُ رأسي في صدره


كانت رائحته ثقيلة ، ممزوجة بالبنزوين — خانقة


: “ تحية لسمو ولي العهد ! تحية ميمونة لسموه ! ”


تجمّد دماغي بالكامل —— شعور سيّئ اجتاحني


رفعتُ عيني من خلال شعري المتساقط… رأيت شياو دو يقف أمامنا ، 

تحت شمس الظهيرة الحارقة ، بردائه الأسود ، 

تحيط به هالة عدائية قوية


{ من المستحيل ألا يتعرف عليّ …. 

لكنه ظل صامتًا لفترة طويلة …. }


تجمد الهواء ، وساد الصمت ، الأجواء متوترة كالمواجهة بين جيشين


شياو يو هو أول من كسر الصمت :

“ هل جاء سموّ وليّ العهد يتمشّى بعد المجلس الصباحي ؟”


قال شياو دو بجفاء ، بعد لحظات قصيرة :

“ وأنت يا الأمير يو… يبدو أن مزاجك أيضًا جيد "


ضحك شياو يو :

“ أخجلتني يا سموّ وليّ العهد

رأيتُ أن هذا الخصي الصغير… على قدرٍ من الجمال وجذاب

فقلت—”


لم يكمل


لأن ذراعيّ انتُزِعا فجأة ، وسُحبت من حضن شياو يو إلى عناق قوي دافئ


ورائحة مسك مُسكرة ، غامرة … ليست بخور القصر ، 

بل شيء فطري ، خام ، يجعل الحلق يجفّ


{ أول مرّة أدرك … أن رائحة هذا الفتى … جميلة إلى هذا الحد }


اشتعل عطشي فجأة


أردتُ… أن أشرب دمه


أمسكت ياقته


احتواني شياو دو بذراع واحدة ، ثم استدار ودخل مقعده المحفّة 


دفعني بقوة على الوسادة ، وهتف بصرخة حادة :


“ ارفَعوا المحفّة !”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي