Ch32 BFIHTE
ساد الصمت فجأة في غرفة الطعام ——
تبدّلت ملامح لي تينغيان :
“ تريد أن تذهب ؟” نظر إلى لين تشي : “ لماذا ؟
هل أنت غير مرتاح هنا، أم أن أحدهم قصّر في خدمتك؟”
لم يكن في نبرته شيء مميّز —- ومع ذلك ، شعر لين تشي
دون سبب واضح أن العاملين القريبين ازداد توترهم ~~
نفى لين تشي بسرعة : “ لا، أبدًا ! …”
لم يرغب في أن يتسبّب لأي أحد بالمشاكل ،
لكن وهو يعبث بالشوكة الفضية بين أصابعه ،
أنزل عينيه متظاهرًا بالشرود ، متجنبًا عيني تينغيان :
“ لا يوجد سبب محدد … جئت إلى هنا للتعافي ،
والآن بعدما أصبحت بخير ، من الطبيعي أن أعود إلى منزلي .”
ازداد عبوس جبين لي تينغيان —- هو أيضاً وضع عيدانه ،
فاصطدمت بهدوء بطبق الخزف :
“ لم تمكث هنا سوى أربعة أو خمسة أيام — لا داعي للعجلة ...” بنبرة هادئة :
“ كانت حرارتك تسعةً وثلاثين درجة قبل أيام
جسدك يحتاج إلى وقت ليتعافى ... ابقَى بضعة أيام أخرى.”
رفض لين تشي فورًا : “ لا "
يدرك أن تينغيان رغم مظهره اللطيف — عنيد —- وإن لم
يعطه سببًا مقنعًا، فسيجد طريقة أخرى لإبقائه
ابتسم وقال :
“ في الحقيقة ، المشكلة عندي أنا ...”
ابتسامته جذابة ، بلا أي أثر للكآبة ، وفي عينيه بريق مازح
كأنه يداعب تينغيان :
“ بصراحة منزلك كبير جدًا و أشعر أحيانًا بالضياع فيه…
بل وحتى بالفراغ ،
أشعر براحة أكبر في مكاني الصغير ….”
رفع يده ليمنع تينغيان من المقاطعة :
“ أنا جاد ،،، ليس لأن بيتك سيئًا
لقد اعتنيتم بي جيدًا خلال هذه الأيام ، ثلاث وجبات يوميًا ومتنوعة ،
لكنني لست معتادًا على العيش في منزل غيري
وأيضاً إنني عارض أزياء ، ولا أستطيع تحمل زيادة الوزن .”
كانت الجملة الأخيرة صادقة تمامًا
حتى إنه قرص خصره ، الذي لم يكن فيه أي لحم زائد :
“ لو زاد وزني ، قد أفقد عملي — وهذا ليس أمرًا جيدًا "
قالها مازحًا
كان هذا سببًا معقولًا
ارتشف لي تينغيان الشاي بصمت ،،،
خطر بباله أنه يستطيع إعالة لين تشي بالكامل لو أراد ،،
لكنه أدرك أن هذا التفكير غير لائق ، فلم ينطق به
و أنزل عينيه ، ولم يجب فورًا
و تذكّر بوضوح كيف بدا لين تشي قبل أيام ،
وجهه محمّر من الحمى ، مستلقيًا بين ذراعيه ،
يسعل بهدوء ،
ومع ذلك كان يلصق وجهه الساخن بعنقه
قال لي تينغيان ببطء : “ إذًا لننتظر بضعة أيام أخرى ،،
ابقَى حتى يوم الأحد ، وسأعيدك بنفسي "
التقت عينا لين تشي بعينيه
الشوكة الفضية تدور بين أصابعه
رأى القلق في نظرة لي تينغيان، وكاد يتراجع للحظة
لكن لين تشي هزّ رأسه سريعًا : “ لا "
صوته حاسم :
“ سأعود إلى العمل غدًا ، ولدي موعد مع صديق هذا المساء ،
لذا لن أعود الليلة .”
عند هذه النقطة ، كانت نية لين تشي واضحة تمامًا
وفي الوقت نفسه ، أدرك لي تينغيان أمرًا آخر —- :
عندما أحضر لين تشي إلى هنا ، لم يجلب معه سوى القليل من أغراضه
ومتى غادر الآن… فلن يكون هناك ما يربطه بالعودة
زاد ذلك من صمته أكثر
لمس لين تشي أنفه ، شاعِرًا بأن الأجواء أصبحت محرجة بعض الشيء ،،،،،
ضحك بخفة وتابع :
“ لا تأخذ الأمر بجدية — ليس وكأنني لن أعود أبدًا
و سنلتقي في الخارج كما كنا
فقط لن أعيش هنا بعد الآن — ليس أمرًا كبيرًا أليس كذلك ؟”
لم يجد لي تينغيان ما يدحض هذا الكلام
لم يكن بينه وبين لين تشي أي اتفاق واضح
هو فقط أحضره إلى هنا لأنه كان مريض
لكن ربما لأن الفيلا كانت موحشة أكثر من اللازم وهو يعيش فيها وحده ،
ففي الأيام الأخيرة ، عندما يعود إلى المنزل ويرى لين تشي
مستلقيًا على أريكة غرفة النوم ، يلعب بهاتفه ويأكل الوجبات الخفيفة،
كان يشعر براحة غير متوقعة
العودة ليلًا إلى منزل لا ينتظره فيه سوى الخادم والموظفين…
ثم يجد شخصًا مألوفًا هناك
أغمض لي تينغيان عينيه لحظة ، وفي النهاية قرر ألا يُصر
لين تشي أوضح موقفه ،،
والإصرار أكثر سيجعله يبدو متسلطًا ومُجبرًا
تنهد : “ حسنًا ….
أين ستلتقي صديقك ؟ سأجعل السائق يوصلك .”
كاد لين تشي أن يقول إنه يستطيع أخذ سيارة أجرة ،
لكن عندما التقت عيناه بعيني لي تينغيان، أدرك أن هذا
الاقتراح لن يمر، فابتلع كلماته :
“ إذًا سأتعب السائق قليلًا … "
ارتشف رشفة من الحليب ، ثم اختلق القصة دون أن يرمش :
“ عندي موعد مع صديق الساعة الرابعة عصرًا في مقهى
بجانب مبنى رونغآن، في شارع لوشي .”
…
بعد الإفطار ،
كان لي تينغيان على وشك التوجه إلى العمل ،
عليه اليوم الذهاب إلى موقع المشروع
قبل أن يغادر ، اقترب من لين تشي ، الذي لا يزال يأكل الفاكهة ،
ووضع قطعة فراولة في فمه ، بينما بقي أثر من الحليب عند زاوية شفتيه
مدّ لي تينغيان يده ، ولمس بلطف زاوية فمه ، ثم أخذ منديلًا ومسح أثر الحليب :
“ شاب كبير ، ومع ذلك لا تزال تتصرف كطفل ….”
قالها بهدوء، دون أي لوم في نبرته :
“ سأغادر الآن "
لين تشي : “… مم "
كان لين تشي لا يزال يحمل طبق الفاكهة بين يديه و راقب تينغيان وهو يبتعد
في أي وقت — كان ظهر لي تينغيان مستقيمًا دائمًا ،
كتفاه عريضان ، وساقاه طويلة ،
وكأن كل لقطة له تصلح لغلاف مجلة —-
{ ساحر…
وبعيد المنال } أخذ لين تشي قضمة كبيرة من الفاكهة ،
و انفجر عصير التوت الأزرق في فمه ، فارتجف قليلًا من شدّة حموضته
———
عند الرابعة عصرًا ،
جلس لين تشي في السيارة التي يقودها سائق العائلة ،
مغادرًا فيلا لي تينغيان
السيارة من طراز فانتوم — التي اعتاد ركوبها
وحين خرجوا من الحديقة ، التفت لين تشي إلى الخلف
كان الموظفون لا يزالون واقفين في أماكنهم ، يؤدون واجباتهم بجد
تلك الفيلا الشبيهة بالحلم ،
ذات الطابع القَصَري ،
ومع خروج الفانتوم من البوابة ،
أُغلقت الأبواب ببطء ،
كأنها تعلن نهاية أربعة أو خمسة أيام مرّت كالماء الجاري
كحلمٍ خفيف… أكثر مما ينبغي
استند على ظهر المقعد الخلفي ،
وحدّق في سقف السيارة شاردًا لبعض الوقت
ثم اعتدل في جلسته ، وأخرج هاتفه
لقد كذب تمامًا على لي تينغيان هذا الصباح —-
و في الحقيقة لم يكن لديه أي موعد اليوم
حتى هوو يونينغ خارج المدينة ، تعمل مع عارض جديد وقّع معها مؤخرًا
لكن بما أنه خرج بالفعل ،
فلمَ لا يلتقي بأحد ؟
تصفّح لين تشي قائمة جهات الاتصال الطويلة
كان بإمكانه الاتصال بالكثير من الناس
كان واثقًا أن معظمهم سيوافقون على لقائه باتصال واحد
فقط ، حتى لو كان الأمر مفاجئًا
لكن بعد تردد طويل ،
ضغط في النهاية على اسم شي زيون
وقبل أن يرد شي زيون ،
كان لين تشي لا يزال يتساءل
{ هل سيوبّخني ؟ }
كما ذُكر سابقًا ، شي زيون أقرب أصدقاء لين تشي بعد هوو يونينغ
تعرّفا إلى بعضهما حين كانا يعملان ككومبارس في الطاقم
نفسه ، ومنذ ذلك الحين توطدت صداقتهما
لكن منذ أن تورّط لين تشي مع لي تينغيان، تضاعف ضغط عمله ، ولم يعودا يلتقيان إلا نادرًا
ومن الطبيعي أن يُتَّهم بأنه يقدّم الحب على الصداقة
وبينما لين تشي شارد في أفكاره ،
تم الرد على المكالمة
: “ ألو ؟”
كان صوت شي زيون مثقلًا بالنعاس ، وفيه شيء من الضيق :
“ من هذا ؟”
رفع لين تشي حاجبه وقال مبتسمًا :
“ الساعة الرابعة أصلًا ، وما زلت نائم ؟”
: “ هاه؟” ارتبك شي زيون لحظة ، واستغرق بضع ثوانٍ حتى
يدرك من المتصل ،
تقلب على السرير ، وساء مزاجه أكثر :
“ لين تشي؟ أنت أيها الوغد الصغير !!! "
رفع يده ليغطي وجهه
الغرفة مظلمة تمامًا ، لكن خيط من ضوء الشمس تسلل
من فراغ في الستارة
“ لماذا تتصل بي الآن ؟”
تمتم متذمرًا :
“ ألم تكن مشغولًا حتى الموت مؤخرًا ؟
آخر مرة دعوتك للخروج لشرب شيء
قلت إنك لا تملك وقتًا "
وصل صوت تذمره واضحًا عبر الهاتف
ضحك لين تشي :
“ ألم أخبرك أن لدي عملًا في تلك المرة ؟”
تذمر شي زيون أكثر : “ وماذا عن التي قبلها ؟
أظن أنك كنت تلتقي بعشيقك ذاك مرة أخرى .”
كان صوته يزداد انزعاجًا
في الحقيقة ، منذ أن دخل لين تشي في تلك العلاقة ،
ألغى أربعة تجمعات من أصل خمسة بسبب ذلك الشخص
ورغم أنه لم يلتقِي به قط،
إلا أنه صنّفه في ذهنه بالفعل على أنه 'مُخرّب علاقات '
ظل لين تشي يضحك، غير آبه بتذمره : “ ولهذا أريد أن أراك اليوم ...
ما رأيك بقهوة ؟ المقهى بجانب مبنى رونغآن، رقم 139 "
: “ اللعنة الآن تذكرتني؟” كاد شي زيون أن يشتمه أكثر لكن
بعد تفكير قصير ، وافق على مضض :
“ حسنًا ، انتظرني . اطلب لي أمريكانو بالليمون .”
————-
وصل لين تشي إلى المكان سريعًا ،
وبعده بقليل ، ظهر شي زيون
كان يرتدي كنزة بلون أخضر نعناعي ، لون صعب لكنه
يناسبه جيدًا
ملامحه وسيمة ومحببة ،
بعينين من نوع ' زهور الخوخ '
طويل القامة ،
شعره مصبوغ بلون الشاي الأسود ،
وفي إحدى أذنيه قرط فضي واحد
رغم أن ملامحه عابسة الآن ، إلا أنه عندما يبتسم ، يظهر له ناب صغير
وجه يجمع بين الوسامة واللطافة ، ويجيد التودد ،
لذا لم يكن أقل حظًا من لين تشي في العلاقات
لمح شي زيون لين تشي وسط الزحام فورًا ، وتوجه إليه مباشرةً
جلس بجانبه دون مقدمات ،
أخذ رشفتين من الأمريكانو أولًا ،
ثم هز الكوب ، ورفع حاجبه نحو لين تشي :
“ أخيرًا قررت الخروج من عشّ الحب اليوم ؟”
ضحك لين تشي
كان يعلم جيدًا أنه قد أخلف وعده مع شي زيون أكثر من مرة
رفع كوب القهوة كما لو أنه كأس نبيذ وصدمه بكوب شي زيون ،
مراوغًا الموضوع :
“ قلت لك، كنت مشغولًا بالعمل مؤخرًا فقط "
: “ تسك " لم يصدقه شي زيون —-
يعرف لين تشي جيدًا ؛
مهما بلغ انشغاله ،
فهو دائمًا يجد وقتًا للسهر والخروج
لكنّه ارتشف قهوته وقال بجدّية:
“ لم أهنّئك بعد على انطلاقة مسيرتك الصاروخية "
ابتسم :
“ حتى المجمّع التجاري المجاور عندنا مليء بملصقاتك ،
يبدو أنّك صوّرت إعلانًا للسوق الأمريكي
أرى وجهك في كل مرة أذهب هناك ”
أخرج هاتفه وقرّبه منه :
“ انظر ، التقطت صورة معك أيضًا .”
ألقى لين تشي نظرة على الصورة وضحك :
“ أنت دراميّ أكثر من اللازم "
ثم، وبمجرّد أن ذُكر العمل، سأل بدوره:
“ وأنت ؟ هل بدأت العمل في شركة العائلة ؟
كيف هي الأمور ؟”
: “ لا تفتح هذا الموضوع ….” دحرج شي زيون عينيه بضيق
كان شابًا واعدًا ، يطارد حلمه في مجال التمثيل ،
وعلى بُعد خطوة من النجاح ،
ثم سُحب قسرًا إلى منزل العائلة على يد أخيه المتسلّط ،
وأُمر بالعمل في الشركة
: “ الأمر يجنّني فعلًا " وهو يكاد ينهار :
“ كل يوم بدلة وربطة عنق ، مكتب ، مجاملات مع مجموعة
من العجائز ، وألعاب سياسية
هل أبدو لك شخصًا يحب التزلّف ؟
والأدهى أن أخي لا يشعر بأي شفقة
حتى البصمة اليومية أجبرني عليها !”
بدأ يمضغ الشفّاطة بعبوس ، وملامحه الوسيمة ممتلئة بالاستياء
شعر لين تشي بتعاطف عميق
يعرف هذا الشاب جيدًا — رغم ثراء عائلته الفاحش ، كان شغوفًا بالتمثيل ،
وأصرّ على دخول الوسط الفني متخلّيًا عن إرث العائلة
لم يمانع العيش بتقشّف أو تحمّل المشقّة
لكن بصراحة ، كان لين تشي يرى أن موهبته لا تتجاوز أدوار المسلسلات الشبكية
أمّا الشاشة الكبيرة ، فلم يكن له فيها نصيب
ربما لهذا كان أخوه الأكبر صارمًا إلى هذا الحد ، ورفض
تمويل فيلم مفصّل على مقاسه
وبينما لين تشي غارق في أفكاره ، تابع شي زيون :
“ و مع ذلك ،،،، ليس كل شيء سيئًا
أخي أعطاني سيارة فالهالا ، ووعدني بالاستثمار في مسلسل
أشارك فيه بدور ثانوي فقط لأتذوّق الجو
لكن بعد انتهائه ، عليّ العودة إلى الشركة .”
كاد لين تشي يشرق بقهوته
{ بجدّية… هل هذا كلام شخص طبيعي ؟
لماذا أنا ، ابن الطبقة الكادحة الذي يشقّ طريقه بصعوبة ،
أنتهي دائمًا محاطًا بهؤلاء الرأسماليين اللعناء ؟
الأمر مستفز حقاً !! }
رفع إصبعه الأوسط في وجهه 🖕🏼 :
“ اصمت ، وإلا بدأت أكره الأغنياء .”
هزّ شي زيون كتفيه :
“ بادلت حريتي بهذا "
تنهد بحسرة على حلمه التمثيلي الذي انتهى قبل أوانه
ثم نظر إلى لين تشي الجالس بجانبه، وشعر بشيء من الغيرة
كان واضحًا أن أحلام لين تشي تتحقّق خطوة خطوة
و خلال الأشهر الستة الماضية ، صار اسمه يلمع أكثر فأكثر في عالم الموضة
عروض أزياء ، أغلفة مجلات ، إعلانات… كانت تنهال عليه بلا توقّف
حتى إعجابه الأخير كان يقف أمام ملصقاته مبهورًا
ومع هذه الفكرة ، مرّر شي زيون أصابعه على كوب القهوة،
ثم ركل لين تشي بخفّة تحت الطاولة
وعندما التفت إليه ، رفع ذقنه بابتسامة ماكرة :
“ ما رأيك نذهب إلى نادٍ ليلي الليلة ؟”
بنبرة لعوبة :
“ لم تخرج منذ زمن — ألا تشعر بالاختناق ؟
سهرة على حسابي —- توجد حانة جديدة في شارع الشمال
ذهبت إليه آخر مرة وكان ممتازًا .”
تجمّد لين تشي لوهلة
الحانات الليلية بدت له ذكرى بعيدة
منذ أن التقى لي تينغيان، استحوذ على معظم أوقات فراغه القليلة
ثم ازداد ضغط العمل، ولم تطأ قدماه حانة منذ زمن طويل
{ والآن…
لقد غادرت منزل لي تينغيان
وربما، قريبًا ، سنسلك طريقين مختلفين … }
أنزل عينيه ، فكّر قليلًا ، ثم قال:
“ حسنًا "
يتبع
اللعنة 😊💔 ليش اتوترت ؟
يارب الفصل الجاي مايصير نفس الحلقة الرابعة من Heated Rivalry !
شكلها اغنية all the things she said بتستمر بالصدارة هذا الأسبوع ~
تعليقات: (0) إضافة تعليق