القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch4 الإمبراطور الأسير

 Ch4 الإمبراطور الأسير


كان تنفّس شياو دو متقطعًا بوضوح ،،،

ساعدني على الجلوس في كرسي الاستلقاء ثم جثا أمام شياو لان الذي اقترب


: “ ابنك يقدم تحيته لوالده الإمبراطور ،

سمعت أن عمّي الإمبراطوري لم يكن بخير خلال الأيام 

الماضية ، فأتيت للزيارة .”


نظر شياو لان إليّ و رفع صوته :  

“ حقًا ؟ 

لم أعلم بأنك أصبحت قريبًا من عمّك الإمبراطوري إلى هذا الحد

غدًا هو يوم مراسم تنصيب الإمبراطورة ، والتي يجب على 

كل أمير من الأمراء حضورها ،

عليك أن تنهض باكرًا ،

و هاأنت لم تغادر رغم تأخر الليل ، هل تنوي البقاء هنا 

طوال الليل ؟”


ظل شياو دو صامت


رأيته متمددًا على الأرض مثل ذئب يختبئ في العشب الطويل ، 

مع بروز عروق اليدين قليلًا ،

وبعد لحظة طويلة ، أجاب 


: “ ابنك لا يجرؤ على التجاوز ، 

سأعود إلى القصر الشمالي للتحضير "


وبذلك ، نهض


وما إن وصل إلى الباب حتى لوّح بذراعه ، 

فسقط شيء من كمّه ، 

لكنه واصل السير دون أن يلقي نظرة ثانية ،


“ يمكنك الانصراف "


لوّح شياو لان بيده ، فأخرج جميع الخدم من الغرفة


أُغلقت الأبواب ، وخفتت الأضواء ، 

وبقينا نحن الاثنين فقط في فناء التأمل الواسع


لم أكن أعرف سبب زيارته المفاجئة ، 

لكن نيته بالتأكيد لم تكن حسنة


تذكرت كلماته الغامضة في المرة السابقة ، وشعرت بالحذر


للأسف كان جسدي مستنزفًا من القوة ، 

فلم أستطع سوى إجبار نفسي على الجلوس ، 

وأخذت إبريق الشاي الأبيض من الطاولة المنخفضة 

وصببت كوبين من الشاي


رفعتُ أحد الكوبين في إشارة دعوة —-

: “ ما سبب تشريف جلالتك لي بهذه الزيارة ؟”


نظر شياو لان إلى الكوب لكنه لم يلمسه ، واقترب ببطء


صوّت خرزات مسبحة اللازورد حول رقبته ، أحدثت صوت أزعجني


كان ينبغي أن تكون تلك الخرّزات ملكي


لاحظت نظرته الغاضبة ، وفجأة مدّ يده وانتزع دبوس 

شعري من رأسي، فسقط شعري على كتفي


ارتجفت يدي ، وانزلق الكوب ، 

فانسكب الشاي الحار على كتفي وصدري ، 

شهقت من الألم الحاد


سقطت يد شياو لان فجأة على حلقي


وفي صدمتي ، رميتُ كوب الشاي كله عليه


رفع ذراعه ، فحجب كمّه معظم الشاي


زخارف التنين الداكنة المطرّزة على الكمّ أصبحت أغمق، 

وكأنها اندفعت نحوي ككائن حي


حلّت الظلمة على بصري ، وغرقتُ في الكرسي ، 

وظهر صوت صرير عظامي وكرسي الاستلقاء بصوت هش


: “ شياو لان … ماذا تحاول أن تفعل بحق السماء ؟”


يد واحدة قبضت على عنقي بينما الأخرى تداعب خدي



خاتم الإبهام الكبير خدش بشرتي ، مسبّبًا ألمًا خفيفًا


: “ شياو لينغ هل تعلم من سأقوم بتتويجها إمبراطورة غدًا ؟”


أدرت رأسي بعيدًا عن يده ، وعبست

: “ بالطبع أعلم . الأميرة هيي من مملكة ياو "


ياو دولة حدودية صغيرة عند الممر الشرقي لمملكة ميان ،

قوتهم العسكرية متوسطة ، لكن موقعهم الاستراتيجي بالغ الأهمية ،

لذا — حفاظاً لسنوات على وضعها كدولة تابعة من خلال 

تحالفات الزواج 


لو لم يستولي شياو لان على العرش ، لكانت السيدة هيي 

زوجتي الإمبراطورية


تابع شياو لينغ : “ ممم ؟ 

هل ستتوج الإمبراطورة لتأتي وتتباهى أمام إمبراطور مخلوع مثلي ؟”


ضحك شياو لان :

“ عادات مملكة ياو غريبة ، جميع النساء العازبات ، بما في 

ذلك الأميرة هيي ، يجب أن يكنّ محجبات ، 

لطالما سمعت أن الأميرة هيي جميلة عالميًا ، 

لكنني رأيت وجهها الحقيقي البارحة ، 

وعندما رأيتها ، وجدتها عادية ….. واللوم كله يقع عليك يا 

أخي الإمبراطوري الأصغر

لقد نشأت معك ، واعتدت على مستوى جمالك المطلق…”


. “ شياو لان !”


صرخت بغضب شديد ، وأصبت بنوبة سعال عنيفة


لكن يده تحركت من عنقي مباشرةً ، 

وعضّ طية ردائي كالأفعى


شعرت بالبرودة ، القشعريرة —— تتسرب إلى جسدي كله، 

تخترق عظامي


في هذه اللحظة —- علمت يقينًا بما يريد شياو لان فعله


لم يكن كافيًا أن يصبح إمبراطور ويأخذ كل شيء مني؛ 

بل أراد أيضًا إذلالي بأبشع طريقة ممكنة


ارتجف جسدي كله، ممتلئًا بالخجل والغضب، 

ومع ذلك حاولت الحفاظ على كرامتي الإمبراطورية السابقة


شياو لينغ : “ شياو لان كيف يمكنك مواجهة أسلاف عشيرة شياو بعد 

أن تعاملت معي بهذا الشكل ؟”


تنفس شياو لان ببطء : 

“ وماذا عنك أنت ؟ 

قتلت إخوتك و والدتك قبل بضع سنوات لتأمين عرشك — 

هل كنت تواجه الأسلاف حينها ؟ "


: " طوال التاريخ ، أي إمبراطور لم يفعل الشيء نفسه ؟! 

ومع ذلك ، لم يكن أحد مثلَك…”


قبل أن أكمل كلامي ، دوّت خطوات مفاجئة عند المدخل، 

تلاها صوت صراخ حاد


: “ يا إلهي ، لماذا عاد صاحب السمو الخامس؟ 

هيييه ، هيييه ، صاحب السمو الخامس ، لا يمكنك الدخول هناك !”


: “ لقد تركت شيئًا بالداخل ! 

إنه سوار صلاة يحمي الحياة ، منحه لي والدي الإمبراطور ، 

إن ابتعدت عنه ، ستتلبسني الأشباح !!!”


كان شياو دو في الخارج ، يصرخ بصوت مبحوح ومتقطع ، 

يبدو يائسًا

و ارتطم الباب مرتين ، وبصوت ضربة أخرى ، اقتحم شخص الغرفة


صاح الخادم عند الباب وتعثر وسقط على الأرض


أمسك شياو دو بأنفه ، وتدفقت الدماء بين أصابعه


ألقى نظرة حوله ، مرّت عيناه على أنا وشياو لان لثانية ، 

ثم انحنى وبدأ يبحث على الأرض


و وجد بالفعل سلسلة من خرز الصلاة المصنوع من 

الأوبسيديان قرب شق الباب


و قبل أن يهم شياو لان بالكلام ، انهار على الأرض وبدأ 

يتشنج ، كما لو أن الأشباح قد استولت عليه، وأغمي عليه


“ بسرعة ، بسرعة ، اهتموا بصاحب السمو الخامس !”


أصبح الخادم العجوز في حالة ذعر 

و اندفعت عدة خادمات من القصر لمساعدة شياو دو على النهوض ، 

وقرصن أنفه ومسحن الدم عن أنفه ، لكنه استمر في التشنج ، 

وفكه مشدود وعيناه مغمضتان بإحكام، 

والعروق في رقبته متوترة ومتموجة


في البداية ، وجدت ما يفعله الصغير مضحكًا ، لكن عندما 

سمعت الخادم يقول : “ لقد عادت حالته ”


أدركت أنه لابد أن يكون يعاني من مرض قديم


وقد ظهر هذا المرض في اللحظة المناسبة جدًا ، مما 

ساعدني على الخروج من مأزقي


وقف شياو لان جامدًا ، عاجزًا عن الحركة ، 

ووجهه أسود ، 


لم يكن أمامه خيار سوى أن يأمر أحدهم بمساعدة شياو دو 

على النهوض، ثم غادر، وهو يلوّح بكمه بغضب


و بينما أراقب ظهر شياو لان وهو يبتعد ، 

نما بداخلي شعور خافت بعدم الارتياح ،


كنت قلقًا فعليًا على حالة شياو دو—لا أعلم كيف سيعاقبه 

شياو لان


لم يكن يجب أن أهتم بابن شياو لان، 

لكنني لم أرغب فعليًا في أن أفقد هذا السيف الحاد 

المفيد ، الذي لم يتم صقله بعد بالكامل


————



في الليل ، 

أرسل شياو لان أحدهم مجدداً بالـ ' الدواء ' السامّ 

و أخذته تحت مراقبة الخادم ، و أصبت بالحمّى


كانت الليلة الأولى بعد أخذ السمّ دائمًا الأصعب


تتحسن الحالة بعد بضعة أيام ، 

لكني أظل مستنزفًا تمامًا


غرقت في نوم عميق ، وفقدت الإحساس بعدد الأيام التي مرت


حلمت حلمًا فوضويًا وغريب


حلمت أنني ارتديت الرداء الإمبراطوري مجدداً ، 

جالس على عرش التنين ، 

يد واحدة تمسك بالسلسلة ، وقدم واحدة مستريحة على 

ظهر وحش ما


الفراء الخشن تحت قدمي كان غريب الملمس فنظرت إلى الأسفل ، 

ورأيت ذئب ثلجي رائع يختبئ تحتي ، 

عيناه الذئبية العميقة حدقت بي بشكل مخيف


انحنيت ومددت يدي لأداعب رأسه ، لكن الذئب وقف ، 

وهز فراءه ، 

وبحركة واحدة سقطت السلسلة التي كنت أمسكها

و اندفع نحوي ، وفمه الكبير التف حول رقبتي ، 

وأنيابه الحادة تضغط على حلقي


استيقظت فجأة ، غارقًا في عرق بارد ، ولمست عنقي


رعد يدوي خارج النافذة ، 

والضوء يلمع متقطعاً


استغرقت لحظات لأعود إلى وعيي وأدرك أن ما سمعته لم يكن رعد ، 

بل الألعاب النارية لاحتفالات تتويج الإمبراطورة


ستستمر مراسم زفاف الإمبراطور سبعة أيام كاملة ، احتفالات للأمة بأسرها


فمي جاف ، ولم أستطع للحظة أن أصدر صوتًا لنداء خادم


لم يكن أمامي خيار سوى أن أمد يدي بنفسي ، 

و أبحث عن الشاي بجانب السرير


لكن سمعت صوت رنين فنجان قريب


فزعت ، وأدرت رأسي ، فرأيت اثنين من الأضواء الخضراء 

الخافتة تتوهج في الظلام


تذكرت الحلم ، وبرغم شجاعتي المعتادة ، ارتعشت من الخوف


لكن نقاط الضوء اقتربت


عندها ، أضاء وميض الالعاب النارية من الخارج الهيئة 

بجانب سريري ثم عادت الغرفة إلى الظلام ، مخفيًا إياه مجدداً 


وضع فنجان الشاي على شفتيّ 


“ عمي الإمبراطوري اشرب قليلًا من الماء .”


ارتويت قليلاً ، رطبت حلقي : 

“ دو إير؟ ماذا تفعل هنا في منتصف الليل ؟”


انخفض السرير حين جلس شياو دو


بدا الظلام وكأنه منح شجاعة أكبر له؛ 

و لم يعد مترددًا كما كان من قبل


التقطت رائحة خفيفة ، جذابة ، تشبه بخور البنزوان 

الذي تستخدمه جاريات القصر

(  بنزوان = فيها لمسة من الفانيليا و اللوز )


قفز استنتاج في عقلي— { هل منح شياو لان ابنه الصغير جارية ؟

لم يعاقبه ، بل كافأه بدلاً من ذلك ؟ 

أربعة عشر عامًا …. نفس العمر الذي كنت عليه عندما 

تلقيت جارية للسرير لأول مرة .. }


قال بصوت مبحوح

أنفاسه متقطعة كأنه خرج لتوه من ليلة جامحة :

" أنا... لم أستطع النوم …. أردت التحدث إليك "


ازدادت وضوحًا الصورة في ذهني، 

ولم أتمالك نفسي من السخرية سرًا


فالذئب الصغير على الأرجح ذاق للتو طراوة امرأة لأول مرة، 

ولم يعرف كيف يتصرف


و لعل تلك الجارية كانت جريئة أكثر من اللازم ، ففزع منها 

وهرب في منتصف الليل


كلما أمعنت التفكير ، ازداد الأمر إضحاكًا لي


فربت على شعره بنبرة سخرية خفيفة وقلت :

" أنت أمير من سلالة إمبراطورية ، وإنجاب الورثة أمر بالغ الأهمية ، 

وهذا أيضًا شيء ينبغي لك التدرّب عليه ، 

عندما تجد وقتًا ، اذهب إلى مكتبة القصر وابحث عن 

نسخة من فنونه السرية ، 

لا تدع إخوتك يسخرون منك ."


ابتعد بعيدًا عن يدي كما لو أنها نار


و ظل صامتًا لفترة طويلة


وحين هممت بأمره بالخروج ، رأيته يتمدد ، يرفع اللحاف 

و... يتسلل إلى سريري


تجمّدت في مكاني لحظات ، لم أتوقع جرأة كهذه


انكمش شياو دو ملتفًا على نفسه ، ضاغطًا جسده بجانبي ، 

بل وأمسك بطرف وشاحي ، 

ودسّ رأسه تحت اللحاف ولم يُبقِي سوى عينيه


: " عمي الإمبراطوري... لا تطردني ..

أمرني والدي الإمبراطور بأن أُنجب وريثًا مع الجارية لجلب 

البركة ودفع المرض ، لكنني... لستُ رجلاً بعد "


عندها فقط انكشفت الحقيقة ، وانفجرت ضاحكًا


لم يختبر حتى أول احتلام بعد ؛ لا يزال صبيًا لم يبلغ


ولم يكن اعتماد هذا الذئب الصغير عليّ بالأمر السيئ


و راودتني الأفكار


{ في المستقبل ، يمكنني أن أختار له امرأة مناسبة 

و أُدبّر له زواج ما ، وأشدّ سلطتي عليه أكثر }


لم يكن شياو دو يعرف ما يدور في رأسي ، فعاتبني باستياء مكتوم :

" عمي الإمبراطوري !"


توقفت عن الضحك


ورغم أن وجوده ملاصقًا لي على السرير أمر غير لائق، 

إلا أن الدوار اجتاحني من جديد، 

فعجزتُ عن النهوض واضطررت إلى الاستلقاء ومحاولة النوم


لكن أنفاسه بجانبي سرعان ما هدأت وتعادلت؛ وبدا أنه نام


أما أنا فظللت أتقلّب ، عاجزًا عن النوم


لم أشارك أحد سريري منذ خلعت عن العرش ، 

وكان جسده حارًا على نحو مزعج، حتى بدأت أتعرّق


لم أحتمل أن يفسد نومي ، فركلته بقسوة


انتفض شياو دو جالسًا ، وعانق ركبتيه

وفي اللحظة التالية ، فاح في الجو عبيرٌ خفيف حار، لا يخطئه أحد


أدركتُ فورًا ما يعنيه ذلك


لقد أثارته الجارية—وهي المرة الأولى في حياته


لم أوبّخه

و اكتفيتُ بإبعاد اللحاف جانبًا قائلاً ببرود :

" اخرج حالًا ، لا تدع الخصيان يرونك ."


لكن شياو دو لم يتحرّك


قال بصوت مبحوح حدّ الخشونة :

" عمي الإمبراطوري... لقد حلمتُ للتو "


وماذا عساه يكون ؟ حلم ربيعي فاسق بالطبع


لوّحتُ بيدي بانزعاج:

" لا تخبرني . لستُ مهتمًا ."


لكنه واصل ، بصوت خافت يقطع الهواء :

" قبل يومين... عندما كان والدي الإمبراطور فوقك 

هل كان يحاول... مضاجعتك ؟"


ارتجّ عقلي


اجتاحني الغضب — وصفعته بقوة


" وققققح !"


و سقط شياو دو من السرير على الأرض


رفع رأسه ، يُمسك خدّه ، وتراجع بخطوات مضطربة


اعتدلت جالسًا ، وصرخت بصوت بارد حاد :

" اخرج ! ولا تجرؤ على الاقتراب مني مجددًا !"


لم يقل كلمة


و عيناه الخضراء —عينا ذئب صغير—ثبتت على صدري


فنظرتُ إلى المرآة البرونزية المقابلة


كان ردائي الحريري مفتوحًا نصفه ، 

وعلى عنقي آثار حمراء باقية — من شياو لان


عار السقوط ، 

وفضيحة إمبراطور مخلوع بلا قوة ، 

انكشفت تمامًا أمام ابن شياو لان ——


و في غضبي ، أمسكت بكأس الشاي ورميته عليه


أصابته مباشرةً 


فتراجع ، فتح النافذة ، وقفز خارجها... 

واختفى في ظلام الليل ….


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي