القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch40 الإمبراطور الأسير

 Ch40 الإمبراطور الأسير



راقبتُ الرسول وهو يبتعد حتى غاب عن الأنظار ، 

وامتلأ قلبي قلقاً لا فائدة منه ،

لم يكن أمامي سوى العودة إلى الجناح والجلوس لتناول 

العشاء مع شياو يو ،


جميع الأطباق اللذيذة أمامي ، ولكن بلا أي طعم


جفّ فمي، ومع أنني شربتُ عدّة أكواب من الشاي المُبرّد 

للعطش ، لم يرتوِي عطشي


ولمّا بدأتُ أظنّ أن عقرب الـ غو في داخلي قد بدأت تثور 

من جديد ، فتُشعل نهم الدماء في عروقي ، جاء أحد خدّام 

شياو يو يحمل صينية


وعندما رُفع الغطاء —-

كشف عن عظمتين كبيرة من الفخذ ، جردت من الجلد 

واللحم ، مع خطوط من الدم لا تزال عالقة بهما


عادةً ، مشهد كهذا كفيل بأن يُفسد شهيّتي تماماً ، 

لكن رائحة الدم هذه المرّة لم تُثر اشمئزازي… بل زادت عطشي سوءاً


أدرتُ وجهي فوراً ، وغطّيت أنفي :

“ أبعدوها… بسرعة ... أشعر أن شهيّتي ستتلاشى ”


لكن شياو يو قال:

“ لِيُساعِدني العمّ الإمبراطوري في الاختيار ، 

أيّهما أفضل لصنع ناي ؟ 

لقد سمعتُ من ساحر جوّال أن الناي المصنوع من عظم 

ساق لشخص رشيق يُنتج لحناً ذا مفعول عجيب خارق ،

وخلال العامين الماضية غيّرتُ عدة ناي… ومع ذلك لم تتحسن ساقاي ،

أظن أن المشكلة في جودة المواد .”


{ ياللسخف —- كيف يمكن أن تلتئم أوتار الركبة — 

المقطوعة بشفرة ثلجية ، بمجرد العزف على ناي مصنوع 

من عظام البشر ؟ }


استهزأتُ في داخلي ، لكنني قلت بصوتٍ هادئ:

“ هكذا إذن … والآن بعد أن ذكرتَ هذا ، تذكرتُ أيضاً علاجاً 

شعبياً ذُكر في كتاب الأرض ، 

لكن… ينقص النايّ شيءٌ ضروري ليؤدّي مفعوله "


تلألأت عينا شياو يو:

“ وما هو ؟”


ارتشفتُ رشفة شاي :

“ الدم ،، أحضِروا بعض الدم ،،

ويجب أن يكون دم فتى أعذر "


: “ دم فتى أعذر ؟” قالها شياو يو عابساً، ثم استدعى حارس : 

“ هل أنت أعذر ؟”


ارتجف الحارس ثم أومأ 

وبحسب تعليماتي ، شقّ كفّه وسال منه نصف كوب من الدم


تظاهرتُ بأنني أسكب الدم على العظمتين ، تاركاً قليلاً في الكأس ، 

وقلتُ كلاماً هراء :

“ انظر ، أيّهما امتصّ الدمَ بشكلٍ أفضل… 

فذلك يدلّ على جودة صوته عندما يُصنع منه ناي "


وحين انحنى شياو يو ليتأمّل العظام ، رفعتُ كُمّي لأحجب 

فمي… وشربتُ ما تبقى من دم الفتى


لكن ما إن لامس حلقي… حتى انقلبت معدتي ——


اجتاحتني رغبة قيء هائلة ، وبصقتُ كل شيء


رفع شياو يو رأسه ، وعيناه مليئتان بالدهشة —-

مسحت بسرعة آثار الدم عن شفتي ، لكنه قد رأى كل شيء —


ظلّ شياو يو صامتاً لحظة طويلة ، ثم قال :

“ ولِمَ يشرب العمّ الإمبراطوري الدم ؟ 

هل أنت متنكّر ؟ 

هل أنت… شيطان ؟”


نظرتُ إليه من طرف عيني ، وقلت بسخرية:

“ هل أبدو لك شيطاناً ؟”


أومأ شياو يو — وعيناه الطويلة الشبيهة بعيون الفينيق ، ارتجفت حدقتاه بخفة :

“ تشبه… روح ثعلب "


ابتسم شياو لينغ :

“ سخافة ... أنا مثلك فقط ، لي عادات غريبة بعض الشيء ،

كثيراً ما أشعر بالضعف ، وقد أخبرني الأطباء الإمبراطوريون 

أنّ السبب نقص الدم ، ولهذا أحياناً أشعر برغبة في شربه "


نظر إليّ شياو يو — ثم صفق بيديه وضحك :

“ مثير ، مثير للغاية ، العمّ الإمبراطوري حقاً شيطان .”


ارتجف الحارس ، واصفرّت ملامحه حتى شحب 

وسقط على ركبتيه :

“ سموّك ارحمني ! 

سموّك ارحمني !”


انحنى شياو يو —- وسحب السيف من حزام الحارس ، 

وبضربة عابرة قطع عنقه


تدفّق الدم كينبوع غزير


مدّ يده لأخذ كأس ، ملأه حتى الحافة ، وقدم لي إياه :

“ العمّ الإمبراطوري تفضّل "


رغم أنّني سمعت منذ زمن عن مزاج شياو يو الحاد ، فإن رؤية قسوته هذه فاجأتني وأرعبتني


دفعتُ الكأس بعيداً :

“ شكراً ، لكن هذا الرجل ليس أعذر 

أنا لم أعتاد على دمه "


تقدّم عدة رجال وجرّوا الحارس بعيداً ، تاركين وراءه أثر دم 

طويل على الدرجات


تمتم شياو يو:

“ يا لها من خسارة… لقد ضاجعت عدة جواري ، فلم أعد أعذر أيضاً ”

ثم لعق نقطة دم من طرف إصبعه ، لكنه بدا غير راضٍ عن 

الطعم ، 


امتلأ الجو برائحة الدمّ المعدنية الكثيفة ، لكن عطشي لم يخفّ إطلاقاً


ارتفع توتّري ، فالتفتُّ صوب القصر الإمبراطوري المهيب ، 

ذو الأسطح الذهبية داخل الأسوار


{ هل يعني ذلك أنّي لا أستطيع العيش دون دم شياو دو ؟


هل صحيح كما قال — أنّه لا يمكن حل الأمر إلا بالجنس ؟


كنت أتجنبه ، ولكن إلى متى يمكنني تجنبه ؟ 


يريد شياو دو الاستيلاء على السلطة المطلقة والسيطرة علي 


سيُشعل بالتأكيد عاصفة من الصراعات العلنية والسرية في البلاط الامبراطوري 


كيف يمكنني الجلوس وانتظار عذابي، والسماح له بمحاصرتي ؟ }


صوت شياو يو أعادني من أفكاري :

“ أنا فضولي جداً… العمّ الإمبراطوري لقد آذيتني في 

الماضي ، والآن تساعدني 

ماذا تريد بحق السماء ؟”


ترددتُ للحظة ، ثم أجبت :

“ شياو يو — سواءً صدّقت أم لم تصدّق ، صحيح أنّك 

أخطأت في حقي ذات مرة ، وكنتُ أنوي معاقبتك ، 

لكن إصابتك البالغة في مسابقة الجليد لم يكن من فعلي

لقد عبث أحدهم بالأمور ، 

كنت أعلم أنّك ستلقي اللوم عليّ ، وتكاسلت عن الجدال "


عند ذكر اليوم الذي تغيّر فيه مصيره ، تغيّرت ملامح شياو يو 

وغطّت الظلمة وجهه :

“ لكنّي فحصتُ زلاجات الجليد التي ارتديتها ذلك اليوم ،،

لم يكن بها أي خلل .”


ضيّقتُ عينيّ :

“ إذا لم يكن في الزلاجات خلل ، فهل يعني ذلك أنّ كل شيء 

كان على ما يرام ؟ 

في ذلك اليوم كنت تهجم بلا مبالاة ، مصمماً على الفوز ، 

كيف كان بإمكانك أن تلاحظ أي خطأ ؟

حين كنتُ أدرّبك — هل سقطتَ يومًا ؟ 

ألم تكن تتزلج بإتقان ؟ 

ولم يكن ذلك إلا لأنك كنتَ هادئًا ، متزنًا ، حذرًا أثناء التمرين…”



رمى شياو يو كأس الخمر وقطع حديثي : “ كفى "


كان مضطربًا بشدّة كلما استعاد ذكريات تلك السنة ، 

شد على ركبتيه بقوة حتى برزت العروق على ظهر يديه ،


راقبتُه ، ولسببٍ ما تسلّل إلى نفسي خيطٌ رقيق من الشفقة


فشياو يو لم يكن أبداً فتى دقيق الملاحظة ؛ كان متكبّرًا ، 

شديد ، فظًّا في قوله وفعله ،

وحتى بعدما شُلّت ساقاه وتغيّر طبعه ، 

لم يزد هذا من حدّة بصيرته ،


شياو لينغ بهدوء :

“ في ذلك اليوم ، تعرّض والدك الإمبراطور لهجوم أيضاً ،، 

كان كلّ شيء مُخططًا له ،

لكن المدبّر… لم أكن أنا "


نهضت ، ثم جلست إلى جواره ، وضعت يدي على يده وتابعت :

“ لا فائدة من النبش الآن ،، 

أشعر بالذنب ، وسأعوّضك كما يجب ، 

في الحقيقة لا أريد شيئًا سوى سلام هذا العالم ،

لقد سئمت منصب الإمبراطور بعد سنوات قليلة 

وكل ما أريده هو أن أساند حاكمًا حكيمًا

والدك تهاون ، واتخذ امرأة بربرية إمبراطورة ، فهو ليس 

حاكمًا حكيمًا ، وآمل أن تكون أنت كذلك .”


أغمض شياو يو عينيه :

“ يا عمّي الإمبراطوري إن ساعدتني حقًا على اعتلاء العرش، 

فلن أبخس حقك ،

لكن دَيْن هاتين الساقين… سأظل أذكره ما حييت

وعلى عمّي الإمبراطوري أن يقضي حياته كلها في التكفير عنه "


ربّتُ على كتفه :

“ سأكون وزيرك ما حييت ، وأعينك على تدبير شؤون الإمبراطورية ،، ما رأيك ؟”


فتح شياو يو عينيه وابتسم :

“ ممتاز "


وكما رغبتُ تمامًا ، جاء لي شيو بعد طعام المساء —-

ومن خلال أسئلتي المموّهة وإشاراته التي فهمتها ، 

علمت أن السيف الإمبراطوري لم يقع بعد في يد شياو دو ،

حينها عاد قلبي إلى مكانه


تظاهرت بأنني أطلب من لي شيو العودة إلى منزله لإحضار 

أدوات القياس ، بينما كنت في الحقيقة أرسله ليسترجع 

السيف الإمبراطوري ——


فلا مكان آمن له الآن، وبما أن شياو دو يسعى إليه، 

فسيقتحم منزل لي شيو عاجلًا أو آجلًا


و كان الأفضل نقله إلى هنا ، ودفنه مؤقتًا في حديقة مقر 

شياو يو بحجّة بناء الضريح ——


وفي الثلث الأخير من الليل ، وتحت حراسة جنود الأمير ، 

نجح لي شيو في تضليل الجميع ——


جلب السيف الإمبراطوري مخفيًا بين أدوات القياس ، 

ودفنه في المكان المخصص للضريح —- 


لم يكن شياو يو يعلم شيئ ، لا يعلم أن أن هذا الكنز — 

الذي يمكن أن يأخذ حياة شياو دو بسهولة بقدر ما يمكن أن 

يأخذ حياته الخاصة ويساعدني في إزالة جميع العقبات ،

مخفياً في نفس المكان الذي سيقدم فيه يومياً الصلوات للآلهة


حينها فقط ذهبت إلى غرفتي عند ساعة تشوشي ، ( 1am لـ 3 am )


لكن العطش إلى الدم جعلني أتقلّب بلا راحة ، 

ولم أغمض عيني إلا مع الفجر ،


وفي الصباح الباكر ، 

وصل باي لي بشكل غير متوقّع —- و كانت على ملابسه آثار دماء —- بدا أنه صراع عنيف ، مما يدل على أنه بذل جهد 

كبير ليتخلّص من وو شا


حين أغلق النافذة بوجه مرتَبِك ، أدركت أنه اكتشف أمرًا خطيرًا


قدّمت له كوب من الشاي وقلت له أن يجلس ويتحدث على مهل


شياو لينغ : “ ما الأمر ؟ ولمَ كل هذا الذعر ؟ 

نحن في مقر الأمير شياو يو ، لا داعي للخوف من وو شا "


قال وهو يلتقط أنفاسه:

“ جلالتك ، أمرتَني بالتحقيق في أصل ولي العهد شياو دو

وقد وجدت بعض الأدلة —

أمّه الحقيقية بالفعل راقصة بربرية من بيت دعارة دي هوا ، 

وكانت من شعب الـ’تشي’… كانت أسيرة حرب —-

هل تتذكّر قبل عشرين سنة حين قاد الإمبراطور السابق 

الحملة الشمالية وعاد منتصراً ومعه ألف أسير من شعب تشي ؟”


أومأت برأسي


لقد كانت حربًا طويلةً ومرهقة — ورغم أنني كنت صغيراً وقتها ، فإنها تركت في نفسي أثرًا لا يُمحى


تابع باي لي حديثه :

“ من بين أولئك الأسرى كانت توجد امرأة بربرية شجاعة ، 

ماهرة في القتال ، تُدعى وو لان… ملكة شعب تشي —

وبعد أسرها ، رفضت الخضوع ، فقاموا بتخديرها وجعلها 

بكماء ، ثم باعوها لبيت للدعارة .”


صُعقت

{ إذًا شياو دو يحمل فعلًا دماء الملوك من شعب تشي… وهو ابن ملكتهم أصلاً ! }


باي لي:

“ ولأن عدد الأسيرات البربريات كان كبير ، لم يعرف أحد 

هوية تلك الراقصة الأصلية —— لكنني كنت قائد في حرس 

العاصمة ميان حينها وتوليت تنظيم قوائم الأسرى بنفسي ، 

أتذكّر اسمها الحقيقي عندما رأيت صورتها 

ولهذا وجدتُ ولي العهد مألوفًا عندما رأيته أول مرة

أما الملك بينغلان لا يزال بالتأكيد يجهل أن أم ولي العهد 

كانت ملكة شعب تشي "


ثم أخرج باي لي لفافة من ثيابه وفتحها أمامي


اللوحة تُظهر امرأة بربرية ذات أنف مرتفع وعينين غائرة ، 

ورغم أنها ترتدي زيّ راقصة من بيوت العاهرات ، 

إلا أن حاجبيها متوحشين ، حادين ، 

وزاوية شفتيها مرفوعة في عناد وازدراء ، لا يُنسى


امرأة كهذه لا بد أن تكون فاتنة بطريقة خطيرة 

ولا عجب أن شياو لان دفع مقابل حريتها


شياو لينغ :

“ من أين حصلتَ على هذه اللوحة ؟”


: “ من المخزن التابع لبيت دعارة دي هوا  

حيث يحتفظون بسجلات الراقصات .”


أومأت ، ثم لففتُ اللوحة من جديد ووضعتها في كمّي


لقد سمعت أن والدة شياو دو ماتت إثر الولادة فور إنجابه ،

وغالب الظن أنه لم يرَى وجهها أبداً ،

لوحة كهذه ستكون كنزًا لا يُقدّر بثمن بالنسبة إليه ،


قال باي لي فجأة:

“ لكن اكتشفت أن تلك المرأة لم تمت بسبب الولادة كما تقول الشائعات .”


سألته متعجبًا :

“ أوه ؟ ماذا حدث إذًا ؟”


: “ بعد أن أنجبت ولي العهد دو — أُعيدت قسرًا إلى بيت 

الدعارة ، وبقيت هناك حتى السنة الأولى من عهد شوانهي … 

السنة التي اعتليت فيها جلالتك العرش ،

هل تتذكّر أنك أصدرت عفوًا عامًا عند عودتك منتصرًا 

مُطلقًا سراح الأسرى البربريين ؟ 

عندها خرجت وو لان مع هؤلاء الأسرى ….


لاحقًا ، بدأ القلق يساورك من أن أولئك الأسرى سيأخذون 

معهم مهارات مملكة ميان ومعارفنا ، فينشرونها في أراضي 

البرابرة ، مما يجرّ علينا مشاكل بلا نهاية ،

لذا أمرت الماركيز باي يان تشي بأن يستدرجهم إلى فخ 

ويقضي عليهم جميعًا ، دون أن ينجو منهم أحد "


هبط قلبي بشدّة …


شياو لينغ : “ هل يمكن أن يكون ولي العهد على علم بهذا؟ 

هل يعرف كيف ماتت والدته الحقيقية ؟”


: “ لا يجرؤ هذا التابع على التخمين ،،،

لكن أمّ ولي العهد وو لان تشترك مع الأميرة وليّة العهد في 

اللقب نفسه ، وو —- فلا بد أن بينهما قرابة .”


شهقت ، واشتدّ الاضطراب في صدري


في ذلك الوقت ، كي لا يعمّ الاضطراب البلاد ويتهمني الناس 

بنكث العهد بعد إعلان العفو ، أمرتُ باي يان تشي بأن يدفع 

بالأسرى عميقًا داخل الجبال ، ثم يقتلهم بشكل سريع ويدفنهم فوراً 


أمّا القصة الرسمية فكانت أن ما حدث مجرد تمرّد من قطاع طرق


بعد ذلك ، جئتُ ببضعة عبيد بربريين ليكونوا بدلاء عن 

الأسرى ، وأرسلتهم إلى خارج الحدود

—- القليل جدًا من الناس كانوا يعرفون الحقيقة


{ هل يعرف شياو دو ؟


إن علم… فإن هذا الذئب سيحقد عليّ إلى الأبد }


وحين خطرت لي نظرة شياو دو تلك الليلة نحو الراقصة ، 

تلك النظرة الفارغة من كل شيء ، 

انقبض صدري بلا سبب


اجتاحني شعور غريب… كأن تشابك مصيري معه اليوم لم 

يكن سوى دين قديم من حياة سابقة ——-


أنا —- أنا مدين له —-


باي لي:

“ جلالتك خرجت من القصر ،،، ما خططك الآن ؟”


شياو لينغ :

“ من الطبيعي أن أبقى بعيدًا ، أراقب النمور وهي تتصارع 

من قمة الجبل ...”

ثم فكرت قليلًا وسأل :

“ أنت ظلٌّ قاتم منذ سنوات — هل تعرف أي طريقة لإخفاء 

الهوية تمامًا ، بحيث لا يُتعرّف على الشخص حتى إن وقف 

وجهًا لوجه مع من يعرفه ؟”


تفاجأ باي لي : “ قناع من جلد بشري ؟”


: “ هل تستطيع أن تحضره لي؟”


: “ لدي واحد هنا ...” وأخرج من ردائه شيئًا خفيف يشبه ورق الحرير : 

“ لكنه يحمل ملامح امرأة ،، إنه قناع يستخدمه هذا التابع أحيانًا .”


أخذته ، فتحته بين يدي ، فإذا به وجه امرأة عادية بلا ملامح مميزة


: “ هل تساعدني على وضعه ؟”


أومأ ، فقام بلصق البشرة الاصطناعية على وجهي


من دون مكياج ، لم يظهر الوجه أنثويًا كثيرًا ، بل كان أقرب 

لهيئة خصيّ من خصيان القصر


وللتنقل اليومي ، تكون هوية الخصي أكثر ملاءمة ، 

فطلبت من شياو يو رداء خاص بالخصيان 


بعد أن ارتديته ، لم يعد الشخص المنعكس في المرآة 

يشبهني لا من قريب ولا من بعيد 


لقد أصبحتُ خصيًا شابًا ذا بشرة بيضاء ناعمة


رفعت يدي وهززت أصابعي بحركة رقيقة ، ثم أدّيتُ انحناءة في هيئة الخصيان  


لم يستطع باي لي أن يمنع نفسه من الضحك


هذا الذي يكون عادةً صارماً وجاداً ،

فقد ضحك فعلًا ،


باي لي في الخامسة والثلاثين ، لكنه مثل سائر أبناء عائلة باي ،

لا يظهر عليهم العمر ؛ 

بدا كأنه في العشرين — وابتسامته كانت كذوبان الثلج في 

أوّل الربيع… جميل على نحو لافت


لا أدري لماذا ، لكن صورة وو شا وهو يستفزه خطرت في 

ذهني فجأة ، وكان يحمل إيحاءً غريبًا


هززت رأسي سريعًا ، أطرد تلك الفكرة السخيفة 


دونغ — دونغ — دونغ —

ارتفعت الأجراس والطبول من جهة الأسوار ؛ لقد بدأت 

مراسم توديع شياو لان في مسيرته نحو الشمال —-


وكان خروجي غير مناسب ، فصعدت إلى جناح مرتفع في 

قصر شياو يو يُطل على طريق المدينة


مشى الموكب العظيم كالسيل الجارف على الطريق ، 

متجهين نحو البوابة الشمالية ،


جميع الأقارب الإمبراطوريين ضمن الموكب ، مصطفّين 

بحسب مراتبهم


وراء العربة الإمبراطورية مباشرةً عربة الإمبراطور المتنحّي ، 

وخلفها — شياو دو 


لمّا رأيته يقترب من بعيد ، شعرتُ بتوتر خفيف رغم القناع ، 

فخفضتُ الستارة لأخفي نفسي


جاء بعد وليّ العهد سائر الأمراء — ورأيتُ أخي السابع يُبطئ 

سير حصانه عن قصد ليتأخر قليلًا

العربة بجانبه مغطاة بستائر حمراء ، وخلفها يظهر ظل امرأة 

رشيق—إنها أختي الخامسة ، التي سُتزوّج قريبًا إلى مملكة الـتشي


كانا قريبَين إلى حدّ رمية حجر ، وبعيدَين بقدر ما بين السماء والأرض


لم يستطيعا حتى على تبادل كلمة واحدة


هكذا هي حياة الأسرة الإمبراطورية… 

فضلًا عن أن يكونا من دمٍ واحد


وإن أرادا أن يربطهما القدَر مدى الحياة… 

فما لهما إلا أن يتمنوا حياة أخرى


تنهدت ، فرأيتُ يدًا بيضاء نحيلة تمتدّ من خلف الستارة الحمراء ، تحمل شيئًا صغيرًا


مرّ أخي السابع بحصانه والتقط الشيء من يدها


كان كرة مطرّزة


تمامًا كما تفعل فتاة صغيرة مقبلة على الزواج ، تقف على 

الشرفة وتلقي بمصيرها كله نحو الرجل الذي اختاره قلبها


أمسك أخي السابع الكرة المطرّزة وابتسم ابتسامة مشرقة ، 

ابتسامة فتى غارق في غرامه ،

حتى مع قلبي الحجر ، لم أتمالك نفسي من الدهشة


{ أحمق… أحمق في الحب حقًا 


ما هذا الشيء الذي يسمى الحب — الذي يجعل الناس 

مخلصين له إلى هذا الحد ؟


ربما لأنني رأيتُ كثيرًا من الحب والكراهية والفراق والمآسي ، 

اخترتُ أن أبقى على هامش عالم البشر ، 


لا أجرؤ على التورّط فيه …


هذا هو القرار الحكيم …


ولا أجرؤ أن أتخيّل كيف سأكون إن ابتُليتُ يومًا بشخص 

أحببته ، ثم يتم رميي وسط هذا العالم الهائج 


كل ما أرجوه …

ألا أقع في أسره طوال حياتي … }


وبينما كنت شارد ، انجرف بصري نحو هيئة طويلة شامخة 

في مقدّمة الموكب ، فسحبتُ نظري بسرعة …..


يتبع


( لا أدري لماذا ، لكن صورة وو شا وهو يستفزه خطرت في 

ذهني فجأة ، وكان يحمل إيحاءً غريبًا

هززت رأسي سريعًا ، أطرد تلك الفكرة السخيفة )

حتى شياو لينغ فوجوشي 😭😭😭 يشبّك اي أحد زينا

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي