القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch51 الإمبراطور الأسير

 Ch51 الإمبراطور الأسير



أخذتُ خاتم عين القطّ بين أصابعي ، مذهول ، 

قبضتُه في راحتي بقوة …

بقوةٍ تُشبه تلك التي أمسك بها يدي يومها ، حين طوّقها 

ليعلّمني شدّ القوس 


لكنّ يدي الآن ترتجف أكثر ، 

كأنّ قوة هائلة صعقتني وطرحتني على السرير 


أغمضتُ عيني ، 

وسمعت صوتاً خافتاً ….

ينبعث من قلبي ، كصوت تشقق في جليد صلب


وسرعان ما انتشر ذلك الشقّ ، وانهار داخلي كهف واسع


تذكّرتُ سؤال شياو دو لي…


وتذكّرتُ إصراره وهو ينظر إليّ في تلك اللحظة


سألني :

' هل يتّسع قلبك لوجود شخص واحد… ؟ '


الآن عرفتُ الجواب 

لكنّه… لم يَعُد موجود 


اشتدّ السعال عليّ ، خرج الصوت من صدري خشناً مكتوماً


اقترب باي لي و همس بقلق شديد:

“ جلالتك… أرجوك اعتنِي بنفسك

لا تحزن بشدة ”


أجبت بضعف مع ابتسامة خافتة : 

“ لا تخف… لن أموت "

{ أنا … لا يمكنني السقوط ...

أنا الإمبراطور ...

يجب أن يبقى قلبي مع الشعب والإمبراطورية 

… ثم ما تبقّى منه يكون لي — وله —

ما دام شياو يو ما يزال حيًّا ، لا يمكنني أن أموت !! ...

لن أتركه يفعل ما يشاء !! 

لن أدعه يدفعني ثانيةً عن عرش الإمبراطور !! }


باي لي:

“ يا جلالة الإمبراطور ليست كلها أنباء سيئة ،،

يوجد خبر سار:

حرس بايي أنقذوا الأميرة تشانغجي ، زوجة ولي العهد ووتشو و زوجة شياو لان ووجيا

و باي تشن من يدي وودون "


تماسكتُ قدر ما أستطيع وسألته :

“ وشياو لان ؟ أهو ميت حقًا ؟”


باي لي هزّ رأسه :

“ مفقود… ولا يُعلم أهو حيّ أم ميّت "


شياو لينغ :

“حسناً ،، الأميرة و زوجة ولي العهد … ستكونان قطع مهمّة 

لقلب حظي مستقبلاً … ”

سعلتُ قليلاً ثم تابعت :

“ وأثناء غيبوبتي… كيف كان حال البلاط ؟”


باي لي:

“ الأمير يو يمسك بالسلطة كاملة ، 

يقول إنك فوّضته ، والختم الإمبراطوري بحوزته "


شياو لينغ :

“ لا بأس .. دعه يستمتع بانتصاره لفترة — سأتعامل معه في الوقت المناسب — 

اذهب الآن و سلم السيف الإمبراطوري إلى لي شيو

وأخبر خالي باي يان تشي أن يرسل رجالاً ليأخذوا الأميرة إلى 

إقطاعيته في جيتشو، ليحرسوها جيدًا !

ثم فليستغلّ ذريعة مرافقة زوجة شياو دو في عودتها إلى 

العاصمة… ويحضر بالجنود ….”

تنفّستُ بعمق : 

“ أين الكاهن فاي يان ؟”



باي لي :

“ ما يزال في المعبد خلف الجبل —- حين سمع بمرضك 

الخطير أقام مذبحًا هناك ، يتضرّع للآلهة .”


شياو لينغ {  هذا جيد … 

بقاؤه هناك يجعله بعيدًا عن شياو يو }

“ بمجرد تسوية الأمر ، عليك أن تزور معبده وتحصل على 

بعض من دم قلبه ”


أومأ باي لي، ثم قال وهو ينهض :

“ حالما ينام جلالتك… سأخرج "


بدت الكلمات مألوفة بشكل غريب …….. 

فتحت عينيّ في ذهول ونظرت إليه —- كان ينحني ، يزيل 

غطاء المصباح ليطفئ الشمعة 


و دون وعي ، همست : " اتركه "


توقّف


ثم أمسك ملعقة الزيت ، وأضاف قليلًا من الزيت


شياو لينغ صوت خافت :

“ باي لي…

أخبرني هل ذلك الفتى … يكرهني؟

أتظنّ روحه… ستعود ؟

لقد مات على بعد آلاف الأميال. هل يمكنه أن يرى؟ 

أنني أبقي المصباح مشتعلاً في انتظاره ؟ "



ارتجفت يده ، وحدّق بي مدهوشًا ، كأنه لم يتوقع أن يسمع مني هذا


ابتسم شياو لينغ :

“ أضحكتك أليس كذلك؟”


قال باي لي منحنياً:

“ لا يجرؤ هذا التابع …”

أنزل رأسه وصمت قليلاً ، كأنه يرغب في الكلام


شياو لينغ :

“ باي لي "


: “ نعم يا جلالة الإمبراطور "


: “ هل لديك … أمنية ؟

هل لديك أحد… تريد أن تحميه ؟”


باي لي : “ أحمي جلالتك…”


قلتُ:

“أنا أسألك عمّا ترغب به باي لي …

وليس عما يتطلبه واجبك …"

سخرت من نفسي ….

{ لو نزعت قناع السلطة … وأعود شياو لينغ — فلن يبقى 

في حياتي شيء ..

حتى اليوم الذي ظننتُ أنني أخيرًا… امتلكتُ شخصًا يعني لي شيئًا…

لم أستطع أن أحتفظ به 


يا لِلسخرية 


يا لِلبؤس .. }



حدّق باي لي في وهج المصباح :

“ طبعًا… أمنيتي أن أتجوّل في البحار الأربعة 

وأجوب الدنيا بلا قيد ،

وإن صادفتُ شخصًا واحدًا… يكون خصمًا لي 

وفي الوقت نفسه صديقًا يعرفني وأعرفه ، 

نتفاهم جيداً ونقدّر بعضنا … فستكون تلك حياة مليئة 

بالسعادة الخالصة ”


شياو لينغ :

“ وهل صادفتَه ؟”


أومأ إيجابًا… ثم عاد هزّه نفيًا ، دون أن يجيب صراحةً


شياو لينغ :

“ إن وجدته … فحتى لو لم تُقدَّر لكما حياة كاملة معًا ،

فليكن على الأقل زمن قصير بلا ندم "


ثم نفذت قوتي ، وغرقت في نوم ثقيل 


و في شبه حلم ، سمعتُ أنفاسًا قريبة ، عميقة…


وشممت لمحة من عطر المسك الذي أعرفه جيّدًا


مددتُ يدي إلى الجانب بحثًا عنه… لكن لم ألمس شيئ


الصوت… والرائحة… اختفيا فجأة 


أدركتُ أنه مجرد وهم، كابوس عابر…

ولكني لم أرغب أن أفتح عيني


{ ' ربما هذا هو المقصود بـ طعم الثمالة في الحياة والحلم بالموت ' } 


( ch23 )


تمتمتُ في هذياني :

“ دو'إير … هل عدتَ ؟”


فجاءني صوت مألوف يضحك :

“ عمّي الإمبراطور… هل اشتقتَ إليّ ؟”


فانفتحت عيناي دفعة واحدة


لا شيء


المكان بجانبي فارغ تمامًا ، 

باستثناء ضوء شمعة خافت يتسرب من فراغات الستارة


رفعت رأسي


لهيب الشمعة كان يحتضر ، يرتعش ، على وشك الانطفاء


داهمني الخوف ، وزحفتُ نحو حافّة السرير لأضيف الزيت…


لكنني انزلقتُ وسقطتُ أرضًا


كنتُ أتألم بشدة لدرجة أنني لم أستطع الحركة ، 


أشاهد عاجزًا الشمعة وهي ترتعش ثم تنطفئ


{ لا بدّ أنّه يكرهني… لذا لا يريد العودة }


أغمضت عيني ، ممدّدًا على الأرض الباردة ، والرؤية تتلاشى


{ إنه شتاء قارص ، 

والبرد أشدّ في الخارج …. 


لا بد أنك تشعر بالبرد أيضًا …


سأبقى معك }


صدر صوت صرير من الباب ، واقترب صوت خطوات سريع :

“ جلالتك ! 

لماذا أنت على الأرض ؟ ارفعوه ، انتبهوا لساقه !”


أعادوني إلى السرير ، وأُضيئت الشمعة من جديد


أما أنا… فبقيتُ بلا نوم حتى بزغ الفجر


لا أدري أيّ يوم هو


الثلج يتساقط خارج النافذة


وبملامح الفجر ، 

رأيتُ البحيرة المتجمدة في الأفق ، امتدادًا شاسع من البياض


{ هناك … حملني شياو دو على ظهره وعبر بي الجليد 

وكان عمره ستة عشر عامًا فقط … }


حدّقتُ إلى ذلك المكان حتى ذهبت نفسي في الذكرى.

ثم دوّى جرس وقت الصباح — ، فاستفقتُ


{ حان وقت المجلس الصباحي


لكن… ما هذه الحالة التي أنا عليها ؟


هل أظهر أمام الوزراء هكذا ؟


أيليق بي أن يروْني أدخل إلى القاعة على كرسي متحرك ؟


ولماذا لم يعد باي لي بعد بدم فاي يان القلبي ؟ }


كنت على وشك مناداته ،

فجاء صوت من الخارج :

“ يوجد من يطلب مقابلتك جلالتك… إنه — فاي يان "



لم أرغب أن أواجهه ….

ولم أرغب أن أعترف بأنه والدي …


أو الاعتراف بأنني الابن غير الشرعي الذي ولدته أمي من علاقتها به 


أمر لا يقبله آل شياو ولا يعترفون به


وفاي يان نفسه لم يجرؤ أن يطلب مني أن أعترف به أبًا


جاء فقط ليخبرني أن دمه لا يُشفي ساقي —- 

دم عائلة فاي يشفي الآخرين ، ولكنه لا يُجدي نفعاً لأبناء سلالتهم


سخرية كبيرة — لكنها حقيقة


وأنا —- لا يمكنني أن أسمح لنفسي بأن أصبح أضحوكة 

و يتلاعب بي شياو كدمية


سألتُ فاي يان إن كان قد استدعى الآلهة ، أو تلقّى أي إلهام


فقال إن الآلهة لم تُجب…


لكنّه في الهياكل العالية رأى كوكب المريخ يدور حول قلب 

السماء 

وهي علامة على سوء حظ عظيم — منذ القدم ، يرمز هذا 

النجم إلى المصائب التي تُصيب الإمبراطور


ورغم أنّه شؤم… فقد جاء في الوقت المناسب


بحسب الطقوس ، فإن على الإمبراطور أن يصرف هذه 

الكارثة إلى شخص آخر —-

ولم يكن في الدنيا مَن يصلح لتحمّلها أكثر من شياو يو — 

دوق مُعاون الدولة ——



لذا اليوم ، صعدت إلى المجلس محمولًا في المحفّة ، 

مدّعياً أنني سقطت أثناء صعودي الجبل قرب معبد شيهي


وأمرت فاي يان أن يُقيم مذبحًا أمام القصر ، ويُعلن للملأ 

بصوت عالي عن ظهور ' كوكب المريخ وهو يحوم حول 

قلب السماء ' 


فجُنّ القصر واضطربت العاصمة 


ولإخماد غضب السماء ، أعلنتُ العفو العام ، وأطلقتُ سراح 

بضعة وزراء كانوا مسجونين حتى الآن في محبس التأديب


لكنني سرًا… أرسلت حرس بايي يراقبون عائلاتهم ——

هؤلاء الوزراء كانوا خاضعين لهيمنة شياو يو — مقربين منه 

ولما خرجوا ، بكوا شكرًا ، ثم اتحدوا مع وزارة العدل لرفع 

اتهام ضد دوق المملكة :


أنه زوّر الختم الإمبراطوري ، وخبّأه في المعبد الجديد ، 

طامعًا في العصيان —-


ثم أرسلتُ لي شيو — كبير الرقابة ، حاملاً السيف الإمبراطوري إلى قصر شياو يو ليفتش 

فـ ' عثر ' بالطبع على الختم المزيف —


ذاك الختم الذي بدّله شياو لان سابقاً ، وكان ينبغي أن يكون 

في مكتبي الإمبراطوري


وهكذا… صار كل ما في يد شياو يو من مراسيم مزوّر — 

لا يصدقه أحد


وعندما حاول هائجًا أن يرفع المرسوم في وجهي ويهدد بالموت معي ،


لكن الختم الموجود على المرسوم كان مطابقًا تمامًا للختم 

الأصلي ؛ و انقلبت حيلته عليه ——


لم يتوقع شياو يو استخدامي للتزوير ، ففوجئ —

ففي نهاية المطاف هو مجرد شاب يافع عديم الخبرة ، 

لا يُضاهي لامبالاتي المُتصنعة ، ولم يصادف غضب إمبراطور جريح 



سيف تشانغفانغ الإمبراطوري يعطي لي شيو أحقية قتل 

الخائنين


حتى الجنرال يوي يوان وتلك المتعجرفة والدته السيدة لي 

لم يقدرا على إنقاذه


أظهرتُ الرحمة و الصرامة معًا ، فلم آمر بقطع رأسه في المجلس ،

بل أمرتُ بأن يُقدّم له النبيذ الفاخر ' هوانغ نيو ' —

المسموم 


ليتحمّل عني نذير الشؤم ، ويموت كمن ضحّى عن الإمبراطور 


وذلك أشرف من تهمة الخيانة 


فلم يجرؤ أحد في القصر على طلب العفو له ——


وعندما شرب شياو يو السمّ … كنت جالسًا على العرش أشاهده


كان برداء أبيض ، شعره منسدل ، و قد اختفى عنه كل 

كبرياء ولي العهد


رفع عنقه ، وشرب الجرعة دفعة واحدة


عيناه الطويلة تلاحقانني ، وعلى شفتيه تسيل خطوط سوداء من الدم


قال شياو يو متنهداً:

“ كان والدي محقًا… كان يقول إن عمّي الإمبراطور طائر لا يُحبس …

لا بد من كسر جناحيه ، وخنق صوته … عندها فقط يصبح حيوانًا أليفًا "


أنزل شياو لينغ عينيه وابتسم ببرود :

“ كنتَ طفلًا يحب اللعب ، لكن هذه القاعة ليست ساحة تزلج ،،

خطوة خاطئة واحدة ، وستُكسر ساقيك ، وتُحكم عليك 

بالهلاك الأبدي ."


ضحك شياو يو طويلًا… كانت ضحكته تشقّ سقف القاعة ، 

وفيها مرارة لا تخفى


تذكرتُ أنه لم يتجاوز العشرين… ولم يُزفّ إلى عروس… وها هو يموت


نهض مترنّحًا واقترب من العرش ، نظراته بدأت تطفو في الفراغ


أخرج من خصره ناي نحيل من عظم إنسان ، ووضعه على 

شفتيه ، وبدأ النفخ


كان صوت الناي كمن يبكي… كصرخة طائر مذبوح


ولم يكمل لحنه … و سقط أمام درجات العرش ،

وتدحرج الناي بعيدًا


همس بصوت متلاشي:

“ في تلك السنة… على البحيرة الجليدية… حين علّمتني التزلج يا عمّي…

كنتُ… سعيدًا حقًا…”


أغمضتُ عيني

وحين انقطع نَفَسه ، لوّحت بيدي :

“ اسحبوه .”


في اليوم الذي مات فيه شياو يو ، أدخل خالي باي يان تشي 

الإمبراطورة القديسة ووجيا إلى القصر ، ( زوجة شياو لان )

وتولّت جيوش آل باي حراسة القصر داخلياً وخارجياً ، يحيطون بي إحاطة السوار بالمعصم ، 

وبحسب التقاليد ، استقبلتُ القديسة ووجيا وأعدتُها إلى القصر الشرقي ، 

ولا زلتُ أناديها ' الإمبراطورة ' تثبيتًا لعرش عشيرة 

الـ'تشي ' درءًا للاضطراب ، والحفاظ على السلام المؤقت


بعد ذلك ، اتخذتُ من سقوط شياو يو ثغرة ، فاقتلعـتُ 

حزب يوي من جذوره


وخفضت رتبة الجنرال العام يوي يوان إلى حاكم شيتشو، 

وحكمت عليه بحراسة الحدود — 

ونفيت والدة شياو يو وابنة يوي يوان —


و عيّنت خالي الأصغر باي تشن منصب يوي يوان بدلًا عنه، 

ومنحته أيضًا منصب وزير الدولة وصدارة مجلس الوزراء.


ورفعت لي شيو إلى رتبة ' غونغ المعاون للدولة وجعلته وزيرًا للعدل 


كافئت شياو مو وشياو جينغ بسخاء على خدماتهما الجليلة ، 

مع إضعاف قوتهما العسكرية —— وزوّجتهما ابنة لي شيو 

و ابنة عائلة باي ، 

ووفرت لهما مسكنين منفصلين في ميانجينغ —-


ولما انتهى كل شيء … وصلت جثة شياو دو ——


دخلت قاعة العزاء ، فرأيتُه داخل التابوت


كما قال باي لي… لم يبقَى من ملامحه شيء


ذلك الشاب الطويل القوي ، لم يبقَى منه سوى كمية من 

عظام محترقة ، سوداء ، يابسة


لكن يدًا واحدة كانت مشدودة فوق صدره ، كأنه يشدّ على شيء


مددتُ يدي أحاول فك أصابعه ، فلم تتحرك


فنزعتُ دبوس شعري اليشمي ، وفتحت إصبعين من 

أصابعه ، لألمح أخيرًا ما كان يمسكه —-


حبة عنبر ذائبة ، كدمعة ملطخة بالدم


دار بي المكان ، وكدتُ أسقط داخل التابوت


{ لم أرَى ذلك الذئب العنيد يبكي يومًا ….


عندما هوجم من الجانبين ومات في النار … هل بكى؟


هل ظنّ أنني خدعته و مات وفي قلبه حقد علي ؟ }


خلعتُ عنه جميع الأكفان ، وأحضرت رداء ' طقوس السماء ' 

الرداء الذي كان يحب أن يراني أرتديه —وغطّيته به


دُهش الخدم من أن أمنح ' خائن ' هذا الشرف…

أن أدفنه برداء الأباطرة ، وأن يُنقل سرًا إلى مقابر الأباطرة


لكنهم لا يعلمون… أن ما منحته لشياو دو هو مقام الإمبراطورة


بعد خروجي من المقبرة ، ذهبت إلى المكتبة الإمبراطورية ، 

أبحث عن بعض رسوماته لأضعها بجانبه ، 

عثرت في إحدى الخزائن على مخطوطته تيانشو العسكرية —


لقد أصلحها كلها… بل وكتب على ظهرها صفحات طويلة ، 

مكتظة بالهوامش والأفكار


كان في بعضها سذاجة ، لكنها جريئة … تستحق التجربة


قرأتُها كلها ، ثم توقّف بصري عند آخر سطر ، 

سطر صغير مكتوب بالزنجفر ——-


[ عمّي الإمبراطور… ماذا لو تزوّجتَني ؟ ]


مددتُ يدي ألمس الحبر ،


وسقطت دمعة ظلّت أيّامًا تتردد في عيني


—————



في ربيع السنة الثامنة من حكم شوانهي، دُفن شياو دو


يراه الناس خائن ،

يُكفَّن بحصير ، ويُلقى في البرية ، تفترسه الوحوش 


لا يعلمون…

أنه ينام في مقبرة الأباطرة ،

وأنني بعد مئة عام سأُدفن إلى جواره —-



———-


في نهاية العام ، 

غيّرت اسم العصر إلى تشيانفنغ — وأقمت احتفالًا مهيبًا لعبادة السماء ، 

وأصبحت الإمبراطور الوحيد في سلالة شياو الذي نال لقب الإله ، 

مأذونًا من السماء ، ساميًا لا مثيل له ؛ 

ابن السماء والإله ،


وبعد سلسلة من الإصلاحات ، هدأت الأوضاع في البلاط تدريجيًا


الـ ' حرس الامبراطوري ' الذي أسّسه شياو دو أصبح ذراعي 

القوية ، رفعوا كفاءة الحكم أضعافًا


صاروا عيوني وآذاني الممتدة في أرجاء الإمبراطورية ، 

وتجمّعت السلطة شيئًا فشيئًا بين يدي وحدي


مرّت ثلاثة أعوام ، ازدهرت فيها إمبراطورية ميان ، 

وعاشت في سلام ورخاء


لكن في المقابل ، كانت المناطق الغربية في حالة اضطراب


احتدم الصراع الداخلي داخل مملكة ذئاب تشي ، 

لقد تنافس أمراؤهم الثلاثة على السلطة ، 

مما أدى إلى انقسام البلاط إلى ثلاثة فصائل


الملكة التي كانت تتمتع بسلطة مطلقة ، فقدت حظوتها ، 

وبدا أن حربًا كبرى تلوح في الأفق


ولكن يوجد أمير يفتقر إلى مؤهلات ولي العهد —- استولى 

على زمام الأمور في البلاط وصعد إلى العرش ، 

يُنادى باسم الملك ووجو —-


اسمه يُمثّل بطبيعته : قسوة ، دم، لا يرحم 


فور اعتلائه العرش قتل ولي العهد ، ونفى الأميرين الآخرين 

إلى أطراف البلاد ، ثم أبقى الملكة السابقة شكليًا كـ”أمّ الإمبراطور”، 

بينما فرض عليها الإقامة الجبرية ،

وما إن ثبّت أمور مملكة تشي ، حتى بدأ بالتوسّع خارجًا —

وفي عام واحد فقط ، ابتلع تسعة قبائل من الممالك الغربية للبرابرة ، 

معلنًا بوضوح نيّته توحيد الغرب … 


ولو وحّد الغرب فعلًا ، فلن يرضى بالبقاء هناك ، وتهديده لنا سيكون حتميًا


سينوي الزحف جنوبًا نحو إمبراطورية ميان —-




في تلك السنوات الثلاث ، منعتُ التبادل التجاري بين ميان ومملكة تشي


وفي السنة التي مات فيها شياو دو — عادت أرملته ووتشو إلى تشي ، 

ولم يبقَى من التحالف سوى هذا الزواج من ووجيا

زواج هشّ، ينهار بأصغر شرخ 


وفوق ذلك ، كان الملك ووجو لا يعترف أصلًا بسياسة الملكة ووجيا


كنت مشغولًا بإصلاح نظام اختيار المسؤولين مع باي تشن، 

ولا أرغب في الدخول في حرب مع تشي في هذا التوقيت، 

فطلبتُ من الإمبراطورة ووجيا أن ترسل رسالة للملك ووجو، 

تدعوه لزيارة القصر بصفته صهرنا


لكن الرسالة عادت دون أن تُفتح ، ومعها الذهب والهدايا التي أرسلتها …

و المبعوث الذي أرسلته ، فقد عاد جثة ، وفي قبضته أنبوب رسائل ، 

داخلها خريطة ، و تعلو حدود ميان بصمة إصبع من الدم


كان هذا إعلان حرب صريح —-


فأمرتُ فورًا خالي باي يان تشي بحراسة الحدود الشمالية —-


ولم تمضِي ثلاثة أيام حتى هاجمنا الملك ووجو — مخترقًا 

البوابات الشمالية ، 

ملتحمًا مع باي يان تشي في ' جيبيّ ' كانت قواته كالنمور والذئاب ، وتكتيكاته بارعة لا مثيل لها ،

قاد نخبة جيوش تسعة ممالك ، 

والمثير للدهشة أنه أجبر باي يان تشي—الذي لم يُهزم قط—في التراجع مرارًا وتكراراً 


امتدت نيران الحرب من جيتشو — متقدمة حتى وصلت 

إلى قلب السهول الوسطى —-


عمّت الفوضى الحدود الشمالية —- ، 

وساد الخوف بين الناس ... 


انتشرت شائعات بأن الملك ووجو ظالم مستبد ، 

شيطانًا أُرسل من السماء ليلتهم شمسنا العظيمة ، 

ويغرق العالم في ظلام دامس ….


كإمبراطور… لم يكن لي خيار سوى أن أجرّ جسدي 

المتهالك ، وأقود الحملة بنفسي ——


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. اصعب شيء عليا دايما الفترة الزمنية الي يفترقو فيها🥺💔

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي