Ch2
ومع حلول الليل ، بدأ المطر يهطل في الخارج — قطرات المطر تدق على السقف المعدني للشرفة —
شقيقه لياو البالغ من العمر ستة عشر عام لا يزال يشاهد التلفاز في غرفة المعيشة — عندما فتح تشو لويانغ الباب ليدخل ، استدار لا شعوريًا ليلقي نظرة على الساعة المعلقة على الحائط
سأل لياو وبدا متفائل : " عدت مبكرًا جداً ؟ كيف كان الأمر ؟ "
: " لا بأس "
لم يخبر تشو لويانغ شقيقه أي شيء عن اللقاء ، قال ببساطة إنه سيخرج بعد الظهر لمناقشة تعاون تجاري يمكن أن يساعدهم في إعادة فتح متجرهم العتيق إذا نجح
تقدم إلى الأمام ، وحمل أخاه الصغير من كرسيه المتحرك ، وشرح له قائلاً : " سارت الأمور بسلاسة . قال الطرف الآخر أنه سيفكر في العرض "
نظر لياو بتمعن إلى الأوراق على طاولة القهوة : " لم تأخذ حتى التقارير التي أعددتها لك "
تشو لويانغ مبتسم : " كل شيء في ذهني "، وحمل شقيقه نحو الحمام
الشقة المستأجرة تحتوي على حمام صغير جداً ، ولكن لحسن الحظ يوجد على الأقل حوض استحمام قديم مهترئ ،
فتح تشو لويانغ ستارة الحمام ووضع طبقة من البلاستيك الذي يستخدم لمرة واحدة في قاع الحوض
لويانغ : " هل ستغتسل بمفردك الليلة ؟"
لياو : " نعم"
أحضر تشو لويانغ كرسي وجلس على الجانب الآخر من ستارة الدش منتظرًا انتهاء أخيه من الاستحمام
تحدث لياو من خلف الستارة : " اتصل أحدهم اليوم"
: " ماذا ؟ " بدأ تشو لويانغ يشعر بالقلق وتساءل عما إذا كان المتصلون هم جامعو الديون
لياو : "بعد أن رفعت السماعة ، كان الخط صامت "
همهم تشو لويانغ موافقته : " في المرة القادمة لا تجيب على الهاتف، ربما يكونون مجرد مسوقين عبر الهاتف "
: " راسلتني المدرسة عبر البريد الإلكتروني يسئلون عما إذا كنت بحاجة إلى أي شيء آخر "
تشو لويانغ: " سأرد عليهم الليلة "
سعل لياو عدة مرات بعد أن اختنق عن طريق الخطأ ببعض الماء ... ثم سحب تشو لويانغ ستارة الحمام لمساعدته في غسل شعره ... الماء يتدفق على جسد أخيه ، ويحدد كتفيه وذراعيه الهزيلين وانعكس وجه لياو في عيني لويانغ بحاجبيه العابسين وملامحه القلقة
كان لياو في السادسة عشرة من عمره بالفعل ، ولكن بسبب إعاقته ، كان أصغر من الآخرين في مثل سنه وفاتح البشره جداً بسبب بقائه في الداخل طوال اليوم ،، كان طوله 170 ولكن وزنه بالكاد يتجاوز 45 كيلوغرام
لم تكن حياة شخص مصاب بالشلل مريحة هنا كما في البلدان الأخرى و في بعض الأحيان ، يشعر تشو لويانغ بالقلق إذا ما كان القرار الصحيح هو إعادته لمواصلة دراسته في بلدهم الأم
في ذلك الوقت ، كان يفكر في حقيقة أنه ، مقارنة براحة المعيشة ، ربما يكون من الأهم بالنسبة لأخيه أن يكون بين أفراد أسرته ، حيث لم يكن لديهم سوى بعضهم البعض . والأهم من ذلك ، كان وضعهم المالي لا يرحم . لم يكن الميراث الذي تركه والدهما كافياً لدفع تكاليف تعليم أخيه في بلد أجنبي ، وكان من الصعب على تشو لويانغ أن يتدبر أمره بمفرده
سأل لياو فجأة : " هل كانت الأمور غير ناجحة ؟"
لويانغ: " ماذا ؟"
منذ أن رأى دو جينغ مجدداً ، كان تشو لويانغ شارد الذهن قليلاً ، وعندما التقى بعيني أخيه ، أدرك أن كل أفكاره وقلقه قد ارتسموا على وجهه — ابتسم وأجاب: " لا، ليس هذا هو الأمر"
: " اعتاد أبي أن يقول إن العثور على شريك في العمل يشبه الزواج ؛ إذا كان الأمر غير مريح فلا تجبر نفسك على ذلك ، لأن هناك دائمًا فرص أخرى متاحة "
فهم تشو لويانغ ما كان يحاول لياو قوله وأوضح قائلاً : " ليس بسبب التعاون . أخشى فقط أن تكون المدرسة غير ملائمة لك. و لقد اعتدتُ أن تكون بجانبي وسنكون وحيدان هنا "
أومأ لياو برأسه : " المعلمين لطفاء جدًا ويمكنني الاعتناء بنفسي . بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن أتعلم كيف أكون مستقل يومًا ما "
لم يجب تشو لويانغ —- خلع تيشيرته ورفع شقيقه ونقله إلى الكرسي وجففه وساعده على ارتداء ملابس النوم
: " لا تقلق بشأن المتجر . ستسير الأمور على ما يرام . غداً سأكون متفرغ . لنذهب للقيام بشيء ممتع . نحن لم نرَى المدينة منذ عودتنا "
أومأ لياو برأسه واستخدم حافة السرير ليرفع نفسه إلى السرير ثم ذهب تشو لويانغ إلى الحمام ليغتسل
تدفقت المياه الساخنة على قمة رأسه ، وتجمعت على طول الخطوط الباهتة لعضلات كتفيه وظهره وتتبعت ملامح جذعه …. تغطت مرايا الحمام بطبقة سميكة من الضباب …
مسح تشو لويانغ المرايا وحدق في انعكاس صورته وشعره المبلل يتدلى أمام عينيه — بدا عمليًا كما كان يبدو منذ خمس سنوات مضت —- فكر في لم شمله غير المتوقع مع دو جينغ —-
تمتم تشو لويانغ بذكرى : " اسمي دو جينغ ، مثل البوابات ' الثمانية الداخلية ' : شيو وشانغ وشانغ وشنغ ودو وجينغ وسي وجينغ وكاي -"
استمر المطر خارج النافذة في الهطول بغزارة ، تمامًا كما حدث في اليوم الذي قابل فيه دو جينغ ——
هطل المطر بغزارة في ذلك اليوم . وهددت الرياح القوية بإسقاط مباني السكن . عندما وصل تشو لويانغ بمفرده إلى هذه المدينة الجديدة الغريبة ، كان غارق في المطر من رأسه إلى أخمص قدميه
دخل غرفته في السكن متعثر و يحمل معه سيل من البلل إلى الداخل ، وقابله شخص طويل القامة تقدم لمساعدته في إغلاق الباب ، إطارات النوافذ التي اهتزت بعنف ضد الرياح هدأت فجأة عندما أغلق الباب
قال الشاب : " لا أستطيع إغلاق النوافذ ، يستمر التيار الهوائي في فتحها "
تنهد تشو لويانغ : " إن أعاصير هذا العام لا تصدق "
الشاب بشكل عرضي : " إنها المرة الأولى التي أختبر فيها واحد لقد كانت تصدر ضوضاء طوال اليوم ."
اتكأ تشو لويانغ على المكتب ، وبدا أشعث والماء يتساقط منه في كل مكان . وبينما هو والشاب ينظران إلى بعضهما البعض ، لفت نظره الندبة العميقة عبر جسر أنفه
فكر تشو لويانغ في نفسه { سيكون وسيم بدون الندبة }
التقت عيناهما وأومأ كل منهما برأسه بشكل محرج لبعضهما البعض
سيقضيان السنوات القليلة القادمة مع بعضهما البعض
لذا قدم نفسه قائلاً : " اسمي تشو لويانغ كما في القصيدة : إذا سألني أصدقاء من لويانغ عني ، فأخبرهم أن قلبي نقي وهادئ مثل الثلج في إناء من اليشم "
قدم الشاب نفسه ايضاً : " اسمي دو جينغ مثل البوابات الداخلية الثمانية : شيو، شانغ، شانغ، شينغ، دو، جينغ، سي، جينغ، كاي"
صُدم تشو لويانغ لسماع كلماته والتفت لينظر إلى دو جينغ و ابتسم . لم يستجب دو جينغ ، وسحب كرسي للجلوس أمام مكتبه ووضع سماعات الأذن ، كما لو أنه غير موجود
{ يا له من شخص هادئ حقًا... } رتب تشو لويانغ أغراضه ، ووجهه بعيد عن دو جينغ — بعد أن خلع تيشيرته ، لم يستطع مقاومة النظر إلى دو جينغ — لكن دو جينغ كان يركز على الكتاب الذي أمامه ، و تعبيره بارد . جعل تعبيره الجليدي ندبته واضحة بشكل خاص
كان لجد تشو لويانغ صديق يعمل أستاذ في هذه الجامعه ، وقد اتصل به تشو لويانغ قبل وصوله — سأله مساعد البروفيسور في الدراسات العليا عما إذا كان لديه أي تفضيلات محددة لغرفته وزميله في السكن . وكان جواب تشو لويانغ : شخص حسن المزاج ، وهادئ ، ويمكنه الاهتمام بشؤونه الخاصة .
لذا خصصت له كليته غرفة 603 في مبنى تينغبو .
في وقت لاحق ، اكتشف تشو لويانغ أن هذا المبنى كان يحتوي على عدد قليل من غرف الطلاب ، هذا المبنى في الغالب يضم أفراد عائلات أعضاء هيئة التدريس وغيرهم ممن لديهم احتياجات أو تفضيلات خاصة
بعبارة أخرى ، كان مسكن دو جينغ قد تم تخصيصه أيضاً من خلال اتصال شخصي في مدرستهم
مبنى تينغبو جميل وهادئ ، لكن هذا هادئ للغاية ؟
الغرفة مملوءة بجو من السكون ، الصوت الوحيد هو صوت المطر خارج النافذة ، يبدو أن زميله في الغرفة يستمتع بالوحدة
( ——- نهاية الذكرى —— )
بحلول الوقت الذي انتهى فيه تشو لويانغ من الاستحمام وتجفيف شعره ، كان أخوه قد نام بالفعل في السرير فقام بتغطيته بالبطانية وأطفأ الانارة
عندما عاد بذاكرته إلى اليوم الذي قابل فيه دو جينغ، كان أول شيء يتذكره هو الندبة على وجهه . و الشيء الثاني هو مدى هدوء زميله في الغرفة
كان الأمر مؤسف حقًا . اعتقد تشو لويانغ أنه بدون الندبة التي على وجه دو جينغ فإنه ينتمي إلى غلاف مجلة ، سواء في الماضي أو الحاضر
قبل أن يرى دو جينغ مجدداً في المطعم اليوم ، اعتقد تشو لويانغ أنه اختفى من حياته إلى الأبد
{ ولكن لماذا ظهر الآن ؟ ما الذي حدث كل هذه السنوات ؟ }
أخذ تشو لويانغ الزبادي من الثلاجة ، وتنهد ، وأدخل القشة في الداخل ، ومشى إلى غرفته . استلقى على السرير
كان تعارفهما مفاجئ وكذلك انفصالهما
لم يترك دو جينغ حتى معلومات الاتصال به —- كان يعلم أن دو جينغ على الأرجح غاضب منه وغاضب من نفسه —- نوبة غضب امتدت على مدى ثلاث سنوات —-
بالنسبة لأشخاص آخرين ، قد يكون الوقت هو الحل لكل شيء ، ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة لدو جينغ —-
{ هل أصبح أكثر مرضًا ؟ }
تشو لويانغ مستلقي في الظلام ، يتقلب ويتقلب ، ووجه دو جينغ عالق في ذهنه { بدا أطول من السابق ، وأنحف ايضاً }
في المرة الأولى التي التقيا فيها ، كانا يتصرفان كغرباء مهذبين . حتى قبل أن تتاح الفرصة لتشو لويانغ للتعرف عليه بشكل أفضل ، بعد بضعة أيام ، بدأ ' التدريب العسكري '
كان دو جينغ يدرس ' الأتمتة ' بينما تشو لويانغ يدرس الهندسة الميكانيكية ، لذا لم يكن الاثنان في نفس الشعبه . ولكن كان تشو لويانغ يراه أحيانًا على الجانب الآخر من ميدان الجري . بزيه العسكري ، دو جينغ هو الأطول في مجموعته ، ويقف في الصف الخلفي …. أثناء الاستراحة ، لوّح له تشو لويانغ وصفّر لجذب انتباهه —- نظر دو جينغ في اتجاهه لكنه لم يرد ، واكتفى بالتحديق فيه
لاحظ تشو لويانغ أن دو جينغ لم يتحدث كثيرًا مع الآخرين في شعبته ، حتى أثناء فترات الاستراحة ، يجلس بمفرده محدقًا في الفراغ
مشى تشو لويانغ نحوه و مد يده : " هل تريد كولا ؟"
أومأ دو جينغ برأسه بلا مبالاة ، وأخذ الزجاجة وفتحها . ثم أخرج علبة سجائر ومدها نحو تشو لويانغ
تفاجأ تشو لويانغ : " كيف عرفت أنني أدخن ؟ "
دو جينغ: " رائحتك مثل الدخان"
في البداية ، اعتقد تشو لويانغ أن دو جينغ لم يتحدث معه أبدًا لأنه لم يكن يريد أن يكون صديق له ، ولكن أثناء التدريب ، أدرك أن دو جينغ يتصرف بهدوء وبعيد كثيراً مع الآخرين . واستنتج أن هذه طبيعته فقط ، ولم يعد برود زميله في الغرفة يزعجه فجأة
في المقابل ، تمكن تشو لويانغ من تكوين العديد من الصداقات بسبب شخصيته المفعمة بالحيوية والانفتاح ، وسرعان ما أصبح مقرّب من زملائه في الشعبه
لكنه لا يزال قلق بهدوء على زميله في السكن ، لأنه كان يعلم أنهما سيقضيان وقت طويل معًا
في أحد الأيام ، بعد خروج شعبة تشو لويانغ ، رأى شعبة تخصص الأتمتة لا يزالوان يتصببون عرق تحت أشعة الشمس في الخارج ، لكن دو جينغ مفقود
لذا ذهب إلى قاعة الطعام لشراء الشاي ثم زار مبنى تخصص دو جينغ للتحدث مع مشرف الشعبه
المشرف : "هل أنت صديقه ؟ "
: " زميله في السكن " اشتبه تشو لويانغ في أن دو جينغ ربما أصيب بضربة شمس : " أنا هنا لرؤيته "
المشرف : " انت تشو لويانغ ، من الغرفة 603 أعرف من أنت "
ارتبك تشو لويانغ بعض الشيء { كيف يعرفني مشرف شعبة دو جينغ ؟
هل رأى قائمة تخصيصات الغرف ؟
أو ربما لاحظني المشرف عندما كانوا يخصصون المساكن للطلبه ؟ "
لكنه احتفظ بأسئلته لنفسه . أعطاه المشرف رقم الغرفة وطرق تشو لويانغ الباب . لم يكن هناك أي رد ، فدفع الباب وفتحه ودخل
الغرفة تتسع لشخصين ، و دو جينغ جالس على السرير ، مختبئ بالكامل تقريبًا في الظل و يتناول دواء
تشو لويانغ : " هل أنت بخير ؟ "
من الواضح أن دو جينغ كان مندهش جدًا من دخوله ، و نظرة قلق في عينيه
تشو لويانغ: "هل أُصبت بضربة شمس ؟
رأيت أنك لم تكن في التدريب ، لذا أحضرت لك بعض الشاي البارد"
: " شكرًا لك " ارتسمت على وجه دو جينغ تعابير وجهه الهادئة المعتادة ، وأعاد علبة الأدوية إلى جيبه
ارتبك تشو لويانغ — فقد رأى الحبوب البيضاء داخل العلبة ولاحظ ايضاً وجود عدة أقسام ، واحدة لكل يوم
{ هل هو مريض ؟ }
نظر تشو لويانغ حوله وجلس على السرير الآخر
وفي محاولة لتغيير الموضوع ، قال مازحًا: " غرفتكم أجمل بكثير من غرفتنا . نحن اثنا عشر شخص نتشارك غرفة . لم أكن أعرف حتى أن هناك غرف تتسع لشخصين "
دو جينغ : " هذا سرير المشرف "
سأل تشو لويانغ عرضًا : " هل انت مصاب بالحرارة ؟
هل تشعر بالمرض ؟ هل تناولت الغداء ؟ "
أومأ دو جينغ برأسه . فتح تشو لويانغ الترمس ليصب له كوب من الشاي
: " إنه مر للغاية " قام دو جينغ بتجعيد حاجبيه
و ضحك تشو لويانغ
دخل المشرف ايضاً : " ألن تخرج ؟ اذهب وخذ صديقك في نزهة "
حمل دو جينغ قبعته ووقف ، وأشار إلى تشو لويانغ ليتبعه ،،، بعد أن غادرا المبنى ، سارا إلى الجزء الخلفي من المتجر باتجاه موقع تخييم الفتيات
لم يذهب تشو لويانغ إلى هذه المنطقة من قبل . سار الاثنان في صمت ، واحد خلف الأخر . عندما دخلا زقاق ضيق ، قال دو جينغ فجأة : "هل تريد الذهاب لزيارة الشعبه المجاورة ؟ "
تشو لويانغ : " ماذا ؟"
دو جينغ: " يوجد عدد غير قليل من الفتيات يتحدثن عنك ،، سأخذك لهم لكي يروك "
ضحك تشو لويانغ : " لا تمزح معي ،، كيف عرفت ؟"
دو جينغ: " لقد سمعت ذلك للتو"
تشو لويانغ : " هل استرقت السمع ؟
لم أكن أعتقد أنك من النوع الذي يثرثر "
: " أنا أعرفك فقط ، لذا لفتوا انتباهي عندما سمعت اسمك . هل أنهيت علبة السجائر تلك ؟ سأشتري لك واحدة جديدة "
أخرج تشو لويانغ علبة السجائر التي اشتراها له دو جينغ : " لم أفتحها بعد . يجب أن تأخذها "
لوّح دو جينغ بها بعيداً ، مما فاجأ تشو لويانغ : " إذا كنت لا تدخن ، فلماذا اشتريت هذه السجائر ؟ "
نظر دو جينغ بعيدًا إلى الجانب : " كانت العبوة جميلة ؛ لذا اشتريتها "
لم يسمع تشو لويانغ هذا النوع من الأعذار من قبل
دخّن تشو لويانغ في الزقاق أمام المتجر ... في بعض الأحيان ، يمر طلاب آخرون ويصفرون في وجوههم ، تشو لويانغ يبتسم لهم ويحييهم و بينما يأتون أشخاص ويذهبون ، كان كل شخص ينظر بفضول إلى دو جينغ، لكن دو جينغ دائمًا ما يشيح بوجهه بعيداً ، ولا يواجههم أبدًا
دفع زميل تشو لويانغ في الشعبه : " هيييه ، هناك شخص ما يلتقط صورًا لك "
أدار تشو لويانغ رأسه مبتسمًا
كان شعره في حالة من الفوضى ، وأخفى السيجارة بجانبه حتى لا يراه أحد . نظر دو جينغ حوله ثم التفت بعيدًا على الفور حتى لا يتمكن أحد من التقاط صورة لوجهه
وظهر صوت ضحك في الطرف الآخر من الزقاق ، ولكن عندما حاول تشو لويانغ التقاط لمحة ، كان الشخص قد غادر بالفعل
لويانغ : " هل كان شاب أم فتاة ؟"
: " لست متأكد . ربما كان يلتقط صورًا لتشو لويانغ أليس كذلك ؟"
لويانغ : " ربما كان يلتقط صورًا لك "
كان تشو لويانغ قد اقترب بالفعل من الفتيان في شعبته ، و نبرته جادة بشكل ساخر
: " لا، أنت "
: " لا، أنت !"
بدأ الناس في محاولة الإمساك بزجاجة الكولا التي في يده ، فمررها للجميع . وعندما عادت الزجاجة إليه ، كانت فارغة
ابتعد دو جينغ في صمت ... ألقى تشو لويانغ الزجاجة بعيدًا وتبعه
تحدث دو جينغ وهو يستدير : "يجب أن تعود لهم " حدّق في ضوء الشمس ، ثم في تشو لويانغ
لويانغ : " سأشعر بالملل على أي حال . هل يمكنني أن أرافقك ؟ "
دو جينغ: " لا أحتاج إلى صحبة "
لاحظ تشو لويانغ أنه بغض النظر عما اختار التحدث عنه ، كان دو جينغ دائمًا يقتل المحادثة بسرعة ، ربما كان هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم حصول دو جينغ على أي أصدقاء
أدرك تشو لويانغ هذا فجأة وأخرج هاتفه : " ليس لدي معلومات الاتصال الخاصة بك "
ربما لو كان لديهما WeChat لبعضهما البعض ، لكان بإمكانهما الدردشة اونلاين ولن يكون الأمر سيئ للغاية ؟
الكثير من الأشخاص الذين يكونون هادئين شخصيًا يكون لديهم حضور أكثر حيوية اونلاين
دو جينغ : " لقد أسقطت هاتفي " أخرج هاتفه ليُريه على تشو لويانغ
كانت الشاشة محطمة تماماً ، كما لو تحطم الهاتف بمطرقة
سأل تشو لويانغ في عدم تصديق : " ماذا حدث ؟ كيف أسقطته ؟ "
دو جينغ: " لم أكن منتبه وسقط في الطابق السفلي ، ثم أثناء التجمع ، داس عليه شخص ما "
حاول تشو لويانغ تشغيل الهاتف عدة مرات دون جدوى —-
لويانغ : " عندما ينتهي التدريب ، دعنا نذهب لشراء هاتف جديد معًا "
أومأ دو جينغ برأسه — انطلقت صافرة من بعيد ، إشارة إلى الطلاب للتجمع
أشار إليه تشو لويانغ وهرولوا عائدين للانضمام إلى أفواجهم
بعد ذلك ، لم يستطع تشو لويانغ المقاومة و أرسل زميله للتحقيق مع طلاب تخصص الأتمتة . كانت الإجابات التي تلقاها هي بالضبط ما توقعه
كان دو جينغ منبوذ في الأساس بين زملائه في الشعبة ، لم يحاول أبدًا التحدث معهم ، لذا لم يرغب أحد في بدء محادثة معه ايضاً
و تابع زميل تشو لويانغ : "ربما لأنه خجول ومحرج ، ندبته سيئة جداً ، وشيء ما في عينيه دائمًا يبدو غريب "
تشو لويانغ بنبرة جادة : " ماذا تعني ؟ لا شيء يبدو مريب او غريب بالنسبة لي "
أجاب زميله : " لقد سمعت أنه حصل على أعلى درجة في الرياضيات في امتحان القبول بالكلية في مدرستنا هذا العام ، لقد حصل على الدرجة الكاملة "
"........"
——————————————-
في اليوم الأخير من التدريب العسكري ، اجتمع الطلاب من جميع التخصصات في قاعة الطعام لتناول مشروب معًا
على طاولة تشو لويانغ كان الجميع يمزحون ويتحدثون بحيوية ، عندها توقف الجميع فجأة للنظر خلف تشو لويانغ
كان تشو لويانغ آخر من لاحظ ذلك واستدار ليرى دو جينغ واقف خلفه وفي يده ترمس تشو لويانغ
قدمه تشو لويانغ للجميع : " هذا زميلي في الغرفة ، دو جينغ ، هل تريد أن نأكل معًا ؟ اجلس هنا "
يعرف تشو لويانغ كيف واجه دو جينغ مشكلة في التأقلم مع طلاب الأتمتة واعتقد أنه ربما سيجد وقت أسهل في التحدث مع طلاب الهندسة الميكانيكية الذين كانوا أكثر مرح وانفتاح
: " ها هي زجاجتك " ناول دو جينغ الترمس إلى تشو لويانغ ثم أنزل حافة قبعته وغادر
قال أحد أصدقائه المقربين بصوت خافت : " لماذا لا تبدّل مسكنك ؟
هذا الرجل كئيب للغاية . ستكون معه أربع سنوات كاملة . من يدري ماذا لو تشاجرتما وحدث شيء ما..."
قاطع تشو لويانغ على الفور أي تكهنات بأن زميله في السكن أنه كان معتلًا اجتماعيًا محتملًا
ولسبب ما لم يستطع تفسيره - ربما غريزة طبيعية - لم يلاحظ أبدًا أي ظلام وكآبة في نظرات دو جينغ - لم يكن هناك انتقام في عينيه ، بل وِحدة —-
نوع عميق جداً من الوحدة - الوحدة التي يعترف بهزيمته أمام بقية العالم
عندما كان طالب في المدرسة الثانوية ، كان تشو لويانغ يستمتع بدراسة الحيوانات ، لذا عمل لفترة من الوقت في حديقة الحيوان كوظيفة صيفية ، ذكّرته عينا دو جينغ بطريقة ما بالحيوانات هناك - محبوسة في أقفاص ليتم فحصها من أجل متعة البشر
ومع مرور الوقت ، أدرك ببطء أن دو جينغ لم يكن يريد إيذاء أحد
بعد مرور خمس سنوات من هذه الذكريات —— في غرفته المظلمة ، تقلّب تشو لويانغ على جانبه وتوقف عن الحركة
فكر تشو لويانغ : { طالما أننا في نفس المدينة ، إذا حاولت جاهدًا بما فيه الكفاية ، يمكنني أن أجده }
ثم سقط في النوم في الليل الموحش ….
———يتبع
✨ في الثقافة الصينية ، البوابات الثمانية الداخلية (八卦) هي جزء من فنون العرافة القديمة .
كل بوابة من البوابات الثمانية (休، 伤، 杜، ، 死، 惊، 惊، 死، 惊، 死، 死، 惊، 歿) مخصصة لاتجاه مختلف من الباغوا وتمثل مبادئ مختلفة للحياة والواقع . لا ينبغي الخلط بينها وبين بوابات الطاقة الثمانية في التايكي
✨
✨
✨ اسم لويانغ مقتطف من قصيدة " فراق مع شين جيان في برج الكركديه" لوانغ تشانغلينغ
✨ معنى اسم مبنى السكن تينغبو = الاستماع إلى هدير الشلال
✨ البرنامج التدريبي العسكري للطلاب هو برنامج تدريبي قصير تفرضه المدارس الثانوية والجامعات الصينية في بداية العام الدراسي للطلاب الجدد. يهدف التدريب إلى تحسين صبر الطلاب وقدرتهم على التعاون، كما يوفر لهم فرصة للبدء في تكوين صداقات والتواصل الاجتماعي .
ويلبسون ملابس عسكريه في شابتر قادم بوريكم شكلهم في المانهوا
——يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق