القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch38 | رواية Tiandi Baiju

 Ch38


في وقت الظهيرة ، 

دعا تشو لويانغ تشن بياوجين إلى غرفته ، و شمس الظهيرة ساطعة في الغرفة —-



تشن بياوجين : " لقد سمعت أن السيد تشو يبيع القطع الأثرية الثقافية في الصين ؟"


كانت المجلة الأثرية التي تظهر صورة لويانغ في غلافها منشورة على الطاولة ، والتقطها تشن بياوجين وبدأ في تصفحها

ولوّح بيده على عجل : " أنا لا أشرب الكحول "


عرض تشو لويانغ : " في هذه الحالة هل أُعّد الشاي ؟ "


دو جينغ صامت منذ عودته إلى الغرفة ، واستلقى على الأريكة بجانب النوافذ


تشن بياوجين : " هل يمكنني أن أتوسل إليك أن تساعدني في البحث عن غرض ؟ "


تشو لويانغ { هذا مثالي — بما أنه عضو في جمعية حماية وبحث الآثار الثقافية ، فمن المحتمل أن يكون قادرًا على تقديم دعوة بحث مناسبة لهما ليتمكنا من دخول البلاد }


طلب تشن بياوجين دون أن ينتظر رد تشو لويانغ : " إنه تمثال هندوسي ،، لقد كنا نبحث عنه منذ أكثر من عام حتى الآن "


تذكر تشو لويانغ تمثال شيفا المصنوع من الحديد في غرفة الهروب . وسأل مازحًا: " إنه ليس تمثال لشيفا أليس كذلك ؟ "


 صرخ تشين بياوجين مندهش : " إنه كذلك !!!! إنه شيفا بالضبط !!!!! 

هل ظهر هذا التمثال المعدني في السوق الصينية مؤخراً ؟ "


لويانغ : " هاه ، هل هو قطعة أثرية تم تهريبها إلى الصين ؟"


أومأ تشن بياوجين برأسه وقال بأسف : " إنه مهم جدًا بالنسبة لنا "


لم يسأل تشو لويانغ عن سبب تهريب قطعة أثرية ثقافية من فيتنام إلى الصين ... فالصين واحدة من الدول المجاورة لفيتنام 


من الواضح أن تهريب القطع الأثرية عبر الجمارك لم يكن الخيار الذكي ، بل من الشائع أكثر تهريبها عبر المياه أو عبر الطرق البرية الملتوية على الحدود


كانت الصين صارمة للغاية بشأن ضمان عدم خروج قطعها الثقافية من حدودها …. ولو لم تكن كذلك ، لكانت قد أُفرغت منذ فترة طويلة من القطع الأثرية التي خلفتها وراءها طوال خمسة آلاف سنة من تاريخها 


ولسوء حظ فيتنام وكمبوديا ، فإن القطع الأثرية من إمبراطورية الخمير والسلالات البراهمية وعصر شانغشونغ كانت الآن مشتتة في جميع أنحاء العالم


وبطبيعة الحال لم يشك تشو لويانغ في أن التمثال الموجود في غرفة الهروب كان قطعة أثرية مهربة …..

 فبعد كل شيء ، يمكنك أن تعرف من خلال وزنه فقط أنه لا يمكن أن يكون أي شيء سوى مزيف


جلس أمام تشين بياوجين وسأل: " من ماذا صُنع ؟ 

ما هي أبعاده ؟ يمكنني أن أسأل عنه ."


أمسك تشن بياوجين بقطعة من الورق ورسم بشكل تقريبي التمثال الذي يبحث عنه : " اختفاء التمثال مرتبط بقضية غسيل أموال متعددة الجنسيات . 

لم أتمكن من الحصول على أي تفاصيل أكثر تحديداً ، ولكن يمكنني أن أؤكد أنه دخل الصين بالفعل ... سيد تشو ؟ "


أومأ تشو لويانغ برأسه جانباً وأخذ ينظر بعناية إلى التفاصيل الموجودة على تلك الورقة . نظر إلى دو جينغ


استفاق دو جينغ من ذهوله ومرر عينيه إلى الورقة — تجعد حاجباه قليلاً


كان حجم وشكل تمثال شيفا مطابق لحجم وشكل التمثال الموجود في غرفة الهروب ———


سأل تشو لويانغ في حيرة : " هل التماثيل المصنوعة من الحديد المصبوب شائعة في تلك الفترة الزمنية ؟ "


أجاب تشن بياوجين بنفس الحيرة : " حديد مصبوب ؟ لا بل إنه من البرونز 

لماذا تسأل ؟ هل رأيت منحوتة مماثلة من الحديد المصبوب ؟"


فكر تشو لويانغ للحظة ثم أجاب: " لا شيء . سأستفسر عنه. إذا كانوا يستخدمونه لغسل الأموال، فأشك أنهم سيعرضونه في مزاد . من المرجح أن يتم التعامل معه بشكل خاص "


وافق تشين بياوجين على ذلك قائلاً : " هذا هو الحال بالتأكيد "


عندها فقط، تحدث دو جينغ فجأة : " كم تساوي من المال ؟ "


أجاب تشو لويانغ وتشن بياوجين عمليًا في انسجام تام : " إنه لا يقدر بثمن "


لم يكن لدى تشو لويانغ الكثير من الممتلكات الثمينة في متناول اليد ، لكنه بالتأكيد رأى العديد من الأشياء الثمينة في الماضي 

و عزز إعلانه ثقة تشن بياوجين في خبرته —-


كان من المرجح أن تظهر قطعة أثرية ثقافية مثل هذه في مكان ما مثل معرض جنوب شرق آسيا أو شبه القارة الهندية في المتحف البريطاني ,, وكان هذا هو السبب ايضاً في أن تشو لويانغ كان متأكد من أنها لن تظهر في مزاد رسمي


لم يكن تشو لويانغ يعرف السبب ، لكنه فجأة استنتج وجود صلة بين هذه القضية وصاحب غرفة الهروب : 

تمثال شيفا ، غسيل أموال ...

لا بد أن منظمة جنوب شرق آسيا استخدمت عملة البيتكوين للحصول على هذا التمثال البرونزي من تجار السوق السوداء وأرسلته إلى الصين . 

وعلى العموم ، كانت الصين تراقب الصادرات عن كثب وليس الواردات ، لذا فإن الآثار الثقافية للبلدان الأخرى يُمكن — في معظمها — أن يتم تداولها داخل الصين دون رقابة 


هناك العديد من قنوات التهريب من فيتنام ، ولم يكن من الصعب خداع الجمارك المحلية 


بعد ذلك ، يمكن للمرء أن يجلب المال ويشتري التمثال في مزاد خاص 


بعد الحصول على المال ، يمكن لصاحب غرفة الهروب أن يستبدلها بالدولار الأمريكي عن طريق غاسلي الأموال السريين ويغادر البلاد دون عوائق


وبهذه الطريقة ، وبعد أن يتنقل التمثال بين ثلاثة بلدان مختلفة ، لن يتمكن أحد من تعقب مصدرها بعد ذلك


وعده تشو لويانغ : "سأبذل قصارى جهدي "


تشن بياوجين بامتنان : " سمعت أنك تتاجر في التحف . 

لابد أن لديك العديد من الاتصالات ،، 

أنا غير قادر على رد الجميل . 

كل ما يمكنني تقديمه هو شكر عالم الآثار . 

أعتقد أن جميع الناس في جميع أنحاء العالم الذين يحبون إرث هذه الحضارة يشتركون في الشعور المشترك بالبر "


وبينما يتحدث ، أزال قبعته المجعدة وانحنى إلى تشو لويانغ وتابع : " إذا أردت يومًا أن تقوم بجولة في الجارة القريبة للصين دون عوائق ، فإنني أرحب بك بإخلاص وحماس نيابة عن جامعة سايغون ..."


وقف تشو لويانغ بسرعة وصافحه ——-


عند هذه النقطة ، نهض دو جينغ بسرعة على قدميه ايضاً 

وقال بأدب : " في الحقيقة ، كنا نخطط في الواقع للقيام بذلك . 

الآن هو الوقت المناسب كأي وقت آخر أليس كذلك ؟"


تشو لويانغ: "......" { هذا يشعرني بالذنب — }


بعد إرسال تشن بياوجين بعيدًا ، لم يعد تشو لويانغ يرغب حتى في التحدث إلى دو جينغ بعد الآن : " ألم يكن بإمكانك أن تقول ذلك بشكل أقل صراحة ؟"


دوجينغ : " من أخبرك أن توافق على مساعدته في النظر في تلك القضية ؟ هذا رائع . 

الآن لدينا شيء آخر لنقلق بشأنه "


ضغط تشو لويانغ بيده على جبهته 🤦🏻‍♂️ : " كل ما قلته هو أنني سأبذل قصارى جهدي "


كان تشن بياوجين شخص صادق . بعد أن قال دو جينغ ' الآن هو الوقت المناسب كأي وقت آخر ' وعده بشكل محرج بالاتصال بجمعيته لإصدار دعوة ~ ثم اصطحبه دو جينغ بأدب إلى الباب ، معربًا عن أمله في أن يرسل لهم طلب صادق بالفاكس في ذلك المساء بالذات


لاحظ أن دو جينغ لم يتحدث ، فسأله تشو لويانغ بقلق : "هل وافقت على شيء لم يكن ينبغي أن أوافق عليه ؟ "


وضع دو جينغ نظارته الشمسية وأخرج هاتفه : " ماذا ؟ لا ليس هناك أي إزعاج للسيد الشاب للنظر شخصيًا في مثل هذه القضية التافهة . 

من الواضح أننا سنقوم ببيع الأدلة إلى هوانغ تينغ "


تشو لويانغ: "......"


أدرك فجأة أن دو جينغ ربما كان يغيظه . وفجأة ، فهم كل شيء


لويانغ : " اوووه  ،، هذا منطقي "


دو جينغ : " غسيل الأموال ، التحف الفنية ،، 

كل ذلك جزء من وظيفته . 

حتى لو لم يكن للأمر علاقة بمالك غرفة الهروب ، 

فإن هوانغ تينغ سيكون ممتن جدًا لك لإعطائه هذه النتائج"


تشو لويانغ بلا حول ولا قوة: " حسنًا أنت ذكي جداً "


: " شكرًا على الإطراء ..." نظر دو جينغ إلى ساعته ووقف : " حان وقت تناول الشاي بعد الظهر مع ساتانوفسكي وحبيبتك "


صحح تشو لويانغ : " حبيبتك "


أجاب دو جينغ بلباقة :  "حبيبتك " و نفض السترة وألبس تشو لويانغ 


عدّل تشو لويانغ ياقته ونظر إلى انعكاس دو جينغ في المرآة


استدار وأعطاه نظرة طويلة أخرى


لم يفهم دو جينغ ما يقصده


تشو لويانغ : " من كانت المرأة التي تحدثنا معها على الإفطار ؟ هل تذكرتها الان ؟ "


: " لا، لا أتذكرها إطلاقاً "


: " آمل أن لا يظهر دو جينغ صغير ~ في المستقبل القريب "


: " حسنًا لا يمكننا أن نكون متأكدين . 

هل أنت على استعداد لتربية دو جينغ مصغر ؟ 

لقد اتفقنا بعد كل شيء على العيش معًا مثل اثنين من المثليين "


تشو لويانغ: " سأفكر في الأمر" 


خرج هو ودو جينغ من الغرفة وصعدا إلى المصعد


عندما مر المصعد بالطابق السادس ، صادف دخول المرأة التايلاندية التي تدعى "سوب"


حيّاها تشو لويانغ بالتايلانديه : " ساواسدي خاب ( مرحباً ) "


ابتسمت سوب وضغطت كفيها معاً : " ساواسدي خا " 

وحدقت في انعكاس دو جينغ في المصعد


ظلت النظارة الشمسية على وجه دو جينغ —- لم يومئ برأسه لسوب ، ولا حتى بعد أن غادرا المصعد


كان شرفة فندق بينسويلا لـ تناول شاي بعد الظهيرة مزدحم على غير العادة في ذلك اليوم ، ولكن رجل الأعمال الروسي قد حجز طاولة جيدة و الآن يستمتع بأشعة الشمس على مهل بجوار النوافذ الممتدة مع سيجار في فمه —- لوّح إلى تشو لويانغ من بعيد 


جلس تشو لويانغ بابتسامة ، وكان لديه فضول لسماع ما سيقوله ساتانوفسكي


وقف دو جينغ خلف الأريكة متظاهرًا بإخلاص بأنه حارسه الشخصي . ولكن بمجرد أن جلس تشو لويانغ ، أظهر له ساتانوفسكي معصمه ( مد ذراعه نحوه ) 


كشفت الحركة عن ساعة : عين فورسيتي


تشو لويانغ: "............"


تبع ذلك ضحكات السيد ساتانوفسكي الصاخبة


تحدثت الفتاة الأوكرانية : " يقول سيدي إنها المرة الأولى التي يرى فيها شخص آخر يرتدي عين العدالة ، لذا كان مصمم على دعوتكم يا رفاق للدردشة "


على الفور ، توجهت عينا تشو لويانغ لا شعوريًا إلى دو جينغ ،، أعطاه دو جينغ إشارة بسيطة ليعلمه ألا يكون متوتر


ساعه ساتانوفسكي عين فورسيتي مطابقة تماماً لساعة دو جينغ —— حتى أن عينه بها ياقوتة مرصعة في أخدود عقرب الساعة على شكل قطرة ايضاً 


خفق قلب تشو لويانغ في صدره

 ماذا يعني ذلك ؟

هل لدى رجل الأعمال هذا القدرة على إعادة الزمن إلى الخلف ايضاً ؟ }


انتزع ساتانوفسكي الساعة من معصمه وأشار إلى تشو لويانغ بالاقتراب منه ،، وتحدث بسيل طويل من الكلمات وأومأ بيده 


دو جينغ : " لقد توقفت ،، دعني أرى ؟ "


ناوله ساتانوفسكي الساعة بسهولة : " لقد ورثت هذه الساعة من جدي الأكبر ،، وساعتك ؟ من أين أتت ؟ "


أخرج دو جينغ القفازات من جيبه ورفع يدي تشو لويانغ وألبس لويانغ القفازات


و قال دو جينغ وهو يمد إصبعه الطويل ويدفع نظارته الشمسية برفق إلى أعلى : " لقد كانت لجدي الأكبر"


تشو لويانغ {  إنها لجدي الأكبر ؟ } لكن سرعان ما أدرك أن هذا كان أول اختبار لدو جينغ ——

وكان الاختبار مثمر : 

لم يكن رجل الأعمال الروسي يعرف أن هذه الساعة تمتلك أي قوة خارقة للطبيعة . 

أو ربما الساعة التي يرتديها دو جينغ فقط لديها القدرة على إعادة الزمن إلى الخلف .


على أي حال ، مررها إلى تشو لويانغ


لم يلمس تشو لويانغ حلقة التاريخ الخارجية . لقد درس ببساطة الساعة تحت انعكاس أشعة الشمس


سأل ساتانوفسكي باهتمام : " أي نوع من الأشخاص كان جدك الأكبر ؟

كانت عائلتي تقوم بأعمال تجارية مع الصينيين منذ سنوات عديدة "


وباللغة الصينية ، أعطى دو جينغ اسم مختلق للفتاة الأوكرانية ، وقصة مختلقة عن كون جده الأكبر رجل أعمال ، وبعد أن قامت بالترجمة الفورية لهما ، فهم الطرفان بشكل أو بآخر ما كان يقوله كل منهما


حاول تشو لويانغ ضبط الساعة ، لكنه لم يجرؤ على العبث بعين فورسيتي


لويانغ : " ليس لدي ما أحتاجه هنا من أدوات ،، ... إذا كانت لدي الأدوات ، وإذا قمت بزيارة مدينة وان ..." ثم أعاد الساعة إلى ساتانوفسكي


"هل تعرف كيف تصلح الساعات؟" سأل "ساتانوفسكي"، ثم أتبعها ببعض الروسية


أوضحت الفتاة الأوكرانية: "يود سيدي أن يطلب منك أن تأخذ الساعة معك وتحاول إصلاحها ، إذا كنت لا تمانع "


أراد تشو لويانغ أن يخبرهم أنه بالطبع سيفعل ، ولكن قبل أن يتمكن من ذلك ، أشار دو جينغ إلى وجه الساعة وسأل : "هل فككتها سابقاً ؟ "


لوّح ساتانوفسكي بيده بالنفي : " لا ! إنها مهمة جدًا بالنسبة لي. لن أجرؤ على تفكيكها بهذه البساطة ."


أراد تشو لويانغ أن ينظر إلى دو جينغ ليلتمس رأيه ،، لم يكن متأكد من قدرته على إصلاحها …. ولكن عندها فقط ، فعل دو جينغ شيئ جريئ للغاية


فقد خلع عين فورسيتي الخاصة به وسلمها إلى ساتانوفسكي : " يمكننا المبادلة "


ضحك ساتانوفسكي مجدداً ولوح بيده ، ولكنه أخذ الساعة بكلتا يديه بكل تواضع . ورفعها في ضوء الشمس ، وأخذ ينظر إليها بعناية ويعلق عليها بشعور كبير


ترجمت الفتاة الأوكرانية :  "عمل فني حقيقي"


ارتجفت يد تشو لويانغ من شدة التوتر ، وراقب كل حركة من حركات ساتانوفسكي عن كثب ، 

لكن تعبيرات ساتانوفسكي لم تكشف شيئ ،

وبعد أن تفحصها عدة مرات ، أعاد الساعة إلى دو جينغ


أخذها دو جينغ ولبسها مجدداً 


تشو لويانغ : " عنواني على بطاقة عملي"


تدلت سيجارة ساتانوفسكي من بين أصابعه والتقط كأس الويسكي الخاص به : " بمجرد أن تصلحها ، اتصل بي. سأعوضك بسخاء "


فسلّم تشو لويانغ عين فورسيتي الأخرى إلى دو جينغ الذي دسها في جيب بدلته . حدّق ساتانوفسكي فيهما ، ثم انفجر فجأة في الضحك مجدداً


لويانغ غير متأكد من سبب ضحكه ، و لم يستطع سوى الضحك معه


عندها فقط ، تلقى هاتفه رسالة نصية من تشن بياوجين


لاحظ دو جينغ على الفور وأخبر تشو لويانغ : " سأذهب إلى الحمام . سأعود قريبًا "


تشو لويانغ بمرح : " اذهب . لا يوجد الكثير لتفعله هنا على أي حال"، كان تشين بياوجين سريع . لقد حصل على دعوة من معهد الأبحاث في ساعة واحدة فقط


وفي الوقت نفسه ، سرعان ما تبددت شكوكه بشأن ساتانوفسكي. وعلى الرغم من أنه ادعى أن الساعة كانت - مهمة جداً - إلا أنه سلمها بسهولة شديدة لشخص قابله للمرة الأولى . وهذا ما جعل تشو لويانغ يعتقد أنه لم يكن في الواقع شخص بسيط


تشو لويانغ بعد بعض التفكير: " أتذكر أنني سمعت من العائلة أنه جاء من ديربنت"


لم يكن دو جينغ حاضر ، ولم يكن تشو لويانغ يعرف ماذا يقول . كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها التقاط المحادثة


بدأ ساتانوفسكي : " آووه ،، من منطقة القوقاز . ولكن تم إحضارها إلى ديربنت من سويسرا . 

يُقال إنها كانت في يوم من الأيام الوعاء المادي لروح الديانة الإسكندنافية - الوثنية الجرمانية ، والمعروفة باسم الأساطير الإسكندنافية القديمة . 

في عام 1890، أمرت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بصنع هاتين الساعتين من الآثار الوثنية الجرمانية التي تم الاستيلاء عليها . 

أُهديت إحداهما إلى رئيس أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية ، بينما بيعت الأخرى في مزاد علني لجمع المال ..."


لم يتمكن دماغ تشو لويانغ من المواكبة : " انتظر ، انتظر ، انتظر ، انتظر ." 

لم يخطر بباله أبدًا أن مثل هذه الملاحظة العرضية ستثير الكثير من المعلومات ! 

نظر بتوسل إلى الفتاة الأوكرانية لِتُترجم له ، حتى فهم أخيرًا كل شيء من خلال تفسيرها .


لويانغ: " فهمت ،، أشكرك على تعليمي "


لم يكن لديه وقت للتفكير في المعنى الضمني وراء هذه الكلمات . كل ما بوسعه فعله هو التركيز على تذكرها .

 بإمكانه مناقشتها وتحليلها مع دو جينغ لاحقاً 


لويانغ : " ، جدي… أقصد جد مساعدي اشترى هذا الساعه في مزاد . ومن جهة أخرى ، جدك الأكبر …”


قاطعه ساتانوفسكي واضعاً ساقه فوق الأخرى : “ ربما ؟ وصل إلى القيصر . وبعد الثورة البلشفية ، وصل بعد ذلك إلى جدي الأكبر . 

الجندي الذي يحمل السيف في المعركة… “ تقدم قليلاً إلى الأمام وابتسم بغموض : “ يجب أن يسقط بالسيف "


شعر تشو لويانغ بالحيرة


ومجدداً ، بدأ ساتانوفسكي يضحك


لم يتمكن تشو لويانغ من متابعة التدفق المتسلسل لكلماته ….. من المفترض أن هذه كانت مقولة روسية معروفة ، { ولكن ما علاقة السيوف بأي شيء ؟ }


في هذه الأثناء ، كان دو جينغ قد حصل على خطاب الدعوة وأعرب عن امتنانه لتشن بياوجين بحرارة ، وضع سماعة الأذن الخاصة به وتوجه إلى مكتب خدمات الأعمال بالفندق


اتصل دو جينغ بالمكتب في مدينة وان ... وأمر زميله في العمل قائلاً : " قم بتشغيل جهاز الفاكس . لدي فاكس لك. خذه إلى السفارة الفرنسية قبل الساعة الخامسة من أجلي " 


وقف أمام جهاز الفاكس ، و رتب رسالة الدعوة وأدخلها في الجهاز


تبعت سوب دو جينغ إلى جناح رجال الأعمال ، وظهرت أمامه مجدداً 


سألته سوب مبتسمه : " هل لديك وقت بعد مزاد الليلة لتناول مشروب ؟ "


: " ربما ، إذا لم أكن مشغول " و غطى دو جينغ الساعة على معصمه الأيسر بيده اليمنى


سوب : " أنا متأكد من أنك لن تكون مشغول "


دوجينغ : " أنا حقًا لا أعرفك "


ابتسمت سوب : " إذن ربما ستتعرف عليّ بعد هذه الليلة ؟ أنا في الغرفة 616. لا تنسى ."


ارتدى دو جينغ نظارته الشمسية وحدّق فيها بغرور : " انتظريني "


ضحكت سوب ضحكة مكتومة : " سأفعل بالتأكيد "


في الوقت الذي عاد فيه دو جينغ إلى غرفة الشاي ، كان تشو لويانغ قد انتهى بالفعل من مناقشة الساعة مع ساتانوفسكي، وكان الاثنان مع لين دي يتحادثان بمرح عند الباب

( لين دي — الصينيه الي دخلت محل التحف مع البريطاني )


وأعاد دو جينغ النظر في خطوته التالية - حيث سار مباشرة نحوهما ، وجاء ليقف خلف تشو لويانغ


لين دي : "... إنه يعمل معنا في مدينة وان . 

كان جد السيد تشو يتمتع بسمعة رائعة بيننا نحن المطلعين على الصناعة ... مرحبًا ، أنت ...؟ "


تشو لويانغ : " مساعدي "، و سارع لإكمال حديثهم — خفق قلبه بشدة —-  هذا ليس جيد . ولكن ، كما لو أن لين دي لم تعرف دو جينغ على الإطلاق ، 

لم تعطه سوى نظرة خاطفة ثم عادت إلى محادثتها مع ساتانوفسكي


بعد بعض الأحاديث الصغيرة البسيطة ، ذهب كل شخص في طريقه 


قال تشو لويانغ لـ لين دي: " أحتاج إلى استعارة بعض الأدوات لإصلاح الساعة . هل يمكنك أن تسألي لي ؟ "


يوجد كمية من الساعات التي ستظهر في المزاد . على الرغم من أن لين دي لم تعرف لماذا طلب تشو لويانغ أدوات لإصلاح ساعة ، وافقت بسعادة على المساعدة : “ سأرسل لك الأدوات لاحقاً "


تشو لويانغ: “ سيكون من الأفضل لو تمكنتِ من إيجاد ماسح ضوئي صغير بالأشعة السينية ، طقم كامل . 

لقد أحضرت لابتوبي الخاص ”


ابتسمت لين دي : “ السيد تشو لا ينسى العمل حتى أثناء السفر. يا لك من موظف نموذجي . 

سنتناول العشاء معاً هذا المساء ، تذكر ألا تتأخر "


أومأ تشو لويانغ برأسه . 




بعد عودتهما إلى غرفتهما ، سأل دو جينغ: " ما الذي تحدثتما عنه ؟ "


كرر تشو لويانغ ما تعلمه . الشيء الوحيد الذي بدا له أنه لم يكن صحيح تماماً هو جملة ساتانوفسكي الأخيرة …. بدت وكأنها تنطق بالكثير - بدا الأمر وكأنه تحذير ——-


قام دو جينغ بتدليك صدغيه بلطف وأزال نظارته الشمسية


تشو لويانغ : " ما كان يجب أن تغادر . 

لم أستطع فهم ما يعنيه "


كان الأمر معقد للغاية . كان كل شيء يبدو على ما يرام ، لكن كان لدى تشو لويانغ شعور مزعج بأن هناك شيئ ما غريب ، وكان واثق من أن دو جينغ يشاركه نفس الشعور


دو جينغ وهو عابس : " إن نوبة الاكتئاب تعبث بأحكامي ،، 

لم أتعافى تماماً بعد . ربما لا يناسبني حقًا هذا النوع من العمل ..."


نفى تشو لويانغ ذلك بسرعة : " لا، لا ،، فكر جيداً . ستتمكن من معرفة ذلك دو جينغ . أنا متأكد من ذلك "


كان دو جينغ متوتر بعض الشيء —-  جلس 


تابع تشو لويانغ: " لطالما كنت أثق بك. 

دعنا ننسى أمر سوب في الوقت الحالي ، ولكن السر المحيط بعين فورسيتي مهم للغاية بالنسبة لنا . 

أنا متأكد من أنك ستكون قادرًا على اكتشافه "


رفع دو جينغ يده ، مشيرًا إلى تشو لويانغ أن ينتظر لحظة ، وعاد إلى أفكاره


كان الأمر كما لو أن تشجيع تشو لويانغ سمح له بالعودة تدريجياً إلى مكان ما


دو جينغ : " الأغرب بالنسبة لي في كل هذا ليس - سوب - أو ما قاله - ساتانوفسكي - بل الأغرب بالنسبة لي هو : لماذا يجلب شخص ما ساعة مكسورة معه أينما ذهب ؟ "


لم يفكر تشو لويانغ في ذلك ، ولكن الآن بعد أن أشار دو جينغ إلى ذلك ، وجد الأمر غريب فجأة هو الآخر


اقترح :  " لأنه تركه جده الأكبر ؟ إذن فهو يجلبها معه أينما ذهب ؟"


هز دو جينغ رأسه : " هل ستحمل معك باستمرار الساعة الميكانيكية التي أعطاك إياها جدك الأكبر ، مهما كانت قيمتها ؟ "


كانت الإجابة واضحة : لن يفعل —-


: " ربما هي أشبه بتعويذه جالبة للحظ ؟ "


: " هل ستعطي تعويذتك الجالبة للحظ لأي شخص ؟"


وبدون كلام ، تشو لويانغ يتجول في الغرفة ….. أخرج دو جينغ الساعة ووضعها على الطاولة


تشو لويانغ : " هل أنت متأكد من أنه لم يبادلها سرًا ؟

لن يكون الأمر سهلاً ، ولكن من الممكن أن يكون قد صنع ساعة مزيفة "


التقط دو جينغ نظارته الشمسية ، وضغط برفق على جسر الإطار ، ورفعها أمام تشو لويانغ حتى يتمكن من الرؤية من خلالها


فهم تشو لويانغ على الفور - كانت هذه النظارات الشمسية مميزة . لا عجب أن دو جينغ كان يرتديها دائمًا ! فبهما ، كان بإمكانه رؤية العالم بوضوح من خلال مرشح الأشعة تحت الحمراء . لو كان ساتانوفسكي ينوي تبديل الساعات سرًا ، لكان دو جينغ قد لاحظ ذلك على الفور



يعني نظاره شمسيه بس فيها خاصية فحص وهذي كمثال 





دفع دو جينغ بلطف جسر الإطار بيده الأخرى ، وعاد العالم على الفور إلى طبيعته


تأمل تشو لويانغ : " يبدو أن ذلك الروسي كان بإمكانه التنبؤ بأنني سآتي إلى هذا المزاد "


صحح دو جينغ : " لا ،،إنه ليس مستبصراً. 

لم يكن يعلم أنه سيصادفنا في المزاد . 

التفسير الوحيد هو أنه يحمله معه في جميع الأوقات ، ويبحث في العالم عن شخص يمكنه إصلاحها . الأمر بهذه البساطة ."


في الوقت نفسه ، رن جرس الباب …. قال تشو لويانغ: " سنحصل على الإجابة قريبًا جداً "


لكن دو جينغ تحرك أمام تشو لويانغ ليحميه ، ونظر من خلال ثقب الباب —— ولم يفتح الباب و بعد أن تأكد من أن الطارق أحد موظفي سوثبي فتح الباب


كان الموظف قد أحضر مجموعة كاملة من المعدات ، وجعلوا تشو لويانغ يوقع على بعض الأوراق التي تفيد بموافقته على دفع ثمن أي أضرار بها  . وبمجرد مغادرة الموظف ، فتح تشو لويانغ الصندوق الصغير . و بداخله مجموعة كاملة من أدوات إصلاح الساعات ، حتى أنها أكثر شموليه من مجموعته الخاصة في متجره تشانغآن


و ايضاً ماسح ضوئي مصغر للأشعة السينية يستخدم خصيصًا للتحقق من وجود عيوب في الأجهزة


تشو لويانغ : " هل أنت متوتر؟ "


أزال دو جينغ ساعته وسلمها إلى تشو لويانغ


وضع تشو لويانغ ساعة عين فورسيتي الخاصة بستانوفيسكي على منصة العرض ، وشغّل الماسح الضوئي ، ووصله بالبلوتوث ، وبدأ في المسح


علق دو جينغ : " كان يجب أن تشتري واحدة من هذه  "


تشو لويانغ : " إن تكلفة كل منها تزيد عن خمسة ملايين ،، لن أساوي هذا المبلغ حتى لو تم بيعي "


دو جينغ بجدية : " هذا يعتمد على من يتم بيعك له "


ارتسمت ابتسامة على زوايا فم تشو لويانغ : " الذين يهتمون بي لا يستطيعون تحمل قيمتي " 

ونظر إلى شاشة اللابتوب ، ضغط على زر الإدخال ، وسجل مسح ساعة عين فورسيتي الخاصة بستانوفيسكي


ظهرت على الشاشة التروس متراصة بكثافة ، و النوابض ، وأجزاء دقيقة كأعمال الطبيعة — تتداخل حول بعضها البعض بشكل لا يمكن فصله ، مثل مدينة ميكانيكية ضخمة وثابتة


سأل دو جينغ: “ أين العطل ؟ لا أفهم ما أراه "


درس تشو لويانغ المسح للحظات دون أن يجيب 


استبدل ساعة ستانوفيسكي بساعة دو جينغ ، وضبط الماسح الضوئي بالأشعة السينية ، وبدأ بالمسح مجدداً 


في هذه اللحظة ، فهم دو جينغ دون أن يحتاج لتوضيح من تشو لويانغ


أظهر مسح ساعة دو جينغ حلقة ضبابية من الضوء ، مما يعني أن الماسح لم يتمكن من التقاط أي شيء



تمتم تشو لويانغ : " لقد تم حجب الأشعة السينية ،،

صُنعت ساعة اليد هذه في عام 1890. 

اكتشف رونتجن الأشعة السينية في عام 1895. 

وتم اختراع آلات الأشعة السينية بعد فترة وجيزة ."


——- الغرفة هادئة


تشو لويانغ بهدوء : " أظن أن هذا ليس نتاج حضارات الأرض "


دوجينغ: " للحظة اعتقدت أنك ستقول شيئ ثوري ومذهل  "


تشو لويانغ: "......"



يتبع ——————-

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي