Ch4
في السيارة ، تحرك تشو لويانغ من مقعده وأخذ يفتش خلف واقي الشمس ، و في كل مكان آخر في نطاق نظره
كانت سيارة دو جينغ من الداخل متقشفة - حتى أنه لم يكن بها قطعة العطر الصغيرة التي تُعلّق بالسياره —- { لاتبدو أنها سيارة دو جينغ الخاصة —- أو ربما قدمها له يو جيانكيانغ ؟
يو جيانكيانغ شاذ ،
هل هو معجب بـ دو جينغ ؟ }
ولكن انطلاقاً من ذلك الموعد الغرامي المدبّر ،
فقد خمن أن دو جينغ ربما لم يكن من النوع المفضل لدى مدير العقارات
{ كيف حصل على هذه الوظيفة ؟ }
لم يستطع تشو لويانغ حقًا تخيل دو جينغ كمساعد .
لطالما كان لدى تشو لويانغ انطباع بأنه قد يكون لديه وظيفة مختلفة
{ ولكن ماذا إذن ؟ }
———— لم يستطع أن يُخمّن تماماً ايضاً
دو جينغ شخص لا يمكن تقييده ، و لدى تشو لويانغ دائمًا شعور بأنه سيأتي يوم يغادر فيه سجنه الخرساني القوي ويعود إلى عالمه الخاص
أما بالنسبة لما كان عليه ذلك العالم ، لم يكن تشو لويانغ متأكد تماماً
لا يزال يتذكر أن الأمر قد استغرق وقت طويل جدًا جدًا بالنسبة له ودو جينغ لينمو التقارب بينهما ... ربما كان ذلك لأن الدواء الذي تناوله دو جينغ قد أثار اهتمامه ، أو ربما كان يعتقد أن زميله في السكن بدا وحيد جدًا -
أيًا كان الأمر ، فقد انتهى به الأمر بشكل أو بآخر بنوع من عقدة المنقذ والرغبة في شق طريقه إلى قلبه ...
في خريف ما قبل خمس سنوات ، انتهى التدريب العسكري ، وعادا إلى السكن ، اقترح تشو لويانغ على دو جينغ وهو عاري الصدر ، أنه ربما حان الوقت لتنظيف الغرفه تنظيف عميق
لم يكن لدى دو جينغ أي اعتراض و أومأ برأسه ببساطة ونهض واقفًا وهو يضع سماعات الرأس
تشو لويانغ : " لماذا لا تذهب لإحضار دلو من الماء ؟ "
ذهب دو جينغ لجلب الماء . كان تشو لويانغ ممزق للغاية بين جانبين منذ عودته إلى السكن —
من ناحية ، كان يريد أن يصبح صديق لدو جينغ ، وأن يتحدث معه ، وإلا فإن الجو الخالي من الحياة في غرفتهما سيشعره بنوع من الحرج .
ومن ناحية أخرى ، ظل يقول لنفسه أنه من الناحية العقلانية ، على الجميع أن يحترموا بعضهم البعض ، وأنه لا يمكنه أن يفرض صداقته مع شخص ما ….
كان دو جينغ طويل القامة و أيًا كان ما طلب منه تشو لويانغ أن يفعله ، كان يفعله ،
وهكذا وقف هناك وبدأ في مسح المروحة ….
انتهز تشو لويانغ الفرصة لإلقاء نظرة على ما أحضره دو جينغ معه إلى الجامعة - جلب عدد قليل جدًا من الأشياء : قارئ إلكتروني وجهاز ماكبوك Macbook وثلاثة اطقم من أحذية كرة السلة باهظة الثمن
سأل تشو لويانغ وهو ينظر إلى الأعلى : " هل تريدني أن أساعدك في تعليق الملابس ؟ "
نظر دو جينغ إلى تشو لويانغ وأومأ برأسه
ففتح تشو لويانغ خزانة ملابس دو جينغ بطريقة محترمة ومهذبه —- بداخلها طقمين من الملابس غير الرسمية ، بالإضافة إلى عدة أطقم من الملابس الرياضية في كومة فوضوية
قال تشو لويانغ وهو ينظر إلى أحد القمصان الرياضية : " لدي هذا ايضاً "
عندما سمع دو جينغ ذلك ، أومأ برأسه وهو لا يزال صامت
أخرج تشو لويانغ مكبر صوت بلوتوث وسأل: " ما الذي تستمع إليه ؟ هل تريد أن نستمع معًا ؟ "
تحدث دو جينغ أخيرًا : " اختر ما تستمع إليه بالعاده "
: " أريد الاستماع إلى مكبر الصوت الخاص بك …" أمسك تشو لويانغ بمكبر الصوت الذي يعمل بالبلوتوث وذهب لتوصيله بجهاز كمبيوتر دو جينغ —- تفاجأ قليلاً عند سماع الثواني الأولى من الأغنية
تشو لويانغ : " اغنية ستان ؟ ! "
تفاجأ دو جينغ ايضاً : " هل تُعجبك ايضاً ؟ "
تشو لويانغ مبتسم : " أحب الكورس " كان لديه شعور بأنه ربما وجد فرصة للمحادثة —-
انتهى دو جينغ من مسح المروحة وقفز من الكرسي
و قال: " في المرة الأولى التي سمعت فيها إحدى أغاني إيمينيم ، كنت جالس في سيارة زفاف والدتي وزوجها .
كان الجو حار في ذلك اليوم ، وكان رئيس الحفل ذلك الرجل السمين .
كانوا يشغلون أسطوانة فينيل لاختبار نظام الصوت في الموقع . ذهبت لأسأل لمن كانت هذه الأغنية ، فأخبروني أنها أغنية إيمينيم "
تشو لويانغ في حيرة من أمره —- لم يتخيل أبدًا أن مغني يمكن أن يجعل دو جينغ ثرثار ( يتحدث ) إلى هذا الحد ، ولم يستطع سوى الإيماء برأسه —-
راقبه دو جينغ في انعكاس النافذة وقال : " تفتحت الأزهار بشكل جميل في ذلك اليوم ، مجموعة كبيره من الورود الحمراء .
لكن الحر كان شديد . كنت في السادسة من عمري في ذلك العام وأجبرتني أمي على ارتداء بدلة ؛ كنت أكرهها .
و كانت ياقة القميص ضيقة جداً واعتقدت أنني كنت أختنق ..."
: " اووه ... اووه ..." شعر تشو لويانغ فجأة كما لو أنه لم يستطع مجاراة وتيرة أفكار دو جينغ : " ربما كان مصنوع حسب الطلب "
دو جينغ : " أنت محق ،، بعد انفصالها عن والدي ، تزوجت أمي من رجل أسباني غني جدًا يعمل في صناعة النبيذ في مدريد . وكان لديه ولدان غبيان نوعاً ما - أعتقد أن السبب في ذلك هو أن كلا الوالدين كانا يتعاطيان الماريجوانا بكثرة .
على الرغم من أنهما كانا ينظران إليّ دائماً وكأنني أنا من كان مختل عقلياً ."
"....."
دو جينغ : " هل أبدو لك مختل عقلياً ؟"
".............."
ضحك تشو لويانغ ضحكة خافتة واستمر دو جينغ في الثرثرة مرة أخرى : " كيف هي لغتك الإنجليزية ؟ "
لم يكن تشو لويانغ متأكد مما كان يحاول الوصول إليه : " إنها... لا بأس في مستواي "
دو جينغ : " هل تتحدث الإسبانية ؟ "
: " لا لا "
: " الأسبانية سهلة التعلم ، أسهل بكثير من الفرنسية .
عندما كنت أعيش في منزلهم ، تعلمتها بسرعة كبيرة ، لكنني تظاهرت بأنني لا أفهمها .
كان من الممتع جدًا الاستماع إليهم وهم يتحدثون عني على العشاء "
وجد تشو لويانغ أخيرًا فرصة للتحدث : " لهذا السبب قررت العودة للدراسة في الوطن ؟"
: " ليس تماماً . كان هناك ايضاً شيء آخر ..." فكر دو جينغ للحظة : " كنت أرغب في دراسة الرياضيات والعلوم ، لكنهم أرادوا أن أدرس القانون أو المالية أو السياسة .
لم يناسب ذلك شخصيتي "
تشو لويانغ: " أنت... ألا يجب عليك شطف المنشفه ؟"
كان دو جينغ يستخدم نفس الجانب من قطعة المنشفة لفترة من الوقت ، وأصبحت الآن داكنة ومتسخة جداً ،،،
من الواضح تمامًا أنه لم يقم أبدًا بأي أعمال منزلية ،،، توقف دو جينغ للتفكير ثم أومأ برأسه ،،، بدأ تشو لويانغ في الضحك ، لكن دو جينغ لم ينضم إليه ، واكتفى بمشاهدة تشو لويانغ في انعكاس الزجاج
نظر دو جينغ إلى رف كتب تشو لويانغ : " هل يمكنني استعارة كتاب ؟ "
: " بالتأكيد "، وافق تشو لويانغ دون تردد : " أي كتاب ؟ "
أخرج نسخة من كتاب "العاشق" لدوراس وناولها له . أخذها دو جينغ من يديه وقلب صفحاتها
تفحص تشو لويانغ الغرفة التي تم تنظيفها براحة وانتعاش : " لنذهب لنأكل .
هل تريد الخروج قليلاً ؟
سنكون في عطلة قريبًا على أي حال .
أعتقد أنه يجب أن نذهب لشراء غسالة جديدة "
بعد انتهاء التدريب العسكري ، كان يوم الاستقلال قريب جداً ، وسيكون لديهما وقت طويل للتعرف على بعضهما البعض
تشو لويانغ : " هل ستذهب في الاجازة لمنزل عائلتك ؟ "
: " لا، ألم تنسى شيئ ما ؟"
ارتبك تشو لويانغ للحظة وقام بتفحص الغرفة بشكل سريع بعينيه : " حقًا ؟ ماذا ؟"
و بدا أن التعبير البارد السابق قد ظهر مجدداً على وجه دو جينغ …. فتح الخزانة وغير ملابسه ثم أشار إلى بالمغادرة
تشو لويانغ : "هل نسيت شيئ ؟ "
دو جينغ " لا ،، إلى أين ؟ لنذهب "
فجأة، انتبه تشو لويانغ لشيء ما —- { هل لدى دو جينغ نوع من الاضطراب العقلي او المرض النفسي ؟
سألني عما إذا قد نسيت شيئ ما ثم التزم الصمت فجأة ؟
لا يبدو من الصحيح التخمين بأنه أصبح متوتر من الخروج والتواجد وسط حشد من الناس ، لأن التغيير حدث بينما لا نزال في الداخل ، حتى قبل أن ننقرر إلى أين نذهب ! }
أصبح دو جينغ هادئ …. وبالكاد نطق بكلمة واحدة طوال المساء …... حاول تشو لويانغ بدء محادثة أثناء تناولهم الطعام : " هل نذهب إلى خارج ساحة الجامعه ؟ "
أومأ دو جينغ برأسه بلا مبالاة وقضى بقية الوقت بعيد وهو يحدق من نوافذ المطعم الطويلة
توجد حديقة خارج فناء الجامعه ، وبعد أن يمر المرء من خلال الحديقة ، يصل إلى أمام البحيرة الغربية الواسعة ... وبما أن اليوم يقترب من يوم الاستقلال ، فقد بدأ السياح بالفعل في التجمع
تشو لويانغ: " هل هذه هي المرة الأولى لك في هانغتشو ؟ "
: " نعم"
تشو لويانغ: " إنها المرة الأولى لي ايضاً . Iنا ..."
في البداية ، أراد تشو لويانغ الاستفسار عن مسقط رأسه . لكن كان من الواضح أنه لا يريد التحدث ، ولذلك لم يسأل عن أي شيء آخر . و تقاسم الاثنان الصمت
بعد انتهاء الوجبة ، أخرج دو جينغ بطاقته الائتمانية ليدفع ، وتحدث أخيرًا : " أنا سأدفع "
لم يكن تشو لويانغ يفتقر إلى المال ، لكنه بدأ يتفهم مزاج دو جينغ ، لذا لم يتشاجر على الفاتورة
وافق بوضوح : " بالتأكيد"
بعد أن دفع دو جينغ ثمن وجبتهم ، واصل تشو لويانغ التسوق ، وكان الاثنان يسيران أحدهما خلف الآخر ، ويتوقفان من حين لآخر لإلقاء نظرة على واجهات عرض المحلات . واستمرا حتى دخل تشو لويانغ إلى متجر آبل وقال دو جينغ : "هل تريد شراء شيء ما ؟ "
تشو لويانغ : " ألم أقل لك أننا سنذهب لشراء هاتف جديد لك ؟ إن هاتفك لا يمكن إصلاحه "
في تلك اللحظة ، شعر تشو لويانغ أن التوتر في تنفس دو جينغ يتبدد فجأة
دو جينغ : " لقد تذكرت ؟ "
شعر تشو لويانغ بغرابة شديدة …. ولم يعرف ما إذا يريد البكاء أو الضحك ، فقال: " بالطبع . أليس من المروع العيش بدون هاتف ؟ ما رأيك في أحدث إصدار ؟"
كان هاتف تشو لويانغ جديد ، بينما هاتف دو جينغ منذ حوالي عام مضى . وقف أمام الطاولة وترك دو جينغ يمسك بالهاتف بينما إصبعه ينزلق ذهابًا وإيابًا على الشاشة
تشو لويانغ : " يدك كبيرة اشعر أن إصدار برو ماكس يناسبك بشكل مثالي . مارأيك ؟ "
أصابع دو جينغ طويلة ونحيلة ، ومفاصل أصابعه محددة بوضوح
{ يداه جميلتين للغاية }
أومأ دو جينغ برأسه دون تردد واشتراه
دو جينغ : " أريد الحصول على بطاقة هاتف ( شريحة اتصال ) جديدة ،،
هل هناك أي شركة لشريحة للهاتف لا تتطلب بطاقة هوية ؟ "
ضحك تشو لويانغ : " هل أنت جاسوس أجنبي ؟ "
عندما خرج دو جينغ من المتجر ، عادت إليه ثرثرته وقال: " لا أريد أن يحصل زوج أمي على رقم هاتفي . إنه مزعج للغاية "
فكر تشو لويانغ للحظة ثم قال: "يمكنك التسجيل للحصول على رقم جديد بهويتي"
✨ ( هذا لبسهم العسكري التدريبي وهذا هو المشهد وهما يتسوقون )
وهكذا ، في تلك الليلة ، استخدم دو جينغ بطاقة هوية تشو لويانغ لإعداد رقم هاتف لا يعرفه أحد . قام بحفظ الشخص الأول في جهات اتصاله : لويانغ —
ولكن بعد عودته إلى مسكنهم ، جلس دو جينغ على مكتبه ونظر إلى هاتفه وهو غارق في التفكير العميق —- حاجباه مجعدين قليلاً ، كما لو أنه منزعج من شيء ما
تشو لويانغ : " ما الخطب ؟ "
دو جينغ: " أريد التسجيل للحصول على معرف Apple جديد لكنني بحاجة إلى الحصول على شبكة افتراضية خاصة أولاً من أجل إنشاء بريد إلكتروني جديد "
تشو لويانغ : " يمكنك استخدام هويتي في الوقت الحالي"
وكتب معرف Apple الخاص به على ورقه وسلمها إلى دو جينغ
وهكذا قام دو جينغ بالتسجيل للحصول على معرف WeChat جديد
في ذلك الوقت ، لم يكن تشو لويانغ يعرف بعد ما الذي كان يعنيه هذا الإجراء . وبعد مرور وقت طويل جداً ، عندما فكر في الماضي ، أدرك أخيرًا أن تلك الليلة لا بد أنها كانت بداية حياة جديدة لدو جينغ ————-
( انتهت الذكرى )
——————————
في موقف السيارات ،
فتح دو جينغ باب السيارة ودخل —- تشو لويانغ جالس في مقعد الراكب مرتديًا سترة رياضية — التفت لينظر إليه —- زاوية فم دو جينغ لا تزال متورمه قليلاً من لكمة تشو لويانغ في وقت سابق —
ناول دو جينغ تشو لويانغ كوب من القهوة
تشو لويانغ ببرود : " من الأفضل أن تشرح لي …. بشكل واااضح "
أرخى دو جينغ ياقة قميصه : " ضيقة للغاية . يكاد يكون من الصعب التنفس "
وبينما يتحدث ، أخرج علبة أدويته وألقى حبتين دواء بيضاء واثنين حمراء ، ودون حتى أن ينظر ، رماهم في فمه وابتلعهم بالقهوة
تشو لويانغ : " ما مقدار النوم الذي حصلت عليه الليلة الماضية ؟ "
دو جينغ: " لا شيء "
تشو لويانغ : " و لا تزال تشرب القهوة ؟ " صرخ : " هل تحاول أن تموت ؟"
دوجينغ : " إنها مجرد رشفة واحدة فقط "
تشو لويانغ : "هل هذه شركة يو جيانكيانغ؟ "
كتب دو جينغ رسالة على هاتفه وأظهرها إلى تشو لويانغ: [ نحن مراقبون هنا ]
لم يستطع تشو لويانغ إلا أن يتوقف عن استجوابه …. وبدلاً من ذلك ، قال: " ابحث عن مكان للنوم قليلاً . هل تحسن الأرق في السنوات القليلة الماضية ؟"
دو جينغ: " لا ،، إنه أسوأ من السابق "
: " أنت تتناول حبوب أكثر من السابق ايضاً "
نظر دو جينغ إلى هاتفه …. كان يعلم أن تشو لويانغ لم ينظر في أغراضه ، ولم ينظر أبدًا في أغراضه عندما لم يكن هناك . كان هو نفسه الآن كالسابق - عندما يريد أن ينظر في أغراضه ، كان يفعل ذلك أمامه
دو جينغ منفتح جدًا ولم يكن لديه حقًا أي شيء يخفيه - على الأقل ، ليس من تشو لويانغ ، نظراً لعلاقتهما
دو جينغ : " ألم تترك لك عائلتك أي نقود ؟"
تشو لويانغ : " لا ،، لقد كانوا مديونين بشدة .
ترك جدي كل شيء لي، ولذلك ورثت الديون ايضاً .
تم تقسيم كل شيء ذا قيمة بين عمتي وعمي قبل وفاته بفترة طويلة . لم يتبقى سوى الخردة في المخزن الذي سنذهب إليه "
دو جينغ: " ماذا عن والدك ؟ ليس في الصورة ؟ "
تشو لويانغ : " لقد مات ،، لقد تعرض لحادث سيارة في الطريق إلى مطار هانيدا في نهاية العام قبل الماضي .
كان شلل لياو الجزئي نتيجة للحادث ."
دو جينغ: " آسف ،،، أردت في البداية أن أقول انك تغيرت قليلاً "
تشو لويانغ بسهولة : " لا بأس .
لا بد أن تتغير قليلاً على الأقل بعد المرور بالكثير ،،،
بغض النظر عما يحدث ، لا يزال عليك الاستمرار .
الناس يأتون ويذهبون .
من بين جميع الكائنات الحية في هذا العالم ، لا يوجد كائن حي واحد يتوقف أبدًا .
كل الكائنات الحية تتحرك إلى الأمام ، مثل تيار متدفق باستمرار "
دو جينغ : " هيراقليطس"
توقفت السيارة في شارع برج الطبل ... كانوا في منطقة وان سيتي التاريخية …. كان من الصعب للغاية الانعطاف بسيارة الأودي خارج الزقاق الضيق المكون من أكواخ من طابق واحد - كانت السيارة مثل سمكة قرش تسبح في مجموعة كبيرة من أعشاب البحر المتشابكة —- وعلى جانب الطريق ، ظل الناس يقرعون أجراس دراجاتهم قديمة الطراز ... قرعوا ، قرعوا ، ثم قرعوا ، وينظرون إلى السيارة بفضول حول دو جينغ والندبة على وجهه
بحلول هذا الوقت ، لم يعد دو جينغ يهتم بتحديق الآخرين . كلما نظر الناس إلى الندبة على وجهه ، كان يسمح لهم بالنظر بصراحة ... و غطرسة في تعابير اللامبالاة على وجهه الوسيم
أخرج تشو لويانغ مفاتيحه ودفع الباب الخشبي المتهالك . انفتح الباب بصرير —-
هذا البيت الصغير من طابق واحد هو كل ما كان يملكه جده ويقال إنه ورثه عن أجدادهم ... كان يقع في 73 شارع برج الطبل وكان غير مسكون منذ أربعين عاماً حتى الآن
ومنذ عشر سنوات، بدأ استخدامه لتخزين الأشياء غير المرغوب فيها من متجر التحف التي لا يمكن إصلاحها أو بيعها
مساحة البيت حوالي ستين متر مربع . و يتدلى من السقف مصباح كهربائي ... أغلق تشو لويانغ الباب وسحب الخيط المربوط بالضوء ….
انعكس الضوء الخافت الغرفة ، و بإمكانهم رؤية الخزائن والصناديق التي تغطي الأرضية …. عدد لا يحصى من الكتب والأوراق القديمة - والعديد من اللوحات التي أكلها العث - مكدسة على رف متكئ على الحائط ….
وفي إحدى الزوايا يوجد سرير زنبركي مغطى ببطانية خفيفه ... و لوحة ' التانغكا ' مغطاة بالغبار معلقة على الحائط ….
✨
مشى دو جينغ إلى الباب الخلفي …. كان مغلق بالإسمنت ، و النوافذ مغطاة بألواح خشبية ،
و أشعة الشمس الخريفية تتسرب من خلال الفراغات الصغيرة بين الألواح الخشبية ،
الغبار المتطاير يشبه أشعة الضوء الساطع من مجتمع قديم من خلال فجوات في الزمن
وقف تشو لويانغ في منتصف المنزل : " هذا هو المكان ..." فكر للحظة : " إنه لا يساوي شيئ "
: " هل قمت بتقييمه ؟" مشى دو جينغ إلى مكتب قديم الطراز وسحب الدرج وفتحه —- بالداخل العديد من الساعات بدون حمالات عمرها أكثر من عشرين سنه من تصميم ساعات الوجه
✨
✨
تشو لويانغ: " لقد قمت بتقييمها بنفسي .
لقد تعاملت مع التحف منذ أن كنت صغير ، لذا فأنا على دراية جيدة بها .
الشيء الوحيد الذي يستحق المال هو هذا المبنى .
ربما خمسة أو ستة ملايين .
لكن يجب أن أنتظر حتى يتم تعويضي عن هدمه ، وفرص هدمه منخفضة للغاية ..."
كموقع تاريخي ، كان شارع برج الطبل منطقة محمية ... و خلفه بحيرة كبيرة ، و الشارع الواقع على جانب البحيرة قد تحول بالفعل إلى شارع تجاري مليء بالمحلات التجارية التي تبيع الشاي بالحليب أو التخصصات المحلية والأعمال اليدوية ،، مثل جميع المدن التاريخية الأخرى في جميع أنحاء البلاد ،، لكن إذا مشيت ثلاث أو أربعمائة متر داخلها ، ستجد نفسك في أزقة من المنازل المتهالكة التي لم يكن أحد مهتم بها ،، و لم يكن بالإمكان تأجيره ، ولم تجرؤ الحكومة على هدمه
تشو لويانغ: "... بالإضافة إلى أن هذا المنزل كان ملكًا لأجدادي ، لذا لا أريد بيعه ايضاً "
التقط دو جينغ أحد الساعات ودرسها بعناية تحت أشعة الشمس التي تسربت إلى الداخل
هذه الساعة غريبة للغاية …. لم يكن بها عقرب ساعات أو دقائق أو عقرب ثواني
وجه الساعة المستدير يحتوي فقط على ثلاثة مربعات معدنية مكدسة فوق بعضها البعض ، يدور كل منها ثلاثين درجة أكثر من الآخر …. وعندما تداخلت هذه المربعات شكلت شكلاً رقيقاً ذا اثني عشر رأس .
الحلقة الداخلية مُعلّمة بساعات اليوم الاثنتي عشرة ...
و الحلقة الوسطى موسومة بالأيام المقابلة للدورة القمرية ..
وتم تمييز الحلقة الخارجية وفقًا لتقويم العشرة آلاف سنة
رفع دو جينغ وجه الساعة ودرسها لبعض الوقت ... لقد انجذب بلا شك إلى آلياتها المعقدة ….
دو جينغ : " كيف تعرف الوقت منها ؟ "
تشو لويانغ : "يوجد في زاوية أحد المربعات ياقوتة على شكل دمعة ،،، يمكنك رؤيتها فقط تحت الضوء .
يشير الياقوت إلى علامة الوقت .
إنها صناعة سويسرية . حاولت إصلاحها ، لكنها لا تعمل حقًا "
دو جينغ: "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها ساعة كهذه . إنها جميلة "
تشو لويانغ : " لا يوجد اسم أو رقم دفعة ، لذا من المحتمل أن تكون ذات إصدار محدود . إنها قديمة جدًا الآن .
خذها إذا أعجبتك . أم تريد واحدة أخرى ؟
يوجد دايتونا ايضاً هل تريدها ؟ "
و فتح تشو لويانغ خزنة صغيرة في الزاوية تحتوي على ساعتين ... ألقى بواحدة إلى دو جينغ ليجربها
وضع دو جينغ الساعة على معصمه . هز رأسه وأعادها إلى تشو لويانغ
سأل دو جينغ فجأة وهو جالس على السرير محاولاً ضبط الساعة الغريبة : " هل تعرف كيف تصلح الخزنات ؟"
كان تشو لويانغ في حيرة من أمره ، وبعد لحظة ، قال: "سأحتاج إلى مخطط النموذج "
ألقى دو جينغ نظرة أخرى على خزنة تشو لويانغ الأمنية - ذكّره ذلك بالخزانة الموجودة في مكتب يو جيانكيانغ، وأشار إليها بشكل مرتجل
نهض تشو لويانغ ليبحث في بعض الأشياء ، فقال دو جينغ : " إنها خزنة قديمة الطراز ، صُنعت في عام 1973"
كانت خزنة تشو لويانغ مصنوعة ايضاً من قِبل "كوبني" ولها قفل ذو تركيبة عجلة ، لكن الخزنة كانت من دفعة مختلفة وكان تصميمها معدّل قليلاً
تشو لويانغ : " من عام 1973 ؟
ربما لو رأيتها شخصيًا .
ماذا تريد أن تفعل ؟"
نظر تشو لويانغ إلى دو جينغ بريبة ، وعقله مليء بالشكوك —
هزّ دو جينغ رأسه : " لا شيء "
تشو لويانغ: " أعتقد أنه ربما لا يزال لديّ دليل التعليمات "
قبل بضعة عقود ، كان هناك طلب كبير على الخزائن روسية الصنع . احتوى الدليل على توجيهات حول كيفية إعادة ضبط الخزنة في حالة نسيان كلمة المرور ،
إلا أن العملية كانت معقدة للغاية
عثر تشو لويانغ على كتيب إرشادات وكان مصفّر اللون ، وعلى الرغم من أن رقم الدفعة كان مختلف ، إلا أن المبدأ متشابه
تشو لويانغ بشك : " ما الذي تحاول فعله بحق السماء ؟"
دو جينغ فجأة : " أنا متعب "
: " نام قليلاً إذاً " وجه تشو لويانغ دو جينغ نحو السرير . وبدون أن يخلع حذاءه ، استلقى دو جينغ على الفراش ثم تحرك قليلاً ، تاركًا مساحة فارغة
استلقى تشو لويانغ بجانبه على السرير وبدأ يقلب صفحات دليل التعليمات
دو جينغ لا يزال ينظر إلى الساعة في يده : " كم الساعة الآن ؟ "
: " العاشرة " قلّب تشو لويانغ صفحات كتيب التعليمات وهو ينظر إلى دو جينغ : " لا تضيع وقتك ، إنها معطلة تمامًا ولا يمكن إصلاحها . فقط احتفظ بها كتذكار "
قام دو جينغ بتعديل وجه الساعة فأصدرت نقرات خفيفة ، لكن التروس علقت عندما حاول ضبط التاريخ . كان يشعر بهشاشة الساعة ، وكان يخشى أن تنكسر إذا استخدم الكثير من القوة
تم ضبط التاريخ على الأمس : السابع من سبتمبر ——
اليوم الذي التقيا فيه أخيراً مجدداً —-
بعد ثلاث سنوات من انفصالهما —-
صوت نقرة ميكانيكية خافتة ——
لم يكن دو جينغ متأكد مما قام بتغييره عن غير قصد ، لكن الساعة بدأت تدق مجدداً لأول مرة منذ عدة سنوات !
أظهرها دو جينغ إلى تشو لويانغ : " لقد أصلحتها . ما هي جائزتي ؟ "
تشو لويانغ : "......"
تشو لويانغ مندهش : " كل ما فعلته هو أنك أخرجت الإبرة ثم أعدتها إلى مكانها مرة أخرى - مرارًا وتكرارًا !"
نظر تشو لويانغ إلى دو جينغ واعتقد أنه بدا طفولي تقريبًا وهو يعبث بالساعة بعناد . فأخذها من يديه : " توقف عن العبث وخذ وقت من الراحة "
دو جينغ: " أيقظني بعد ساعتين ،، دعنا نتناول الغداء معاً "
و انقلب دو جينغ على جانبه قليلاً وأغمض عينيه و تعابير وجهه المتعبة واضحة
غطاه تشو لويانغ ببطانية وواصل دراسة دليل تعليمات الخزنة …. كان بعضه مطبوع باللغة الروسية وبدأ رأسه يتعب من القراءة ، فألقى الكتاب تحت السرير واستسلم للنوم
11:45:
فتح دو جينغ عينيه وتحسس الهاتف المهتز في جيب بنطاله . التقط المكالمة ووضع الهاتف على أذنه .
ظهر صوت الشاب مجدداً : " جينغ غا أين أنت ؟ "
نهض دو جينغ بحذر ، وكان غاضب قليلاً ومترنح من إيقاظه
بصوت ثقيل : " تحدث "
خفض الشخص الآخر صوته : " لقد مات يو جيانكيانغ .
في منتصف الليل بالأمس ، قفز من فوق مبنى في موقع البناء ! ألم تشاهد الأخبار ؟ لقد نُشرت القصة منذ نصف ساعة !"
تغيرت تعابير دو جينغ على الفور ، وأمسك سترته وغادر
في هذه الأثناء ، كان تشو لويانغ لا يزال يغط في نوم عميق
وبمجرد أن قام دو جينغ بالدوران في زقاق ضيق ، قام بالتبديل إلى سماعات البلوتوث . واصل الشاب من خلال سماعات الرأس : " أين كنت الليلة الماضية ؟ هل لديك حجة غياب ؟ "
لم يجب دو جينغ —— تابع الشاب بسرعة : " الشرطة تبحث في كل مكان الآن ؛ يتم أخذ جميع مساعدي السيد يو جيانكيانغ للمساعدة في التحقيق .
ابحث عن مكان للاختباء قليلاً . لا تذهب ..."
عندما اقترب دو جينغ من نهاية الزقاق ، باتجاه المكان الذي كانت سيارته متوقفة فيه ، اكتشف وجود اثنين من رجال الشرطة هناك ، وهما يلتقطان صور للوحة سيارته . توقف فجأة وانحرف إلى الخلف
11:55:
عندما كان دو جينغ على وشك الانعطاف إلى المنطقة التجارية ، اقترب منه ثلاثة ضباط ، واحد من الأمام واثنان من الخلف
أظهر قائدهم شارته أمامه : " سيدي ، من فضلك تعال معنا "
فرفع دو جينغ ذراعيه لأعلى ، و سترته لا تزال في يده — أزال الضباط سماعات الأذن الخاصة به وقاموا بتفتيشه لفترة وجيزة — لم يقيدوا يديه وأدخلوه إلى سيارة الدورية
11:58:
بالعودة إلى داخل المخزن ، الساعة التي أصلحها دو جينغ موضوعة بجانب وسادة تشو لويانغ . الدمعة الزرقاء تشير إلى الرقم الروماني اثني عشر
11:59:59...
12:00:00 بالضبط ——-
دارت اللوحات المعدنية الثلاث ، متتبعة مسار الاثنتي عشرة ساعة ، وعادت إلى مواقعها الأصلية ….. واصطف عقرب الساعات وعقرب الدقائق وعقرب الثواني بشكل مثالي فوق بعضها البعض ، وأصدرت الساعة صوت خفيف جدًا جدًا —— مثل الدقات الخفيفة للساعة الناعمة ، أو التدفق الهادئ لتيار مستمر
توقف الياقوت عند الظهيرة ——
وانطلق صوت المنبه من هاتف تشو لويانغ وهو يومض للتذكير : الساعة 6:00 مساءً ، عشاء عمل مع يو جيانكيانغ
————-يتبع
✨ لوحة التانغكا : هي لوحة لفافة بوذية تبتية تتضمن غالبًا تماثيل بوذا أو ماندالا
✨ تقويم العشر آلاف عام يُعرف أيضاً بالتقويم الدائم — وهو تقويم صالح لسنوات عديدة ، وعادةً ما يكون مصمم للبحث عن يوم الأسبوع لتاريخ معين في المستقبل .
تعليقات: (0) إضافة تعليق