القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch63 | رواية Tiandi Baiju

 Ch63


تشو لويانغ تخيل هذا اليوم مرات لا تحصى ، 

وأنكر مشاعره مرات أكثر ، 

وكرر لنفسه مرارًا : ' كيف يُمكن أن أحب زميلي في الغرفة ؟ هذا أمر غير معقول تماماً "


لكن هذا اليوم قد جاء أخيرًا ، 

كما لو أن الأسباب العديدة التي حملها نهر الزمن قد تدفقت في النهاية لتصل إلى نتيجة واحدة —- 

لقد جاء هذا اليوم بصورة طبيعية ، دون أي ضجة أو أحداث درامية كبيرة ————


رغم وجود الكثير مما يمكن قوله ، 

إلا أن النتيجة النهائية كانت جملتين فقط : 

" أنا أحبك " 

" أعلم ، وأنا أحبك ايضاً "

بهذه البساطة ——-


ومع ذلك ، كان تشو لويانغ مدرك تماماً ، أنه بسبب حالة دوحينغ المرضية ، من المستحيل أن يواجه كل هذا ويقول ' أنا أحبك ' بشكل مباشر ، حتى يوم وفاته


ولم يقتصر الأمر على ذلك ، بل إن كلمات دوجينغ أضفت بُعدًا من الحزن والبطولة على مشاعرهما


تشو لويانغ يعلم أن إجابته تعني الكثير ، 

وأنه لم يقلها لمجرد الكلام …. 

فهو يعرف جيداً أن الاستمتاع بالحب والعائلة والعيش بهدوء لبقية حياته هو أمر سهل بالنسبة للأشخاص العاديين


لكن بالنسبة لدوجينغ، هذا الأمر صعب جداً ، صعب جداً . ما يُمكن للناس العاديين القيام به بسهولة ، 

يكون بالنسبة له صعب كاجتياز الجبال الوعرة والغابات الشائكة 


كما أن الجري في ضوء الشمس أمر بسيط بالنسبة للأشخاص الأصحاء ، لكنه أمر مستحيل على لياو ذو الإعاقة الجسدية 


والعيش في هدوء ، وخوض علاقة حب حقيقية ، هو أمر بعيد المنال لدوجينغ ايضاً 


في أول يوم من السنة الجديدة ، 

في الثانية صباحاً ، 

عاد دوجينغ بالسيارة إلى فندقهم ، 

وكانوا جميعًا متعبين للغاية ، 

فقرروا عدم مشاهدة شروق الشمس  


لكن بعد توقف السيارة ، كان الراديو ما زال يشغل أغاني تيريزا تنغ، حيث رافقتهم من لحظة الاحتفال بالعام الجديد في يونيفرسال ستوديوز حتى عودتهم


أولاً في المتنزه ، ثم في الحفل الغنائي ، وأخيرًا في البث الإذاعي


سادت لحظة من الصمت داخل السيارة ، 

واستمعوا إلى الأغاني دون أن يرغبوا في النزول ،


حلَّت سنة جديدة ، ووجودهم بجانب بعضهم البعض في هذه اللحظة كان له معنى خاص في خضم مرور الزمن


تحدث تشو لويانغ مبتسمًا بتأمل وهو يجلس في السيارة : " هذه الأغنية حقاً مناسبة جداً لهذه اللحظة "


لياو : " اليابانيين يحبون الاستماع إلى هذه الأغنية في نهاية العام . ما اسمها بالصينية ؟"


دوحينغ : " أنا لا أهتم إلا بك "


تشو لويانغ: " دع الوقت يمر كيفما شاء "


كان هذا هو عنوان النسخة اليابانية المترجمة ، والتي صادف أنها السطر التالي من عنوان النسخة الصينية


دوجينغ : " هل أنت جاد ؟"


تشو لويانغ : " نعم وأنت ؟"


دوجينغ : " وأنا كذلك "


توقفت الأغنية ، نظر تشو لويانغ إلى دوجينغ ، الذي يضع يده على عجلة القيادة ، وبدا وكأنه متوتر ، كان معصمه يرتجف ، ثم نظر إلى لياو


احمّر وجه دوجينغ ، وكأنه قد كشف عن أفكاره أمام الأخوين


دوجينغ وهو يحاول تغيير الموضوع : "سأحملك للخروج من السيارة "


فجأة شعر تشو لويانغ أن الموقف مضحك جداً —في تلك اللحظة ، كان دوجينغ بالتأكيد يريد تقبيله ، لكنه شعر بالخجل بسبب وجود لياو في المقعد الخلفي


حمل تشو لويانغ مشتريات اليوم ودُمى لياو ، وتبع الأخوين عائدًا إلى الفندق


فجأة قال لياو : " الليلة أود الاتصال بآرون بالفيديو ، سأنام في الصالة ما رأيكما ؟"


ازداد توتر دوجينغ : " ماذا… ماذا ؟"


لكن تشو لويانغ الذي فهم تهكم أخيه ، دفع دوجينغ للاستحمام ، قائلاً : " لا تكن أحمق "


في الثالثة صباحاً ، 

كان لياو في الخارج يتحدث عبر الفيديو ، بينما تشو لويانغ راكع على الأرض ، يجهز الفراش على الحصيرة ، و دوجينغ يراقبه بعد الاستحمام

 

تحدث تشو لويانغ وهو يضع الوسادة في مكانها وينظر إلى دوجينغ : " إذن ،،،، نحن الآن معاً "


جثا دوجينغ بجانبه ، ممسكًا بيده : " الأمر متروك لك ، 

إذا كنت تتصرف بدافع مفاجئ ، ثم ندمت لاحقاً ، فلتنسى الأمر وكأنك لم تقل شيئ "


: " كيف يمكن ؟" شعر تشو لويانغ أن دوجينغ اليوم كان جدّي بطريقة مثيرة للاهتمام : "حتى لو عادت الأيام إلى الخلف لأربع وعشرين ساعة ، وكنا معًا هناك ، فإن ما قيل قد قيل "


نظر دوجينغ إلى تشو لويانغ ،و بصوت خافت : " هل يمكنني أن أُقبلك ؟"


: " ألم تُقبلني من قبل ؟" اقترب تشو لويانغ منه ، قريبًا بما يكفي ليستنشق أنفاسه : " وعدة مرات بدون إذن "


: " هذا مختلف …." وضع دوجينغ يده على جانب وجه تشو لويانغ ، بتأثر


رفع تشو لويانغ حاجبيه : " ما الذي يختلف ؟"


دوجينغ : " لم تغمض عينيك ……..

أغمض عينيك "


أغمضا أعينهما ، وقبّل دوجينغ شفتي تشو لويانغ بلطف


شعر تشو لويانغ بإحساس غريب ، وكأنهما لم يتبادلا القبل سابقاً ، 

وكأن هذه الليلة هي أول قُبلة بينهما


كان دوجينغ حذرًا ومتحفظًا للغاية ، 

ولم يحتضن تشو لويانغ حتى ، 

بل أمسك فقط بيديهما المتشابكتين ، 

وكان التوتر واضح في ارتجاف أصابعهما ،


أمسك تشو لويانغ بيده ، ووضعها على جسده ، فابتعد دوجينغ فورًا


احمّر وجه تشو لويانغ ، لم يقل شيئ ، لكنه ابتسم ونهض ليجلب فراش لياو ، ثم انحنى ليضعه على الأرض


بقي دوجينغ جالسًا على ركبتيه ، بدت عليه الحيرة


سأله تشو لويانغ ، وهو يلتفت نحوه : " كيف تشعر ؟"


دوجينغ وهو ينظر بعيداً ، وشعره يغطي جزء من حاجبيه والندبة : " كأنني في حلم ، ليس حقيقيًا "


ابتسم تشو لويانغ : " أعني ، هل شعرت بشيء ؟"


دوجينغ : " نعم "


تشو لويانغ : " وأنا كذلك "


: " نعم ،،،،" نظر دوجينغ نحو الباب الورقي : " قد حدث ما حدث "


لم يكن تشو لويانغ يتوقع أن يشعر بانجذاب جنسي نحو دوجينغ أثناء التقبيل


تشو لويانغ: " جسد الرجل لا يكذب ، إذا شعرت بذلك فهذا يعني أنني أحبك حقًا ، لم أخدعك "


دوجينغ : " أعلم ، كنت أعرف منذ فترة طويلة "


أكمل تشو لويانغ تجهيز السرير : " أُريد أن أكون معك ، سنستمر لأطول فترة ممكنة ، 

وعندما تشعر أن مرضك لم يعد ممكنًا السيطرة عليه ، سنتعامل مع الأمر بهدوء ، ونقوم بذلك معاً "


لم يقل دوجينغ شيئ ، فقط جلس على ركبتيه فوق الحصير ، ينظر إلى تشو لويانغ


تشو لويانغ نادى : " لياااااااو ! حان وقت النوم ! اترك مكالمات التهنئة لليوم التالي !"


في المنزل التقليدي لم يكن لياو يستخدم كرسيه المتحرك ، وعندما سمع صوته ، زحف إلى الغرفة بيديه ، ولا يزال يمسك هاتفه ، مما أثار شعور تشو لويانغ بالحزن


حمله تشو لويانغ ووضعه في الفراش


تحدث لياو وهو يشعر بالانزعاج قليلاً و يضع سماعاته جانباً : " حسنًا غاغا . سنة جديدة سعيدة آرون أراك لاحقاً "


تذكر تشو لويانغ فترة دراسته الجامعية ، عندما كان يجري مكالمات فيديو مع دوجينغ أثناء العطلة ، مما جعله يشعر بالحنين


تحدث تشو لويانغ مبتسمًا ، وهو يضع البطانيه على أخيه : " يبدو أن علاقتكما جيدة جداً وقويه ، منذ متى تعرفتما ؟"


نظر لياو إلى أخيه ، وأغلق هاتفه ، ثم استلقى في السرير : " هناك أشخاص ، على الرغم من مرور بضعة أشهر فقط ، يبدو وكأنك تعرفهم منذ حياة كاملة أليس كذلك ؟"


قال تشو لويانغ ايضاً وهو يستلقي في فراشه : " صحيح ،، سنة جديدة سعيدة لكما "


سيغادرون اليابان ويعودون إلى الوطن غدًا ، 

وكان يشعر ببعض الحنين لهذه الإجازة ، 

لكنهم لا يزالون في بداية الطريق ، 

ومُقبلين على مستقبل طويل مليء بالاحتمالات ،


أطفأ دوجينغ الأنوار واستلقى ايضاً 


تشو لويانغ وضع يده تحت البطانيه ، وكان يفكر في مد يده قليلاً ليمازح دوجينغ ، لكن المفاجأة كانت 


أن دوجينغ كان يفكر في نفس الشيء ، فمد يده في اللحظة ذاتها


و تلامست يداهما ، مما أضحك تشو لويانغ


وعندما حاول سحب يده ، قام دوجينغ بتحريك كفه وأمسك بيده تحت البطانية ، ولم يدعه يسحبها


لم يتكلم تشو لويانغ ولم يتحرك ، خوفًا من إيقاظ لياو ، وترك دوجينغ يمسك بيده ، إلى أن غلبهما النوم بسلام




—————————-



في صباح اليوم التالي ،


 مطار أوساكا ———-


لاحظ تشو لويانغ أن دوجينغ لم ينم طوال الليل : " لم تنم طوال الليل ؟"


دوجينغ : " نمت ،، نمت قرب الفجر "


: " لماذا أصابك الأرق مجدداً ؟" ونكز تشو لويانغ بيده : " هيييه "


نظر دوجينغ إلى تشو لويانغ من خلف نظارته الشمسية : " ما رأيك ؟"


بينما كانا في صدد إنهاء إجراءات الشحن ، سأل تشو لويانغ : " هل تظن أن لياو كان يتوقع حدوث شيء ما البارحة ؟"


دوجينغ : " ماذا تود أن يحدث ؟ " 


كان أرق دوجينغ الذي شفي منه بواسطة تشو لويانغ قد عاد مجدداً ، كما يقول المثل ~ ' حل المشكلة يكمن في أصلها ' ~


لويانغ : " برأيك ، 

من منا نحن الاثنين هو التوب ومن هو البوتوم ؟" 


نظر تشو لويانغ إلى دوجينغ الذي لم يتكلم ، 

فأراد ممازحته ، تمامًا كما يداعب المرء حيوان مفترس بعصا ، مما يشعره بالتحكم والإنجاز


أخفض دوجينغ رأسه قليلًا لينظر إلى تشو لويانغ ، دون أن يقول شيئ


تشو لويانغ بجدية : " هل فكرت في هذا الأمر سابقاً ؟"


كان تشو لويانغ قد حمّل فيلم عن طريق الخطأ ، ليتفاجأ بأنه فيلم ذو طابع فلسفي غير متوقع ، مما صدمه تماماً 


دوجينغ بجدية : " لم أفكر ، ماذا تعتقد أنت ؟"


تشو لويانغ: "……"


عاد دوجينغ إلى طبيعته في الأيام الأولى من تعارفهما ، وكانت جملته ' ماذا تعتقد؟ ' مألوفة للغاية ، حيث يُعيد رمي السؤال على تشو لويانغ


بدأ تشو لويانغ بالمزاح ، مستعدًا لمواصلة مضايقته : " هل تريد سماع الحقيقة ؟"


دوجينغ : " أمرك بيدك ، أنت تفهم في هذا أكثر مني "


أدرك تشو لويانغ أن خطته باءت بالفشل ، فقد كان يظن أن دوجينغ سيجادله بجدية ، لكن بدا وكأنه يعلم أن تشو لويانغ يحاول فقط ممازحته


تشو لويانغ: " أعلم أنك لا تتقبل فكرة أن تكون البوتوم "


أجاب دوجينغ وهو يخلع نظارته الشمسية ، ونظر إلى تشو لويانغ بجدية : " بالنسبة لي ، كل شيء مقبول ، طالما أنني معك ، فأنا مستعد لكل شيء ، أعتقد أن الأمر يتعلق بالحب المتبادل ..."


وبينما يتحدث ، احمّر وجهه الوسيم


نظر دوجينغ حوله ، وكأنه لا يريد أن يسمعه أحد


ثم أضاف : "… طالما أن الحب متبادل ، يمكننا التفاهم في هذا الأمر . 

أرى أنه ليس من الضروري التفكير كثيراً . 

ما تريدني أن أكونه ، سأكونه "


تأثر تشو لويانغ عند سماعه لهذه الكلمات ، ونظر إلى تعابير وجه دوجينغ ، لكنه بسرعة ارتدى نظارته الشمسية مجدداً ، وكأنه شاب مُحرج بسبب اعترافه ، وظل طوال اليوم يتهرب من نظرات تشو لويانغ 


تشو لويانغ: " حسنًا ، ستكون الفاعل مؤقتًا . فترة الاختبار ثلاثة أشهر ، إذا لم تُؤدِي جيداً ، فستنتهي من هذا الدور ~ "


دوجينغ : " حسنًا ، سأُثبت جدارتي خلال فترة الاختبار ، وسأعمل على ذلك بجد "


في أعماق قلب تشو لويانغ ، كان يحنّ إلى تلك الليلة التي شربا فيها حتى الثمالة منذ سنوات ، 

تحت تأثير الكحول ، كانا أكثر تحررًا


خاصة أن دوجينغ كان رجلًا ، وبعد تخطي الحواجز النفسية ، كان الشعور بالخطر وعدم الأمان يزيد من جاذبية التجربة


لكن بعد عودتهما إلى المنزل ، لم يقم دوجينغ بأي تصرف غير لائق ، لأن لياو لا يزال في المنزل


استمر في النوم بجوار تشو لويانغ ، وكل ما كان يفعله هو احتضانه كل ليلة ، وتقبيله بلطف عند إيقاظه في الصباح . ولم يطلب تشو لويانغ أي شيء آخر




في الليل ،

بينما دوجينغ يحتضن تشو لويانغ ، ويقبّله ، 


تساقط الثلج في مدينة وان ، لكن الغرفة دافئة ، 


لم يرتديا سوى تيشيرت وسروال داخلي


لويانغ : "  هل ترغب في ذلك ؟"


شعر تشو لويانغ أنهما بالفعل يشعران بانجذاب جسدي متبادل ، لكنه لم يكن مستعدًا بعد


بالرغم من إدراكه ، لكنه يعلم أن العلاقة الجنسية شيء مختلف ، فمنذ تلك الليلة في السنة الثانية من الجامعة ، لم يكن لديه أي تجارب جنسية مع أي شخص آخر ،


سأل تشو لويانغ في الظلام : " باليد ؟ هل ترغب بذلك ؟"


دوجينغ : " الأمر لك ، فأنا ما زلت في فترة التجربة "


أضحكت هذه الجملة تشو لويانغ ، فأبعده قليلاً ، ثم استلقى يضحك لبعض الوقت


رغم أنهم أصبحوا حبيبين ، 

إلا أنه لم يعتد بعد على هذا التحول من الصداقة إلى الحب ، 

وكان يعلم أن دوجينغ يشعر بنفس الشيء ،


تشو لويانغ: " أشعر بالحرج "


دوجينغ : " تعال "



وأعاد تشو لويانغ إلى أحضانه


تشو لويانغ: " لياو في الغرفة المجاورة "


أومأ دوجينغ : " لن نفعل شيئ الآن ، غدًا سيذهب للمدرسة "


انتهت عطلة رأس السنة بسرعة ، وفي اليوم الأخير ، قاد دوجينغ السيارة ، وذهبوا جميعًا لتوصيل لياو إلى مدرسته


ودعهم لياو مبتسمًا : " أراكم الأسبوع المقبل إخوتي "


لوح دوجينغ مودعًا : " أراك الأسبوع المقبل "


تشو لويانغ : " إذا شعرت برغبة في العودة ، تعال واستذكر دروسك في المنزل "


أومأ لياو برأسه ، ودفعه آرون تشانغ باتجاه السكن


كانت تعابير وجه دوجينغ توحي بأنه يشعر بارتياح كبير


قال تشو لويانغ ضاحكًا : " ما الأمر ؟ 

هل وجود أخي في المنزل يشكل عبئ نفسي عليك ؟"


سارع دوجينغ إلى نفي ذلك : " لا، بالطبع لا "


قاد السيارة مسافة قصيرة ، ثم أوقفها على جانب الطريق


دوجينغ : " هل نعود للمنزل الآن ؟"


تشو لويانغ : " عليّ أن أمر على المتجر .

ألا تحتاج للذهاب إلى الشركة لإنهاء بعض الأعمال ؟"


دوجينغ بتوتر : " لا أرغب في الذهاب ، أريد العودة للمنزل "


اقترح تشو لويانغ : " إذن هل ستعود للمنزل أولاً ؟"


نظر دو جينغ إلى تشو لويانغ دون أن يتكلم ، وفهم تشو لويانغ على الفور ما يعنيه


: " حقاً ؟! " بدأ قلب تشو لويانغ ينبض بقوة


{ لقد ذهب لياو توه إلى المدرسة ، ودو جينغ يريد العودة إلى المنزل للقيام بذلك معي

اللعنة !

ماذا يريد أن يفعل ؟ }


تشو لويانغ : " سألتك ليلة أمس ، ولم ترغب في ذلك "


دو جينغ بجدية : " لقد قلت ليلة أمس باستخدام اليد . 

ما أعنيه هو أن نجرب شيئ آخر "


تشو لويانغ : "........"


وضع تشو لويانغ يده على كتف دو جينغ ، وأخذ ينظر إليه ، لم يعرف كيف يصفه للحظة ، ثم بعد فترة قصيرة لم يستطع المقاومة وقال : " بيق بوس ، لماذا أشعر فجأة أنك خطير قليلاً ، لا تنسَى أنك لا تزال في فترة التجربة "


دو جينغ: " لكن إذا أديت أداءً جيدًا ، يمكنني التثبيت مبكرًا ، أليس كذلك ؟ 

ليس لدي خبرة ، لكن ألا ترغب في المحاولة ؟"


هذا النوع من المحاولات كان كسرًا كاملاً للحواجز النفسية ، لم يستطع تشو لويانغ إلا أن يبلع لُعابه 


كان دو جينغ ينظر إليه دون أن يرمش ، وقد فهم بالفعل من تعابير وجه تشو لويانغ ، فرفع حاجبه متسائلاً


أمسك تشو لويانغ بربطة عنق دو جينغ وسحبه ليميل قليلاً ، وقبّله على شفتيه


فكر تشو لويانغ قليلاً وقال : " في الليل "


بمجرد أن حصل دو جينغ على هذا الوعد ، صفّر صفير مفعم بالحيوية ، وأدار السيارة على الطريق


كان تشو لويانغ يشعر بأن حالة دو جينغ المرضية استقرت إلى حد ما في الآونة الأخيرة ، وربما كان ذلك أمرًا جيداً . لكن في فترة الحب الشديد ، يشعر الناس دائمًا بالسعادة ، مهما كانت الآلام الكثيرة ، فإن هذه السعادة الكبيرة يمكنها حجبها


لكن اللحظة الأخطر هي عندما يعتادان على العلاقة الجديدة ، ويمران بفترة التكيف بعد مرحلة الحب الشديد ، و سيشتركان في العديد من الخلافات حول أمور صغيرة تافهة ، مما قد يؤدي إلى تدهور حالة دو جينغ ،


لكن تشو لويانغ لم يذكر ذلك ، فبما أنه اتخذ قراره ، فهو مستعد لمواجهة كل التحديات التي قد تأتي مع دو جينغ في المستقبل ،


أوقف دو جينغ السيارة خارج متجر تشانغآن للساعات والتحف


تشو لويانغ: " أراك في المساء "


أنزل نافذة السياره و قال دو جينغ : " سأعود لأخذك بمجرد أن أنتهي "


دخل تشو لويانغ بسرعة إلى المتجر ، كان جيانغ يوبينغ يبث بث مباشر عن محتويات المتجر ، هو شاب وسيم ، كما يوحي اسمه ، واختار اسم مستعار لنفسه على الإنترنت : -' الطائر الوسيم ذو الوجه اليشم -'


اقترح شياو وو عليه فكرة أن يصبح مقدم برامج في غرف البث المباشر للمثليين ،، وهكذا ،،، جذب جيانغ يوبينغ الكثير من المتابعين وبدأ في تحويلهم إلى مبيعات ، وباع عدد لا بأس به من المجوهرات التي حصل عليها من سوق الأحجار الكريمة في سيهوي خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة


تشو لويانغ : " لقد أرهقتهم ، هل ما زلت تحاول استغلال متابعيك ؟ ،

يبدو أنك شخص أصبح مشهورًا على الإنترنت بسبب التسويق "


جيانغ يوبينغ : " الأسعار ليست مرتفعة أساسًا ، سيدي هناك من يبثون على موقع تاوباو لبيع المنتجات ، وآخرون يبثون لبيع المكياج ، 

وهناك من يبثون لبيع المنتجات الزراعية . 

هذا الأمر قائم على رغبة الطرفين ، كيف يمكن تسميته استغلال ؟"


تشو لويانغ مبتسم : " شكرًا لك على الإسهام في دخل المتجر . 

يُمكنك أخذ إجازة الآن ، لقد عملت بجد في الأيام القليلة الماضية ، هل جاء أحد ؟"


تحدث جيانغ يوبينغ بعد أن وضع هاتفه جانباً : " مساعد البوس جينغ ، ذاك الذي يُدعى ليتل لي ، لقد جاء مرة واحدة . 

وهناك من جاء و سألوا كثيرًا عن البضائع الكبيرة ، وأعطيتهم حساب المتجر على ويتشات ، 

سنجرب الويتشات في التسويق أيضاً "


لقد فتح تشو لويانغ حساب على ويتشات ، وكان يخطط لإضافة بعض المقالات التثقيفية حول التحف القديمة ، ومنها ترويج بضائعه


تولى تشو لويانغ الحسابات للأيام القليلة الماضية ، ومنحه إجازة ثلاثة أيام إضافية ، ثم أرسله إلى المنزل


اليوم ، أعد تشو لويانغ الأدوات ، وقرر تفكيك ساعة ' عين فورسيتي  ' الخاصة بالروسي ساتانوفسكي لمعرفة ما بداخلها ، مع محاولة إصلاحها


إذا لم يحدث شيء غير متوقع ، فإن الهيكل الداخلي للساعتين ينبغي أن يكون متشابه ، والفرق الوحيد هو أنه ينقصها المكون الرئيسي الذي يسمح للوقت بالعودة إلى الخلف لمدة أربع وعشرين ساعة


بعد العودة من كمبوديا ، قام تشو لويانغ بتحليل الأمر عدة مرات ، وناقشه ايضاً مع دو جينغ حول تشغيل ' عين فورسيتي ' 


في البداية ، إنها ساعة يد ، وتتمتع بجميع وظائف الساعة ، وهذا لا شك فيه


لكن تأثير العودة إلى الخلف ، هو ما جعله يشعر بالدهشة الكبيرة 


إذا كان هناك جهاز من حضارة خارج الأرض يمكنه إعادة الزمن ، دعنا نسميه آلة الزمن …. إذًا ، كيف استطاع صانع الساعة أن يفهم مبادئ عملها ودمجها مع ساعة اليد التي اخترعتها الحضارة الإنسانية ؟


إذا أراد ميكانيكي صنع سيارة يمكنها الطيران ، فعليه أولاً أن يكون على دراية بهيكل ووظائف كل من الطائرة والسيارة . إنها نفس الفكرة .


لكن وجود آلة الزمن نفسها يتجاوز بكثير حدود المعرفة العلمية البشرية ، فهل يمكن حقًا لصانع الساعات أن يفهمها ؟


استخدم تشو لويانغ الملقط ومفك البراغي الخاص ، وبدأ بتفكيك الغطاء الخلفي للساعة بحذر ، حبس أنفاسه ، وثبت يديه ، ليظهر أمامه عالم ميكانيكي معقد وضخم


الفرق الوحيد هو أن هذا العالم الميكانيكي ، الذي يشبه الكون الهائل ، قد فقد حياته منذ سنوات عديدة


 ظهر صوت من جانبه : " في هذه المهنة ، يجب أن تكون يداك ثابتتين للغاية "


عرف تشو لويانغ صوت الزائر ، لكنه لم يسمع صوت الجرس على الباب


تشو لويانغ : " صحيح . في الحقيقة ، لا ينبغي لي التدخين ، فالأشخاص المدخنون غالبًا ترتعش أيديهم "


أمسك تشو لويانغ هاتفه ، وفتح الفلاش ، ليُنير الهيكل الداخلي للساعة ، ثم فتح ويتشات بيد واحدة ، وأرسل رسالة إلى دو جينغ لإخباره بمن وصل سرّاً


بالنسبة لصانع الساعات ، فإن ثبات اليد هو أحد المتطلبات الأساسية


: " لماذا لم تختر مهنة أخرى ؟"


تشو لويانغ : " ألا تعتقد أن الساعة الميكانيكية تشبه الكون الهائل ؟"


: " إنها جميلة حقاً "


تشو لويانغ : " قال جدي ، في هذا العالم ، هناك شيئان يمكنهما تحويل مفهوم الزمن المجرد إلى شكل مرئي ، وأحدهما هو الساعات ، حيث أنها مرتبطة بإحكام ببعد الزمن ، ليُصبح الوقت ملموس "


: " وما هو الآخر ؟"


تشو لويانغ : " الضوء  ،، هممم... يبدو أن عجلة نقل الزنبرك قد علقت "


أدار تشو لويانغ الزنبرك بالملقط ، ثم حاول إعادة شد الزنبرك ، فتدور الخيوط الحلزونية ببطء ، وتحرك الترس الكابح ، مما أدى إلى انحناء الزنبرك ببطء


تشو لويانغ : " لقد تعرضت هذه الساعة للسقوط مرة ، العديد من الأجزاء فيها متراخية "


ظل الزائر صامت طوال نصف الساعة التي أمضاها تشو لويانغ في إصلاح الساعة ، حتى قام أخيرًا لويانغ بإغلاق الغطاء الخلفي ، وتحرير الزنبرك ، وشده بالكامل ، ثم تحريره مجدداً ، وشده مرة أخيرة


بدأت ' عين فورسيتي ' الأخرى الخاصة بالروسي ساتانوفسكي في التحرك ببطء مجدداً 


سأل تشو لويانغ وهو يرفع رأسه : " كم الساعة الآن ؟"


كان سوب جالس على ركبتيه على بساط الشاي ، مقابل تشو لويانغ ، وقال : " سيصبح الوقت قرب الساعة الثانية عشرة ظهرًا "


رفع يده وأظهر ساعته لتشو لويانغ


تحقق تشو لويانغ من الوقت ، ثم وضعها جانبًا وقال بجدية : " إذًا ، لقد تبعتني من هونغ كونغ إلى مدينة وان مثل الشبح الذي لا يختفي ، فما الذي تريد فعله ؟ 

الآن لا يوجد أحد آخر هنا ، إذا كنت تريد قول شيء ، يُمكنك قوله "


ألقى سوب نظرة على تشو لويانغ : " أنت تعلم أنني لا أنوي إيذاءك "


رفع تشو لويانغ حاجبيه : " كما أعلم ايضاً أنك زميل دو جينغ السابق ، وإذا حدث لي أي مكروه اليوم ، أعتقد أنك ومن يقف وراءك ، مهما كان ، ستتعرضون لانتقام دو جينغ "


سوب : " لااا لااا سيد تشو ، 

لا يوجد أحد وراء هذا . 

حقًا لا يوجد ، 

السبب وراء تتبعي لهذه القضية هو قراري الشخصي فقط ، أما لماذا ، فهذه قصة أخرى ، 

وإذا كنت لا تزال ترغب في الاستماع بعد رؤيتك لما سأعرضه لك، يمكنني إخبارك بكل شيء كما هو "


لم يرد تشو لويانغ ، وضيّق عينيه بينما يشاهد سوب يسحب جهاز لابتوب آبل من حقيبته


كان سوب على وشك فتح الغطاء ، ثم نظر إلى تشو لويانغ وقال: "هل تعلم ماذا أُريد أن أريك ؟"


أجاب تشو لويانغ بشكل مباشر : " لا أعلم "


سوب : " أنت تعلم ، بالتأكيد أنت تعلم "


كان تشو لويانغ على وشك النفي ، لكن فجأة قال سوب : " وإلا لما كنت بهذا الهدوء ، بإبلاغك لـ فينسنت بالحضور ، ثم محاولة المماطلة معي "


تشو لويانغ : " بما أنك عميل سري ، فبالتأكيد بمقدرتك معرفة هذا الأمر مبكرًا "


سوب : " إنك هادئ بشكل غير منطقي ، لم تتلقى تدريب من قبلنا "


بدأ تشو لويانغ يشعر ببعض الضيق : " ما الذي تريد أن تريني إياه بالضبط ؟"


سوب : " التفسير الوحيد هو أنك قابلتني في وقت آخر في بُعد آخر ، وتعرفت على كل شيء "


تشو لويانغ : " ! ! ! " 


تغيرت ملامح تشو لويانغ على الفور ، وحاول الوقوف بغريزة ، لكن سوب قال: " اجلس !!!! تشو لوويانغ! 

بما أنني أعلم ، فلا يمكنني أن أفعل لك شيئ !"


تشو لويانغ : "…………………………"


في تلك اللحظة ، شعر لويانغ بالخوف تلقائيًا - الخوف من كشف سره لشخص آخر —— { كيف عرف سوب ذلك ؟! }


لويانغ بعدم تصديق : " أنت ايضاً ... لا، هذا مستحيل ... بُعد آخر ؟"


حاول تشو لويانغ السيطرة على نفسه ، وفجأة فكر في سؤال مهم ، { ربما سوب لا يعرف الحقيقة وراء السفر عبر الزمن ، وربما لا يعلم شيئ عن عين فورسيتي ، على الأقل لم ينظر إلى الساعة الموجودة على طاولة عملي في مكتبي عندما جاء }


تشو لويانغ : " هل تمزح معي ؟"


سوب : " لدي جميع الأدلة التي تثبت أنك مسافر عبر الزمن . 

لكن هذا ليس ما سنناقشه الآن ، دعنا نشاهد الفيديو أولاً . بعد مشاهدتك له ، ستفهم بالتأكيد أنه يمكن الوثوق بي "


كانت يد تشو لويانغ مليئة بالعرق ، وألقى نظرة على هاتفه بجانبه


فتح سوب الفيديو ، وأدار اللابتوب ووضعه أمام تشو لويانغ 


سوب : "هذا في مطار هانيدا قبل عامين ، هل تعرف من الشخص الذي يظهر أمام الكاميرا ؟"


تشو لويانغ : "..."


يتبع——-

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي