Ch70
أسرع تشو لويانغ في النزول على الدرج ، وكان الليل قد أظلم ، ولم يتوقف عن الدعاء : " أسرع، أسرع أكثر…"
كان باب المستودع المهترئ نصف مفتوح ، فاندفع تشو لويانغ إلى الداخل
المكان كان خاوي ومظلم ، تغطيه الأتربة
حاول تشو لويانغ حبس أنفاسه ، ويسيطر على أنفاسه كي لا يعطس
تشو لويانغ في المستودع المظلم : " ليااااااو ؟
هل أنت هنا ؟"
أخرج تشو لويانغ هاتفه ، وأضاء الكشاف : " لياااااو ؟"
كان المستودع كما تركه في المرة الأولى حين جاء ليجمع الأغراض مع لياو
في ذلك اليوم ، قام هو و لياو بترتيب المكان ، ولم يتبقَى الكثير من الأشياء
حتى الخزنة الخاصة بمنزل الجد نُقلت إلى هنا
{ أين عثرنا على عين فورسيتي ؟ }
تذكّر تشو لويانغ أنها كانت داخل صندوق ورقي للأحذية
{ ولكن يبدو أن لياو كان هنا بالفعل ،
هل كان سيحضر والدنا إلى هنا ؟
لا لا
لم ينبغي أن يُخبر لياو والدنا بهذا ،
أي أنه بعد أن انتهى من رؤية جدنا وعاد إلى الفندق ، جاء إلى هنا بمفرده }
توجه تشو لويانغ إلى الرف ، وأخذ الصندوق العلوي للأحذية
: " غاغا ، هل تبحث عن هذا ؟"
رنّ صوت لياو خلف تشو لويانغ
في الظلام ،
كان لياو يحمل قرص الساعة ، وعين فورسيتي تتلألأ بالضوء الفوسفوري عليها
توقف تشو لويانغ عن الحركة
قال تشو لويانغ دون أن يستدير : " لماذا تفعل هذا ؟
لماذا لم تُناقش الأمر معنا ؟"
لم يرد لياو ، بل ظلّ يزم شفتيه بعناد
في هذه اللحظة ، لم يكن بعد مشلول ، ولم يكن جالس على كرسي متحرك ، بل يقف بهدوء في الظلام
استدار تشو لويانغ ليلقي عليه نظرة
أضاء ضوء الهاتف جزء صغير من المساحة بينهما
كان لياو أطول مما تخيله تشو لويانغ
لا بد أن طوله قد تجاوز المتر وسبعين ——
منذ أن كان تشو لويانغ في الثانية عشرة من عمره ، لم يرَى لياو كثيراً
وحين رآه مجدداً ، كان لياو قد فقد القدرة على الوقوف . والآن ، بُغتةً شعر بشعور غريب
لياو بصوت خافت : " أتظن أنه لو ناقشت الأمر معكم ، كنتما ستصدقوني ؟"
لم يحاول تشو لويانغ انتزاع عين فورسيتي ، وقال بهدوء : " لما لا نصدقك ؟
هل تعتقد أنني من ذلك النوع من الأشخاص ؟"
لياو : " لا ،، لست كذلك .
لكن الوضع مختلف .
أنا لا أثق في دوجينغ .
لقد جاء إلى جانبك دائماً بهدف معين "
صمت تشو لويانغ للحظة ، أراد أن يشرح الأمر للياو ، لكنه لم يعرف من أين يبدأ
تشو لويانغ : " لقد أسأتَ فهمه .
هل ترغب في سماع توضيحي ؟
ربما هذا المكان ليس مناسب للحديث ، لِمَ لا نخرج ونجلس في أحد البارات لنتحدث ؟
لم أُرِك المدينة جيداً بعد "
لياو : " لماذا لم يأتِي معك ؟
لابد أنه الآن في طريقه إلى هنا أليس كذلك ؟"
أمعن تشو لويانغ النظر في لياو …...
تحت انعكاس ضوء كشاف الهاتف ،
بدا وجه لياو شاحباً قليلاً ،
لكنه كان فتى وسيم جداً
لولا تلك الحادثة ، لكان يبدو أكثر حيوية
كان يرتدي ملابس عصرية يفضلها الشباب الياباني ، جسده نحيف ، وشعره طويل قليلاً ، يغطي جزءاً من حاجبه وعينه ، مما أضفى عليه شعور طفيف بالقلق
تشو لويانغ : " لم يتواصل معي حتى الآن .
لياو هل تريد الحصول عليها ؟"
أعاد لياو عين فورسيتي إلى جيب سترته ، دون أن يجيب
تشو لويانغ: " تريد حقاً العودة إلى الماضي ، لمنع وقوع هذا الحادث أليس كذلك ؟"
لياو : "بما أنك تعرف أنه بالإمكان العودة بالزمن ، فلماذا لم يقترح أحد منكم فعل ذلك من أجلي ؟"
تشو لويانغ : " الأمر ليس كما تعتقد .
يبدو أن لديك الكثير من سوء الفهم تجاهنا .
حسناً، إذا كنت لا ترغب في الخروج ، فلنتحدث هنا ،
لياو . يمكنني أن أخبرك بكل شيء ، منذ اليوم الذي حصلنا فيه على عين فورسيتي وحتى الآن ، بالتفصيل "
توجه لياو إلى جانب ، بينما جلس تشو لويانغ على السرير الزنبركي، وقال: " تعال ، لياو ، لنتحدث ونحن جالسين "
لياو : " لا ، أفضل البقاء واقفاً ، لقد مضى وقت طويل منذ شعرت بالوقوف "
بدأ تشو لويانغ يسرد له القصة كاملة ، من اليوم الذي حصلوا فيه على عين فورسيتي وحتى النهاية
تشو لويانغ : " هذا كل شيء .
لم أكذب عليك ، أنت أخي .
لم يكن لدي أي اعتراض على العودة إلى الماضي ، وإيقاف وقوع الحادث …"
لياو : " نعم ، لم تكن تعرف شيئ .
لكن ماذا عن دوجينغ؟ هو كان يعرف "
تشو لويانغ: "……"
لياو : " عندما عاد إلى الوطن ، اكتشف الأمر بعد وقت قصير .
كان يعرف أن هذه الساعة يمكنها إعادة الزمن إلى الوراء ، لكنه لم يذكر أبداً العودة إلى الماضي لإيقاف الحادث "
في تلك اللحظة ، بقي تشو لويانغ عاجز عن الرد ولم يستطع دحض كلام لياو
لياو : “ لا بأس ، على أية حال ، أنا حصلت عليها الآن ، ولم يعد الأمر يتعلق بكما "
تغيرت نبرة صوت تشو لويانغ إلى الجدية : “ ما الصفقة التي عقدتها مع الروس ؟!”
تجاهل لياو السؤال وقال فجأة : “ لقد تغيرت نبرتك كثيراً ، غاغا ، منذ أن التقينا مجدداً ، أصبحت وكأنك شخص آخر "
: “ أنا…” تشو لويانغ لم يعرف كيف يتصرف مع لياو ، حاول أن يفسر ، لكنه أدرك أنه في تلك اللحظة ، لا يستطيع إقناع لياو
لياو : “ لأنني الآن في حالة جيدة ، أليس كذلك ؟
لأنني لست جالس على كرسي متحرك ، وأطرافي سليمة ، لذا غيرت موقفك وتعاملك ،
لم تعد تتحدث معي بلطف كما فعلت خلال تلك السنة التي قضيتها في العناية بي، لأنك كنت تشفق علي "
تشو لويانغ: “ أنت غريب يا لياو "
تراجع لياو بضع خطوات ودخل في الظلام ، لكن تشو لويانغ لم يتحرك نحوه
تشو لويانغ بصوت منخفض في الظلام ، ممتلئ بالأسف والندم : “ لا ينبغي أن تكون كذلك .
كنت أعتقد أنك تعلم دائمًا ، أنني أحبك "
لياو : “ لكن حبك لدوجينغ أكبر "
تشو لويانغ: “ هل يمكن مقارنة هذه المشاعر ؟”
انفعل لياو : “ لا يمكن مقارنتها ؟!
أنت حتى كنت مستعد للموت معه !
عندما قلت تلك الكلمات، هل فكرت بي؟
ماذا سأفعل ؟
ماذا سأفعل ؟!”
بابتسامة في عينيه ، نظر تشو لويانغ إلى لياو ، لكن في ذلك الظلام ، لم يستطع أحد رؤية تعبيرات الآخر الحقيقية ، كان جميعهم محاطين بظلام الليل الطويل
تشو لويانغ : “ هل شعرت أنك تعرضت للخيانة ؟”
أجاب لياو بجمود : “ نعم غاغا ،
لم أعد أملك أي توقعات منك ،
كل ما أريده يجب أن أسعى إليه بنفسي "
في ذلك اليوم ، أدرك أخيرًا أن تشو لويانغ لم يكن سوى عابر سبيل ، وأن الأمل الوحيد الذي تبقى له كان مع والده ووالدته الراحلين
تشو لويانغ : “ لكن ، يا لياو ، يا أخي
ستدرك يومًا ما أن العلاقات بين الناس دائمًا تكون قصيرة و…”
لياو : “ لا تقل المزيد .
لن أغير رأيي،
غاعا ، عندما قلت تلك الكلمات لدوجينغ،
كنت قد قررت في قلبي أنك شخص مقدر له أن يرحل "
تشو لويانغ: “ لكنني ما زلت هنا "
لم يرد لياو ، وبعد صمت طويل ، قال تشو لويانغ أخيرًا : “ هل ستعطيني عين فورستيتي من فضلك ؟”
لياو : “ لا ،، هي الآن في يدي "
حدق تشو لويانغ في الظلام ،
كان يعلم أن ساتانوفسكي قد أبرم صفقة مع لياو ،
ربما أخبر لياو أنه يعرف مكان هذه القطعة ووضع شرط للحصول عليها ،، ووافق ساتانوفسكي على طلبه ، مما سمح له بالعودة إلى وان سيتي والعثور على الساعة
لكن ما الذي حصل مقابل ذلك …
لياو : “ لقد وعدني الروس ،،،
أنهم لن يؤذوكم بعد الآن .
بعد أن أنتهي من هذه المهمة ، طالما بقي والدي ووالدتي على قيد الحياة ، سأعطيهم القطعة ، سيكون هذا هو الحل الأفضل "
تشو لويانغ : “ لا يمكنك أن تعطيهم الساعة .
سيقتلونك ويقتلون كل من تم التعرف عليهم !
وايضاً ، يا لياو لا يمكنك إنقاذ حياتهم إلا إذا كنت على استعداد للقتل !”
همهم لياو في الظلام ، وكأنه يتراجع بسرعة
نهض تشو لويانغ : “ علينا أن ننتظر حتى يأتي دوجينغ، ثم نفكر في خطة .
أعطني إياها الآن .
لا يمكن للروس أن يتركوك لتقوم بالأمر بنفسك ، وإذا جاء من يراقبك، سيكون الوضع خطير "
لياو فجأة : “ ابتعد عني !
ماذا تحاول أن تفعل ؟”
علم تشو لويانغ أن لياو لم يكن خصمه ، لكنه لم يكن ينوي استخدام القوة ، ربما يمكنه استخدام سلطته كأخ كبير لإجباره على تسليم عين فورسيتي ، لذا اختار الاقتراب ببطء من أخيه ، وكان تخمينه صحيح
في الظلام ، جاءت لكمة قوية
تشو لويانغ تصدى لها على الفور ، وفهم فجأة أن هناك شخص آخر في المستودع !
صاح تشو لويانغ : “ من هناك ؟!”
{ لا يمكن أن يكون الروس قد وصلوا بهذه السرعة ! }
سمع صوت سوب في الظلام : “ توقف عن إفساد خططنا "
فكر تشو لويانغ بسرعة { يبدو أن ساتانوفسكي لم يثق بلياو ليقوم بالأمر بنفسه ، فأرسل سوب لمساعدته ! }
لكن قبل أن يستوعب ما حصل بالكامل ، تلقى ضربة أسقطته على السرير
حاول النهوض ليهرب ، لكن سوب أمسكه وأوقعه أرضاً
لياو بقلق: “ لا تضربه بشدة !”
أخذ سوب قطعة خشبية وضرب بها رأس تشو لويانغ، فسقط مغشيًا عليه
سوب : “ سيستيقظ قريبًا
لا أعرف أين فينسنت الآن ، لكنه سيأتي قريبًا ،
يجب أن نغادر بأسرع ما يمكن "
شغل سوب إنارة المستودع ، وقف لياو في الزاوية ، وجهه مليء بالخوف ويتنفس بصعوبة ، بينما رأس تشو لويانغ ينزف ، و مغمًى عليه على الأرض
عند الفجر ،
استيقظ تشو لويانغ ووجد نفسه مقيد بالحبال ، ممددًا على جانب السرير في غرفة فندق
سوب بشعره المنسدل ، يتصفح جهاز لابتوب ، يراقب تسجيلات كاميرات المراقبة ، مستخدمًا معدات الأقمار الصناعية من المقر الرئيسي للوصول إلى مطار هانيدا
سوب : “ لا تصرخ ، لا أريد أن أضطر إلى إغلاق فمك مجددًا "
استطاع تشو لويانغ الحفاظ على هدوئه : “ أين لياو ؟” ،، يعلم أن دوجينغ في طريقه إليه ،،
لم يتصل به ربما لأن وكالة التحقيقات راقبت أجهزة الاتصال الخاصة به ،،
كان المشهد غريب ، كأن الزمن عاد إلى عام مضى ، لكن مع اختلافات طفيفة في التفاصيل ،، الوقت يترك آثاره ببطء ، ولو كان عامًا فقط، فهو يحمل تغييرات صغيرة
بدا سوب أصغر سنًا مما كان عليه عندما التقيا لأول مرة
سوب : “ إنه يقيم مع زوجة والدك في هذا الفندق ،
سيعودون إلى طوكيو قريبًا ، حتى لو جاء فينسنت ، لن يجد مكانك ، ستظل هنا لبعض الوقت ، وعندما أغادر ، سأضغط على زر عدم الإزعاج ، ولن يتم إخلاء الغرفة . تقبل الواقع بهدوء "
تشو لويانغ ببرود: “ لن يعود "
سوب: “ سيعود ، لأن والدك لا يزال في اليابان ، تحت مراقبة السيد ساتانوفسكي "
فهم تشو لويانغ فجأة — لياو لديه سبب يجبره على العودة . ساتانوفسكي بانتظاره في طوكيو ، مستخدمًا جميع موارده ، وألمح إلى لياو بأنه عليه تسليم الساعة في مطار هانيدا، وبعد ذلك ، سيصبح بإمكانه تغيير الماضي ، واختيار طريق آخر ، ومغادرة مطار هانيدا برفقة والده
حاول تشو لويانغ التحرر قليلًا ، لم تكن الحبال مشدودة ، لكنها مربوطة بطريقة خاصة ، جعلت من المستحيل عليه أن يتحرر
تحدث سوب بعد أن أنهى فحص المراقبة ، أغلق اللابتوب ، واستدار على الكرسي لينظر إلى تشو لويانغ : “ هل تظن أن فينسنت سيأتي لإنقاذك ؟
أعتقد أنه لن يأتي ، وفقاً لما حدث في الماضي، من المستحيل أن يأتي "
نظر تشو لويانغ إلى سوب بصمت
سوب : " هل تصدق ما أقوله الآن ؟
في الخطوة التالية ، سيذهب فينسنت إلى مطار هانيدا ، وعلى الطريق السريع المؤدي إلى المطار ، سيلحق بسيارة والدك ويحاول الاستيلاء على تلك الساعة "
لم يتفوه تشو لويانغ بكلمة
في تلك اللحظة ، كل التفاصيل التي حدثت في السابق اتحدت تحت تأثير الزمن لتشكل صورة مكتملة
حادث السيارة في هانيدا ، ظهور دوجينغ ، المطاردة بين السيارات ...
سوب يتمتم : " قواعد الزمن رائعة بشكل لا يصدق ,
كل شيء يتطور وفقاً لهذه القواعد التي لا يمكن الهروب منها ، وفي النهاية يؤدي إلى تلك النتيجة الحتمية "
تشو لويانغ: " إذا كان الأمر كذلك حقاً ، فما الذي نقوم به الآن ؟
هذا تناقض في كلامك .
إذا كان المستقبل لا يمكن تغييره ، فإن كل ما تفعله الآن عبثي ،
فالذين يجب أن يموتوا سيموتون في النهاية .
وإذا كان من الممكن تغيير الوقائع ، فإن دوجينغ قد يأتي ، لذا لا يمكنك أن تكون مطمئن تماماً ."
سوب متأملًا : " بالحديث عن هذا ,
أريد أن أسألك ، يا سيد تشو ،
لقد استخدمت أنت و فينسنت مرارًا عجلة الجسيمات الضوئية للعودة في الزمن .
هل نجحتم في تغيير ما حدث خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ؟"
تشو لويانغ : " نعم , ضمن نطاق معين .
لكننا اكتشفنا أمر واحد ، لا يمكننا كسره مهما حاولنا "
تغيرت ملامح سوب قليلًا، وسأل : " ما هو ؟"
لم يُجب تشو لويانغ ، لكنه لاحظ من تعابير وجهه أن الروسي لا يزال يخفي عنه بعض الأمور ، أو بالأحرى ، أن الطرف المعادي ايضاً لا يعرف النقطة الحاسمة
بعد فترة من الصمت ، سأل سوب مجدداً : " برأيك ، ما الذي يتسبب في هذا ؟"
تشو لويانغ: " لماذا تعمل لصالح الروس ؟
على حد علمي ، إن لم يحدث شيء غير متوقع ، كان يجب أن تكون في هذا الوقت ما زلت تتدرب ، و أنك تلميذ دوجينغ "
سوب : " لديّ رغبة في العودة إلى الماضي ، لاتخاذ قرار آخر .
هل من الصعب فهم هذا يا سيد تشو؟
لقد وعدني ساتانوفسكي ، وقد أوفى بوعده .
كنت أرغب في عقد صفقة معك مرارًا ، لكنك كنت ترفضني في كل مرة "
تشو لويانغ: " الآن يمكنني مساعدتك ، لقد تم التصديق عليك "
ابتسم سوب ساخرًا : " أنت تمزح صحيح ؟
الحديث عن التعاون في هذا الوقت ،
هل له أي معنى ؟"
ساد الصمت بين الطرفين مجدداً
تشو لويانغ: " هل لديك شخص تريد إنقاذه ايضاً ؟"
سوب: " سأخبرك بالحقيقة ، لا بأس في ذلك .
أنا فقط أريد أن أُنقذ نفسي .
في اليوم الذي تعرفت فيه عليك ، كنت قد اكتشفت أنني مصاب بمرض ما .
ولكن الآن ، مع عودة الزمن إلى هذه اللحظة ، كل شيء تم حله ، طالما أنني لا أقوم ببعض الأشياء ، فلن يكون لهذا المرض أي علاقة بي "
أدرك تشو لويانغ الأمر : " آه..."
لم يكن يهتم حقًا بنوع المرض الذي كان يعاني منه سوب ، لكن الأمر كان واضح ، فكل شيء يمكن أن يتغير تمامًا بناءً على قرار بسيط في الماضي
سوب: " أنت لم تخبرني بعد ، ما الذي لا يُمكن كسره بأي حال من الأحوال ؟"
تشو لويانغ بتلقائية : " لا شيء "
كان يرغب فقط في كسب الوقت ، فقد أصبح من الواضح له أن سوب قد علّق شهيته لمعرفة الحقيقة ،
لم يعرف تحديدًا ما هو الاتفاق بين سوب و ساتانوفسكي ، أو حتى الاتفاق مع لياو ،
لكن بناءً على رد فعل لياو ، كان يستطيع أن يخمن جزء كبير من الحقيقة—
— في صباح الثالث من يناير ، عندما فرّ هو ودوجينغ من المبنى التجاري ، لم يكن أمامهما خيار سوى ترك لياو
بدأ ساتانوفسكي بوضع خطة لتحديد الوقت في الماضي ، ولكن باستثناء منتصف تلك الليلة ،
لم يكن يمكنهم العودة إلى أي نقطة زمنية أخرى ،
حيث لم تكن عين فورسيتي بحوزته ،
مما سيجبرهم على بذل جهد كبير للعثور عليها
كان دوجينغ على دراية تامة بهذا الأمر
في النهاية ، عقد ساتانوفسكي ولياو صفقة ، وحددوا زمن العودة إلى الثالث عشر من مايو ، قبل أكثر من عام ، عندما كان لياو ووالدته في إجازة في الوطن لزيارة جدهما .
كانت هذه هي الفرصة الوحيدة للياو للحصول على عين فورسيتي عن قرب
ولتجنب أي تدخل ، أصبح سوب جزء من الفريق المصدق عليه للسفر عبر الزمن ، وكمكافأة لتعاونه مع ساتانوفسكي في العثور على تلك الساعة ، حصل على فرصة لتغيير ماضيه
عندما عاد ساتانوفسكي إلى الماضي ، عاد الجميع معه ، وأخذ لياو الساعة
أما سوب فقد أنجز ما لم يكن قد انتهى منه ، وجاء لحماية لياو والتأكد من أنه سيتمكن من أخذ عين فورسيتي معه ، والعودة إلى طوكيو
الآن، من المؤكد أن ساتانوفسكي ينتظر لياو في طوكيو ، وبمجرد أن يضمن لياو سلامة أسرته ، فلن يحاول مرة أخرى إعادة تشغيل الزمن لمواجهة مخاطر مجهولة
النتيجة الوحيدة لهذه القضية هي تسليم الساعة إلى ساتانوفسكي ، وإنهاء علاقتهم بها بشكل نهائي
سوب: " الكذب في هذا الوقت ليس عادة جيدة يا سيد تشو
ساتانوفسكي أمرني بإخفاء الأمر عن شقيقك ، وأُرسلك لتقابل الإله ،
لكنني أتعاطف مع لياو ، لذا لا أريد أن أقتل "
ثم أضاف بابتسامة باهتة ، وهو يخرج مسدس صغير على شكل أحمر شفاه من حقيبته : " لكنني بالطبع لا أمانع في القتل إذا لزم الأمر "
تشو لويانغ وهو يهمس : " تعتقدون أن كل شيء سينتهي إذا انتهى الأمر بساعة عين فورسيتي إلى ساتانوفسكي ، أليس كذلك ؟"
نظر إليه سوب بتمعن
تشو لويانغ: " لكن في كل مرة يُعيد فيها ضبط الزمن ويعود إلى الماضي ، كل الأشخاص الذين تم التصديق عليهم من قبل ، بما فيهم أنت ، و أنا ، و دوجينغ، ولياو...
نحن الأربعة ، في كل مرة يستخدم الروس هذه القدرة ، سنعود نحن ايضاً قسرًا إلى الماضي ——-
وهذا ما لا يُريد الروس مواجهته .
لأن هذا سيضيف المزيد من المتغيرات .
هل أنت متأكد أنه لن يقتلك في النهاية ليتخلص منك ؟"
ضاقت عينا سوب فجأة ،،،،،، ومن هذه النظرة أدرك تشو لويانغ أن ساتانوفسكي لم يخبره بهذا التفصيل !
هذه هي المرة الأولى التي يُسحب فيها سوب إلى هذا الدوران الزمني ، حتى أنه لا يعرف مدى تأثير العودة بالزمن
وفي تلك اللحظة ، سُمع فجأة ضجة كبيرة من تحطم الزجاج ،
اقتحم دوجينغ المكان من الشرفة عبر كسر الزجاج ، محاط بأشعة الشمس الساطعة ، وانقض على سوب
نهض سوب وأدار مسدس أحمر الشفاه ، ولكن قبل أن يتمكن من التحرك ، كان دوجينغ قد دفعه بجسده إلى الخلف
دوجينغ بلهجة خطيرة : " اطلعت على نتائج دورة القتال الخاصة بك، إذا كنت راسب ، فكان من الأفضل لك البقاء في المركز لإعادة الاختبار "
ثم أمسك دوجينغ بمعصم سوب ورفعه بحركة مفاجئة ليرميه من فوق كتفه ، دون أن يهتز جسده النحيل الطويل ، وألقى به من الشرفة مباشرة !
حدث انفجار في الأسفل ،
وارتفعت أصوات إنذارات السيارات
وقف تشو لويانغ ينظر إلى دوجينغ بذهول
وفقًا للزمن والذكريات الماضية ، كانت هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها دوجينغ وتشو لويانغ بعد مغادرة الجامعه
كان يرتدي بدلة رسمية من منظمة العملاء ، وكان يبدو أكثر نحافة واهتمام من أي مرة رآه فيها تشو لويانغ من قبل ، مع إصابات على وجهه واضحة جداً
تشو لويانغ: " أخيرًا جئت "
اقترب دوجينغ من السرير وركع على ركبتيه ، وحدق في تشو لويانغ في صمت
الستائر مفتوحة بفعل الرياح ،
وانسابت أشعة الشمس في الصباح الباكر عليهما
رفع تشو لويانغ يديه المربوطتين ولمس وجه دو جينغ بلطف
تشو لويانغ متفاجئ : " كيف فقدت كل هذا الوزن في هذا العام ؟ "
دو جينغ: " لأني اشتقت إليك "
——يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق