Ch71
خرج تشو لويانغ ودوجينغ من الفندق مسرعين ، تمامًا كما هربا من فندق بينسويلا سابقاً
تشو لويانغ: " لقد حصل لياو على عين فورسيتي ! كيف عرفت أنني هنا ؟"
دوجينغ: " تحققت من سجلات الفندق الذي أقاما فيه يوم عودتهما . وصَلت الساعة السادسة صباحًا ، ثم راقبت من شرفات الغرف واحدة تلو الأخرى، حتى وجدتُك أخيرًا . للأسف ، والد زوجتي لا يزال في طوكيو ، وبعد موازنة الأمور ، قررتُ أن أبحث عنك أولاً "
جعلت كلمة ' والد زوجتي' تشو لويانغ يشعر بالحيرة وقال: " لا تمزح !"
توقف دوجينغ عن المشي ، وحدق بجدية في تشو لويانغ : " أنت لا تظن أننا مجرد أصدقاء أليس كذلك ؟
لأن الزمن عاد إلى الوراء ، فهل تعتقد أنه يُمكنك التصرف وكأن شيئ لم يحدث ؟"
دفعه تشو لويانغ بينما وقف في ممر الطوارئ : " أسرع !"
و بدأ صوت الإنذارات يعلو : " نحن محاصرون هنا "
لم يتردد دوجينغ، ووضع يده على الحائط ، مسيطرًا على تشو لويانغ
تدلت ربطة عنقه قليلاً وهو ينظر للأسفل نحو تشو لويانغ
دوجينغ : " يجب أن توضِّح لي هذا الأمر أولاً "
تشو لويانغ : " نعم ، نعم !
أنت مجنون !
ألا تستطيع الشعور بالصبر قليلاً ؟"
كرر دوجينغ: "ما هي علاقتنا ؟"
تشو لويانغ : " أنت حبيبي "
أخيرًا ، ترك دوجينغ سراحه وأمسك بيده ، متوجهًا نحو الباب الأمني في بهو الفندق ، حيث الحراس يدخلون
فتح دوجينغ الباب فجأة ، فاندفع الحارس إلى الخارج بسبب قوة الاصطدام
دوجينغ بأدب : " آسف " ثم سحب تشو لويانغ معه وغادرا
تشو لويانغ: "……"
تشو لويانغ: " لقد عدنا الآن إلى أكثر من سنة مضت " وفتح دوجينغ باب السيارة الرياضية ، فسأله لويانغ : " من أين حصلت على هذه السيارة ؟
لنذهب للبحث عن لياو أولاً !"
دوجينغ وهو يرتدي نظارته الشمسية : " لقد رحلوا بالفعل . سرقت السيارة .
سنذهب الآن إلى المطار ، لنحاول اللحاق بهم .
اربط حزام الأمان ، سننطلق بسرعة كبيرة "
عاد دوجينغ إلى الماضي بروح مليئة بالتحدي والمغامرة
سأل تشو لويانغ بينما يربط حزام الأمان: " لكن كيف علمتَ...؟"
انطلق دوجينغ بالسيارة بسرعة ، ووصلت السرعة إلى 180 كيلومتر في الساعة ، مما جعل تشو يشعر باندفاع الأدرينالين وهو يُضغط في مقعده ، وكأن قلبه صعد إلى حلقه
تشو لويانغ: " خفف السرعة !"
دوجينغ: " الوقت هو المال ، والوقت هو الحياة "
تشو لويانغ: "……"
كانت السيارة الرياضية تتجاوز السيارات الأخرى كالصاروخ
فتح تشو لويانغ حقيبته وبدأ يبحث عن شيء : " ماذا لو لم نتمكن من اللحاق بلياو؟"
دوجينغ: " سنختفي بعيداً ،
أنا وأنت ،
بعيدًا عن متناول ساتانوفسكي "
تشو لويانغ ارتجف : "هذا جنون …." وفتح تطبيق الترجمة على هاتفه
دوجينغ: " ماذا تفعل ؟"
أخرج تشو لويانغ الورقة الممزقة من المذكرة السوداء وبدأ في ترجمة النص المكتوب بخط اليد باللغة الروسية ، لكن البرنامج واجه صعوبة في التعرف عليها ، مما جعل الترجمة تظهر بشكل متقطع
تشو لويانغ: " هذه مذكرات جدي الأكبر ... انتبه للطريق !" رفع رأسه فجأة وتغير وجهه عندما لاحظ سيارة نقل كبيرة أمامهم : " سنصطدم بها !"
احتكر السيارة الرياضية من جانب الشاحنة الكبيرة وتجاوزتها بسرعة هائلة
دوجينغ: " إقرأ "
تشو لويانغ : " لقد حصلتُ عليها من صديقي المقرب إيلسانلوف ساتانوفسكي .
إنه رمز مقدس من الطائفة الاسكندنافية ، عجلة كبيرة تمتلك قوة لا تُضاهى في التحكم بالزمن ...
هذه الترجمة صعبة الفهم ! ..."
دوجينغ: " أكمل "
نظر دوجينغ إلى نظام الملاحة —— أقل من عشرين دقيقة للوصول إلى المطار
واصل تشو لويانغ القراءة : " عجلة الزمن تستمر في التقدم ، لكنها قد تتعثر أحيانًا ، وقوة عجلة الزمن هذه ستساعد البشرية على إيجاد حياة جديدة .
لكن الشيء الوحيد الذي لا يُمكن تغييره هو الحياة والموت ..."
ارتجف صوته وتابع : " التضحية بالحياة والموت هي صفقة مع الشيطان وفقًا لعقائدهم ..."
ازداد توتر لويانغ : " دوجينغ ما يُحدث هنا مقتبس من عقائدهم : ' التحرر من قيود الحياة والموت يكون من خلال تقديم تضحيات ، حيث يكون الجميع ، الصالح والطالح ، الكبار والصغار ، الرجال والنساء ، متساوين أمام الإله '"
ظلت تعابير دوجينغ هادئة : " إذًا في كل مرة يحدث فيها موت خلال انعكاس الزمن ، لإنقاذ حياة واحدة ، يجب التضحية بأخرى حية ، وهذا عادل "
تشو لويانغ: " لياو لا يعلم بهذا . لقد حذرته ، لكن كيف يعمل هذا ؟"
دوجينغ: " انزل من السيارة " وصلا إلى المطار ، وركضا بسرعة إلى صالة الانتظار
نظر تشو لويانغ إلى معلومات الرحلات الجوية
تشو لويانغ: " لقد انتهى صعود الركاب "
تذكر الرحلة التي كان عليها لياو —- في ذلك اليوم الذي تلقى فيه خبر وفاة والده ، سيظل يتذكر هذه الرحلة طوال حياته
ذهب دوجينغ إلى الكاونتر لشراء التذاكر ، كان هناك رحلة أخرى بعد عشرين دقيقة
دوجينغ: " أسرع ، ما زال هناك وقت "
صعد تشو لويانغ إلى الطائرة وقلبه يخفق بقوة
بدأت المضيفة بتوزيع الوجبات ، وغمرت تشو لويانغ أفكار عديدة
سأل تشو لويانغ دوجينغ: " ما الذي سيحدث بعد ذلك ؟"
ضبط دوجينغ مقعده ليكون مائلًا ، مستلقيًا بجوار تشو لويانغ دون أن يتحدث
تشو لويانغ : " قال سوب ، وفقًا لما حدث في الماضي ، أنك ستُلتقط بالكاميرات في مطار هانيدا و ستستقل سيارة ، وتلحق بوالدي ، ثم تطلق النار على لياو..."
قاطعه دوجينغ : " لا ،، ألم تفكر أبدًا في احتمال آخر ؟"
نظر تشو لويانغ إلى دوجينغ
دوجينغ: " ماذا لو أن ساتانوفسكي لم يكن ينوي من الأساس أن يُنجز لياو هذه المهمة ؟
لديه وقت كافي لتنظيم الأمور ووضع رجاله في كمين بمطار هانيدا، والاستيلاء على عين فورسيتي بشكل علني "
ارتجف صوت تشو لويانغ : " إذن ، هذا يعني أن القاتل الحقيقي في هذه الحادثة قد يكون من الروس !"
توجد العديد من التفاصيل التي لم يفهمها تشو لويانغ بعد
دوجينغ: " سأنام قليلًا ، أيقظني عندما نصل "
تشو لويانغ: " منذ متى لم تنم ؟"
دوجينغ: “ قريباً سأُكمل شهر "
بحث تشو لويانغ في جيب دوجينغ الداخلي للبدلة ، ورأى علبة الأدوية التي يحملها معه دائماً ، كانت فارغة بالفعل . من الواضح أنه عاد إلى البلاد على عجل ولم يجلب ما يكفي من الأدوية
تشو لويانغ : “ يجب أن يكون لياو ووالدته قد أنتهوا الآن .
أما والدي ، فهو الآن في المطار بانتظار استقبالهم "
عندما وصل تشو لويانغ إلى مطار هانيدا، بدأ في الاصطفاف للمرور عبر الجمارك
لياو و المواطنين اليابانيين ، ليس عليهم الانتظار مثل السياح ، ولذلك سبقوهم
كان دوجينغ واقف في قاعة الوصول ، ورفع رأسه لينظر إلى الكاميرا المثبتة على العمود
تشو لويانغ: “هل ستذهب لاستئجار سيارة ؟”
و شعر تشو لويانغ وكأنه هو ودوجينغ يتقدمان خطوة بخطوة في دوامة غريبة من الزمن
دوجينغ: “هل تعتقد أن لياو سيُكرر ما حدث في الماضي ؟” خلع دوجينغ نظارته الشمسية ، وظهر على وجهه تردد واضح
تشو لويانغ : “ لو كنت مكانه ، كنت سأحاول إقناع والدي بالذهاب إلى المترو "
دوجينغ: “ساتانوفسكي لن يسمح للياو بالمغادرة .
بعد حصوله على الساعة ، سيقتله فوراً "
في تلك اللحظة ، سُمع صوت إطلاق نار من بعيد
تعالت صرخات هستيرية في قاعة الوصول ،
واصفّر وجه دوجينغ، ودفع تشو لويانغ ليختبئ خلف العمود ، بينما نظرا إلى الخارج ، وشاهدا رجال الشرطة والحراس يركضون جميعاً باتجاه المترو !
دوجينغ: “ ابقَى هنا !” ثم اندفع مسرعاً
لم يستمع تشو لويانغ إليه ، و ركض باتجاه آخر ، نحو الحشد الذي يهرب بجنون
حدث إطلاق نار في المطار … هذا لم يحدث في ذاكرته ، فمن الذي قام بذلك ؟
لكنه سرعان ما وجد الإجابة —رأى زوجة أبيه ممدة في بركة من الدماء ، وحولها كثير من الأشخاص يحاولون وقف نزيف الإصابة في صدرها
وفي لحظة ، ظهرت صورة واضحة في ذهنه
لقد كان دوجينغ محقاً —لياو ، بسذاجة ، اعتقد أن الصفقة انتهت بعد تسليم الساعة ، ولكن أتباع ساتانوفسكي أخرجوا أسلحتهم فوراً
لكن زوجة أبيه حمت ابنها لياو ، وتمكن من الهرب ، بينما سقطت هي في بركة من الدماء
و الآن ، من يمتلك عين فورسيتي ؟
تشو لويانغ: “ لياااو ؟ أبي !”
استدار تشو لويانغ ، وبحث بنظره من حوله ، وهو ينادي :
“ لياااااااووو !”
رأى مجموعة من الروس ببدلات رسمية يركضون بسرعة ، ثم رأى دوجينغ يركض خلفهم ،
قفز وتقلب في الهواء وأسقط آخرهم أرضاً ، وانتزع السلاح من يده
التفت القاتل الذي يتقدمهم فوراً ، ودون تردد أطلق دوجينغ رصاصة سريعة أسقطته أرضاً ، ثم قفز وتدحرج ، وانهالت الطلقات من حوله ، رصاصات تتطاير في كل اتجاه
اختبأ خلف عمود المطار
المعركة النارية المفاجئة زادت من الفوضى ،
تهاوت الأبواب الزجاجية تحت ضغط الهاربين ،
وتعالت الصرخات الجنونية ——-
كثير من الناس يدفعون ويسقطون ، و الأرض مغطاة بالمصابين والدماء
لم يجرؤ تشو لويانغ على أن يُصدر أي صوت ، وظل يبحث حوله ، بينما دوجينغ يقف خلف العمود ، يُعبئ الرصاص ، ويطلق طلقتين أخرى
وفي هذه اللحظة ، رأى تشو لويانغ والده ولياو
كان تشو سونغ يحمي ابنه الصغير ، وكلاهما مختبئان خلف آلة بيع ذاتية ، و والده يضع يديه حول رأس لياو ، رغم أن هذه الحماية لن تجدي في مواجهة الرصاص
لياو يبكي بلا توقف ، ينظر باتجاه المكان الذي قُتلت فيه والدته ، ويرتجف بشدة ، وفي يده لا يزال يُمسك عين فورسيتي بإحكام
تشو لويانغ: “ الحمد لله ! ليااااو !”
سمع والده النداء باللغة الصينية ، فرفع رأسه بنظرة غير مصدقة ، متطلعًا إلى تشو لويانغ
تشو لويانغ: “ أبي…” تبادل تشو لويانغ النظرات مع والده تشو سونغ
تشو سونغ: “ لويانغ ؟” ارتجفت شفتا والده ، وظهرت على وجهه ملامح عدم التصديق ، لم يفهم لماذا ابنه الأكبر موجود في هذا المكان
رفع لياو رأسه ، وتبادل النظرات مع تشو لويانغ
نظر تشو لويانغ إلى تشو سونغ ، وشعر في تلك اللحظة وكأنهما ينظران عبر الزمن
تدفقت دموعه دون أن يشعر ، وانتحب بصوت مبحوح : “ أبي…”
كان لياو يرتجف ، وبعد لحظات طويلة هدأ قليلاً
عرف تشو لويانغ أن هذا ليس وقت للم شمل العائلة ،، مد يده نحو لياو
تشو لويانغ : “ أعطني إياه " وحرك شفتيه بصمت : “ ثق بي "
أخرج لياو الساعه من جيبه ، ونظر إلى تشو لويانغ ، وهز رأسه ، ثم وضع الساعة على الأرض ، وتحكم بيده اليسرى في لوحة التواريخ ، بينما أمسك اليد الأخرى المؤشر
صرخ تشو لويانغ: “ لا، لا تفعل هذا الآن !”
نهض تشو لويانغ ، وانطلق نحو أخيه
في تلك اللحظة ، استدار دوجينغ من خلف العمود ، وفي غمضة عين اندفع نحو لويانغ ، رمى المسدس و تدحرج على الأرض نحو تشو لويانغ
اندفعت الطلقات نحو آلة البيع الذاتية ،
وفي لحظة بدا الزمن وكأنه يتباطأ مع حركة لياو
و تقلص الضوء من حولهم ،
وتغير المشهد أمام عيني تشو لويانغ ،
وعادوا إلى مدينة وان بالصين ،
في الفندق ،
سوب : “…”
تشو لويانغ : “…”
سوب : “ ماذا فعلتم ؟”
تشو لويانغ : “ أطلق سراحي…”
وفي تلك اللحظة ، قفز دوجينغ في الهواء ، حطم النافذة الزجاجية ، واقتحم الغرفة !
لم يجرؤ سوب على الاشتباك مع دوجينغ هذه المرة ، فاندفع نحو باب الغرفة ،
لكن دوجينغ انقض عليه ، انحنى على الأرض ، وأمسك بكاحله
جر دوجينغ سوب بلا رحمة ، وثبت كاحله ، ثم نهض ودفعه ، وحمله بكل سهولة ، و قام بحركة قاسية ، ورفعه بيد واحدة ورماه بقوة نحو النافذة الزجاجية ، محطماً إياها وقاذفاً به خارج الفندق !
تشو لويانغ : “ لياو عاد بالزمن !”
لم يفهم تشو لويانغ لماذا عاد لياو إلى الساعة السابعة صباحاً ، ربما علّمه ساتانوفسكي كيفية تحديد مواقع الزمن
دوجينغ : “ في هذا الوقت يكونون قد غادروا ، وهم في طريقهم إلى المطار ، لنسرع !”
اندفع دوجينغ نحو السيارة : “ لياو ليس مضطراً للعودة إلى طوكيو… ماذا يفكر ؟”
تشو لويانغ: “ إذا لم يعد ، سيقع والدي في يد ساتانوفسكي. يجب عليه أن يعود !”
بعد سبع ساعات ، مطار هانيدا
خرج دوجينغ وتشو لويانغ من الجمارك ،
فجأة سُمع صوت إطلاق نار مجدداً ، وتكررت الصرخات والفوضى ذاتها ، لكن هذه المرة جاء صوت إطلاق النار من اتجاه آخر
دوجينغ: “ منطقة سيارات الأجرة ، اتبعني "
ركض الاثنان عكس اتجاه الهاربين ، مروراً بجانب مجموعة من الروس
وبسرعة أسقط دوجينغ أحدهم أرضاً ، وأخذ سلاحه ، وأنهى هذه العصابة من القتلة في بضع ثواني
أصوات الطلقات أحدثت ذعر أكبر ،
حتى تشو لويانغ صُدم ،
وكان صوت الرصاص القريب يسبب له ألم في طبلة أذنه
لم يتحدث دوجينغ ، بل استغل يده الأخرى ليعانق تشو لويانغ ، واختبأ الاثنان وراء عمود
كان تشو لويانغ يبحث بلا توقف عن لياو ، لكنه رأى الروس القادمين لدعمهم
دوجينغ: “ لديهم كمائن في محطة المترو ومحطة سيارات الأجرة . كنت محق ، ساتانوفسكي لا يريد أن يُنقذ لياو "
دوجينغ أطلق النار على المزيد من القتلة ، وأخذ تشو لويانغ في حضنه ، قائلًا له ألا ينظر إلى مشهد الجحيم من حولهم ، ثم صرخ: “ لياو ! اخرج لنتحدث ! لا يمكنك الهروب !”
تزايد عدد القتلة الروس ، واقتربوا منهم ، نظر تشو لويانغ لأعلى ورأى القتلة يرتدون البدلات الذين أرسلهم ساتانوفسكي
همس تشو لويانغ : “ إنهم يعرفوننا "
دوجينغ: “ لابد أنه مختبئ في ركن ما في المطار . لا تنسى أنه ايضاً في حلقة الزمن ”
لم يكن لدى دوجينغ رصاص في مسدسه بعد الآن ، فألقى به جانباً ، وركع على ركبته ، وعانق تشو لويانغ ، وكأنه لا يرى القتلة من حوله ، وقام بتقبيل خده
دوجينغ : “ لقد حان الوقت ،
هذا جيد ، لا أريد التفكير في أي شيء آخر "
لكن في تلك اللحظة ، تغير الزمن مجدداً ،
وعادوا مرة أخرى إلى الساعة السابعة صباحاً
تشو لويانغ: “…”
سوب لم يتحدث ، بل نهض وهرب نحو باب الفندق ، بينما قام دوجينغ بتحطيم النافذة الزجاجية ، ودخل الغرفة للمرة الثالثة
أُغلقت الغرفة خلفه بصوت مدوي ، وهرب سوب
دوجينغ ركض لبضع خطوات ، لكنه فقد تلك الثانيتين الحاسمتين
تشو لويانغ : “ لا تهتم به
أطلق سراحي الآن ! لياو سيعود بالزمن مجدداً !”
لعن دوجينغ بضع كلمات ، ثم اقترب من السرير
دوجينغ : “ أريد أن أمارس الجنس معك ،
لن نذهب إلى طوكيو بعد الآن "
تشو لويانغ: “ أنت مجنون ! أطلق سراحي بسرعة !”
دوجينغ اتكأ على السرير ، ونظر إلى تشو لويانغ
دوجينغ : “ لقد كنت في حالة هوس الأيام الأخيرة ، لا أستطيع السيطرة على نفسي "
: “ يمكنك ذلك ….”
شعر تشو لويانغ بالخطر ، قدميه ويديه مقيدتين ، وعلم أن دوجينغ لا يمزح ، لكنه كان يؤمن أن دوجينغ يستطيع التحكم في نفسه
تشو لويانغ : “ دوجينغ ! اصمد لبعض الوقت ”
دوجينغ لم يقل شيئ ، وفي النهاية فك قيود تشو لويانغ
دوجينغ : “ الأمر لا يتكرر ثلاث مرات " ، وأخذ تشو لويانغ إلى الطابق السفلي ،، وصعدا في السيارة ، متجهين نحو المطار
دوجينغ وهو يقود : “ يجب أن نصل قبل أن يبدأ لياو بالعودة إلى الوراء للحصول على عين فورسيتي "
تشو لويانغ : “ ثم ماذا ؟
هل سنستخدم الزمن لصالحنا ؟
هل تتذكر كيف فعل ساتانوفسكي ذلك ؟”
دوجينغ : “ أذكر ذلك تقريباً "
لويانغ : “ أتذكر ايضاً خلال معركة إطلاق النار في المطار ، رأيت لياو يستخدم يده اليسرى للتحكم في قرص التاريخ ، ويده اليمنى لضبط المؤشر ،
لجعل قرص التاريخ يتزامن مع المؤشر ،
لكن كيف سنستخدم ذلك ؟”
دوجينغ: “ لنعود إلى قبل خمس سنوات ،
اليوم الذي التقينا فيه في السكن ،
ثم نذهب مباشرةً إلى وان للحصول عليها "
تشو لويانغ : “ ساتانوفسكي لن يتخلى بسهولة عنها .
أنت وأنا وسوب ولياو و ساتانوفسكي ، خمسة أشخاص ، سنعود جميعًا إلى خمس سنوات مضت "
دوجينغ : “ سوب لن يعود ، رغبته قد تحققت ، وما يتعين علينا التعامل معه هو ذلك الروسي .
بعد ذلك ، عندما نحصل عليها ، سنبحث عن مكانه ، لابد أنه مختبئ في مطار هانيدا، لن يسلمها لأحد آخر ، يجب أن يحصل على الساعة أولاً ، ويمكننا أن نقتله في المطار ، ونستخدمه كاختبار ، ثم نبدأ العودة لنرى ماذا سيحدث ، وأفضل سيناريو هو أنه يجب أن يموت ايضاً "
تشو لويانغ : “ هل كنت تقتل كثيرًا في هذا العام ؟”
دوجينغ صمت للحظة ، ثم أجاب : “ ليس كثيراً ، لكن من أجلك ، سأفعل ذلك بكل سرور "
تشو لويانغ لم يعلم ماذا سيحدث إذا مات شخص معتمد ، ثم عاودوا العودة إلى الخلف . هل سيحتفظ بكل الذكريات السابقة ؟
ظل تشو لويانغ يفكر { لكن كيف سنحصل عليها ؟
في المرتين السابقه ،
رغم أنني لا أعرف كيف أقنع لياو والدي ،
لكنني متأكد أن لياو جعل عائلته تأخذ المترو أو يستبدلون ذلك بأخذ سيارة أجرة
لكن في المرتين فشل لياو ، وكانت زوجة أبي لا تزال تموت ، بسبب القتلة الروس المرسلين ، الذين يتربصون في مخرجي النقل الرئيسيين في مطار هانيدا
ما وعد به ساتانوفسكي لياو لم يكن سوى كذبة
و كانت غايته فقط أن يحصل على الساعة ، ثم يستولي عليها ، ويقتل لياو ليصمت
لن يتمكن من القيام بذلك داخل الصين ، لأن عملية استعادتها في مدينة وان كانت صعبة للغاية ،
ولم يكن لديه أي تأكيد على مكان وجود عين فورسيتي }
تشو لويانغ : “ لياو يجب أن يجد طريقة أخرى …
قد يستخدم حجة … حجة لديه شيء مهم
ليؤجل العودة إلى طوكيو ليوم واحد "
دوجينغ : “ إذا فعلت ذلك ، فسوف يجد ساتانوفسكي نفسه في وان ، لا تنسَى أن والدك دائمًا هو الرهينة .
لديهم في وان مبنى تجاري ، لكنهم لا يريدون القيام بذلك بتهور "
على تشو لويانغ أن يعترف بأن تسليم عين فورسيتي إليه وإلى دوجينغ هو الحل الوحيد
دوجينغ : “ والدك وزوجة أبيك ، ربما يمكن أن يعيش واحد منهما فقط ، بدءًا من الآن ، يجب تعديل الخطط للمستقبل ،
إذا كنا سنعتبر حياة ساتانوفسكي كقربان ”
تشو لويانغ : “ وأفراد الأمن ؟”
دوجينغ: “ لقد قتلت العديد منهم في البداية ، هؤلاء الأشخاص قد يموتون جميعاً ، ليصبحوا ضحايا حادث السير ذاك "
( الحادث الي يقصده دوجينغ هو الحادث الي مات فيه ابو لويانغ ،، لو فاكرين كان حادث كبيييير لدرجة طلع في الاخبار ،، سيارات كثيييره تصادموا في بعض وسموه - حادث سيارات متسلسل - حوالي 30 سياره )
شعر تشو لويانغ بقشعريرة
دوجينغ : “ إذا كان من الممكن أن يعيش أحد أفراد عائلتك في الحادث ، من تود أن يكون ؟ هل تود أن يعيش والدك ؟”
تشو لويانغ لم يستطع الإجابة على هذا السؤال
دوجينغ أوقف السيارة : “ لا تتحدث ، سأقرر بدلاً منك "
وصلوا إلى المطار ، في الساعة الثامنة وعشرون دقيقة ، والشمس تشرق
طوكيو ، مطار هانيدا ، في حلقة الزمن ، اجتازوا الجمارك للمرة الثالثة
أكد دوجينغ لتشو لويانغ : “ الأمر لا يتكرر ثلاث مرات "
قال تشو لويانغ لدوجينغ : “ هذا والدي "
دوجينغ نزع نظاراته الشمسية ، وعاد لينظر إلى تشو لويانغ بجدية ، قائلاً : “ لقد رحل بالفعل و مات لويانغ ”
تشو لويانغ يحمل جواز سفره بيده ، يتأمله مرارًا وتكرارًا ، كوسيلة لإخفاء تعابيره الحقيقية ، رغم أن هذا الفعل لم يُجدِي نفعًا أمام دوجينغ
في الحقيقة ، كلمات لياو تلك كانت كصفعة على وجهه ، لدرجة أنه عندما رأى والده في الماضي ، لم يجرؤ حتى على الذهاب إليه ليعانقه
لأنه كان يشعر بالذنب ، حتى لو أتيحت له الفرصة لتكرار كل شيء ، لم يكن لديه الجرأة لاستعادة حياة والده
دوجينغ فجأة : " إذا كان الشخص الذي توفي في الحادث هو أنا...
هل كنت ستفعل نفس الشيء ؟"
( هل ستفعل مقل لياو وتحاول إنقاذي زي مايحاول ينقذ ابوه وامه )
أراد تشو لويانغ أن يقول ' نعم ' فوراً لكن غير رأيه ، تذكر أن دوجينغ لم يكن يخاف من الموت ، والشيء الوحيد الذي يخاف فقدانه هو تشو لويانغ ، لذا أجاب : " لا "
بينما مجموعة الحراس يتحركون ببطء ، فكر تشو لويانغ للحظة ، ثم قال في النهاية : "هل تأمل أن أفعل ذلك ؟"
دوجينغ حصل على أفضل إجابة ، وعندما حان دوره لإجابة السؤال ، اقترب أولًا ومرّ عبر الجمارك ، وتبعه تشو لويانغ
دوجينغ في حيرة : " لا أعرف " وهو ينظر إلى تشو لويانغ
انتظرا قليلاً في صمت ، ومرت بضع ثواني ، ولم يُسمع إطلاق النار الثالث
دوجينغ : " في النهاية اختار لياو موقف السيارات .
سأذهب لاستئجار سيارة ، انتظرني هنا ، لا تذهب إلى أي مكان "
شعر تشو لويانغ فجأة بشعور غريب ، كأنه تعرض لذكريات مزيفة تتداخل في ذهنه ،
وأخذت الخطوط التاريخية الواضحة والواقعية في الظهور ببطء
وفي تلك اللحظة ، تم سحب خطين متكررين من الزمن إلى ذاكرته ، لم يستطع حتى أن يحدد ما إذا كانت تلك الأحداث قد حدثت بالفعل أم أنها مجرد ذكريات كاذبة في عقله —
{ هل سيعود سوب ؟ }
لم يعرف تشو لويانغ لماذا ، لكنه كان يشعر بتنبؤ قوي ، وكأنه يشعر بسوب قريب منه ———-
ذهب إلى آلة البيع التي كان يختبئ خلفها والده ولياو ، واشتري زجاجتين من المشروبات ، واستلم رسالة من دوجينغ فيها موقعه
نظر إلى كاميرات المراقبة ، ودار في ذهنه :
{ هل سأظهر في كاميرا المراقبة ؟
إذا ظهرت ، هل سيرى سوب في المستقبل وجود شخص آخر في الخط الزمني ؟
هذا لن يتطابق مع الماضي المعروف ! }
لكن عندما خرج من صالة الوصول ، توقفت سيارة على جانب الطريق ، وأنزل دوجينغ نافذة السيارة
ركب تشو لويانغ في السيارة ، وهمس: " لا عجب "
دوجينغ : " لا عجب ماذا ؟"
فهم تشو لويانغ أخيرًا : " لا عجب أن سوب لم يرني في كاميرا المراقبة .
لأنني لم أظهر في موقف السيارات عند تسليم السيارة !"
أجاب دوجينغ بلا مبالاة : " نعم ،، فهل تنوي الاعتذار ؟ لقد سامحتك "
كان تشو لويانغ ينوي الاعتذار بسبب غضبه عند رؤية لقطة كاميرا سوب ، واعتذاره لدوجينغ عن بروده ، لكن عندما أعاد التفكير ، أصبح أكثر ارتباك
تشو لويانغ: " لكني أعرف أنك كنت بمفردك تأتي إلى مطار هانيدا .
في ذلك الوقت ، لم أكن لأتبعك ، كنت حديث التخرج ، وما زلت في البلاد "
عندما وصلوا إلى طريق هانيدا السريع ،
زاد دوجينغ سرعة السيارة إلى أقصى حد ،
وأدار عجلة القيادة ببراعة ، متهربًا من العديد من السيارات
دوجينغ : " لا يوجد شيء يسمى ماضي .
ما تسميه ماضي هو الآن "
تشو لويانغ: " ماذا ؟"
تطابقت جميع الألغاز المعلقة تقريباً في نهر الزمن ، باستثناء هذه النقطة ——
من المفترض أن تشو لويانغ في يوم تخرجه لا يمكنه الهجوم فجأة ويأتي إلى اليابان ، لكن ما يسمى ' ذلك اليوم ' هو بالتأكيد اللحظة الحالية ، لأنه قد عاد إلى الماضي
دوجينغ: " الماضي في الذاكرة .
هل هو ماضي حقيقي ؟"
تشو لويانغ : " وإلا ؟"
لكنه سرعان ما سكت ، فهو يعلم أن دوجينغ قد فهم الأمر ، ولا يرغب في تشويش تفكيره
تشو لويانغ: " أنا الآن في حالة من الضياع ، هل غيرنا الماضي ؟"
دوجينغ : " لا يوجد 'نحن'، هناك فقط ' أنت'.
هذه هي طريقة عمل مبدأ دوران شعاع الضوء ( الي قاله الروسي ) ،
أليس واضح لك ؟"
: " لحظة ….." أشار تشو لويانغ إلى دوجينغ
{ إذ كانت الأفكار المتشابكة والأسباب والنتائج تبدأ بالظهور ببطء في ذهني ،
مثل جزر تظهر فوق سطح البحر ، تحتها قارات واسعة وغامضة ….}
تشو لويانغ : " هناك احتمالان فقط ،
الأول هو أنني غيرت الماضي ،
والثاني هو لا "
تسارع حديث تشو لويانغ بسرعة، موضحًا جميع الاحتمالات المحتملة: " الاحتمال الأول . في هذا الماضي ، لا يوجد أنا ، يوجد فقط أنت ، وأنت وروسيا تتبعان لياو ووالدنا ، وتحدث اشتباكات على الطريق السريع ، مما أدى إلى حادث .
إذا أتيت الآن ، سيجعل 'الماضي'، أو بالأحرى ' الآن'، مختلف "
لم يتحدث دوجينغ مركزًا على قيادة السيارة ، متجاوزًا ست أو سبع سيارات ، حيث أظهر مهارته العالية في القيادة
تشو لويانغ : " الاحتمال الثاني :
أعتقد أنني عدت إلى الماضي ، غيرت مصائر الجميع ، لكن في الواقع ، عودتي محكومة بالتاريخ "
دوجينغ : " كما في أفلام الخيال العلمي "
تشو لويانغ: " لكن هذا غير منطقي !
هناك عطل !
لأنه في حياتي ، لم يكن هناك يوم الرابع عشر من مايو ، ولا تلك الذكريات للعودة إلى الماضي !
إذا كان الزمن لا يحتمل التغيير ، وإذا كررت حياتي مرة أخرى ، فهل سأقوم بتبني لياو مجدداً ، وأصبح وليًا عليه ، ثم ألتقي بك مرة أخرى بعد عام ، وأعيش الأحداث التي عشناها سويًا ، وأعود في النهاية إلى هذا اليوم ؟"
شعر تشو لويانغ بالذعر { لا ،، لأن هذا يعني أنني سأُحبس مجدداً في دائرة زمنية تستمر لأكثر من عام ، وأي فكرة بسيطة قد تسبب انحراف في مسار الأحداث .
لذا ، فإن الفرضية الثانية ، التي تقول إن الوقت لا يمكن تغييره، مستحيلة تمامًا }
أدرك تشو لويانغ هذه النقطة، وبدأ يشعر بالراحة : " المستقبل ، أو لنقل الماضي ، يمكن أن يتغير "
دوجينغ : " كنت أعتقد أنك قد فهمت هذا عندما لم يمت ذلك الزعيم يو جيانكيانغ "
تشو لويانغ غير مصدق : " ولكن لماذا يبدو كل شيء وكأنه يتجه نحو مسار لا يمكن تغييره ؟”
ألقى دوجينغ نظرة على كمية البنزين : “ تغيير ماذا ؟”
نظر تشو لويانغ إلى دوجينغ في حيرة : “ الماضي ، ماذا تفكر فيه، دوجينغ؟”
دوجينغ : “ ما هو المرجع ‘ للماضي ’؟”
لم يفهم تشو لويانغ ما قاله دوجينغ تماماً ، لكنه كان يعلم أن دوجينغ لن يتلاعب بالكلمات عبثًا ، بل كان يحاول توضيح المسألة المعقدة له في هذا الوقت
تشو لويانغ : “ المرجع للماضي هو الحاضر دوجينغ "
دوجينغ بلا مبالاة: “ نادِني ‘زوجي’
إذن الماضي الذي تدركه ، متى حدث ؟”
تشو لويانغ وهو يشعر بأنه بدأ يتابع تفكير دوجينغ: “ لم يحدث . لم يحدث هذا اليوم بعد ، أو ربما هو يحدث الآن … لكنه بالتأكيد حدث ، أليس كذلك ؟
في الثالث عشر من مايو السابق ، أنا متأكد أنه حدث .
كنت في السكن ، رتبت أغراضي ، وعدت إلى منزلي في هويتشو ، وتلقيت برقية تعزية من طوكيو في المنزل …”
دوجينغ قال أخيرًا الحقيقة ، ورفع يده ، مشيرًا إلى جبهته 👈🏼 : “ هذه هي ذاكرتك .
ما تعرفه عن ‘الماضي’ السابق ، قد اختفى وأصبح مجرد ‘ذاكرة’ "
تشو لويانغ: “… احترس !”
بسرعة كبيرة قام دوجينغ بتوجيه المقود وتجاوز سيارة أخرى ، ولم يكن لدى تشو لويانغ الوقت لمواصلة تحليله معه – { سيارة والدي ! }
اتصل تشو لويانغ بوالده على الفور ، بينما ينظر بين الحين والآخر ، رأى سيارتين سوداء من طراز مرسيدس تتبعان سيارة والده بإصرار
تشو لويانغ : “ لماذا لا يمكنني الاتصال به ؟!”
دوجينغ وهو يمسك المقود بيد واحدة : “ لا تتصل . لابد أن لياو قد استخدم هاتف والدك ، وأضاف أرقامنا إلى القائمة السوداء ( حظر ) "
أدرك تشو لويانغ فجأة ، ولم يكن غريبًا أنه لم يتمكن من الاتصال به منذ مغادرة الصين ... كان يجب أن يجرب رقم آخر ، لكن لياو ذكي للغاية ، ومن المحتمل أنه فكر في هذه النقطة وربما اتخذ إجراءات أخرى
فتح تشو لويانغ نافذة السيارة : “ ليااااااااو !”
لكن المرسيدس الروسية فتحوا نافذتهم ايضاً
في تلك اللحظة ، انحرف دوجينغ بعنف ، مما أجبر تشو لويانغ على الرجوع إلى مقعد الراكب
السيارتان تسيران جنبًا إلى جنب ،
وظهر من داخل المرسيدس مسدس أسود لامع ،
ولم يمنحهم دوجينغ فرصة ، فداس على دواسة الوقود ، وتجاوزهم في لحظة
نظر تشو لويانغ إلى الخلف ، وفجأة ، أطلق المسدس المزود بكاتم الصوت طلقة حطمت المرآة الجانبية لسيارتهم ، فطار الزجاج واصطدم بالزجاج الأمامي !
استدار تشو لويانغ، مواجهًا النافذة الخلفية : “ لياو ! أبي !”
فتح دوجينغ كيس أمامه ، وأخرج بندقية قنص ، وبهدوء فتح نافذة السائق
تشو لويانغ بدهشة : “ من أين حصلت على هذه ؟”
دوجينغ: “ وجدتها في خزان الماء في مرحاض المطار .
لا يمكن للروس أن يدخلوا الأسلحة إلى البلاد ، وكان عليهم التعاون مع عصابات ياكوزا المحلية في اليابان ،،
أنت ستقود !”
قام الاثنان بفك أحزمة الأمان ، وتبادلا المقاعد ، وتفحص دوجينغ بندقية القنص ، وأطلق طلقة باتجاه الخلف
كانت سيارة دوجينغ تقف بين سيارات المرسيدس وسيارة الأب تشو سونغ ليحمي لياو ووالد تشو لويانغ ،
و زادت سرعة السيارات الخمسه ،
وكان تشو لويانغ يُصلّي ألا يتباطأ والده فجأة ، وإلا فإن الاصطدام سيحدث حتماً !
—- بوووووم !
طلقة أخرى اخترقت المقعد الخلفي ، وضربت ظهر المقعد الأمامي ، ثم تلتها عاصفة من الرصاص ———
انحنى القاتل الروسي من نافذة الراكب الأمامية ، وبدأ بإطلاق النار من رشاش آلي
صرخ تشو لويانغ : “ لا أستطيع رؤية الأمام !”
وأجبره دوجينغ على الانحناء أكثر
لم يجب دوجينغ ، و احتضن تشو لويانغ بذراع ، بينما أمطر الرصاص السيارة كالمطر ، امتلأت السيارة بالثقوب
أحاطه بذراعه ، وانحنى بجانبه ، ووجهه نحو تشو لويانغ ، و يده التي تحمل الرشاش باتجاه الخلف
و دون أن ينظر ، أطلق طلقة واحدة
أحدثت الطلقة دوي في السيارة ، وملأ الدخان السيارة ، وخرجت الرصاصة من السيارة ، نحو زجاج سيارة المرسيدس الخلفي ، فأصابت السائق في رأسه مباشرة
وفجأة ، خرجت السيارة من السيطرة ، وانحرفت ، وتسبب ذلك في اصطدام متسلسل ،
حيث صدمت خمس أو ست سيارات ببعضها البعض ،
طارت أول مرسيدس روسية خارج الطريق ، وتجاوزت الحاجز ، واصطدمت بشاحنة كبيرة في الاتجاه المعاكس ، وتحطمت على الفور
رفع تشو لويانغ رأسه بارتياح ، و جلس دوجينغ باستقامة ، وربط حزام الأمان له
فجأة ، تجاوزت مرسيدس ثانية سيارتهم ، وأسرعت باتجاه سيارة الأب تشو سونغ !
عض دوجينغ على رصاصة ، وضبط خزانة الذخيرة : “ اذهب إلى الجانب الآخر "
تشو لويانغ: “ هذه أقصى سرعة للسيارة ، إنها مستأجرة وليست سريعة "
لكن في تلك اللحظة ، تباطأت سيارة والده فجأة - أصبحت متوازية مع سيارة تشو لويانغ
في تلك اللحظة ، استدار تشو سونغ، ونظر إلى تشو لويانغ من خلال النوافذ بين السيارتين
لقد رأى والده في مجرى الزمن ، كل شيء بدا وكأنه وهم زائل ، لكن نظرة العين تلك كانت حقيقية للغاية
صرخ تشو لويانغ وهو يبكي : “ أبي !”
حرك والده شفتيه ، وقرأ تشو لويانغ ماقاله بوضوح
" خطر ، اهرب "
ثم تباطأت سيارة تشو سونغ ، و حاصرتها السيارتان
أدار دوجينغ مقعد تشو لويانغ ، وأخذ وضعية الانحناء ، موجهًا مسدسه نحو سيارة تشو سونغ
انحنى تشو سونغ على الفور ، وفي تلك اللحظة ، من الجانب الآخر ، أخرج القاتل الروسي من المرسيدس مسدس طويل يزيد طوله عن ثلاثين سم ، وأطلق النار في نفس اللحظة !
دوى صوت الرصاص ، وشُطرت مرآة السائق إلى أجزاء صغيرة
لم يتردد دوجينغ، أطلق عدة طلقات ، ووجه تشو لويانغ السيارة بعيدًا
دوجينغ : “ اللعنه السيارة مصفحة "
ثم تجاوزت السيارتان سيارة تشو سونغ في نفس الوقت ، وصاح تشو لويانغ غاضبًا : “ لياو ! اجعل أبي يغير المسار ويغادر الطريق السريع ! اهرب …… !”
دوّي صوت إطلاق النار داخل سيارة مرسيدس الخاصة بـ تشو لويانغ، وامتلأت الأبواب بالثقوب الناتجة عن الرصاص
دوجينغ: “ آخر رصاصة "
وجه دوجينغ مسدسه نحو عجلات سيارة العدو ، لكن في تلك اللحظة بالضبط ، اندفعت سيارة تشو سونغ نحوهم
ألقى تشو سونغ نظرة على ابنه الأكبر ، وأومأ برأسه ، وكان يرتدي على يده ساعة عين فورسيتي اللامعة
صرخ تشو لويانغ : “ لا——!”
في الحال ، أدار تشو سونغ المقود ووجه السيارة نحو سيارة المرسيدس
صرخ دوجينغ: “ أوقف السيارة ! اضغط على المكابح !”
وفي لحظة ، اصطدمت سيارة تشو سونغ بسيارة الروس ، واندفعت نحو الحاجز ، بينما أمسك دوجينغ بالمقود ، وضغط تشو لويانغ على المكابح بقوة ، فانحرفت السيارة وكادت أن تنقلب
و طارت سيارة تشو سونغ بعدما صدمتها سيارة المرسيدس وبدأت بالانقلاب على الطريق السريع ، لتتحطم أخيراً على الأرض
غشي السواد عيني تشو لويانغ ، وشعر بالدوار ، ثم توقفت سيارة المرسيدس ، لتبدأ سلسلة من الاصطدامات بين السيارات الأخرى
مما أدى إلى حادث تصادم كبير هز الأرض بصوت انفجار مدوي
ارتطمت سيارة تشو لويانغ بالحاجز ، وساد الصمت حوله ، بينما ظل دوجينغ يحتضنه بإحكام
لم يعلم كم من الوقت مر ، لكنه سمع صوت دوجينغ الخافت
: “ لويانغ ؟”
بدأ تشو لويانغ يلهث ، ثم فتح عينيه لينظر إلى دوجينغ
و الدم يسيل من جبينيهما
بعد فترة طويلة ، استعاد تشو لويانغ وعيه ، وأومأ برأسه ليُشير إلى أنه بخير
فتح دوجينغ باب السيارة ، ونزلا كلاهما ، ومشى تشو لويانغ مترنحاً باتجاه سيارة والده المقلوبة
زوجة أبيه مستلقية في بركة من الدماء ، وشعرها مبعثر . خرج لياو بصعوبة ، ورفع نظره إلى شقيقه الأكبر ، وانفجر بالبكاء
فتح تشو لويانغ باب السائق : “ أبي … أبي ؟”، وأخرج والده
اصبح تشو سونغ مستلقي في حضن تشو لويانغ ، ونزع ساعة عين فورسيتي الملطخة بالدماء ، ووضعها في يد تشو لويانغ
تشو سونغ بصوت خافت: “ ليا… لياو… في السيارة ، لقد… أخبرني… بكل شيء "
تشو لويانغ: “….."
فم تشو سونغ وأنفه مملوءين بالدماء : “ اهربوا… بسرعة… اهربوا ...
احمِي … لياو ”
حمل دوجينغ لياو ، وبدأ صوت صفارات الشرطة يقترب ،
———— وصلت الشرطة
موقع الحادث مليئ بالجثث في كل مكان ————
أمسك تشو لويانغ يد والده بشدة ، ورفع رأسه لينظر إلى دوجينغ
وضع دوجينغ لياو ، ليجعله يتكئ على حضن تشو لويانغ
بكى تشو لويانغ بحرقة ، وسلم عين فورسيتي إلى دوجينغ
ركع دوجينغ أمامهم ، ونظر إلى تشو لويانغ بنظرة حنونة
ركضت الشرطة نحوهم بسرعة ، ووضعوا شريط أمني حول المكان
وضع دوجينغ عين فورسيتي في بركة الدم
دوجينغ بصوت خافت : “ لنواجه ما سيأتي ،،،، أياً كان …."
: “ دوجينغ؟” صوت تشو لويانغ يرتجف
لف دوجينغ القرص لليوم بيده اليسرى ، وأدار المقبض بيده اليمنى ، وبينما آخر شرارة حياة في عيني تشو سونغ تتلاشى ببطء ، وفي اللحظة التي وصلت فيها الشرطة إلى الجميع——
———— بدأ الوقت بالتراجع ،
الرياح التي كانت تهب على الطريق السريع عادت أدراجها ،
الأوراق التي سقطت إلى الأرض عادت إلى أغصان الأشجار ،
والغبار الذي كان يتطاير عاد ليستقر ،
وفي تلك اللحظة ، بينما تشو لويانغ قريب جداً من عين فورسيتي ، شاهد الساعة وهي ترتفع ، لتعود إلى معصم والده ، وعاد نهر الزمن إلى الخلف ، وكأن المشاهد العديدة التي كان يراها قد عادت إلى مطار هانيدا ————
الاثنان يقفان عند مخرج الجمارك ، استدار تشو لويانغ بسرعة وعانق دوجينغ بإحكام
دوجينغ: “ اذهب وابحث عن لياو ووالدك . سأقتلهم جميعاً من أجلك "
بعد أن قال ذلك ، غادر دوجينغ بسرعة
وآخر ما يتذكره تشو لويانغ ،
وما سيبقى دائماً في ذاكرته ،
هو مشهد معطف دوجينغ الذي انساب مع الرياح وهو يعبر المطار باتجاه المخرج ،
————-يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق