Ch2
تبعد قرية يوجيا عن العاصمة مسافة طويلة جداً ،
وتستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام على حصان سريع ، وتستغرق وقت أطول إذا كان السفر على الأقدام مع كرسي السيدان ——-
موكب الزفاف يتوقف بشكل متكرر ،
حيث يتحركون نهارًا ويستريحون ليلًا ….
وفي عدة مرات ، شعر يو شياومان بالقلق وأراد أن يمشي مع الجميع ، لكنه دائمًا يُعاد إلى كرسي السيدان ——
الشاب الذي يقود الموكب يرتدي درع فضي قال بصرامة : "سيدتي ، من فضلكِ ابقي جالسة .
إذا كنتِ متعبة ، فاستريحي على الوسادة .
وقبل أن تدركي ذلك ، ستكونين قد وصلتِ "
على الرغم من أن هذه الكلمات بدت محترمة ، إلا أن يو شياومان استشعر تلميح من السخرية
——————————————-
—- الليل ،
بينما قرروا الراحة في نزل بالقرب من العاصمة ،
وجد يو شياومان فرصة للتحدث مع يو تاو
تجولت عينا يو تاو في المكان ، وبعد أن تأكدت من عدم وجود أي شخص آخر في الجوار ، همست قائلة : " الآنسة يو غير سعيدة بهذا الزواج ، و يبدو أن الجنرال لو متردد ايضاً ... يبدو أن كونك زوجة جنرال لن يكون سهلاً "
كانت يو تاو تقصد يو مينغلو ، وكان ' الجنرال لو ' بطبيعة الحال هو مُنقذ حياة شياومان الذي كان يسعى إليه منذ سنوات
خلال الرحلة ،
يو شياومان قد علم بالفعل القصة الكاملة من المربية ' المرأة العجوز ' ، وانتقل من الصدمة الأولية إلى محاولات تغيير الوضع ،
إلى القبول المؤقت ،
حتى أنه فكر في الهروب عدة مرات ….
ولكن بعد تفكير متأني ، أدرك أن هذه قد تكون فرصته الوحيدة ليكون بالقرب منه ، وتفويت هذه الفرصة يعني أنه لن تكون هناك فرص أخرى ، بعد كل شيء ، كان يفعل ذلك لرد الجميل ، ولم يكن يهم ما هي هويته ،
بعد أن فهم هذا ، قرر يو شياومان قبول وضعه ، ومع ذلك ، لا يزال يشعر بالحرج عندما كان الآخرون ينادونه ' سيدتي '
سأل يو شياومان بإحراج : " إذن لماذا تزوجت أصلاً ؟ "
يو تاو - كانت حادة وذكية ، و قد جمعت بالفعل معظم التفاصيل : " لأنه زواج تم ترتيبه من قبل الوالدين والخاطبة .
ألم يقولوا أن المحظية يو في القصر هي التي رتبت الأمر ؟ يجب أن يكون الإمبراطور على علم بذلك .
و إذا عصيت الانسة مينغلو الأمر ، فقد تُتهم بتحدي مرسوم إمبراطوري ويتم إعدامها هي وعائلتها "
خاف يو شياومان ، وتذكر عمليات الإعدام التي قرأ عنها وارتجف : " هل... هل سيقطعون رؤوسنا ؟ "
يو تاو بنبرة خائفة : " ربما ، لكنك جميلة .
حتى لو أدرك الجنرال أنك مزيفة ، فقد يتردد في فضح أمرك"
{ معظم حوريات البحر جميلات …. } فكر يو شياومان بعمق الذي قد نسي مظهره منذ فترة طويلة بعد أن كان حول الأخت الجميلة بيو — انتصرت الرغبة في رد الجميل ، وأغمض عينيه واتخذ قراره —-
قرر أن يتجاهل كل شيء آخر ويتظاهر فقط بأنه العروس ،
اقترحت يو تاو : " لكن عليك أن تخففي من صوتك ، يبدو صوتك كصوت فتى "
ولكونه فتى حقاً ، شعر يو شياومان بالذنب وتنحنح وأجاب بهدوء : "حسنًا "
ضحكت يو تاو : " لدي طريقة لمساعدتك على تخفيف صوتك . غني معي ' وو شان تشينغ ، يو شان تشينغ ..."
كان يو شياومان يغني بهدوء أثناء سفره على طول الطريق المتعرج إلى العاصمة ، وفكر في البحر البعيد حيث نشأ ، وشعر ببعض الكآبة لمغادرة مسقط رأسه ،
كان الربيع قادم ، وتساءل عما إذا كانت الأخت بيو ستأتي سرًا للاستمتاع بأزهار هايتنغ على الرغم من كرهها لعالم البشر ...
وفكر ايضاً في الأطفال الذين علمهم تحليق الطائرات الورقية ، وتساءل عما إذا كانوا قد تعلموا المهارة
لحسن الحظ ، لم يكن هذا وداع دائم . فبعد رد الجميل ، سيكون بإمكانه العودة
تقشعر يو شياومان ونظر إلى الأمام وارتجف …. { هل كان ذلك وهم ، أم أنني رأيت بالفعل بوابات المدينة الكبيرة والأسواق الصاخبة والوجه اللطيف المألوف للشخص الذي أنقذني ؟ }
انطلقوا عند الفجر ووصلوا إلى العاصمة بعد الظهر مباشرةً
قصر الجنرال لو في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة ،
دخل موكب الزفاف من البوابة الجنوبية وسرعان ما وصلوا إلى زقاق جينهوا المؤدي إلى البوابة الخلفية لفناء الجنرال لو
والمثير للدهشة أنه لم يُسمح للعروس بالدخول من البوابة الرئيسية ——
الأجواء المحيطة هادئة على غير العادة ،
استمع يو شياومان باهتمام وسمع المربية وحارس البوابة يتجادلان
المربية : “ سيدتنا هي الزوجة الشرعية للجنرال لو ،
وقد جاءت من مكان بعيد ،
كيف لا تفتحون البوابة الرئيسية ؟”
حارس البوابة : “ هذا أمر من السيدة الرئيسية .
إذا كان لديكم اعتراض ، فتحدثوا إلى السيدة العجوز ”
اتبع يو شياومان شرح يو تاو ، وفهم من نبرة الحارس أن ' السيدة الرئيسية ' كانت تملك السلطة الحقيقية في المنزل ، بينما ' السيدة العجوز ' تمتلك سلطة أكبر ،
و على الأرجح هي جدة الجنرال لو —-
خافت المربية من إثارة المشاكل ، فتراجعت أولاً ——
زعيم القرية دفع لها جيداً لضمان وصول العروس إلى سرير الزواج ——
تأرجحت العربة على الطريق ولكنها توقفت بثبات
عندما نزل يو شياومان كاد أن ينسى تغطية وجهه بطرحة الزفاف ... فساعدته يو تاو بسرعة وهي تعلن : “ العروس نزلت !”
لم يكن هناك أي رد —-
غادر الحراس المدرعون بالدروع الفضية ،
و أصبح الفناء أكثر هدوءًا ،
باستثناء خادمتين تساعدان في حمل الأمتعة ،
لم يأتِ أحد من أهل منزل الجنرال للترحيب بهم ،
رافقت يو تاو يو شياومان إلى السرير الخشبي المنحوت الوحيد في الغرفة ….
رؤية يو شياومان محجوبة بسبب طرحة الزفاف ،
فلم يستطع رؤية سوى بضعة أقدام تتحرك حوله ،
أحدها يو تاو التي ترتدي حذاء مزين بنقشة زهرة الفاونيا ، بينما الآخرون يرتدون أحذية وردية فاتحة وزرقاء ،
وبدا كما لو أنه تم تعيينهم على عجل ،
وبالفعل ، بعد فترة قصيرة ، اعتذرت الخادمتان عن الحضور ، وقالتا إن السيدة الرئيسية تحتاج إليهما في مكان آخر
وبمجرد أن غادرتا ، اشتكت يو تاو : " يبدو أنهما لا تهتمان بنا على الإطلاق "
رفع يو شياومان الطرحة لينظر حوله ، ولاحظ بعض زينة الزفاف : " لقد وضعوا بعض الزينة "
ردت يو تاو ، التي لا تزال تتكيف مع دورها كخادمة ، قائلة : " حتى اتخاذ محظية سيكون له مراسم أكثر من هذا "
اعتقد يو شياومان المرتبك أن زعيم القرية لم يقدم الكثير من المهور ، لذا لم يكن من المستغرب ألا يعاملوا أي بشكل كبير و مترف
وعلى الرغم من عدم معرفته بالكثير عن عادات الزواج ،
شعر يو شياومان أن عائلة لو تعاملت مع هذا الزفاف بإهمال ،
ومع ذلك ، حماسه لرؤية مُنقذه طغى على أي مخاوف
بينما يو تاو في الخارج تتحدث إلى المربية ،
كان يو شياومان يستكشف الغرفة ويمدد ساقيه ،
{ لا بد أن هذا هو فناء ' لو جي ' }
تذكر الأوقات التي عاشها بعد إنقاذه عندما سبح إلى الشاطئ ، على أمل أن يرى منقذه مجدداً ،
—————— ذكرى :
اعتاد ' لو جي ' أن يمارس فنون الدفاع عن النفس بالقرب من قرية يو جيا وغالباً يستريح بجانب البحر ،
وكان يو شياومان، الذي لا يزال في هيئة سمكة ، يسبح حوله
نظر الشاب لو جي ذات مرة إلى السمكة وابتسم : " ألستِ أنتِ السمكة الصغيرة التي أنقذتها في المرة السابقة ؟
هل أنتِ هنا لتشكريني ؟ "
كان يو شياومان على شكل سمكة يسبح بقوة ، محاولًا التعبير عن امتنانه ،
وجد المراهق لو جي هذا الأمر مسليًا ، جلس على صخرة وتحدث إلى السمكة : " اسمي لو جي. ما اسمك ؟ "
—————— نهاية الذكرى
اثاث الغرفة بسيط ،
الكتب القديمة مكدسة على المكتب ،
مع بعض الأوراق المكتوبة بشكل فوضوي تحتها ،
شعر يو شياومان الذي لم يكن جيد في القراءة ، أن الخط كان حاد ومفعم بالحيوية ، شعر أنها تشبه ' لو جي ' الشاب
والآن ، وهو جالس في غرفة لو جي،
شعر يو شياومان بالتوتر من مقابلته مجدداً ،
خوفًا من أن يفسد الأمور ،
عاد مطيعًا إلى السرير ،
وأعاد وضع الطرحة الحمراء بعناية لإخفاء وجهه الخجول ،
انتظر لساعات ——-
بحلول الظهيرة ،
طرقت يو تاو الباب ودخلت
نبهت المربية يو تاو أنه ليس من اللائق أن تبقى الخادمة في غرفة السيد لفترة طويلة ، لذا ظلت تتفقد ما إذا كان شياومان جائع
أجاب يو شياومان للمرة الخامسة ، وهو جالس باستقامة : " لستُ جائع ، هل جاء الجنرال لو ؟ "
تحدثت يو تاو وهي تنظر نحو الفناء الأمامي : " ليس بعد ، سمعت من الخادمة يونلو أن هناك عدة طاولات مجهزة بوليمة طعام ، وهم يشربون ايضاً .
قد لا يأتي لفترة من الوقت "
ارتاح يو شياومان لكنه شعر بخيبة أمل ايضاً ، وتمتم : "أوه"
مع حلول الليل ،
أصبح المحيط أكثر هدوء ….
يو تاو تخاف من الظلام ، لذا تتجاذب أطراف الحديث مع يو شياومان بشكل متقطع ، وتتحدث عن عائلتها الزراعية وكيف تم إرسالها إلى منزل زعيم القرية لأن أخاها الأكبر كان بحاجة إلى المال للزواج
هذا الحديث عن الوطن جعل يو شياومان يشعر بالحنين إلى البحر ، لكن سرعان ما غيرت يو تاو الموضوع متسائلة : " هل كان لديكِ حبيب في قرية يو جيا ؟ "
على الرغم من انفتاح الثقافة وتأثر قبيلة الحوريات بها ، إلا أن يو شياومان شعر بالخجل : " لا، لم يكن لديّ "
سألت يو تاو بخبث : " إذًا كيف تخططين لخدمة الجنرال لاحقاً ؟"
فكر يو شياومان : " بجلب الماء له ليغسل وجهه
وقدميه ؟ "
ضحكت يو تاو : " أنتِ عروس ولستِ خادمة "
يو شياومان : " إذًا ماذا أفعل ؟ "
اعترفت يو تاو بجهل مماثل : " لا أعرف ايضاً .
لم تقل المربية ذلك ، لكنني سمعت أن الجنرال لو قد تجاوز العشرين بالفعل . يجب أن يعرف ماذا يفعل "
حسب يو شياومان عمره ،
لو جي الآن في الثانية والعشرين من عمره ،
وهو كبير بما يكفي للزواج ،
ولكن من المحتمل أن يكون عديم الخبرة في هذا الأمر مثله
وبينما يو شياومان قلق ،
تنهدت يو تاو : " يقولون إن أسعد لحظتين في الحياة هما ليلة الزفاف واجتياز الامتحانات الإمبراطورية .
إلى أي مدى يجب أن تكون ليلة الزفاف سعيدة ؟ "
لم يكن يو شياومان يعرف شيئ عن الفرح ، فقط كان الانتظار صعب
لقد انتظر لمدة سبع سنوات ،
وبدت الليلة أطول من تلك السنوات السبعة ….
خصره متصلب وساقاه متخدرتين ،
يتمنى أن يجد نهر وينقع نفسه فيه ،
وعندما بلغ القمر ذروته وغلبه النعاس ،
لم تستطع يو تاو أن تقاوم ايضاً وعادت إلى غرفتها لتنام . ومع عدم وجود أحد ليتحدث معه ، وبينما وعيه مشوش ، استند يو شياومان إلى العمود الخشبي المواجه للنافذة ، تأمل الفانوس المعلق في الخارج ، وغفا ببطء —-
دفع ' لو جي ' الباب ليفتحه ، ورأى منظر العروس في ثوب الزفاف الأحمر وهي تغفو بجانب السرير ،
ألقى نظرة سريعة ثم نظر بعيداً ——
يوجد منحدر مبني أمام الغرفة ،
مما يسهّل مرور الكرسي المتحرك إلى الداخل ،
اتكأ لو جي على إطار الباب ، وبذل قوة بكتفه وذراعه ، وسحب الكرسي المتحرك ونفسه إلى داخل الغرفة
لا يوجد كرسي واحد في الغرفة ،
و الطاولات مضبوطة على ارتفاع مناسب لكرسيه المتحرك ،
الكتابات التي خربشها في انزعاج بالأمس لا تزال على الطاولة ،
وظل طبق الفاكهة الذي كان موضوع هناك خلال النهار دون أن يُلمس ،
مرّ لو جي بنظراته على غرفته ، و تعابير وجهه هادئة لا تنم عن أي فرح أو غضب
لقد جاء لأخذ شيء ما فقط
كان احتفال اليوم سخيف بالنسبة له ،
لم يكن يريد حضور الوليمة وكان يخطط للمغادرة في الصباح الباكر ، ومع ذلك ، عندما وصل إلى الباب ،
اعترضته السيدة العجوز ( الجدة )
و أشارت نحو قاعة الأجداد ( غرفة الأسلاف ) وقالت : " إن أعظم أمنيات ' وان إير ' هي أن تراك مستقر وسعيد .
والآن بعد أن أُصيبت ساقك ولا يمكنك تأسيس عائلة ، ولا تريد أن تتزوج زوجة ، هل تريدها غير قادرة على الراحة في سلام ؟ "
اسم ' وان إير ' هو اسم الأم البيولوجية لـ لو جي
بعد الحادث ، أصبحت والدته المتوفاة هي الشخص الوحيد الذي بإمكانه تحريك مشاعر لو جي ، لذا ، صرّ على أسنانه ، ولم يستطع على مضض أن يتجنب هذا التمثيل الذي قدمه للغرباء
في وقت سابق في القاعة الرئيسية لقصر عائلة الجنرال لو ،
كان العديد من المسؤولين الشباب السكارى يتمازحون حول إحداث جلبة في غرفة العروس وأرادوا أن يروا ما إذا كانت العروس جميلة
وتدخل أحدهم قائلاً إن العروس من قرية صيد ريفية وربما لا تزال رائحة السمك تفوح من جسدها ، و ملأت الضحكات القاعة ،
لكن لو جي، الذي جلس في هدوء ، ظل غير مبالي ، ولم تظهر عليه أي تموجات مثل المياه الراكدة
{ لو أن هذا قد حدث قبل ثلاث سنوات ،
لكانت مثل هذه الكلمات قد استفزتني بالتأكيد لدرجة الغضب و أستل سيفي }
عند التفكير في ذلك ، لو جي التوى فمه بطريقة ساخرة . { من كان يجرؤ على أن يكون وقح أمامي قبل ثلاث سنوات أصلاً ؟ }
كان هذا السيناريو الافتراضي بلا معنى تماماً
استيقظ يو شياومان عندما سمع حركة ...
صوت العجلات الخشبية التي تتدحرج وتضغط على الأرض ،
وصوت طفيف لغمد السيف يصطدم بالجدار ،
حتى في حالة جوعه وتعبه ،
حواس حوري البحر لا تزال حادة ،
وقف بسرعة وسأل بحذر : “ من هناك ؟"
حدق بعينين مفتوحتين لفترة من الوقت ثم تذكر أنه لا يزال تحت الحجاب الأحمر ...
رفع يو شياومان يده وأمسك بشريط مزين بالخرز عشوائيًا ،
وعندما رفع عينيه ، التقى بنظرة لو جي الباردة والحادة ،
انتهت النظرة عندما أنزل يو شياومان الحجاب ، جلس على السرير ، ويده على صدره النابض ، وصوته يرتجف : “ السيد الشاب لو…؟”
لم يتلقَى السؤال إجابة لفترة طويلة
استمع يو شياومان إلى صوت عجلات خشبية تتجه نحو الباب ،
كان شياومان متلهف بما يكفي لكسر القواعد مجدداً ورفع الطرحة بنفسه ،
{ لم أرى وجه لو جي بعد ! }
كما لو أنه يسمع أفكاره الداخلية ،
توقف الكرسي ذو العجلات الأربع عند الباب ،
وسُمعت أصوات ——
ظهر صوت الحارس الصارم المدرع من موظفي الاستقبال :
" أمر السيد الأكبر لو ( والد لو جي ) بأن تتم المراسم بدقة لتجنب الشائعات "
لو جي : " ماذا عليّ أن أفعل غير ذلك ؟"
الحارس : " على الأقل ارفع طرحة العروس واشرب كأس خمر الزواج "
لحظة من التردد عند الباب ،
ثم استدار لو جي واتجه ببطء نحو السرير ،
نظرًا لمجال رؤية شياومان المحدودة ، لم يرَى سوى حذاء و الكرسي المتحرك وجزء من طرف رداء ،
حذاء أسود عادي ، ورداء بسيط لشخص عادي ...
بالمقارنة مع ملابس شياومان الفاخرة ،
لم يكن مظهر لو جي يوحي بأنه العريس أبداً —-
وبينما يفكر ، ظهر ضوء مفاجئ فارتجف يو شياومان
و عندما استعاد وعيه ، رأى يد تُمسك بعصا ميزان عليها زهرة حمراء ، رُفع الحجاب الأحمر الذي يغطي رأسه لأيام
✨عصا الميزان :
وبعدها مباشرةً ، ظهر صوت ' بوووف ' ،
خفق قلب يو شياومان —- رأى العصا يُرمى جانبًا بلا مبالاة
حملت يونلو الخادمة التي دخلت الغرفة دون أن يلاحظها أحد ، صينية بها كأسين من النبيذ
أخذ لو جي الكأس الأولى ورفعها بصمت ، مشيرًا لشياومان بالخطوة التالية
أخذ يو شياومان الكأس الأخرى بسرعة ، وبينما أذرعهما متشابكة ، ضاقت المسافة بينهما فجأة
وبدون جهد ، يستطيع كل منهما رؤية وجه الآخر بوضوح
✨
حتى عندما كان يو شياومان لا يزال سمكة ،
كان يعلم أن لو جي وسيم ،
لقد حفظ و رسم ملامحه الوسيمة بالتفصيل في أحلامه ، متتبعًا كل بوصة منها على الشاطئ بأصابعه ،
لذا عندما سمع من الخادمة يو تاو أن يو مينغلو رفضت الزواج لأن ' الجنرال لو عجوز وقبيح ' وجد ذلك مثيرًا للسخرية —-
سبع سنوات لحوريات البحر هو جزء قصير من الحياة ، لكنها بالنسبة للبشر تعتبر تغييرات ضخمة ،
على سبيل المثال ،
من خلال ملامح الحاجبين والعينين الباهتة لـ لو جي ، بإمكان يو شياومان أن يرى بصعوبة الشاب الذي كان عليه في ذلك الوقت ….
ولكن الملامح الحادة ، والوجه الذي صمد أمام الزمن مثل الثلج والصقيع ،
والهالة الباردة و الوِحدة في عيني لـ لو جي ،
كل ذلك أخبر يو شياومان أن الأمور قد تغيرت ….
رفع لو جي رأسه ، وتحركت تفاحة آدم وهو يشرب الكأس ،
لم ينتظر حتى ينتهي يو شياومان من شرابه ،
و سحب ذراعه فوراً ،
و وضع الكأس الفارغ على الصينية ،
وأدار الكرسي ذي الأربع عجلات وغادر ،
أخذ يو شياومان رشفة من النبيذ بسرعة ،
ولم يهتم إذا اختنق وسعل ، وسأل بقلق : “ إلى أين تذهب ؟” ——- لم يُجب لو جي
: " ألا تتذكرني ؟ أنا..."
هذه المرة حصل على رد فعل ،
لكنه قاطع حديثه الذي كان ينتظره منذ زمن طويل —-
لم ينظر لو جي إلى الخلف ، صوته كان باردًا ، رافضًا أي مودة : “ هذه الغرفة ستكون لك من الآن فصاعداً .
غدًا ، رافقيني لتقديم الشاي في الفناء الأمامي .
بعد ذلك ، ستكونين حرة في القصر ”
لم يفهم يو شياومان
لم يكن يريد الحرية ، بل أراد سداد جميله ،
أراد أن يعود لو جي إلى مظهره المرح السابق ——
ولكن لم يكن لدى لو جي وقت ليستمع له ،
أخذ السيف وعلقه على الجانب الأيسر من كرسيه ،
ثم بمساعدة الحراس عند الباب ،
خرج ،
اختفى ظهره في الليل ،
الرجل بالرداء البسيط الداكن ،
الكتفين العريضة والمستقيمة جعلت الناس يتخيلون كم كان طويل القامة ومنتصبًا لو كان واقفًا …. ولكن الآن ، الشخص الذي كان يجوب ساحة المعركة بحرية و مليء بالحيوية ، لا يستطع إلا الجلوس على هذا الكرسي الضيق ، يحتاج إلى مساعدة الآخرين حتى للمشي ،
شعر شياومان بألم في قلبه ، رفع يده وضغط على صدره ، ونظر بشيء من الضياع إلى الباب ،
الباب الذي يحمل ' كلمات الزفاف الحمراء الكبيرة '
يُغلق أمامه ،
كلمات لم يقلها اختنقت في حلقه واختفت في لحظة ،
أطفأ الشمعة ،
واستلقى على سرير الزفاف بملابسه ،
استدار وأخرج قطعة قماش مزينة بطيات مربعة من صدره ،
هذه القطعة تُدعى ' حرير جياو ' قوامها رقيق كأجنحة الزيز ، ناعمة وحريرية ، وتلمع بوهج خافت في الظلام ،
لقد تم جمعه ونسجه بشق الأنفس باستخدام مواد معينة وحياكتها بواسطة يو شياومان —-
وبالنظر إلى شكل لو جي اليوم ، والذي كان أطول بكثير مما كان يتوقع ، لم يكن يو شياومان في عجلة من أمره على الإطلاق ، مما منحه المزيد من الوقت لإعادة صُنعها
يو شياومان في حالة بين النوم واليقظة ،
تداخلت ابتسامة لو جي الشاب والحيوي مع ملامحه المتجهمة التي رآها للتو ….
احتضن يو شياومان الهدية الثمينة بين ذراعيه بإحكام ، ، يردد الكلمات التي تدرب عليها مرات عديدة في قلبه : " اسمي يو شياومان ،،،
اللقب يعود إلى قرية يو ، فجميعهم هناك يحملون لقب يو ..
ولكن اسمي مأخوذ من موسم الشمس ،،
مثل قبل سبع سنوات ، اليوم الذي أنقذتني فيه "
تعليقات: (0) إضافة تعليق