القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch3 | رواية ليس سُدى | Not in vain

Ch3 


يقال إن لحظة من سهرة الربيع تساوي ألف ذهب ، 

ولكن عندما استيقظ يو شياومان لم يكتفِ بأنه لم يكسب أي ذهب ، بل كان يشعر بالبرد الشديد حتى أن يديه وقدميه كانتا متصلبتين ، وكاد أن يسقط من السرير عندما تقلّب 


فكر مليًا في أنه لم يكن هناك شيء مبهج في ليلة الزفاف ، وبعد أن استيقظ ، شارك أفكاره مع يو تاو، التي كان رد فعلها درامي جداً ، قامت بتصفيف شعره بدبوس الشعر ، مما تسبب في شعور يو شياومان بالألم


يو تاو : " هل كنتِ لوحدك الليلة الماضية ؟ 

ألم يكن السيد الشاب معك ؟"


: " لقد جاء ليأخذ شيئ ما "



: " فقط ليأخذ شيئ ؟"


فكر يو شياومان للحظة : " لقد رفع طرحة العروس وشرب بعض النبيذ "


: " ثم ؟"


: " ثم غادر "


: " اييييه ؟ و هذا كل شيء ! ..." يو تاو قلقة جداً لدرجة أنها ظلت تصفع جبهتها : " النوم في غرفتين منفصلتين في اليوم الأول من الزواج ! 

ماذا نفعل في المستقبل ؟ "


سألها يو شياومان عن سبب عدم تمكنهما من النوم في غرف منفصلة ، لكن يو تاو لم تستطع إعطاء سبب وأجابت : " يؤثر ذلك على العلاقة . 

هذا ممكن الحدوث إذا عاد أبي إلى المنزل في وقت متأخر وأمي تشعر بالقلق ، 

ناهيك عن البقاء خارج المنزل ... لا يوجد سبب يجعل الزوج والزوجة ينامان منفصلين "



على الرغم من أنه لم يفهم التعقيدات تماماً ، إلا أن يو شياومان كان قلق بشكل أعمى


المربية التي رافقت العروس قد أكملت مهمتها بشكل مرضي ، وحزمت أمتعتها ، و مستعدة للعودة إلى المنزل ، وقبل أن تغادر ، ألحّت على يو شياومان قائلةً له ' أن يؤدي عمله بشكل جيد ، 

وألا يلحق العار بقرية عائلة يو ، 

وأنه ستكون هناك فوائد له فيما بعد '


كانت المربية كبيرة في العمر وتعرف أكثر من يو تاو ... وبينما يو شياومان على وشك أن يسألها عن النوم في غرف منفصلة ، طرق أحدهم الباب —-



الخادمة يونلو : " لقد حان الوقت ، أرجوكِ أسرعي أيتها السيدة الشابة " 


هذه الخادمة جاءت للمساعدة في الغرفة بالأمس ... 

( إلي جابت صينية خمر الزفاف ) 

نبرتها غير محترمة جداً ، و غير صبورة بعض الشيء ، مما أثار الإحباط في المربية وأجبرها على الالتفاف في اليوم السابق 


سمعت المربية ايضاً عن عدم بقاء لو جي في الغرفة الليلة الماضية ، تنحنحت وبوقفة كاملة ، قالت باتجاه الباب : "من فضلك دعي الصهر الجديد يدخل أولاً ، 

فلدينا عادة بقريتنا تتطلب مساعدتك "


حبس يو شياومان أنفاسه لا شعورياً وأدار رأسه لينظر نحو الباب ….. 

كان يعتقد أن لو جي سيرفض أو سيغادر كما فعل الليلة الماضية ، ولكن سرعان ما انفتح الباب الخشبي من الخارج ، ودخل لو جي وهو جالس على الكرسي المتحرك ، 

كانت الخادمة يونلو تدفعه إلى الداخل


غيّر رداءه اليوم ، و لكن لا يزال بسيط ، 

و الزينة مثل تيجان الشعر وأربطة الجبين التي يفضلها النبلاء والمسؤولون الحاليين ، 

والتي رآها يو شياومان في الشارع ، غائبة كلها عن لو جي ، 

لقد ربط شعره ببساطة ، 

مع بعض خصلات من الشعر الأسود المنسدلة بجانب أذنيه ، 

مما أضاف لمسة من اللطف إلى وجهه الحاد والصارم ،


تحدث لو جي ببرود  : "ما الأمر ؟ "


لا بد أن المربية ، التي تجرأت على استدعائه ، كانت لديها خطة احتياطية 


فانتزعت المشط المصنوع من خشب الصندل من يد الخادمة يو تاو المذهولة وتقدمت إلى الأمام لتضعه في يد لو جي 


المربية : "على الرغم من أن مكاننا مجرد قرية ، إلا أن عاداتنا في الزواج لا تقل كثيرًا عن العادات الموجودة في العاصمة . 

لقد كنا مشغولين جداً بالأمس ، وسمعت أن صهرنا الجديد لم يُمشط شعر سيدتنا الشابة بعد ؟ "


و بإشارة سؤال إلى يو تاو ، يو تاو أومأت برأسها على الفور بقوة ، و التفتت المربية بارتياح وتابعت الإقناع : " لا بأس بتخطي العادات الأخرى ، ولكن من تقاليد الأجداد أن يمشط العريس شعر العروس في اليوم التالي للزفاف . 

إذا لم أرَى ذلك بأم عيني ، فأنا لا أعرف حقًا كيف أشرح ذلك لزعيم القرية عندما أعود "


— كلما كان الزنجبيل أكبر سنًا ، كان أكثر توابلًا —- 

( تشبيه يدل على = الحكمة )


كانت كلمات المربية سلسة وسليمة ، 

معبرة عن استيائها من الإهمال ، 

وتمنح عائلة لو مخرج من هذا الإهمال ، 

و تثبت هيبة العروس في عائلة زوجها ، 

ضاربة ثلاثة عصافير بحجر واحد . 

أرادت يو تاو أن تصفق عند سماع ذلك 


أصبح يو شياومان أكثر توتر


زمّ لو جي شفتيه ، وعبس بحاجبيه قليلاً ، وبدا غير سعيد ، ومن الواضح أنه كان يقاوم هذا الزواج ،

قالوا الجنود عنه ، أن لو جي في ساحة المعركة يقتل دون أن يرف له جفن ؛ فإذا ما استُفزّ ويستل سيفه في غضب ...


يو شياومان قلبه في حلقه من القلق ، وحدق بعيون واسعة في السيف المعلق على الكرسي ، وكاد يقفز من صوت العجلات الخشبية ،


وعندما عاد إلى رشده ، كان لو جي قد وصل خلفه بالفعل ، ورفع شعر شياومان المتدلي بيد ، وأمسك المشط باليد الأخرى ، وانسابت الأسنان الخشبية ببطء خلال خصلات شعره السوداء


وعندما رأت المربية أن الصهر الجديد كان عقلاني ، بدأت تقول الكلمات الميمونة : " مشط حتى النهاية في المرة الأولى -" 


لم يتمالك يو شياومان نفسه واستقام ظهره ، 

جلس منتصبًا مثل تلميذ يستمع إلى معلم في المدرسة ، 

لم يتمكن من رؤية وجه لو جي ، لكنه شعر أن حركات لو جي كانت خفيفة ولطيفة للغاية ، كما لو أنه خائف من إيذائه ،


ربما لأن هذه كانت المرة الأولى في حياة لو جي ، حيث لم يسبق له أن مشط شعر أي شخص آخر من قبل ، 


مثل يو شياومان تماماً ، لم يلمس أحد شعره من قبل ،


وهذه الفكرة جعلته أكثر ارتباك …. وبينما المربية تتلو :  " مع المرة الثانية ، يصل الشعر الأبيض إلى الحاجبين "


أمسك يو شياومان بطرف ملابسه ، وكبح أنفاسه عمدًا ، لكن وجهه كان يحمّر بشكل لا يمكن السيطرة عليه ، وانتشر الاحمرار إلى أطراف أذنيه ،


يو تاو حادة العينين ضايقته : " العروس خجولة "


أراد يو شياومان أن يرد ، ولكن عندما التفت جانباً قليلاً لإخفاء إحراجه ، رأى يد لو جي ممسكاً بشعره بخفة ، 

و مفاصله الطويلة المميزة ، 

رأى أن إبهام لو جي فيه أثار وجروح بسبب التعامل الطويل مع السيوف ، مما جعل قلب يو شياومان يتسارع بشكل غير مفهوم ، مثل دقات طبول سريعة على صدره ،


و التفت بسرعة للأمام ، وجلس منتصبًا ورقبته متصلبة ، ولم يتجرأ على القيام بأي حركات متهورة أخرى ،


—————————————————


في قاعة الاستقبال الرئيسية لقصر عائلة لو ، 

المقاعد ممتلئة تقريباً عندما وصل لو جي و شياومان ،


الطاولة الرئيسية جلست فيها السيدة العجوز لو ، جدة لو جي، والمعروفة لدى الجميع باسم السيدة العجوز ،


كان يو شياومان يتوقع أن تكون امرأة عجوز صارمة ، ولكن عندما قدم الشاي لها ، لم تكتفِي بشرب الشاي فحسب ، بل أمسكت بيده وأثنت على مظهره الجميل ، 

وكانت ابتسامتها لطيفة وطيبة جعلت يو شياومان يشعر كما لو أنه رأى بوذا


لكن الآخرين لم يكونوا بهذه السهولة في الإرضاء ——-


قبل سنوات ، طلب يو شياومان من الأخت بيو أن تحسب له ، لقد توفت والدة لو جي البيولوجية بسبب مرض مفاجئ عندما كان في السابعة عشرة —-


سيدة المنزل الحالية هي الزوجة الرئيسية لوالد لو جي ، 

في الماضي كانت فقط محظية ، 

ثم تمت ترقيتها إلى زوجته الرئيسية بعد وفاة والدة لو جي 


يو شياومان { لا عجب أنه لا أي تشابه في لباسهما أو سلوكهما }


سيدة المنزل ' الزوجة الرئيسية ' اسمها : فنغ مانيانغ — في الأربعين من عمرها تقريباً ، لكنها بدت في الثلاثينات بسبب العناية الجيدة . 

ترتدي ملابس فاخرة وتزين شعرها بدبابيس من اللؤلؤ ، وبدت وكأنها تجمع كل الضوء في الغرفة من حولها ، ولم تكن تشبه لو جي المتحفظ قليل الكلام ، 

و تتصنع أمام يو شياومان ، 

جعلته فنغ مانيانغ يُمسك بكوب الشاي لفترة طويلة ثم أخذته من يده وشربته على مهل ، 

ثم حدقت فيه وقالت : " وجهك لا بأس به ، لكني أتساءل إن كان جسدك مناسب للإنجاب ”


لم يدرك يو شياومان بعد معنى ' الإنجاب ' عندها سمع ضحكات مكتومة …. 

تبادل الشباب الواقفين الذين بعمر لو جي والأقارب كبار السن الجالسين النظرات ، متفحصين يو شياومان ثم لو جي ، و تعابيرهم مليئة بالسخرية ——


على الرغم من وفاة الجد العجوز لو ، إلا أن عائلة لو لم يقسموا الورث ولا يزالون يعيشون معًا في أسرة كبيرة صاخبة مكوّنة من أربعة أجيال …. 


بينما يو شياومان يحاول فهم سبب الضحك ، تدخلت الزوجة الثانية ، التي ناداها لو جي قبل قليل بـ ' العمة ' أثناء تقديم الشاي ، 


العمة لوحّت بمنديلها : " لماذا القلق يا أخت يانغ ؟ 

ألم نتحدث عن كل شيء أثناء ترتيب الزواج ؟ 

عند اختيار الزوجة ، يُبحث عن الفضيلة ؛ أما الباقي ، فلا يهم طالما أنها تستطيع الاعتناء بـ لو جي ”


تحدث الشاب الذي يقف بجانب الزوجة الرئيسية فنغ مانيانغ  : “ الأخ الأكبر بالكاد يستطيع الاعتناء بنفسه 

أمي لا يجب عليكِ أن تتوقعي منه أن يبدأ عائلة ويواصل سلالة العائلة ”


حتى يو شياومان، برغم بطء فهمه ، استطاع أن يدرك السخرية الواضحة ، ما أدهشه هو موقف العائلة من لو جي — فمعاناته من إصابة خطيرة في ساقه في ساحة المعركة كانت ضربة قاسية بالفعل ، 

ولكنه كان مضطراً لتحمل مثل هذا الإذلال في منزله ايضاً !


عندما نظر شياومان إلى لو جي ، رآه جالس بتعبير فارغ غير مبالي ، كما لو أنه لم يسمع أي شيء ….. 


الغضب الذي ثار في قلب يو شياومان تحول إلى وخز من الألم


و قطع يو شياومان عهد صامت بأن يتأكد من شفاء ساق لو جي مهما كلفه الأمر ——

{ يا من أنقذتني ، لن أسمح لأحد بأن يضايقك ! أو يتنمر عليك ! }


لم يكن السيد الأكبر لو ( والد لو جي ) في القصر ، 

لذا انتهى اجتماع الشاي الصباحي مبكرًا ،


وفقاً للتقاليد ، من المفترض أن تتحدث العروس الجديدة حديث خاص مع حماتها ، حيث تقدم لها الحماة بعض التعليمات وتفرض سلطتها عليها —-

ولكن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها فنغ مانيانغ حماة أصلاً ، بعد أن اكتفت من الإهانات المبطنة ، 

ذكرت بلا مبالاة ضرورة اتباع قواعد العائلة ، 

ثم أمسكت بجبهتها وقالت أنها متعبة ، 

مما سمح ليو شياومان بالذهاب لشؤونه ،


شعر يو شياومان بأنه قد حصل على العفو ، واستدار بسرعة وركض للخارج


لو جي قد غادر لتوه  ، فأسرع يو شياومان على أمل اللحاق به ،

وبينما على وشك عبور بوابة الفناء ، 

صادف بشكل غير متوقع شخص عند الزاوية ——


الشخص واقف بكسل ، وكأنه ينتظر شخص ما عن عمد —

و عندما رأى يو شياومان يخرج ، قال : " إلى أين تذهب زوجة أخي بهذه السرعة ؟ "


يو شياومان { لو لم يناديني بـ ' زوجة أخي ' لكان أفضل } 


يو شياومان المتحمس للمغادرة ، لم يعتزم إعطاءه أي اهتمام —- لكنه اضطر الآن للنظر إلى الأعلى ورأى أنه نفس الشخص المزعج الذي ساعد في إهانة لو جي قبل قليل


يو شياومان { لابد أن هذا الرجل هو ابن فنغ مانيانغ ، لابد أن لو جي قد عانى منه كثيراً } ، فشعر يو شياومان باندفاع الغضب و صر على أسنانه


لم ينزعج لو يوي من نظرات يو شياومان وابتسم وقال : " أردت التحدث إلى زوجة أخي  ولكن لم تسنح لي الفرصة . كيف تجدين القصر ؟ 

هل تريدين مني أن أريكِ المكان ؟"


: " لا حاجة لذلك ، أنا أعرف طريقي "


بعد أن حدق يو شياومان بما فيه الكفاية ، حاول تجاوزه ، لكن لو يوي مد ذراعه ليمنعه —-


: “ لا تستعجلي في الذهاب …” تحدث لو يوي بابتسامة ماكرة ، وعيناه تتجولان على وجه شياومان : “ من كان يقول إن السيدة الشابة يو مينغلو من القرية لها وجه عريض كالصحن وعينان مثل حبوب الفاصوليا ؟ 

يبدو أن الشائعات لا تكون دائمًا صادقة "


خفق قلب يو شياومان بقوة ، اعتقد أن سرهم قد انكشف . لكنه أدرك أن قرية يو جيا قرية نائية ، وأن زعيم القرية قد رتب كل شيء بسرية ،

لم يعرف أحد غير ' يو تاو ' والمربية بأمر التبديل ، 

وحتى هو لم يعلم إلا في منتصف الرحلة …. 

فكيف يمكن لأي شخص في العاصمة أن يكتشف الأمر ؟


و كما توقع ، كان لدى لو يوي نوايا أخرى — باستغلال الممر الضيق لصالحه ، اقترب أكثر وسخر قائلاً : “ أخي الأكبر محظوظ حقاً . 

حتى وهو مصاب ، تمكن من الزواج بزوجة جميلة ”


في اللحظة التي أنهى فيها حديثه ، مر صوت مفاجئ يشبه الرياح بجانبهم —— تجمد لو يوي —— نظر حوله لكن لم يرى شيئ ، ثم عاد إلى يو شياومان وأكمل حديثه : “ على أي حال أخي الكبير لا يمكنه فعل الكثير ، 

ولا يعرف كيف يُقدر الجمال . 

يمكنك أن تتبعيني في المستقبل …”


قبل أن يتمكن من إنهاء جملته ، سُمع صوت عجلات تتحرك على الحجارة قادم من بعيد —— 

ظهر لو جي من بين أشجار الخيزران في نهاية الممر — 

و عند رؤيتهما ، بدا تعبيره غير متفاجئ ، وكأنه كان يعلم مسبقًا أنهما سيكونان هناك


انتهز يو شياومان الفرصة وابتعد قليلاً …. لو يوي شعر بالإحباط لكونه قوطع ، فقال متذمرًا : “ الأخ الأكبر هل كنت تتنصت عمدًا ؟”


ظن أن الاضطراب الذي حصل قبل قليل سببه لو جي 


لم ينفِي لو جي ذلك ، وأشار إلى الخادمة يونلو التي تقف خلفه ، للتقدم نحو شياومان . ثم قال ليو شياومان: “من الآن فصاعداً ، ستكون يونلو بجانبك . 

إذا احتجتِ إلى شيء ، اسأليها "


أخفى يو شياومان يديه خلف ظهره بخجل وأومأ برأسه ، متجنبًا النظر في عينيه


كان لو يوي يخاف من أخيه الأكبر الحازم والمتمرس في المعارك ، خاصةً عندما يكون بدون دعم والدته ... فنظر إلى السيف الذي يحمله لو جي —- 


بقي لو جي غير متأثر ، وصامت


 لو يوي تراجع بخطوة حذرة : “ لقد جئت مبكرًا ولم أتدرب بعد . 

يمكنكما يا أخي وزوجته أخذ وقتكما في الحديث . 

سأغادر أولاً ”


وبذلك ، بدأ يتراجع في الطريق الذي جاء منه —- لكن بعد نصف خطوة فقط ، انزلقت قدمه وسقط على ظهره —-


بينما لو يوي يصرخ ويلعن الحجارة الزلقة ، أسرع يو شياومان إلى لو جي وقال : “ هل سنعود ؟ سأذهب معك "


ظل لو جي صامت ، مما اعتبره يو شياومان موافقة


وعندما استدار شياومان ، لمح لو جي عشبة خضراء كان يو شياومان يحاول إخفاءها خلف ظهره ، ولم يضعها في كمه بعد


تناولوا الإفطار مع السيد الأكبر لو ( والد لو جي ) الذي عاد من المحكمة في فناء لو جي الخاص به 


السيد الأكبر لو تجاوز الخمسين ، يرتدي رداءه الرسمي للمحكمة مع حزامه الجلدي ، يتمتع بهيبة قوية دون الحاجة إلى رفع صوته حتى


لم يتحدث كثيرًا أثناء الوجبة …. 

يو شياومان لم يعتد على الطعام البشري ، 

أكل فقط قطعتين من كعك الخضار وشعر بالشبع ،

عندما وضع عيدان الطعام ، 

سمع السيد الأكبر لو يقول لإبنه : " الآن وقد تزوجت ، أنت سيد هذا الفناء . 

تذكر ، أنت لست وحدك بعد الآن . 

لا تتصرف بتهور "


أجاب لو جي بهدوء : " أفهم يا أبي "


كانت تلك الوجبة الواحدة كافية للاعتراف بزوجة ابنه الجديدة . بدا التحذير أقرب إلى الشكليات ، و اختفى لو جي بعد غسل يديه 


الخادمة يو تاو أصبح اسمها الآن تاوهونغ أصبحت في منصب لعائلة لو ، ناولت يو شياومان قطعة قماش لتجفيف يديه وقالت : " لا عجب أنه يستخدم كرسي متحرك ، فهو يتحرك بسرعة كبيرة "


كان يو شياومان متحمس لملاحقة لو جي ، 

لكن يو تاو أوقفته : " قالت المربية أنه لا يمكنك الجري خلال الأيام القليلة الأولى من زواجك . 

عليكِ البقاء في غرفتك وتعلم قواعد المنزل " 


بصفتها الآن خادمة رسمية لعائلة لو ، اصبحت يو تاو ، إلى جانب الخادمة يونلو تعتنيان بـ ' السيدة الشابة الجديدة '


معظم الوقت الخادمة يونلو تنتظر في الخارج ، ونادراً تُرى . وداخل الغرفة ، كان يو شياومان و يو تاو يتفاعلان كاعدتهما ، متجاهلين وضعهما كخادمة وسيد


كانا غريبين في مكان غريب ، و من الطبيعي أن يصبحا صديقين مقربين


بعد الغداء ، جلسا تحت الطنف ، 

يستمتعان بأشعة الشمس ،


✨ الطنف : 






لاحظت يو تاو تنهدات يو شياومان وتعبيرات وجهه المضطربة : " ما الخطب سيدتي ؟ 

سابقاً ، كنت اعتقد أن الجنرال لو كان وحشي قبيح . 

والآن بعد أن رأيته شخصيًا ، ألا تعتقدين أن الفتيات سيرمينه بالورود في الشارع ؟ 

قد تكون ساقاه عديمة الفائدة ، لكنه لا يحتاجك لخدمته . ما الذي يقلقك ؟" 


تنهد يو شياومان مجدداً ، محدقًا في الطنف وهو يهز رأسه : " أنتِ أصغر من أن تفهمين "


بعد أن عاش يو شياومان كسمكة لمدة سبعة عشر سنة وكنصف سمكة ونصف إنسان لأقل من ستة أشهر ، 

كان يو شياومان نفسه لا يزال يكتشف الأمور ،


—————————————————


في الليل ، 

مع إغلاق الأبواب والنوافذ بإحكام ، 

خلع يو شياومان حذاءه ، 

ونقع قدميه في حوض بينما ذيله يظهر من جديد ، 

مستمتع بالراحة النادرة بينما يفكر في خطوته التالية ،


اعتاد أن يعتمد على الأخت بيو للإرشاد . والآن ، مع وجود سره ، لم يكن بإمكانه استشارة أي شخص و عليه أن يجد طريقه بنفسه ،


أضاف سلوك لو جي البارد طبقة أخرى من الصعوبة ،

فكر يو شياومان في إخباره بالحقيقة بجرأة : ' لقد جئت إلى هنا لسداد الجميل ، 

وانا مستعد للذهاب إلى أي مدى لمساعدتك يا لو جي '


التفكير في هذا السيناريو ، الذي ذكّره بروايات فنون الدفاع عن النفس ، جعل يو شياومان يرش الماء بسعادة وهو يدندن لحنًا 


دندن سطرين فقط ، وظهر صوت طرق على الباب


عند رؤية الصورة الظلية من خلال الباب ، كان لو جي —-


ذُهل يو شياومان —— كان التفكير في شخص ما وظهوره أمر قدري تقريباً —— حوّل ذيله إلى ساقين بسرعة وارتدى حذاءه ، وتعثر لفتح الباب ——


لو جي جاء بمفرده ، و عندما فتح الباب ، رأى يو شياومان متكئ على إطار الباب وهو يلهث ،

ووقعت عيناه بطبيعة الحال على القدمين المبللتين  الواضحة جزئياً من الحذاء ، 

ذهل للحظات ثم تجنب نظراته وقال بصوت خافت : " آسف لإزعاجك "


كان يو شياومان غافلًا عن أي شيء غريب ، وقال في نفسه : { هذا منزلك ؛ كيف يمكن أن يكون هذا إزعاج ؟ } سأل مباشرةً : "هل تريد النوم هنا ؟ "


بعد صمت قصير ، تحدث لو جي : " لقد تحقق أبي من وجودي في المكتب في وقت سابق ، أنا ..."


قاطعه يو شياومان : " أتفهم ، لقد تفقدك كبار العائلة "، عندما رأى نظرة الورطة في لو جي ، تابع : " هذه الغرفة كبيرة بما يكفي لكلينا " 


ثم تنحى جانبًا ، عازمًا على دفع لو جي إلى الغرفة


في تسرعه ، نسي يو شياومان أن ساقيه قد تحولت للتو ، 

و عندما استدار ، تسببت وقفته غير المستقرة في انزلاق حذائه البالي الذي يرتديه بشكل سيئ ، وسقط مباشرةً في حضن لو جي ،


السقوط غير المتوقع تسبب في ذهول يو شياومان للحظات ، وبعد أن أدرك أنه جالس في حضن شخص ما، التفت بسرعة ووجد نفسه ينظر مباشرةً في عيني لو جي


شعر لو جي بالذهول من جرأة العروس ، وتصلب وجهه  ، وانحنى إلى الخلف بشكل غير مريح ، 

أعاقه ظهر كرسيه المتحرك و منع أي إمكانية تراجع للخلف ،


أقرب الآن مما كانا عليه خلال شرب كؤوس الزفاف الاحتفالي في الليلة السابقة …. 

قريبين بما فيه الكفاية لكي يسمع يو شياومان أنفاس لو جي ويلتقط رائحة البخور اللطيفة من المكتب على ملابسه ،


بإمكان يو شياومان أن يشعر بالقرب ، وكذلك لو جي


الشخص الجالس عليه نحيل برقبة طويلة …. 

و ربما بسبب غسل وجهه ، خدي شياومان رطبتين قليلاً ومحمرة ، ولأنه التفت ، سقطت خصلة من شعره المبلل من كتفه على صدر لو جي


صباح اليوم  ، 

قد لمس لو جي هذا الشعر الحريري الذي يحمل رائحة الصابون ،


تشابكت أنفاسهما ، 

وحبس لو جي أنفاسه بشكل غريزي ،

عينيه بعيني يو شياومان الصافيتين والمشرقة ،

بصرف النظر عن لمحة من الذعر ، لم يجد أي شيء من الشفقة أو السخرية التي عادةً تصاحب النظرات الموجهة إليه ———


{ هذه الفتاة من قرية صيد في البحر الشرقي ليست خائفة مني …. }


رمش يو شياومان كم مرة ، ثم سأله باحمرار خجول : "هل... آذيتك ؟ "

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي