Ch72
يان مينغتينغ لم يسبق له أن خاض معركة بهذا الفشل !
كان الليل متأخر ، والهدوء يعم المكان تماماً ، لكن يان مينغتينغ لم يشعر بالنعاس .... جلس وفكر طويلاً ، لكن لم يتوصل إلى أي إجابة .....
و الشخص الذي معه نائم بعمق بعد أيام عديدة من السفر الشاق .... وهو يستمع إلى تنفسه المنتظم ، لمس يان مينغتينغ خده في الظلام .....
شكلت في ذهنه صورة تشو ييلان وهو يتصبب عرقًا ويأخذ أنفاس متقطعة —— كان واضح أن مكان معين لا يزال حار ، ومن الواضح أنه لا يزال لديه طاقة لا تنفذ ، فما السبب إذن ؟ !!
كان الجنرال قلق ، لدرجة أنه لم ينم طوال الليل —-
كان قلق و عندما صرخ الديك استيقظ بهدوء وذهب إلى المحكمة ، و كان قلقه واضح حتى أنه عابس تماماً في قاعة المحكمة
رأى المسؤولون المدنيين والعسكريين والإمبراطور حالته ، وأخذوا يمدحون أداءه في جيانغنان بالتناوب ، لكن النتائج لم تتحسن ....
اعتبر الجميع أنه كان قلق على الوطن والشعب ،
رغم أن الكارثة قد انتهت ،
إلا أن الجنرال لا يزال قلق على الوطن والشعب !
بعد انتهاء المحكمة ،
حاصر المسؤولون يان مينغتينغ لطلب تفاصيل عن الشؤون في جيانغنان — تعامل معهم واحد تلو الآخر ، وفي النهاية بقي فقط المسؤول كان تشوان واقف بجانبه ——
سأل كان تشوان بشكل ذو مغزى : " هل واجه الجنرال أي خطر خلال هذه الرحلة ؟"
يان مينغتينغ كان يعلم أنه يسأل عن تشاو ييلان فقال: " كانت الشمس حارقة لدرجة أنني أصبت بضربة شمس مرة ، وأصبت بالبرد بعد أن هطلت الأمطار مجدداً ، لكن الأمر لم يعد مشكلة خطيرة .
شكرًا لك كان-دارين على اهتمامك "
أومأ المسؤول كان تشوان برأسه ، لكنه لاحظ أنه كان يتفحصه عن قصد أو بغير قصد ،
فسأله: " ماذا تريد أن تسأل يا جنرال ؟"
أدار يان مينغتينغ نظره فجأة وسعل بحرج —- وبعد أن نظم كلماته لفترة طويلة ، تلعثم بجملة: " أتجرأ على أن أسألك إذا كنت أنت وزوجتك ... انسَى الأمر ، لا شيء . سمعت أنك رُزقت بابنة ، تهانينا .
من المؤسف أنني لم أتمكن من حضور حفل الشهر الكامل للطفلة .
هذا مشبك ذهبي الذي أحضرته من جيانغنان خصيصًا للطفلة ."
أخرج يان مينغتينغ المشبك المصنوع من الذهب من صدره . كان شكله مثل نمر صغير ، نظراً لأنه عام النمر
أخذه المسؤول كان تشوان بابتسامة : " شكراً جزيلاً يا جنرال "
لم يكن لديه أي صداقة مع يان مينغتينغ، لذا كان يعلم بطبيعة الحال أنها هدية من تشاو ييلان — فوضعها في كمه بشكل رسمي وقبض بيديه قائلًا : " لقد عمل الجنرال وسيدي بجد هذه الأيام . بعد أن تستريح ، سأزوركم مع زوجتي وابنتي ."
: " حسنًا " و مشى يان مينغتينغ معه إلى بوابة القصر ثم افترقا
قبل أن يفترقان لم يتمالك نفسه من النظر إلى ظهره الضعيف
{ كان المسؤول كان تشوان اللطيف والعلمي لديه طفل ، فما فائدة عضلاتي الخاصة ؟ هاه ؟ }
و بالتفكير في هذا ، سقط يان مينغتينغ مجدداً في كآبة عميقة ....
عاد إلى قصر الجنرال في ذهول ، وعلم أن تشاو ييلان قد ذهب بالفعل إلى الأكاديمية الإمبراطورية
ارتدى الناس في الأكاديمية الإمبراطورية تعابير مختلفة عند رؤية تشاو ييلان —-
وعلى الرغم من أنهم حافظوا على إحساسهم المعتاد بالابتعاد ، إلا أنهم ينظرون إليه من وقت لآخر ، راغبين في التحدث ولكنهم لم يجرؤوا على فعل ذلك
حتى جاء روان شيان وكسر الجمود .... وسار بسرعة إلى تشاو ييلان وقال بسرور
يفوق التوقعات : " لقد عدت ، كيف كان الأمر ؟
لم يحدث شيء في الرحلة إلى جيانغنان أليس كذلك ؟ "
تشاو ييلان: " كان الأمر على ما يرام"
روان شيان : " لقد أقلقتنا حتى الموت !
أنت لا تعرف ولكن عندما سمعنا أن هناك جفاف ، كنا جميعًا قلقين حتى الموت و نحاول إيجاد طرق لتخفيف الكارثة كل يوم .
لكن لحسن الحظ عدتم سالمين معافين ، وأنقذتم الكثير من الناس"
تشاو ييلان في حيرة من أمره : " أنتم جميعاً ؟"
أشار روان شيان إلى الآخرين : " اووه نعم كانوا جميعاً قلقين عليك "
نظر تشاو ييلان حوله بشك ، وتوترت تعابير الآخرين كما لو كانوا يشعرون بالحرج ، وأشاحوا بوجوههم بعيدًا في حرج
لقد مر أقل من نصف عام منذ دخوله الأكاديمية الإمبراطورية .....
في البداية ، لم يكن هؤلاء الرجال الكبار في السن يحبونه ، ولم يكن ينوي إرضاءهم .
اهتم كل شخص بشؤونه الخاصة وعاش في سلام لفترة من الوقت .
{ هل تغيرت مواقف هؤلاء الناس اتجاهي بهذه السرعة ؟
بعد غيابي لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط ؟ }
جذبه روان شيان جانباً وهمس له قائلًا: " أنت لا تعرف ، ولكن أولاً بخصوص حالة مسؤولي جيانغنان تم إرسال العديد من زملائنا لملء الشواغر .
وتمت ترقية آخرين واحد تلو الآخر .
حتى أنا الآن آخذ مكان وانغ غويشينغ، وقد أصبحت من الرتبة السادسة .
لذا ، في العلن والسر ، الجميع معجب بك في قلوبهم . ناهيك عن التدابير التي اتخذتها خلال فترة الجفاف ، والتي غيرت آراء الجميع عنك "
فهم تشاو ييلان ذلك
كان هؤلاء الناس يقضون أيامهم بالفرشاة والحبر والورق وحجر الحبر ، و عقولهم بسيطة وعنيدة . عندما اعتقدوا أنه كان ذا شخصية متدنية ، كانوا بطبيعة الحال لا يريدون أن يكونوا قريبين منه . ولكن بالمقابل ، إذا وجدوا أنه كان يفعل أشياء لعامة الناس ايضاً ، فمن الطبيعي أن يرغبوا في التقرب منه
لقد أرادوا فقط حفظ ماء الوجه
مشى تشاو ييلان إلى بوابة الفناء ، ووجد غاو تان وطلب منه العودة إلى المنزل لإحضار بعض الوجبات الخفيفة الخاصة من جيانغنان. ووضعها على الطاولة: " تعالوا جميعًا وجربوها "
كان روان شيان أول من انضم إليه . التقط رقائق البطاطس المقرمشة السحابية وأكلها ، وأثنى عليها مرارًا وتكرارًا
تأثر الآخرون ، لكنهم كانوا محرجين جدًا من التقدم ، لذا ناداهم تشاو ييلان واحد تلو الآخر ونزل الجميع إلى أسفل الدرج و الابتسامات تعلو وجوههم جميعاً...
بدأوا يسألونه عن التفاصيل أثناء تناول الطعام ، وعندما سمعوه يتحدث عن مشهد الجفاف ، شعروا بالرعب من الفكرة
وبعد فترة وجيزة ، تم استدعاء تشاو ييلان إلى القصر لتقديم تقرير عن مهامه
كان تشاو ييلان قد أعدّ حقيبة ليحملها ، وعندما وصل إلى قاعة شوانزينغ واستعد لأداء التحية ، أوقفه الامبراطور تشاو شوان
: " لا داعي لأن تكون مهذب جداً . تعال و تفضل بالجلوس "
: " شكرًا لك يا صاحب الجلالة "
نظر إليه تشاو شوان بعناية وقال " أصبحت أنحف "
ابتسم تشاو بيلان بسخرية : " إنها نعمة أن تكون قادرًا على العودة حيًا "
تشاو شوان معتذرًا: " نعم لو كنت أعلم أنه سيكون هناك جفاف ، لما أرسلتك إلى جيانغنان"
: " لا يهم " و تظاهر تشاو ييلان كالعادة بالسعال مرتين ، وفجأة فكر بـ يان مينغتينغ
{ لست غير محمي الآن .... و ربما بإمكاني التوقف عن تملق - السيد - من أجل تحقيق مكاسب شخصية ——
سأتخلى عن أسلوب التوسل إليه بتواضع طلبًا للرحمة }
لذا في غمضة عين ،
قام بتصويب ظهره مجدداً ونظر إلى تشاو شوان وكأن شيئ لم يحدث : " قد لا يكون الآخرون بالضرورة قادرين على القيام بذلك بشكل جيد "
ضحك تشاو شوان — على الرغم من أن الكلمات كانت متغطرسة ، إلا أنها كانت حقيقة لا جدال فيها
كان يفضل أن يكون رجال الحاشية الآخرين متعجرفين جدًا وأن يقدموا ورقة إجابة مُرضية ، لكن الآخرين لم يكونوا تشاو ييلان، بعد كل شيء
ذكر تشاو ييلان تفاصيل الجفاف بدقة . استمر هذا الحديث لمدة ساعة ، وكان فمه جاف جدًا لدرجة أنه أعاد ملء الشاي عدة مرات
وفي حديثه عن جمع التجار لـ 80,000 تايل للإغاثة من الكوارث ، وبالتالي رغبته في أن يكون السوق في العاصمة مفتوح لهم ، وافق تشاو شوان دون سؤال
كان تشاو شوان نفسه يكره طريقة الإمبراطور الراحل في إدارة الحريم ، وبمجرد أن سمع أنه يريد تعميم الحرير على عامة الشعب ، وافق بسهولة
كان لدى تشاو ييلان ايضاً فكرة جيدة عن طريقة تفكيره ، لذا تجرأ على فتح فمه للتجار في هوايتشو —- كان يعرف أن نية تشاو شوان الأصلية في القتال من أجل السلطة والربح لم تكن أكثر من رغبته في الفوز من أجل المحضية أمه
كانت المحظية تشاو شوان الأم مجرد خادمة ... كان الإمبراطور الراحل قد جامعها وهو في حالة سكر ، ولكن يبدو أنه لم يتذكر ذلك على الإطلاق بعد ذلك .
لم يتم منحها منصب موعود إلا بعد أن كبر بطنها ، ولم يتم تفضيلها أبدًا
لم تكن المكافآت في الحريم تخص هذه الأم وابنها أبدًا . و كانت المحظيات المفضلات الأخريات يحصلن على عدة مجموعات من الملابس الجيدة من جيانغنان كل يوم ، لكن والدته المحظية لا تزال ترتدي ملابس قديمة قد تم غسلها حتى ابيضت ، وحتى أن الخدم والحشم لم يعاملوهما بشكل جيد
ذكر تشاو ييلان ايضاً أن لي يوتشنغ الذي ساعد هذه المرة ، وسمح له بإدارة هذه الدفعة من البضائع المشحونة من جيانغنان
كان لي يوتشنغ ذا وضع خاص ، فوالده يكون رئيس الوزراء ، لكن لم يكن له منصب رسمي .
كان من الأفضل أن يدير الأعمال كابن للعائلة .
وبوضعه الخاص ، لم يجرؤ التجار على خلق صعوبات أو طرح أفكار ملتوية أخرى ، وكان ذلك مفيد للتبادلات التجارية
بعد سماع ذلك ، لم يكن لدى تشاو شوان أي اعتراضات
ثم ذكر تشاو ييلان أداء القاضي سون وعلق بشكل موضوعي : " القاضي هو قاضي محلي حقيقي ، وقد ثابر حتى النهاية " ( والد سون مو يون / البنت الي تحب الرجال الوسيمين واهدت ييلان و مينغ هدايا )
بينما يتحدث ، مر الخصي قاو بالخارج وقال :
" جلالتك ، المحظية شيان تطلب رؤيتك "
( المحظيه شيان هي سون مو يون )
فأجاب: " أخبرها أن تأتي "
دخلت سون مو يون بسرعة ، وأخبرها تشاو شوان قائلاً : " امشي ببطء إذا كنتِ حامل "
فتباطأت وتوجهت مباشرة إلى مقعد تشاو ييلان بنظرة قلقة: " تشاو-دارين هل لديك أي أخبار عن والدي ؟"
نظر تشاو ييلان إلى بطنها ، مدركًا أنها كانت حامل بدرع التنين ، وأن مكانتها قد ارتفعت مجدداً
وقال: " سيدتي ، لا تقلقي ، القاضي بخير .
عندما كنت في وانغتشينغ، تلقيت خبر يفيد بأنه أغمي عليه في المكتب الحكومي وتم إنقاذه من قبل الطبيب .
ينبغي أن يكون قد تعافى تقريباً الآن."
: " هذا جيد ، هذا جيد......" بينما كانت سون مو يون تتكلم ، انهمرت الدموع على وجهها
بدا أن هذه المرأة الخالية من الهموم قد استقرت كثيرًا في فترة زمنية قصيرة ، ولم تكن عيناها مليئة بالأكل والشرب والمرح والنظر إلى الرجال الجميلين فقط
ناولها تشاو ييلان الحزمة التي كانت موضوعة جانباً: " سيدتي، اعتني بصحتك . هذه بعض الوجبات الخفيفة المنزلية التي أعدها لكِ القاضي .
و لا تزال هناك بعض الجرار من نبيذ زهرة اللوتس ، ولكننا استخدمناها لإرواء عطشنا وشربناها كلها"
: " شكرًا لك على نعمتك المنقذة للحياة يا سيدي." نظرت إليه سون مو يون بامتنان ولم تزعجهم أكثر من ذلك ، وغادرت القصر بسرعة وهي تحمل الرزمة بين ذراعيها كالطفل الرضيع
نظر تشاو شوان خلفها بقلق ، وأرسل الخصي قاو ليتبعها ، ثم أعطى تشاو ييلان ابتسامة مفاجئة: " لقد ساهمت حقًا بالكثير هذه المرة ، آه. أخبرني ، ما هي المكافأة التي تريدها ؟ "
تشاو ييلان بصدق : " إن أكثر من ساهموا هذه المرة هم في الواقع مرؤوسو يان مينغتينغ الذين أصروا على تنفيذ كل الأوامر رغم تعرضهم للشمس كل يوم . بدونهم ، لم يكن بإمكاني تحقيق أي شيء بدون دعمهم ، وكان من المستحيل إجلاء الناس بهذه السهولة . لذا إذا كان هذا يرضي جلالتك ، فيمكن مكافأتهم "
: " لقد ذكر يان مينغتينغ هذا الأمر بالفعل في المحكمة في وقت مبكر ، وقد كافأتهم بالفعل بسخاء " بعد أن تحدث تشاو شوان، نظر إليه بشيء من الجدية : " أنت مختلف قليلاً "
: " كيف ذلك ؟"
: " في وقت كهذا ، أول ما تفكر فيه هو هؤلاء المرؤوسين "
ابتسم تشاو ييلان بلا حول ولا قوة : " ربما لأنني شهدت ذلك بأم عيني "
في الماضي ، كان يعتقد دائمًا أن قلب يان مينغتينغ للعالم كان فطري ، ولأنه وُلد في قصر الجنرال ، كان يجب أن يتولى هذه المهمة المهمة كأمر طبيعي
ولكن خلال هذه الفترة من الزمن ، عندما كانت كل لحظة صعبة جداً ، كان هو نفسه يعامل أفضل معاملة . كانت الرحلة شاقة ، لكن العربة الوحيدة قد أُعطيت له
عندما كان جالس في العربة ، نظر إلى الطابور الطويل خلفه .... كان الجميع يتصبب عرق غزير ، و جلودهم سمراء وشفاههم متشققة ، لكن لم يشتكي أحد منهم من المعاناة . و لا يزالون يستمعون إلى ترتيبات نقله ويحمون الناس
لقد فهم فجأة من أين أتى قلب يان مينغتينغ ؛
في مواجهة الكثير من الجنود الذين ضحوا بأرواحهم من أجل البر وعملوا بجد كل يوم ، من الذي لن يتأثر قلبه ؟
حتى لو كان يفتقر إلى القوة لربط دجاجة ، فإنه لا يزال يريد أن يفعل شيئ لهذه المجموعة من الناس ، ناهيك عن يان مينغتينغ
سأل تشاو شوان مرة أخرى : " هل هناك أي مكافأة أخرى تريدها ؟
هل تريد العودة إلى البلاط ؟"
: " لا "
ذُهل تشاو شوان للحظة ، ولم يتوقع أن يرفض بهذه السرعة : "هل أنت غاضب مني؟"
: " لا، أنا فقط أعتقد أن الأكاديمية الإمبراطورية جيدة جداً "
بالطبع ، كان هناك ايضاً عنصر الغضب . لم يكن يريد أن يعتاد على مزاج تشاو شوان الحالي . عندما كان في مزاج جيد ، أعطى موقف رسمي وتوقع منه أن يكون ممتن للغاية .
والأكثر من ذلك ،
كان الآن هو الوقت الذي يتمتع فيه بأفضل سمعة .
لم يكن يرغب في العودة إلى المحكمة على الفور ، لأن ذلك سيجعل الناس يعتقدون أن سلوكه السابق كان كله من أجل العودة إلى البلاط ،
وسرعان ما سيصبح هدف للانتقادات العامة و ستُنسى إنجازاته .
كان يفعل أشياءً من أجل الناس ، لكنه لم يكن شخص صالح غير أناني .
إذا قمت بأعمال صالحة ، يجب أن تترك اسمًا .
أراد أن يتذكره عامة الناس ......
لن يكون مشهور مثل يان مينغتينغ في التاريخ ، لكنه على الأقل لن يجرّ يان مينغتينغ مينغ إلى العار —-
في الماضي ،
كان يفعل الأشياء من تلقاء نفسه ولم يكن يهتم بآراء العالم الخارجي ، ولكن الآن بعد أن فكر في الأمر ، فإنه بالتأكيد سيكون مع يان مينغتينغ إلى الأبد في المستقبل ولن يسمح له بأن يكون له أحد آخر
و على هذا النحو ، لم يكن يعرف كيف ستعلق الأجيال القادمة على علاقتهما ،
لكنه لم يكن يريد أن تختزل كتب التاريخ العلاقة بينهما في مجرد نميمة غير رسمية ، وبالتالي طمس عمل يان مينغتينغ الشاق ومساهماته على مر السنين .....
ستذكر الأجيال القادمة شخصيته بالتأكيد .... ؛ لذا سيبذل قصارى جهده لخلق صورة جيدة
وعدم السماح لنفسه بأن يكون وصمة عار على يان مينغتينغ
تشاو ييلان: " في الوقت الحاضر ، أريد فقط أن أدرس في الأكاديمية الإمبراطورية حتى أعيش حياة أكثر استرخاءً"
حدّق تشاو شوان فيه لبعض الوقت ، لكنه لم يجد أي أثر للخداع : " حقاً ؟"
أخذ تشاو ييلان رشفة من الشاي : " بجدية بعد هذه التجربة ، فتحت عينيّ ايضاً .
ما هي القوة ،، ؟
ما هي الفوائد ،، ؟
إنها ليست مهمة بقدر أهمية العيش بشكل جيد "
مثل الجحيم —-
ابتسم تشاو شوان: " هل تذكر ما قلته لي عندما كنت صغير ؟ قلت أنك أردت أن تكون سيد ."
: " الأمر مختلف الآن ...." نظر تشاو ييلان إلى أوراق الشاي مع ارتعاش فمه : " لقد كنت سيد ، لكنني لم أكن سعيد "
تشاو شوان مضطرب { لماذا تبدو مثل هذه الكلمات وكأنها تتحدث عني ؟ }
لقد كان الآن حاكم لبلد ، ولكنه كان مشغول ومرهق ومثقل بالمسؤولية الملقاة على عاتقه .... بعد بعض التفكير ، شعر في الواقع أن أسعد أوقاته كان مهرجان الفوانيس منذ سنوات عديدة .... وبمساعدة تشاو بيلان، تسلل إلى خارج القصر وشاهدا الفوانيس معًا ، وخمّنا ألغاز الفوانيس ، واستمتعا بوقتهما في الخارج
تشاو شوان : " إذن متى تشعر بالسعادة أكثر من أي وقت مضى؟"
فكر تشاو ييلان لفترة طويلة ، لكنه لم يستطع أن يقول شيئ ، لأن الحياة اليومية في قصر الجنرال جعلته يشعر بالسعادة أكثر من أي وقت
هزّ رأسه ولم يُجب ، لذا لم يطرح تشاو شوان المزيد من الأسئلة وقال مبتسمًا : "بما أنك تريد البقاء في الأكاديمية الإمبراطورية ، فافعل ما يحلو لك.
يجب أن تُمنح المكافآت فقط ، وإلا سيقول الناس إنني غير عادل"
: " هذا المسؤول يطيع "
راقب تشاو شوان سلوكه بهدوء ، وشعر أنه لم يعد كالسابق ، لكنه لم يستطع أن يعرف بالضبط ما الذي تغير . لم يدرك أن عينيه هما اللتان تغيرتا إلا بعد أن نظر في عيني الآخر
عندما أخذه وهو طفل ، كانت عيناه قاتمتين وكئيبة ، وحتى كلامه كان جليدي
وفي وقت لاحق ، كان لكل منهما مجد وثروة ، وأصبحت عيناه أقل قتامة ، لكنهما لا تزالان عميقتين كبئر قديم بلا أمواج ، حتى عندما يبتسم ، لم تكن هناك تموجات في عينيه ، وكان من الواضح أنها ابتسامة روتينية للوهلة الأولى
والآن ، من الواضح أنه لم يكن يفعل أي شيء آخر ، ناهيك عن الابتسام ، لكن عينيه زاهيتين ، و أكثر إشراق عندما ينظر إلى الناس ، ربما كانت شمس جيانغنان الحارقة قد سقطت في عينيه وصبغتهما بالضوء —-
كان تشاو شوان متأثر قليلاً ، بل وسعيد من أجله . قال بمزاج جيد : " هل أنت راضي بالمرتبة الرابعة ؟
ألا تريد أشياء مثل المجوهرات الذهب والفضية والحرير والتوابل من المناطق الغربية ؟ "
بدأ تشاو ييلان يفكر بجدية
وعندما رأى تشاو شوان هذا ، قال تشاو شوان بعظمة أكبر : " تكلم ، طالما أنه شيء في خزينتي ، فسأكافئك به.
اختر ما تريد"
تشاو ييلان : " جلالتك لا تخدعني ؟"
أعلن تشاو شوان : " نعم ، أنا أفي بوعدي "
تشاو بيلان: " أريد سيف تشيشا"
كانت الكلمات صادمة
"كان سيف تشيشا هو السلاح الذي استخدمه الإمبراطور المؤسس لأسرة شوان عندما غزا البلاد .
وفي وقت لاحق ، أُعطي السيف الإمبراطوري للجنرال الذي يحمي الأمة .
وقبل وفاته ، أعاده الجنرال حامي الأمة قبل وفاته إلى عائلة تشاو ،
ومنذ ذلك الحين تم الاحتفاظ به في الخزانة ولم يرى النور أبدًا
تغيرت تعابير وجه تشاو شوان عدة مرات : " هذا هو أهم سلاح في البلاد ، ماذا تريد أن تفعل ؟"
: " إذا لم يتعرض أهم سلاح في البلاد للنور ، فهو ليس أكثر من نحاس وحديد مكسور .
من الأفضل إعطاؤه للشخص المناسب ، الذي لا يسلط الضوء على إحسان جلالته وصلاحه فحسب ، بل يبعث في قلوب الحاشية على خدمة البلاد"
: " الشخص المناسب......" فكّر تشاو شوان في كلماته ، وأدرك أن هذه كانت مكافأة ليان مينغتينغ
لم يتمكن من معرفة ما كان يشعر به، وبهتت الابتسامة في زوايا فمه : " هل لديكما علاقة جيدة كهذه ؟"
في الماضي، كان تشاو ييلان سيتجنب الشكوك بالتأكيد ، لكنه اليوم باح بما في نفسه : " نعم "
عبس تشاو شوان قليلاً ———
: " ليس على جلالتك أن تقلق بشأن منصبه الرفيع وسلطته إنه أكثر من أي شخص آخر لا يرغب في الحرب .
في هذه الرحلة إلى الجنوب ، لم تكن مساهمته في هذه الرحلة إلى الجنوب أقل من مساهمتي ، ولكن ليس له منصب رسمي لكي يترقى ، لذا أريد أن أطلب له السيف . عندما يراه الجنود ، سيؤمنون ايضاً بأن جلالتك حاكم صالح " رفعه تشاو ييلان إلى مكان عالي حتى يصعب عليه التنحي
ظل تشاو شوان صامت لفترة طويلة ، لكنه وافق
"لقد كان هذا السيف عديم الفائدة حقًا بالنسبة له، ولكن جيلين من جنرالات عائلة يان كانا بالفعل جديرين بالاسم ويستحقان هذا السيف . وعلاوة على ذلك ، كان قد ألحق العار بعائلة يان بالفعل من خلال منحه الزواج ، لذا فقد وهب السيف ببساطة
تشاو شوان : " بما أنك تريد هذه المكافأة ، فلن أسمح لك باستعادته الآن بشكل عرضي . غدًا ، سأكافئه شخصيًا أمام جميع المسؤولين المدنيين والعسكريين ."
تشاو ييلان بجدية : " شكرًا لك يا صاحب الجلالة "
غادر تشاو ييلان القصر وذهب إلى الأكاديمية الإمبراطورية . ولم يحل وقت الغسق و عاد إلى قصر الجنرال على كرسي سيدان
وبمجرد دخوله البوابة ، رأى مدبر المنزل تشين يحوم بقلق في القاعة الأمامية
ييلان : " ماذا حدث ؟ "
أسرع مدبر المنزل تشين إلى الأمام ليُجيبه : " سيدي ، هناك خطب ما، الجنرال مريض !"
: " أي نوع من المرض ؟"
قاده مدبر المنزل تشين إلى غرفة النوم : " لا أعرف سبب المرض ، هذه هي المشكلة ،،
لقد تدرب اليوم على السيف طوال اليوم في الفناء .
والآن نادى بالطبيب ياو وقال إنه مريض ، ولكن عندما سأله الطبيب ياو عن الأعراض ، لم يتكلم .
و حدّق الاثنان في بعضهما البعض لمدة نصف ساعة تقريباً
توقف تشاو ييلان مؤقتًا وهو يفكر في شيء ما، ورفع حاجبيه —
ارتجف كتفاه قليلاً( ضحك ) ودخل إلى غرفة النوم بابتسامة مكبوتة ،
واصطدم بياو موزي، الذي كان على وشك أن يغمى عليه
أرسل ياو موزي بعيدًا ببضع كلمات ، وانصرف الرجل على الفور كما لو قد حصل على عفو
طلب تشاو ييلان من مدبر المنزل تشين أن يهتم بشؤونه الخاصة ، وأغلق الباب
مشى أمام يان مينغتينغ، وأمال رأسه ليلاحظ تعابير وجهه الباهتة ، وعرف أنه لم يخرج من - الظل - بعد
ابتسم تشاو ييلان بهدوء وحك ذقنه
عندها فقط رفع يان مينغتينغ رأسه ببطء وهو يشعر بالظلم الشديد ، ونظر إليه بلا حول ولا قوة: "ماذا يجب أن أفعل ، آه...... أخبرني ، هل أنا مصاب بمرض لا يوصف ؟"
" لا بأس." جلس تشاو ييلان في حضنه ، ووضع ذراعيه حول عنقه ، وأنزل رأسه ليقبل شفتيه : " طالما أننا نفهم بعضنا البعض ، فلا داعي لأن نفعل هذا النوع من الأشياء "
على أي حال ، ألم يكونا بمفردهما طوال العشرين سنة الماضية أو نحو ذلك ؟
لم يكن الأمر وكأنهما لم يعودا قادرين على العيش ، طالما أن روحيهما بخير
علاوة على ذلك ، كان يخاف من الألم حقًا ، و الأمر بالأمس كاد يقتله ،
لا يعلم لماذا الكثير من الناس مهووسين بفعل ذلك
: " شكرًا على مواساتك ، لكنها لم تنجح ." شعر يان مينغتينغ أن كرامته على وشك الانهيار ،
وأنه لن يكون قادرًا على رفع رأسه كرجل بعد الآن بكاء بكاء
عندما رآه قد ذبل مثل نبات الباذنجان المجمّد ، تأمل تشاو ييلان للحظة ، ولمس ذراعيه القويتين وصدره ، وتنهد بخجل : " إذا كان لابد من أن تجرب ، فسأحاول بجدية من أجلك ؟
غدًا سأستيقظ مبكرًا لأقوم بتمرين وضعية الحصان ؟
هل أنت تفقد الوزن ؟'"
"... ... ... ..." سمع يان مينغتينغ صوت كرامته تتحطم تماماً
——-يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق