Ch77
سمع تشاو ييلان صوت حوافر الخيول خلفه وفتح عينيه قليلاً ، ليجد يان مينغتينغ ينظر إليه بعينيه الواسعتين كالنمر اليقظ ، وبريق شرس وغامض من التملك في عينيه —-
تجمد تشاو ييلان للحظة عند هذا المنظر ، وسرعان ما خمن من أتى خلفه
ابتسم قليلاً وأغلق عينيه مجدداً ، مستمتع بتلك القبلة الصريحة ——
بعد أن تباعد الناس من خلفهم تدريجياً ، افترق الاثنان في تناغم
لم يتحدث أي منهما عن من جاء ، وبدلاً من ذلك ، ذهبا لاصطياد الأرانب
الانشغال الذي حدث الآن جعل الأرانب تتناثر وتفر
لم يكن لدى تشاو ييلان القوة لسحب القوس مجدداً ، فقال: " اذهب أنت "
: " وماذا عنك ؟"
: " سأتجول هنا "
كان يان مينغتينغ قلق من ظهور حيوان مفترس وإصابته ، فقال: " سأتجول معك "
قاد الاثنان الخيول ووصلوا بلا وعي إلى مجرى مائي صغير
فرت عدة غزلان كانت تشرب هنا بسرعة
فرك تشاو ييلان الدواء على يديه ،، كان الأمر غير مريح ، فسلّم المناديل إلى يان مينغتينغ
ذهب يان مينغتينغ إلى الجدول ليبلل المنديل ، ثم جفف وجهه وظهر يديه بعناية ، قائلاً بابتسامة لطيفة: " أنت كثير التدقيق عند الخروج للصيد "
: " هل هناك مشكلة؟"
: " لا، أريد أن أتعلم منك "
بينما يان مينغتينغ يتحدث ، مسح وجهه بالمنديل مرة أخرى ثم ذهب إلى الجدول ليغسله
فجأة ، توقف ونظر إلى الأشياء في الماء
: " ماذا هناك ؟" انحنى تشاو ييلان ليرى ، ورأى سرطان البحر الصغير بحجم إبهامه يمشي بجراءة في الماء
التقط يان مينغتينغ السرطان ووضعه في راحة يده: " أليس هذا فريسه أخرى ؟"
"......"
كان السرطان صغير ، يتنقل ذهاباً وإياباً في راحة يده ، وكان يشعر بالدغدغة
لم يكن تشاو ييلان يعرف ما إذا كان يجب عليه التخلص منه أم لا
و بينما في حيرة ، بدأ يان مينغتينغ في التقاط المزيد ووضعها في يده
ثم، عندما رأى نظرة العجز على وجهه ، تراجع وضحك
من وقت لآخر ، كانت أصوات زئير النمور والوحوش وهتافات النجاح في صيد الطرائد تتردد في الغابة ، مما يسبب طيران الطيور من قمم الأشجار
لكن العالم الصغير هنا بدا قليلاً كالطفولية —
خلع تشاو ييلان حذاءه وذهب ليتنزه في الجدول
كان يان مينغتينغ غارق في التقاط السرطانات ،
حفر حفرة صغيره وملئها بالماء ثم وضع السرطانات فيها
كان تشاو ييلان مسؤولاً عن إدارة هذه البركة ، وعندما يرى أن السرطانات قد تهرب ، يعيدها إلى مكانها
جاء لي يوتشنغ وفو تشيان إلى هنا أثناء مطاردتهما لنفس الأرنب
نظرا إليهما من مسافة ، ولم يجرؤا على الاقتراب
صدم فو تشيان : "ماذا يفعلان ؟ لقد توقفت عن اللعب بهذه الأشياء عندما كنت في الخامسة من عمري ."
: " لا أدري ، ربما مجرد تسلية " استغل لي يوتشنغ عدم انتباهه وأطلق سهم على الأرنب ، ثم رفع الأرنب بفخر وهرب : " لا تلمني إذا لم أحذرك ، إذا لم تبتعد ، ستتعرض للضرب منهما ."
نظر فو تشيان إلى الرجل الذي يرفع بنطاله ويبتسم
{ مهما يكن —- من الصعب التوفيق بينه وبين ملك الجحيم الذي يجلس في غرفة الاستجواب ويُخرج عيني السجين بيديه !
كيف يمكن لشخص أن يكون قاسي ، ومع ذلك يملك ابتسامة بريئة في نفس الوقت ؟ }
لم يستطع فهم ذلك ، ولم يشأ التفكير فيه ، فركض بعيداً بسرعة
بعد فترة ، غابت الشمس تماماً ، تاركة السماء مغطاة بالرمادي
لم يسمح يان مينغتينغ له باللعب أكثر . أصبح الماء بارد ، فجره للجلوس على صخرة بجانب الجدول
كانت هناك بعض المتعلقات موضوعة على الصخرة ، حتى أن تشاو ييلان جلب معه سكين صغير
: " دعني أفعلها " ابتسم يان مينغتينغ وهو يلتقط السكين ، وكان على وشك أن يرتدي حذاءه ، عندها سمع فجأة زئير نمر قريب ، و تلاها أصوات بشرية عالية : " هل يوجد أحد ! جلالة الملك مفقود !"
تبادل الاثنان النظرات ——
ارتدى تشاو ييلان حذاءه بسرعة: " لنذهب ونلقي نظرة "
بمجرد وصولهم إلى جانب الطريق ، ركض عدة أشخاص قائلين بقلق: " الجنرال يان ، جلالة الملك ذهب لصيد نمر. لقد ركض بسرعة كبيرة ولم نتمكن من اللحاق به.
الآن لا يمكننا العثور عليه ، ماذا نفعل ؟"
يان مينغتينغ : " إلى أين ذهب ؟"
: " إلى الجنوب الشرقي من جبل النمر "
ركب يان مينغتينغ حصانه ، وأمر تشاو ييلان بالذهاب إلى المخيم أولاً ، ثم انطلق في ملاحقته
عبس تشاو ييلان وهو يشاهد ظهره وهو يبتعد وحده ، وقال: " أنتم جميعاً ، اذهبوا وابحثوا عن العسكريين الآخرين واطلبوا منهم البحث ."
: " حاضر "
بعد فترة ، امتلأت أراضي الصيد بأصوات الصرخات ، والناس يحملون الشعلات ويبحثون في كل مكان
لم تكن هناك أي أخبار عن الإمبراطور ، حتى أن يان مينغتينغ لم يعد منذ فترة طويلة
بدأ بعض الناس بالقلق ، مشككين في أن يكون هذا النمر هو والدة النمر الذي تم صيده في المرة السابقة وخرجت للانتقام
فالنمر حيوان مفترس بعد كل شيء ، بجسم ضخم ومخالب حادة
عضه عشوائية قد تكلف نصف حياة الإنسان
و كلما تحدثوا أكثر ، ازداد شعورهم بالاضطراب ، وبدأ الجميع في التفشعر في أيديهم وأقدامهم
أثناء البحث وهم يرتجفون ، كانوا يأملون ايضاً ألا يصادفوا النمر
العديد من الأشخاص يبحثون حول جبل النمر
و تشاو ييلان بينهم ، وتبعه لي يوتشنغ ومرافقيه ، الذين تصادف أن التقوا به
مع علمه بأن يان مينغتينغ كان يبحث عن ذلك الشخص، بدا لي يوتشنغ مرتاح جدًا وبدأ يتحدث معه : " لقد حققت نصر كبير اليوم . لم ترَى وجه فو تشيان ، لقد كان أسود كالفحم هههههههههه ."
الظلام قد حل تماماً . و أصوات الفرائس تتردد من وقت لآخر في الغابة ، والطريق أمامهم لم يكن واضح
أي حركة بسيطة في العشب بفعل الرياح ، كافية لإثارة الخوف في قلوب الناس
لي يوتشنغ ضعيف القلب ، وفي كل مرة يحدث فيها حركة حوله ، كان يرتعب ويحتضن ذراعي مرافقه
أراد العودة بسرعة ، لكن الجميع كانوا يبحثون عن الإمبراطور
لم يجرؤ على مغادرة المجموعة دون إذن ، لذا لم يكن لديه خيار سوى الاستمرار في الثرثرة
وعندما رأى أن تشاو ييلان لم يستجب له، لم يستطع إلا أن يمد يده
ويسحب ذراعه: " هيييه ، لماذا لست خائف على الإطلاق ؟"
: " اخرس!" قال تشاو ييلان بغضب وهو يلوح بكمه وينظر إليه
كان صوته قاسي ، وعيناه باردتين لدرجة أنهما قد تجمّدان شخص حتى الموت : " كلمة أخرى وسأدمرك "
ارتعب لي يوتشنغ من غضب تشاو ييلان المفاجئ لدرجة أنه لم يجرؤ على إصدار أي صوت ، وتابعه بهدوء
وهو ينظر إلى ظهره المنعزل والوَحيد ، خطرت له فجأة فكرة أن هذا هو تشاو ييلان الأصلي —-
{ كيف كنت أجرؤ على الاقتراب من تشاو ييلان السابق بهذه اللامبالاة ؟
كان ذلك مستحيل ،
لقد كنت أكره حقًا تشاو ييلان السابق ، الذي يكون أناني ، بلا قلب ، وغير لطيف .
متى بدأت اشعر أنه يمكنني الاقتراب منه ؟
صحيييح ،
كان ذلك عندما يكون يان مينغتينغ بجانبه —-
على الرغم من أنه كان لا يزال حاد في الرد ، إلا أنه لم يكن يغضب حقًا .
كان مثل قطة تم استفزازها ، تخدشك بضع مرات ، لكنها لن تقتلك حقًا }
—- لقد اعتاد لي يوتشنغ على تشاو ييلان الذي كان يرافقه يان مينغتينغ
{ يكون حيوي ، ممتع ، ومتواضع . وبكل صراحة ، يكون مثل إنسان
و الآن بعد أن ذهب يان مينغتينغ، عاد إلى طبيعته القديمة —
أمر مرعب —- }
فرك لي يوتشنغ ذراعيه وهمس : " كنت فقط أحاول تشتيت انتباهك ، تبدو قلقًا عليه . لا تقلق ،
سيكون بخير . لا أحد يستطيع أن يؤذيه ، حتى النمر ."
قلّت حدة تعابير تشاو ييلان قليلاً ، لكنه استمر في تجاهله
وصلوا المجموعة إلى محيط جبل النمر
نظر تشاو ييلان إلى آثار النمر على الأرض وقاد رجاله ليتتبعوها
في النهاية ، وصلوا إلى حافة منحدر محاط بالحبال ، مما يشير إلى أن هذا هو حد منطقة الصيد
لكن هناك جزء مكسور
أمر تشاو ييلان أحدهم بالعثور على قائد الجيش الإمبراطوري
في هذه اللحظة ، الدفاعات تعتمد على الجيش الإمبراطوري
عندما رأى القائد هذا الوضع ، كاد أن يصاب بالذعر ، وقال إن العشب المحيط هنا كان كله مفقود ولم يكن هناك مكان للاختباء
وعادةً ، لن يأتي نمر إلى هنا أبدًا ، ولا يعرف لماذا اندفع إلى هنا اليوم
توجه تشاو ييلان إلى حافة المنحدر ونظر إلى الأسفل ، فغرق في عرق بارد
سمع شخص بجانبه يقول: " هناك سيف ساقط هنا "
اقترب تشاو ييلان ورأى أنه السيف الذي يرتديه يان مينغتينغ، فنظر إلى القائد بغضب عارم وقال: " أسرع وخذ رجالك للبحث في الأسفل !"
. . . . . . ——————————————
تشاو شوان : " هل أنت بخير؟"
: " أنا بخير "
جلس يان مينغتينغ، وأخرج زجاجة من الدواء من كمه وبدأ بمسحها على ركبته عدة مرات ، ثم مزق قطعة من القماش من ملابسه ولفها حول ركبته بينما يعض على أسنانه من الألم ،، ولكن ذراعه اليمنى تنزف ايضاً بسبب خدش صخرة ، لذا كان من الصعب وضع الضمادة
أخذ تشاو شوان قطعة القماش من يده وساعده بصمت في ربطها على ذراعه
: " شكرًا "
: " يجب أن أشكرك ، لقد أنقذت حياتي "
قبل نصف ساعة —— كان قد رأى هذين الشخصين يتبادلان القبلات تحت الشجرة . لا يعرف السبب، لكنه شعر بنار تشتعل في قلبه ، ومع ذلك لم ينفجر
غادر بصمت وجاء إلى جبل النمر دون أن يدري
أراد أن يفرغ غضبه ، فحاول صيد وقتل هذا النمر الشرس كما فعل في المرة الماضية
من كان يظن أن هذا النمر سيكون أكثر صعوبة في التعامل معه ، و استدار النمر أولاً وبدأ في الهروب
حبس أنفاسه وتبعه ، ولم يلاحظ حتى أن الأشخاص خلفه لم يتبعوه
أطلق بضع سهام مسمومة ، لكن النمر استدار واندفع نحوه ، فاتحًا فمه ليعضه بشدة
أمسك بالقوس بكل قوته وضغطه على فك النمر العلوي
بعد فترة قصيرة ، تحطم القوس
وعندما رأى الأسنان عبر الفجوة وهي على وشك أن تغرس في جسده ، سقط فجأة سيف على رأس النمر ، فتدحرج النمر إلى الأرض
وصل يان مينغتينغ في الوقت المناسب وساعده على النهوض
بينما يحاولان الرحيل ، نهض النمر على أقدامه وبدأ يتجول حولهما ، وكأنه يبحث عن فرصة
كان تشاو شوان يتصبب عرق بارد ، ونظر بشكل غير واعي إلى يان مينغتينغ، لكنه رأى أن عيني يان مينغتينغ كانتا هادئتين
كان يراقب حركة النمر عن كثب ، وكأنه يبحث عن نقطة ضعف ، ولكن سيفه لم يكن في يده بعد الآن
فجأة ، اندفع النمر نحوهم —-
أظلمت رؤية تشاو شوان، ولاحظ أن شخص ما أمسك خصره و نقله جانباً
ثم تركه يان مينغتينغ وقفز إلى ظهر النمر ، وسحب سكين صغير وطعنه في عينه
زمجر النمر بوحشية ، وتلوى بعنف على الأرض
أمسك يان مينغتينغ برأسه وثقب عينه الأخرى ، ثم قفز بسرعة عن ظهره
زحف النمر الاعمى على الأرض بشكل عشوائي ، ودفع تشاو شوان إلى حافة المنحدر
صرخ تشاو شوان، لكن تم الإمساك به وسقطا معاً
خطى يان مينغتينغ على العديد من الصخور المكسورة والأشجار ثم تدحرج إلى الوادي
لم يكن بعيد عن النمر الميت ، ودمه يتدفق إلى مجرى مائي صغير
يوجد كهف صغير بجواره ، يمكن أن يوفر مأوى من الرياح والأمطار
كان تشاو شوان مصاب ببضع خدوش ، لكن جروحه لم تكن خطيرة مثل جروح يان مينغتينغ
نظر إلى إصابات مينغ وقال بقلق: " هل يمكنك أن تقف ؟"
: " نعم، أستطيع " تحدث يان مينغتينغ وهو ينهض مستندًا إلى الجدار ، وسار للخارج مجدداً
تشاو شوان : " إلى أين تذهب؟"
: " لأخذ جلد هذا النمر ، لم أقتله عبثاً " تحدث يان مينغتينغ وهو يعرج نحو النمر ، وأخذ السكين القصير بيده مجدداً ، وبدأ في تقطيع جلده
شعر تشاو شوان بالدوار عند رؤية النمر ولم يستطع تحمل المشهد أكثر ، فجلس في الكهف ، متذكراً المشهد المثير الذي مر به للتو
يمكن اعتباره أنه كان على خطوة واحدة عن الموت
في اللحظة التي سقط فيها من المنحدر وتجاوزت المناظر الضبابية أمام عينيه ،
اكتشف أن في حياته القصيرة ، كان قد شارك تشاو ييلان في نصف الأمور الهامة فيها
المشهد الأخير الذي لم يتمكن من إخراجه من ذهنه كان في الواقع تشاو ييلان يرتدي الرداء الأحمر وغطاء الرأس
فقط تلك الأيدي البيضاء ذات المفاصل الواضحة تحمل شريط أحمر كبير ، وفي الطرف الآخر يان مينغتينغ البطل
مرتديًا نفس الرداء الأحمر وواقف بجانب تشاو ييلان، لم يكن أدنى شأناً —-
لم تدمره صعوبات ساحة المعركة ، و عيناه لا تزالان صافية ومشرقة ، مع حيوية الشاب ونضج واستقرار في تجربة العالم
ابتسم وشكر الجميع الذين جاءوا لشرب نبيذ الزفاف
وأما هو، الجالس في المقعد الرئيسي ، فقد كان يشاهد الشخصين وهما ينحنيان ويتساءل عما سيحدث لهما في المستقبل
بشكل غير متوقع ، بعد نصف عام فقط، أصبحوا مرتبطين ببعضهم البعض
سمع خطوات ثقيلة من الخارج
دخل يان مينغتينغ وهو يحمل جلد النمر الملطخ بالدماء ، وأخرج منديل ليمسح الدم عنه
لم يكن من الممكن أن يحمل يان مينغتينغ منديلًا معه ، لذا كان من الواضح لتشاو شوان أن هذا المنديل كان ينتمي إلى تشاو ييلان
تشاو شوان : " خذ وقت من الراحة أولاً ، لماذا تتعجل للحصول على جلد النمر ؟"
ابتسم يان مينغتينغ : " سوف يأتي الشتاء قريبًا ، وهذا هو الوقت المناسب لصنع بطانية له "
الشخص الذي كان يشير إليه كان واضح
وعند التفكير في الأمر { تشاو ييلان يخاف من البرد ، وكنت أنا جزء من السبب } تنهد قائلاً : " لو لم يكن قد حماني من سهم في ذلك الوقت ، لما تأثر بالبرد بهذا الشكل ."
توقف يان مينغتينغ للحظة ، ولم يتحدث ، واستمر في المسح
كان تشاو شوان مدرك تمامًا للحظة التي توقف فيها مؤقتًا . شعر بمتعة غريبة وحقيرة ، كما لو أنه بغض النظر عن مدى قوة يان مينغتينغ، فإنه لا يستطيع أن يسلب طفولتهم ، والأشياء التي عاشوها معًا لا يمكن تغييرها أو عكسها
تشاو شوان: " عمل الطبيب على إنقاذه لبضعة أيام حتى يستفيق " ثم ضحك فجأة بطريقة غير مفهومة : " لقد نادى أيضًا باسم شخص في حلمه "
لم يذكر من هو الاسم ، لكن يان مينغتينغ كان يعرف أنه ليس هو فقال: " نعم ، أعلم "
: " تعلم ؟" للحظة ، لم يتمكن تشاو شوان من التحكم في تعبيره
{ كيف يمكنه أن يخبره بمثل هذا الأمر الخاص ؟ }
لقد ذكر تشاو ييلان ذلك له عندما كانا يجلسان على السطح في جيانغنان
{ سألت تشاو ييلان لماذا صد سهم الخصم وبعد أن انتهى ييلان من شرح السبب ، تردد في ذكر هذا الأمر ....
ماذا قال تشاو ييلان في ذلك الوقت ، اووه ، تذكرت ..}
—
: " لقد قمت بعمل متهور في ذلك الوقت .
عندما كنت نصف نائم ونصف مستيقظ ،
سمعت صوت تشاو شوان، وفجأة فكرت في طريقة أخرى . بما أنني قد جعلته يشعر بالذنب ، فلماذا لا أجعله يشعر بالراحة التامة معي ؟
تظاهرت بأنني أنادي اسمه في أحلامي
"كان هو ابن العائلة الملكية ، و قوانين سلالة شوان لا تسمح لأبناء العائلة الملكية بالزواج من رجال ، لذا كان سيختار البلاد بلا شك .
علاوة على ذلك ، لم يكن يحب الرجال ، ولكنه كان يحتاج إليّ لأنصحه ، لذا حتى يطمئن إلى أن يتركني وشأني ربما سيخشى من أكون رجل يطمح إلى السلطة ، ولكن إذا كان شخص يعشقه ، فسيتمكن من استخدامه بثقة ."
كان مزاج يان مينغتينغ حينها مشابه تمامًا لما يشعر به الآن – لحسن الحظ أن تشاو ييلان هو من بادر بالحديث ، وإلا لكان قد مات خجلًا لو عرف الأمر من تشاو شوان
كان يان مينغتينغ يتفهم أن تشاو ييلان في موقف يائس قد يفعل أي شيء لإنقاذ حياته ، سواء كان ذلك بطرق مشروعة أم لا
وفي الحقيقة ، كان الأمر تماماً كما توقع تشاو ييلان
بعد تولي تشاو شوان العرش ، تم نقل بعض الموظفين مثله من العاصمة ، بل وأُعدم البعض الآخر
لكنه بقي في العاصمة لأن تشاو شوان كان يعتقد أنه ما زال يعشقه ولن يكنّ أي ضغينة نحوه
بالطبع ، لم يكن يان مينغتينغ ليخبر تشاو شوان بهذه الأسباب . وبعد قوله " أعلم "
ساد الصمت بين الاثنين مجدداً
واصل يان مينغتينغ تنظيف جلد النمر ، حريص على ألا يتسخ الفراء
جلس تشاو شوان بالقرب منه يراقبه ، ثم سأل فجأة: "هل تعرف ايضاً أصله ؟"
رد يان مينغتينغ وهو يرفع رأسه وينظر إليه بجدية : " نعم. شكرًا لك جلالتك على إنقاذ حياته حينها ."
كان صوته صادق ، و كلماته تنم عن شعور صادق لأحد أفراد العائلة
شعر تشاو شوان بغصة في حلقه ، لكنه لم يستطع رفض شكره ، واكتفى بالابتسام بسخرية قائلاً: " لماذا أخبرك بكل هذه الأمور، هاه ...؟"
{ ألم تكن هذه أكبر محرماته ؟
كيف كشف كل شيء بعد أن عرفا بعضهما البعض لمدة نصف عام فقط ؟ }
يان مينغتينغ: " لأننا متزوجان ، فلا توجد أسرار بيننا "
ثم شكره مجدداً : " أريد ايضاً أن أشكر جلالتك على منحه لنا هذا الزواج ، وإلا كيف كنا سنقع في الحب بهذه السرعة ؟"
- الوقوع في الحب بهذه السرعة - وليس - الوقوع في الحب -
شعر يان مينغتينغ بأنه حتى لو لم يُمنحا الزواج ، وكانا مجرد زميلين ، لكان
بالتأكيد قد انجذب إلى تشاو ييلان وسعى جاهداً للوصول إليه
حتى لو استغرق الأمر وقتًا أطول ، لكانا قد انتهيا معًا
شعر تشاو شوان بالاختناق تماماً .... هو من بادر بربط الخيط الأحمر الذي لا يمكن قطعه بينهما ....
لكن عندما رآه فخور هكذا ، شعر تشاو شوان ببعض الانزعاج مجددًا وقال: " في الماضي ،
هل تعلم ما كان أكثر شيء يحبه ؟"
يان مينغتينغ كان يريد أن يعرف كيف كان تشاو ييلان في طفولته ، لكنه كان يفضل
أن يسمع القصة من تشاو ييلان بنفسه ، بدلاً من أن يعرفها من تشاو شوان
نهض وسار نحو تشاو شوان، وكان ينوي ضربه وإفقاده الوعي عندما لا يكون منتبه ،
لكنه عندما مر بجانبه ورفع يده ، سمع صوت خطوات متسارعة في الخارج
: " جلالتك ! جنرال ! لقد وجدناكما أخيرًا ، هل أنتما بخير؟"
تقدم القائد على رأس مجموعة من الناس وظهر عند مدخل الكهف ، ثم صرخ: " وجدناهما !"
اندفعوا المجموعة إلى الداخل ، وساعدوا تشاو شوان على النهوض واعتنوا بجروحه
تراجع يان مينغتينغ بضع خطوات ليترك لهم مساحة
وفي هذه الأثناء ، ظهرت شخصية عند المدخل ، تحاول جاهدة دفع الشخص الواقف أمامها : " يان مينغتينغ!"
نظر يان مينغتينغ فورًا ، وعندما رأى تشاو ييلان، ابتسم براحة: " أنا هنا "
تشاو شوان ايضاً نظر باتجاهه ووجد أن شعره كان غير مرتب ،
وتاج اليشم الذي يرتديه قد فقد، و هناك آثار من العشب على ملابسه
كان مختلف تمامًا عن تشاو ييلان المرتب والأنيق الذي يعرفه
في اللحظة التالية ، شاهد ييلان يقترب بسرعة ، ولاحظ فقط أن عينيه محمرة بالدموع
ثم مر بجانبه دون حتى النظر إليه ، متجهًا نحو الشخص الذي أمامه
تعثر وكاد يسقط ، لكن لحسن الحظ أمسك به يان مينغتينغ في الوقت المناسب
قال يان مينغتينغ وتشاو ييلان بصوت واحد : " هل أنت بخير ؟"
ابتسم يان مينغتينغ : " أنا بخير "
نهض تشاو ييلان بسرعة ولاحظ أن ذراعيه وركبتيه ملفوفة بالقماش
و الكثير من الدم ، فقام بسرعة بأخذه وبدأ بفحصه بعناية ، ليجد أن جسده كله مغطى بالدم
احمرت عيناه مجدداً من الخوف: " تقول إنك بخير ؟!"
أراد يان مينغتينغ أن يوضح له أن الدم كان من النمر ، لكن من زاوية عينه ،
لاحظ تشاو شوان يحدق بهما ، فغير كلماته فورًا: " آهههخ إنه مؤلم ."
سأل تشاو ييلان بسرعة : " أين يؤلمك ؟"
: " جسدي كله يؤلمني ..." وضع يان مينغتينغ يديه على كتفي الآخر واتكأ عليه بالكامل ،
كما لو كان ضعيف وغير قادر على الاعتناء
بنفسه : " لنعد إلى المنزل أولاً ، أو يمكنك أن تنفخ عليه او تقبّله ليزول الألم ."
تشاو شوان: "......"
يتبع —————
تعليقات: (0) إضافة تعليق