Extra3 | الــنـهــ🌥️ــايــة
في أوائل سبتمبر ،
بينما عبقت الأجواء بعطر زهور الأوسمانثوس ،
حقق الجيش انتصار عظيمًا ضد الأتراك ،
أسَروا عدد لا يُحصى من السجناء ، وفازوا بالكثير من الذهب ،
الإمبراطور مسرور جداً ، ففتح أبواب المدينة بنفسه لاستقبال الجنود العائدين ——-
و وصلتهم الأخبار أن الجنرال لو لم يعد فقط سالمًا ، بل أيضًا رُزق بابن ، مما زاد الأجواء فرحًا
اصطف الناس على جانبي الشوارع يحتفلون بالتصفيق ويقذفون الفاكهة والعملات في الهواء للجنود
من بوابة المدينة ،
قرأ الإمبراطور المرسوم الذي يمنح لو جي ترقية ،
ثم نزل بين المسؤولين لرؤية ابن الجنرال بنفسه ومنح الطفل اسمًا ، كعلامة على حظوته
ومع ذلك ، عندما وصل إلى بوابة المدينة ، لم يكن لو جي أو عائلته موجودين
حتى عند البحث في منزله ، لم يُعثر عليه
وسأل الخصيان الذين كانوا يلهثون من حمل المكافآت إلى الداخل عن مكان سيد المنزل ،
أجاب الخدم بأن سيدهم ذهب إلى البحر الشرقي ،
وعندما سُئلوا عن السبب ، قالوا : “ هروبًا من البرد ”
يبدو أن العودة إلى العاصمة كانت مجرد إجراء شكلي ؛ فلم تكن لديهم أي نية للبقاء لفترة طويلة ،
في الخارج ، لاحظ الخصيان أن جزء كبير من البستان قد تم قطعه ، وحُفر حفرة كبيرة في المنتصف ،
فضولهم دفعهم للسؤال : “ هل يخطط الجنرال لو لإنشاء منظر طبيعي أمام منزله ؟”
أجاب الشخص المسؤول عن الحفر : “ ليس حقاً ، سيدتنا تحب اللعب بالماء . و الجنرال أمر بحفر هذه البركة في وقت مبكر حتى تستمتع بها فور عودتها ”
نظر الخصيان داخل المنزل وسألوا : “ ماذا عن سيدكم الصغير ؟ ألا تقلقون عليه ؟ أرى أنكم لم تعدّوا حتى مهد ”
ضحك مدبر المنزل قائلاً : “ ربما لا تعلمون ، ولكن سيدنا الصغير يشبه والدته . إنه يكون أكثر سعادة في الماء من على الأرض !”
—————————————————-
و أثناء حديثهم ،
وصل حصان يركض بسرعة على الطريق المؤدي إلى الجنوب الشرقي ،
قاطعًا عدة أميال في وقت قصير ،
أقرب بحر إلى العاصمة يبعد حوالي 200 ميل ،
توقفت العربة على فترات متقطعة ،
وتم تغيير الخيول في المحطات ،
وأخيرًا وصلت العربة إلى شاطئ البحر عند الغسق في اليوم التالي
شد الجنرال لو اللجام بإحكام ،
ثم ترجل عن الحصان بسرعة ،
اقترب من العربة ورفع الستارة ،
لم يحملوا معهم خدمًا أو مرضعات ،
أولاً ، سُلّم له مرجل حديدي بحجم قدر ،
وضعه لو جي على الأرض ، ثم تسلّم لفافة ملفوفة بعناية
من بعيد ، من الصعب تمييز ما بداخلها ، ولكن عند الاقتراب ، يمكن رؤية وجه صغير وردي اللون ،
استيقظ الطفل ، الذي بدا أنه تأثر بصوت الأمواج ، وبدأ في إصدار أصوات صغيرة
بمهارة واضحة ، حمل لو جي الطفل بذراعه ، واستخدم يده اليمنى لمساعدة شخص على النزول من العربة
استندت اليد النحيلة اليشم على كف لو جي الكبير ، ثم ظهرت شخصية ترتدي ملابس بسيطة ،
يتكئ على ذراعه للنزول ،
وعندما استدار الشخص ،
كان من الواضح أنه يحمل ايضاً طفل بين ذراعيه
يو شياومان وهو يداعب خد الطفل في ذراع لو جي: “ أنت دائمًا الأكثر صخبًا . إذا استمررت في البكاء ، فلن يُسمح لك باللعب في الماء مع أختك ”
على الرغم من أن الطفل البالغ من العمر ثلاثة أشهر كان صغير جدًا لفهم الكلمات ، بدا أنه هدأ ، ونفخ فقاعة بينما ينظر إلى والده بعينين كبيرتين ، وكأنه يثبت طاعته
قام يو شياومان بقرص خد الطفلة بين ذراعيه وسأل : “ شياو دينغ الصغير يريد اللعب في الماء مع أخته شياو بينغ . ما رأيكِ إذاً ؟”
الطفلة المطيعة التي بقيت هادئة طوال الرحلة ، بـ “ ممم ” ابتسم يو شياومان : “ فتاة جيدة . إذًا هيا لنسبح "
بحذر ، خطى فوق الصخور من واحدة إلى أخرى نحو الأمواج ، أفرغ لو جي المرجل في الماء أولاً ، الذي كان فيه سمكتي الكوي ، ثم التفت لمساعدة يو شياومان الذي يحمل كلا الطفلين
سأل يو شياومان وهو يحاول التوازن على الصخور ، و يميل على ذراع لو جي : “ كيف حال شياو جيا وشياو يي؟
أسماك النهر تختلف عن أسماك البحر .
الأخت بيو قالت أنه يمكنهم البقاء نصف ساعة فقط على الأكثر "
نظر لو جي إلى السمكتين اللتين تسبحان بسعادة في الماء وأجاب : “ قالوا ، ‘ نحن لسنا مجرد أسماك نهر عادية ’ ”
تخيل شياومان نبرة شياو جيا وشياو يي و ارتسمت ضحكة على وجهه وعيناه تلمعان بالفرح : “ حسنًا ، بما أنها رحلة نادرة ، دعهم يستمتعون قليلاً أكثر "
مع غروب الشمس ،
جلس لو جي بجانب يو شياومان على الصخرة الأقرب إلى البحر ، حيث ساعده على ضبط رداءه الذي يتطاير بفعل الرياح ، نظر بعد ذلك إلى الطفلين وسأل، “ إذًا ما نوع السمك الذي يمثله شياو بينغ ودينغ ؟”
عندما وُلد الطفلان ، كانا بيض ، وفي غضون يوم واحد تحولا إلى أشكال بشرية …. و دوت صرخاتهم بينما يتم اصطيادهم من الماء ، ولم يكن هناك فرق ظاهر بينهم وبين الأطفال البشريين
في ذلك الوقت ، حتى بيو ظنت أنهم سيعيشون حياتهم في أشكال بشرية ، ولكن بعد بضعة أيام ، وفي إحدى الليالي ، بدأ الطفلان يبكيان دون توقف ، ولم يفلح شيء في تهدئتهم
ظن يو شياومان أنهما لم يتحملا الحرارة ، فأخذ أحدهما بالقرب من حوض ماء ، وبلمح البصر ، غاص الطفل في الماء ، ولم يترك وراءه حتى ذيله
بحذر ، أزال يو شياومان اللفة عن شياو بينغ ، ووضعها في الماء ، وما أن لامس الماء المالح قدميها الممتلئتين ، حتى أفلتت نفسها من يد يو شياومان وغطست في الأمواج التي تضرب الصخور ، متحولة إلى سمكة خضراء براقة تسبح بحرية
يو شياومان وهو ينظر إلى الطفل الآخر : “ تبدو مثل سمكة ذات حراشف خضراء ، لكن بما أنها هجينة ، فلا بد أنها نوع غير موجود في البحر ”
أومأ لو جي برأسه ، وشعر بالفخر بدلًا من الحرج عندما نطق كلمة ' هجينة '
تحول دينغ الصغير ايضاً إلى سمكة خضراء زاهية ، وبمجرد أن دخل الماء ، انضم إلى أخته في السباحة بسعادة
شياو جيا وشياو يي كانا يسبحان حولهما ،
يرشان الماء على يو شياومان، الذي تظاهر بالانزعاج من تصرفاتهم ، لكنه سرعان ما رفع بنطاله وخلع حذاءه وجواربه
التفت لو جي لمساعدته ، ممسكًا بكاحل يو شياومان النحيل بينما يطوي بنطاله ،
شعر بانخفاض طفيف على الجلد الناعم ، فعبس :“ لماذا لم يلتئم هذا بعد ؟”
يو شياومان بلا مبالاة : “ ليس من السهل أن يلتئم بدون حراشف ”
بينما بدا يو شياومان غير مكترث ، كان لو جي شديد القلق : “ ألم يقولوا إن العناية الجيدة بنفسك ستساعد على نموها مجدداً ؟”
نظر يو شياومان إلى المكان وقال : “ لقد نزعتُ بعض الحراشف مؤخرًا من أجل الطفلين .
قد يستغرق الأمر وقتًا أطول قليلاً ”
على الفور ، بدت علامات الغضب على وجه لو جي
يو شياومان بمزاح: “ لقد فعلت ذلك من أجل الطفلين . هل تغار منهما ؟”
وعندما لم يرد لو جي ، دفعه يو شياومان بكتفه وقال : “ لقد أكلتَ بعضها ايضاً كما تعلم .
كنت أطحنها وأضعها في شايك . ألم تلاحظ ؟
مثلما فعلت المرة السابقة ”
حتى لا يقلق لو جي تنهد يو شياومان ومسح برفق بأصابعه على المكان المنخفض
أنزل لو جي رأسه وقبّل قبلة لطيفة على المكان المصاب : “ لا تؤذِي نفسك من أجل أي أحد بعد الآن "
على الرغم من كل ما مر بينهما ،
لا يزال يو شياومان يجد نفسه منجذبًا لحنان لو جي غير المقصود ،
مما يجعله يشعر بخفقان في قلبه ،
أن تكون محبوب ومحمي يجعلك ترتجف ،
ترغب في الهروب ، ولكن في نفس الوقت ، تريد البقاء أقرب ،
عندما اعتدل لو جي ، لف يو شياومان ذراعيه حوله ودفن وجهه في كتفه ، قائلاً بصوت مكتوم : “ أنت غير منطقي ”
لو جي : “… ماذا ؟”
شياومان : “ كل ما أملكه سأعطيه لمن أريد .
لماذا يجب أن تتدخل في كل شيء ؟”
لو جي : “ أنا…”
يو شياومان مقاطعًا : “ أعلم أنك تهتم بي ولا تريد أن تراني أعاني ، ولكن رؤيتك مريض تجعلني أكثر حزنًا "
شعر بنبض لو جي القوي ودفء الـ يوان دان داخله ، فابتسم يو شياومان وأغمض عينيه برضا
تابع شياومان : “ هذا ليس إيذاءً لنفسي . بل هو تسليم شيء ثمين لأولئك الذين يعنون الكثير لي .
عندما تكونون جميعاً بخير ، أكون أنا بخير ”
مع غروب الشمس ،
أضاءت أشعتها البحر بألوان ذهبية ،
مما جعل الماء يتلألأ ،
يو شياومان يحرّك زعنفته ،
يصنع رذاذ وهو يلعب مع السمك في الماء ، ثم سأل : “ حراشف حوريات البحر ثمينة ، ألم يكن لها تأثير عندما أكلتها ؟”
فكر لو جي للحظة وأجاب : “ نعم "
رد يو شياومان مع عبوس خفيف : “ كنت متأكد .
في كل مرة تأكل بعضها ، يبدو أن لديك طاقة لا تنتهي تلك الليلة "
لم يعرف لو جي كيف يرد على ذلك ،
سواء كان بسبب غروب الشمس أو شيء آخر ، بدا وجهه احمر قليلاً
جلسا بصمت لبعض الوقت ، ثم قال يو شياومان مجددًا مع نسيم المساء : “ هل تتذكر لقائنا الأول ؟
كان على شاطئ صخري مثل هذا ”
ظن شياومان أن لو جي ربما لا يتذكر التفاصيل ، فتابع : “ كنت مجرد سمكة صغيرة قبيحة آنذاك ،
جرفتني العاصفة إلى الشاطئ .
ظللت أحاول العودة إلى البحر لساعات ، لكنني لم أستطع . وعندما كنت على وشك أن أفقد أنفاسي ، التقطتني وأعدتني إلى الماء ”
بينما يتحدث عن الماضي ، كانت عيون يو شياومان تتلألأ ، تتفوق على حتى عدد لا يحصى من النجوم ،
: “ بعد ذلك ، كنت أسبح يوميًا إلى الشاطئ لأبحث عنك . من كان يظن أنك مشغول جدًا لدرجة أنني انتظرت أيامًا دون أن أراك ؟”
ثم ألقى نظرة عتاب خفيفة على لو جي، لكن بدون أي جدية
رد لو جي بهدوء وهو يتقبل العتاب : “ لا يمكن لوم أحد على ما لا يعرفه .
علاوة على ذلك ، التقينا لاحقاً أليس كذلك ؟”
: “ أنت… تتذكر ؟”
نظر يو شياومان إلى الشخص بجانبه ، فابتسم لو جي قليلاً و أجابه مُكرراً كلامه في الماضي : “ ألستَ السمكة الصغيرة التي جُرفت على الشاطئ في المرة الأخيرة ؟
ما الأمر ، هل جئت لتشكرني الآن ؟”
بينما الأمواج تضرب الشاطئ ،
تبادلا قبلة تحت غروب الشمس ،
ولأن يو شياومان لم يكن يفهم لغة الأسماك ،
كان يسأل لو جي أحيانًا عن الترجمة وسط لحظاتهم المتناغمة
أجاب لو جي بصراحة هذه المرة ، قائلاً : “ إنهم يقدمون أنفسهم ”
سأل يو شياومان بفضول : “ أي أسماء يستخدمونها شياو بينغ ودينغ ؟”
: “ أسماؤهم الرسمية ….” كانت أصابع لو جي الطويلة تمشط شعر يو شياومان الأسود الكثيف ، بينما مال ليقبل عينيه المبللتين والمحمرتين : “ إنهم يحبونها كثيراً "
أسماء الأطفال قد اختيرت بواسطتهما معًا ،
بعيدًا عن النصوص الشعرية والكلاسيكية ،
قسما كلمة “الشوق (思念)”، فسميا الفتاة “ نيانتشو ” والصبي “سييوان”، وهي أسماء تحمل مشاعر عميقة ،
من الصعب فصلهم أو التخلي عنهم ،
يو شياومان غير قادر على كبح فضوله : “ وهل أعجبك مظهري السمكي ؟
هل كنت تتذكرني طوال تلك السنوات ؟”
في الماضي ، لم يجرؤ على طرح هذا السؤال ، دائمًا خائف من إجابة مؤلمة
أما الآن ، فلم يعد يخشى شيئ ، حتى لو لم يتذكر لو جي ، لم يكن يهم ،
المهم هو الوقت الذي يعيشان فيه الآن ،
حيث يمكنهما خلق ذكريات جديدة معًا ،
ليصبحا أعمق روابط لبعضهما البعض ،
مع اقتراب الليل وزوال آخر ضوء للنهار ،
انعكست أشعته على زعنفة يو شياومان المتجددة والرائعة ،
أجسادهما متشابكة على الصخور بجانب الشاطئ ،
عائدين إلى المكان الذي بدأت فيه قصتهما ،
يتهامسان بالكلمات التي فاتتهما طوال تلك السنوات ،
لو جي وكأنه يعيد الزمن إلى الوراء إلى سن الخامسة عشرة ، مبتسمًا بنفس الطريقة التي فعلها آنذاك : “ اسمي لو جي، زوجك المستقبلي . ما اسمك ؟”
نظر إليه يو شياومان، مسحور تقريباً ، يعرف أن نظرة واحدة تعبر أكثر من ألف كلمة
: “ اسمي يو شياومان، زوجتك ، التي ستقضي هذه الحياة معك "
يا لها من ليلة ، و من لحظة ،
للقاء مثل هذا ' الحبيب '
كل ذكريات الماضي ستظل لا تُنسى ،
وكل لحظة قادمة ستُعتز بها للأبد …
الــنـهــ🌥️ــايــة
يجننننو يو شياومان جمييل لطيف حبيته منجد 🥺🥺😩💖💖
ردحذف