Ch10 | شارع الغروب

Ch10 | إلى أين تذهب ؟

عند خروجهم من النادي، بدا تشانغ جوي شارد الذهن

وربما رأى تشين بوكياو ذلك أيضاً

فاقترح عليه أن يقود السيارة

وافق تشانغ جوي، وسلم المفتاح إلى تشين بوكياو

وجلس على مقعد الراكب بمفرده

عند مغادرة شارع الترفيه

لم يتجه تشين بوكياو نحو المنزل الآمن

قام بتشغيل الGBS وتوجه إلى داون تاون المدينة ( عباره عن اشهر مكان بالمدينه ).

تشين بوكياو: "ما زال الوقت مبكراً ، فلنلقي نظرة حول بانكوك "

ارتدى النظارات الشمسية القديمة مرة أخرى وفتح الراديو لتشغيل بعض الأغاني

كان الاثنان مثل السائحين العاديين الذين يستقلون سيارة مستأجرة

 و يسافرون في أنحاء بانكوك بلا هدف .

عند مفترق الطرق تذكر تشانغ جوي ما حدث في المرة الأخيرة

 التي كان فيها هنا وقال لتشن بوكياو : " لا تتبع الGBS

هناك جزء من الطريق أمامك ضيق للغاية بحيث لا يمكن لهذه السيارة أن تمر به

انعطف يمينًا ."

استدار تشين بوكياو يمينًا وسأل، "هل تأتي إلى بانكوك كثيراً ؟"

تشانغ جوي: " لقد كنت هنا كثيرًا في السنوات القليلة الماضية "

في العام السابق وفي العام الماضي جاء عدة مرات

قدمه هاريسون إلى العيادة

لقد جاء لرؤية طبيب مشهور ولكن بعد الكثير من المعاناة لم يتم علاج المرض بعد .

"هنا لرؤية هذا الرجل ( يقصد هاريسون ) ؟" سأل تشين بوكياو: " أو لمشاهدة عرض البالغين ؟

 ( يقصد عروض راقصات العري في الملهى ) "

نظر تشانغ جوي إلى تشين بوكياو وقال: " أنا لا أشاهد عروض البالغين ."

: " حقًا،" ابتسم تشين بوكياو وتابع : " لقد أعطيت بقشيش بشكل عرضي ، أعتقدت أنك رأيت الكثير ."

شعر تشانغ جوي دائمًا أن تشين بوكياو يبدو وكأنه يقوم بضربة في مكان ما

 ولكن نظرًا لأن تشانغ جوي لم يكن جيدًا في التواصل

لم يتمكن من معرفة ما هو بعد التفكير فيه

لذلك أصر بسذاجة : " لم أراه ،

لقد ذهبت لزيارة هاريسون عدة مرات أثناء العرض

أخشى أن هاريسون سوف يطردني إذا لم أعطي إكرامية للراقصات ،

 لذلك يجب أن أعطي القليل في كل مرة "

" اذن أتيت إلى بانكوك لرؤية ذلك الرجل فقط؟" سأل تشن بوكياو

أدرك تشانغ جوي أن تشين بوكياو لن يترك موضوع هاريسون يسقط اليوم ، فأجاب: "ليس فقط لرؤيته"

وقبل أن يسأل تشين بوكياو

أضاف: "في الشهر الماضي قمت بالاستطلاع وتجولت في أنحاء بانكوك لمدة ثلاثة أيام

والتقيت بزونرا

لقد سلكت هذا الطريق أثناء الاستكشاف

 وفي منتصف الطريق فقط أدركت أنني لا أستطيع القيادة

في ذلك الوقت

كان علي أن أتراجع

كما دهست دراجة هوائية على جانب الطريق ودفعت ثمن الأضرار "

كان تشين بوكياو صامت وبعد فترة قال: " ماذا سنفعل في الأيام الثمانية القادمة ؟ "

سأل تشن بوكياو مرة أخرى : " هل ترغب في مشاهدة عرض للبالغين بالكامل؟"

كان تشانغ جوي عاجزًا عن الكلام ونظر إلى تشين بوكياو، الذي كان يقود سيارته

وقال على مضض: "إذا كنت تريد حقًا رؤيته ، فيمكنني شراء تذكرة لك"

نظر تشين بوكياو إلى تعبير تشانغ جوي ثم ضحك فجأة كما لو كان مستمتع بتشانغ جوي

نظر تشانغ جوي بصمت إلى تعبير تشين بوكياو السعيد، ولم يستطع أن يغضب حتى لو حاول

عندما توقف تشين بوكياو عن الضحك

أجهد تشانغ جوي ذهنه لاقتراح بعض الأماكن التي زارها من قبل وسأل تشين بوكياو إذا كان مهتماً

تشين بوكياو: "سنفكر في الأمر في طريق العودة

فلنأكل أولاً "

أعاد نظام الGBS تخطيط المسار

قاد تشين بوكياو سيارته إلى المنطقة التجارية في وسط المدينة ،

 وأخرج المطاعم القريبة من الخريطة

وسأل : ، "ماذا تريد أن تأكل ؟"

كان تشانغ جوي من النوع الذي يأكل كل شيء بنفس الوجه الخالي من التعبير

لقد اعتقد أنه لا بد أن يكون مقترح سيئ في هذا الشأن ( حس انه كل الي يجيبه مو طعم )

لذلك قال: "يجب عليك الاختيار "

اختار تشين بوكياو واحد بشكل عشوائي

ووافق تشانغ جوي

وتوجهوا إلى ذلك المطعم

عندما رأى لافتة المطعم من بعيد

قال تشين بوكياو فجأة: " كلما خرجت لتناول الطعام مع الناس، بدا وكأنني أدفع الفاتورة دائماً "

 ( يعني يقابلونه لمصلحه حتى لو مادفع الفاتوره )

أدار تشانغ جوي رأسه لينظر إلى تشين بوكياو دون أن يتحدث

وتابع تشن بوكياو: " إذا كان لا يزال لدي فرصة للعودة إلى الاتحاد الآسيوي

فيمكنني أن أحصل على مقعد لنا في المطعم في الطابق العلوي من مبنى تشاوهوا للطاقه ( شركتهم ) ،

أو هل ترغب في العودة إلى أوروبا لرؤية فريقنا ؟

ألما ماتر؟

أستطيع أن أذهب معك "

كانت الشمس تغرب

وظلال المباني في الشارع أمامهم

وأحياناً تغطيهم

قال تشين بوكياو بشكل عرضي ما تخيله تشانغ جوي

بشكل عرضي لدرجة أنه شعر أن تشين بوكياو كان مجرد رسمي معه ( يجامله )

لم يتمكن تشين بوكياو من سماع إجابة تشانغ جوي فقال : " أم أنك لا تريد الذهاب معي ؟"

أوقف السيارة في الشارع الذي يقع فيه المطعم

في ساحة انتظار السيارات

وأطفأ السيارة

وأخرج مفتاح السيارة

لكنه لم يخرج من السيارة

التفت إلى تشانغ جوي وخلع نظارته الشمسية وحدق في تشانغ جوي باهتمام

غطت شمس الغروب بؤبؤة عيناه ذات اللون البني الداكن بتوهج برتقالي ذهبي

كما لو كان يستعد حقًا للذهاب في موعد مع تشانغ جوي

أكد تشين بوكياو مرة أخرى : " تشانغ جوي ! الاتحاد الآسيوي أم أوروبا ؟"

وتابع مبتسماً : " إذا لم تخبرني إلى أين تريد الذهاب، فسأضطر إلى الاختيار مرة أخرى

و ما سأختاره قد لا يكون ما تريده أنت"

كان دماغ تشانغ جوي بالكاد يعمل

لم يتمكن من ابعاد عينيه عن وجه تشين بوكياو

لم تكن لديه أفكار ذكية ولا إجابات جيدة

كان يعرف فقط أن ينظر إلى تشين بوكياو بغباء

: " ....... أنت أختار "

تشين بوكياو: " حسنًا، سنذهب إلى كليهما "

نزل من السيارة

وسار من مقدمة السيارة

وفتح الباب لـ تشانغ جوي ~

شعر تشانغ جوي وكأنه طالب بطيء حصل على فرصة 

لتلقي التعليم على يد أحد الطلاب المتفوقين لمدة يوم

لقد كان متخوف وسعيد ، وشعر أنه كان الأكثر حظًا على الإطلاق

تبع تشانغ جوي تشين بوكياو إلى المطعم وصادف أن هناك طاوله لشخصين لا تزال شاغره ،

 وأدخلهما النادل

نظر تشين بوكياو إلى القائمة لفترة من الوقت واختار وجبة

طلب تشانغ جوي الشيء نفسه

لم يتمكن من رفض التوصية الحماسية للنادل وطلب زجاجة من النبيذ الأبيض المميز للمطعم

أكل الاثنان وتحدثا مع بعضهما البعض

في معظم الأوقات كان "الطالب المتفوق" تشين بوكياو مسؤولاً 

عن طرح الأسئلة في حين "الطالب الفقير" تشانغ جوي قدم إجابات غير مرضية

قضى تشين بوكياو وقت رائع خلال هذا العشاء

بعد التجنيد في الجيش

تغيرت الظروف المعيشية لتشين بوكياو تماماً

بصرف النظر عن المواعيد المدبرّه من الأوميغا الذي نظمته زوجة أبيه أثناء الإجازة

لم يكن قد ذهب إلى أي موعد تقريباً

أحد الأسباب هو أن تشين بوكياو لم يكن يرغب في العثور على طعام جيد وتجربته والسبب الآخر هو أنه كان يقاتل في البرية لفترة طويلة لدرجة أنه لم يعد يحب الأماكن المريحة للغاية والتي خذلت حذره

بالمقارنة مع الالتزامات الاجتماعية الروتينية في المطاعم الراقية مع مواعيده العمياء ، 

كان تناول الطعام مع تشانغ جوي الذي أصبح أكثر بطء بعد الشرب أكثر متعة ~

لم يشرب تشين بوكياو لكنه اشتم رائحة النبيذ وعلم أن النبيذ سيكون حلوًا بشكل مخادع

ربما لم ينظر تشانغ جوي إلى محتوى الكحول المذكور على الزجاجة

 وشرب كوب تلو الآخر ولم يأكل إلا القليل

رأى تشين بوكياو أن عيون تشانغ جوي أصبحت في حالة ذهول تدريجياً

لكن تشين بوكياو لم يكن شخص رحيم ، لذلك لم يمنعه !~ ( ناوي نيه مو كويسه )

بعد شرب زجاجة كاملة من النبيذ بدأ تشانغ جوي بحاجة

 إلى التفكير لفترة طويلة قبل أن يتمكن من قول أي شيء

عدة مرات كانت شفتاه تفتح وتغلق كما لو كان يريد التحدث ، ولكن لم يكن هناك صوت يخرج منه

أراد تشين بوكياو أن يعرف بالضبط مدى سكر تشانغ جوي و بعد التفكير في الأمر كذب عليه وقال: "تشانغ جوي ، لقد انتهينا من تناول الطعام

سنقول وداعًا الآن

فلنتصافح ! "

تشانغ جوي : " آه"

مكررًا كلمات تشين بوكياو

: " هل نودّع بعضنا الآن ؟"

ثم فعل ما قاله ومد يده وأمسك تشين بوكياو عبر الطاولة وهزه ببطء لأعلى ولأسفل

كانت يدا تشانغ جوي ناعمة جداً وكفيه ساخنتين وكانت عيناه تقريباً خارج نطاق التركيز

" نعود إلى المنزل ؟ " نظر تشانغ جوي إلى الأمام بعيون مشوشة، وتابع : " أوه، حسنًا . حسناً ."

ثم وقف وتذكر أن يدفع الفاتورة عندما أحضرها النادل وخرج ببطء

لم يتمايل تشانغ جوي لكنه كان بطيئ للغاية

تبعه تشين بوكياو من الخلف وراقبه لفترة من الوقت

ووجد أن تشانغ جوي ليس لديه خطط للعثور على سيارتهم لذا تقدم بسرعة إلى الأمام

وأخذ ذراع تشانغ جوي لوضع تشانغ جوي إلى مقعد الراكب بالسيارة

قام تشين بوكياو بتشغيل نظام الGBS في السيارة وتوجه إلى المنزل الآمن

تشانغ جوي لم ينم

كان ينظر إلى خارج السيارة وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما 

ويعطي تعليمات القيادة من وقت لآخر

حتى أنه انزعج عندما لم يتبع تشين بوكياو تعليماته

في منتصف الطريق نسي تشانغ جوي ما كان غاضبًا منه فتح يده 

وتمتم بشيء بهدوء وهو يتلمس طريقه لأعلى ولأسفل في السيارة للعثور على شيء ما

استمع تشين بوكياو بعناية لبعض الوقت

حاول أن يفهم بماذا يُتمتم

فجأة سمع تشانغ جوي يقول " الدواء "

: " أين الدواء؟

وبعد ثواني قليلة كرر : " أين هو ؟"

في البداية

لم يكن تشين بوكياو يعرف ما هو الدواء الذي كان يبحث عنه تشانغ جوي

لقد شعر أنه ليس من المناسب لـ تشانغ جوي أن يفرط في التفكير

 ويبحث عن دوائه ويتجول في السيارة

لذلك أخذ حقيبة بشكل عشوائي خلف مقبض تغيير السرعات ' قير السياره '

وسلمها إلى تشانغ جوي لطمأنته

و قال لتشانغ جوي: " الدواء موجود هنا

أمسك الحقيبه أولاً

وخذ الدواء عندما نصل إلى المنزل "

حمل تشانغ جوي الحقيبة كما لو كانت كنز

: "وجدته "

قال تشانغ جوي بسعادة وفتح الحقيبة وبحث عنها لفترة من الوقت ، وأخرج قلم معدني

: " وجدته ! " قال تشانغ جوي بسعادة مرة أخرى

أخذ القلم وفرك ببطء الجزء الداخلي من مرفقه بطرف القلم

رأى تشين بوكياو حركات تشانغ جوي من زاوية عينه وشعر أن قلبه سقط

ضغط على الفرامل فوراً وأراد أن ينتزع القلم لكن فات الاوان

قام تشانغ جوي بطعن الطرف الفولاذي للقلم في اللحم الموجود داخل ذراعه

وترك الطرف مثبت في ذراعه لبضع ثواني

تشانغ جوي بحزن: " إنه مؤلم"

لم يلاحظ أن تشين بوكياو أخذ القلم

ولم يكلف نفسه عناء الرد على تشين بوكياو

كان تشين بوكياو يهزه من كتفه وينادي اسمه

لقد عبس فقط ونظر إلى الأمام واستمر في لمس ذراعه وتدليك جرحه

اصابعه تلطخت بالدم و معظم ذراعه مغطى ببصمات أصابعه الحمراء

بعد فترة من الوقت توقف تشانغ جوي عن التذمر بشأن الألم 

واستلقى على الكرسي ثم تابع التذمر عن الالم مجدداً

ربما بسبب الكحول شعر بسخونة خديه

رفع تشانغ جوي يده مرة أخرى كما لو كان يريد تغطية خديه بأيدي ملطخة بالدماء حتى يبرد

وسرعان ما أمسك تشين بوكياو معصمه بيديه لمنع الكارثة من الإزدياد

كان جرح تشانغ جوي لا يزال ينزف

رأى تشين بوكياو متجر صغير ليس ببعيد أمامه

كان يخشى أن يجعل تشانغ جوي نفسه أسوأ إذا تركه بمفرده

 لذلك استخدم الحبل الموجود في صندوق التخزين لربط يدي تشانغ جوي

ثم ذهب إلى المتجر لشراء الأشياء اللازمة لعلاج الاصابه

عندما عاد تشين بوكياو إلى السيارة كان تشانغ جوي نائماً تقريباً

استلقى تشانغ جوي مع ثني خصره وعيناه مغمضتان وحواجبه مكشره بعمق 

ويداه المقيّدتان تكافحان قليلاً

كان طويل ونحيف ولم يكن في مظهره الحالي أي شيء جذاب

ولكن مع ذلك شعر تشين بوكياو أن تشانغ جوي لم يبدو غريب 

وغبي بمثل هذه الحركات والتعبيرات ويبدو جذاب ولطيف

قام تشين بوكياو بإرخاء الحبل قليلاً و أخذ منديل تعقيم لتطهير جرح تشانغ جوي

عندما لمس المنديل جلد تشانغ جوي

ارتجف تشانغ جوي

لكنه لم يقاوم

وسمح بأدب لـ تشين بوكياو بتنظيف جرحه

ساعده تشين بوكياو في وضع الضمادات ومسح بقع الدم عن يدي 

وذراعي تشانغ جوي بمناديل مبللة وفك حبال تشانغ جوي

فتح تشانغ جوي عيناه بشكل أكبر و حدق في تشين بوكياو

لم يبدأ تشين بوكياو في القيادة ونظر إليه بصبر

بعد فترة طويلة من التحديق

تشانغ جوي : " تشين بوكياو"

لم يفعل تشانغ جوي أي شيء أو يقول أي شيء

لقد حدق في تشين بوكياو على مسافة نصف متر

و بعد المشاهدة لفترة من الوقت أغلق تشانغ جوي عينيه ببطء ونام

اكتشف تشين بوكياو فجأة أنه ارتكب الكثير من الأخطاء غير الضرورية هذه الأيام

كان ينبغي عليه أن يظل على مسافة من تشانغ جوي كما فعل مع أي شخص آخر عبّر عن حبه له

ولكن كان الأوان قد فات

لقد فاته بالفعل أفضل وقت لتوجيه تشانغ جوي بعيداً