Ch9 | نادي هاريسون
عندما اقتربوا من الكواليس
مروراً ببابين ثقيلين
تلاشت الموسيقى في حلبة الرقص ببطء
حتى بالكاد سمعوا أي شيء
جاء طاقم العرض الكبار وذهبوا على عجل
عندما أخذتهم الفتاة لتجد هاريسون في غرفة تبديل الملابس للراقصين
كان هاريسون متكئ على طاولة ويتحدث إلى راقصة جميلة
كان هاريسون آر أوين بيتا طويل القامة ونصف آسيوي لكنه بدا آسيويًا أكثر من كونه أجنبي
عندما جاء هاريسون لأول مرة إلى تايلند عمل كحارس شخصي لبضعة أشهر وفي وقت لاحق
وبمساعدة شخص مهم افتتح شركة أمنية خاصة به في بانكوك
بعد التعرف على المشاهير والسياسيين بدأ عرض تجاري للبالغين
التقى به تشانغ جوي مرة واحدة في بداية الشهر الماضي ليخبر هاريسون بخططه
جلس الاثنان وتحدثا لفترة طويلة
لم يوافق هاريسون على تورط تشانغ جوي مع تشين بوكياو
لكن تشانغ جوي أصر على الذهاب
لذلك استمر هاريسون في مساعدته
عندما رأى هاريسون دخول تشانغ جوي
رفع زاوية فمه و بمجرد أن كان على وشك التحدث رأى تشين بوكياو يقف خلف تشانغ جوي
تفاجأ للحظة
ونظر إلى تشانغ جوي ببعض المفاجأة
تحركت شفتيه، كما لو كان يريد أن يقول شيئ لكنه تراجع على الفور
أشار إلى الفتاة وربت على ذراع الراقصة وقال: "يمكنكما الذهاب الآن يا رفاق "
عندما أُغلق الباب ولم يكن هناك سوى ثلاثة منهم في غرفة تبديل الملابس
رفع هاريسون يده وأشار إلى تشانغ جوي بإصبعه السبابة : " لست خائف من أي شيء ، أليس كذلك ؟"
لقد اتخذ خطوة إلى الأمام
ولاحظ تشين بوكياو من مسافة مهذبة لبضع ثواني
وقال فجأة لـ تشانغ جوي : " تشانغ جوي ، أنت موهوب جدًا في وضع المكياج
يمكنك أن تأتي للعمل في النادي إذا أفلست و سأعطيك أيضاً السكن والطعام مجانًا ...
نظر إلى أعلى وأسفل تشانغ جوي وتابع : " ليس مستحيل إذا كنت تريد أن تصبح راقص أيضاً "
نظرًا لأنه كان صديقه لسنوات عديدة كان تشانغ جوي معتادًا منذ فترة طويلة على كلمات هاريسون الغريبة
لذلك تخطى نكاته بشكل انتقائي وذهب مباشرة إلى النقطة التالية : " هل تم التواصل مع السفينة ؟"
اعتقد هاريسون أن تشانغ جوي كان قاتلًا للمتعه حقاً ، وهز كتفيه: " تعال معي"
استدار وخرج من غرفة تبديل الملابس
أدار تشانغ جوي رأسه ونظر إلى تشين بوكياو
سأل تشين بوكياو مستمتع : "هل يمكنك الرقص؟"
نفى تشانغ جوي على الفور: " لا أستطيع"،،
وأعطى تشين بوكياو على مضض بعض الاستعدادات العقلية : " لا تصدق أي كلمة يقولها "
بعد ذلك ، تبعوا هاريسون
أخذهم هاريسون إلى مدخل مصعد لمشاهدة معالم المدينة
مرورًا بجهاز بصمات الأصابع
فُتح باب المصعد
دخل الثلاثة، وصعدوا المصعد
مما أتاح لهم رؤية العرض بأكمله
كان العرض قد وصل إلى ذروته حيث تساقطت رقائق الذهب وتناثرت في جميع أنحاء الملهى
وكان الجمهور يلوحون بأذرعهم كما لو كانوا مخمورين
ويرددون كلمات بذيئة لراقصة أوميغا التي كانت ترقص في القفص الحديدي المعلق في الهواء
ولكن سرعان ما صعد المصعد إلى طابق الفندق
كان مكتب هاريسون في الطابق السادس عشر
بعد أن شاهد هاريسون الأرقام على الشاشة الرقمية ترتفع ببطء
قال فجأة لـ تشانغ جوي: "لقد ذهبت للتنزه في جبل سينا الثلجي مرة أخرى الشهر الماضي ."
عند سماع اسم الموقع شعر تشانغ جوي فجأة بشعور سيء
لقد شعر أن هاريسون سيقول شيئ غبي أمام تشين بوكياو في الثانية التالية
لذلك أدار رأسه على الفور
ونظر إلى هاريسون بعيون صارمة !!
ومع ذلك لم ينتبه هاريسون الاحمق إلى تشانغ جوي على الإطلاق
وقال : " بالمناسبة، لقد ساعدتك في التحقق ، مصابيح الزيت لا تزال موجودة ."
شعر تشانغ جوي بالصداع
لكن هاريسون لم يستسلم وتابع : " لماذا لا تذهب وترى ذلك عندما تكون متفرغ ؟"
عندما كانا في روش
كان تشانغ جوي وهاريسون صديقين لتناول الغداء ويتناولان الوجبات معًا
لكنهما لم يكونا قريبين جدًا
لقد أصبحوا أكثر معرفة بعد انسحاب هاريسون من روش
بعد ستة أشهر من ترك المدرسة
أفلس والد هاريسون وأصيب بانهيار عقلي
أطلق النار على زوجته فأرداها قتيله وأصاب ابنه قبل أن ينتحر
رأى تشانغ جوي الأخبار في الصحيفة وتمكن من الاتصال بهاريسون
وسافر إلى أمريكا الشمالية لرؤيته بعد حصوله على إجازة من المدرسة
عندما التقيا اخيراً كان هاريسون قد دخل المستشفى لمدة أسبوعين
لقد كان نحيف جدًا لدرجة أن عظامه كانت تبرز من تحت جلده وبالكاد يستطيع دفع نفقات علاجه
كان جد تشانغ جوي رجل أعمال ثري في أمريكا الشمالية ،
وقد ترك معظم ممتلكاته لـ تشانغ جوي بعد وفاته
لم يكن لدى تشانغ جوي أي هوايات مُترفه لذلك كان لديه دائمًا الكثير من المال المدخر
لقد دفع الفواتير الطبية لهاريسون واتصل بمركز علاج إعادة التأهيل له
لم يمضي وقت طويل بعد ذلك حتى بدأت آثار الجراحة الفاشلة التي أجراها تشانغ جوي في الظهور
لقد كان يمر بأسوأ فتراته ولم يكن لديه الوقت لرعاية الآخرين
تلقى أخبار من هاريسون مرة أخرى بعد عامين
اتصل هاريسون بـ تشانغ جوي وقال إنه استقر في تايلند ، مسقط رأس والدته
كما قام ايضاً بتوفير بعض المال لسداد النفقات الطبية والتمريضية لـ تشانغ جوي
من قبيل الصدفة، عندما اتصل هاريسون بـ تشانغ جوي،
كان تشانغ جوي قد عثر للتو على دواء يمكنه تنظيم اضطراب الفرمون
وكان قادرًا على التحرر من المأزق اليائس
جاء إلى بانكوك ليجد هاريسون وقام الاثنان بجولة في تايلند
وذهبا للتنزه على جبل سينا الثلجي الذي كان على الهضبة على الحدود بين تايلند والاتحاد الآسيوي
وعلى سفح الجبل، كان هناك معبد مشهور جدًا
وكانت هناك قاعة إنشاد كبيرة وبركة توضع فيها مصابيح الزيت العائمة للعبادة
قد يبدو تشانغ جوي ملحد بشدة لكنه كان في الواقع شخصًا يؤمن بالخرافات
ويحب العثور على الإيمان بين فترة و فترة
وقف بجانب البركة لفترة طويلة وقرر أن يجد المشرف في المعبد ليحصل على مصباح
كان هاريسون كريسيًا ولم يكن مهتمًا بالبوذية لذلك انتظر تشانغ جوي
قام تشانغ جوي أولاً بوضع أربعة مصابيح
واحدة لوالده
وواحدة لوالدته
وواحدة لخطيبه آي جياشي
وواحدة لنفسه
عندما دخلت فوانيس الزيت إلى البركة
بدا هاريسون مشتتًا
لذلك سحب تشانغ جوي المشرف جانبًا لشراء واحدة أخرى قبل أن ينتبه هاريسون
كان تشانغ جوي يعلم جيدًا أنهم غرباء ولم يكونوا قريبين بما يكفي لتبرير الحصول على مصباح له
ولكن فيما يتعلق بأمور الآلهة وبوذا فإن وجودها أم لا هو كل ما في العقل،
اعتمادًا على ما إذا كان الشخص لديه إيمان أم لا. .
عندما كتب اسم تشين بوكياو على قطعة الورق الحمراء
شعر تشانغ جوي بالفراغ ولم يصلي ولم يتأثر بأفعاله
لقد وجد أنه من الممل الترفيه عن نفسه بهذه الطريقة
لكنه اعتقد أيضًا أنه إذا جاء تشين بوكياو إلى هذا المعبد يومًا ما
وأراد أن يحصل لنفسه على فانوس للصلاة،
لكنه وجد أن شخصاً ما قد سبقه إليه
فهل يريد أن يعرف من هو الذي كتب هذا ؟
هل سيكون اسم تشانغ جوي في ذهن تشين بوكياو ولو لثانية واحدة ؟
ربما يكون الأمر مستحيل
كان الأكسجين على الارتفاعات العالية ضعيف جدًا لدرجة أن تشانغ جوي واجه صعوبة في التنفس
كان اسم "تشين بوكياو" مجموعه من خمسة وعشرون حرف على شكل ثلاثة أحرف ، وفي كل مرة يقوم تشانغ جوي بكتابة حرف ، كان يشعر بألم من إصبعه إلى معصمه
بعد كتابة حرف واحد فكر ' انسى الأمر ' ولكن بضربة الكتابة الثانيه فكر ' سأنهي هذا !! '
انتهى من الكتابة، وبينما كان على وشك تسليمها إلى المشرف رن صوت هاريسون في أذنه
: " تشين بوكياو؟"
شعر تشانغ جوي أن هاريسون كان يفتقر حقًا إلى الإبداع في بعض الأحيان،
وكان يتحدث بلا كلل عن نفس الشيء لمدة ثماني سنوات ! ~
ولحسن الحظ وصلوا إلى الطابق السادس عشر
بمجرد فتح باب المصعد
سكت تشانغ جوي بشكل طبيعي
مشى هاريسون إلى الأمام
خرج تشانغ جوي و تشين بوكياو من المصعد واحدًا تلو الآخر
بعد اتخاذ بضع خطوات
قام تشين بوكياو بسحب تشانغ جوي من مرفقه
: " تشانغ جوي "
أدار تشانغ جوي وجهه ونظر إلى تشين بوكياو
: "هل تسلقتم جبل سينا الثلجي معًا ؟"
ربما لأنه كان يتخيل ويفكّر في تشين بوكياو لفترة طويلة جدًا وشعر بالمرارة للغاية
للحظة قصيرة شعر تشانغ جوي أن تشين بوكياو الذي كان يتحدث معه الآن غريب مثل الهلوسة
( بالعامية فهى فهاوه شديدة لأنه دوبه كان يفكر فيه فلما كلمه مااستوعب هل هذا حقيقي أم لا )
لأنه كيف يمكن لـ تشين بوكياو أن ينادي باسم تشانغ جوي؟ ربما لن يتحدث تشين بوكياو أبدًا إلى تشانغ جوي بهذه الطريقة ؟
في الثانية التالية، أعاد السؤال الثاني من تشين بوكياو تشانغ جوي إلى الواقع
: "ما المصباح الذي يتحدث عنه ؟"
كان تشانغ جوي محرج بعض الشيء :" لا تستمع إلى هراءه ."
" أنا أتحدث هراء؟" نظر هاريسون إلى الوراء وسأل بحدة وفتح باب مكتبه
كان مكتب هاريسون كبير جدًا
وبه أريكة ومكتب كبير
وجدار كامل من شاشات المراقبة
يمكن رؤية المراقبة في الوقت الفعلي لأكثر من مائة كاميرا مثبتة في جميع أنحاء النادي على الحائط
هاريسون: "لقد سألت من اجلك
السفينة التالية التي يمكنني رشوتها ستغادر خلال ثمانية أيام
إنها سفينة كروز سياحية للركاب متجهة إلى الجمهورية الشمالية المستقلة
وسوف ترسو في ميناء بانكوك لمدة يومين "
عبس تشانغ جوي
تابع هاريسون : " نادرًا ما تحمل سفن الشحن الركاب
لذلك هناك خطر أكبر في القبض عليها "
نظر هاريسون إلى تعبير تشانغ جوي
وأضاف: " الآن يتم تفتيش الميناء السفن عن كثب
إذا كنت تريد أن تكون غير واضح، عليك الانتظار لفترة أطول "
" أليس هناك أي شيء آخر ؟" لم يكن تشانغ جوي راضيًا : " ثمانية أيام أكثر من اللازم ، أنا قلق قليلاً ."
" ما الذي يدعو للقلق ؟" قال هاريسون: " فقط اسأل العقيد تشين إذا كانت ثمانية أيام طويلة.
لقد كان هو وفريقه على حافة منطقة الحرب وانتظروا بلا كلل لمدة نصف عام قبل أن تتاح لهم فرصة الهجوم "
صحح تشين بوكياو بلطف: " خمسة أشهر "
: " قالت الأخبار ستة اشهر " ابتسم هاريسون لتشين بوكياو : " العقيد تشين ،
هل تعتقد أن ثمانية أيام طويلة جدًا ؟"
شعر تشانغ جوي بشكل غامض أن موقف هاريسون تجاه تشين بوكياو لم يكن جيدًا جدًا
فقط عندما كان على وشك تخفيف الحالة المزاجية
تحدث تشين بوكياو مرة أخرى و كانت نبرته غير مبالية بعض الشيء :" ثمانية أيام لن تكون طويلة
ولكن إذا مرت ثمانية أيام وما زلنا لا نستطيع الذهاب ..."
: " إذا قلت أنه ممكن ، فإنه سيحدث." قال هاريسون بصراحة
لم يكن لدى تشانغ أي شيء آخر يمكنه فعله ووافق أخيرًا
على ركوب السفينة الكروز السياحية بعد ثمانية أيام
بعد أن حدد هو وهاريسون وقت ومكان للقاء مرؤوسيه
أخذ تشانغ جوي تشين بوكياو وودع هاريسون
أرسلهم هاريسون إلى باب المكتب وفجأة نادى تشين بوكياو " العقيد تشين"
" لدي سؤال " أمسك بالباب ونظر إلى تشين بوكياو بشكل مباشر، " تشانغ جوي محرج جدًا من طرحه
لذلك سأسئلك بدلاً منه "
نظر تشين بوكياو إلى هاريسون بلا مبالاة في انتظار أن يطرح السؤال
ضيق هاريسون عينيه وسأل :
" في اليوم الذي هربت فيه ، عندما نزلت من السيارة ورأيت تشانغ جوي ، هل تذكرت من هو ؟"
نظر تشانغ جوي إلى هاريسون وشعر بصمت تشين بوكياو بجانبه، وارتفع الكثير من المرارة ببطء في قلبه
لم يفهم لماذا سأل هاريسون هذا
لم يضع تشين بوكياو في موقف صعب فحسب بل أحرج تشانغ جوي ايضاً
توقف تشين بوكياو لبعض الوقت ثم قال فجأة: "بالطبع تذكرته "
لقد خفض رأسه قليلاً ونظر إلى تشانغ جوي وابتسم بشكل مريح لـِ تشانغ جوي
رفع يده ووضع ذراعه على كتف تشانغ جوي وسحب تشانغ جوي بخفة حتى أصبح بين ذراعيه
وسأل هاريسون مرة أخرى : " كيف يمكنني أن أنسى تشانغ جوي ؟"

تعليقات: (0) إضافة تعليق