Ch21
لي آن : “ يا رئيس ، شين تشنغتشينغ هنا مجدداً …”
عند سماع اسم شين تشنغتشينغ أراد شين لي فورًا إنهاء المكالمة : “ ماذا يريد ؟”
( أبوه )
أجاب لي آن، بصوت بدا عليه الحرج : “ قال إنه لديه أمر مهم يريد مناقشته معك ”
صوت شين لي بارد : “ أخبره أنني لست في البار .
وإذا أثار المشاكل ، فاطلب من الحراس طرده ”
خفض لي آن صوته : “ قال إنه إذا لم تقابله ، فسوف يذهب لمقابلة السيد لو…”
في الواقع كانت كلمات شين تشنغتشينغ الأصلية أشد حدة ومليئة بالتهديدات …. لولا إدخال اسم لو تشانغ تينغ في الموضوع ، لما شعر لي آن بهذا التوتر
عبس شين لي : “ السيد لو ؟
أي سيد لو ؟”
{ ما هذا الجنون الذي يقوله شين تشنغتشينغ الآن ،
وجرّ اسم شخص من عائلة لو في الأمر … }
: “ ذكر الرئيس التنفيذي لمجموعة لو. إذاً بالتأكيد يقصد السيد لو تشانغ تينغ ”
شد شين لي بقبضته على الهاتف فجأة ، تحدث ببطء : “ قل له أن ينتظر ”
عندما يتعلق الأمر بوالده ، شين تشنغتشينغ الذي لم يظهر يومًا إلا ومعه أجندة خفية ، لم يستطع شين لي إلا أن يتوقع الأسوأ
على مر السنين ، لم يدفع شين تشنغتشينغ سنت واحد من النفقة لوالدته تشينغ جاو جاو ولم يقم أبدًا بواجباته كأب ،
لو تركوا حياة بعضهم البعض نهائيًا لكان ذلك أفضل ،
ولكن بعد أن أنشأ شين لي بار ' غوجيو ' بدأ شين تشنغتشينغ في الظهور ،
جالبًا أصدقائه لتناول الطعام والشراب مجانًا ،
ورغم إهانته لميول شين لي ،
إلا أنه كان يطلب المال بجشع تحت أعذار مختلفة ،
في البداية ، كان شين لي يعطيه أحيانًا بدافع الواجب العائلي ، ولكن مع تزايد طلبات شين تشنغتشينغ وترديد نصائحه المنافقة لـ ' اتباع الطريق الصحيح ' و ' التغيير ' أصبح الأمر لا يُحتمل …. لقد خدعه حتى ليذهب إلى موعد مدبر
منذ وقت طويل ،
تخلى شين لي عن أي أمل تجاه والده ،
كان يتمنى فقط أن يُحدث شين تشنغتشينغ مشاكل أقل حتى يحافظا على ما تبقى من علاقة أب وابن ،
لكن شين تشنغتشينغ لم يعرف معنى الاكتفاء ،
لحسن الحظ ، كانت والدته تشينغ جاو جاو حالياً في رحلة بحثية مع أستاذها في مدينة Z ،
لو علمت أنه وافق لمقابلة شين تشنغتشينغ، لغضبت بشدة ،
بحلول الوقت الذي وصل فيه شين لي إلى البار ،
كان شين تشنغتشينغ قد انتهى بالفعل من شرب كوب من 'بلاك ليبل'
جالس بكسل على الأريكة في جناح خاص ،
وعندما رأى شين لي ،
ابتسم بحرارة وكأنهما مقربان جداً
: “ شياو لي "
جلس شين لي قبالته مباشرة دون أي مقدمات : “ ماذا تريد ؟”
لم تفارق الابتسامة وجه شين تشنغتشينغ —- استدعى نادل ، طلب كوب آخر ، وصب لشين لي مشروب بحماس مفتعل : “ مر وقت طويل منذ أن جلسنا نحن الأب والابن لشرب كأس معاً …”
شين لي بنبرة باردة : “ توقفت عن الشرب .
إنه مضر بالمعدة ، وأنت لست شاب بعد الآن .
يجب أن تهتم بنفسك أيضاً ”
رغم أن كلماته بدت كأنها إهتمام ، إلا أن شين تشنغتشينغ فهم أن شين لي يشير إلى غضبه المفرط عند السكر وعاداته العنيفة ...
شعر بالحرج قليلاً ووضع الكأس جانباً : “ لنصل إلى الموضوع مباشرة إذن ….
ابني ، لم يكن لدي خيار سوى القدوم إليك اليوم .
كما تعلم شركتي تمر بمشاكل كبيرة .
نعاني من نقص السيولة ، والآن مكتب الضرائب
يحقق معنا …
نحن مدينون بضرائب متأخرة وغرامات .
إذا لم ندفع ،
ستفلس الشركة وسأُدرج على القائمة السوداء .”
استمع شين لي بهدوء : “ كم تحتاج هذه المرة ؟”
: “ ليس كثيراً ، فقط ما يزيد قليلاً عن خمسة ملايين ”
ضحك شين لي بسخرية : “ خمسة ملايين ليست كثيرة ؟ هل تعتقد أن المال يتساقط عليّ من السماء ؟”
ابتسم شين تشنغتشينغ بتوتر : “ لكن لديك علاقة مع عائلة لو الآن .
كلمة واحدة فقط من السيد لو ،
وستُحل مشاكل الشركة …”
شين لي بنبرة تحذيرية : “ السيد لو هو السيد لو ،
وأنا أنا .
ما العلاقة التي تجمعنا ؟”
تلاشت الابتسامة عن وجه شين تشنغتشينغ قليلاً ،
كان يعلم أن شين لي لا يرغب في المساعدة ،
لكن أن يتجاهله بهذه الأعذار الواهية كان أكثر مما يتحمله ،
: “ ألستما على علاقة ؟
ذلك اليوم في مطعم وانغجيانغ، كانت تشينغ جاو جاو تتفاخر أمامي بذلك ...” أخذ نفس عميق ، محاولاً الحفاظ على نبرة أقل عدوانية ، فهو بحاجة لمساعدة شين لي : “ كنت أعتقد سابقاً أن حبك للرجال مرض ،
ولكنك لم تدخل في علاقة حقيقية قط ،
لذا كنت آمل أن تتغير .
ولكن الآن بما أنك مع السيد لو ، فلا اعتراض لدي ! ” توقف قليلاً : “ ولكن عليك أن تفهم أن عائلة مثل عائلة لو ،
السيد لو لابد أن يتزوج في النهاية .
علاقتكما لن تدوم .
من الأفضل أن تستغل الوضع لصالحك بينما تستطيع . عليك التفكير في مستقبلك ”
شعر شين لي بصدمة للحظة ، واستغرق وقت ليستوعب الكلمات
نظر إلى شين تشنغتشينغ لوقت طويل ، ثم هز رأسه ، وأخرج بضع أوراق نقدية من محفظته ووضعها تحت الكأس على الطاولة
: “ أبي جنون العظمة مرض ، وتحتاج إلى علاج ” و بجدية : “ لن أتمكن من مساعدتك في شركتك ، ولكن سأدفع تكاليف هذا .
قسم الطب النفسي في مستشفى الأعصاب في مدينة S مشهور جداً …”
صرخ شين تشنغتشينغ بغضب : “ ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه !”
شين لي بهدوء ، و نظرة ثابتة : “ أنا فقط أعيد كلماتك إليك .
أنت تعرف كم تحب أمي المزاح .
يومًا ما السيد لو حبيبي ، واليوم الآخر السيد فو هو حبيبي لمضايقتك ،
أي رجل ناجح وثري في مدينة S قد يكون حبيبي .”
تجمد شين تشنغتشينغ للحظة ….
كان ذلك حقاً من نوعية الأمور التي قد تفعلها تشينغ جاو جاو ، ولكن في ذلك اليوم ، لم ينكر لو تشانغ تينغ… الآن لم يكن متأكد مما إذا كان شين لي حقاً لا علاقة له بلو تشانغ تينغ ، أم أنه يحاول فقط الابتعاد لتجنب المساعدة
شين لي بنبرة حادة : “ ليس لدي أي علاقة مع السيد لو .
لا سابقاً ، ولا الآن ، ولا في المستقبل ،
أنت تعرف نوع العائلة التي ينتمي إليها .
إذا أزعجته ، ستواجه العواقب ”
اتسعت عينا شين تشنغتشينغ بينما حدق خلف شين لي … تقلصت بؤبؤتاه بصدمة : “ لو… السيد لو"
قاطع صوت عميق المحادثة
: “ السيد شين نلتقي مجدداً "
استدار شين لي —-
شعر قلبه يتوقف عن النبض للحظة ثم نبض بسرعة كبيرة بشكل لا يمكن السيطرة عليه ——-
{ متى وصل لو تشانغ تينغ ؟
إلى أي مدى قد سمع ؟ }
جلس لو تشانغ تينغ بهدوء بجانب شين لي،
متسللاً للحوار بين الأب والابن بِـ سُلطة هادئة ،
على الرغم من أنه سمع شين لي يقول ' ليس لدي أي علاقة مع السيد لو
لا سابقاً ، ولا الآن ، ولا في المستقبل '
ابتلع مرارته وأضاف بابتسامة خفيفة : “ في الوقت الحالي لا علاقة بيننا ”
ثم تابع : “ما زلت في مرحلة ملاحقته ”
وقف شين تشنغتشينغ مذهولاً للحظة ثم رد بغضب : “ بما أنك لم تحصل على علاقة معه بعد ، لا يحق لك التدخل في الأمور بيني وبين ابني !”
رد لو تشانغ تينغ بجديّة : “ ولكنك تضايقه " بابتسامة هادئة: “ مساعدة الشخص الذي تهتم به فرصة نادرة للحصول على نقاط إيجابية ! ”
تعمقت دهشة شين لي —— للحظة ، كاد يصدق كلمات لو تشانغ تينغ
لكنه لم يجرؤ على تصديقها
{ ربما فقط يحاول إخراجي من هذا المأزق …
لو تشانغ تينغ حقاً بارع في الكذب ،
لم يرتبك أبدًا وهو يقول مثل هذه الكلمات ...
قبل يومين فقط ، أحضر الفتاة إلى البار ،
والآن يجلس بجانبي قائلاً أنه يريد ' ملاحقتي ' }
ولكن قلب شين لي كان يخفق بشدة مع هذه الكلمات ،
ينبض بسرعة غطت على موسيقى البار وأحاديث من حوله ،
كل ما كان يسمعه هو عبارة لو تشانغ تينغ— ' الشخص الذي تهتم به '
أدرك شين تشنغتشينغ فجأة تحول الوضع ،
فابتسم مجدداً ، بنبرة مختلفة تماماً عن غضبه السابق ، وقال : “ السيد لو كما ترى ، أنا والد شياو لي
ومشاكل شركتي تسببت له بالكثير من الضغط .”
نظر لو تشانغ تينغ إليه بعبوس خفيف : “ إذن لماذا تستخدم مشاكل شركتك كعبء على شياو لي ؟
إنها شركتك ، وليست شركته ”
بعد أن أدار تشانغ تينغ شركة لو لفترة قصيرة فقط ،
لم يصادف أبداً شخص بهذا القدر من الوقاحة والصعوبة في التعامل ….
أجبر نفسه على التحلي بالصبر ، معتبراً هذا الأب تجربة تعليمية
وقف شين تشنغتشينغ عاجزاً عن الكلام ،
ووجهه يتغير بين الشحوب والاحمرار ،
وأخيراً رد : “ إذن ؟ في النهاية السيد لو يرفض المساعدة ”
رد لو تشانغ تينغ بسؤال مضاد : “ لماذا ينبغي لي أن أساعدك ؟”
ضحك شين تشنغتشينغ ضحكة باردة ، وأسقط واجهة التهذيب ، و بدأ الإحباط يتسلل إلى صوته : “ حسناً لا تساعد .
ولكن يمكنني أيضاً أن أعترض على علاقتك به "
لو تشانغ تينغ بلا مبالاة : “ هذا حقك ، كما أنه من حق شياو لي اختيار من يكون معه ”
: “ أنت تحرّف الكلام ! هذا سخيف !”
بدأ جدالهما يجذب انتباه بعض الطاولات المجاورة ….
شين لي الذي ظل صامت طوال الوقت ،
شعر بخيبة أمل شديدة ،
لم يرغب في سماع كلمة أخرى من شين تشنغتشينغ ،
قال شين لي مقاطعاً بصوت منخفض : “ هل اكتفيت ؟
كل ما تريده هو المال أليس كذلك ؟
سأعطيك المال .
سأعطيك ثلاثة ملايين كحد أقصى .
أما الباقي ، فتدبره بنفسك ”
شين تشنغتشينغ الذي لم يكن راضي ، تلعثم : “ فقط—فقط ثلاثة ملايين ؟ هذا لا يكفي ”
نظرات شين لي باردة كالثلج : “ قم ببيع المنزل والسيارة التي اشتريتها لعشيقتك .
يمكنك أن تجمع مليون أو مليونين آخرى ،
شركتك في حالة سيئة لهذه الدرجة ، توقف عن دعم عشيقتك .
عمتي وقفت معك لسنوات واهتمت بطفل من أجلك .
لم يكن الأمر سهلاً عليها .”
شحب وجه شين تشنغتشينغ تماماً : “ ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه ؟ أي عشيقة ؟”
ظل صوت شين لي هادئ لكنه بارد : “ كم واحدة كانت لديك ؟
وكم عقار اشتريت باسم مستعار ؟
هل أحتاج إلى تعدادهم ؟”
ازدادت برودة صوته : “ هذه هي المرة الأخيرة .
ولا تفكر حتى في العبث مع عائلة لو "
أراد شين تشنغتشينغ أن يقول المزيد ،
لكن النظرة الجليدية في عيني شين لي جعلته يلوذ بالصمت ،
لم يجرؤ على الإساءة فعلياً للو تشانغ تينغ ،
لذا قبل النتيجة على مضض ،
ثلاثة ملايين أفضل من لا شيء
أما حديث شين لي عن أن هذه ستكون المرة الأخيرة ،
فلم يأخذه شين تشنغتشينغ على محمل الجد ،
فهو يعلم أن شين لي سيضعف في النهاية ولن يسمح له بالسقوط ——-
—-يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق