Ch32
شين لي بينما يجلس مع لو تشانغ تينغ في منطقة الراحة داخل مكتب المدير التنفيذي ، سأل : “ هل هذا هو أسلوبك عندما تكون في العمل ؟”
الطاولة بجانب النافذة ،
تُطل على منظر رائع لأفق المدينة ——
ردّ لو تشانغ تينغ بينما يُفرغ الطعام الذي أحضره شين لي : “ ما الذي كنت تظن أنني سأكون عليه ؟”
الوجبة التي جلبها كانت متوازنة جيداً بين اللحوم والخضروات ،
وتم ترتيبها بشكل جميل ،
مما أظهر الجهد الذي بذله شين لي في إعدادها ...
لم تبدو كشيء تم تحضيره بسرعة أو تسليمه بشكل عشوائي …
رد شين لي وهو يراقب وجهه بينما يأخذ لقمة من الطعام : “ عندما لا تتحدث أو تبتسم ، تبدو شديد البرودة والجفاء ، لكنني أعلم أن مظهرك البارد مجرد وسيلة لإبقاء الأشخاص الفوضويين تحت السيطرة .
و في عمقك ، أنت مدير عادل ومنصف على الأرجح ”
: “ هناك الكثير من الأشخاص الفوضويين .
جدي الثالث سلمني الشركة ولم يعد يهتم بها منذ ذلك الحين ،
أحيانًا تحتاج إلى استخدام بعض الأساليب …”
ثم توقف : “ على أي حال ، لن أتحدث عن هذه الأمور المُرهقة معك ”
نظر إلى الطعام أمامه ،
وارتسمت ابتسامة على وجهه مجدداً : “ سأبدأ الآن "
أخذ لقمة من الروبيان المقلي ،
مستمتع بنكهته الناعمة والشهية ،
و على وشك مدح شين لي ، لكنه عندما رأى النظرة المتوقعة على وجهه ، تعمد الامتناع عن المديح ،
وأخذ لقمة أخرى من أضلاع اللحم الحلوة والحامضة ،
مستمتع بها ببطء مع بعض الأرز …
شين لي مستمتع بإحساس تشانغ تينغ الطقوسي ودفع له الحساء مشيرًا إلى أنه يجب أن يجربه
شين لي واثق في طهيه ، لكنه أراد سماع لو تشانغ تينغ يمدحه ...
و مع ذلك ، عدم تلقي الثناء لم يكن أمر مهم ؛
رؤية لو تشانغ تينغ يأكل طعامه كان أكبر مديح يمكن أن يحصل عليه
أكل لو تشانغ تينغ بطريقة راقية لكنها لم تكن بطيئة ...
و خلال عشر دقائق ،
قد انتهى من كل الطعام الذي أحضره شين لي ،
و شعر بالشبع وربما أكثر من اللازم .
بعد أن مسح فمه بهدوء ، قال أخيرًا : “ هذا ثاني أفضل شيء أكلته في حياتي ”
بينما شين لي يجمع أوعية الطعام ، سأله بفضول رغم الثناء العالي : “ وما هو أول أفضل شيء ؟”
ابتسم لو تشانغ تينغ : “ أنت "
تسارعت نبضات قلب شين لي عند سماع كلمة ' أنت ' التي ألقاها لو تشانغ تينغ بخفة ...
ورغم أنه كان جيد في التحكم في مشاعره ،
بقيت تعابير وجهه هادئة : “ هل كنت تسرق بعض السكر ؟ كلماتك حلوة جداً ”
: “ أنا فقط أقول الحقيقة ” اتكأ لو تشانغ تينغ على كرسيه ،
وكأنه يتوقع من شين لي أن يعتذر له ويداعبه
تجاهله شين لي وأغلق صناديق الطعام بعناية ،
ثم أخرج قطعة شوكولاتة من جيبه ،
فك غلافها ،
وقدّمها لـِ لو تشانغ تينغ
تناول لو تشانغ تينغ الشوكولاتة من يده ،
ولعق أطراف أصابع شين لي عن عمد ،
شين لي على وشك قول شيء ما ،
لكن لو تشانغ تينغ حمله من خصره وأجلسه على حضنه ،
و مرر يده على عنق شين لي وقبّله بلطف وعمق ،
مزيج من طعم الشوكولاتة ودفء القُبلة التي بدت وكأنها أبدية
لم يستطع شين لي أن يصدق تماماً أنه ولو تشانغ تينغ معًا الآن
أراد أن يراه ، أن يتحدث معه ، أن يعانقه ، أن يُقبّله ، أن يفعل كل ما يفعله الأحباء
و في الواقع لو تشانغ تينغ كان يفعل كل شيء بشكل صحيح
لقد نشر عنهما على وسائل التواصل الاجتماعي ،
و أمسك يده علناً في مكان عمله ،
ومنحه حق الدخول بحرية …
ومع ذلك ، ربما لأن لو تشانغ تينغ كان جيدًا جدًا معه ،
بدا كل شيء وكأنه حلم —-
شين لي يحب لو تشانغ تينغ بشدة ،
نوع من الحب الذي يجعله يرغب في أن يمنحه كل مشاعره لشخص واحد فقط ،
لم يكن يرغب في الابتعاد ،
و خفّ ضوء الشمس قليلًا ،
وكأنها تخجل وتختبئ خلف السحب من المشهد الذي يحدث في الغرفة ،
تاركةً خلفها وهج خافت ….
صدر شين لي يرتفع وينخفض بينما يحمله لو تشانغ تينغ إلى السرير
غرفة الراحة مساحة خاصة تمامًا بـِ لو تشانغ تينغ ،
وبما أنه لم يمضِي وقت طويل منذ توليه الشركة ،
فقد كانت كل الأشياء في الغرفة جديدة تماماً ونظيفة و بلا شائبة ،
استلقى شين لي على الفراش الناعم بينما شفاه حبيبه الدافئة تُقبل رقبته بلطف
تمتم لو تشانغ تينغ : “ رائحتك زكية جداً ،”
دائمًا تشانغ تينغ يُعجب برائحة شين لي ،
كان مزيج من الخشب ولمحة خفيفة من التبغ ،
وكأنها تكشف عن جانب قوي خلف رقة شين لي المعتادة ،
لكن بعد ذلك تتسلل رائحة العنبر لتطغى ،
مما يُحيطه بإحساس نظيف ودافئ يجعل المرء يرغب في الضياع فيه
تنفس شين لي بصعوبة : “ تقصد العطر ؟”
ونظر إلى وجه تشانغ تينغ الوسيم بنظرة مليئة بالدفء والرغبة :
“ سأشتري لك مثله ”
: “ لا داعي ...” احتضنه لو تشانغ تينغ ، وأغرق رأسه في عنق شين لي ،
مستنشقًا بعمق : “ رائحتك تكفيني "
لم يكن تشانغ تينغ معتاد على استخدام العطور ،
وبعد التدخين يكتفي برش معطر لإزالة الرائحة ،
بالنسبة له ، العطور غالبًا تكون أنثوية بعض الشيء ،
لذا لم يكن يحبها ، و كان هذا انحياز لم يفكر يومًا في تغييره ،
لكن عندما يتعلق الأمر بـِ شين لي ، تحول هذا الانحياز إلى تفضيل
تنهد تشانغ تينغ : “ لا أريد العمل لساعات إضافية بعد الآن ،” بلطف : “ أريد فقط أن أحتضنك هكذا "
مسح شين لي على شعره : “ سأبقى معك أثناء عملك "
قرر شين لي البقاء ، بينما عاد لو تشانغ تينغ إلى مكتبه للعمل ...
جلس شين لي بهدوء على الأريكة ، يقضي الوقت بلعب الألعاب على هاتفه ...
وما أن انتهى من جولة في لعبة ' تيتريس ' ، ظهر إشعار جديد على تطبيق ويتشات
في وقت سابق من ذلك الصباح ،
ردّت والدته تشينغ جاو جاو على رسالته بجفاف بكلمة [ أوه ] مما جعله يشعر بالقلق ويدفعه للاتصال بها فورًا
بالرغم من أنه اقترب من السابعة والعشرين من عمره ،
إلا أن تشينغ جاو جاو لم تكن بحاجة للتدخل في حياته العاطفية أو الاستفسار عن كل شيء ،
لكنه أخبرها مؤخرًا أن مشاعره كانت بلا مقابل وغير متبادلة ولا علاقة تشانغ تينغ بهذا ،
والآن فجأة يُخبرها أنه في علاقة معه ،
كأم ، كان من الطبيعي أن تتقلب مشاعرها
و بعد محادثة صريحة عبر الاتصال معها ، لم تقل تشينغ جاو جاو الكثير ،
واكتفت بنصحه أن يُقدّر العلاقة ثم عادت إلى عملها
و الآن ،
عادت تشينغ جاو جاو من يومها الدراسي إلى المنزل ،
وجدت المنزل فارغ ،
فأرسلت رسالة إلى شين لي تسأله أين ذهب
ردّ شين لي بصدق بأنه في شركة لو تشانغ تينغ
ردت تشينغ جاو جاو بمجموعة من النقاط [ … ]
[ اشرب أقل ( يوزر تشينغ جاو جاو في الويتشات ) : أنت طموح جداً ]
[ بائع الخمور : يوجد طعام في الثلاجة ، سخّنيه وكُلي ]
[ اشرب أقل : هل ستعود الليلة ؟ ]
[ بائع الخمور : … ]
[ بائع الخمور : نعم ، سأعود ]
[ اشرب أقل : لا بأس إن لم تفعل ، فقط تذكر استخدام وسائل الحماية ]
[ بائع الخمور : ؟ ]
فهم شين لي ما كانت والدته تُلمّح إليه ،
وغريزيًا نظر إلى لو تشانغ تينغ ،
واحمرّ وجهه ،
[ بائع الخمور : … ]
ظهرت رسالة جديدة من تشينغ جاو جاو
[ اشرب أقل : قرأت على موقع بايدو أنه إذا لم تستخدم الحماية ،
قد تُصاب بالحمى أو مشاكل في المعدة .
فقط كن حذر ]
مثل هذه الأمور الخاصة محرجة بالنسبة لها للتحدث عنها ، لكنها شعرت بضرورة قولها ،
بالنسبة لها ، كان شين لي الطرف 'المُستقبل' في العلاقة ، وهو ما جعلها تشعر بقلق أكبر —-
و الآن ، بعد أن أصبحا في علاقة ،
ومع كونهما شابين مليئين بالطاقة ،
كان من الطبيعي أن يحدث بينهما شيء ،
لكنها لم تستطع تقبّل أن يتعرض ابنها لأي أذى —-
لحسن الحظ ، كان إرسال هذه الأمور عبر الرسائل النصية أسهل من الحديث وجهًا لوجه
ألقى شين لي نظرة أخرى على لو تشانغ تينغ ،
ثم أنزل رأسه وكتب رد
[ بائع الخمور : حسنًا ]
[ بائع الخمور : فهمت ]
[ اشرب أقل : سأبقى في سكن الطلاب بالقرب من الجامعة حتى نهاية الفصل الدراسي .
سأكون مشغولة بالإشراف على مشاريع الطلاب الجدد ]
[ اشرب أقل : جئت إلى المنزل اليوم فقط لأخذ بعض الأشياء ]
[ اشرب أقل : بينما تكون وحيدًا في المنزل ، حاول العودة مبكرًا عندما تستطيع .
و اشرب أقل ، حافظ على جدول منتظم ،
وتأكد من الأكل في الوقت المحدد حسنًا ؟]
عندما اشترى شين لي شقة بالقرب من الجامعة لتكون ملائمة لوالدته ، كانت مستمرة بالقدوم إلى المنزل في عطلة نهاية الأسبوع حتى أثناء انشغالها ،
لكن الآن ، تقول أنها لن تعود إلى المنزل للأشهر المقبلة حتى نهاية الفصل الدراسي —-
أدرك شين لي أنها لا تريد أن تزعجه ،
مُدركاً أن العلاقة تختلف عن حياة العزوبية ،
في عُمره ، معظم الرجال لا يعيشون مع أهلهم حتى لو لم يكونوا متزوجين …
كانت تشينغ جاو جاو دائمًا مدروسة ودقيقة في كل شيء
تنهد شين لي داخليًا وردّ : [ سأزورك في الجامعة عندما أجد وقت ]
وبعد تفكير للحظة ، حوّل مبلغ من المال إلى والدته ، وذكر على أنه ' مصروف'
بعد أن وظّفت مجموعة من المصممين الموهوبين لاستوديو التصميم الخاص بها ،
لم تعد تشينغ جاو جاو مضطرة للقلق بشأن الصرف اليومي ،
وكانت تكسب ما يكفي للعيش ، مع ذلك ،
كان شين لي يحرص دائمًا على إرسال مبلغ مناسب لها كل شهر
دعم عائلته كان شعور مغروس في داخله ...
تشينغ جاو جاو حمتّه من العالم عندما كان صغير ،
والآن بعد أن أصبح قوي ،
كان من الطبيعي أن يضمن لها حياة مريحة وسعيدة …
قبلت تشينغ جاو جاو المال وأرسلت له صورة ميم مكتوب عليها : ' هتاف لصداقة العمر .jpg '
ابتسم شين لي ووضع هاتفه جانباً
——يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق