القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch34 | رواية لعق العسل من حافة السكين

Ch34



قاد لو تشانغ تينغ لو تشانغ آن إلى البار وأخبره أن يطلب ما يريد ، لكن بشرط واحد :

“ اطلب ما يعجبك ، لكن عليك أن تخبرني لماذا دخلت في شجار ”


كان لو تشانغ آن مذهولاً بجدار المشروبات الكحولية ، 

وزاد حماسه كلما ناقش نكهاته المفضلة مع لي آن ، 

فطلب شيئًا حالي أولاً ، ثم شيئ حامض بعض الشيء ، 

وحتى مع لمسة من البرقوق


نزل شين لي من جناحه الخاص في الطابق العلوي  ، 

ورأى لو تشانغ تينغ عند الدرج ،  

وعندما اقترب أكثر ، لاحظ فتى وسيم يجلس بجانبه ،

على الرغم من طوله ،

 إلا أن الفتى ما زال يحمل بعض ملامح الطفولة على وجهه مع نظرة بريئة ،


تحدث لو تشانغ تينغ بابتسامة وهو يسحب الفتى نحوه لتقديمه : “ هذا أخي لو تشانغ آن ، 

ابن عمي الثالث ”


على الرغم من أن لو تشانغ آن لم يزر بار من قبل ، 

إلا أن القصص التي سمعها عن البارات دائمًا تحمل طابع من الفسق ، 

وبالنظر إلى قرب شين لي ولو تشانغ تينغ ، 

ألقى عليهما نظرات فضولية عدة مرات ،


شين لي ببتحية لطيفة ، 

مدركًا أن لو تشانغ آن لا يزال صغير : “ مرحبًا اسمي 

شين لي "


رد لو تشانغ آن بأدب : “مرحبًا أخ شين "


جلس شين لي بجانب لو تشانغ تينغ ، 

أمسك تشانغ تينغ بيده وبدأ يلعب بها


مال لو تشانغ تينغ وهمس للفتى : “ سأخبرك بسر — إنه حبيبي ”


سر ؟ 

لقد أعلن تشانغ تينغ عن شين لي للجميع منذ فترة طويلة ، 

لكن كان من السهل المزاح مع لو تشانغ آن ، 

الذي كان جديد على أجواء البارات وساذج في هذه الأمور ،


حدق لو تشانغ آن به بدهشة وصدمة ، 

ثم نظر إلى شين لي بعينين واسعتين من الصدمة : “ هاه ؟”


لو تشانغ تينغ بابتسامة ماكرة : “ سر مقابل سر " 

ثم دفع إليه المشروب الذي طلبه : “ والآن ، أخبرني ، 

لماذا دخلت في شجار ؟”


بعد لحظة صمت ، قال لو تشانغ آن أخيرًا : “ إنه شخص سيئ ” ثم عض على شفته : “ لديه حبيبه ، 

لكنه ما زال يتحدث عن… عن…”


قاطعه لو تشانغ تينغ : “ عن ماذا ؟”


شعر لو تشانغ آن وكأنه محاصر ، 

فازدادت نبرته حدة وسخرية : “ عن إنجازاته المجيدة في العبث مع فتيات أُخريات !”


سأله لو تشانغ تينغ بلا مبالاة وهو يحتسي مشروبه : “ومن تحاول أن تدافع عنها ؟ 

حبيبته ؟”


لم يرد لو تشانغ آن ، بل أمسك مشروبه وشرب بضعة رشفات ، 

و عيناه الصافيتان مليئتين بالإحباط والغضب


ضحك لو تشانغ تينغ فجأة : “ أنت معجب بها أليس كذلك ؟”


رد لو تشانغ آن بسرعة كبيرة وكأنه يحاول نفي التهمة : “ لست معجب بها  !”


لكن إنكاره السريع جعل الأمر أكثر وضوحًا


كان شين لي يستمع بهدوء ، 

ومن خلال الكدمة على وجه لو تشانغ آن ، 

استطاع أن يخمن ما حدث …. 


الشباب في سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة مليئون بالطاقة — 

و يدخلون في شجارات إما من أجل الحب ، أو الانتقام ، 

أو من أجل إحساس نقي بالعدالة . 

و يبدو أن لو تشانغ آن كان يقاتل من أجل الحب


شين لي لم يكن ينظر بازدراء لأي نوع من المشاعر ، 

بل وجد إعجاب لو تشانغ آن الطفولي ، 

وحتى المتهور بعض الشيء ، محبب ولطيف للغاية —-


و شعر لو تشانغ تينغ مثله ، 

مع أن الشجار كان خطأ ، 

إلا أنه كان مفهوم بالنسبة لشاب صغير ومتحمس وذو إحساس قوي بالصواب والخطأ —-


ربّت لو تشانغ تينغ على ظهره ، 

لكنه أصر على توضيح المبدأ 

: “هل الشجار يحل المشكلة ؟

إذا لم تخبرها ، فلن تعرف أبدًا أنها مع الشخص الخطأ ، وهذا أسوأ بالنسبة لها ”


لو تشانغ آن بإحباط : “ هي لا تصدقني ، ولا المعلم ايضاً . 

لا أحد يصدقني . 

يحصل على درجات جيدة ويبدو مهذبًا في المدرسة ، 

لذا المعلمون يفضلونه . 

أنا من ضرب أولاً ، لذا أنا المخطئ ”

ثم أضاف بصوت خافت وكأنه يحاول أن يبدو غير مكترث : “ الأخ تشانغ شو حماني ، 

لكنه بالتأكيد يعتقد أنني على خطأ أيضاً ”


لو تشانغ تينغ بهدوء : “ إذا كنت تحب شخص ، فاسعَ وراءه . 

وإذا أُسيء فهمك ، فوضّح نفسك وموقفك . 

الهدف هو أن تتصرف بضمير مرتاح وألا تشعر بالندم .. 

هل أحتاج حقًا أن أُعلمك شيئ بسيط كهذا ؟”


رفع لو تشانغ آن رأسه نحوه ، و عيناه تلمعان بفرح الثقة التي وُضعت فيه ، 

لكنه رد بعناد : “ لم تُعلمني هذا 

سابقاً "


شرب لو تشانغ تينغ رشفة أخرى من مشروبه ، 

وأصابعه متشابكة مع أصابع شين لي ، 

مما يعكس ألفة هادئة حتى دون كلمات ،


تشانغ تينغ : “ حب شخص ما يجب أن يجعلك أفضل ، وليس أسوأ . 

الآن قد تظن أن القتال من أجل شخص تحبه شيء رائع ومرضي ، لكن بعد بضع سنوات ،

 ستدرك مدى سخافة الأمر ،

هناك طرق عديدة لحل المشاكل ، 

لكنك اخترت الطريقة التي تخسر فيها الطرفان …. 

لا بأس أن تكون مندفع ومتحمس عندما تكون صغير ، 

لكن لا يمكنك البقاء كذلك للأبد ——

انتقده لو تشانغ تينغ بصراحة : “ أنت تعرف أن درجاتك سيئة ، ومزاجك سيئ ، 

ومهاراتك الاجتماعية ضعيفة ،

إذا أردت جذب شخص ما ، 

عليك أن تتحسن في كل هذه الجوانب ”


احمرّ وجه لو تشانغ آن بشدة : “ فهمت…”، و نبرته محرجة وصوته خافت : “ لن أتشاجر مجدداً ”


عندما رأى لو تشانغ تينغ أن لو تشانغ آن قد تعلّم درسه ، أشار نحو الحشد : “ اذهب واستمتع ”


~ كانت الرسالة غير المعلنة : توقف عن كونك العجلة الثالثة ~


لطالما أُعجب لو تشانغ آن بلو تشانغ تينغ ، 

وعلى الرغم من تباعدهما ، 

إلا أن هذه المحادثة القصيرة استعادت الكثير من تلك الثقة


أخذ لو تشانغ آن مشروبه ليبحث عن لو تشانغ يين والبقية ، 

لكنه عاد بعد بضع خطوات ووقف أمام شين لي ، 

منحنياً بشكل مبالغ فيه : “ زوجة أخي الأكبر !”


ثم ركض بعيداً ، وعادت روحه المرحة بالكامل


تفاجأ شين لي للحظة من اللقب ، 

ثم هز رأسه بابتسامة : “ أخوك لطيف حقاً "


تمتم لو تشانغ تينغ بضيق : “ ما اللطيف فيه ؟” 

ضاغطًا على أصابع شين لي بانزعاج 

: “ إنه في السنة الثانية من الثانوية ، 

ولديه امتحانات العام القادم ، لكن درجاته في القاع ، 

ودائمًا يتسبب بالمشاكل .

ليس مثلي في الثانوية ! — كنت جيدًا في كل شيء 

سواءً : الأكاديميات ، والرياضة ، والفن ، وحتى الأنشطة الاجتماعية . 

كان المعلمين يحبونني ، و علاقاتي جيدة مع زملائي ، 

وفزت بالكثير من الجوائز حتى فقدت العد ”


شين لي بمزاح : “ أخوك عنيد وبريء بعض الشيء — إنه رائع ”


اتخذ وجه لو تشانغ تينغ تعبير جاد : “ هل تمدح شخص آخر أمامي ؟”


رد شين لي بضحكة خافتة : “ أنت الأروع دائمًا . 

أنت دائمًا الأروع ! ”


حتى في عمر السابعة والعشرين ، 

لا يزال لو تشانغ تينغ يغار بشكل ظريف من أمور تافهة


قاد لو تشانغ تينغ شين لي لتحية لو تشانغ يين والبقية ... 


قاموا بترتيب عدة طاولات للجلوس معًا ، 

لكن تشانغ تينغ وشين لي اختارا طاولة منفصلة على الجانب ، 

ليخلقا عالمهما الخاص وسط الموسيقى الصاخبة في البار


كان لو تشانغ آن يتحدث بهدوء مع لو تشانغ شو ، ربما يعتذر له 

—— و بعد الاستماع ، ربت لو تشانغ شو على رأسه ، مشيرًا إلى أن الأمر قد انتهى


أخذت لو تشانغ يين رشفة من مشروبها وهمست بابتسامة للو تشانغ جي : “ تشانغ آن لديه إعجاب الآن ، 

من كان يظن هذا ؟”


ضحكت لو تشانغ جي : “ آهههخ الإعجاب . 

إنه مثل زجاجة نبيذ مخبأة ، وعندما تشربها بعد سنوات طويلة ، لايزال يجعل قلبك يخفق "


عند سماع تشانغ تينغ كلمة ' إعجاب ' ، تذكر فجأة بشيء ما


كان شين لي قد ذكر سابقاً أنه لم يكن لديه أي أصدقاء سابقين ، 

لذا ، يبدو أن ' شياو غاغا ' الذي تحدث عنه من قبل وهو مخمور لم يكن سوى شيء واحد — إعجاب —


نظر بتمعن إلى شين لي ولم يستطع أن يوافق على كلام لو تشانغ يين ، وقال : “ بالنسبة لشريك مستقبلي ، ذلك الإعجاب ليس سوى خل قديم ( نفى وصفها بالإعجاب بزجاجة النبيذ ) ”


فكّرت لو تشانغ جي للحظة ثم بدت وكأنها فقدت الكلمات للرد : “ هذا صحيح …”


كثير من الناس لا يستطيعون المضي قدمًا لأنهم لا يستطيعون الحصول على ما يريدونه ... 

لكن بالنسبة للشخص الذي يأتي لاحقاً ، يصبح ذلك العجز عن المضي قدمًا شوكة ، عائق مؤلم


نظر لو تشانغ تينغ بعمق إلى شين لي وسأله مازحًا : “ ألم تحتفظ بأي من ذلك ' الخل القديم ' ؟”


كان شين لي يستمع بهدوء بينما يتحدثون عن تشبيه الإعجاب بالنبيذ ثم بالخل ، لكنه فوجئ عندما تحولت الأسئلة إليه فجأة ——


تسارع نبض قلبه للحظة ، ثم أجاب : “ أنا لم أُعجب بأحد غيرك "


سواء كان ذلك في الماضي أو الآن ، 

سواء كان إعجاب خفي أو حب علني ، 

فإن كل مشاعره كانت موجهة نحو لو تشانغ تينغ —-


تحدث شين لي بصدق تام ، و عيناه مشرقة وواضحة ، 

لدرجة أن لو تشانغ تينغ كاد يصدقه للحظة


ابتسم لو تشانغ تينغ ولم يقل شيئ ، 

فقط أخذ رشفة من مشروبه ، 

بينما يحاول قمع مشاعره ، 

مد يده نحو جيب بنطال شين لي 


كان في حالة مزاجية سيئة قليلاً واحتاج إلى شيء حلو


بحث قليلاً حتى وجد قطعة شوكولاتة ، فتحها ببطء وغيّر الموضوع بشكل عرضي : “ متى خبأت كل هذه الشوكولاتة في سيارتي ؟”


شين لي : “ أدركت ذلك ؟

لقد كنت أخفيها هناك منذ بضعة أيام ”


كانت نبرته عادية جدأ ، كما لو أن القيام بشيء لطيف كهذا وإعداد مفاجآت صغيرة للو تشانغ تينغ كان أمر طبيعي


كان شين لي دائمًا يعرف كيف يلامس أعمق وألطف زوايا قلب تشانغ تينغ دون أن يدري


أي مشاعر سلبية كانت لدى لو تشانغ تينغ تلاشت تمامًا في حلاوة الشوكولاتة وكلمات شين لي


قرص خده قائلاً : “ أنت "


ابتسم شين لي : “ ألا تعجبك ؟”


: “ أحبها …”، توقف لو تشانغ تينغ قليلاً ، ثم خطرت له فكرة وقال : “ لو تشانغ يين وجدت بعضها وأخذت كمية ”


شين لي: “ لم أجلب الكثير معي . 

سأزودك بالمزيد بعد غد ”


تذمر لو تشانغ تينغ غير راضي : “ فقط شوكولاتة ؟”


شين لي: “ما الذي تريده ايضاً ؟”


لو تشانغ تينغ ببطء وهو يكشف عن نواياه الحقيقية : “ لقد كنت أتناول الطعام الجاهز لمدة يومين ، 

وهذا ليس جيد . ماذا عن أن تأخذني للمنزل ؟”


لم يستطع شين لي مقاومة مضايقته : “ أخذك للمنزل لتقابل أمي ؟”


تفاجأ لو تشانغ تينغ للحظة ، وتذكر فجأة أن شين لي يعيش مع تشينغ جاو جاو


لم يكن اللقاء مع والدي شين لي أمرًا مستبعد ، 

لكن نيته الحقيقية من الذهاب إلى منزل شين لي لم تكن لهذا السبب …. 

كان يريد قضاء يوم مع شريكه ، 

يسترخيان معًا دون فعل أي شيء سوى الاستمتاع بوقتهما


في النهاية ، النوم بمفرده في المنزل كان يبدو مضيعة للوقت ، 

لكن قضاء الوقت مع شين لي كان دائمًا ممتع ومليئ


خفض لو تشانغ تينغ صوته : “ لماذا لا تأتي إلى منزلي بدلاً من ذلك ؟

اقضِي عطلة نهاية الأسبوع معي ! ”


ضحك شين لي : “ أمي ليست في المنزل ، لكن لنذهب إلى منزلك بدلاً من ذلك ”

وأضاف بمزاح : “ منزلي صغير ، أخشى أنك لن تشعر بالراحة ”


بعد كل شيء ، منزله لم يكن ملكًا له وحده ؛ ورغم أن تشينغ جاو جاو لم تكن موجودة كثيرًا مؤخرًا ، 

إلا أنه كان قلق من أن يشعر لو تشانغ تينغ بعدم الارتياح ، إلى جانب ذلك ، 

كانت غرفته تحمل العديد من الأسرار التي لم يكن مستعدًا لمشاركتها بعد ….. 


إذا أراد بناء علاقة طويلة الأمد مع لو تشانغ تينغ ، 

فعليه أن يندمج في حياته تدريجياً ... 

وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في منزل لو تشانغ تينغ كان بداية جيدة


تحدث لو تشانغ تينغ بنبرة مسترخية الآن بعدما حصل على ما أراده : “ سأجد وقت مناسب 

لأخذك لمنزل العائلة لمقابلة أمي”


لم ينزعج من مزاح شين لي ، بمجرد أن يكون شين لي في منزله ، في ملعبه الخاص ، 

يمكنه أن يتصرف بالطريقة التي يريدها 


الجميع في الطاولة القريبة منهما قد تم تجاهلهم تماماً ، حتى أنهيا مشروبهما 

واستعدا للمغادرة


لو تشانغ شو لوّح لهما بصبر : “ اذهبا ، اذهبا ، غادرا أخيرًا . 

توقفا عن استعراض حبكما ، 

لقد أرهقتموني ”


لو تشانغ تينغ بجدية مصطنعة : “ الحب العميق لا يمكن كبحه ”


ابتسم لو تشانغ شو بلطف : “ عندما تحضره لمنزل العائلة رسمياً ، 

سأحرص على إعطائكما مظروف أحمر كبير ”


—— لمحة من الحدة في كلماته


سعل لو تشانغ تينغ بخفة : “ حسنًا ، سأكون بانتظار ذلك "


——يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي